حكايه ...

حكايه ...


07-01-2006, 08:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=131&msg=1189256661&rn=1


Post: #1
Title: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-01-2006, 08:58 AM
Parent: #0



الليلة تذكرت الأحزان ..
خطر ببالي طول تعلقي بها ،
وأن أعتذر لها ( علها ملت ) !

لا أخاف يا سادتي أشياء أكثر من الحزن والزمن(ولذا لا أنظر للساعة كثيراً) .
أنسى مواعيدي ووعودي ، وكأني لم أفعل !
وأمشي شاعراً بعدم الخسارة طالما أنني خطوت الخطوة الأخرى .

لوني أصفر ، وأسمع موسيقى مغاربية ، أرتدي ملابس قطنية وقمصان بلا جيوب ،
أحب الملح الخفيف على الطعام ، وأحاول التعرف على نفسي بعد ثلاثين عاماً من العمر .
لي أصدقاء ، بعضهم حي ، وآخرهم رحل عن هذه الدنيا ..
ولي عطور مفضلة ، وأماكن أحبها دون سواها ..
لكني مازلت أطوف طواف الجاهل بكعبة روحي ..
لف ودوران في الفاضي .
ولعلي استمرأت هذا اللف والدوران طالما كنت أجد الهدايا الإلهية والدنيوية الصغبرة
في طريقي وترحالي .

أعود للحزن ذلك الداء المتأصل ( وقيل اكتئاب ) ؛
ربما تكون له بعض الأسباب الوراثية ( تلك التي تكمن وتنشط في الجينات ) ، حيث يسري
في دماي حمض نووي لئيم ، يفتك بالعمر باكراً ، يحمل في سريانه نسباً عالية من الكبريت ،
ما جعلني نهباً للحزن والاشتعال ..

أهلي نازحون .. كبيراً عن كابر ؛ سواءاً من ناحية الأم ، أو من جهة الأب الذي مازالت
خصل شعره الناعمة الرمادية تشير بحنين إلى جهة ما شمال المتوسط ، ذلك البحر الذي عبره
أجدادي هاربين أو قراصنة ناهبين ، أو عمال وجنود أكفاء في إحدى الأساطيل الحربية العابرة للقارات .
وربما لا زال إلى اليوم بقية من هذه العشيرة ذات اللون العجيب متمسكة بمكانهاهناك،
ربما في ألبانيا ، أو أطراف تركيا ، أو إنغرسوا كالهلب عرض البحر بجزيرة قبرص أو كريت ..
لا أحد يدري ..

لكنهم جاءوا هذه البلاد السودانية مسنودين إلى خبرة طويلة في المكوث
بالصعيد البراني جنوب مصر المحروسة ..
جاءوا إلى البلاد السودانية وفي دمائهم ذلك الفوران العفي والأجسام ذات
الطول والعرض ، وبعيون فيها لمعة القادمين المغادرين ( ولو بعد حين ) .
حين أبص في بيوت أهلي من العشيرة الكبيرة ، وأبحث بين جنباتها ، لا ألمح
أثراً ل "كرومة " ولا " سرور " ، وعلى جدران منازلهم لا أثر لمسمار تتدلى
عنه صورة لشيخ من المشايخ المحليين ، أو زعيم من زعماء البلاد ، بخلاف صورة
على جدران بعض أبناء الجيل الثاني تطل منها عينا السيد محمد الحسن الإدريسي
رحمه الله ،وهو رجل قادم من تلك المنطقة العجيبة والملتبسة في جنوب مصر وإسمها
"دراو"؛ منطقة إحتارت في تصنيفها وتحكيمها علوم الإجتماع،إذ أنها رحم لتكوين
ذلك النسيج المخلوط بين " الجعافرة " والنوبيين " الكنوز " ..
وأجد أن مريدي الشيخ ومحبيه وأبناء سجادته خليط من هؤلاء وأولئك ،وينفرد ظله
على تلك العشيرة التي يلمع لونها بين الأبيض والأصفر ، وهي العشيرة التي سماها
أهل الصعيد المصري بالـ " حلب " ، وفي محكات أكثر دقة عرفوا بالـ " نور " أو
الـ " الغجر " ..

وإبتداءاً من " دراو " و " إدفو " وحتى " حلفا " مروراً بـ " دنقلا " وصولاً إلى
حلة حمد وخوجلي ،نطق أهلي (من جهة أبي) بالنوبية والعامية المصرية ودارجية أهل
الوسط بالسودان .. لكنك لو طرطقت أذناك ، وأرخيت السمع ، للمحت في صوتهم
ونبرات الحروف مايقول لك أن تلك اللغات ليست لغاتهم ، وأن أياً من مخارج
كلماتهم لا يشبه الحقيقة ؛
إذ ثمة لغة ضاعت من أهلي أثناء الترحال .

المهم أن بذرتنا نمت في أرض هذه البلاد ..
ربما لم نصبح سُمراً بما يكفي لترضى عنا بقية المخاليط من أهل الوطن ..
لكن ، لا مرد لأمر الله ؛ فبيوتنا هنا ومقابرنا هنا وذكرياتنا الخاصة هنا، تنزع
إلى حقها العادي في القسمة وميراث الأرض وتاريخ الأرض ..
ولنا حين نشير إلى المدينة ( في الخرطوم أو بحري أو عطبرة أو شندي أو حلفا
أو الأبيض ) حق ؛ ربما يكون حقاً من ذلك النوع الذي يرد المصريون الشماليون
على مطالبيه بـ " جاك كسر حقك " ، لكنه في الأخير حق ..
حق المجيء المختار ، وحق العرق الممزوج بنهضة وقيام المؤسسات الكبرى من سكك
للحديد ، ومطاحن غلال أكل من خيرها العباد حتى شبعوا ؛ ولنا ذلك الحق مع كل
عابر لجسر من جسور المدينة على النيل الأبيض أو الأزرق ( الجسور الفولاذ المسردبة الظهر ) .

كنت أطالع قبل فترة العدد الأول من جريدة الأيام ، وهي من أول الصحف
في السودان ، والتي مازالت تناكف وتناهز لتواصل صدورها إلى اليوم ..
كان ذلك في العام 1953 وقد صدر عددها الأول بعنوان مفاده أن السيد " علي
الميرغني يحمل الحكومة مسئولية الأمن " (كذا) ؛ وقد ورد في هذا العددالأول
أن حزب الأمة (أحد أكبر حزبين في البلاد ) قد قدم طعناً ضد تسجيل الأستاذين
" محمد أمين حسين " و " حماد توفيق " ، وذلك بحجة أنهما ليسا سودانيين (!!)
وأن تعريف من هو السوداني لا ينطبق عليهما (!!) ؛
وعجبت للأمر !
كيف لناس يفتخرون بالأصل الحجازي ونسبهم الشريف (وبوصلته تشير لمكة) أن يستبعدوا
عن لائحة الوطن ناس لا ينقصون عنهم شأناً (غير وصولهم و هجرتهم المتأخرة للبلاد) ؟
ألسنا كلنا مهاجرين ؟؟

ألم نعبر كلنا البحر ، والصحارى .. بغرض الهروب أوالدعوة لدين حنيف أو تجارة؟



حين أقول لأهلي أننا مجرد نازحين لا يستقر بهم وطن ولا أرض لهم ولا مكان ، ينالهم
غضب !
حين أقول للناس هنا،أن السودان ممر للعابرين ،وأنه أرض تستريح عليهاالطيورالمهاجرة، ينالهم غضب !
وأنا بين الغضبين شهيد ، وشاهد، ومحزون .


قبل سنوات زرت قرية " عنيبة " ..
من أنت ؟ سألوني ؛
قلت لهم أني من هنا ، وأمي نوبية من ناس حسن اسحق صفر ..
قالوا لي " بتعرف تتكلم نوبي " ؟
قلت لا ..
فزمت الولية شفاها ولوت بوزها !

في الخرطوم بحري يتقبلني الناس على مضض ؛
وفي النوبة استضافني أهلي(على مضض -برضو- لأني غير ناطق بالـ " فديتجي " ) ؛

واليوم : لا يستريح لي النوم .
لغتي مفقودة على درب الهجرات ، وأهلي مشتتون ، تتوزع أسلاب ثقافتهم على البلاد العالمية ،
دون وازع أو حكم .



...
طلال


Post: #2
Title: Re: حكايه ...
Author: Nadia Elsir
Date: 07-01-2006, 09:23 AM

الرائع دوما طلال,

لم اجد ابدا فى قراءتى عن جدل الهوية السودانية ما سبر اغوار سر تقلبى الدائم بين الشك و اليقين فى قبول ما طرح من محاور لتدور حولها الهوية(الغابة و الصحراء و الافرو عربية و غيرها), طلال ما اشرت اليه فى (حكايتك) و هو ما جعلنى انحو بنفسى خطوة نحو التقين بانه هو المحور الحقيقى الذى تدور حوله الهوية السودانية لكل اهل السودان :

( السودان ممر للعابرين ،وأنه أرض تستريح عليهاالطيورالمهاجرة)


واصل حكى يا طلال


نادية السر

Post: #3
Title: Re: حكايه ...
Author: Emad Abdulla
Date: 07-01-2006, 09:37 AM
Parent: #2

طوبى يا غريب ..
طوبى لك و السحنات تعبرك ..
_ كما تعبرني .. كما تعبرنا -
لتحط في هرطقات التشريح الإثني .



يا غريب .. الدار
يا صديقنا ( السودان ) الجميل .

Post: #4
Title: Re: حكايه ...
Author: Giwey
Date: 07-01-2006, 09:44 AM
Parent: #3

طلال..

تحياتى نديّات...

أكاد أجزم أننى أول من إطلع على هذى الحكاية قبل قليل..
وقد (سجنتنى) فى دهاليزها هذه الساعة .. وأنا بطبعى يهزمنى هذا النوع
من الكتابة .. وأنت قطعا (حريف) كما عهدتك (صريح) فى بوحك ..


لك الود


عبد الرحمن قوى

Post: #19
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-04-2006, 04:47 PM
Parent: #4



يا عبد الرحمن ..
أيها الوجه البسيط الذي كلما قابلته أصابني حبور :
سلام ..

أسأل ..
لماذا ، ونحن أبناء مدينة واحدة ، لا نلتقي ؟
( وهذا سؤال جاد ) ..

أما للمعلومية ، فأحب أن أقول وأسجل لنفسي والناس
بعض الكلام ..
( وليس في المحبة والإعتراف بالجميل ذنب ) ؛

أول دخولي في مغامرة النشر الإلكتروني ، كنت يا عبدالرحمن
تبعث لي على بريدي الخاص ، وتقول لي كلاماً عالي القيمة ،
وكنت - أنت - يا عبد الرحمن تشجعني على مواصلة كتابة
رأى فيها آخرون قلة من الأدب ونقصان قيمة ..

وكنت يا عبد الرحمن بالحق والحقيقة ، قارئاً يعرف السكة
للذي أحب أن أقوله ..

دربك أخضر يا صاحبي ( ولا أذكي على الله أحداً ) .

هي شهادة ؛
أنا اليوم واثق من كتابتي ، وواثق من مشاكلي فيها ..
لكنك أحد الذين أكتب لهم ، وأسعى إليهم ، منذ أن كانت الكتابة
والإنتشار حلم صغير .

لن أشكرك .
ليه ؟
لأنك صاحب مكان وبيت ..
وصاحب مبادرة في الدفع بي إلى الأمام ..
أنت يا عبد الرحمن ، وتماضر شيخ الدين من جاءوا بي إلى هنا ؛
(ومعاكم تلك البنت الحانية الإسمها نجلاء التوم ) .

كتبت الكثير ، وإستقبلني الناس ، بأحسن ما يكون .
وأجدني اليوم ، ولبكره ، وبعد بكره ، مأسوراً بحسن مداوتك لكتابتي .


قد لا أوافيك الحق المستعجل ..
لكن ، تعال ، بعد ألف عام .. وأسأل : من قال لي أن أكتب هذا الكلام ؟
أنت ؟
إيهاب عبد الحميد ؟
تماضر ؟
حجاج أدول ؟
إيمان أحمد ؟
إشراقة مصطفى ؟

الله أعلم !

لكنك شجعتني بكل الصراحة والمحبة .

ومداخلتك ، أبداً لن يكون لها ذلك المقاس العادي ..


أشكرك ألف مرة ..
أشكرك لأنك تمنحني أعز ما يحتاجه الإنسان : السند ، والحب .

السلام عليك
والمحبة

والتقدير ( بمعناه ) ؛



...
طلال


Post: #16
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-04-2006, 03:12 AM
Parent: #2




سلامات يا نادية ، وصباح الخير من هنا ..

جدل الهوية السودانية جديل عجيب ومحير وغريب ،
من حيث كونه جدل ينزع بكفته للإقصاء والنفي وهو
كذلك جدل مثير للجدل ..

خريطة ممدودة على كف البسيطة وفيها من الأعراق
والمٍلل واللغات والناس ما يكفي العالم بالإقتناع
بأن الله حق ، وأن التنوع والحركة سنة الحياة ..

من زمان وهذه الحكاية تتحرك فيني ، وكنت وأنا طفل
وفي بعض أحيان الشباب أتسأئل : لماذا أنا الغريب
دائماً ؟ ( يعني لماذا لوكنت في أي حتة في العالم
يسألني الناس : إنت من وين ؟ ) ؟

مرات بشوف إنو دي حكاية طريفة ، وده عشان أنا دوناً
عن معظم الناس ، شاعر بإنتماء حقيقي وعميق للعالم
من مجاميعو !! وفي ذات نفس الوقت أشعر بالخفة واليسر
أثناء عبوري من بلد لبلد ، وكأنني يا نادية شعرة في
عجين ..

