يا حسين شريف ..

يا حسين شريف ..


07-06-2006, 07:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=131&msg=1189402926&rn=16


Post: #1
Title: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 07:07 PM
Parent: #0





والآن يا عم حسين ..
السابع من يوليو ، عيد ميلادك الثاني بعد السبعين ..
أكثر من عام على رحيلك عني .
لا يمر علي يوم ولا ليلة دون أن أتذكرك أو تحضر في بالي يا صديقي ،
فكل ما هو حولي يذكرني بك ..
أتذكرك باللون الأزرق ، وكلما ألمح واحدة من صورك الكثيرة المعلقة
على جدران غرفتي ، فهنا أمامي صورة جانبية لوجهك وأنت ترتدي نظارتك
ويتدلى من عنقك شال حرير أزرق تتوزع عليه نقط بيضاء ، كان صديقنا"كلود ستيملر" قدالتقطها لك حين كنافي الواحات بجنوب مصر ، وخلفي أعلى الكنبة
التي أنام عليها صورتك بالقميص القطني الأبيض وأنت تنظر في عدسة عصام
عبد الحفيظ ، صورة جميلة وفيها ملامحك الحقيقية،علقتهافوق منامي لأصطبح
على وجهك ، جوارك على الجدران صورة مانديلا وعبد الخالق محجوب وسعاد حسني ..
على يميني صورة أخرى وأنت جالس في مرسمك الذي أتذكر للآن رائحته وتفاصيله والأشعار التي كنت تكتبها على الحائط يسار الباب .
أتذكرك حين أنظر إلى أغلفة الكتب التي أهديتني لها ، أو التي صممت
أغلفتها وحين أبصر قلم لخوص الخاص بك ، وبقايا ألوان الفحم التي أخذتها
منك حين غادرتك آخر مرة ..
خطاباتك لي بخطك المهزوز ، والتي كنت تعنونها بـ "الأستاذ طلال"(!!) ،
ومنديلك وطواقيك التي أهدتني لها أمي " شامة " بعد وفاتك ..
حضورك الطاغي الجميل يا عم حسين يحاصرني ، ويحزنني أنني لن أجد فيما
تبقى لي من عمر ، أباً أو صاحباً أو معلماً مثلك ، له نفس القوة في الرؤية والعبارة ..
لو كنت أعرف أو إنتبهت أنك تموت لما تركتك لحظة ، ولا غادرتك أبداً ؛
فالأيام معك سعد والوقت بين يديك عالم من السحر والخيال ؛
برحيلك يا صديقي فقدت حياة بأكملها ، وتوقفت أجمل أحلامي عن النمو ،
فأنا لن أصبح مخرجاً ، ولن أمثل دور الواثق صباح الخير ، ولن أحضر معك
مونتاج فيلم " التراب والياقوت " لنعرضه في مهرجانFRIBOURG للسينما زي
ما كنا متصورين .
آخر مرة سمعت فيها صوتك كان قبل أيام من مغادرتك ، أنت كنت في القاهرة
تجلس على الكرسي الجلدي الأحمر بجانب الهاتف وخلفك نباتات الظل التي تملأ المكان ... وأنا كنت في مدينة الثورةبامدرمان مع محجوب شريف ، تكلمنا
كثيراً وتبادلنا الأشواق والكلام والهموم ، وقلت لي أنك تشعر بأن صدرك مكتوم، كنا قبلها قد ذهبنا إلى الطبيب الذي قال لنا أن التليف أصاب رئتاك ..
شدد عليك بالتوقف الفوري عن التدخين .. لكنك لم تستمع إليه ؛ وكنت أخبيء
منك السجاير وأقول لك ( خلصت ) ،فتقول لي ( يا سلااااام ،إنت عايز تكتلني؟ ) ..

