تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 ) مواضيع توثقية متميزة
مواضيع توثقية متميزة

تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )


02-25-2009, 06:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=13&msg=1252558243&rn=3


Post: #1
Title: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-25-2009, 06:40 AM
Parent: #0

تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
على حلقات (الحلقة (1 ) )


السفر والسياحة عند البعض كلمات عذبة ذات جرس ورنين تعنى الحرية والمتعة والفرح والإنطلاق
والإكتشاف والثقافة والمعرفة بالشعوب والتوقعات الجميلة وهو من الهوايات المفضلة لديهم . وهو
عند بعض آخر يعنى مفارقة الوطن والأحباب و الحنين اليهم والخوف من المجهول وشقاء وعذاب وقطعة
من نار . وبسبب السفر والسياحة نشأت وازدهرت كثير من الصناعات والمناشط التجارية والخدمات
فى مختلف أرجاء العالم . ولقد عرف الإنسان السفر والترحال منذ القدم عندما كانت وسيلته فى ذلك
الأرجل والدواب الى أن ضرب أكباد الطائرات فى العصر الحديث ووصل الى أقصى بقاع الدنيا . وقد حث
القرءان الكريم على السفر فى كثير من الآيات مثل قوله تعالى : ( هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا
فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور ) وقوله تعالى : ( قل سيروا فى الأرض) . وفى
الأحاديث والشعر والحكم والأمثال قيل عن السفر ما لا تسع له الذاكرة ولا المذكرات . . كما شهد
العالم هجرات كبيرة فى التاريخ غيرت فى ديمقرافية السكان كهجرة الأوربيين الى الأمريكتين واستراليا
ونيوزياندا وجنوب أفريقيا وكهجرة الهنود والعرب الى شرق أفريقيا . وقد اشتهر فى التاريخ القديم
والحديث رحالة كثيرون ولهم فى ذلك كتب ومؤلفات وظهر أدب الرحلات .
وأنا أعتبر نفسى واحدا ممن أبتلاهم الله أو أنعم عليهم بهواية السفر . فلا أزال أذكر بالتفصيل
كل رحلاتى المدرسية والجامعية وما بعدها . وكانت أمنيتى وأنا فى طفولتى أن التحق فى مستقبل حياتى
العملية بمهنة أو عمل تكون طبيعته السفر المتواصل الذى يتيح لى مشاهدة العالم . فقد كنت أتمنى أن
أكون كابتنا أو بحارا فى سفينة تجوب بى كل بحار الدنيا ومحيطاتها لأشاهد كل موانئ العالم حتى وإن
تعرضت للأهوال و الصعاب . أو أكون كابتنا أو مضيفا فى طائرة لأشاهد مدنا عالمية وعواصم . أو أن أعمل
فى أي مهنة حكومية أو غير حكومية تتيح لى فرصة السفر المتواصل الى خارج السودان ومشاهدة العالم
الخارجى .
فما دام السفر هو هوايتى المحببة فلماذا لا أرتبط بمهنة تحقق لى إشباع هوايتى هذه وأكتسب منها
معيشتى فى نفس الوقت وكما قال العالم برنارد شو : ( السعيد هو من يكسب رزقه من هوايته . )
Happy he is that earns his living from his hobby فحسب هذه المقولة أو النظرية فإن من يمتلك
موهبة غناء وكان الغناء هو هوايته ومهنته فلا بد أنه يكون من أكثر الناس سعادة. وأسألوا كبار
الفنانين المحترفين . وكمثال آخر فإن من يمتلك موهبة صحفية وتكون الصحافة هي هوايته ومهنته فإنه
من غير شك من السعداء حتى وإن أنكر ذلك أو لم يدرك حقيقة سعادته . وعلى الصحافيين الذين تمثل
الصحافة هواية لهم وهي فى نفس الوقت مهنتهم ، ألا يتنكروا لحقيقة سعادتهم و ألا يماروا فى ذلك
مراء ظاهرا ، ويقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم – ويملأؤون الدنيا ضجيجا واصفين مهنتهم بأنها
مهنة المتاعب والنكد . نعم ، قد تكون هي كذلك ولكنهم فى حقيقتهم سعداء بها رغم متاعبها
ونكدها ، بل ويستعذبون تعبها ونكدها كما يستعذب المحب ظلم محبوبته . وليتهم يجزون الجزاء
الأوفى . وقديما قال المتنبئ بيت شعر هو أقرب الى هذا المعنى هو :
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
ثم ما أتعس أولئك الذين أحيلوا للتقاعد للصالح العام أو لأسباب أخرى وأضطرتهم ظروفهم
المعيشية أن يمتهنوا مهنا لا تمت لتخصصاتهم وخبراتهم وهواياتهم بأي صلة – وأسألونى كمجرب .
ولقد بلغ البعض فى ولعهم بالسفر ما جعلهم يطوفون كل بقاع العالم . بعضهم بالأرجل وبعضهم
بالدراجات والمواتر وأغلبهم بوسائل المواصلات الحديثة محطمين من وقت لآخر أرقاما قياسية . وقد جاء
فى الأخبار أن شابا تونسيا قد إعتزم السفر من بلاده الى الصين على متن دراجة بخارية ليقطع
الآف الكيلومترات لحضور الألعاب الاولمبية التى ستقام فى بكين فى صيف عام 2008م . و الشاب واسمه
منتصر وعمره خمسة وعشرون عاما قرر الإنطلاق فى رحلته للصين فى شهر مايو الماضى وعبر خلال رحلته
12 دولة ذات ثقافات وعادات مختلفة حاملا شعار التضامن بين الشعوب . وكان قد سبق له أن قطع مسافة
160 كيلو مترا مشيا على الأقدام لحضور مباراة فى كرة القدم ثم السفر الى مصر على متن دراجة
عادية لمتابعة مباريات المنتخب فى تصفيات كاس أمم أفريقيا لعام 2006م . وأنا وإن كنت لم
أبلغ معشار ما بلغه هؤلاء الهواة من أسفار إلا إنى أرى أن الله قد ابتلانى مثلهم بحب السفر وفات
حبى له آخر مدى – ولو توفر لى ما توفر لهم ، لكنت قد لحقت بهم . ورغم ذلك فقد نلت منه حظا ومن
تجاربه قدرا أراه وافرا الى الحد الذى يجعلنى أعتقد أنى من القليلين من أبناء وطنى الذين
خاضوا غماره وبطريقة إقتصادية . فقد شاهدت فى أسفارى ستة عشر دولة أوربية وتسعة دول عربية
وأفريقية وثلاثة دول آسيوية غير عربية ومكثت بالولايات المتحدة ثلاثة سنوات شاهدتها من أقصاها الى
أقصاها من الغرب الى الشرق ومن جنوبها الى شمالها وهي تجربة كما أعتقد لم تتح حتى للكثيرين من
سكانها . ولعل الشباب السودانى الذى يهوى السفر يجد في تجاربى ما يفيده . فكثير من السودانيين
يفتقدون خبرة السفر خارج الوطن . وقد لايدرك بعضهم كيف يمكن أن يكون سهل وممتع وغير مكلف ، كما
أن السفر والسياحة قد غدتا من أهم وسائل التواصل بين الشعوب وتمازج الثقافات .
وأنا فى هذا المجال لن أتحدث عن الهجرات و لا عن السفر من أجل الإغتراب أو البحث عن عمل .
ولا عن نوعية الرحلات المترفة التى يقوم بها المقتدرون ماليا لخارج السودان لقضاء الإجازات فى
فنادق ذات نجوم متعددة ومنتجعات فخمة أو مع أقاربهم وأصدقائهم . ولا عن رحلات رجال الأعمال
لعقد الصفقات التجارية خارج السودان وما يتبع ذلك من مراسم تكريم واحتفالات . ولا عن تلك
السفريات والرحلات المدفوعة الأجر والتكلفة من الحكومة أو الشركات لحضور المؤتمرات أو ما شابه
ذلك من أغراض ومهام . وإنما سيكون حديثى عن تلك الأسفار والرحلات التى يقوم بها من يهوون السفر
والترحال من الشباب حبا فى السفر والسياحة من أجل ذاتهما لما يجدونه فيهما من متعة ومتاعب
وتحديات وبالتعرف على شعوب أخرى مختلفة وبلدان وإكتساب تجارب ومعارف وخبرات واشباعا لهوايتهم
فى السفر بنفقاتهم الخاصة ، ولكن بأقل التكاليف . وهذا النوع من الرحلات الذى أقصده هو عينه
أو الى حد كبير الطريقة التى يسافر بها الشباب الأوروبى أو الغربى على وجه العموم الذين
يحملون متاعهم المختصر على ظهورهم كالجنود ويجوبون كل بلدان العالم بطريقة غاية فى الإقتصاد
وحسن التدبير . وهم من يعرفون بال Backpackers وقد اشتهروا وانتشروا فى كل أرجاء العالم
حتى غدوا عالما قائما بذاته وظاهرة طبيعية . ولهم روابطهم العالمية ومواقعهم فى الإنترنت
ونشأت من أجلهم تجارة رائجة وصناعات . ولهم آداب وفنون ومؤلفات وعددهم فى إزدياد وطريقتهم فى
تطور مستمر إلا فى البلدان النامية . فهم لا يحبون السفر والسياحة عن طريق الرحلات الجماعية المنظمة
التى تديرها كثير من وكالات السفر . وإنما يحبون أن يخوضوا تجارب شخصية فى حرية واستقلال
وفلسفتهم هي تشجيع الإعتماد على النفس والتغلب عل حاجز اللغة من غيرالإستعانة بمترجمين
والتعامل مباشرة مع السكان العاديين بأن يعيش الواحد منهم وكأنه فرد منهم يأكل مما يأكل
عامتهم ويستخدم مواصلاتهم العامة ، ويأوى الى أرخص الأمكنة . وإذا لم يعجبه المكان رحل منه دون
التقيد بآخرين وقد يلتقى بمجموعة أفراد مستقلين مثله وينضم اليهم كرفاق سفر جدد وينتقل معهم
لمكان جديد . وهناك بلدان رخيصة فى العالم جذبت اليها هؤلاء ال Backpackers وصارت قبلة لهم
ولإجتماعاتهم . وبعد سقوط حائط برلين صارت المانيا الشرقية وبقية دول شرق اوربا موضع اهتمامهم
وزياراتهم . ولقد نال هؤلاء الشباب وطريقة سفرهم إعجابى الشديد وملكتنى الغيرة منهم وعزمت أن
أسافر مثلهم وعلى طريقتهم . وكانت أول مرة أحتك فيها بهم عن قرب عندما شاهدتهم بميناء وادى حلفا
النهرى عام 1971م وهم يخرجون من الباخرة القادمة من مصر أفواجا من ضمن القادمين وهم فى طريقهم
الى السودان . وتحدثت الى العديد منهم – معظمهم طلاب ومعلمون أو شاغلى وظائف محدودة الدخل ---
أعمارهم تتراوح ما بين الثامنة عشر و الثلاثين وشاهدت فى حقائبهم وأيديهم خرط وكتب ومراشد عن
البلدان التى يزورونها وهم يطلعون عليها كلما واتتهم الفرصة للإسترخاء أو كانوا فى إنتظار خدمة
من الخدمات . وغادروا المينا ء الى مدينة وادى حلفا حيث القطار سيرا على الأقدام وهم فى
مجموعات . وهى مسافة لا تقل عن ثمانية كيلومترات ، وذلك توفيرا لمبلغ المشوار واستمتاعا
بالمشى كرياضة ، وكذلك فعل القادمون من المدينة الى الميناء من أمثالهم . وفى القطار إختاروا
ركوب أدنى الدرجات ( الرابعة) – وأزددت إعجابا بمغامراتهم --- قلبى معكم أيها الطير المهاجر –
سأفعلها مثلكم يوم ما – سأزور بلادكم كما تزورون بلادى وبمثل طريقتكم . هكذا فكرت وقررت . وبعثت
الى أحد أصدقائى كي يبعث لى بمثل معداتهم السفرية تلك وأهمها الحقيبة البلاستيكية التى تشد
على الظهر وحقيبة النوم sleeping bag ) ) استعدادا لرحلة طويلة أجوب فيها أكبر عدد من الدول
خاصة الأوروبية .