اللذيذ إني قلق ، أتوتر داخل الأمكنة ، وأستمتع بها من
الخارج ، أحب المباني من الخارج ، أحب الجدران ، نقش
المخارج والبلكونات ، والأبواب ( عشان بتقول إنو دايماً
في مخرج زي ما في مدخل .. وفيها تلك الغواية الساحرة
والإحتمالات المفتوحة لما راءها ) ..
ما برتاح إلا في القطر أو الطيارة أو السينما ؛
حتى البشر ، ما بحب إنو زول يرتبط بي نفسياً او عاطفياً ،
بشعر طوالي بحاجات غريبه ، وبأني مربوط ومقيد .. بكون
من غير وعي عايز أهرب وأطلع ، ما بكون عايز أتسجن في
قفص حتى لو كان قفص صدري ..

عايز أكون خفيف .
أحياناً الخفة بتحتاج الوحدة ، وأنا برضو كإبن لآدم بشعر
بحوجة ما للناس والإنتماءات والونس .. لكن سرعان ما يذوب
هذا الشعور مع أول بادرة لتحققه .

طبعاً يا ناديه الكلام الفوق ده أنا ما عارف هل هو صح أم إنو
مجرد خيال بتخيلو عن نفسي ، برضو زي ما إنت عارفة النفس
الشرية دي غميسة وفيها مسالك واعرة ، لكن حيث هو كذلك المانع
شنو الناس تحكي وتفضفض ، وبالمره أتخلص من أفكاري وأشوف
لي حاجه تاني ..

أنا عارف إنو الكلام الفوق ده فيهو ربكة ، وبعض الطربقة ، لكنه
زي الصلاة على النبي ، طالع من جوه وبرغبة في السياحة ، نبدأ
به يومنا ونسال الله حسن الخاتمة ..

قبل ما أمشي ..
انا منبسط شديد الإنبساط بمداخلتك يا نادية .. وبوجودك ضمن الناس
الذين يساعدونني على الإستمرار ..

نقول شنو ؟
شكراً


...
طلال


Post: #18
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-04-2006, 12:50 PM
Parent: #16




صديقي عماد ..
ليت لنا بمثل هذا المنبر من زمان ، فنتعارف
ونتكاتب ونرى أوجهنا حمالة الأوجه ..
ليتنا إلتقينا من باكر ، لكنا الآن أصدقاء عُمر ،
ونحلف بحياة بعض ..
لم يفت الكثير : ها نحن ذا ( على دروب كنزنا ) ،
نفتح صندوق الحكاوي ونحكي ، نتفرج على الأيام ..
ونتذوق من ماء النهر الماشي في ممر الحياة ، نجري
وراءه ونجرجر جلبابه زي العيال ..

كم أفتقد أن أراك وأجلس إليك ، وكم أشتاق يا عماد
لـ " أورورا " ؛

ترى هل تبلغها الأيام تحاياي ؟


...
طلال





______________________
ضريح من أضرحة المراغنة
حلة خوجلي / بحري .
26 مايو 2005


Post: #20
Title: Re: حكايه ...
Author: Salma Daoud
Date: 07-05-2006, 05:47 AM
Parent: #16

نقلت المداخلة تحت حفاظاً على التسلسل!

Post: #5
Title: Re: حكايه ...
Author: Salma Daoud
Date: 07-02-2006, 05:00 AM

يا حزين يا قمقم تحت بحر الضياع
حزين أنا زيك وإيه مستطاع
الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع
الحزن زي البرد ... زي الصداع
عجبي !!!!

Post: #23
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 06:41 AM
Parent: #5


" منذ أن غادرت لبنان للإستقرار في فرنسا،
كم مره سألني البعض عن طيب نيه إن كنت أشعر
بنفسي ( فرنسياً ) أم ( لبنانياً ) . وكنت
أجيبسائلي على الدوام : هذا وذاك ! ، لا حرصاً
مني على التوازن والعدل بل لأنني سأكون كاذباً
لو قلت غير ذلك . فما يحدد كياني وليس كيان
شخص آخر هو أنني أقف على مفترق بين بلدين ،
ولغتين أو ثلاث لغات ، ومجموعة من التقاليد
الثقافية . وهذا بالضبط ما يحدد هويتي .. "



ده يا سلمى كلام كتبوا أمين معلوف ، واحد من
الناس البيكتبوا حلو جداً وبأفكار مرتبة ولغة
بديعة ، بشعر دابماً إنو بيقول الكلام الذي لا أجد
إليه سبيلا ..

المقتطف ده من كتاب إسمو " هوبات قاتله " ..
كتاب فيهو كلام كتير مهم ، زمان البت رباب حاكم
أدتني ليهو وقالت لي أقراهو ، قلت ليها إشمعنى ؟
قالت لي عشان إنت عامل كده ..
عجبتني فكرة إنو يكون في زول تاني - برضو -
عامل كده ..


...
طلال


Post: #6
Title: Re: حكايه ...
Author: Adil Osman
Date: 07-02-2006, 05:31 AM

طلال
تحية قلبية كما يقول بهنس ومن قبله الجابرى المغنى.
للانقليز طريقة طريفة فى السؤال عن مهنة الشخص
يقولون
what do you do for a living?

والان، يا طلال، دعنى اسألك نفس السؤال:
what do you do for a living?

Post: #7
Title: Re: حكايه ...
Author: احمد العربي
Date: 07-02-2006, 05:44 AM
Parent: #6

هسع يا عفيفي
يا جميل
اقول ليك شنو
يلا لملم دلاقينك دي وشيل اهلك
محبه كدي لمن تمحنك

كلنا مهاجرين

Post: #27
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 10:57 PM
Parent: #7



محبتك واصله يا أحمد العربي ،
وليت لي بمثل هذه الأجنحة ..
عارف ، زمان لمن كنت صغير ، سته
سبعه سنين كده ، كانت فكرة الطيران
مسيطرة علي ، كنت بحلم لو أطير
وأقدر أشوف العالم من فوق ، وبرضو
وفي ذات الوقت أقدر أختفي وأتنقل
من مكان لمكان كلما سنحت الفرصه ..

إستنيت تقوم لي أجنحة .. وما حصل ؛
وزي ما إنت شايف : آدينا قاعدين !


وصباحك زي العسل .



...
طلال


Post: #8
Title: Re: حكايه ...
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 07-02-2006, 05:45 AM
Parent: #6

شكراً للحزن ... وشكراً لرياحانة القلق
ولولاهما لما سطر طلال ذلك

... شكراَ طلال ...

Post: #28
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-12-2006, 08:30 AM
Parent: #8


سلامات يا صديق ، ردي كما العادة متأخر ..
أنا في الحقيقة مرات ، وكتير ما بعرف أقول شنو ؛
الحال ذات نفسو مرات بيكون ملتبس عليك ، وقلبك
غايم ؛
أسوأ ما في الأمر كمان كونك تشعر بإنك محبوس ، وليس
لديك القدرة على عمل أي شيء .
أشعر بإرهاق عام .. وبشيء ثقيل مطبق .
أسأل الله السلامة .


شكراً دائماً يا صديق ..


...
طلال


Post: #29
Title: Re: حكايه ...
Author: Nadia Elsir
Date: 07-12-2006, 09:14 AM
Parent: #28

العزيز طلال

افتقدنا حكاياتك و لو ان الليالى هذة الايام جد مقمرة !

و جيت و فرحنا و لكن فأجتنا بان :
(الحال ذات نفسو مرات بيكون ملتبس عليك ، وقلبك
غايم ؛
أسوأ ما في الأمر كمان كونك تشعر بإنك محبوس ، وليس
لديك القدرة على عمل أي شيء .
أشعر بإرهاق عام .. وبشيء ثقيل مطبق .)


سلامتك و سلامة قلبك !

عارف عندى صديقة عزيزة بتقول انو القلوب لما تغشاها الاحزان بتجليها و تصقلها و تحولها الى قطع كرستال و

اظن و الله اعلم يا صديقى قد علق (بقلبك الكرستالى) بعض رذاذ هذة الايام فاصبح غائما نعم !

و لكن بامكانه ان يرسل اقواسا قزحية فريدة الالوان !



(طلال يا ولدى ما تشفقنا عليك).



واصل نثر حكايات يا كرستالى القلب.



نادية السر

Post: #9
Title: Re: حكايه ...
Author: abd elmniem musa
Date: 07-02-2006, 06:01 AM
Parent: #6

طلال
سلام عليكم
مااناالممكن اقول فيك رآى ...
اكيد(طلال)افضل من يعبر عن حاجاته باسلوب لطيف...


لكن المره دى كلامك ده ماعجبتنى ... ليه ماعارف .

Post: #30
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-12-2006, 07:24 PM
Parent: #9


عبد المنعم موسى
( ترى : هل ترجمتي لإسمك صحيحة ؟ )

قل إنها غير صحيحة !

لكن أبدأ ده ليس هو المهم ..

المهم هو لقاءنا الآن ..
فتعال ، أحكي لك ..

لم يعجبك كلامي !
وهل كلامي يعجب ؟

الذي يعجب ( ويعجبني ) ، إحساسي المفرط بأن ثمة شيء ما
فيما كتبت ، قد كان صادقاً ، وهو إحساس أفشل معظم الأحيان
في توصيله ؛

ويعجبني أنني قادر على التخلص من مآخذي ، تاريخي وحكاياتي
بلطف ..
لا أخاف ، ولا أتوجس :
هو أنا ..
ويعلم الله كم أحزن وابكي لما أكتب ..
ويعلم الله ( والبشر ) كم توجعني الحكايات والفضفضة !
لكن ، تقول شنو ؟
أو : نعمل إيه ؟

هي حكايتي ، وقصتي .. نخليها على الله ، أم نكتبها والسلام ؟

لو كنت أعرف ، أو كان بحوزتي رد ، لما كتبت ..
الأمر في النهاية ، حكايه ..
والله أعلم : بالـ صح والـ غلط ، بالـ قبيح والـ جميل ؛

لكن ، بالطبع ، سأراجع ما كتبت ( عشان المحبة التي كتبت بها
أنت كلامك ) ، إذ عسى أن يكون في الأمر ، أمور !


أحلى التحايايا ..
ونهارك أبيض ..

...
طلال


Post: #31
Title: Re: حكايه ...
Author: abd elmniem musa
Date: 07-13-2006, 02:26 AM
Parent: #30

طلّو
صباحاتك كلها بيض ان شاء الله

Quote: ( ترى : هل ترجمتي لإسمك صحيحة ؟ )

ايوة الترجمة صحيحه

قل إنها غير صحيحة !


إنها غير صحيحه

Quote: وهل كلامي يعجب ؟

ايوة بعجب
Quote: لكن ، بالطبع ، سأراجع ما كتبت ( عشان المحبة التي كتبت بها
أنت كلامك ) ، إذ عسى أن يكون في الأمر ، أمور !


بكل المحبه .. ليس فى الامر أمور

Post: #25
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-06-2006, 09:03 AM
Parent: #6


تحية قلبي كمان يا عادل ،
سؤالك الإنجليزي ما فهمتو !
أو قل ما فهمت ما يمكن أن يكون
وراه ، يعني هل عندك لي وظيفة ؟
أو شغلة نافعة لي وللعباد ؟

أنا على كل الأحول بشتغل أفندي
في منظمة حقوقية ؛ مره مره بعمل
حاجات هنا وهناك ، بكتب لمجلات وصحف
في حتت مختلفة من المعمورة ، وكده ..

لكن برضو ما فاهم ليه !!

وبمناسبة التحية القلبية ، أخونا العزيز
بهنس غايب الأيام دي ، هل يا عادل عندك
خبر عنو ؟؟

أنا مشتاق ليك جداً ، ويا ريتك تجي السودان
قريب .


...
طلال


Post: #10
Title: Re: حكايه ...
Author: معتصم دفع الله
Date: 07-02-2006, 08:47 AM

أما كفاها من أحزان يا صديقي ؟


أكتب يا طلال ..
فاللكتابة عندك طعم آخر ..

Post: #11
Title: Re: حكايه ...
Author: خدر
Date: 07-02-2006, 11:07 AM
Parent: #10


It brings a tear
Into my eyes
When i begin
To realize
I've cried so much
Since you've been gone
I guess i'm drowning in my own tears

Post: #37
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-14-2006, 04:19 PM
Parent: #10




عزبزي معتصم ..
والله ، وليس لك ، علي حلفان ولا قسم ، أنا غير فاهم
لما يعتمل في روحي ؛ شيء أشبه ما يكون باللهب يبدأ
بالإشتعال في صدري أول حلول المساء وصفاء المغارب ،
أقول أنها العقاقير ، أو نداءات الخمر ، لكن لا شيء
يحلني من هذا الإشتعال ..
أشعر برغبة عارمة كلما طاف بي ليل : أن أبكي وأصرخ ..
الشعور العميق بأنك مكبوت ومحبوس وعليك كي تنام أن
تمر من خرم الإبره ..
وقد تدري يا صديقي كيف أن خرم الإبره صغير ..