كنت تدخن أكثر من ثمانين سيجارة يومياً، وكانت مطافئ السجائر وعلب
المارلبروالأبيض تملأ كل ركن في البيت :الصالون والمرسم والمطبخ والبلكونة الصغيرة وعلى سريرك بجانب المجلات والكتب والملحقات الثقافية .
تدخن بشره وفي كل وقت ، أثناء التصوير والكلام ، قبل وبعد الأكل ،
في التاكسي ، أول إفاقتك من النوم وقبل أن تنام.
فقط أثناء الرسم كنت تتوقف عن التدخين ، كنت تجلس على اللوحة كطفل
صغير ، ببنطلون الجينز وتي شيرت خضراء، ونفسك طالع ونازل يخشخش ..
كنت ترسم بطريقة عجيبة ، تشد القماشة على بروازها الخشبي وضعها على
الأرض ، وتجلس وحولك فوضى من الألوان والزيوت وحاجات كثيرة تستخدمها
في تنفيذ رؤيتك ..
دائماًُ كنت ترسم بألوان الزيت ، وتفوح من المرسم رائحة الخروع الذي
تستخدم زيته في تخفيف الألوان .
أثناء الرسم وبعده تنتابك حالة صفاء عجيبة وراحة ، تتصل بي أو تستقبلني
وأنا داخل وتقول ( انا قاعد ألون ) ، تقولها مبسوطاً وسعيداً وعلى وجهك
تلك السحابة الجميلة .

في واحدة من زياراتك لي حيث كنت أقيم بشقتي الصغيرة بشارع خيرت ،
أهديتني احلى الهدايا ، طرقت بابي ليلتها وفي يدك كيس ولوحة ..
لوحة مربعة في حجم متوسط ، ألوانها تتماوج بين الأحمر والبنفسجي ،
ألوان نابضة وكأنها كف لابن آدم ، معروقة وبصماتها واضحة ؛
في الكيس قميص أبيض ، ونسخة من كتاب د. أمين مكي مدني الأخير عن جرائم
الدولة السودانية تجاه ناسها وتوثيق لمسألة التعذيب ؛ غلاف الكتاب جميل
ومؤلم ، وهو من آخر الأغلفة التي قمت بتصميمها ..
ليس هذا فقط ، بل إنك بالإضافة لكل هذا وفي ذات الزيارة أهديتني أبجورة للإضاءة في غاية الأناقة ، وقد ذكرتني ليلتها بمنزلنا القديم في ألمانيا ..
حين قلت لك شكراً ، ابتسمت بخجل وأدب أميري بديع وقلت لي : شكراً ليك
إنت يا حبيبي .
ليلتها يا حسين ، جلسنا على الارض ، كما نفعل كل مرة ، وتحادثنا حتى
الفجر ، عن السينما وأبو داوود وعلي المك والكتب التي قرأناها ،
وإستمعنا لمحمد منير والنور الجيلاني ..

حين أتذكرك الآن ، أتذكر إنساناً فريداً .. وأباً حانياً وصديق قل أن يجود
بمثله الزمان ، وأتذكر مثقفاً كبيراً ، ومتكلماً بارعاً يتحرك بسلاسة وصدق
بين التلوين والرسم والسينما والشعر والترجمة والسياسة والأدب والتاريخ .
أكتب إليك وأنا فخور بأني زاملتك في الحياة .
وبقدر حزني عليك وعلى غيابك ، أجدني ممتناً لهذه الدنيا التي جمعتني بك ، ليتغير مجرى حياتي ويتطور .

تعرف يا عم حسين .. بعدك توطدت صلتي بناس كبار ، فيهم نفس ريحة الفل والياسمين التي أحببتها فيك ، كل واحد عل طريقته الخاصة ، ولم يكن لي ،
لولاك أن أقترب منهم أو أكون صديقاً لهم ، وهو ما أحتسبه عند الله صدقة
جارية لك ، وأجراً ممدوداً على رحابك ؛ إذ تقبلوني كابن لك وتلميذ في
حضانتك : كمال الجزولي ، جرجس نصيف ، فتحي عثمان ، الأمين عثمان ، حفية
مأمون ، شداد ، محمد مصطفى الأمين ، عصام عبد الحفيظ ، و هالة الكارب .
كلهم ، كنت أنت مفتاحي الوردي لمعرفتهم ومحبتهم وصداقتهم .. وهم الذين يشكلون لي في هذه الأيام
مثواي وسندي.
مسحوا كل فرق العمر والخبرة بيني وبينهم واحتضنوني ، وساعدوني على
مواصلة هذه الحياة .