أواصل







Post: #2
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-25-2009, 06:21 PM
Parent: #1

هل أنتقل بكم للحلقة الثانية ؟

Post: #3
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: ismeil abbas
Date: 02-25-2009, 07:39 PM
Parent: #2

أخى/محمد عبدالله سيد أحمد

السلام عليكم...........

Quote: هل أنتقل بكم للحلقة الثانية ؟


أى بالله واصل أنا من هواة السفر والترحال بس ما بالرخيص..لقد زرت كثير من الدول بين أمريكا واروبا واسيا وأفريقيا............وقد حبانى الله أن تكون هوايتى من ضمن وظيفتى...

لقد إستمتعت بالسفر كثيرآ..وانا أحب السفر مع العائلة لما فيها من فوائد كثيرة وأهمها ألأشتراك فى الذكريات حين إجترارها........

أحكى وساشاركك الحكايات..........مودتى.إسماعيل محمد احمد عباس.....

Post: #4
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-25-2009, 08:20 PM

شكرا أخى إسماعيل عباس سأواصل وسنتبادل الحكايات والذكريات

Post: #5
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-25-2009, 08:30 PM
Parent: #4

تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف الحلقة ( 2 )

تساءلت كثيرا بينى وبين نفسى : ترى لماذا لا يقلد شبابنا السودانى أولئك الشباب الغربيون
فى طريقة سفرهم تلك ، وشبابنا لا يقل عنهم جرأة وحبا للمغامرات والتحديات ولدى كثير منهم
ما لدى أولئك الشباب الغربى من مقدرات وإمكانيات مادية متواضعة هي بقدر أمكانياتهم التى
يأتوننا بها أو تزيد ، خاصة وأن شبابنا قد قلدهم فى كثير من مناحى حياتهم وفيها الجانب
السالب ؟ -- كما أن كثيرا من السودانيين كما أعلم قد وطئت أقدامهم كل بقعة فى هذا العالم
العريض ومنهم من قصد حتى الصين واليابان وأمريكا الجنوبية طلبا للرزق غير مبالين بحاجز اللغة
ولا طول السفر ؟! – وللإجابة على هذا السؤال فإن هناك من يرى أن العلة تكمن فى المجتمع السودانى
والعربى عموما بحكم تقاليده وموروثاته وثقافته . فلهذه المجتمعات كما يعتقدون طابع تعالى
وكبرياء زائف فى نظرتهم للأمور المعيشية والإجتماعية حيث يود كل فرد في هذه المجتمعات أن يظهر
بمستوى معيشى أعلى وأكبر كثيرا من واقعه وأن يجارى فى ذلك من لهم مقدرات مالية . يتضح ذلك جليا
فى تقليدهم ومجاراتهم لبعض الأثرياء فى التفاخر (والفشخرة) والصرف البذخى المترف فى مناسبات
الزواج والأفراح بحيث يأتون فى كل مرة ببدع ما أنزل الله بها من سلطان . وهناك نسوة يستعرن
الحلى الذهبية للتباهى بها . وبعضهن يستعرنها لزينة العروس . ومن المفارقات أنى شاهدت حفل زواج
مترف أدى فيه فنان أغنية تقول : (ما أصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما حلال ) فاهتز لها أهل العرس
طربا رغم (بعزقتهم ) للمليارات فى ذلك الزواج . إنه إذن ذات المجتمع الذى ينظر الى مثل هذه
الطريقة الإقتصادية فى السفر والترحال نظرة دونية . وكأن من يسافر سفرا متواضعا ما كان ينبغى
له أن يفكر فى السفر بتلك الطريقة . فالسفر عند مثل هؤلاء لا بد أن يكون مثل مناسبة الزواج
مبهرجا بإحتفالات الوداع والعودة وتأمين وسائل الراحة بما فيه الكفاية أو لا يكون . ولكن
هناك من الشباب من ينبرى معترضا على مثل هذا القول والتعليل ومن يقول : ومن أين للطلاب
والشباب السودانى فى ظروف المعاناة التى يعيشونها فى الوقت الراهن بالمال الذى يكفيهم حتى
لرحلة واحدة من مثل تلك الرحلات التى يقوم بها الشباب الغربى ومعظمهم يعانى من تكلفة الدراسة
الجامعية ويطرد الكثيرون لعجزهم عن سداد رسومها . و الخريجون أغلبهم عاطلون لا يجدون عملا .
و إن فكر أحدهم فى السفر حتى للبحث عن عمل فهناك صعوبات وبيد دونها بيد تحول بينهم وبين
السفر!! . فهناك شرط تأدية الخدمة الوطنية وشروط وقيود أخرى لا يستطيعها إلا المقتدرون ماليا
من أبناء الأثرياء الجدد أو مغامرون عقدوا العزم على الخروج من الوطن بلا نية فى العودة اليه
وشعارهم ( إما مال أحمر أو موت أحمر) . و ما قاله هؤلاء وأولئك قد يكون جميعه صحيحا .
فنظرة المجتمع الدونية للطريقة الإقتصادية فى السفر هي التى جعلتنى اتحاشى حمل حقيبتى على ظهرى
داخل السودان عندما شرعت فى رحلتى مثل أولئك الشباب الغربى حتى لا أتعرض لسخرية وتندر من يلاقينى
من الذين يعرفوننى و الذين لا يعرفونى . بل إنى حتى فى داخل مصر أحسست بالكسوف وتضايقت حين
شاهدت المصريين ينظرون الى حملى لحقيبتى على ظهرى بإستغراب مما اضطرنى لحملها فى يدى .
فنظرة المجمتع كما أراها هي واحدة من الأسباب التى تجعل الشباب السودانى لا يفكر فى السفر بتلك
الطريقة الإقتصادية . ثم إن السفر بقصد السياحة ومشاهدة البلدان والأماكن السياحية فى العالم من
أجل المتعة وإكتساب الخبرة والمعرفة كما أراه لا يشكل لدى كثير من الشباب السودانى أهمية أوهدف أو إهتمام فى حد ذاته . وإنما ينحصر إهتمام غالبيتهم فى السفر من أجل الإغتراب وإيجاد عمل .
أو حسب رأي البعض منهم ( المخارجة من البلد الحفرة الذى هو وطنهم السودان ) . وهؤلاء فى سبيل
تحقيق هذا الهدف لا يبالون إن تعرضوا للأذى والإذلال ، أو أن يكونوا ضحية للعنف والإغتيال فى
بعض البلدان . أو أن يعيشوا عالة على أقاربهم أو أصدقائهم أو معارفهم من المغتربين لزمان طويل
انتظارا للحصول على عمل صعب المنال وقد لا يحصلون عليه . وهناك البعض من ينحصر إهتمامه فى السفر
على ملاقاة أقاربه أو أصدقائه فى الغربة ليقضى معظم وقته معهم داخل الشقق السكنية فى أنس وسمر
ومن دعوات وجبات عند هذا وذاك وبعضهم يقضى معظم الوقت فى لعب الورق ولا يخرج لمشاهدة البلد
الأجنبى الذى يزوره إلا من خلال التسوق مع مضيفية .
وأنا هنا عندما أتحدث عن الطريقة الإقتصادية فى السفر على طريقة أولئك ال Backpackers وتجاربى فيها إنما أتحدث عن تجارب تباعد زمانها – أيام كان ذلك فى شبابى وكان ذلك فى
زمان لم تظهر فيه الإنترنت ولا الهاتف الجوال . ولا ما حدث مؤخرا من ثورة معلومات وإتصالات
وتطور فى وسائل السفر وفنونه . وأتحدث كذلك عن تجارب سبقت مجئ حكومة الإنقاذ لحكم السودان ---
يوم كانت التأشيرات للسودانيين لدخول الدول الأوربية وغيرها ميسورة من داخل السودان وخارجه
أو حتى على حدود تلك الدول --- ويوم لم يكن اسم السودان مدرجا فى قائمة الدول الراعية للإرهاب
أو الداعمة له --- ويوم لم يكن المسافر السودانى يتعرض فى مطارات الدول وموانيها وحدودها
للسين والجيم والإذلال ومنعه من الدخول حتى وإن كان يحمل تأشيرة دخول . ويوم كان السودان قبلة
للسياحة خاصة من الشباب الأوروبى وخاصة بعد إتفاقية عام 1972م التى منحت الجنوب حكما ذاتيا
وتوقفت بسببها الحرب لمدة عشرة سنوات حيث صار الشباب الأوروبى والسياح يتدفقون على السودان
للسياحة عابرين له من الشمال الى الجنوب وبالعكس قادمين بالبواخر من جنوب مصر مواصلين رحلتهم
بالباخرة حتى جوبا ومنها الى يوغندا .
ورغم كل تلك المتغيرات وايجابيات الماضى ، فإن الفرص فى إعتقادى لا تزال مواتية
ومتاحة بل ربما غدت أكثر إتساعا أمام الشباب من طلاب وغيرهم كي يمارسوا هواية السفر فى كل
إجازة من إجازاتهم فى واحدة من الدول أو فى أكثر من دولة إن صدقت عزيمتهم ورغبتهم واتبعوا
فنون السفر ومعيناته ليكون بأقل التكاليف. فقد لا يكلفهم سفرهم وإقامتهم إلا تذاكر السفر
او ما يزيد عليها بقليل إن هم عرفوا وسائله واتبعوها .
وهناك البعض الذين لا يحبون السفر منفردين ويعتقدون أنهم سيواجهون مصاعب لا قبل لهم بها
إن لم يكن معهم رفيق . وهم لذلك يحرصون على وجود رفيق معهم فى السفر عملا بالحكمة القائلة :
الرفيق قبل الطريق . وهناك بعض آخر يرى أنه سوف لن يستمتع بالسفر ما لم يكن مسافرا بمفرده .
وأنا هنا لا أود أن أقلل من أهمية الرفيق . ولكن من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل أن يجد
المرء رفيق سفر يتوافق معه فى المزاج والهدف وفى الزمن الذى تستغرقه الرحلة وتوقيتها
وبرنامجها وميزانيتها . فإختلاف الأهداف والمزاج والميزانية قد يفسد الرحلة بين رفيقي السفر .
وكون المرء صديقا وفيا ومخلصا مع أحد فليس بالضرورة أن يكون كذلك رفيق سفر جيد .
فعلى سبيل المثال فقد يكون أحدهم أكثر نشاطا وحركة من رفيقه الآخر الذى يميل الى الإسترخاء
والراحات . أو كأن يحمل أحدهم متاعا أثقل من حمل الآخر فيكون عبئا على رفيقه. أو كأن يفضل أحدهم
الصرف بالقدر الذى يراه الآخر إسرافا ولا يستطيع مجاراته . وأنا جربت رفيقا فى السفر لإحدى
الدول – هو رفيق لطيف المعشر ولكن مزاجه وأهدافه فى السفر تختلف عنى تماما فقد كان أكثر هم
وشاغل له هو الإلتقاء بأقاربه ومعارفه وقضاء معظم الوقت فى الأنس معهم داخل الشقق والموائد
العامرة الدالة على مبالغة الكرم السودانى بينما كان شاغلى وإهتمامى الأكبرهو مشاهدة الأمكنة
والمعالم السياحية فى كل مدينة والتعرف على شعوبها وعاداتهم . ثم إن للسفر على إنفراد مزايا
عديدة منها الإستقلالية والإعتماد على النفس والتعامل المباشر مع الآخرين . و متعة السفر لا تتحقق
فقط بعدد الأماكن السياحية التى يشاهدها المرء ولكن أيضا بعدد من يتعرف عليهم من أناس جدد فى
الغربة وتعامله معهم . وهم أكثر من سيتذكرهم بعد عودته لوطنه على إختلاف مللهم ونحلهم –
وتفردهم ، وغرابتهم وكرمهم أو شراستهم فهم الذين سيبقون فى ذاكرته أكثر من أي شئ آخر .
و المسافر فى كثير من الأحيان يكون فى حاجة لوقت يخلو فيه الى نفسه لكي يتعرف على نفسه أكثر
وهذا ما لا يتوفر مع رفيق سفر . ثم إن المسافر لوحده لن يعدم الرفقة إن إبتغاها فالظروف
حتما ستتيح له مقابلة رفقاء سفر فى نفس ظروفه وميوله وميزانيته ويكونوا هم بدورهم يبحثون
كذلك عن رفقة لتبادل المعلومات فيرافقهم لوقت قد يطول أو يقصر ثم ينطلق لوحده منفردا . والسفر
مع رفيق على كل حال تجربة مفعمة وثرة ولا بد منها . وفيها تعرف معادن الآخرين بحق .
حيث يمضى رفقاء السفر وقتا دائما ومتصلا مع بعضهم ويتخذوا قرارات سويا – أين يذهبون –
وبأي وسيلة يسافرون – إلخ –