هي بلاد ترهقني بالتجوال فيها ، وعالم يوجعك جبروته
المستبد وقيمه التالفه وأحزانه المتراكمة ، كل هذا
وبالإضافة إليه إحداثيات خاصة تخصني وتخص ما أتلفته
من الهوى ..

لا أعرف إلى متى سأستطيع مواصلة الصراع والنزاع الداخلي
ده ؟

وكنت قد سألت الله كذا مرة ألا يحملني ما لا طاقة لي به ...

أكتر من كده أعمل شنو ؟؟



محبتي وأشواقي ..



...
طلال


Post: #12
Title: Re: حكايه ...
Author: fadlabi
Date: 07-02-2006, 05:07 PM

عارف يا طلال
الكلام ده ذااااااتو إنشاالله أتقص لو كضاب
كان بحكيه لي صاحبي مجدي.
مجدي يا طلال بشبهك في كتير
صاحبي من أب مصري و أم نرويجية
مجدي يشبهك في إنو نرويجي أكتر من إبسن.. و الله على ما أقول شهيد
يكتب الشعر و يفكر بالنرويجية.
يعرف أوسلو أفضل من موزعي البريد و جنود الشرطة.
يعرف السياسة و الساسة
و لما كان يشبهك فهو مسلم
و بما إنو الناس كلها بتسكر هنا
مجدي أكيد .. عمره ما سكر!
شفت الشبه?
مجدي مشهووووور
فنان بالطول و العرض بغني قصايده الشخصية و الخاصة عن الهوية و عن إحساسه بالغربة..


her hjemme kaller de han utlending
og der borte kaller de han utlending

هنا ينادونني بالأجنبي
و هناك ينادونني أجنبيا أيضا..


يغني مجدي
يغنيييييي
و البنات يتبهدلوا
و يقومو و يقعوا

و لأنو مجدي شبهك..
يمسك قلوب البنات بالدور و يشتلا ريحان

يا طلال عارف أكتر حاجة بشبهك فيها شنو..?
مجدي يغني فقط بالنرويجي..

و عارف أكتر أكتر حاجة بشبهك فيها شنو?
قبال أسبوع كان عندو حفلة في فانكوفر في كندا..
غنى فيها بالنرويجي
و التي شيرت اللابسه كان فيهو علم مصر!

يا طلال الدين إنت..
ياخ إنت سوداني أكتر من بعانخي زاتو
و حلبي كمان.
أها شنو?

بعدين الفنانين ديل (الزي حلاتك) قلوبهم معلقة في طيور بتمشي أبعد من ألبانيا و تكريت.
فالصحي و الصحيح إنك تحس بغربة و حنين لشوارع عايزاك تمشيها و أهل أنا منهم مع إني ما حلبي. كان راضي ولا ما راضي.

Post: #13
Title: Re: حكايه ...
Author: Adil Osman
Date: 07-03-2006, 04:50 AM

طلال
اسمح لى ان انشر صفحة من مفكرتى هنا
_________

الاحد
2 يوليو 2006

نزلت من شقتى قبل قليل الى الدكان
اشتريت خبز وزجاجتى نبيذ احمر اسبانى
قلت فلاجرب كتابة شئ بعد تناول قدح او اثنين من النبيذ الاحمر الغارق فى الرمز
فكتبت او كتب الهاجس الذى يكتب باسمى ما يلى:

* * *


يا نبيذ يا احمر
يا أحمر فى لون الكركدى التقيل
الكركدى التقيل المزروع فى بابنوسة
والمجلوب بالقطارات واللوارى فى زكائب الخيش والبلاستيك
قل لى من زرعك؟
قل لى و من حصدك؟
من باعك؟ ومن إشتراك؟
من بلاّك فى ماء النيل؟
من ساط سكرك الكنانى المبيوع فى السوق الاسود؟
من صبّاك فى كبابى الفضيّة المورّدة؟
ثمّ حملك على صينية الكرم البيتى السودانى الحاذق؟
ومن أين جاءت قطع الثلج الطافية فوق سطحك؟
من جلبها فى تلك الظهيرة التى أرسلها الأله عينة من الجحيم؟



Post: #14
Title: Re: حكايه ...
Author: Ibrahim Algrefwi
Date: 07-03-2006, 07:42 AM

أحب الارض لأني مثلها
جرحّتني المصافحات
أحب الأرض لاني مثلها
صدقت الاشجار
أحب الأرض لاني مثلها
كلي غُربة
أحب الأرض لاني مثلها
يدك الحزينة يامحمد
...

...
...

محمد الصادق الحاج

Post: #15
Title: Re: حكايه ...
Author: TahaElham
Date: 07-03-2006, 01:21 PM
Parent: #14

ياطلال تعرف الحكاية الكتبتها حكأأأأأية وجيتي دي هسي هنا هي عشان الحكاية وعشان اسلم عليك ..وبما اني طولت منك ومن البورد في زخم بتاع كلام كتير عايز ينقال وفي زخم بتاع زكريات وتداعيات ما حا يستوعبها زمن الزيارة القصيرة ...لكن علي كل حال هي حكاية .....احي هذا القلم الحاذق ولي عودة للحديث عنه ومعه .....تعرف محمد اخوي كان لما يكون عايز يغيظ امي بيقول ليها ( انتو بقايا الحملة ..خلفتكم التركية السابقة وهي تجرجر ازيالها في بربر.....) والقاسم المشترك كان واحدأ زعل وكواريك وياولد الله يجازيك ...

هذه نقاط حتي الملم اطراف الحديث :
*البوستر بتاع حفلة غرناطة كان جميل .
*ساذهب في هذا الشهر لاميمة في غرناطة لو عندك وصايا .
*وين بلدك اليومين ديل .
سلام كتير لكل الناس المعاك

تحايا من هنا لعادل عثمان
من ساط سكرك الكنانى المبيوع فى السوق الاسود؟
من صبّاك فى كبابى الفضيّة المورّدة؟
ثمّ حملك على صينية الكرم البيتى السودانى الحاذق؟
ومن أين جاءت قطع الثلج الطافية فوق سطحك؟
من جلبها فى تلك الظهيرة التى أرسلها الأله عينة من الجحيم؟




الهام عبد الخالق

Post: #17
Title: Re: حكايه ...
Author: Nadia Elsir
Date: 07-04-2006, 06:25 AM
Parent: #15

العزيز طلال ,

سعدت لما كتبت ردا على فى شان هاجس الهوية.
و سعدت اكثر لصورة شباكك الذى احتوته تلك النبتة او احتواها هو لاادرى!
و اظنه هو شاننا مع هذا البلاد و (شبابيكها) و (نبتاتها) التى تمكنت من ان تحوينا او احتويناها نحن الاغراب جميعا فى حنو متبادل.
و لاننا مولعين بتفسير الشى بضده نهفو نحن مع ذواتنا الى تفسير الامر بانه فى اعمه (تقريبة) و فى اخصه (تغريبة) و نظل نتقلب بين عامنا و خاصنا .

الامر الذى اراه اكثر بياناو سلاسة فيما اتانى من حروفك:

( عايز أكون خفيف .
أحياناً الخفة بتحتاج الوحدة ، وأنا برضو كإبن لآدم بشعر
بحوجة ما للناس والإنتماءات والونس .. لكن سرعان ما يذوب
هذا الشعور مع أول بادرة لتحققه .)


طلال انا من اجدنى ممتنة لك.



شكرا

نادية السر

Post: #21
Title: Re: حكايه ...
Author: Salma Daoud
Date: 07-05-2006, 06:02 AM
Parent: #17

طلال.. الغريب القريب..
ولد الناس الطيبين..
سودانيين.. وماهم سودانيين
مختارين الشين ودشن.. بحرّه ورمضاءة وسمومه بمحض إرادتهم
فذات السفن التى ألقت بجدودك السحيقين على مشارف المحروسة
كان بالإمكان أن ترسو بهم في أي ساحل لا يؤدي إلى هذه البلاد..
بلاد المليون ميل مربع.. ومليون سحنة ولون..
هذه البلاد التي نعشق بدون تبرير!
تسحقنا.. ونموت في ريحة ترابها
تظلمنا.. ونتجهجه لما تجي سيرتها
تتلتلنا.. وبرضو بنموت في ميتينا!!

طلال..
جميل الطلة والطلعة..
"اجمل من رأيت.. و أجمل من سأرى" على رأي إيهاب..
تاتي دوماً صديقي بالحزن والجمال من أقصى وأعصى الأركان..
بعدسه "Carl Zeiuss" أو قلم "Uni-ball" أو كيبورد..
وبحكمة العارف تحط يدك على الجرح..
أو كما قال عماد:
"تعيد تقرير حقائق الوجود - التي نسينا - و عليها أغلقنا مغاليق بديهياتنا و مسلماتنا المتثائبة"

حزنك وغربتك بتفتح شبابيك الروح على مصراعيها..
وترش حيشانها بالطل وشاي الصباح..

فيك يا طلال - زي ما قلت ليك قبل كده - حاجة بتفضل مع الواحد بعد ما تمشي..
زي ما تكون لاصقة في البال بالشمع..


ما تحرمنا بوحك..

محبتي

سلمى

Post: #22
Title: Re: حكايه ...
Author: Omayma Alfargony
Date: 07-05-2006, 09:48 AM
Parent: #21

طلال

أريد شجرة عتيقة لاتكاءة حزينة

ربما.... تبلدية

لكن لا يجب أن تكون كذلك...

سأرضى بأي شجرة اخرى عطية.

أريد بحرا وأفقا تنبع منه الشمس والنجوم

تنبعث من خياشيم أسماكه رائحة التجوال والرطوبة المالحة

أشتم منه رمال المنافي والمرافي

أرى في سفنه حقائب المودعيين وقلبي

وبين مراكبه أعين السماكيين الدافئة.

على شاطيئه سأسير حافية.

طلال هلا بعثت لي بكل ذلك...

أعلم أنه لديك.

أخبرتني حمائمك.

Post: #24
Title: Re: حكايه ...
Author: Hussein Mallasi
Date: 07-06-2006, 06:55 AM
Parent: #22

Quote: لماذا ، ونحن أبناء مدينة واحدة ، لا نلتقي ؟
( وهذا سؤال جاد ) ..

لانو - ببساطة - الزول بيجيك لحد البيت
و بسابق موعد و ما بيلقاك!!
(و هذه إجابة جادة) ..

Post: #26
Title: Re: حكايه ...
Author: Manal Mohamed Ali
Date: 07-06-2006, 10:32 AM
Parent: #24

طلال
في زيارتي لمنزل مك مملكة تقلي وجدت غرفة بابها قديم ... اخذت لك منها صورة....
احتفظ لك بها.
اتذكرك عندما اري الابواب المميزة خاصة العتيقة منها.....
روحك تواقة للرحيل مثلي ياصديقي ... فلا تستغرب ...
الحاجة العندك دي فيروسي ... ليس له علاج .. اسمه فيروس الحزن ... والترحال منذ الازل.. هجرتك لم تبدا الان وايضاً هجرة اهلك ... انهم راحلين فيك منذ خط الله على الانسان قدر الاحساس والقلق..
اعرف هذا الفيروس جيداً .. لانني اعاني منه منذ ان خدعت حواء ادم .. وسوف تزال في هذه الغربة
ليس مهما ان تحس بالانتماء الى ارض ووطن... اختر انتمائك وارضك ...
اتمنى ان اراك ...
منال

Post: #32
Title: Re: حكايه ...
Author: لمياء الجيلى
Date: 07-13-2006, 03:47 AM
Parent: #26

الأخ والزميل العزيز طلال
لا يشغلنى كثيراً الحديث عن الهوية والتاريخ ، فالوطن لا يعرف الحدود الجغرافية والتاريخية ، الوطن فى داخلنا قيم وفكر وثقافة ومعان ، جمعتنا ظروف العمل فوجدتك سودانى حتى النخاع بما تحمله من قيم ومعانى وحب لهذا الوطن والدفاع عنه وعن إنسانه. والحديث عن الجذور والبدايات وتسلسلها والترحال صعب ، وهذا التنوع والترحال ، بميز صاحبه ويوسع افقه ، ويماذج بينه وبين الثقافات المتعددة. طلال وهذه الأيام ارجع كثيراُ لأشعار الدوش وأترنم بها ..لا أعرف ما السر ولكننى أدعوك والآخرين لقرأة هذا المقطع معى
مــرســى النــجـــوم

وجيتْ يا حِلوَهْ

زي زولاً قَضَى الايام

بُكا ومنفَى

وجيتِك من بلاد باتت

على نار زيفهْا

تِتْدَفا

أنا المسجون زمن يا حلوَهْ

فيها مداين الكُلْفَهْ

ولا قيتِك

سلام عينيك

رماني على سلام وصفَا

أماناً فيكي فتَّح ليْ

على مرسى النجوم ، شُرفَهْ

ولا قيتِك

هموك من هموم الغير

وفي حال البلد

والريف

وفي النايمين على الأحزان

وفي الصاحين

مآسي وخوف

في التاهين مع الأشواق

متين تنْزَاح سموم الصيف

ولاقيتِك

غصناً مال على الأمواج

وهفْهَف

فوق خُضُرْة القيف

أحبِّك بى مشاعر جيل

رفَع للشمس رايَهْ وسيف

وثبّت في الأرِض أقداموا

في أعماق تُراب الريف

Post: #33
Title: Re: حكايه ...
Author: فيصل الباقر
Date: 07-13-2006, 05:50 AM
Parent: #32

طلال . لا أكتب إليك هذه اللحظة بلغة الوعظ أو الواعظين. أدرى وأنت قبلى تدرى " إن المحرش ،ما بكاتل". وأعلم علم اليقين ،أنك أصيل فى كل ماتكتب و تقول، فى سكونك وحركتك.أكتب -الآن- لك وللناس ، و لى طلب و رجاء بسيطين ( أن تواصل -يا نبيل- كتابة هذا المشروع الكتابى و المعرفى و الجاد بتركيز كثيف ،دون الإلتفات-وهو حق مشروع-للتخريمات التى سوف تهطل على هذا "البوست"و لو بعد حين من هنا أو هناك.
هذه الكتابة(الحكاية)، إذا ما أستكملت "حلقاتها"،ستكون إضافة نوعية لهذا الدرب العصى و الصعب فى الكتابة الجادة،فى زمن أصبحت فيه الكتابة الجادة و العميقة و المسئولة كلبن الطير !!!.
أكمل مشوار الكتابة يا طلال . كثيرون معى ينتظرونك يا صديق . نحن فى الإنتظار و لن نقول لك "واصل كتابتك،إنّاهنا قاعدون ".