زمان كنت قد كتبت كلاماً عن مدينتي الأثيرة : الإسكندرية .
كتبت في بداية الكلام على سبيل التقديم أو التلخيص ( لا أدري ) أن :
المنفى هو أن تعيش خارج الإسكندرية .
أشعر الآن أن الحياة هي أن تعاصر حسين شريف .
وفي معاصرتك يا حسين مشقة وكبد ، لما فيك من أحزان و هم ..
حزن شفيف وحار ، وهمٌ عظيم تجاه الخلق وقضايا الناس .
حزن وهم لا يستطيع الجالس إليك تفاديهما .. فعيونك تدمع وأنت تحكي ،
وصوتك يعلو حين ترفض ،
ودخان سجائرك المليون يغطي المكان .

كان هناك دائماً مظروف ، بني اللون ، بداخله نسخة من مجلة " جهنم "
التي يكتبها حسن موسى ، غالباً ما يكون الإهداء عليها لحسان محمد أحمد
الذي ينسخها ويأتي بها إليك .. وكنت تحكي لي بإستمرار عن بولا و نادي الأساتذة ..
بعدها ، وبعد رحيلك بأشهر ، إلتقيت الأستاذ عبد الله بولا في باريس ،
إستقبلني بأدب ومحبة وتهذيب ، وحين جاءت سيرتك لمحت في عينيه ذلك
الحزن الصادق ، وتحدث عنك كأنه يفتح زراير قلبه .

بعد أيام من وفاتك يا عم حسين ، نادتني أمي ، قالت لي ما معناه
ألا أحزن ، وانني لم أتعرف عليك صدفة ، وأن الله أراد أن يحفظ وجودك
بحياتك الأبدية في قلبي .

لا أذكر لو كنت قد صدقت كلامها لحظتها ، لكنها خففت علي كثيراً .


...
طلال










Post: #2
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: abdalla elshaikh
Date: 07-06-2006, 07:44 PM
Parent: #1

ألأنسان طلال
دائما ما[تفجفج]فضاء ألروح إلي إتساع عميق..فاليوم إنت
تعيد خطو ذاكرتى من هذا[ألـمنفي]ألإختياري [أللزج]بضاحية[مـمفيس]..إلي[شقق..]حسين شريف بالقاهرة..فينهمر سقف ألذكريات بحثا عنه حسين شريف..أو ألسفر مسافات..كنت أجلس عنده كثيرا..أبتغي ألـمعرفة ..وكان ضنينا في ألحديث وكنت حريصا علي ألتلـمذه..وعندما يستبد به تعبي ..يصير في ألحكي عنها..هذه ألتجربة ألـمجنونة..يحكى عن [إنتزاعن في إنتزاع ألكهرمان ] ويحكي عن تجربة دراسة ألسينما في لندن ويحكى عن تأسيس مصلحة ألثقافة..ثـم يحكي عنهم ويبكي..يحكي عن[علي ألـمك].ويغني[لـمتين أرجع لأمدر واعودها] ويحكي عن رقة[علي عبدالقيوم]ويبكي..وعندما[يكح]من ألحكي يقول لي..[ياكارلوس..ياقفه]..قوم نوم.....ياحليلك يا حسين والله يديك ألعافيه ياطلال

Post: #3
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 08:08 PM
Parent: #2




عزيزي عبدالله ، أولاً تقبل إعتذاري لأني لم أكاتبك
من قبل ، ربما لم تسمح الظروف وربما إنشغلت ..

نقول الحياة تلاهي والعتب على النظر ؛

نرجع لمرجوعنا ، ونحكي عن عمي حسين :
الجلوس إليه واحده من المُتع التي لم أجد لها مثيلاُ ،
فهو بجانب كل أفكاره ورؤاه المستنيرة القوية ، رجل
خفيف الدم وألمعي ولا يفتش للكلام ، ساخر تلك السخرية
اللاذعة والعجيبة ..

