يوم من الأيام ...

اليوم أواصل ما إبتدأ من ليالي خرطوميه كئيبه, مدينة الرماد المتوجة على الزمن المحروق ..
أواصل ما كان من تجوال في بلاد أضحى لا ناقة لي فيها ولا جمل ...
مازالت المدينة غامضة وشحيحة وفقيرة ومنهوبة , على شوارعها تراب وعلى ذاكرتها
تراب , وكل ما فيها يعج بذلك الطعم الضروس ..

أنباء القتل والحرب والمؤامرات الإنقلابية تحوم وتتجول في المدينة بلا رقيب
ولا حبيب, والدولة تنشط في رشق الشوارع بعساكرها ...

الليلة الماضية والتي قبلها عبر البلاد مايشبه الإعصار .. عاصفة شديدة ومغبونة
إقتلعت الأشجار من الشوارع بعد أن سلك جذورها السوس .. وتساقط على البلاد مطر
قوي وكأنه يحاول غسل المواطنين من أحزانهم والحكام من ذنوبهم ..
لا الحزن أنمحى ولا الذنب وظلت العربات العسكرية تجوب الليل وتنتهك الروح ..

ما هذا القبض يا رب ..
بسطك يا الله ..





في أمدرمان كان " قرمبوز" يسكب المحلب على حناء أحزانه الوحيدة , يبحث عن فرصة
وحيدة ليبكي وحيداً , كان أباه قد سافر إلى السماء ومات .. عاجله الأمدرمانيون
والجريفاب بعباءات الرجولة وملافح الذكورة التي يجف فيها الحنان ومنعوه من البكاء والعويل , كلما شارفت دمعه على الهطول رفعوها بالفاتحة ..
ربتوا على كتفه وقالوا:" شد حيلك يا زول " .. فيشد حيله , وحيله أوهى ما يكون
والروح حزينة وفيها لوعه وحنين ..

ذهبت إليه في الصباح .. دخلنا غرفته .. وجلسنا على مقربة من الذكريات ..
سمعنا فيروز والبلابل وشيرين , وأخفينا عن بعضناأدمعنا .. ونحن نعلم أن كلانا يبكي ..
بكينا كل هذه المصيبة والفداحة والفقد ..

أبكتنا اللوعه وغربة الروح والقهر ..
أبكانا العسكر الجائلون في الطرقات والغبن ..
وبكينا للمرة الألف من فرط الغياب ..
الأصدقاء أين ذهبوا .. ؟
لم غادرتنا البنات .. ؟
أين طفشت مدينتنا يا ناس .. ؟
وأحلامنا ... ؟ كانت هنا منذ قليل , من سرقها ؟




خرجنا بالسيارة , طفنا المدينة وضواحيها , كنا نبحث عن ملمح نتعرف عليه ,
أو معلم صليح مع الذاكرة ..
كل شيء فيها كان يشي بزوال فاجر ..
العابرون تائهون . بنات المدارس أنسكب من عيونهم ذلك الألق والبريق . النساء
محمولات , والرجال ,أجارك الله , في خيبه وسكون يجرجرون هزائم البارحة بتؤدة ..

إستمعنا ل " شريط قعده " كان فيه أبو داوود وخوجلي عثمان والعطبراوي وعلي المك وعتيق ..
غناء ماكن وجلسة صافية ..
ترى هل تحتمل المدينة اليوم ما حدث بالأمس ..
هل بالمدينة براح ؟

في ذاك النهار المحزون كانت أكثر فجاج بلادي عماراً هي المقابر : كانت العربة قد
وصلت بنا مقابر الشيخ خوجلي في بحري .. الشواهد تقف في إنضباط وإستقامة وكـأنها
في إنتظار ملك جديد .

كنت أود لو نزل إبراهيم وناجى أبوه ..
لكن حزنه كان كبيراً , عالياً وعميقاً ... فخفت بأن يفلت منه ويعربد في الساحة ,
وأنا فيني ما فيني من محن و شهيق ...
هنا ينام آل الجريفاوي وآل عفيفي وسائر المحس والحلب عليهم السلام ..
إنزلقت بالعربة وتواطأنا على الصمت ..



سمعنا سعاد حسني ( أجمل سكسكه تزين مريلة عمري ) ..
وسمعنا " بحر أبو جريشه " المقاتل البورسعيدي الصول في قوات البحريه( التي
أعادت لمصر الضفة الشرقية) الذي قررأن يغادر المراكب للغناء والمواويل ..
كان صوته عاتياً وخشناً ولكن فيه حنان ..

حكى لي إسكندراني عاصر " بحر أبوجريشه " أن الرجل كان أسطورة طاغيه :
" ده كان بينزل من المركب كل كام شهر ويدخل علينا من المينا ,
طول إيه في عرض إيه , ويمشي من المينا لحد ما يدخل حواري (بكوس ) وهو بيغني .. النسوان بتفتح الشبابيك وتبص له , الله يرحمو كان بلطجي تمام , ما فيش فيكي
يا سكندريه صوت زي صوته , وتلاقيه إيه .. طول ما هو ماشي بيشرب في بيره ومخدرات
لحد ما يوصل الفرح اللي هيغني فيه .. يطلع غلى الطربيزه بتاعت المسرح وهو بيغني وبيرقص و وراه مليون عازف إيقاع جايين من كل البلد من بحري لحد أبوقير , ويبتدي الله يرحمو بقى , يفكفك زراير الأقميص الأبيض بتاع البحريه شويه شويه لحد ما يرميه في الفضا ويفضل بالبنطلون الأبيض والفانله التحتانيه لامؤاخذه !! ويروح مطلع من جيبو منديل أحمر
ومشوح بيه في الهوا ورابطو حول رقبتو ..
زي الجماعه بتوع أمريكا اللاتينيه بالظبط ! الناس كانت بتغيب معاه وبتفرح وبرقص جامد ... "(!!)