تخريمة : يا أهل سودانيس أون لاين ، هلا عرفتم أن طلال عفيفى هذا، كان "كفيلى"فى الدخول و الإقامة المستدامة -هذه المرّة-فى مملكة أو جمهورية منتداكم العام هذا ؟ .

Post: #34
Title: Re: حكايه ...
Author: Hussein Mallasi
Date: 07-13-2006, 06:06 AM
Parent: #33

Quote: دون الإلتفات

و أنا – ايضاً – لي رجاء؛ و هو أن لا يلتفت طلال
لمداخلة فيصل الباقر أعلاه!

Post: #35
Title: Re: حكايه ...
Author: willeim andrea
Date: 07-13-2006, 06:40 AM

طلال الشفيف... ما اروعك وانت واضح وما اروعك وانت شفاف وما اورعك وانت صادق وما اروعك وانت انسان ... ابداع انت يا طلال ولك كل المحبه والاحترام

Post: #36
Title: Re: حكايه ...
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 07-13-2006, 07:24 AM

اللهم اجعل الحزن
بردا و سلاما
على ابناء جلدتي
و علي.

Post: #38
Title: Re: حكايه ...
Author: عصام عبد الحفيظ
Date: 07-14-2006, 05:50 PM
Parent: #36



اللهم آميييين يارب العالمين

Post: #39
Title: Re: حكايه ...
Author: Giwey
Date: 07-15-2006, 08:32 AM
Parent: #38

طلال...

هكذا بلا القاب... حميمة كارتطام الكؤوس (على حد تعبير
الفنان متوكل التوم فى نصه البديع .. ندكول)...

تحياتى...

ثم ماذا فعلت _ ياصديقى_ حتى تطوقنى بهذا الكلام الندى غير
أنى (ربت على كتفك) فى المبتدأ .. فقد صادفت كتابتك هوى فى نفسى..
فأنا أحب تلك الكتابة (الكاسرة قيدها) أو الكتابة الناشز وأنت (حاذق)
فيها .. أمسكت بتلابيبى أول ما وقعت عيناى على كتابتك فى (سودانايل)
واعتاد نقلها الزميل (قصى مجدى سليم) الى باحات منبرنا الذى كان
أخضرا وقتهافآثرت أن أهديك السلام (الخصوصى) عبر الايميل ...

أما بخصوص سؤالك (الجاد) فأعدك أن آخذه على محمل (الجد) أيضا..
وسنلتقى فى جلسات (ممهولات) بإذن واحد أحد .. وبيننا الموبايل (ومعى رقمك)
من زمان إن لم يكن قد تغير فالبلاد إزدحمت بأريبا وسودانى ....


لك الود من قبل ومن بعد



عبد الرحمن قوى

Post: #40
Title: Re: حكايه ...
Author: NAZIM IBRAHIM ALI
Date: 07-15-2006, 07:43 PM

طلال

كتاباتك تجعل المرء يتنفس هواء نقيا بعيدا عن اجواء تصيبك بالكابه والخرس
شكرا يا عزيزي

ناظم

Post: #41
Title: Re: حكايه ...
Author: محمد أبوعاقلة الطريفي
Date: 07-16-2006, 00:13 AM
Parent: #40

عفيفي ...
صحيني معاك لم تسافر سافل ...
وتندب حظك ...
نيلي ... من هنا لغاية هناك ..
بعدين انت ما فارقت البحر .. شان تقول !!!!
والجهجهة بتداوي ...
ما تفكر في الموضوع كتير ..
عشان الضغط والسكري ..
ولم تدق الباب ... بتلقانا
بنفس اللون وابتسامة بايته ...
تحياتي

Post: #42
Title: Re: حكايه ...
Author: nada ali
Date: 07-17-2006, 05:03 PM

الاخ طلال

اوليست الغربة (واضيف النزوح و المنفى) "مساحة داخل العقل و ليست بالضرورة غربة جسد او مكان" كما قال الراحل حسين شريف؟

ربما وافقتنى ان الهوية - اى هوية - ليست ثابتا وليست قالبا مصبوبا، بل هى تشكيل اجتماعى

Social construct

و الهويات/الثقافات/التجارب الهجينة المربوطة بالنزوح تنتج وعيا عابرا للحدود (ايا كانت هذه الحدود)، اكثر قدرة على الرؤية و التعبير، فاللغات لا تضيع اثناء الترحال كما قد نحسـب و لكنها تتحور و تصبح اكثر تعقيدا و ثراء كونها نهلت من اكثر من معين.

شكرا للكتابة المحرضة على التفكير
و على كرم اشراكنا فى جوانب من سيرتك الذاتية كما تفعل دائما
و اتمنى ان تواصل الكتابة
ندى



Post: #43
Title: Re: حكايه ...
Author: انعام عبد الحفيظ
Date: 07-18-2006, 03:54 AM
Parent: #42

طلال

سلام وود

لي مع الحزن تاريخ حي لا يسكن الى الماضى ابدا

وانا التي افقد من احب وما احب تباعا بيدي او باياديهم

او بايادي القدر الذي ينقضّ علينا في غفلاتنا الجميلة





لك مودتي واحترامي

Post: #44
Title: Re: حكايه ...
Author: خدر
Date: 07-19-2006, 07:18 AM
Parent: #43

طلال ..
تعال احزن لينا ياخ
انا منتظر..

Post: #45
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-24-2006, 09:18 AM
Parent: #44


فاضلابي يا صديقي ..
زمان طويل !!

تذكرتك وتذكرت صديقك مجدي ، وتذكرت هذه الكتابة
ودواعيها قبل أيام .. حاولت الكتابة لك إلا أن إنقطاع
التيار الكهربائي قد حال ( ودوام الحال من المحال ) ،
دون ذلك .

عايز أحكي ليك القصة :
قبل أيام كنت أجلس إلى مكتبي ، كأي أفندي محترم ..
وفجأة دخلت المكتب خواجايه ومرت من أمامي إلى مكتب
زميلتي ؛
البت الخواجاية زي العسل ، مفرودة وعودا سارح
تفوح عنها تلك الرائحة الساحرة : ريحة عطر ليمون خفيف
مخلوط ببودرة الأطفال .. قميصها يهفهف في هواء مكيف المويه ..

كنت أقرأ .. وكنت يا صديقي كلما رفعت رأسي أجدها تنظر إلي !
قلت عادي يا ود يا طلال ، خليك ريلاكس .. طول عمرك الناس بيتفرجوا
عليك ، في زول شال منك حته ؟؟
غادرت البنت المكتب ، ونزلت بعدها إلى الحوش ، لأجدها من تاني !!
هذه المرة تبسمت في وجهي تلك الإبتسامة التي قال عنها الرسول الكريم
أنها صدقة ، وسألتني بالإنجليزي : إنت من وين ؟
فقلت لها بالإنجليزي ( كذالك ) : من الشمال ! ( عشان أخليها مفتوحة -
أقصد الإجابه )
فألحت وسألت : يعني من السودان ؟
قلت لها أيوه Yes .. أي خدمة ؟؟
فردت بـ " أبداً ، لكن شكلك مختلف .. "
قلت لها بقليل من القطامة : السودانيين كلهم شكلهم مختلف !
فضحكت وضحكت ...
وعج المسرح بالضحك ..

فتأمل أخي الفاضلابي ، بالله عليك ..
تخلص من أبناء جلدتك ووصمهم لك بالغربة ، ليأتي الغرباء من بلادهم
ليصفونك بذات الوصف !!

والعمل ؟؟


...
طلال



Post: #46
Title: Re: حكايه ...
Author: حبيب نورة
Date: 07-24-2006, 01:34 PM
Parent: #45

طلال



محرض علي المرور


جميل يا طلال

أهداءوسجـــارةٌ .... في كل الشــوارعٍ أكسجــــينة!!!

Post: #47
Title: همم!! غريبة
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 07-25-2006, 04:04 AM

اليوم سأكتب ب"حبة" حرية
إنها "الحالة ديك"
لا علينا

كنت أود أن أقول لك أن لغتك الفوتوغرافية رائعة...ولو كانت الدنيا طاولة قمار خضراء وفي يدك الزهر...أرى أن ترمي به في فن تصوير "حرفيا" ...اعني أن تمسك الدرب لاخره... لو كنت مكانك..لو كانت لي موهبة "أكيدة"...زمان كان جدعت الزهر(النرد باللغة الفصحى) ولا أبالي!
صورك لها لغتها وحدها....وكنت أتساءل إن كان عامل "الغربة" الذي تقول به هو ما يجعل لها لغتها وحدها. أقصد أن عينك تلتقط ما يراه "اللاغرباء" بديهة!
و الغريب سيظل غريبا، لا ماضي سيقبله أو مستقبل يحتضنه و يعيش "بالطبع" غربة الحاضر... المشكلة أن هذا الحديث أشبه بمراة تنظر إلى مراة (هل جربت أن تحمل مراة وتقف أمام مراة وتجد نفسك معكوسا داخلها إلى ما يعده صبرك؟ المهم كنا بنعمل كدا زمان لما كنا شفع) خلاصة الأمر هذا الموضوع يحمل ما يحمل...
للأسف الشدييييييد...أمرك لا علاج له... لأنك رغم قولك بالغربة فأنت لست غريب... و قولي هذا لا يعني أن لك انتماء..إنتا في النص (بضم النون)..في المكان الذي يسميه الحالمون "الجحيم" والذي أتلذذ أنا بكل سادية بتسميته "الحقيقة" ..والحقيقة والنار متلازمان...إذا أدركت الحقيقة..إصطلي بناره!..أعتقد في حالتك كأفندي "تسطلي بنارها" تعني أن تقوم من مكتبك، ثم تجلس، ثم تقوم...تذهب إلى النافذة (في حالتي أنا تدعي التحديق والتفكير العميق ) ..الحقيقة هي اللاراحة، وسط كل الناس المرتاحين.. أحكي لك قصة.. قبل فترة وقد كنت سعيدة بتديني كحمل وديع حتى أنه ما عاد يشكل سؤال (غنماية المين رود هذا ما كنت تحديدا أطلقه على حالتي تلك).. اتنيلت على عيني وقرأت للأستاذ محمود.. المهم هي الحالة التي ذكرت لك (( الذهاب إلى النافذة ، تدعي التحديق..الخ)) المهم! كان أكثر ما يشعل القلب، هو راحة من حولي , وكنت ب"شيطانية" أحاول التبشير بالحقيقة كي أجعل من حولي كلهم في حالة قلق، وبهذا أجد انتماءا جديدا هو مجموعة القلقين!!!
نار الحقيقة...أنها تخصك وحدك.. أنك بها غريب... لا توجد حقيقة متفق عليها وهذه هي الحقيقة...ولهذا الله= الحقيقة لأنه مطلق وغير متفق عليه إطلاقا...حتى حكاية إنو واحد دي..ما متفق عليها (أقصد معنى وحدانيته)....blah, blah blah وخلاص بعدت من الموضوع خالص

ألم يقل "طوبى للغرباء!" يا سلام...يا سلام

أين ذهبت؟ نعم أمرك صعب... ك"غجري" ...الغجر سادة الحقيقة لو كنت تعرف..حقيقة أنه لا يوجد شيء اسمه انتماء..كل هذا وهم, لكننا اعتدنا من الناس أن يعتنقوا الأوهام ويمدوا بها أعمارهم ويغذوا بها من خلفهم...فتمتد أجيالا..أجيال...ويسمونها كذبا "الحقيقة" ..الكاذبون يتفقون على الحقيقة!!! تخيل!!!