كان يحب الأواني الفخارية ، يعلقها على الجدران ، يقدم
فيها الطعام ، يطفيء فيها أعقاب سجائره ، يجعلها خلفية
لصورة فوتوغرافية ، يملأها بالزرع ، أو يرص على صحن
من الفخار بعض مجايبه ... فتجد عليه أحجار مختلفة من
مختلف بقاع الأرض أومشغولة فضية على شكل سوار ؛

كان يحب الغناء : أبو داوود و Billie Holiday وفي الرحلات
الطويلة يستمع إلى موسيقى موتسارت .

كل حواسه كانت مرهفة ومتيقظة .. وكان يتعامل مع العالم برقة
عالية وإنسانية حقيقية .


...
طلال





___________________
صورة لحسين شريف
Black&White
إلتقاط صلاح حسن
1984


Post: #5
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: Emad Abdulla
Date: 07-06-2006, 08:47 PM
Parent: #3

طلال ..
يا صديقي ..

حدثني عنه .. أكثر .
أخرجه منك ..الينا .
شاركنا فيه ..
نحب حسين أكثر الآن - و أنت تغنيه هكذا -
أفلا يسعده أن يحبه الناس .. أكثر
و هو هناك في سلامه السرمدي ؟
أخرجه .. أعد له بعض دفء و أصدقاء ..
وقعدة يلوننا فيها ..
إفعل يا صديقي ..
رد عليه بعضه الذي تركه عندك و .. مضى .

حدثنا يا صديقي .. تحدثه .

Post: #9
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 10:22 PM
Parent: #5




عماد ربما يكون حسين شريف أحد دواعي لقائنا
يوماً ما .. لنحكي عنه بإستفاضة ..
عن طقوسه ، ومناخات مزاجه ، جلسته للكتابة
صباحاً ، رائحة قهوته ، قراءته للخطابات الواردة
إليه وهو جالس على طاولة السفرة ، مشاويره
للزمالك لشراء الصحف الإنجليزية والمجلات وللمشي
والفرجة ..

كان يأكل بهدوء ، وأحياناً يسرح في فكرة ما أثناء
الأكل ، فيولع سيجارة وعيونو في السقف وهو ساكت ..

صوته يخرج خفيضاً لكنه قوي وإيقاعة مرتب ، صوت
جميل ينفع لرواية الأساطير ، أو الشعر العربي القديم
أو حتى الونس العادي الحميم ( ليه لأ ؟) .


غايتو يا عماد ، إنسان بديع لن يتكرر ..


...
طلال




Post: #6
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: مريم الطيب
Date: 07-06-2006, 08:54 PM
Parent: #3

Wishing you were
By Mohamed Khaled


Quote: There is a definite analogy between my work as a painter and my work as film-maker, which I think is inevitable. My framing of the film is painterly. When it is in black and white the form of the frame becomes even more important. My attitude to colour on film is also painterly... This is the way I do things."


Al-Ahram Weekly
1 - 7 June 2000
Issue No. 484

ياحسين شريف‘

مريم...

Post: #10
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 10:46 PM
Parent: #6




شكراٍ يا مريم لإيرادك هذا المجتزأ من حديث
الأستاذ حسين شريف بجريدة الأهرام الأسبوعية
التي يتم تحريرها بالإنجليزية ..

وهذا يجعلني أشير من تاني لمسالة اللغة وتركيبتها
في تكوين حسين شريف ؛
إذ كان حسين شريف يشعر داخلياًبالتنوع وبإحتوائة
الإنساني لثقافتين ، وهو ما جعلة مؤمناً جداً (وبحق)
بالديمقراطية والتعدد .

من ناحية أخرى كان لوجود هاتين الهويتين في داخله
ما سمح له التفكير بطريقة مركبة ، يعني كان ممكن يفكر
في الموضوع بوجهتي نظر ( ود بإعتبار إنو اللغة طريقة
تفكير ) ؛

أحياناً كنت أسأله : إنت يا عم حسين بتفكر بالعربي ولا
بالإنجليزي ؟؟
فيقول لي : كده وكده !
فأسأله : طيب ، إنت ياعم حسين ، لمن بتحلم .. بتحلم
بالعربي ولا بالإنجليزي ؟
فيولع سيجاره ويقول : خلينا نسمع أبوداوود بالله (!!)