و أواصل

Post: #6
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: وائل فحل
Date: 02-25-2009, 08:46 PM
Parent: #5

..

شكرا على هذه النوعية المميزة من الكتابة فى المنبر العام ..
..
هذه هي نوعية الكتابات التى استمتع بمتابعتها لانها تعكس تجاب شخصية يمكن ان نستفيد ونتعلم منها ..
ثم ان السفر عموما من الاشياء الممتعة فى الحياة ..و كتابات الرحالة لها سحر خاص دائما , وفى ذاكرتي عناوين كثيرة الان لعل من اقربها كتاب ( 200 يوم حول العالم ) لأنيس منصور ..
..
نرجو المواصلة ..

Post: #7
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-25-2009, 10:26 PM
Parent: #6

شكرا إخ أستاذ / وائل فحل على التشجيع . سأواصل بتشجيعكم وبرفع البوست
لك التحايا

Post: #8
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: noon
Date: 02-25-2009, 10:35 PM
Parent: #7

So interesting, please continue
Thank you,
Noon

Post: #10
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 05:47 AM
Parent: #8

So interesting, please continue
Thank you,
Noon





شكرا لتشجيعكم واليكم الحلقة الثالثة


أعود الى الحديث عن الطرق والسبل والوسائل التى إبتدعها هواة السفر من أجل تقليل تكلفة السفر .
فأقول إن أول هذه الوسائل كما أراها من حيث الأهمية هي : --
/ أندية السفر العالمية : وعددها لا يزيد عن ناديين إثنين هما :
1 / نادى القلوب تروترس The Globe Trotters Club وقد تأسس عام 1945م
2 / نادى الضيافة The Hospitality Club وقد تأسس عام 2002م
وهذه الإندية تتطابق فى أهدافها تقريبا ولكنها تختلف من حيث تاريخ إنشائها ومقراتها .
وقبل أن أشرح للقارئ الفكرة من وراء إنشاء تلك الأندية وأهدافها وكيف يستفيد العضو المشترك
فيها من خدماتها فقد رأيت أن أحكى للقارئ قصة تعرفى مصادفة بالنادى الأول لطرافتها . وتبدأ
القصة عندما كنت مبعوثا بالولايات المتحدة الأمريكية فى مطلع ثمانيات القرن الماضى فى إحدى
الجامعات بجنوب ولاية كلفورنيا وتقع على بعد ثلاثين ميلا الى الشمال من وسط مدينة لوس أنجلوس وإسمها
كليرمونت . فقد لاحظت عند زيارتى لإبنى فى مدرسته الأساس فى أثناء فسح الدراسة لاحظت أنى أجده دائما مجتمعا مع شلة أبناء وبنات زملائى المبعوثين السودانيين حيث إعتادوا الإجتماع لوحدهم كأبناء
سودانيين ولا يختلطون ببقية الأطفال الأمريكان . ورغم ما لهذه الظاهرة من إيجابيات حميدة إلا أن من
سلبياتها أنها تقلل من فرصهم جميعا لإلتقاط اللغة الإنجليزية خاصة لمن هم فى مثل أعمارهم .
فقررت نقله لمدرسة أخرى مجاورة كي يضطر إضطرارا للإختلاط بغير بنى جلدته ليلتقط اللغة الإنجليزية
فى وقت أسرع . وتقديرا لهذا السبب فقد تم التصديق على نقله لمدسة أخرى مجاورة بناء على إتفاق المدرستين رغم أن القوانين لا تجيز ذلك . ولكن بعد حوالى أسبوعين من انتظامه بها أتى مدير جديد لمدرسته و طلب منه العودة لمدرسته الأولى دون يخطرنى كولى أمر له . فذهبت لمكتب التعليم محتجا .
ولكن عند وصولى لمكتب التعليم لم أجد بمكاتبهم أحدا سوى موظفة بالإستقبال فقد كانوا جميعهم
فى
فسحة منتصف النهار لتناول الغداء . فطلبت منى تلك الموظفة أن أوضح لها مشكلتنى شفاهة ،
فأخبرتها بما حدث . فطلبت منى رقم هاتفى وأخطرتنى أنها سوف تتصل بى لاحقا خلال بقية ساعات العمل
لتفيدنى بما تم فى أمر شكوتى . واتصلت بى بالفعل وقالت لى إن سوء فهم قد حدث . وأن على إبنى
أن يعود لمدرسته فى صباح اليوم التالى . فلما عاد أبنى لمدرسته ، وجد أن مدير المدرسة الذى طلب
منه العودة لمدرسته الأولى قد تم نقله وجيئ بمدير جديد . ولقد أوردت هذه القصة كمقدمة للقصة
لإعجابى بتلك الطريقة الناجزة وغير البروقراطية التى تعالج بها مشاكل الجمهور من غير مكاتبات
أوإجراءات مطولة أو تعقيدات بيروقراطية فى أمريكا . ثم لأبين كيف أن نقل إبنى أفاده فى الإختلاط
مجبرا لإلتقاط اللغة الإنجليزية إ سريعا إضافة الى أن إبنى وجد فى مدرسته الجديدة إمرأة متطوعة
تأتى للمدرسة بإنتظام فى فترة الفسحات الدراسية لتقوم بتدريب الأطفال الأجانب على التحدث
والمخاطبة باللغة الإنجليزية واختارته لتقوم بتدريبه . وهي كما تعرفت عليها لاحقا إمرأة فى
العقد السادس من عمرها طويلة ونحيلة ولكنها خفيفة ورشيقة الحركة كبنت عشرين . تعيش
بمفردها فى منزل متوسط مع كلب صغير . وهي تملك بعضا من ثروة وفراغا كبيرا فكرت فى ملئه بالرحلات والسفر . وعندما تعود من أسفارها تقوم بتعليم الإنجليزية للتلاميذ الأجانب كهواية أو ملء فراغ لوقتها . وكان إبنى يتضايق منها ولكنها نجحت فى ترويضه بما كانت تغدقه عليه من حلوى وألعاب .
وعن طريقه تعرفت بنا كأسرة له . وفرضت علينا صداقتها . ورغم ثرثرتها الكثيرة والمملة فى كل
موضوع إلا أنها أفادتنى الكثير فى معرفة كثير مما خفي علي من الحياة فى المجتمع الأمريكى كما
حكت لى الكثير عن تفاصيل رحلاتها الجماعية التى قامت بها مع مجموعات أو لوحدها فى كثير من بقاع
العالم خاصة فى نهر الأمازون وأمريكا الجنوبية وكيف استفادت من اشتراكها وعضويتها فى نادى
القلوب تروترس فى رحلاتها المختلفة . ولكي تشرح لى مهمة هذا النادى بطريقة عملية دعتنى كي أحضر
معها إجتماعا لأعضاء هذا النادى فى المنطقة التى نقيم فيها . والدعوة كانت موجهة من إحدى عضوات
هذا النادى بمنزلها وكان الغرض من الإجتماع هو رغبة صاحبة الدعوة لإطلاع بقية الأعضاء فى النادى
عن رحلتها الى اليابان التى امتدت لأكثر من أسبوعين وكيف استفادت من اشتراكها كعضوة فى نادى
القلوب تروترس . وكان الغريب فى ذلك الإجتماع الذى حضرته فى منزل تلك العضوة هو أنى وجدت نفسى
أننى الرجل الوحيد فى ذلك الإجتماع بين مجموعة من النساء يزيد عددهن عن العشرة نساء . كما كنت
الأجنبى الوحيد من غير الأمريكان . ومن أجلى قدمن لى قبل البداية تنويرا عن نادى القلوب تروترس وأهدافه ونشاطاته حيث علمت منهن أن إسم هذا النادى هذا قد أختير ليعنى أو يرمز الى وسيلة
السفر الأقل تكلفة وهي السير على الأقدام فنادى ال Globe Trotters إن صحت الترجمة
تعنى نادى الذين يجوبون العالم سيرا أو وطأ على الأقدام كناية عن قلة التكلفة أو اللا تكلفة .
فهو نادى يهدف لأن يتيح لأعضائه المشتركين به السفر لأطول مدة دون أن يكون العضو قد أنفق
فى سفره خلال عشرة أيام ما ينفقه السائح العادى فى يوم واحد . وشعاره لأعضائه
( سافر بمحفظة خالية ) أو مصابة بالأنيميا : Travel with an empty wallet—أو Anemic wallet
كناية عن عدم الإحتياج للصرف . وأنه نادى عالمى أسس فى عام 1945م ورئاسته فى لندن وله
فروع رئيسية فى كل من كلفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وبكندا واستراليا ونيوزيلاندا ويضم
فى عضويته أعضاء من كافة أنحاء العالم يجمعهم ويؤلف بين قلوبهم حبهم جميعا للسفر والترحال
لمشاهدة مختلف أنحاء العالم ولمعرفة العادات والتقاليد للشعوب المختلفة ولتبادل الخبرات فى
السفر وأن يكون ذلك بأقل التكاليف . وأن على من يرغب فى الإشتراك فى عضوية النادى أن يكتب
للنادى فى عنوانه بلندن أو أحد فروعه ( كان ذلك قبل ظهور الإنترنت وإنشاء موقع للنادى به)
مبديا رغبته فى الإشتراك به. وسوف يمده النادى بأستمارة لملئها وإعادتها مع إرفاق رسوم ضئيلة
لفترة عضوية سنة أم سنتان ليقوم النادى بعدها بمد العضو بدليل يحوى أسماء جميع الأعضاء
المشتركين فى النادى فى كافة بلدان العالم مع جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بهم
كالمهنة – تاريخ الميلاد –الديانة – الهوايات – وإستعداد وإمكانيات كل عضو فى تقديم ما يمكن