هناك ظرفاء..,أحب أن أسميهم الظرفاء ..يقولون أنه يمكنك الإنتماء لذاتك.(والله العظيم قصة..قال شنو...تنتمي لذاك..والله!) لا يمكن الإنتماء للذات..ذاتك أغرب غريب تصادفه..لذا أنت وذاتك لا تتفقان على الإطلاق! (أم أن هذا يحدث لي وحدي)

نعود للغجر... الغجر ارتضوا الغربة الأبدية... الأبدية...لأنو ناس كتار كما ذكرت قطعوا البحر (ليس في الأمر هجرة مبكرة أو متأخرة) و أعتنقوا وهم الإنتماء....الغجر إختاروا أن يسكنوا الركن "والركن مساكن معزولة داخل كل حي"... ثم إختاروا أن لا يشبهوا أحد (لاحظ أنا استخدم اختاروا لأنو في الأمر قصدية وتعمد..قاصديييين...وحات هاشم قاصدين!) لأنهم اصطلوا بنار الحقيقة "اللاإنتماء أصل الإنسان" ... ولا يريدون برد الوهم الذي يعيشه السودانيون (يقولوا ليك دا سوداني أصيل..what does that mean?) و بعدين ( so what سوداني أصيل) دعنا في "الحلب" طبعا حلب دي الشفرة بتاعتهم....حتى تظن أنهم ينتمون فترتاح وتتركهم في حالهم (لأني لم أخبرك أن المنتمين أحقد خلق الله على اللامنتمي..لأسباب كثيرة... ولهم العذر) ....لكن لو لاحظت سير قولي..قلت أنهم تجمعوا في أركان الأحياء والمدينة واختاروا الغربة...لقد جمعتهم بواو الجماعة!!!! اللذة الحارقة للحقيقة أنها تتفلت دوما و هذا ما يجعلها "الحقيقة" مطلوبة ومرغوبة. الذي حدث أن اللاممتمين ديل..انتموا!.. لذا هم ينكرونك ! غجري الغجر! اللامنتمي لاللامنتمين ! (تتسو...تتسو...مسكين!)

((((بعد تفحص للرد....ملاسي! صدقت والله! لكن والله ما قصدي الكلام يكون ما مفهوم! عندي ود أختي عمرو سنة و شهرين ، احيانا يتحدث معي (طبعا بالنسبة لي هي برطمة ساي) يتحدث معي بكل جدية وبكل إيماءات الوجه المناسبة لما يقوله..كأن لحديثه منطق! وهو يرى ذلك!)))))

نواصل:
الإنتماء واللاإنتماء وجهان لعملة واحدة... الذين هم الان في الحقيقة يعرفون عما أتحدث ...أن حالة "في النص" بضم النون...والتي أترجمها كالاتي "بين كدا وكدا..لكن ولا كدا ولا كدا" ...هي أصل الأشياء.

خلاصة الأمر وكأن لحديثي خلاصة: أنظر هاتين العبارتين وتذكر حركة الوقوف أمام المراة بمراة :1- كل الناس أغراب...2- كلهم يدعون أنهم منتمون.. العبارة الأولى تؤكد أنهم منتمون... والثانية تؤكد أنهم أغراب.

"عليك بالنص..عليك بالنص" (بضم النون)

طلال عفيفي قال:
لغتي مفقودة على درب الهجرات (بختك!) ، وأهلي مشتتون (أهلي دي طبعا شفرة انتماء لتتركهم في حالهم!) ، تتوزع أسلاب ثقافتهم على البلاد العالمية ، دون وازع أو حكم(وهو المطلوب!) .

النبي صلى الله عليه وسلم : ما زال غريبا
و قد وصف هو أبا ذر الغفاري بالغربة ((يمشي وحده..يموت وحده ويوم القيامة يبعث وحده)) وما ذاك إلا وصفه هو عليه السلام
المسيح طبعا..طبعا...غريب
مريم العذراء دفعت ثمن غربتها
الغريب!!! إنو: المسيح غريب ويهوذا غريب!
مصطفى سعيد : غريب
راوي موسم الهجرة للشمال : غريب
محجوب أكتر المنتمين لود حامد بوسعك أن تلتقط بسهولة غربته رغم تخفيه في الإنتماء (بس على مين؟)
"الناس غريبين ياخي!" هذه عبارة تسمعها تقريبا يوميا في السوق العربي تؤكد ما أقوله أن كل الناس غرباء (أهه! ما قلتا ليكم؟)
البعض سيجد كل ما قلته غريب..i.e أنا غريبة
وطبعا إنتا أبا عن جد غريب

وبعد دا كلو "ما غريب إلا الشيطان" مقولة حاقدة يتلفظ بها الغرباء حين ينتمون
صلاح جاهين قال شنو؟
"عجبي!"
يمكن الشيطان عجيب
Hey خلاص..باي

Post: #48
Title: Re: همم!! غريبة
Author: Hussein Mallasi
Date: 07-25-2006, 06:01 AM
Parent: #47

Quote: لكن والله ما قصدي الكلام يكون ما مفهوم

وقوفك - يا ميسون - أمام المراية المزدوجة
يجعلني أتفاءل بالمستقبل!


_____
في تطور لافت اقر بأن المداخلة
مفهومة من أقصاها لأقصاها.

Post: #49
Title: Re: همم!! غريبة
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 07-25-2006, 06:50 AM
Parent: #48

حسين كيف أصبحت؟
قلت لي في "تطور" "لافت" كمان!

لا بد لنا من ونسة.. بالمناسبة لخيبة أمل البعض ..أنا إطلاقا ما بتكلم زي ما بكتب!
خفيفة عا القلب!

Post: #50
Title: Re: همم!! غريبة
Author: Hussein Mallasi
Date: 07-25-2006, 07:51 AM
Parent: #49

Quote: لا بد لنا من ونسة..

إن حدث ذلك فسأدعو لطلال بطول العمر؛
و لحكاياته بدوام الاستمرار.
____
ربما يمتد الدعاء ليشمل بكري!

Post: #51
Title: Re: حكايه ...
Author: عنيده
Date: 07-25-2006, 10:43 AM

تفوح من هذا البوست رائحة (الحزن)القويه
... لاعليك ياطلال ياصديقنا
فكلنا علي البسيطة هذه غـرباء ..
ومثلك.. (السهم يشير لاسفل)
Quote:
شهيد ، وشاهد، ومحزون .


كلنا..
Quote:
أنسى مواعيدي ووعودي ، وكأني لم أفعل !

قد تكون نسيتها سهوا" فكيف بربك حال المتعمدين

(لا عليك من هذيان عنيده في ساعة حزن)...
ولكن لتعلم,,
ان الاحزان وحدها من يشعرنا بالمعني الحقيقي للسعاده
استمتعت بالبوست ومداخلة الاخوه\ات
ولي مع الاحزان(وقفه) لذا سأعود

تحياتي

تخريمه لحسين ملاسي
الحقنا بدعوه(كاربه)
كان الحزن يفكنا شويه

Post: #52
Title: Re: حكايه ...
Author: عمر ادريس محمد
Date: 07-25-2006, 12:13 PM

طلال

الحكاية دى انا شايلها وحايم واقول عنهاللناس فى غفلة منكم
يولد بينكم السودان العظيم



بالجد خفت حبة على الحقيبة

Quote: لا ألمح
أثراً ل "كرومة " ولا " سرور


لقيتها هنا

Quote: البت الخواجاية زي العسل ، مفرودة وعودا سارح
تفوح عنها تلك الرائحة الساحرة : ريحة عطر ليمون خفيف
مخلوط ببودرة الأطفال .. قميصها يهفهف في هواء مكيف المويه ..


فنمت


عليك الرضوان

Post: #53
Title: Re: حكايه ...
Author: Inaam Saad
Date: 07-25-2006, 02:19 PM
Parent: #52

يا ولد يا طلال
"يا ولد
قول للبلد
قائل غناوي الحزن ليش
شايل مسادريك مجامر دمع ليش"

ليش ليش يا طلال
وتاني بجي عليك ومعي الغرباء

مظفر النواب
**********

فى طريق الليل
ضاع الحادث الثانى
وضاعت زهرة الصبار
لا تسل عنى ..
لماذا جنتى فى النار
فالهوى اسرار
والذى يقضى على
جمر القضى اسرار
والذى يخفى الهوى بالصبر
يا ..بالله كيف النارتخفى النار؟
***********
يا غريب الدار انها اقدار
كل ما فى الكون ايام له
الا الهوى ..
ما يومه يوم ولا مقداره مقدار
*********
لم نجد فيما قطار العمر
يدنو من بقايا الدرب
من ضوء على شئ
وقد ضج الاسى اسرار
كنت تدعونا فاسرعنا وجدنا
هذه الدنيا محطات بلاركاب
ثم سافرنا على ايامنا أغراب
لم يودعنا بها الا الصدى
او نخلة تبكى على الاحباب
يا غريباً يطرق الابواب
نحن من باب الشجى
والزخرف الرمزى والالغاز والمغزى
وما غنى على ازمانه زرياب
***********
كم طرقنا بابك السرى
فى وجد وفى خوف
لم تجبنا فابتعدنا فرسخا هجراً
فالفيناك سكراناً جوابات
فلم تغفر ولم نغفر
كلانا مدع ٍ كذاب
كل غىٍ غاب
انما غيى وغىٌ منك قد غاب
وراء النرجس المكتوب للاحباب
لا تسل عن عادة ..
ان تكثرالاقوال فيمن زاق
خمر الخمر فى المحراب
لم يقع فى الشك الا انه
من لسعة الاوساخ
تنمو خمرة الاعناب
كل مافى الكون اصحاب وايام له
الا الهوى ..
ما يومه يوم ولا أصحابه أصحاب
***********
نبه العشاق نبه العشاق
مذنب أودى بلا هجر ولا وصل
بباب الطاق ..
نبه العشاق ...
مرهق من خرقة الدنيا على اكتافه
لم تستر الاشجان والاشراق والاشواق
مرهق مشتاق كله اشواق
نبه العشاق...
موغل فى السر مندس بنار
الوجد فى الاعماق
نبه العشاق ..
لم يفق يوما ولم يابه بمن قد فاق
مشفق مشتاق كله اطراق
قد ملته الخمر صحوا فانبرى يبكى
واطفال الزمان الغر لجو حوله
سخرية فى عالم الاسواق
قل لاهل الحى هل فى الدور من
عشق لهذا المبتلى ترياق
مشفق مشتاق
نهمة فى العشق تبقى
نبضة تكفى ..
فلا تكثر عليك الحبر والاوراق
كل ما فى الكون تنقيط له
الا الهوى
فاحذر ففى التنقيط نهوى
واسال العشاق ..
كان يأتى العمر
يقضى صبوة فيها
ويصغى للأقاصيص
التى فى آخر الدنيا
وفى عمر وفى أحباب ...
هاهنا ينهال فى صمت
رماد الموت
يخفى ملعب الأتراب
لاتسل لماذا ألف مفتاح ومفتاح
لهذا الباب

Post: #54
Title: Re: حكايه ...
Author: Hussein Mallasi
Date: 07-25-2006, 04:26 PM
Parent: #53

Quote: تخريمه لحسين ملاسي
الحقنا بدعوه(كاربه)

دعوة ساكت .. بدون ونسة!!
___

Post: #55
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-26-2006, 01:53 AM
Parent: #54




إلهام ..
مر عام تقريباً على ذلك الوقت الذي إلتقينا فيه ،
مازلت أذكر ذلك الأثر الطيب والعميق الذي خلفته فيني
عفويتك وروحك القوية ..
نادرون هم الناس الذين ينغرسون فيك بهذه السرعة ..
أتمنى ، وسط هذا الحل والترحال ، أن نلتقي كمان تاني .



...
طلال




_____________
في الصورة بنت من نواحينا،
تم إلتقاطها في حلة خوجلي .


Post: #56
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-26-2006, 02:10 AM
Parent: #55




اليوم إستيقظت من النوم ، ووجدتني كاتب هذا الكلام :


" دايماً تجلس للكتابة وأنت مغموم .. تشعر دائماً إنك على الآخر وغير مرتاح ،
وأن تفكيرك غير مرتب ..
لا تعرف بالتحديد هل تحتاج لأن تنام أطول مدة ممكنة أم تنتحر أم تسافر ؟
لكن ما تعلمه وتدركه بفارغ الصبر ، هو إنك عايش في جو موبوء .. جو غير
مريح على الإطلاق .. سياسياً واجتماعيا وعملياً وإنسانيا و هلم جرا .
أصدقاء صدقيتهم أرهف من خيط العنكبوت ، بلد معظم ما يحدث فيها تافه وغير
محترم .. وهؤلاء الناس الواحد فيهم يأتي إليك ، يبصق سفته وينف في الأرض
ويمد يده مصافحاً : وين يا فردة !

وأنت السأم يقتلك والصداع يفتك بك ، وضيق الخلق والحزن وعدم القدرة على
احتمال أي شيء ..
لا أحد يدري إلى متى يستمر الحال بهذه الطريقة ، ومدى قدرتك على الاستمرار ..
تتحرك دائماً كالهارب ، تحاول ما أمكنك تفادي أكبر عدد من الناس والمواقف ..
تريد أن تحافظ على طاقتك البسيطة للحظة خاصة قد تمر بك .
الأغاني بعيدة ، فيروز ومحمد منير ومارسيل وبوب مارلي وتريسي شابمن وجوان بيز،
أصبحوا أقرب للذكريات ، تسمعهم لتتذكر كيف كنت تستمتع حين كنت تسمعهم قبل سنوات ،
حين كان عمرك على مشارفه التي ظننتها جميلة وحين كان عشمك في الحياة أعمق ..
تشعر بملل رهيب ، وفراغ نفسي قاتل وغربة لا حدود لها ..
تجلس أمام نفسك وتتذكر نفسك .. لا تستطيع أن تفعل شيئاً ، فلا أنت قادر على البكاء
ولا على النوم المرتاح .