...
طلال




_____________
الصورة :
حسين شريف في آخر
معارضه بالأردن .



Post: #7
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: abdalla elshaikh
Date: 07-06-2006, 08:58 PM
Parent: #3

في ألسودان لـم ألتقيه ولكنى كنت أوانس جدارية رسمها في إحدي[حوائط]دار جامعة ألخرطوم للنشر علي أيام[زهير حسن بابكر]وكنت وقتها مهووسا برسومات فنان إستثنائ هو[عـمر خيري..GEORG EDWARD]إذ كنت أجلس في حضرته أرتشف معه ألقهوة وأعاين فى رسوماته..كان يحكي لي كثيرا عن رحلاته لإنجلترا وباريس..ويحكي لي..عن(إذا..ونفحات ألصيف)
وعندما خرجت إلي ألقاهرة في رحلة[ألهروب الكبير]وجدت نفسي في حضرة حسين شريف بواسطة صديقي حسان علي أحمد وتذوقت حينها قهوة عـمر خيري مع حسين شريف ثـم وقفت علي[ صبر ألفنان]مع أللون .وقلت لحسان لو أن [ساستنا]وقفوا للحظة تأمل في ألوان حسين شريف وتصاوير عـمر خيري لأراحونا من ها[ألجقلبة]

Post: #4
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: صديق عبد الهادي
Date: 07-06-2006, 08:43 PM
Parent: #1

الاخ طلال

سلام

و لصديقك الراحل الفنان حسين...تقول:
"
أكتب إليك وأنا فخور بأني زاملتك في الحياة ."

و الله ليس هناك ما هو اصدق و اعمق من ذلك في حق العلاقات الحميمة.

شكراً علي إشراكك لنا في بعض من الجوانب ـ الإضاءات ـ الإنسانية التي عمرت بها حياة الراحل العلم.

تحياتي،

صديق عبد الهادي.

Post: #8
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 09:27 PM
Parent: #4




أخونا صديق ، أشكرك على قراءتك لما كتبت ؛
حسين شريف إنسان وتجربة حياتية كاملة تستحق الحكي
والوقوف عندها بتاني ونظر ، لما في الرجل من ثراء ؛

حسين شريف مغارة من السحر والدهشة ..
أحد أبرع الملونين في جيله ، ومخرج سينمائي نشط إستطاع
إخراج سينما نوعية (وعليها بصمته) للعالم ، بجانب قدرته
الفائقة على تذوق اللغات والتحول بينها بسلاسة ومهارة ..
كان يكتب باللغتين ( العربية والإنجليزية ) بذات الدفق
والإصابة .

قضى حسين شريف يا صديق جزءاً من وقته في الإسكندرية ،
كان ذلك في بواكير شبابه ... ودرس في كلية فيكوريا الداخلية
التي درس فيها يوسف شاهين وإدورد سعيد وعمر الشريف ( لاحظ
للقاسم المشترك عند الأربعة في مسألة الهوية المركبة والعلاقة
باللغات والخطوط الفردية ) .

بعد الدراسة في فيكتوريا ، عبر حسين شريف البحر شمالاً لدراسة
التاريخ المعاصر في كيمبردج ، وبعدها الفنون في كلية Slade
ثم أخيراً درس السينما في الـ National Film School .

هي يا صديقي حياة عامرة بالسفر والترحال والمعرفة وحب الإكتشاف
منذ بواكيرها وإلى آخر لحظة فيها ..


...
طلال





__________________
في الصورة :
حسين شريف يراجع بعض اللمسات
قبل التصوير مع صديقه الفنان
حسان علي أحمد ، والذي كان المدير
الفني لآخر أفلام حسين شريف والذي
إختار له عنوان " التراب والياقوت "

الصورة من إلتقاط " كلود ستيملر "
في باحة مسجد بن طولون بالقاهرة .