أن يقدمه لأعضاء النادى من مساعدات وخدمات إن هم حضروا لزيارة بلده كإستضافتهم بمنزله أو مكان
آخر مناسب ليوم أو يومان أو أكثر وإمكانية طوافه معهم داخل بلدته والبلدان المجاورة أو ترتيب
ذلك لهم . على أن يسبق كل ذلك مكاتبات أو إتصالات . وسوف يعامل الأعضاء بعضهم البعض حسب نوع
التعامل والتعاون الذى يكون العضو قد بين استعداده له فى استبيانه عند ملئه لأرنيك طلب العضوية .
هذا ، ويتم تجديد بيانات دليل الأعضاء كل فترة وأخرى بإضافة الأعضاء الجدد وحذف الأعضاء الذين
انتهت فترة اشتراكهم أو لم يقوموا بتجديدها أو فضلوا الإنسحاب من عضوية النادى وكذلك بيان
أي تعديلات حدثت فى عناوين الأعضاء. وللنادى قانون عرفى مضمونه هو عدم مضايقة الأعضاء أو إزعاجهم
لبعضهم البعض كأن يبعث عضو لعضو آخر برسالة لطلب عمل أو دعوات من أجل الحصول على فيزات
أو طلب مال أو تكليفه بأي تبعات مالية . وأي عضو يتسبب فى إزعاج عضو آخر بشئ من هذا القبيل
سيفقد عضويته . فهدف النادى هو أخذ وعطاء متبادل . ويمكن للعضو المشترك إلغاء اشتراكه فى أي وقت .
ويقوم النادى بإرسال دوريات ونشرات إخبارية مع الدليل عن نشاطات بعض الأعضاء ومذكرات رحلاتهم كما
يتعاون مع صحف ومجلات ومؤسسات مختلفة متخصصة فى مجال السفر و الرحلات السياحية . كما يتقبل
النادى مقترحات الأعضاء لتحسين وتطوير خدمات النادى بما يعود بالنفع لأعضائه . وكثيرا ما تتيح
هواية السفر المشتركة بين الأعضاء للتعارف والمراسلة فيما بينهم وخلق علاقات وصداقات بين الأعضاء
خاصة بين من تجمعهم مهنة أو حرفة أوهواية وكذلك فى مجال تبادل المنافع التجارية أو الخبرات
المهنية وممارسة وتطوير الهوايات . وقد تصل العلاقة والثقة بالبعض بطول التجربة والصلات
والتعامل بينهم الى تبادل المسكن والسيارات لقضاء كل منهم لإجازته المتزامنة مع إجازة الآخر
فى بلدة الآخر أو خلال أي فترات زمنية أخرى يتم الإتفاق عليها فيما بينهم . ويقدم النادى كل عام
جائزة سنوية مقدارها ألف جنيه استرلينى لمن يفوز فى منافسة أحسن من استفاد من خدمات هذا النادى .
ولقد حكت صاحبة الدعوة فى ذلك اللقاء عن سفرها الى اليابان وكيف استقبلها وأكرمها
يابانيون وأسرهم فى أنحاء اليابان المختلفة الذين هم أيضا أعضاء فى هذا النادى وذلك من
لحظة وصولها الى ساعة مغادرتها لليابان ولم تتكلف أي نفقات تذكر سوى قيمة تذاكر الطيران بعد
أن أخطرتهم بموعد وصولها لليابان . وعرضت علينا أفلاما وصورا بالبروجكتر عن رحلتها تلك .
وأفادتنا أنها تتوقع كذلك زيارتهم لها فى كلفورنيا لتقوم نحوهم بالواجب . وأفادتنا كذلك
بإعجابها بعادة خلع اليابانيين لأحذيتهم قبل الدخول للغرف حفاظا على النظافة وإنها لذلك شرعت
فى تقليدهم وكانت قد طلبت منا خلع أحذيتنا قبل الدخول لغرفة الإستقبال .
كان نادى القلوب تروترس عندما تعرفت عليه هو النادى العالمى الوحيد للسفر ولم يكن الإنترنت قد
ظهر بعد . فصار الآن لهذا النادى موقع فى الإنترنت ويتم الآن الإشتراك في عضويته عن طريق الدخول
لموقعه فى الانترنت . والمراسلة معه ومع الأعضاء تتم عن طريق البريد الإلكترونى . كما ظهر فى
عام 2002م نادى جديد مشابه آخر منافس له إسمه نادى الضيافة The Hospitality Club ومقره فى ألمانيا والإشتراك فى عضويته مجانا . وهو يخدم نفس أهداف نادى القلوب تروترس وله موقع فى الإنترنت
كذلك ، ولكن يبدو أن اشتراكه المجانى قد أكسبه رواجا وعضوية أكثر من رصيفه الآخر . وبلغت عضويته
الآلاف ومن بينهم سودانيون . وعلى من يرغب فى الإنضمام لهذا النادى الدخول لموقعه فى الانترنت .
وتفديم طلبه بملء استمارته بمعلومات صحيحة . ثم بعد ان بعد أن يتم تسجيل العضو للدخول فى
الموقع ، يمكنه التواصل مع الأعضاء الآخرين برقم حساب خاص لا ينبغى أن يعطيه لآخرين مع اتباع نظم
معينة . ويتيح هذا النادى الإشتراك للأعضاء وللضيوف أيضا . فحتى إذا لم يكن العضو راغبا فى السفر
فقد يكون راغبا فى استقبال الأعضاء والتعرف عليهم والاستمتاع بصداقتهم واستقبالهم عندما يزورونه
فى بلده .. وسيكونون هم سعداء ايضا بأي مساعدة يقدمها لهم حتى ولو كانت نصائح أو معلومات .
وفى موقع هذا النادى على الإنترنت يجد المرء مذكرات عديدة تحكى عن تجارب كثير من اعضائه
واستفادتهم من عضويتهم بهذا النادى . وأغلب أصحاب هذه المذكرات شباب أوربيون أذكر أن بعضهم
حكى كيف وجد الإقامة والعون من أعضاء هذا النادى فى دول كالأرجنتين وشرق آسيا . أنا لم أشترك فى
أي من هذين الناديين ولكنى أعلم أن الفكرة ناجحة وأشجع من يفكر فى الإنضما م لعضويتهما إن كان على استعداد لتحقيق الفائدة المتبادلة
نواصل

Post: #9
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: حنين للبلد
Date: 02-25-2009, 10:39 PM
Parent: #7

اخ محمد

بوست مميز تابع لو سمحت.

Post: #11
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: الطاهر عثمان
Date: 02-26-2009, 06:05 AM
Parent: #9

ياسلام بوست جميل ورائع
وطريقة سلسة وعذبة جدا في السرد

واصل

Post: #13
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: عزام حسن فرح
Date: 02-26-2009, 06:57 AM
Parent: #11

محمد عبدالله سيدأحمد

صباح الخير (عندنا)

والله كتر خيرك كتير ... تمتعت مُتعة كبيرة بِقراءة ما كتبتهُ ... شكراً



مُتابعين

Post: #17
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 11:57 AM
Parent: #13

محمد عبدالله سيدأحمد

صباح الخير (عندنا)

والله كتر خيرك كتير ... تمتعت مُتعة كبيرة بِقراءة ما كتبتهُ ... شكراً



أستاذ / عزام لك التحية والتقدير وتابع الحلقة الرابعة

Post: #14
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 07:03 AM
Parent: #11

ياسلام بوست جميل ورائع
وطريقة سلسة وعذبة جدا في السرد

واصل


شكرا أخى الطاهر عثمان إشادتهم هذه وسام إعتز به . سأواصل
تابعوا معى

Post: #12
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 06:20 AM
Parent: #9

اخ محمد

بوست مميز تابع لو سمحت.


شكرا للإعجاب والتشجيع

Post: #15
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: azhary taha
Date: 02-26-2009, 07:21 AM
Parent: #12

الاخ محمد عبد الله سيد احمد انا من ابناء اروما والقاش واعرف انك كاتب متمكن منذ ان كنت ضابطا اداريا...وسعيد جدا بان اقرأ لك ....واصل وساكون من المتابعين....

Post: #16
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: ismeil abbas
Date: 02-26-2009, 11:24 AM
Parent: #15

ألأخ/محمد عبدالله

Quote: وبعضهم يقضى معظم الوقت فى لعب الورق ولا يخرج لمشاهدة البلد
الأجنبى الذى يزوره إلا من خلال التسوق مع مضيفية .


ألأخ/محمد..بصراحة بوست مميز ومفيد وتجبر الشخص أن يتابعك حتى النهاية لما فيه من تشويق وسرد لذيذ..

كما وعدتك بالمشاركة ورحبت بى وأشكرك على ذلك..كنت قد انزلت بوستين واحد لزيارتى لشلالات نياجرا من جهة امريكا وولت ديزنى فى أمريكا...وأيضآ سويسر وبألأخص مدينة لوقانو الجميلة..

السفر والسياحة نوعان سفر فترته قصيرة واخرى فترته طويلة..

والشخص مجبر فى نوع السفر ألأول ان يأخذ أسرع وسيلة نقل لأدراك محطاته..والعكس فى الثانى وأنا احب النوع الثانى من السفر ولكن ظروف العمل والوقت لاتسمح بذلك..

والسفر والسياحة ثقافة لايمتلكها الكثيرون..وهواية لايحبها كل الناس.وذا تجد من اتيحت له الفرص للسفر ويقضي معظم وقته فى لعب الورق او النوم والركلسة هذه ليست هوايته..أنا عندما أسافر وغالب سفرى نوع الرحلات التعليمية..عندما انزل الفندق قبل المجموعة أخذ لى لفة حول الفندق أو طلعة سريعة لوحدى لأستكشاف المكان...