لك الله يا صديقي ..
لك الله ... "





___________
الصوره :
أمدرمان : سوق حلايب



Post: #59
Title: Re: حكايه ...
Author: المسافر
Date: 07-26-2006, 04:13 AM
Parent: #56


الآن تذكرت
أن افتح إحدى الصرر
طال اتكائها حين لم تمتد يدي ناحيتها
مال هذه السنون لم تجعل هذا الرباط واهيا
فتنبهل أشتات تجمعت حصرا قدرا

لا اعرف حدود الصغر أو حجم من عمر بل في وقت تتساير الأحداث حولي وتتنقل الأحداق حولها في ناحية من نواحي ونواحي في ناحية مثل المساحات الممتدة
كنت هناك وكان في كل وقت ياتي ركب وجمعان يقال لهم حلب
في ذلك الفضاء الذي يحيط بمنزلنا
كنا ننشط أكثر في زرعنا ونبيعهم البرسيم والعلف المجفف من بقايا القصب والحصاد
وكانت هذه الحركة والنشاط يهزمها الرحيل
او قل ينفرط الإنتظار إلى ما بعد الغد نحو زمن لا يأتي إلا بالعبور إليها
فتتشابك المحاميل على ظهر الدواب
وتتعالي الكلمات التي يمكنها ان تأتي همسا فترفض هذا الحجم فتهتز من صداها طبول الأذنين
قعقعة الرحيل تضم فجفجة القدوم
بل بعد ذلك إطباق الوجوم
وكأن لهذا الحال مسرح يعيد رفع الستار بالحضور والرواح


شيئ من ذلك تنطع دواخلي
وصرت اعتقد ان هناك مكان
ربما فضاء
لا تحيط به الأسوار والأشياء والنظر لن يرتد إلا بما يؤكد بالوجود
الوصول إليه ربما أن تقف عجلات القطار في تلك المحطة ويأذن بالنزول
فتنشرح أطراف النفس وتكف عن الملمة

تدرجت في الأفكار حتى ايقنت أنني إن حاولت أستطيع الوصول إليه
ليس إلا أن اركب من أقرب محطة للقطار
جمعت بعض الحاجيات فهذه الفكرة لن تحتمل التأخير
بدأت خطواتي حتى خرجت من الباب
جدتي الحكيمة جاءت من ناحية اخرى فتوقفت خطواتي
ربما يمكنني وداعها
فأنا في هذه اللحظة ارتدي جوخ الشجاعة
إلى أين؟؟ جاء السؤال قوياً

هل أبوح بهذا المكان؟
لا
يكفي القول بأنني راحل

سوف أرحل...
!!!

كنت أظن أن لي في هذه الساعة أن أرى إبتسامة جدتي
ضحكتها
أو أبعد الأحداث
أو نهرة مستنكرة

جلست جدتي على الأرض تاركة لها هم حمل الحسد بدون ثبات
لأول مرة أرى تلك الدموع والإختلاج والسكون

بدأت أتحسس نفسي
عسى ما بي بدأ يتدفق من منافذ جسدي مع شيئ من عرق

قالت لي انتظرني..
ذهبت نحو الدار وجمت بعض من ملابسها في ثوب ( بقجة)
وجاءت
أخذت بيدي وقالت هيا بنا؟؟
استغربت ..
إلى أين؟؟
قالت لي معك
فأنا لا اريدد أن أبقى في هذا المكان
تملكتني الحيرة
كنت احمل نفسي
كأنني أخف مما انا فيه
وتحسست الحمل بعد هذا اللقاء
كيف لم افكر في هذا؟
هناك من سيرحل معي
!!
قلت لها لا استطيع أن آخذك معي الآن
قالت لي إذن انتظر حتى تستطيع فتأخذني معك
قلت لها ربما لا استطيع
قالت لي بعد أن تدخل المدرسة، وتكمل تعليمك سوف تستطيع أن تأخذني معك..ونرحل
كان ذلك الرجاء وتلك الدموع مبضعاً شق مكان الرحيل في دواخلي..
وانتظرت جمع من سنين
من مدرسة لمدرسة لأخرى لجامعة
بين أيام كل من الأيام
اتلفت ربما يكون هنا ذلك المكان الذي كان في داخلي
وربما كان هناك
في حدود إحدى المحطات
ام علي.. القوز..
جبل جاري والرويان
إحدى المحطات التي يتوقف عندها القطار
أو مكان بجانب من المسار في الصحاري
والسكة الحديد تتلوى بين الكثبان
ورحلت جدتي قبل ان استطيع
رحلت بدون استئذان
وتأخرت لدي نية البحث عن مكان
فما زلت لا استطيع
ربما لأني لم استدل على ذلك المكان

Post: #61
Title: Re: حكايه ...
Author: عنيده
Date: 07-26-2006, 04:32 AM
Parent: #54

Quote:
دعوة ساكت .. بدون ونسة!!
___



وقت بونستا ومع ملاسي
انا البدعي لبكري ابوبكر
( وش خجلان)
تحياتي

Post: #57
Title: Re: حكايه ...
Author: haleem
Date: 07-26-2006, 02:32 AM

طلال

بوستك دة عايز غنية
لبحر أبوجريشة

كرهت صوتك يا قطار
كرهت ساعات الرحيل

Post: #58
Title: Re: حكايه ...
Author: beko
Date: 07-26-2006, 03:30 AM
Parent: #57

صدبقي القديــــم طلال
مر زمن ولم اراك لكني بمحض الصدفة قرات البوست
واسعدني كثيــرا بانك بخير وعافية
لا زلت طـــــــلال خفيف الظل
لك كل الــــــــود
وكم اتمني ان تعود ايــــــام القاهره

Post: #60
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-26-2006, 04:28 AM
Parent: #58



لم تكن كبيراً حين وصلتك مراكبنا ..
ولم تكن أميالك تبلغ المليون ليلة حطت قوافلنا عند حواف شفاهك
الإفريقية .

دخلنا عليك بأوشامنا، بفضتنا، أسرارنا ، وبحبنا للحياة : دخلنا إليك ..


...
طلال



Post: #62
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-27-2006, 03:31 AM
Parent: #60




سلمى ..
طالما أن في الأمر حكاية ، دعيني أحكي لك :
ربما لم أقل لك من قبل أنك جميلة زي أسرار الطفولة ،
وأنني مبتهج بوجودك في هذا العالم ..

أنا في الحقيقة لا أعرف أصل الحكاية ، لكني أراها في العيون ،
كما أحاول أن أتلمسها في كل ما يحيط بي .. ومن نعم الله على
الواحد فينا أن يجد من يسمعه ، أو حتى يقرأه..
بذا تنطلق الحكايا ولا تنحبس .

جميل ومختلف أن يتعرف الإنسان إلى نفسه من خلال الآخرين يا سلمى ،
أن يرى تلك الزاويه المخفية من روحة ، تلك الزوايا التي لا نصلها
إلا حين نعبر جسر المحبة والوداد ..

لو كان فيني بعض الصلاح أو الحظوة عند مدبر الأمر ، لدعوت لك باجمل
عمر ، وحياة رفيقة ..

وبالطبع لن أعيد عليك أن وجودك والتعرف إليك إضافة ومكسب حقيقي
للناس .



...
طلال




_____________________________
مدخل ضريح الشيخ خوجلي ( أبو الجاز ) .




Post: #63
Title: Re: حكايه ...
Author: ابو جهينة
Date: 07-27-2006, 03:56 AM
Parent: #62

الأخ العزيز طلال

تحياتي

سعدت بلقاءك هذا الصيف في لقاء سودانيز أون لاين بحدائق المتحف.


حكايتك .. رغم أنه يلفها الحزن .. إلا أنها حكاية كان لا بد من روايتها .. و ليس أفضل من وصفك لها بهذه المفردات الصريحة.

Quote: حين أقول لأهلي أننا مجرد نازحين لا يستقر بهم وطن ولا أرض لهم ولا مكان ، ينالهم
غضب !
حين أقول للناس هنا،أن السودان ممر للعابرين ،وأنه أرض تستريح عليهاالطيورالمهاجرة، ينالهم غضب !
وأنا بين الغضبين شهيد ، وشاهد، ومحزون .


هنا بيت القصيد و مربط الفرس.

و ما الناس في السودان إلا جنس يعيش بين هذين الأخشبين أو الغضبين .. غضب النزوح و غضب ممر العابرين .. فلا تحزن .. بل أجعل من هاتين الضفتين نهراً ينساب يستلهم الحسن.

من كان في السودان خارج هذين الغضبين فليرمي ( جيناته ) بأكبر صخرة من الجلمود.

أرقد عافية

Post: #64
Title: Re: حكايه ...
Author: Emad Abdulla
Date: 07-27-2006, 05:16 AM
Parent: #63

Quote: لم تكن كبيراً حين وصلتك مراكبنا ..
ولم تكن أميالك تبلغ المليون ليلة حطت قوافلنا عند حواف شفاهك
الإفريقية .

دخلنا عليك بأوشامنا، بفضتنا، أسرارنا ، وبحبنا للحياة : دخلنا إليك ..
سامع .. !!
سامع يا بلد قاسي

ألا تُردّ قبلة الداخليك بأحرّ .. ؟؟

إنتو الغلطانين يا طلال ..
جئتوه باللون و الموسيقى و الحكايا .. و المشاعر الحارة .
هذا بلد لا يفهم في لغة القبلات ..
جُبِلَ على كتمان أمر عواطفه ..
فالقبلة - في شرع لياليه المليونية - عيب .

لكنه - تِحِت تِحِت - يحضنك طويلا ..
و ترقرق عيناه ..
و يكتم : آآآآآخ يا ولدي ..
حتى لا يوصم بالحنية .. ورقة القلب .
( و هو أكبر البلدان الأفريقية قلبا .. )

أبونا هذا ..
كم هو طيب .. وكبير ..
لا تقسو عليه ..
يا طلال

Post: #65
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-27-2006, 07:58 AM
Parent: #64





أميمه ..

ومن يا صديقتي لا يريد البحر : الأفق الممتد والعشم المراوغ بالوصول ،
رائحة الملح المخلوط بالهواء آلاف السنين ( يالتلك الرائحة ) ، الألوان
البحرية ( أزرق كحلي ، أخضر على الساحل ، أبيض على الرمل - ولا تصدقي
حكاية الرمال الذهبية يا صديقتي ، فرمال الشواطيء لونها أبيض ) .
أحن للنظر إلى هناك : حيث تلتقي السماء بالأرض ..

عارفة يا أميمة ، أن كل الأشياء على الشاطيء جميلة :
المشي مع بنت ، الجلوس للتأمل ، النوم ، العدو ، ركوب الخيل ،
ممارسة العادات الضارة ، الإنتظار ، قراءة البخت وجبر الخاطر .

دائماً كنت أعتقد أن الساحل هو المكان للبشر ( أو لي على أقل تقدير ) ،
وكم سعدت بحياتي في الإسكندرية في منزل يطل على البحر ، أظن أنها أجمل
أيام حياتي ..

البحر لؤلؤة الكون ، حامل المراكب الآتي بالقادمين ، الذاهب بالمسافرين ...

البحر يا أميمه :
ومن لا يريد البحر !


...
طلال





_______________
غجر !
الخرطوم بحري ،
تم إلتقاطها في يونيو.



Post: #66
Title: Re: حكايه ...
Author: Omayma Alfargony
Date: 07-27-2006, 12:24 PM
Parent: #65

Quote: غجر !
الخرطوم بحري ،
تم إلتقاطها في يونيو


طلال

في الكثير الكثير

من الايام والساعات والحالات والظروف وال...

في كثير من مسميات الكون..

أردتُ...

وددت لو أكون غجرية، لا تحتجزني حدود

ولا تأسرني هوية..


طلال ..هذه الصورة..

أكنت تعرف؟!!!.




Quote: عارفة يا أميمة ، أن كل الأشياء على الشاطيء جميلة :


عارفة...

على الشاطي لا تأبه للوقت ،

أو الوحدة..البحر هاهنا يقبع..لا ينتقل بل ينقلك

ولا تربطه مواعيد...سوى، معك...

البحر صديق...


Quote: ومن لا يريد البحر !

Post: #67
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 07-28-2006, 11:08 AM
Parent: #66



منال ..
تظهرين وتغيبين في هذه الحياة .
نفتقدك كثيراً في هذا الحاضر العصي
على الفهم ..
ما زلنا في ليل الخرطوم نواصل أسئلتنا
الحيرى ، نطوف بين الهنا والهناك عسى
أن نجد ما يفتح في وجوهنا المغاليق ..

...
طلال



Post: #68
Title: Re: حكايه ...
Author: خالد سند
Date: 07-30-2006, 10:50 AM
Parent: #67

Quote: لغتي مفقودة على درب الهجرات ، وأهلي مشتتون ، تتوزع أسلاب ثقافتهم على البلاد العالمية ،
دون وازع أو حكم .


هذا الخاطر الجارح - وبلغة اخري - هو من الاسئلة الكبري المحرجة علي مستوي البساطة والمريحة في مستوي التعقيد لانه محاوله للامساك بزمام لحظة ما شردت ذات غفلة او منفعة وتماهت مع آخر لم ينج هو - الاخر- من سياط اسئلة تتناسل كل صباح وتزداد تعقيدا



لك التحية الاخ طلال

ونلتقي

Post: #69
Title: Re: حكايه ...
Author: أحمد طه
Date: 07-30-2006, 12:17 PM

طلال ..يا صديقى الرائع ..هذا اذا قبلتنى صديقا!!!
عندماطالعت (حكابتك ) وتوغلت فى البوست انتابنى حزن نبيل ..حاولت استدعاء ابيات من قصيده لصلاح عبد الصبور أظنها فى ديوانه(الناس فى بلادي) تمردت الذاكره المنهكه .. لعل ذلك بسبب ما شهده جيلى من خذلان.كانت ابيات صلاح عن الحزن.. فالحزن فى الارض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه ..لفد كان نزار متفائلا رغم جرأته ..فليغفر لى عندما استخدمت كلمة الحزن بدلا من (الحب) الذى اراده نزار.أشفق للذين يعرفوك من خلال كتاباتك فى المنبر . ليتهم جلسوا اليك ليعرفوا كم هو رائع ..طلال.