في العام 1998 كنت في زيارة لصديق عزيز ( لا أزكيه عليكم ) كن مقبوضاً عليه
في سجن أبو زعبل بسبب المخدرات , وكان أنه في أثناء عبوري للساحة الخارجية
للسجن أن إصطدمت قدمي بسلك شائك فانغرس فيها , ما كان ان أصابني بتسمم حاد ..
حتى رجوعي الى منزلي في شارع خيرت بجوار ضريح الطاهرة أم هاشم لم أشعر بشيء ,
غير أنه في الليل أصابني ألم عصيب وحمى قاربت حراراتها الألف درجه مئوية .. كذا كان بي غربة و وحشة ..

وكان هناك سيدة فاضلة تسكن بعيداً على طرف المدينة , أغادر إليها كلما أصابني
مكروه .
إرتديت ملابسي بعسر و ركبت أول مواصلة صوب منطقة " نزلة السمان " .. في الطريق
الطويل بدأ الركاب ينزلون في محطاتهم .. واحداً تلو الآخر .. الى أن تبقيت وحيداً
مع سائق الحافلة . سألني : معانا يا بيه ؟ ..
فقلت له : معاك , آخر محطه لو تسمح ..

رأيته في المرآة التي أمامه وهو يشير بإصبعه ويقول لي :" عينينا يا باشا .."..
وانطلق .

فردت جسدي المحموم وألمي على آخر كنبه وجسدي كان في أوج الحرارة ..
أول ما إستعدل السائق على الطريق السريع , أدار بإصبعه زرار الكاسيت وعربد في
الحافلة صوت أسمعه لأول مرة ..
صوت جميل و راجل وحزين , يغني عن ليل السهارى والمقادير والبُعد والمواني والسفر ..
نمت كما لم أنم من سنين وهلوست بي الحمى ..
وأنا نازل بعد أن وصلنا .. سألت السائق بكل ما تبقى فيني من عمر :
" مين ده يا اسطى ..؟ "
فقال لي وهو ينظر في عيوني جيداً :
"ده عمك بحر .. بحر أبو جريشه .. " .
وقد كان ...


سامرني بعدها أياماً ولياليها .. قاسمني صوته المغني الحزن القاهري وأمطار
نوفمبر ..
سألت عنه " بشير " حافظ تراث الجعافرة فقال لي " لأ يا عم ده بلدوزر .. "
وسألت عنه الكاتب النوبي حجاج أدول , فرد " ده من النوبيين اللي تم تهجيرهم
للقناة " ..
سألت مريم فقالت "أبو سلوى , سلوى أبوجريشه , ماتعرفهاش ؟؟ دي اللي بتغني مع منير.. ! "

وسألت قلبي فقال " مغني جميل ومعروف لدينا " ..


مات بحر أبو جريشه أوائل التسعينيات ..
وغاب عن الآذان كما ترحل مركب ...





...
طلال


_________________________
هذه الكتابة تعود لأواخر
العام 2004 , وكل ما ورد
فيها من وحي تلك الأيام .
تذكرت هذه الكتابة بين قوسي
هذا الموت العصيب ..

Quote: تذكرت هذه الكتابة بين قوسي هذا الموت العصيب

طلال


أحبك

حبا

جما


ياولدى

فى الايام الفاتت قبل حدوث الزلزال لقيت صورتك وعلقتها مع كلمات ليك

عن

الحياة

كانت

الكلمات




تحياتى

وكل الموده

سلامات
وعوافي
طلال عفيفي ..
مع الوجع ... خرجت لنا بوجع اخر ..
لك المودة...



فلنصبح علي وطن راشد ..
وطن عفيف ..

يا طلاااااااااااال ..
بتجي في الوكت المناسب ..
لكني اراهن على حزن فيك اقوى من عضلات التهكم والسخرية
تسلم لينا يازول

ياقرمبوز
خلى من حزنك ضل , ومدوا فى المسافة بينك وبين غيابو.
يجبر كسركم.
امد يدى فى المسافة ياطلال . مد ايدك
وشد حيلك

أستاذ عمر ..

ليس لدي إلا أن أشكرك على هذه المحبة
التي أجدني أحوج ما أكون إليها ..

أشعر بنفسي سعيدا كلما أقف على كلماتك .

سلامات يا سيدي ..


...
طلال

شكرا طلال

طلال
تداعب القلم مثلما يفعل الواد(رونالدينو )بالكوره
(السهل الممتنع)
ادامك الله
ناظم

لن أتكيء على حائط مسجد
لأنعى المدينة العائمة في
عبرات التراب مررداً
لها الله مدينتنا الغائبة عنا
وعن نفسها

كل المدائن لها الله ومديتنا
لأنها تخصنا لها حارسان
عينٌ لاتنام وعيننا نحن
أهلوها

الأخ طلال عفيفي
كان لابد من كسر الحاجز
و التعليق هنا

كن دوماً بخير لنحتفي
بقلمك بيننا وهو يوثق
أحزان الخرطوم المعدومة

الأخ طلال عفيفي
سمعته صوت البحر الإسكندراني
في حنجرة مغنيه الغائب
سمعته أنا لذي لم اسمعه من
قبل وهذه شهادة تحسب للنص
سأواصل لاحقاً وربما أبدي
ملاحظة طفيفة

الأخ طلال عفيفي
النص على قصره إحتفال مدهش بحوادث
ثرة تضيق تعدديتها بأحادية يوم
العنوان

الملاحظة الثانية تتعلق بالروابط
الضرورية لتسهيل أمر إلأنزلاق السلس
من أعالي النص إلى أدناه
أرجو أن تتقبل ملاحظاتي الحادبة
على تمتين التعاضد بين أجزاء النص

ود رمليه ..

سلامات يا عزيزي ..

قلبي يتمطق على وطن راشد ..

وقلب وطني على حجر .


...
طلال

متوكل ..
أرجو أن تكون بخير ..

الحق , أني لا أعرف من أين جاء هذا العام
ال2005 هذا ..
دخل علينا بالساحق والماحق ..
ولم يترك لنا في القلب موضعاً إلا جرحه ..