فاصل ونواصل لأتاحة الفرصة لك لتواصل..........................مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس....

Post: #22
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-27-2009, 01:42 AM
Parent: #16

فاصل ونواصل لأتاحة الفرصة لك لتواصل..........................مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس....



الأستاذ / إسماعيل عباس .. لك تحياتى
لم أسعد بقراءة البوستين الذين ذكرتهما . وأكون شاكر إن إفدتنى بوظيفتكم التى
أتاحت لكم السفر . أهي دبلوماسية أم خلاف ذلك ... لك شكرى وتقديرى

Post: #18
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 04:43 PM
Parent: #15

الاخ محمد عبد الله سيد احمد انا من ابناء اروما والقاش واعرف انك كاتب متمكن منذ ان كنت ضابطا اداريا...وسعيد جدا بان اقرأ لك ....واصل وساكون من المتابعين....


مرحب أخ / أزهرى طه إبن أروما القاش . وأنا أطرب كثيرا لسماع إسم القاش ولقاء أهله حتى على الأثير
لما أكنه لوقر وقرى القاش عموما وأهلها من حنين ومودة . ترقب الحلقة الرابعة قريبا . لك شكرى وتحياتى

Post: #19
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: معتصم ود الجمام
Date: 02-26-2009, 06:06 PM
Parent: #18



شكرا الاخ محمد عبد الله سيد احمد
اشارك في هذا البوست القيم وانا كنت واحدا من الذين يعشقون السفر خاصة
في ربوع وطني الواسع السودان .. تجربتي التي ساكتبها تخص مجموعة من الشباب
عشقوا المسرح درسنا في البدء جميعنا المسرح في قصر الشباب والاطفال قسم الدراما
وفي العام 93 قمنا بتكوين جماعة مسرحية باسم جماعة الجمام المسرحية وكان واحد
من همومنا ايصال المسرح لاهلنا في اقاليم السودان المختلفه ولاننا كنا في بداية
الطريق كان من الصعب ان نقوم بجولاتنا المسرحية في الاقاليم بدون مشقه وتعب ...
كنا في احدى الرحلات عشرة شباب وشابه واحدة فكنا نجمع ما لدينا من مال ونقسمه الى ثلاثة
مجموعات ونخرج من الخرطوم على ثلاثة مجموعات وعن طريق الاتوستوب من مخرج الخرطوم في سوبا
نبداء الرحلة ومن الاشياء الظريفه كنا نجنب زميلتنا الشابه الوحيدة في المجموعة دردرة هذه الرحلة
فنرشح واحدا منا ونجمع لهم المال الكافي ليركبوا المواصلات اما باقي الفريق عليهم الخروج الى الشارع
ونتقابل في المنطقه التي سيكون اول عروضنا فيها ,,, تلك الرحلة بداءت من الخرطوم الى الحصاحيصا
ومن ثم رفاعه ثم القضارف ثم الشواك على ضفاف نهر عطبرة جربنا فيها كل وسائل النقل مرات شاحنات
من المفارقات التي حصلت لنا في تلك الرحلات ركبنا شاحنة كانت بلا شحنه ونحن سيرا في الطريق
صاحب الشاحنة وجد شحنة بهائم في الطريق فكنا نحن وتلك الخراف ركاب تلك الشاحنة وفي مره من المرات
ركبنا شاحنه جرار من القضارف في طريقها الى الخرطوم وبمجرد تحركنا من القضارف بقليل هطلت امطار
كثيفة جدا فكانت تلك الرحلة متعبة جدا فالامطار من القضارف لم تتوقف الا على مشارف مدني كدنا ان نموت
من البرد و,, لنا تجارب كثيرة بهذه الطريقة لدرجة في احد المرات سافرنا من الخرطوم الى بورسودان
عن طريق ( الملح ) اي يا عم معاك قدام كنا نستمتع بتلك الرحلات برغم المشقه والتعب
وفي شمال السودان كنا نضر للمشي على ارجلنا لمسافات طويلة ,, اذكر مره ان تحركنا من منطقة
الزومة الى معبر بنطون تنقاسي بارجلنا الى ان وصلنا منطقة مروي مشيا على الاقدام لاننا كنا نتحرك
عكس حركة الموصلات في ذلك الزمن يذهب اهل تلك المناطق الى المدن صباحا والعودة في المساء وكنا
نحن نذهب الى تلك المناطق في الصباح ونعود للمدن الكبيرة في المساء
وهناك قصص كثيرة جدا ...
المعذرة لعدم الترتيب في الحكي لاني اكتب عن تلك الرحلات من الذاكرة
ونواصل لكم جميعا عامر الود

Post: #20
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 08:05 PM
Parent: #19

شكرا الأخ / معتصم ود الجمام ذاك هو نوع السفر الذى أقصده
والذى يستمتع به صاحبه رغم مشقته

Post: #21
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-26-2009, 08:19 PM
Parent: #20

تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف الحلقة ( 4)