Post: #11
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: Amira Ahmed
Date: 07-07-2006, 06:14 AM
Parent: #8

You

Your glow is an eternity,
Hot and mystical,
Dance of molecules,
Of elementals,
At the point of transfiguration.

When memory circulates
Like the bloodstream,
When love is a shadow,
Evanescent and fleeting;
Elusive as the phantom waters
Of mirage.

Can we be finite,
Boundless as a sphere?
Can we grasp
The space between words?

Hussein Shariffe

Post: #12
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: محمد بهنس
Date: 07-07-2006, 08:04 AM
Parent: #11

سلام عليك صديقي الجميل..
ورحم الرحمن المصور الواهب ,المعلم حسين شريف.
..
..
سوف تخرج وتمثل سينما ياطلال..صدقني
..

اما بعد,
فمسؤول من الخير ياخونا..
قبل سنه وشيئ وشويات, كنت قد طلبت مني في مرسمي السابق بامدرمان حي الشهدا,لو تذكر,ان اكتب -من ضمن اخرين- شهادة ترافق تابين المعلم الراحل,
وقد كتبتها وسلمتها اليك,ولم تنشر بعد,وانا عازر المشاغل ياسيدي,لكني فقدت مسودتي في غمار الرحيل,ولقد هبشت كتابتك اعلاه حزن الذكرى الثانية,وتفكير بحت في مستقبل الفن السوداني الحديث,لذا تذكرت بشدة مقالي ذاك,وليس لاهمية كتابتي او رؤيتي للفن,صدقني,ولكن للحالة التي كتبت فيها ذاك,انذاك.

..

هذا,وتحيتي لاسرتنا كافة,وتحية خاصة للام السمحه/سميحه.
..

تحيه قلبيه

Post: #14
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-07-2006, 09:24 AM
Parent: #11




عزيزتنا أميره ، أهلا بك ..
هذه القصيدة التي كتبها حسين شريف
فيها شبه شديد بصوته الداخلي وعالمه
وبتشبه كتير جداً الطريقه البيرسم بيها ،
حركة الخطوط والظلال على اللوحة .


كان الصديق حافظ خير قد ترجمها :



أنت *
You


وهجكَ سرمدٌ لا ينتهي
حارٌ وصوفيُّ المزاج
رقصةُ الذرات،
رقصةُ العناصر الأولى
في لحظةِ التشكُّل والتجلِّي.

حين تدور الذاكرةُ مثل دورةِ الدم،
وآنَ يصبحُ الحبُ ظلالاً
تتلاشى وتهربُ مثل سرابِ المياه

هل لنا أنْ نستحيلَ الى أبدٍ لا ينتهي،
أنْ نصيرَ أسافيرَ لا حدودَ لإمتداداتها؟
هل لنا أن نلتقطَ فضاءَ الصمتِ بين الكلمات؟




لك ولحافظ كل التحايا ، ولعم حسين : كل سنه وإنت طيب .


...
طلال


_____________
اللوحة :
من أعمال حسين شريف
تم توقيعها بزيت على قماش
العام 2001 ؛


Post: #15
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-07-2006, 09:59 AM
Parent: #14



بهنس ..
أحلى التحايا يا صديقي ..

لا زلت أذكر طلبي إليك أن تكتب عن إنطباعاتك
حول تلوين حسين شريف ، ولا زلت أذكر أنك كنت
من المبكرين في الإيفاء بهذا الطلب الذي طلبته
من عدد من الناس ..

وقد جئت إلي بكتابتك على ورق أبيض كبير ومكتوبة
بقلم رصاص بخط يشبه خط الأطفال ؛
وأذكر أنها كانت كتابة قوية ومثرة لما فيها من
المشاعر والصدق والعفوية ..
الأوراق ما زالت لدي ، وسأحاول إنزالها هنا إهداءاً
منك لعمنا حسين في مقامه العالي ..

دمت ودامت معزتك
وكل سنه وغنت طيب يا حسين شريف ..


...
طلال



______________
الصورة :
حسين شريف في بيت السناري أثناء
تصوير فيلم التراب والياقوت ..

إلتقاط : كلود ستيملر .