...
طلال

عزيزي عثمان ..

أشكر لك تكرمك بالكتابة والإهتمام وإيراد ملاحظاتك .

هل بإمكانك التفصيل حول " الضرورية لتسهيل
أمر إلأنزلاق السلس "..

مع تقديري .


...
طلال

الأخ المفضال طلال عفيفي
تحية بلون أصيل الريف هنا
شكراً لإهتمامك بالرد
إني لجد محتف بنصك تماماً كما إحتفيت
بسابقاته قبل عام أونحوه
النص إحتفال بوقائع تتراجع في الزمان
الأمر الذي يعني أنها حدثت في أكثر من
يوم
وفي التراجع منزلقاًمعها تعثرت قراءتي
بالباراقراف الذي خصت به سعاد حسنى ،
إشتغرت غربته عن جسم النص وذاك الباراقراف
الذي وصفت فيه زيارتك لسيدة فضلى وقف ايضاً
في طريقي
ربما أكون مخطئاً
عشمي في كل الأحوال أن تدرك بأنني أثمن
قلمك وأجله
ولك في الختام صادق المنى

عزيزي عثمان ،

مشكور وأنت تهتم بأمر هذه الكتابة ..

ملاحظاتك حول القطع والوصل فيها قد تكون في محلها ..

لكني ، نقلت دون مراجعة ، ما جاء على بالي يومها ..

هي كتابة ما حدث بخلفياته ، وما خالطها من مزاج .

أتمنى ان يصلك مقصدي ..

وحبي ..



...
طلال




_________________________
من لوحة بالوان مائية .
للفنانة الصينية : ( وانج تسيو/Wang Xiao Song
المولودة في 1971.

الأخ طلال .. أنه وطن جميل .. رغم التناقض في أزقتة (عن الصادق الرضي) .. أواسيك وأواسي قرمبوز في فقدك (براءة الوطن) وفقدة (المعيل) وكلنا شركاء في هذا الهم – لكن أسمح لي أن أستطرد ( فإن ماأستفزني ليس مرارات الوطن.. فانا أكابدها كل زفرة هواء واحتكاك (أوكسجينة) بسطح (جلدي) الذي (نحس) واللفظ هنا مستلف من بنو عمومتنا في( الشمال الشمالي) ..
لكن مأستفزني حقاً هو لوحةٌ خلف نافذةٍ .. تتخفي .. خفرها ينبي عن جمال رفيع
(أنا مازول كتابة) لكن الــ (الصورة السمحة... بتمرق الدابي)
ولا شنو ؟؟
بالله دي بتاعة عصام (ودا لانو قرمبوز خاشي في البوست بصورة أو بأخري) ولا بتاعة عبدالمجيد عفيفي
علي العموم لك التحية وأرجو الإفادة

الأخ طلال
تحاياي
وصادق التعازي والمواساة

سعيد انا جد بوجود قلمك الأنيق معنا في هذه المساحة .. أكتب أخي لتنير بحبرك المشرق ظلمة هذه النهارات الكئيبة .



مودّتي

ـــــ
انا في البعيد مشتاق لهمسة من الوطن يانسمة
[email protected]

"

لنا أخوةُ خلف هذا المدى
أخوة طيبون , يحبوننا , ينظرون إلينا
ويبكون ..

... "



أخي عصام ..
سلامات ,
يدك الممدودة وصلت .
وأرجو أن يظل إبراهيم في افضل الأحوال ..

تحياتي .


...
طلال



____________________
الكلام بين الأقواس ل :
محمود درويش من /
حالة حصار ..

الأخ طــلال .. حتى فى حزنك جميل .. شكرا لتجميلك دواخلنا .. فى الأنتظار

على الحلاوى

شكراُ لك يالواثق ..

انا سعيد لأن ألتقيك هنا مرة اخرى ...

قد تعلم جيدا يا صحبي أن كلمة صغيره وواحد ,
من الممكن أن ترفع عن كاهل القلب كيسين من رمل
الأحزان ..

...
طلال

ناظم ..

على مشارف هذا الموت , يجتاح روحي حنين
لهمبريب , وبلاد تمشي فيها البنات زي حب
عنب مفروط ..

قال الشاعر :

يموت الزمار , وإيدو بتلعب ..


...
طلال

تفوقنا قامة دائما ، أنت ومحسن صاحب تيموليت !

ست البنات .

سلامات يا ست البنات ..

في الأول عايز أقول إن محسن خالد كاتب شجاع ومتميز ,
قد إستطاع بمثابرة وإخلاص أن يحقق موقعه في ساحة الكتابة ..

وبعدين براحه علي شويه عشان أنا راسي كبير خِلقه !!

أنا سعيد جداً بوجودك هنا ولإستطعامك هذه الكتابة .

مودتي ..


...
طلال

Quote: ... طلال

.......

أصحو هنا.....


تذهب بى بعيدا....بعييييييييييدا

Quote: ... طلال

.......

أصحو هنا.....


تذهب بى بعيدا....بعييييييييييدا

لؤي ..

أتمنى على الله أن يواسي قلبك ..

أماأنا , فأشعر بود غامر تجاه ما تقوم به
في ال" بورد " هذه الأيام ..
فانت إنسان توضع على الجرح يطيب .

لك كل ألوان الحب يا أخي .


...
طلال

سلمى ..

طبعا طرت بكلماتك الرقيقة السما ..

وانا فعلا قريب أحمد دالي " برجاس " ,
بالإضافة لكونه من الناس الذين أكن لهم
معزة عالية ..

معزتي يا سلمى ..