2/ بيوت الشباب العالمية : Youth Hostels

تهدف بيوت الشباب الى توفير مأوى مناسب ينزل فيه الشباب اثناء رحلاتهم على اختلاف اجناسهم ومستوياتهم
وميولهم كي يتعارفوا ويقوموا بخدمة انفسهم . وهناك أكثر من خمسة آلاف بيت شباب فى أكثر من سبعين
دولة فى العالم . وتبلغ عضويتها حوالى الثلاثة مليون عضو . وبإنضمام الشاب السودانى لعضوية أي من
بيوت الشباب السودانية يكون قد انضم تلقائيا لعضوية أكبر شبكة بيوت هامة للشباب فى العالم .
وأذكر أنى عندما عزمت السفر فى إجازتى عام 1973م استخرجت بطاقة عضوية لبيوت الشباب من مكتب الشباب
بعطبرة ، ولا أدرى أن كان بيت الشباب بها قائما حتى اليوم أم لا . حيث لم أجده فى قائمة بيوت الشباب
فى مدن السودان المختلفة والتى لا أدرى الى أي مدى حققت أهدافها . أما بيت الشباب الرئيسى فى
الخرطوم ( 2 ) الذى يوجد فى موقع متميز بالخرطوم (2) فقد تم تطويره وتحديثه على أحدث مستوى ومنه
تدار بقية بيوت الشباب السوداني فى عواصم ولائية كمدنى والأبيض وكسلا والدمازين وغيرها ----- وهو
يتفوق على كثير من بيوت الشباب فى دول العالم الثالث . وبيوت الشباب هي الأمكنة المفضلة التى
ينزل فيها الطلاب وقطاعات الشباب الأخرى من الجنسين . و ال Backpackers هم أكثر الشباب
إرتيادا لهذه البيوت لما تتميز به من إقامة رخيصة للغاية وخدمات . وبيوت الشباب فى الدول
الأوربية توجد فى أجمل المواقع وأحسن البنايات وبعضها كانت حصونا فتم تحويلها لبيوت شباب .
وتتوفر فى تلك البيوت خدمات عديدة . حيث يوجد بكل بيت شباب عدد من الحجرات وبكل حجرة عدد من
السرائر يتراوح ما بين أربعة الى عشرة وقد يبلغ الحد الأقصى عشرون سريرا مزدوجة فوق بعضها البعض .
وبها مطابخ للإستعمال الشخصى لمن أراد . وبها ايضا كافتيريات تقدم وجبة افطار مخفضة ومرطبات .
وماكينات لغسيل الملابس وحجرات عامة بها تلفزيون وألعاب للترفيه وفى بعضها مكتبات ومراشد للسفر
وخرط . ومن المؤكد أنه سيكون قد ألحقت بها كميوترات وخدمات انترنت . وهى خدمة متوفرة الآن فى بيت
الشباب بالخرطوم . وفى العديد من بيوت الشباب حدائق وفى بعضها حمامات سباحة وميادين معسكرات .
والذين فى خدمة هذه البيوت يقدمون النصح والإرشادات للنزلاء ويجيبون على أسئلتهم . ولبيوت
الشباب قوانين خاصة وضوابط حيث تفرض على نزلائها مغادرتها بعد الساعة التاسعة صباحا وعدم العودة
لها إلا فى الرابعة عصرا . ويمكن للنزلاء ترك أمتعتهم بها . وتقفل أبوابها بعد التاسعة مساء
ولا تسمح بعد ذلك لأي أحد بالدخول. وللنوم وإطفاء الإنوار ساعة محددة كذلك . وللشابات حجرات
سكن منفصلة ولكنهن يلتقين مع الشباب صباحا فى الكافتيريا أو الصالة العمومية أو الحديقة .
وليس مسموحا في تلك البيوت تعاطى الكحول أو لعب الميسر و لا بالتدخين داخل الغرف . وبيوت الشباب
تستقبل من يحملون بطاقة عضويتها . وبعضها قد يتجاوز شرط امتلاك العضوية مقابل دفع رسوم أكثر للإقامة بها .
كانت أول تجربة لى فى الإقامة ببيت شباب هى فى بيت من بيوت الشباب فى مدينة فينا عاصمة النمسا
عندما وصل بى القطار الى محطتها فى صباحا . وبعدها اتجهت الى مكتب الإستعلامات بمحطة السكة حديد ليدلونى عن كيفية الوصول الى بيت الشباب فى المدينة . كنت أتوقع أن يكون بيتا وحدا . ولكن
تملكتنى الدهشة عندما سلمتنى شابة صغيرة تعمل موظفة بالإستعلامات وهى تبتسم صفحات مطبوعة ومطبقة
كالكتيب تحوى بيانا بجميع بيوت الشباب المختلفة فى مدينة فينا بعدة لغات وبالمجان . وهي مزينة بالصورالملونة والرسومات – إنها إذن بيوت شباب عديدة وليس بيت شباب واحد كما كنت أتوقع . فهي
تبلغ الثمانية بيوت على ما أذكر أو تزيد . وهى متفرقة فى عدة مواقع بالمدينة وتحوى الصفحات
على معلومات هي عبارة عن نبذة عن كل بيت بما يحويه من مبانى وخدمات ورسوم الإقامة به وصورة لكل
مبنى من الخارج --- إلخ -- ويحوى الكتيب كذلك على خريطة كروكية للمدينة موضح بها موقع كل بيت
وكيفية الوصول اليه من المحطة الرئيسية للقطار بسبل المواصلات المختلفة بما في ذلك السير على
الأقدام . فيا لها من معلومات . ويا له من تطور سياحى وتسهيلات . وشددت الرحال الى أقرب بيت سيرا
على الأقدام . دخلته ووجدت حسن استقبال وتم اخطارى بنظم الإقامة . كنت محظوظا أن أجد فيه
سريرا شاغرا فبيوت الشباب جميعها فى المدن الكبرى فى أوروبا تزدحم فى فصل الصيف . تركت متاعى
عندهم وخرجت لأشاهد المدينة ومعالمها السياحية فى رحلة جماعية فى باص سياحى مع مرشد سياحى بأجر
زهيد . وعندما عدت لبيت الشباب عصرا وجدت النزلاء به من قبلى قد بدأوا يتوافدون . وقد لاحظت أن
أغلب النزلاء فى هذه البيوت من الشباب الأوروبى والأمريكى وأفرادا قلائل من الجنسيات الأخرى .
فطوال رحلتى داخل أوروبا وإقامتى فى أكثر من خمسة بيوت شباب مختلفة لم أصادف بها أي أفريقى
من دول جنوب الصحراء . ومن التقتهم من الشباب فى تلك البيوت هم قلة من المغاربة والتونسيين
والمصريين والتقيت كذلك مصادفة بطالب الطب السودانى وقتها والذى لدي به سابق معرفة ، واعرف
عنه كذلك حبه للسفر والترحال متلى على طريقة ال Backpackers . إنه د. عمر عباس أحمد صالح . وقد
التقيته فى بيت الشباب بمدينة لوزان بسويسرا ليوم واحد ثم افترقتا كل واحد منا فى اتجاه
مختلف .
وفى تلك الأمسية التى قضيتها ببيت الشباب بفينا شاهدت تجمع الشباب فى الحديقة للأنس والتعارف
وإدارة نقاش وحوارات فى قضايا مختلفة . وأذكر أن أحد الشبان الأمريكان ويدرس العلوم السياسية
شد إنتباه الكثيرين بتناوله وتحليله لقضية سياسية معاصرة وساخنه فى ذلك الزمان هي فضيحة وترقيت وأستقالة الرئيس الأمريكى نكسون على أثرها فكانت ندوة عامة شارك فيها الجميع . وفى بيوت الشباب
بالمدن الأوربية التى أقمت فيها وبإختلاطى مع أولئك الرحالة الشباب إزدادت معرفتى بفنون ووسائل
سفرهم بأقل التكاليف . فقد شاهدت فى أحد بيوت الشباب هذه واحدا من أولئك ال Backpackers
يطالع كتابا ضخما عنوانه : ( مشاهدة أوربا بخمسة دولارات امريكية فى اليوم ) تصفحته لبضع
دقائق وأذهلنى ما حواه من معلومات كثيرة ودقيقة ومرتبة بفهرست وبحروف أبجدية بطريقة القاموس
وبجداول حيث يجد المسافر ضالته فى كل مدينة أو قرية بأوربا وكمثال لذلك : أين يجد أرخص الإقامة
والمبيت وأرخص الطعام والترحيل وجداول بمواعيد القطارات والبصات وعن البنوك إلخ --- وقد حسبت
وقارنت الخمسة دولارات أمريكية فى اليوم مع منصرفاتى اليومية ووجدتها متقاربة . لقد حسبتها
بحساب ذلك الزمان حيث كان الجنيه السودانى لا يزال يعادل أكثر من ثلاثة دولارات أمريكية بقليل ،
أما إذا حسبنا تلك الخمسة دولات بحساب تاريخ اليوم الذى تضاعف فيه التضخم مرتين فصارت خمسة
دولارات الأمس خمسة عشر دولارا بحساب اليوم ، وإذا حسبنا أن متوسط سعر الدولار اليوم هو ألفين
جنيه بالقديم . فمعنى ذلك أن المسافر السودانى على الطريقة الإقتصادية يكون معدل صرفه اليومى
ثلاثون ألف جنيها يوميا بالقديم . وهو نفس المبلغ الذى تشترطه كثير من الدول الآن لكي
يكون بحوزة ال Backpackers عن كل يوم سيقضونه بتلك الدول قبل أن يمنحونهم تأشيرة الدخول .
وهناك من الشباب الأمريكى من يشترى سيارة للسياحة والطواف بها داخل أوربا ثم بيعها ثانية
عند مغادرته لبلده وهؤلاء وغيرهم يأتون لبيوت الشباب هذه للمبيت بها وعند عزمهم مغادرة بيت
الشباب لمدينة أخرى يقومون بإلصاق إعلانات فى الصالة العمومية أو بحجرة الطعام موضحين خط سير
رحلتهم وبرنامج سفرهم ويعلنون عن ترحيبهم بمن هو راغب لمرافقتهم فى رحلتهم بسياراتهم حسب
برنامج خط سيرهم وممن يكون مستعدا للمشاركة فى وقود العربة وقيادة السيارة والأنس . ومن
الظواهر الإيجابية فى تلك البيوت ما شاهدته من تعاون الشباب من الجنسين وتطوعهم فى نظافة
الغرف وغسل الأوانى وترتيب كل شئ . ولكن كان من عادات الشباب الغربى الشاذة التى لفتت نظرى
وأصابتنى بالإشمئزاز هي تعريهم تماما كما ولدتهم أمهاتهم عندما يأتون لغيار ملابسهم للنوم
أو لدخول للحمام أمام الآخرين . وأذكر أن شابين مصريين كانا معى فى نفس الحجرة فعندما شاهد
أحدهم أولئك الشباب وهم على تلك الحال من العرى صاح مخاطبا زميله الآخر بأعلى صوته قائلا له :
( فلان - بص شوف أطيازهم !! ) . وضحكت من أعماقى .. وقلت فى نفسى : يا عجبا للمصريين
لا يتركون تندرهم وسخريتهم فى أى زمان ومكان .
وتجربة أخرى لى فى إقامتى فى بيت شباب فى مدينة ريفية صغيرة فى جنوب المانيا على حدودها
الجنوبية مع النمسا وإسمها ( بساو ) وكانت هي أول مدينة أصل اليها بعد خروجى من النمسا .
وجدت بيت الشباب فيها يقع فوق هضبة جبلية . سرت اليه وصعدت له مشيا على الأقدام عابرا كبرى
على نهر الدانوب وصعدت الى المرتفع الجبلى وسط اشجار غابية كثيفة . وتركت متاعى به أيضا
وعدت أتجول فى المدينة . وعند عودتى فى المساء وجدت به مجموعة كبيرة من التلاميذ والتلميذات
أعمارهم تتراوح ما بين الرابعةعشر والثامنة عشر جاؤوا مع معلماتهم فى رحلة مدرسية من مدينة
بون . ولم يكن غيرى وغيرهم فى بيت الشباب نزيل آخر . وجدتهم قد ملأؤوا ساحة الكافيريا
الواسعة وهم فى حفل ترفيهى راقص على أنغام غناء وموسيقي صاخبة . وما أن شاهدونى رحبوا بى
وترك كثير منهم حلبة الرقص والتفوا حولى ليتعرفوا بى كغريب جاء لوطنهم زائرا من السودان .
وتحدثوا معى لمعرفة الكثير عنى وعن بلدى السودان --- جيل ألمانى جديد ولد بعد زوال آثار
الحرب العالمية الثانية وهو منفتح على معرفة الشعوب . وفى حديثى معهم لمعرفة انطباعاتهم
عن الحرب العالمية الثانية وجدتهم غير متحمسين لإجترار ذكراها ويحاولون نسيانها كذكرى أليمة
وماضى بغيض . ويتطلعون الى مستقبل وعالم يعمه السلام والتواصل بين الشعوب . وانجذب هؤلاء
الفتية الصغار لتبادل الحديث معى عن المانيا والسودان أكثر من انجذابهم الى حلبة الرقص
العامرة بالفتيات وموسيقاها التى تصم الآذان . ولم يثر إهتمامهم ما أثار إهتمامى فى ذلك الحفل
الراقص عندما انهارت إحدى الفتيات نفسيا وعصبيا وأجهشت بالبكاء ثم أغمى عليها وحملت بين أذرع
معلماتها الى حجرة منعزلة . سألتهم ما خطبها ؟ فذكروا لى من غير إهتمام بأمرها أنها إنهارت
نفسيا لأن الفتى الذى تحبه لم يعرها إهتماما وراقص فتيات غيرها عدة مرات . وعلق آخر
قائلا لى : دعك منها . إن مثل هذا يحدث كثيرا . قلت فى نفسى : يا لقسوة قلوب الرجال –
وما أرق قلب حواء وما أعظم وفاءها لمن تحب . وحزنت لما أصاب تلك العاشقة االصغيرة
من خذلان وأشفقت على قلبها الدامى الجريح وخاطرها الكسير .


نواصل

Post: #23
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: عمر عثمان
Date: 02-27-2009, 03:41 AM
Parent: #21

Quote: وفي شمال السودان كنا نصر للمشي على ارجلنا لمسافات طويلة ,, اذكر مره ان تحركنا من منطقة
الزومة الى معبر بنطون تنقاسي بارجلنا الى ان وصلنا منطقة مروي مشيا على الاقدام



بوست مختلف ومفيد

اذكر اني ذهبت الى تركيا وفي استنبول
ذهبت الى محطة قطار
ووجدتها كمحطات قطاراتنا شبه شديد

واعجبني جدا شراء سندوتشات السمك من على مراكب الصيادين
على البسفور


تابع وهكري في محمد سيد احمد

Post: #24
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-27-2009, 06:24 AM
Parent: #23

اذكر اني ذهبت الى تركيا وفي استنبول
ذهبت الى محطة قطار
ووجدتها كمحطات قطاراتنا شبه شديد

واعجبني جدا شراء سندوتشات السمك من على مراكب الصيادين
على البسفور



ده كان سنة كم يا عمرعثمان ؟

Post: #25
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-27-2009, 04:11 PM
Parent: #24

السودان لا يملك البنى التحتية للسياحة .

Post: #26
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: ismeil abbas
Date: 02-27-2009, 09:30 PM
Parent: #25

Quote: أتاحت لكم السفر . أهي دبلوماسية أم خلاف ذلك ... لك شكرى وتقديرى


أنا اعمل فى مجال السفر والسياحة..........لك خالص ودى

Post: #27
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: عمر عثمان
Date: 02-27-2009, 10:05 PM
Parent: #26

سنة 1988

بعد الميلاد

واتمنى زيارة تركيا مرة اخرى
جامع وفنادق سلطان احمد


وكنا نشتري العصير والجبنه والعيش التوست الطويل
من البقالات ونتمشى على الدرب المنحدر باتجاه البسفور


واسطنبول شرقيه
واخرى غربيه
تعرض على الفترينات
فتياتها
بشكل مقزز

منتهى التناقض لمدينه قسموها نصفين
نصف لاسيا
ونصف لاوروبا قيما وحضارة

Post: #33
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-01-2009, 12:36 PM
Parent: #27

الأخ[ عمر عثمان تجربتى فى تركيا عام 1973م قادمة سأرويها لكم

Post: #28
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-28-2009, 04:30 AM
Parent: #26

أنا اعمل فى مجال السفر والسياحة..........لك خالص ودى

يا ليتنى كنت أعمل معك . إذن لكنت فزت فوزا عظيما . لا شك أنك
سعيد بعملك أليس كذلك ؟ .. تمنياتى لكم بالتوفيق

Post: #29
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: ismeil abbas
Date: 02-28-2009, 09:42 AM
Parent: #28

Quote: Happy he is that earns his living from his hobby


وكما تفضلت أخ/محمد سابقآ بتلك المقولة.احمد الله كم انا سعيد بذلك ..
إسماعيل محمد أحمد عباس...