Post: #70
Title: Re: حكايه ...
Author: Abd-Elrhman sorkati
Date: 07-31-2006, 03:53 AM

طلال يا ايه الولد البهي

يا للحب الذي يندغم بداخله الحزن فيصيرعشقا

( ليه طلعت علينا بالحكاية دي )

والله انت حكايتك حكاية


Quote: أشفق للذين يعرفوك من خلال كتاباتك فى المنبر . ليتهم جلسوا اليك ليعرفوا كم هو رائع ..
طلال

ابو عزة الحبيب هؤلا نحن..... الاشقياء

Post: #71
Title: Re: حكايه ...
Author: أحمد طه
Date: 07-31-2006, 04:58 AM

التحيه للصديق سوركتى

الحكواتى الرائع طلال.. الذاكره جادت واستدعت ابيات عبدالصبور

والحزن يولدفى المساء
لانه حزن ضرير
حزن طويل
مثل الطريق من الجحيم..والى الجحيم
حزن صموت..
والصمت لايعنى الرضاء
بأن أغنية تموت
وبأن أياما تفوت
لأن ريحا من عفن
مس الحياة فأصبحت
وجميع من فيها مقيت

Post: #72
Title: رائع
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-31-2006, 05:39 AM
Parent: #71

رائع.. رائــــــــــــــــع.. وبس

عايز ليك قعدة ماهلة بعد الدوام

Post: #85
Title: كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-24-2006, 01:59 AM
Parent: #71



Post: #73
Title: Re: حكايه ...
Author: أحمد طه
Date: 07-31-2006, 06:39 AM

up

Post: #74
Title: Re: حكايه ...
Author: تولوس
Date: 07-31-2006, 08:42 AM


سلام اخي طلال

لمحت اسم استاذنا الكبير احمد طه .. وقلت في نفسي الجنرال دهلا يمكن ان يتواجد الا في المناطق الغنية وذات القيمة الفنية والثقافية العالية ... لاري ماذا وجد احمد طه من كنوز؟؟ .
وهالني ما رأيت وتملكتني الدهشة والانبهار ..
لهذه اللغة الصادقة وهذا البوح الانيق اللطيف



Quote: ربما لم نصبح سُمراً بما يكفي لترضى عنا بقية المخاليط من أهل الوطن ..
لكن ، لا مرد لأمر الله ؛ فبيوتنا هنا ومقابرنا هنا وذكرياتنا الخاصة هنا، تنزع
إلى حقها العادي في القسمة وميراث الأرض وتاريخ الأرض

فعلا جدلية غريبة نحسد عليها ...
وياليت قومي يعلمون ...
شكرا ياخي

Post: #75
Title: Re: حكايه ...
Author: يوسف الولى
Date: 07-31-2006, 10:48 AM

طلال .................

ازيك.....

عندى ليك سؤال صغير

عمرك كم سنه؟

عارف السؤال دا ليه

قريت كلام كتير ليك هنا وهناك... كلام بتاع زول عمرو زى 60 سنه
بس شفته صورتك ولقيت نفسى منقص من ال60 سنين كتيره

وبعدين .....
منال دى انا بعرفنا ... زملاء واصدقاء من زمن كان حلو وجميل
بلغا -لمن تلاقيها - سلام كميات واشواق بالكوم
وزى ما بعرف منال بيجينى برضو احساس انو بعرفك
اكيد بعرفك
عشان كدا
برضو ليك السلام كميات والاشواق بالكوم

Post: #76
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 08-12-2006, 05:51 PM
Parent: #75


ويدخل الحكاية حزن صغير ( سيكبر مع الأيام ويزهر ) ،
تسربت من هذا البوست روح وفاضت إلى بارئها ..
رحم الله زميلنا عبد المنعم موسى ..

سنواصل الكتابة ، عله يقرأها ويواصل معاتا من مقامه
الجديد ..


...
طلال


Post: #77
Title: Re: حكايه ...
Author: abubakr
Date: 08-12-2006, 10:58 PM


Quote: قبل سنوات زرت قرية " عنيبة " ..
من أنت ؟ سألوني ؛
قلت لهم أني من هنا ، وأمي نوبية من ناس حسن اسحق صفر ..
قالوا لي " بتعرف تتكلم نوبي " ؟
قلت لا ..
فزمت الولية شفاها ولوت بوزها !


عزيزي طلال ... لنفس السبب وهو اننا نتاج لاعراق بالغ احد الباحثيين في علم الانسان ممن كانت تزدحم بهم وادي حلفا ايام الهجرة فقال حين دخل فصلا مدرسيا : اكاد اري في وجوه الصغار اعراقا تجاوزت العشريين "... كانت بلادنا تجارية ومعبرا تجاريا ومعبرا للغزاة والرحالة والميشريين والذاكريين.. وجدوا النوبة مملكة ثم اسرا ا وليسو قبائل ... كان جواز بقاء من اراد منهم البقاء ان يتحدث النوبية .. كانت المراة هي التي تورث ومهرها لغة نوبية فيها كل مكونات ثقافة النوبيين وما زالت ...تنوب هؤلاء بلسانهم وحتي نسيو لغاتهم وفرع كبير من الفديجة كان احد اجدادهم من الترك او الالبان وله سلطان فحكم النوبة من الدر الي دنقلا وعندما قابل الرحالة النمساوي ديكهاردت حفيده في القرن الثامن عشر - اي احد جدودنا وانا من ذلك الجمع- وجده لا يعرف لغة غير النوبية وكان الحفيد شريفاا ( اي ناظرا ولا علاقة لها بغير ذلك من مسيمات ااو اصل يرتبط بالعرب او غيرهم ) لدنقلا والاخ الثاني شريف الدر ..العجوز "لوت بوزها " لانك لا تحمل جواز سفرك النوبي وهذا هو شان الكثير من اجيال النوبيين دون الثلاثيين من العمر وبعض اكبر سنا وعاش بعيدا عن النوبة ... بناتي وهن دون الثلاثين لم يرن حتي السودان اصر علي تنويهن وهن جد راغبات لكن حتي امهم تفهم ولا تتحدث - يعني اكلم روحي- فان ذهبن الي السودان يوما و شمالا الي النوبة لوجدن كل نساء النوبة العجائز لاويات بوزهن ... نحاول تخطي ذلك باضعف الايمان من تعليم بما تيسر من حروف نوبية توصلنا الي اصولها مؤخرا ..لعل وعسي...
طلال ... حرفك جميل ووصفك راق وشفاف .. ربما هي نتاج الوصفة الخلطة التمازج العرقي فلا يهم الا ان تكون انت وانت جميل هكذا نوبيا جعفريا البانيا فالمحصلة سوداني وليس لاحد ملكية ان يمنحك سودانيتك فهي مكتسبة واصيلة .. كانو يعيروني وانا صغير بيا حلبي "هلبي " كون انني من دون اهل بيتنا اصبت بلون يميل الي بعض من بياض من بقايا جينات ذاك التركي او الالباني او البوسني دون اهل البيت وكل القرية فكرهته دون ان اعرفه ومع الزمن تغلبت الجينات النوبية فصار قمحيا ثم فعل العمر فعلته فازدان سمرة وقبل اسابيع راي صديق قلم قديم لم يراني او اراه صورة لي فاستشاط غضبا - حيث انني عرفت كناشط نوبي - فارسل كتابا لجمع من اصدقاء القلم نتراسل يهزأ من هذا النوبي القشرة الذي كان يظن لونه غير الذي راه وحيث كنت استثيره واحكي قصصا عن اهله واهلنا الجعليين وانهم نوبة تعربو كما يقول الاستاذ يوسف فضل وحيث انه شديد السمرة فلقد اعلن بانني لست نوبيا بل مندس وانه اولي بها حيث زوجته نوبية ولونه كلون تهراقا وما انا الا حفيد احد الغزاة من شمال اوشرق البحر الابيض المتوسط
ودمت
ابوبكر
http://thenubian.net[/B]

Post: #78
Title: Re: حكايه ...
Author: إيمان أحمد
Date: 08-12-2006, 11:55 PM

أكتب دائما يا طلال

الكتابة ك"الاستنثار"... ذلك الفعل الذي ضده "الاستنشاق" في "الوضوء"!
ونظل نستنشق أكسجين الحياة العطن حتي يهِدَنا التعب


لنا إذن أن نستنثر ولو قليلا
أكتب فالكتابة تغسل الروح، كأمطار هذي البلاد التي أسكنها الآن

المطر هنا يهطل بغزارة
والأشجار تنمو على سيقان أخواتها
وعلى قارعة الطريق


بالبلاد أناس من كل لون
ونساء غرب إفريقيا جميلات رغم التعب


وحينما يصيبنى الأرق
أركض على ساحل الأطلسي......... حد التعب الشيق

أبيتُ إلا أن أطوق خصر الأطلسي من قبلته الأخرى


أينما كان هو عنيدٌ
عتيدٌ
ومائج

أينما احتويته
هو مشاكس
وغادر

أينما طوقته
أجفل

ما أمتع الأطلسي في غروره يا طلال!


_________
إيمان

Post: #79
Title: Re: حكايه ...
Author: abubakr
Date: 08-13-2006, 00:28 AM
Parent: #78

ايمان الشاعرة من كندا والقاهرةSUDIA من قبل .. اليس كذلك..لماذا لا تشاركين مجموعة طلال الشابة بروائع ما قرات لك في مكان اخر ...

الست انتي صاحبة كلام رائع سميتيه:
"مو-جا-ما-لا-ت"!

ليس لي من مكانٍ لتفرجَ عن فرح الأغنيات!

أغنياتِ النسيمِ المُشَرَّخِ بال"طرحةِ" الباهظة...

قهوة ال"كوفي شوب" ال

trendy…



"قلق الأمهات"!
!!

Post: #80
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 08-13-2006, 03:12 AM
Parent: #79


لمياء ، الدوش من الحكايات العجيبه التي رواها
لسان هذه البلاد ، حكاية من مشاعر والدراما والونس ،
لم نحافظ عليه ، وتركناه ليذوي وحيداً هناك ..

مداخلتك أفرحتني ..


...
طلال


Post: #81
Title: Re: حكايه ...
Author: abubakr
Date: 08-13-2006, 11:43 AM


قالت لي صديقتي الرائعة " اذن تعرف طلال عفيفي انه نوبي مثلك ..كاتب رقيق شفاف ؟"
كل من يعرفني سايبريا ناشطا نوبيا منذ منتصف التسعينات وقبلها بعقود ثلاث من خلال وسائل اخري يظن انني اعرف كل النوبيين في مصر والسودان ..
لم اعطي اجابة حاسمة .. في عمري تبقي اجاباتنا مسئولية ..
*****
انا موجود سايبريا منذ منتصف الثمانينات وقبل تحرير الانترنت من قبضة البنتاقون ومن خلال شبكات خاصة كان الاتصال بها مكلفا بطيئا وقاسيا لكنه كان يرضي شغفي لان اعرف العالم وعندما حالت ظروفي المادية قررت ان انشئ شيكة خاصة بي ومن خلال اصدار اول نشرة اليكترونية مثل التي كانت شائعة في امريكا ولكنها نادرة في غير مكان .هوتني المغامرة طالما ستعيننيا ان اكون موجودا في اماكن اخري من الدنيا وانا ما برحت مكاني... اعانني المولي فكانت نشرتي الاليكترونية يمكن الاتصال بها هاتفيا من اي مكان .. كانت مجانا فيكفيني ان اعرف الناس .. الاتصال الخارجي بها كان مكلفا اي بقيمة الاتصال الهاتفي .. علمت بانه يمكنربط النشرات الشبيهة بتقنية متاحة ففعلت وصارت 50 نشرة متشابكة بين دبي والخليج واوربا والعالم تتردد المكاتبات كتردد الصدي .. سنوات قليلة وحرر الانترنيت ووجدت ضالتي وقد كانت مكلفة في البدء ثم صارت كما هي اليوم ..
ثمن لا اعرف هل يسوي او لا يسوي ان تكون في كل العالم وانت رهين مجلسك ..
ما اردت هذا السرد لما مضي من امر شخصي استفاد منه مئات بل الاف من غير اهلي وناس بلدي لا ادري-وددت لو نال اهلي وبلدي منه شئ ولكن خرجنا مقهوريين مطروديين وما زالت المسافة حرقة واعمارنا تساقطت ولم يبقي الا قليلربما يفيد- لكن ما شجعني للكتابةعنه هو شغف طلال بوجود له عالمي وهو لم يبرح مكانه بعد ان قرات له ( لم اجاوب سؤال صديقتي حتي اعرف طلال سايبريا وها انا احاول الاجابة )
*******
طلال الطائر

وهو يخاطب صديقته نادية :
من زمان وهذه الحكاية تتحرك فيني ، وكنت وأنا طفل
وفي بعض أحيان الشباب أتسأئل : لماذا أنا الغريب
دائماً ؟ ( يعني لماذا لوكنت في أي حتة في العالم
يسألني الناس : إنت من وين ؟ ) ؟


وصديقه القلق احمد العربي :
،
وليت لي بمثل هذه الأجنحة ..
عارف ، زمان لمن كنت صغير ، سته
سبعه سنين كده ، كانت فكرة الطيران
مسيطرة علي ، كنت بحلم لو أطير
وأقدر أشوف العالم من فوق ، وبرضو
وفي ذات الوقت أقدر أختفي وأتنقل
من مكان لمكان كلما سنحت الفرصه


و
إستنيت تقوم لي أجنحة .. وما حصل ؛
وزي ما إنت شايف : آدينا قاعدين !