...
طلال

شكراً طلال...
و عذراً لأني لم أتحلى بالصبر...
اتخيلت روحي "طبظت" فقمت سحبت المداخله!!!
في الزمن الحلو.. برجاس كان أكثر من صديق... و قد حدثني عنك مرة أو مرتين... و رأيتك تزوره في اَخر أيامه في هندسة...
و لما لقيتك في البورد قلت أتأكد...
كتاباتك تبعث في نفسي شعور بالخفة... بالتحليق...
شعور بأن الإبداع لا حد له... وأن القلم لا كابح له...
ناضجة... أنضج من سنوات عمرك التي و إن لم تخونني الذاكرة أقل من سنواتي بكثير!!!
فيها نكهة أهلنا "الحلب"...
بتذكرني بصديقي المصري "عمر طاهر" الذي فقدت عنوانه و أتمنى أن ألقاه...
واصل الإبداع و أتمنى مزيداً من التواصل...
محبتي
سلمى

" وحيدون , نحن وحيدون حتى الثمالة ,

لولا زيارات قوس قزح ... "





_______________
* محمود درويش .

طلال....
أما عن الأبواب...
فكما هي مدخل للرسول و الزائر و البشارة و النسيم و خيوط الشمس و "قوس قزح".....
هي أيضاً مدخل للذباب و الناموس ...
و الكدايس التي تشرب اللبن...
هي مدخل لجداد الحلة (الذي يطرد جداد البيت)!!!
هي مدخل للعفاريت و أشباه العفاريت...
و هي مخرج لسنوات العمر...
تخيفني...
Or am I being paranoid

أستاذ علي ..
منذ أول أيام لي هنا , في هذا المنبر ,
وأنت لا تبخل علي بسند ولا تضن بمؤازرةٍ ..

صدقني , كم أسعد بمداخلاتك .

لك كل الود وأنت تربت على روحي وقلبي ..

ومحبتي الشديدة ..


...
طلال



________________________
* باب أصفر ل :
جوديث كار / Judith Carr
من الولايات المتحدة .

كلما شارفت دمعه على الهطول رفعوها بالفاتحة ..
ربتوا على كتفه وقالوا:" شد حيلك يا زول " .. فيشد حيله , وحيله أوهى ما يكون
والروح حزينة وفيها لوعه وحنين ..

ذهبت إليه في الصباح .. دخلنا غرفته .. وجلسنا على مقربة من الذكريات ..
سمعنا فيروز والبلابل وشيرين , وأخفينا عن بعضناأدمعنا .. ونحن نعلم أن كلانا يبكي ..
بكينا كل هذه المصيبة والفداحة والفقد ..

أبكتنا اللوعه وغربة الروح والقهر ..
أبكانا العسكر الجائلون في الطرقات والغبن ..
وبكينا للمرة الألف من فرط الغياب ..
الأصدقاء أين ذهبوا .. ؟
لم غادرتنا البنات .. ؟
أين طفشت مدينتنا يا ناس .. ؟
وأحلامنا ... ؟ كانت هنا منذ قليل , من سرقها ؟





طلال .. فتقت آخر غرزة للجلد .. أبحث وحيدا عن فرصة للبكاء وحيدا
إذا هو سيناريو الحزن .. لا يهمه أين سكنا .. فقط ..من أين يتسرب ليسكننا

شكرا حزينا

دمت لي

طلال




شد حيلكـ

طلال...اشتاق لك...
الخرطوم تاخز طعم العلقم....
عدت اليها وكلي شوق....
وجدت الاصدقاء قد هجروها...
لم يتركوا لي سوي قرمبوز...وبعض الصور....
نحاول ان نعيش بعض ليالي الخرطوم....بقليل من البسمات...
المركز الالماني يبدو حزينا في غياب الاصحاب...وغياب الافة
جوبي يغلق ابوابة منذ العاشرة....فهنا حظر التجول...متجول
كم اشتاق لك يا صديقي ...
واشتاق للاصحاب....
سوف اكون في الخرطوم لاسبوع واحد و سوف اعود بعدة الي الحقل...

احاول ان استنشق نسيم اصدقائي بعد ان غطي البارود سطح مدينتي...
سلامي الشديدلمن هي بجوارك ...
(طلال رسل لي ايميلك عشان القك في الماسنجر....
لم اتوقع يوم ان اضطر للحديث معك عبر المسنجر)
[email protected]
ضياء

Quote: ما هذا القبض يا رب .. بسطك يا الله ..

الساعى للجمال بقدر الجمال طلال


لقد اخزتنى الحروف الى عوالم خيل لى ان نسيتها

شكرا طلال

up

إيزابيلا ..

اليوم احاول إعادة ترتيب مزاجي بهدوء لا يخل بما حدث .
أحاول أن أنتمي لما انا عليه ..
أن أتماسك وأنجو بجلدي من كل ما لا يخصني وكل ما لا يكتنفه مزاجي .

أحلم لي بهوية على صغيرة على قدر عمري .
هوية بسيطه وغير مركبه .

هوية ليس فيها غير أسماء الشوارع وسحن الناس وخطي اليدوي .
هذا كل ما أجدني اليوم قادراً على التمسك به والدفاع عنه .

...
طلال


____________
من بوست :
النمل....يا عزيزى

يا مراحب يا مازن ..

أشكرك لرفع هذا ال " Post " ..

أراك لاحقاً ..


...
طلال

واحشاني ابوابك يا طلال.

كيف حالك والخرطوم...والاصحاب.

الخراب عم,والرماد كثيف..هل من امل يا طلال??

....

ما زال الوقت باكرا على الذاكرة....لتوارب أبوابها يا طلال

ثمة حديث لم يكتمل هناك...وشوارع هنا

(أنت علمتنا التجاوز)

أمامى كوب شاى...وصورة شارع خافت الأضاءة ...موغل فى الحنين

أماى مدينة بحزن عميق...وأصحاب

(هى أشياء ليست للتجاوز)

...

ضياء...أعلن الخصام معى

أختفى ليطل هنا غارقا فى ألوان (عصام عبد الحفيظ)

قرمبوز...يخالسنى كلما أشاعت الخرطوم غبارها على وجهى...

....

(كن فى مركز الحياة)

ثمة رشفة واحدة...فى زمن واحد

-ثمة سر....تعرف وحدك كيف تطاله

-نشتيك

كما تقول أحلام مستغانى....