Post: #31
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 02-28-2009, 05:58 PM
Parent: #29

وكما تفضلت أخ/محمد سابقآ بتلك المقولة.احمد الله كم انا سعيد بذلك ..
إسماعيل محمد أحمد عباس...


ومتعك الله أنت والاسرة بالصحة والعافية

Post: #30
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: عمار عبدالله عبدالرحمن
Date: 02-28-2009, 10:10 AM
Parent: #28

من زمن اتابع بوست كاملا واترغب جديده بفارق الصبر ,,

فقد اورثني والدي رحمة الله عليه هواية السفر وعلمني بعض فنياته,
وقد عاد بي هذا دفقك هذا لاول رحلة قمت بها مشي ضمن فرقة الكشافة الي قرية ود العقلي (جنوب الكلاكله) في السبعينات قبل ان تتمدد الخرطوم (تعتبر ودالعقلي سفرا يحتاج لزواده) ..

لي عودة لاشاركك الحكي عن رحلاتي داخل السودان
واصل بورك فيك

Post: #32
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-01-2009, 04:49 AM
Parent: #30

الاخ / عمار عبدالله مرحبا بمداخلتك ومشاركتك فى حكي تجاربك فى السفر

Post: #34
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-01-2009, 06:42 PM
Parent: #32


الحلقة الخامسة

/ القطارات فى أوروبا :
تعتبر القطارات فى أوروبا من أفضل وسائل السفر داخل أوربا وتمتاز بسرعتها التى تصل الى 186 ميلا فى الساعة . وهي أسرع من البصات التى لا تزيد سرعتها عن الستين ميلا فى الساعة . وتعتبر أفضل وسيلة للسفر من الطيران عند السفر من مدينة أوربية الى أخرى . لأنها توفر الزمن الطويل الذى يستغرقه المسافر للوصول الى المطارات البعيدة والعودة منها إضافة الى ما بالمطارات من إجراءات معقدة عند الدخول اليها والخروج منها تستعرق وقتا طويلا كذلك . وفضلا عما يوجد بتلك القطارات من خدمات . وهى من درجتين فقط أولى وثانية إضافة لدرجات النوم لتلك الرحلات التى يقضى بها المسافر ليلة كاملة كالرحلة من مدريد الى باريس أو من باريس الى روما . والقطارات تربط كل المدن الأوربية تقريبا ويدخل قطار أي دولة أوربية للدولة الأخرى حيث تتم إجراءات الجوازات والجمارك داخل القطارات وهى متحركة دون توقف أو تأخير . وفى الباخرة التى عبرت بى بحر المانش بين انجلترا وفرنسا قبل إنشاء النفق تحت البحر الذى ربط بينهما بخط سكة حديد إلتقيت بطالب يابانى لايزيد عمره عن العشرين عاما لا يحمل معه من المتاع غير حقيبة صغيرة اسطوانية الشكل لا أعتقد أنها تسع لأكثر من غيار ملابس واحد ذكر لى أنه ظل يطوف بدول أوربا لأكثر من شهر دون أن يحتاج لأن يقيم فى فندق أوبيت شباب أو أي مكان آخر لأنه يقضى نهاره فى إحدى المدن فإذا جاء موعد النوم صعد الى أى قطار مغادر لجهة أخرى و قضى ليلته به حتى الصباح لينزل فى مدينة أخرى وهكذا دواليك الى أن تنتهى فترة صلاحية التذكرة . وشرح لى الأمر بأن هناك نظام تذاكر سفر مخفضة تتيح لصاحبها السفر بالدرجة الاولى أو الثانية حسب الفترة الزمنية التى يرغبها بالأسابيع أو الشهر والشهرين وهى مخفضة أكثر للطلاب ولمن هم دون سن الستة وعشرين عاما ولمن بلغوا الستين . ومثل تلك التذاكر تتيح لصاحبها السفر على أي قطار أوربى ولأي جهة فى أوربا خلال الفترة الزمنية التى إختارها .. واستفسرت عن هذه التذاكر التى تتيح عددا غير محدود من الرحلات فوجدتها ذات نظم تتعدد فيها الخيارات من الفترات الزمنية التى قد تمتد الى ثلاثة اشهر ولعددية الدول الأوربية . ولكن هذه الميزات لمواطنى دول معينة . ولمن أراد التفاصيل فيمكنه الحصول عليها فى الإنترنت . ومثل ذلك الإجراء وجدته متبعا أيضا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى نظام باص يسمى القريي هاوند Grey Hound يجوب أمريكا من أقصاها الى أقصاها شرقا وغربا وشملا وجنوبا ويمكن للمسافر قضاء الليل بداخله . وهو كذلك لديه نظام تذاكر مفتوحة على نحو ما هو فى قطارات أوربا . وبه تواليت بداخله . ومواعيد القطارات الأوربية دقيقة للغاية رغم كثرتها . ومعظم سفرى داخل أوروبا كان بالقطارات . فمن ضمن تجارب سفرى بالقطارات الأوربية كانت رحلتى من مدينة هابورج بالمانيا الى كوبنهاجن بالدنمارك . فعندما ذهبت الى محطة السكة حديد الرئيسية بهامبورج (توجد أكثر من محطة سكة حديد بكل مدينة كبيرة ) سألت مكتب الإستعلامات بالمحطة عن القطار المتجة الى كوبنهاجن – وكنت أحسبه قطارا واحدا فى اليوم . ولكن دهشتى كانت كبيرة عندما سلمتنى إحدى موظفات الإستعلامات ورقة باللغة الإنجليزية حسب رغبتى -- بها جدول يوضح جميع القطارات التى تغادر هامبورج كل يوم الى كوبنهاجن وعددها عشرة قطارات . ويحوى البيان نوع كل قطار والدولة التى ينتمى لها ونمرة الرصيف الذى سيقف عنده ويغادر منه وموعد وصوله ومغادرته بالساعة والدقيقة واسماء المحطات التى يتوقف فيها وميعاد وصوله اليها وقيمة التذكرة بالدرجة الاولى والثانية ونوع الخدمات المتوفرة بكل قطار . وبذلك أمكننى إختيار القطار فى الوقت الذى يروقنى . وانتظرته على رقم الرصيف المحدد . وكانت دهشتى بالغة أيضا بمشاهدتى لقطارات أخرى تصل وتغادر من على نفس الرصيف على رأس كل خمسة دقائق أو ثلاثة تقريبا . ولولا لوحات الإعلان بجانب ذلك الرصيف والتى كانت تتغير أوتوماتيكيا لتوضح وجهة كل قطار قادم ومغادر كما هو الحال فى المطارات العالمية بالنسبة للطائرات لكنت اخطات وجهتى وصعدت عن طريق الخطأ الى قطار آخر مختلف . فما هي إلا دقائق معدودة بين وقوف القطار وفتحه لأبوابه أتوماتيكيا والنزول منه والصعود اليه ومغادرته على الفور. وفى القطار الذى اتجه بى الى كوبنهاجن كنت أراجع خريطة السفر وأفكر كيف وبماذا سنعبر بحر البلطيق الى ساحل الدينمارك الجنوبى بعد أن يتوقف بنا القطار عند الساحل الشمالى لألمانيا الغربية وقتها . إنه بحر عريض ومسافة طويلة ولا بد أن باخرة ستكون فى انتظارنا كما كان الحال عند عبور بحر المانش بين إنجلترا وفرنسا . ولكن مفاجأة مذهلة كانت فى انتظارى . فعندما وصل بنا القطار الى الساحل الشمالى لألمانيا لم يتوقف كما كنت أتوقع وإنما دخل بطوله وعرضه مباشرة الى داخل باخرة عملاقة عن طريق قضبان حديدية مفصلة له بداخلها وانخلع قلبى وتلفت حوالي فوجدت أن هناك ايضا عددا من البصات السفرية والسيارات تدخل هي الأخرى كذلك فى جوف تلك الباخرة العملاقة وتستقر بداخلها كما فعل القطار . وتحركت الباخرة بما فيها ومن فيها من آليات وركاب ومخرت عباب البحر فى طريقها الى ساحل الدنمارك الجنوبى – فياله من ابداع حضارى !– وبتحرك الباخرة طلب منى رفاقى فى قمرة القطار أن أصعد معهم بمصعد كهربائى الى أعلى سطح بالباخرة حيث وجدت به عالما آخر متكامل به مطاعم وكافيريات وسوق حر وصرافة نقود ومكتبات والعاب الكترونية وموسيقى ورقص وغير ذلك – وامضى الركاب بسطح الباخرة زهاء الاربعين دقيقة ثم نزلوا لاخذ مقاعدهم مرة اخرى فى القطار قبل ان يخرج من الباخرة فى اتجاه شمالى مستقيم الى مدينة كوبنهاجن التى وصلناها قبيل الغروب . وتوقف بنا القطار فى محطة السكة حديد الرئيسية بكوبنهاجن وهى عبارة عن صالة كبيرة واسعة ومسقوفة بارتفاع عالى كبير وبداخلها مختلف المكاتب والخدمات ويتخذها العديد من الشباب من الجنسين منتجعا ومكانا للتلاقى وتزجية الفراغ . شعور رؤوسهم طويلة يكاد المرء لا يستطيع ان يميز الذكر من الإنثى فقد كانت موضة الخنفسة على أشدها فى ذلك الزمان وسائدة فى كل دول الغرب وقلدهم فيها بعض شباب العالم الثالث . وبنزولى من القطار فكرت فى الإتصال تلفونيا بأسرة أقارب صديقى المرحوم الشبلى سعيد المقيمة بكوبنهاجن وكان قد أخطرهم لإستضافتى وكانوا يترقبون وصولى اليهم . دخلت الى كشك تلفون عمومى داخل المحطة لأخطرهم بوصولى لكي يرشدونى الى كيفية الوصول الى منزلهم أو ربما يحضروا هم بأنفسهم لأخذى من المحطة الى منزلهم . والقيت ببعض قطع النقود المعدنية داخل جهاز التلفون وأدرت أقراصه . ولكنى كنت اسمع صدى رنين الهاتف بالمنزل دون أن يرفع السماعة أحد وكررت المحاولة عدة مرات دون جدوى . فأيقنت أنه لا يوجد بمنزلهم أحد . وكنت أثناء وجودى داخل كشك التلفون ألاحظ من خلال بابه الزجاجى شخصا غريب الهيئة والشكل يمعن النظر فى شخصى ويراقبنى بإستمرار ولا ينقطع نظره عنى .