Post: #13
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: Adil Osman
Date: 07-07-2006, 08:34 AM
Parent: #1

طلال
سلامات
فى هذه الوصلة http://poll.imdb.com/name/nm1335705/ قاعدة بيانات ضخمة وعالمية عن عدد كبير من السينمائيين والاعمال السينمائية. من ضمن المخرجين االذين وردت معلومات عنهم فيها حسين شريف رحمه الله. ولكنها معلومات شحيحة. شوف بنفسك، ما فيها غير فيلم واحد. يمكنك ان تضيف معلومات عن الراحل وذلك باستخدام ايقونة ابديت update فى صفحة الموقع. وينوبك ثواب بتعريف العالم السينمائى بالراحل واعماله السينمائية. وانت افضل من يقوم بهذا العمل.

http://www.shariffe.org/

http://www.fiff.ch/fiffbdd/fiche_realisateur.php?idrealisateur=474&lang=

http://www.fiff.ch/fiffbdd/fiche_film.php?idfilm=328&lang=en

وهنا عائشة حسين شريف بنته

http://www.sudanese-in-design.co.uk/homepage.html

Post: #17
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-07-2006, 12:21 PM
Parent: #13


شكراً يا عادل ، حاولت التسجيل وإضافة معلومات للموقع
المشار إليه ، لكن وصلتني الرسالة التالية :
Your Registration Could Not Be Processed
سأحاول مرة أحرى ، إحتمال يكون عندهم ظروف .

سأعود لك تاني .

أطيب التحايا ومحبتي لك ..


...
طلال

Post: #16
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: esam gabralla
Date: 07-07-2006, 10:41 AM
Parent: #1

Quote: ( انا قاعد ألون ) ، تقولها مبسوطاً وسعيداً وعلى وجهك
تلك السحابة الجميلة .


بلاد تقتل من يحبها يا صاحب يا طلال
لك الحب حسين

Post: #18
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 07-08-2006, 08:20 AM



اللوحة للاستاذ حسين شريف
من مجموعة القاهرة


لم يوقع عليها
شكرا طلال
احاول الكتابة

Post: #19
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-08-2006, 11:59 AM



هي فعلاً يا عصام بلاد تقتل محبيها والعاملين
عليها ؛
أحياناً أشعر أنها بلاد مفوفة البصيرة فأحزن ..

سيجلس السودان كثيراً في إنتظار إنسان نادر
بهذا القدر .


...
طلال


Post: #20
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-08-2006, 12:11 PM
Parent: #19



عصام عبدالحفيظ ..

مجموعة أعمال حسين شريف الأخيرة بالقاهرة
مجموعة نادرة من حيث النوع واللون لما بها
من خلط غريب وغامض للألوان ، لوحات في غاية
الجمال ، تشعر بالراحة والإنجذاب إليها أول
ما تراها ..

إمتد عمله على بعض اللوحات لسنوات ..


أعتقد إنه فنان مقتدر ، وصاحب خيال مفتوح
وحر ؛
وإنت عارف ..


...
طلال



____________________
مرسم حسين شريف بالقاهرة



Post: #21
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-09-2006, 05:35 PM
Parent: #20



كان حين يستبد به القلق ،
يحوم زي نمر جريح ، أو عصفور
مكتوف الجناحين ؛

بكل القوة والضعف ، وبكل الرؤية
والضباب ..

دائماً: كان فيه هذا ، وذاك ..


...
طلال



_____________
الصورة :
كتابة بخط حسين شريف
على جدران مرسمه بالقاهرة .

بالإنجليزية مجتزأ من قصيدة
بدأها بالفحم على الحائط ؛
تحتها : الشطر الأول لبيت
من بيوت شعر المتنبيء .


Post: #22
Title: Re: يا حسين شريف ..
Author: طلال عفيفي
Date: 07-11-2006, 02:29 AM
Parent: #21




مشهد من فيلم " التراب والياقوت " ؛ أذكره وكأنه الأمس القريب ،
لا زلت أذكر نداءه لي : حاول ما ترمش !

فحاولت !!


...
طلال