شذا

طلال الفنان..
عمل مبدع...سحر وجمال..
تحياتى
ومودتى

سامر ..

الحزن أعلى أبواب الإمتحان ..
من يقف عليه طويلاً .. يرحمه الله ويفتح له .



...
طلال

خدر ..

قل لي بربك :

من سيزيح كل هذا الرمل ؟


...
طلال

يا ضياء , ألم يأت علينا حين من الدهر قلتُ لكم
فيه أن هذه البلاد بنت كذا وكذا , فوصمتموني بأني
حلبي إبن كلب ؟

هاهي البلاد يا بن أمي وأبي : أمامك ..
منهوبة كما مقبرة ..
ورمادها مفروش على المدى ..

فماذا انت فاعل ؟

هل رأيت ما حدث في شارعنا المحبوب " المك نمر " ؟

تعال قربي , يا صاحبي نغسل هذا العمر المنسوف بدموعنا .
نحوم في الشوارع القليلة المتبقية للمشي ..
ونسأل الله أن يخف علينا شويه .

تحياتي الحارة ل " إيمانويل " , والآخرين .


...
طلال

طلال ياعزيزى

الرمل يسد الطرقات ويحول بيننا وبين ابوابك الجميلة ..
والحزن اكثر لطفا وكرما من الرمل ..فقد وصلنا به الى قلبك ..

شكرا للحزن الذى جعل هذا ممكنا …
وتبا للرمل الذى حرمنا متعة الدخول ..
ولك كل أنت طلال كل الحب ..

ود عقاب ..

تعرف يا رجل ، بجانب أن قلبي مهموم هم أبدي ،
فأنا أشعر أن رأسي ثقيل من فرط ما يحمله من
ذكريات وتفاصيل .. وهي تنتح طوال اليوم وأحاول
أن أزوغ منها بالمباصرة ..
أحياناُ أخرى أكتب ، علها تفش قليلاُ .

والله المعين ..


...
طلال

يا عمرو ..

أنا أيضاً توحشني الأبواب ..
كل الأبواب التي عبرتها ، والساكنين خلفها ..
وطارقيها ..

توحشني الأبواب على يميني وأنا ماشي على الرصيف .

ويوحشني الطرق على باب حسين شريف .



...
طلال

Quote: ثمة حديث لم يكتمل هناك...وشوارع هنا

condolences ya telal

طلال ياصحبي ...

تري كم من جرح عبر
قلب العم محجوب ابو مريم ومي
حتي تغني بان:

"كُل الجروح بتروح
الا التي في الروح
فخلي القلب شُبـاك
علي الامل مفتـــوح".
...
...
الارض هي للقادمين
...
...
طلال سانزلق سلساً لأقول
العهد بيينا
منقوش علي صدر النشيد
أن للعشق زمان سيأتي
يُُحرم م فيه بُكاء البشر ...

سلامات طلال,
رسلت و اتصلت لكن مالميت فيكم.
وانت زى! مابترد على اليميلات
الظاهر طار الحمام..

اماانا كل مااقرا كلامك
ترك عصفورة فى البال


كلنا بخير والأمور فى امورا
كن بخير و سلم لي

نبرة

محمد عكاشه !!

ما احوال القاهرة عندك ؟
ناسها ومقاهيها ..
أحجار الطاوله والشاي الكشري ؟

شوارع وسط البلد ؟
وأحلام التغيير ؟
عم مدبولي ؟

البنات ، وما أدراك ما البنات ..

هل الكل بخير ؟





...
طلال

ياسلام يا بحرى يا انفوشى يا سياله
غنوه المقدمه لمسلسل( عفاريت السياله)لاسامه انور عكاشه
يحكى عن الحياه اليوميه لاهل حاره (السياله)في الاسكندريه
اكتر حاجه عجبتنى تلقى الناس يشتموا بعض ويتعاركوا بعد شويتين تلقاهم قاعدين فى(القهوه)يشربوا شيشه ويلعبوا(عشرة طاوله)
دايما بقول انو المصريين ااحسن مننا فى حاجات كتير ه وده كلام السودانين مابقبلوه (شفت كميه الدمار والحقد )الولعت الخرطوم
برضو (مصر)ام جمال وسيد درويش وقاسم امين و(حليم)والست ام كلثوم
بتذكر زمان اول ما ناخد التاكسى(البيجو)من اسكندريه(السواق)يروح مدخل شريط للشيخ(عبد الباسط عبد الصمد) اول ما يوصل(دمنهور)يروح مدخل شريط(ثومه)لحدى( محطه مصر) وما ننسى (الخطيب)احرف لعيب كوره فى الدنيا(قسم يا لورد)
تعرف يا طلال انا عشت ربع عمري فى مصر والمغرب وباقى العمر(يحسبوه ازاى عليا)

والله يا ناظم كتابتك ليها وحشه ..

Quote: اكتر حاجه عجبتنى تلقى الناس يشتموا بعض ويتعاركوا بعد شويتين تلقاهم قاعدين فى(القهوه)

عارف يا ناظم الميزة دي إكتسبها الجماعة المصريون من سنوات القهر
الطويلة والممتدة ، التي جعلت الشعب معجون ببعض ..
المصري عندو نوع من النباهة في خوضه لمعارك العالم .. فهو يعرف
أن العدو الحقيقي هو الجوع والفقر .. أما باقي الحاجات ، فكلها
أشياء تغتفر ..

هو شعب صقلته الدنيا .

Quote: بتذكر زمان اول ما ناخد التاكسى(البيجو) من اسكندريه (السواق) يروح مدخل شريط للشيخ(عبد الباسط عبد الصمد)

ذكرتني يا ناظم بحكاية حكاها لي عم نبيل ، كان برضو سواق بيجو ..
قال لي :" ما تآخذنيش ، أنا أول ما أصطبح الصبح أروح لازق في دماغي
حتة الحشيش إللي هي .. وأسمع الشيخ عبد الباسط ، وأحس كد إن ربنا
فاتح لي دراعاتو وعايز ياخدني بالحضن ..
أصل الحلال بين والحرام بين .. مش كده ولا أنا غلطان يا بيه ؟ "


يبدو لي ياناظم أن الحياة في مصر تجربة غنية وفرصة للإنفتاح على عوالم
من العواطف والتاريخ والناس ..