يتراي لك يا طلال انك "قاعد" انك طائر بوجدانك وروحك وكلماتك تتسرب كالماء وحروفك هي تختال طائرة في الفضاء تصلنا اينما كنا ...

طلال والهوية :

الهويه هاجس يقلق مضجع طلال كثيرا:
لوني أصفر ، وأسمع موسيقى مغاربية ، أرتدي ملابس قطنية وقمصان بلا جيوب ،
وعن الوطن الهوية :
السودان وطن مازال الله , حتى يومنا هذا , ينحت على وجهه الخلاسي ملامح الهويه..
أي أنه, لو أمكن القول, لسه طازه .
كان يمور في زنوجته حتى بدايات القرن الرابع عشر , حين جائته الإعراب بديانات سماويه
ومنظومه ذكوريه ولغه ..
كانت طيور القبائل الافريقيه أثناء ذلك ,وبعده, ثحط على شباكه ناقلة عدوى الثقافات
واللون واقتراحات الجسد..
بلد !!

فنوبيته لم تساعده فهو يفتقد الي جواز سفر نوبي كما ذكرت له في كتاب اخر وهو اللغة النوبية
قبل سنوات زرت قرية " عنيبة " ..
من أنت ؟ سألوني ؛
قلت لهم أني من هنا ، وأمي نوبية من ناس حسن اسحق صفر ..
قالوا لي " بتعرف تتكلم نوبي " ؟
قلت لا ..
فزمت الولية شفاها ولوت بوزها !


وهذا ياطلال امر شائع بين اجيالنا النوبية الصغيرة مثلك كما ذكرت في ذات كتابي السابق

,وشكله ولونه
وهاهي الساكسونية الزائرة تثير امر الهوية فيه دون كل زملاء العمل
غادرت البنت مكتبئ ، ونزلت بعدها إلى الحوش ، لأجدها من تاني !!
هذه المرة تبسمت في وجهي تلك الإبتسامة التي قال عنها الرسول الكريم
أنها صدقة ، وسألتني بالإنجليزي : إنت من وين ؟
فقلت لها بالإنجليزي ( كذالك ) : من الشمال ! ( عشان أخليها مفتوحة -
أقصد الإجابه )
فألحت وسألت : يعني من السودان ؟
قلت لها أيوه Yes .. أي خدمة ؟؟
فردت بـ " أبداً ، لكن شكلك مختلف .. "
قلت لها بقليل من القطامة : السودانيين كلهم شكلهم مختلف !
فضحكت وضحكت ...
وعج المسرح بالضحك

..
طلال هذه مشكلة عامة اسرد هنا ما مر بي في اوقات مختلفة من العمر :
(1) قبل 34 عاما ذهبنا طلاب السنة النهائية في المعمار الي اوربا زيارة .. كان عددنا حوالي العشرون .. في باريس قابلتنا سيدة ستصير دليلنا طيلة فترة بقاؤنا .. كنا نسير كلنا وهي تتقدمنا من محطة مترو في الحي القديم الي مكان استضافتنا .. اقتربت مني وكانت تبدو منزعجة .. بتردد سالتني هل انتم من بلد واحد ام تمثلون افريقيا ؟ كانت جادة .. اجبتها كلنا من السودان .. صمتت وصارت تهز راسها وهي تنظر لكل فرد منا .وكان فينا من هو من اصل اغريقي شامي واغريقي وقبطي وحضرمي ونوبي ونوباوي وفوراوي وبديري وشائقي وجعلي واولاد ريف ومواليد وكل التسميات الموجودة في دفاتر وكتب المتخصصيين في علم الانسان وما يطلق عليه الجندر والهوية 4 شابات والبقية شباب .. الون من الاصفرو الابيض الي كل ظلال اللون الاسود .. طيلة فترة بقائنا كانت السيدة اليهودية الفرنسية تعيد السؤال .. تركناها وهي مشدوهة
(2) حيثما اسافر واسرتي اتسلي بالحديث مع سائقي التاكسي انهم مصدر للمعلومات عن كل بلد كبير بعفوية كا لحلاقيين يجدون في الثرثرة مخرجا من الرتابة ...في الشرق عموما يصعب التمييز عند سائقي التاكسي بين العرب فكلهم من السعودية او الكويت اما الافارقة فهم من جنوب افريقيا ...ما يشقيهم عندما تسالهم من اين تري اتينا فيبدا التخمين ينظرو الي كل افراد الاسرة ( ولو كان اللبس عاما وليس زيا لبلد فهذا يزيد من شقائهم ) في سنوات بعيدة كان اللون القمحي يشير عندهم الي سكان الجزر التي كان يستعمرها الهولنديون فيكون التخميين هولنديا ثم كل الاجناس العربية التي يعرفوها اما السودان فلم يكن من مصادر معلومات عندهم ومؤخرا ياتي الاسم عفوا ولكن بتردد كبير فهم لا يستوعبون الوان بشرة متعددة في اسرة واحدة وبلد واحد..

طلال والصداقة :
مثل طلال مرهف الحس شفاف يتراي لي انه لم يكره ابدا .. رومانسيته فيها وله للحرية اصدقاؤه رصيده الذي لايريد ان ينضب :
يقول لصديقته الهام :

مر عام تقريباً على ذلك الوقت الذي إلتقينا فيه ،
مازلت أذكر ذلك الأثر الطيب والعميق الذي خلفته فيني
عفويتك وروحك القوية ..
نادرون هم الناس الذين ينغرسون فيك بهذه السرعة ..
أتمنى ، وسط هذا الحل والترحال ، أن نلتقي كمان تاني .

يقول لصديقته منال :
تظهرين وتغيبين في هذه الحياة .
نفتقدك كثيراً في هذا الحاضر العصي
على الفهم ..
ما زلنا في ليل الخرطوم نواصل أسئلتنا
الحيرى ، نطوف بين الهنا والهناك عسى
أن نجد ما يفتح في وجوهنا المغاليق ..




يقول لصديقته اميمة

ومن يا صديقتي لا يريد البحر : الأفق الممتد والعشم المراوغ بالوصول ،
رائحة الملح المخلوط بالهواء آلاف السنين ( يالتلك الرائحة ) ، الألوان
البحرية ( أزرق كحلي ، أخضر على الساحل ، أبيض على الرمل - ولا تصدقي
حكاية الرمال الذهبية يا صديقتي ، فرمال الشواطيء لونها أبيض ) .
أحن للنظر إلى هناك : حيث تلتقي السماء بالأرض ..

عارفة يا أميمة ، أن كل الأشياء على الشاطيء جميلة :
المشي مع بنت ، الجلوس للتأمل ، النوم ، العدو ، ركوب الخيل ،
ممارسة العادات الضارة ، الإنتظار ، قراءة البخت وجبر الخاطر


وهو شديد الوفاء لهم مقر بفضلهم عليه
يقول لصديقه عبدالرحمن :
لن أشكرك .
ليه ؟
لأنك صاحب مكان وبيت ..
وصاحب مبادرة في الدفع بي إلى الأمام ..
أنت يا عبد الرحمن ، وتماضر شيخ الدين من جاءوا بي إلى هنا ؛
(ومعاكم تلك البنت الحانية الإسمها نجلاء التوم )
.

ولصديقه عماد :
لم يفت الكثير : ها نحن ذا ( على دروب كنزنا ) ،
نفتح صندوق الحكاوي ونحكي ، نتفرج على الأيام ..
ونتذوق من ماء النهر الماشي في ممر الحياة ، نجري
وراءه ونجرجر جلبابه زي العيال ..

كم أفتقد أن أراك وأجلس إليك ، وكم أشتاق يا عماد
لـ " أورورا " ؛

ترى هل تبلغها الأيام تحاياي ؟


طلال الحزين القلق:

طلال هذا الالق علي قدميين شديد القلق وهذا من مميزات كل المبدعيين ذوي الاحساس المرهف لكن قلقه ياتي بحزن ربما هو نتاج شاغل البحث عن هوية والتي صارت هاجسا لملايين الشباب السوداني وتزداد عند منهم كطلال...
يخاطب صديقته نادية :

اللذيذ إني قلق ، أتوتر داخل الأمكنة ، وأستمتع بها من
الخارج ، أحب المباني من الخارج ، أحب الجدران ، نقش
المخارج والبلكونات ، والأبواب ( عشان بتقول إنو دايماً
في مخرج زي ما في مدخل .. وفيها تلك الغواية الساحرة
والإحتمالات المفتوحة لما راءها ) .


يقول مخاطبا صديقه صديق :

سلامات يا صديق ، ردي كما العادة متأخر ..
أنا في الحقيقة مرات ، وكتير ما بعرف أقول شنو ؛
الحال ذات نفسو مرات بيكون ملتبس عليك ، وقلبك
غايم ؛
أسوأ ما في الأمر كمان كونك تشعر بإنك محبوس ، وليس
لديك القدرة على عمل أي شيء .
أشعر بإرهاق عام .. وبشيء ثقيل مطبق .
أسأل الله السلامة .


ولصديقه معتصم :
عزبزي معتصم ..
والله ، وليس لك ، علي حلفان ولا قسم ، أنا غير فاهم
لما يعتمل في روحي ؛ شيء أشبه ما يكون باللهب يبدأ
بالإشتعال في صدري أول حلول المساء وصفاء المغارب ،
أقول أنها العقاقير ، أو نداءات الخمر ، لكن لا شيء
يحلني من هذا الإشتعال ..
أشعر برغبة عارمة كلما طاف بي ليل : أن أبكي وأصرخ ..
الشعور العميق بأنك مكبوت ومحبوس وعليك كي تنام أن
تمر من خرم الإبره ..
وقد تدري يا صديقي كيف أن خرم الإبره صغير ..


_________________________________________________________________________________
صديقتي التي سالتني عن طلال :

هذا القليل الذي تمكن عقلي الكهل من استيعابه عن هذا الشاب الرائع طلال .. هل تظنين وانا كهل قد اعرفه خير ممن هم في عمره وجيله من شابات وشباب رائعيين وجدتهم يكتبون له وعنه في منبره وواحته ومعذرة ان تجاوزت احدا سهوا فكلكم اعزاء ..فيا طلال عفوا الم اعرفك والعقد الرائع من جيلك من قبل فلقد بعدت المسافات عمرا وموقعا بيننا ولم يبقي عندي مثل الذي مضي ولكني رغم بعد عن الوطن الذي يشقيك وجيلك واشقاني عمرا لانقدر الي ان نكون له ومنه

هذا وانا اترك واحتكم والقلب مثقل بفقد واحد منكم غض يانع ( المرحوم عبد المنعم موسي رحمه الله واعان اهله واحبائه )

ودمتم

ابوبكر سيداحمد

Post: #82
Title: Re: حكايه ...
Author: Sahar Abdelrahman
Date: 08-13-2006, 03:22 PM
Parent: #81

طلال...كم أنت رائع ومدهش....أحب بوحك الصادق ....حزنى يتضاءل أمام حزنك...لم أكن أحب أن أعلق

على كتاباتك...لا أدرى لماذا لم أستطيع الصمت هذه المرة...ربما المعانى العميقة المحتشّدة فى

هذا النص...كن كما أنت...متفرد...و...

مع معزتى

سحر

Post: #83
Title: Re: حكايه ...
Author: طلال عفيفي
Date: 08-16-2006, 10:53 PM
Parent: #82



أخونا إبراهيم :
قالت سعاد ( والمعنى مفيد ) :
" كل راوي ، بيحكي حكاية ! "

وقال خالنا العزيز المحبوب ، جارتسيا ماركوس :
"أن تعيش ، لتحكي ! "

والأرض ، على رأي العلماء ، كروية ..

وقبل سنوات ، خلت ،سأل الشاعر صلاح جاهين الطير
أن يحكي عن بلواه ( أي مصائبه الشديدة ) ، مؤكداً أن
كتم الغناء قد يقتل .

محمود درويش كذلك قال كلاماً بهذا الشكل .

أما أنا ، فأعتقد كذلك ، فى ذلك !



...
طلالِِ


Post: #84
Title: Re: حكايه ...
Author: abubakr
Date: 08-16-2006, 11:17 PM

Quote: والأرض ، على رأي العلماء ، كروية ..


بمفردات عصرنا التقني السايبيريا فالارض لم تعد كروية ..عراب الصحافة الامريكية وصديق بعض من الشرق الاوسط واسيا توماس فريدمان سمي كتابه الاخير The World is Flat ( A brief History of the 21st. Century) وددت لو قراءه جيلكم.. لقد جعلت تقنية المعلومات العالم مسطحا فشاسات الكمبيوتر التي تجمع ملايين البشر في ان واحد يتناقشون يعملون يتحاوروون صوتا وصوره هي عالم هذه الالفية ....