Quote: مش كده ولا أنا غلطان يا بيه ؟

...
طلال

يا محمد يا عبد الرحمن ..

أيام وليالي طويله عدًت منذ آول وآخر مرة
سمعت فيها صوتك ..

وفي النهر جرى ماءُ كثير وإرتفعت في قلوب
الناس أحزان ..

هذا العام عربد في بلادنا موت ذكي ، وفتح
علينا الباب ، إختار ضحاياه بنباهة العاشق ،
فملأ جيبه بأجمل الورود :

حسين شريف .
الشيخ عبد الرحيم البرعي .
سيدي عبد العال الإدريسي .
الخاتم عدلان .
الفاضل سعيد .
وجون قرنق ..

ما من مجموعة في السودان إلا وأصيب فؤادها
من ضربة سيف أو رمية رمح من هذا الموت ..

آللهم إرحم الجميع وأغلق هذا الباب ،
إنك رؤوف رحيم ..


...
طلال

قسمت الموت على كفي
وكتبت للوطن المشاكس
مرثيه لون دمي
باعلن في انتفاضي وحروفي :
رصاصات التمرد
منقوشة في الدم القصيده
والوشم ظاهر فوق لحم البدن...
تبداني توتر ... اتهيأ
فارتجل وجعي مراحل
وادخل ف حالة مواجهة
الميدان هوه الوطن
والوطن أكبر ميدان
غرسوا ف تقاطعه الفزع
الخوف بيكمش تحت جلد الانهزام
الشتا برد الزمان
صورة الغربه الحذر
فجر انتظار لسه ما خطاش العتب
والعتب هوه الجدار
والخيار الصعب ف مساحة قرار
- بلدي نزيف من دم
أزرق ف لون البحر
والبحر ف حدودنا الشمال والشرق
وتتوه ف ملامحنا الخرايط
ما بين جزره وبين المد
لا حد فارد قلع مركب للشروق
ولا حد طارح شبك يطلع فجر
"بلدي نزيف من دم "
{كلمات لصديقي سمير سعدي من ترتيلة بكا}
طلال ...
العابرون سريعا جميلون ، لا يتركون ثقل ظل . ربما غبارا قليلا ، سرعان ما يختفي
والذاكرة تعيق الراغبين في الموت ، وتجعل الراغبين في الحياة موتى . فلندفنها إذن ، لندفن الذاكرة ونحن نغني .
إنها حفلة سخيفة في أية حال ، ولكن بما اننا وصلنا ، فلنغن ونرقص
ثوان قد نكون فيها جميلين
لكن أجملنا سيبقى الغائب .
أيمــن

«الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل».
يحكي ايها الولد السعيد ذو الرائ السديد و العمر المديد ,,
ان مدينتنا كان يحكمها الطير ,, احتلت شارع الحرية حمامة ,, و فرخت صغارها هناكـ
,, اختار اصغرهم حلويات سلا عُشاً امينا من اعين الفضوليين ,, اغضب ذلكـ اهل النعيق
فـ سـلا من الدوائر الهامة في الانتخابات القادمة بالطبع



غنت الحمامة
ولع لي نحرقوا
..
قصدكـ .. قصدكـ المشتاقين ما لقوا !!
قصدي فوق السجاير
ولع لي نحرقوا

وتهافتنا نجري جري الوحوش خلف حظنا الذي ضاع ,,
قالت لنا شهرذاد مرة ( او خِلناها )
انقذوني ,,
فتراكضنا نُزيح الرمل و نُهدر العًمر

«او كالذى مر على قرية و هى خاوية على عروشها قال انى ‏يحيى هذه الله...»

انة الوهم يا صديقي و زمان الاحلام الضائعة
ترجل
ودعني اعانقكـ
قلم يعد في الوقت من ثوان

أيمن ،

بقول أبو العامية ، الشاعر الجميل ،
فؤاد حداد :

" مفيش حياة إلا عند غيرك
تعيش في خيره ويعيش في خيرك "..




أيمن ..

أتمنى ما يغيب عن قلبك صاحب .


...
طلال

غيب الموت الشيخ حسن الفاتح قريب الله
...
كنت أظن أن الحزن بسقط بالتقادم..
لكنني وجدته يتجدد ... بالتراكم

الحزن يملأ الآفاق .. وجيوب أحبابنا .. نتنفس حزناصافيا كامل الدمع
حتى صغارنا صاروا مشروخي الفرح ..


يا رب فرجا يسع هذا الحزن
يفتح أبوابنا ضلفتين للشمس .. والضحك المعافى
يزيح رمل الثكالى .. ويرش حيشاننا بالحب وشاي المغربية

ندى ..

التعازي موصولة للكل مادام الحزن
مفروداَ على الكل ..

لا أحلم بشيء الآن ..
سوى أن ينام قلبي بهدوء ..



...
طلال

تحياتى طلال عفيفى....

تحياتى..






للأسف هذه الأيام ...قاموسنا معطل

شكراً لأنك تعيد لنا هندام أنسانيتنا

Quote: " كُل الجروح بتروح الا التي في الروح فخلي القلب شُبـاك علي الامل مفتـــوح ".

إبراهيم ..
عندما وقف ، ليلتها ، محجوب شريف
حداداً على أرواح شهداء الشعب ، هل
كان يعلم ، أن الأيام حبلى بشهيدٍ
جديد ؟










...
طلال

Quote: أماانا كل ماأقرا كلامك ترك عصفورة فى البال ..

" Alin " ..

قلبي مطفي وأحلامي مجروحه ..



...
طلال



_______________________
وجه : Self-portrait.
رسمها بيكاسو في 1901،
بألوان زيتية على قماش .
من أعمال المرحلة الزرقاء .

خدر ..

مضى أكثر من نصف الزمن ..

اللهم أجعل الخير على قدم الواردين ..

تحياتي للأمير الصغير ..

وللعاملين عليه ..


...
طلال

طلال,
القلب ليهو اطفال جايين في السكة حيعلمونانكون اشجع ونضحك ونقول "هاهنا حاضر"!
اما الاحلام.... مابقدر افتي وانت ادرى بالحال و المحتال
الجروح بتبرى
بس امسك احلامك بقوة

حاتم ..

علك بخير ..

إنسانيتنا ...... يالله كم هي غريبة عنا وبعيدة .

تُرى : أين نحن ؟



...
طلال

طلال ....
سوف اعود غدا الي الحقل....
اشتاق اليك يا صديقي....
كل الاصحاب سيكونو معي اليوم ليلا...
سيكون الغنا سيد الموقف ياريت لو كنت معانا....
اب سبح و شبكة و ابراس غنا شديد...
حاول اضرب تلفون انت و امال و لو لميت في فالضلابي خلي يضرب لي اليلة...
سلام يا صحبي....




ضياء

Quote: محمد عكاشه !! ما احوال القاهرة عندك ؟ ناسها ومقاهيها .. أحجار الطاوله والشاي الكشري ؟ شوارع وسط البلد ؟ وأحلام التغيير ؟ عم مدبولي ؟ البنات ، وما أدراك ما البنات .. هل الكل بخير ؟

عيييييييييييك....ياطلال
القاهرة فى صيف غائظ....والصبايا الجميلات يكشفن عن كثير مثير كاد على أثره ان افقد صديقى الحافظ...سحر وجمال وغموض وشيتن يجنن...ولا حول ولاقوة الابالله...
ياشاب
منتظركم كمان شوية انت وعصام عبد الحفيظ....
ورجاء بلغوا عزائى فى وفاة والدته
مع مودتى وتقديرى

يا منعم سلام ..

كنت أود أن أنقل إليك قول الشاعر :


وإن كان لابد من فرحٍ
فليكن
خفيفاًعلى القلب والخاصرة
فلا يلدغ المؤمن المتمرن

من فرحٍ مرتين !






_____________________
الشاعر : محمود درويش

أخى طلال ،


افتح مصاريع الأبواب عل نسائم الوطن العصى تهب علينا !



وواصل ولا تتوقف بربك ،


فهنا الأريحية وبعض العزاء !

ست البنات .

يا ست البنات ،

ليت نسايم الوطن تهب عليك ،
لكنه وطن أعرفه كما جوع بطني :
لا نسيم فيه ..

فيه :
حفنة من العساكر أنهكهم قتال ، فارتدو أزياءاً مدنية ،
وفيه ساسة ناموا حتى سالت ريالتهم ، وفيه مواطنون
أكل على أحلامهم الدهر وشرب ..

فيه امراض طفولة تجري بأرجل نشطة ،
وحرب تتمطى تريد ان تنتشر .




وفيه ناس ، يحبونه هكذا : لله .


...
طلال

تكبر , تكبر
فمهما يكن من جفاك
ستبقي بعيني ولحني ملاك
وتبقي كما شاء لي حُبي أن أراك
نسيمك عنبر وأرضك سُكر
وأني احبك أكثر
....
....
يداك خمائل ,
ولكنني لا أُغني ككل البلابل...
فان السلاسل تعلمني ان
اقاتل ،أقاتل
لأاني اُحبك أكثر

نسيمك عنبر وأرضك سُكر
غنائ خناجر ورد وصمتي طفولة رعد
وأنت الثري والشواهد...
وقلبك أخضر...
وجزر الهوي في كمد ..
فكيف اذاً لا أحبك أكثر
...
...
وأني طفل هواك علي
حُضنك الحلو انمو وأكبر
وأني احبك اكثر...


درويش , مارسيل , وأميمة الخليل

شكراً ياطلال على كل هذا الجمال
اخاف ان ارجع الى الخرطوم واجها ... تبكي ...
اشتاق الى الذهاب الى رؤية النيل مع كل الاصدقاء في رصيف مبني الكشافة البحرية ..دون خوف.. والا فهذه البلاد البارده اولى بخوفي فهي غريبة .. وانا كذلك عنها.

طلال ، سلام ،

وأنا أحبه فى الله ولله !

وهذا قدرنا !

ولكن هجائره وعواصفه الترابية تقع بردا ودفئا وسلاما على القلب الوله !

ولكنه الرءوم والمحبوب العصى ! فماذا نفعل بقلوبنا ???

أما عسكره فهم قاصمة الظهر وأسباب جفانا ! والغربة اللعينة من صنع فعائلهم !

واصل الحكى .... واصل ...

ست البنات .

Quote: أاخاف أن أرجع ألى الخرطوم وأجدها ... تبكي ...

منال ، الخرطوم يا جميلتي تبكي من زمن ..

مُذ بدأ يحكمها المعاتيه من ابناء البلاد .



...
طلال

لياليها ....

هنا ، عند منحدرات التلال ، أمام الغروب

وفوهة الوقت ،

نفعل ما يفعله السجناء ،

وما يفعله العاطلون عن العمل :

نربي الأمل .







__________________
محمود درويش .

عفيفي يا طلال

بالمناسبة انا متابع بوستاتك بي تركيز شديد
منذ زمن بعيد ... بس اول مرة اداخل فيها معاك
بـ مشاركة الكتابة .... عدم دخولي في الفترة السابقة
عندي نظرية انو الناس الكتابين شديد ديل مفروض
الزول يقراء ليهم بس وما يدخل يقطع ليهم حبل
التاليف الجميل دي .... حبيت اقول ليك انو كتابتك
راقية شديد ودائما بتلمس الوتر الحساس ولمن اقراء
ليك بكون القلب حزين وسعيد ،،،
مشتاق للخرطوم شديد وفي النفس الوقت بقول
ياريت الخرطوم لو كان ماتت قبل ماتشوف زمن ذي دي

سموأل ..

سعيد أنا ، كونك جئت ، ولكلامك الجميل ..
أتمنى ان تواصل التداخل هنا وهناك ، فعبره تتخلق
كتابات صغيرة لكنها جميلة ، كتابات تعبر عن أحوال
يومية وفصول من الأمزجة ..

سأنتظرك دائماً : هنا وهناك ..


تحياتي الشديدة يا سموأل .



...
طلال

فطرت قلبي يا طلال كما فطرقلبك رب( قرن)الابواب ,المقابض ,الحلوق ,المزاليج الصعاليق من الرمل والاليف من الدجاج والوسخ الحميم كلها تمائم الغائبين المنازل يا طلال البيوت لوم لو تعلمون عظيم للذي ادار ظهره ولو الي حين
عذبتني يا طلال وانا الان اوهي من تحايا الغرباء
اليل عندنا فارق كم نجمة........... تعال

طلال ،

تغلقت الأبواب !

وضاع مفتاح الوطن حين خلع محمد أحمد باب غرفتهم الوحيدة فى زمهرير الشتاء ليشترى الدفاتر

لأبنائه التلاميذ ، وحفنة من طحين ، وبعض الدواء !!!

ست البنات .

يا ست البنات ، إنها بلادنا : بلاد الأحزان العادية .

نحتاج لأكثر من هذا العمر لنحكي تفاصيل أوجاع أبنائهاالمساكين ،

ربما ألف عام ..



...
طلال

إبراهيم ، هل تبقى في ليلنا ليل ؟ وكيف الحال ؟

غابت عن ليلك نجمة ، وعن ليلي غابت ندامى وأحلام ..

غابت يا إبراهيم عن ليلنا الليالي وصرنا ، هكذا ،
على باب الله ، بلا بلاد ولا كحل في العيون .




...
طلال

أحلامنا طوتها الآلام ويممت شطر العدم !

وبقيت لنا الهواجس ودكريات كلما اجترتها الذاكرة تنامى الحزن بحجم الوطن الذى كان !!!

فى أسرتنا مثلا تغلقت أبواب حين :

ارتحل أبى ،

أمى ،

عمى (1)،

عمى ، (2)،

عمى (3) ،

عمى (4) ،

خالتى (1) ،

خالتى (2) ،

خالتى (3) ،

خالتى (4)

أخى الأكبر ،

أختى الكبرى ،

ابنة أختى ،

ابن أخى ،

فى الفترة من 1994 وحتى أيلول 2004 !!!

ست البنات .

وأنتِ ، من سيغسل أحزانك ؟


__________________

يا باب يامقفول... إمتي الدخول

صبرت ياما واللي يصبر ينول

دقيت سنين ... والرد يرجع لي : مين ؟

لو كنت عارف مين أنا ، كنت أ قول !

عجبي !!!






___________________
من رباعيات صلاح جاهين

نضبت جفوني وابتل قلبي دمعاً "أبدياًً"
وصورةأبي الذي لم اتصوره -كالناس- يموت
وهذا لشدة ما رأيت من جلد وغلظة بقلبه
وصمود يخص دستة من الرجال المُحاربين..
...
...
احمد الله علي أنه لم يبع شبراً من روحه لأحد،
بل مات كالمحارب واقفاً علي طوله.! فاورثني
فخراً لاينضب...
...
...
المفجع يابن أبي؛ الموت نفسه.
فقد مات قبل ان "يطير الجماعة ديل"، وقبل
ارجاع المفصولين من الصالح العام...

مات والبنت الوحيدة علي وش جواز ...
والولد الوحيد في ضلال يعمهون !!!
...
...
وانصرف المعذيون ،
تركوني وحيداً احتسي عمري
كلهً بطعم الفراق...
بلا معلم أورمز ولا رجل
يدفع عني المصاريف...

...
...

ثم توالت سيرة الموت علي أيامنا...
أكثر من نحب مات، وأجمل من يحبوننا ماتوا
المقابر صارت أوسم من الارض ...
ربُطت قلوبنا بباطن الارض ...

فصار الواحد منا بقلب منكوس يبحث عما فقد
...
...

متي سيفتكرنا الله والاحباب...
تقول امي ونساء الجيران أنني اشبه أبي كثيراً
هذا ما أراه كلما نظرت في المراة أو في روحي
وهو ذات السر ما يجعل الحزن صنو لوجهي وروحي...

....
....
أييه يا طلال..

في مثل هذا الايام الرمضانية ياطلال
وأُمي "محبوسة" في حزنها الأبيض
شُق لحم قلبي وحشي بالحُزن والحمي ..
...
...

فشكراً لأنك كنت معي ...

شكراً متنامي مادمت نظيفاً يا صاحبي
والحمد لله...

والله يا عفيفى جد جد فاتتنى ..........

كنت قايلاك بتتكلم ..... ساى !!!!!!!!!!!!!!!

بيني وبينك يا هميمه ، أنا كنت بتكلم ساي !!

لكن نعمل شنو مع محاسن الصدف ؟


...
طلال

طلال عفيفي
كثيرا ما تبدوا الاماكن في ظل البكاء والوحدة والضياع
سوداء ان الحزن يا صديقي كلمات ليس فيها نبض او روح
انما احساس متوهج يسكن الرؤيا والاحلام
صدقي لو قلت لك اني الحزن قد جعل انهر البكاء تسير بلا هدي في دواخلي
اتعرف يا صديق الحزن
ان اعتدت علي التسكع في حواري الحزن والبكاء
تذكرت ابي لا اعرف لما هل لان الفقد واحد وان لون الحداد واحد
سكون وحزن
في دواخل الناس والشوارع والاحزاب الدمار الكل ينتظر القيامة لا لشي سوي
لتكتب نهاية التاريخ وينتهي الحزن
الي الابد
محمد ابوالقاسم

تحية طيبة للجميع

نحتاج لمثل هذا ان يظل فى الاعلى ...



شكرا على هذا الصفاء و الشفافية