سأواصل

Post: #35
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-02-2009, 05:31 AM
Parent: #34

) الحلقة 6 )

وعندما خرجت من الكشك تقدم نحوى ذلك الشخص . كان شابا طويلا فارع الطول لون بشرته بين أسمر
وداكن . وله شعر كثيف وطويل ومجعد . كان طول شعره وتجعده لافتا لدرجة مخيفة حتى أن وجهه بدا
لى بداخله صغير جدا كوجه القنفد . إقترب منى وسألنى : الأخ سودانى ؟ قالها بلهجة
سودانية وانخلع قلبى من هول المفاجأة --- سودانى فى الدنمارك وبتلك الصورة والشكل ؟
-- يا للعجب -- أجبته نعم أنا سودانى ومرحبا بك أيها الأخ . قال لى أنه سودانى ومن
بلدة ----- بالولاية الشمالية الحالية . حاول مساعدتى فى الإتصال برقم الهاتف مرة أخرى
ولكنه كذلك لم يجد استجابة. وبعدها طلب منى أن أقضى تلك الليلة معه بشقته السكنية .
وافادنى بأنه مقيم بالدنمارك منذ فترة طويلة ومتزوج من دينماركية وأنه يقيم فى شقة فى أحد
الأحياء بالمدينة وهو يقيم بها وحده الآن لأن اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع وأن زوجته قد
سافرت في هذه العطلة الى ذويها بالريف . وانتابتى مخاوف جمة من جهته وبخاصة من شكله
ومنظر شعر رأسه الكث و الطويل والمنكوش . ودارت برأسى أسئلة حائرة زادت من مخاوفى منه .
لماذا هو متسكع فى محطة السكة حديد ولماذا لم يخبرنى بنوع مهنته . وأحس هو بمخاوفى وترددى
فصار يطمئننى ويذكرنى بشهامة السودانيين وتعاونهم فى الغربة . وتحت ضغوطه والحاحه
إضطررت لقبول دعوته وقلبى كاره لها وأنا فى شك منه مريب . ثم ما لبثت أن عاتبت نفسى
على تسرعها وطيشها فى قبول دعوته وندمت . وغمرنى إحساس طاغ بأن هناك خطرا مجهولا ومفاجئا
يتهددنى وسيأتينى من قبله . كنت أخشى أن يكون بهيئته تلك مرتبطا بعصابة إجرام
فيورطنى معه . فرافقته وأنا حذر منه ومتوجس . كنت أشك أن له شقة أو أن له زوجه .
وطاف بى شوارع المدينة الرئيسية يرينى معالمها ويحدثنى عن طبيعة المجتمع الدينماركى .
وجدته يتحدث اللغة الدينماركية بطلاقة وشئ كثير من الإنجليزية . ولكن مخاوفى منه إزدادت
أكثر عندما دعانى لتناول طعام العشاء فى مطعم وطلب منى دفع فاتورة العشاء معتذرا لى بأنه
لا يملك أي نقود . ثم بعد أن خرجنا أشار الى سائق تاكسى بالتوقف كى يوصلنا الى الحي
الذى توجد به شقته . ففار الدم فى عروقى وتميزت من الغيظ . من المؤكد أنه سيطلب منى
كذلك دفع أجرة التاكسى ... وأنا الذى لم يحدث قط أن ركبت تاكسيا داخل مدينة منذ خروجى من
السودان . ما الذى يضطرنى الى كل ذلك وميزانيتى لا تقبل الصرف على اثنين وأن يكون بها
سداد أجرة تاكسى أيضا ؟. وأحسست أن رصيدى المالى قد هبط بصورة مفاجئة أزعجتنى -- وخيل
لى أن صاحبى هذا قد توهم أنى من كبار أثرياء السودان وأنه قد ظفر بى كصيد سمين . فإن
كانت هذه بدايته معى فكيف تكون النهاية . وأيقنت أنه سيقدم على سلب ما لدى من بقية نقود
وربما يفكر فى إغتيالى – رحماك ربى – أي كارثة هذه التى رمتنى بها الأقدار؟ !! وحدثتنى
نفسى مرة أخرى أن أتخلف عن رفقته وأن أعتذر له مرة أخرى ولكنى ترددت ووجدت ذلك محرجا
ولا يليق . واستسلمت فى نهاية الأمر وعقدت عزمى على أن أذهب معه و ليكن ما يكون وهيأت نفسى
لكل الإحتمالات ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر .

نواصل

Post: #36
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-02-2009, 09:06 AM
Parent: #35

رجائى ممن له تجربة سفر بقطارات أوروبا أن يشارك بتعليق

Post: #37
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-02-2009, 04:50 PM
Parent: #36

فى الإنتظار

Post: #38
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: نوفل عبد الرحيم حسن
Date: 03-02-2009, 05:13 PM
Parent: #37

بوست ممتع ومفيد
سرد سلسل وجميل


واصل


مودتي

Post: #39
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-02-2009, 08:09 PM
Parent: #38

بوست ممتع ومفيد
سرد سلسل وجميل


شكرا نوفل عبد الرحيم .. فى إنتظار تعليق آخر ونواصل

Post: #40
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-03-2009, 03:47 AM
Parent: #39

الحلقة السابعة

وتوقف بنا التاكسى فى احد الاحياء البعيدة النائية جوار عمارة ذات أربعة طوابق جميع شققها
السكنية متشابهة وبجانبها عمارات اخرى مشابهة لها .( بدا لى أنها مساكن شعبية . فأخذ مضيفى
حقيبتى وهرول بها صعودا بسلالم العمارة حتى الطابق الرابع وأنا من خلفه . وفتح باب شقته .
وعند دخوله التقط برقية كانت محشورة من تحت فتحة باب شقته مكتوبة باللغة الإنجليزية وقرأها
بصوت عالى ليسمعنى فحواها وقال لى انها مرسلة له من زوجته تقول له فيها :
( لقد إفتقدتك كثيرا ) – وسلمنى البرقية لأعيد قراءتها بنفسى لأتأكد من محتواها وليطمئن قلبى –
قلت فى نفسى : ترى هل صحيح إنها افتقدته حقا فى نفس اليوم الذى غادرته فيه – وهل تحبه حقا
الى تلك الدرجة وذلك القدر؟ ! كانت شقته أو بالأصح شقتها صغيرة مكونة من حجرة واحدة وصالة
جلوس ومطبخ وحمام وبكل المقاييس هى متواضعة للغاية لقلة أو إنعدام ما بها من أثاث ومقتنيات.
وبقراءتى للبرقية ومشاهدتى لقطع ملابس ومتعلقات نسائية إطمأن قلبى قليلا على أن له زوجة
ولكنى لم أجد أثرا لأطفال ولم أسأله عنهم . وبعد وقت من الأنس تركنى فى صالة الجلوس لأنام على
كنبة فى شكل سرير فبقيت لوقت طويل يقظا حذرا مدعيا النوم حتى تأكد لى أنه قد نام قبلى .
وفى الصباح أعد لى كوبا من القهوة ، ولم يكن بشقته شئ آخر يؤكل اويشرب واستأذنته مبكرا
للمغادرة حتى لا يطلب منى دعوتة للإفطار . ورثيت لحاله وعجبت كيف ولماذا وما الذى يدعوه لترك
وطنه ليعيش فى هذا البؤس . إنه سودانى أصيل وليست لديه نوايا شريرة كما تخوفت . بل اعتبرته
كريم وشهم رغم إفلاسه ومتاعبه ويبدو أنه قد توهم في الثراء وأكرمنى بما أملك معتبرا الحالة
واحدة فى الصرف ، ولولا محدودية ميزانيتى ورحلتى الطويلة لما تركته على حاله تلك دون عون .
وظلت حالته تلك هاجسا يشغل تفكيرى ويحيرنى . فالمعيشة على القراصة أو الكابيدة بالتركين أو
حتى على البلح واللبن فى بلدته بالشمالية والصبر على طعام واحد أفضل له بكثير مما وجدته
وشاهدته عليه من بؤس وضنك . وعندما سألنى قريب المرحوم الشبلى سعيد أين وكيف قضيت ليلة
وصولى عندما لم أجدهم بمنزلهم رويت له ما كان من أمرى مع ذلك الشاب الذى استضافنى بشقته
ووصفته له . وجدته على معرفة به ، و تحاشى أن يفصح لى عن حقيقة أمره . ولكنه ألمح لى بصفة
عامة بأن هناك أفارقة وعرب ومن بينهم سودانيون يقترنون بديناماركيات عن طريق الزواج للحصول
الإقامة والجنسية وإذن العمل وبعض آخر تتكفل زوجاتهم أو خليلاتهم بأمر معاشهم ومنصرفاتهم
مقابل قيامهم بمهامهم الزوجية وقد يكبروهم سنا ( نوع من زواج الإيثار الغربى ). وبذلك تتفاوت
حظوظ أولئك الأزواج الغرباء بتفاوت ثراء شريكاتهم اللائى اقترنوا بهن . وأدركت أن ذلك الشاب
بإفلاسه الذى شاهدته عليه هو الأقل حظا .
نواصل

Post: #41
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-04-2009, 10:26 PM
Parent: #40

فاصل ونواصل

Post: #42
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-05-2009, 06:43 PM
Parent: #41

( الحلقة 8 )


كان أكثر ما لفت نظرى حال خروجى من محطة السكة حديد بكوبنهاجن ودخولى مباشرة الى الشوارع الرئيسية بالمدينة هو رواج تجارة الجنس بها ووجود عدة دور ومحلات تجارية مختلفة تعمل فى تجارة الجنس منها المكتبات المتخصصة فى بيع الكتب والمجلات ذات الصور الفاضحة وكذلك أشرطة الفيديو وأجهزة أخرى عديدة ذات استخدامات جنسية مختلفة وسينمات متخصصة فى عروض أفلام الجنس ومسارح للعرض الجنسى الحي كما يسمونه Live show ويشاهد المرء كذلك تفشى ظاهرة تعاطى المخدرات بين الشباب وتداولها بيعا وشراء بطريقة واضحة للعيان بل وبالمناداه عليها . ورغم أن ظاهرة تجارة الجنس والمخدرت هذه لا تخلو منها كثير من المدن الأوربية والأمريكية إلا أنها وفى كوبنهاجن كما بدا لى أكثر رواجا وإثارة ويعتمد عليها كعامل جذب للسياحة ومصدر للدخل ، ولا ينافسها فى ذلك إلا شوارع محددة ومشهورة فى كل من نيويورك وسان فرانسسكو كما شاهدتهما لاحقا . ورغم هذا التفسح والإنحلال الجنسى فقد ادهشنى مستوى الأمانة الذى يسود بين الشعب الدينماركى أو الإسكندنافى عامة ومحاولة حكوماتهم أن تجعله صفة راسخة ومتأصلة فيهم وتربيهم علي نهجه . فقد شاهدت الشعب الديمناركى يقومون بشراء تذاكرهم للبصات والقطارات الداخلية من أجهزة أوتوماتيكية رغم عدم وجود أي كمسارى أومفتش تذاكر . ويشترى المواطنون الصحف من أمكنة بيعها فى أركان الشوارع ويضعون ثمنها دون أن يكون فى حراستها احد . وكنت قد نسيت محفظتى على رصيف جوار كشك التلفون العمومى الذى كنت أتحدث منه وبها جواز سفرى ومبلغا من المال ولم أصدق عندما عدت اليها بعد زمان ليس بالقصير ووجدتها فى مكانها رغم الزحام من حولها . وفى سويسرا نسيت جاكت قديم فى أحد قطاراتها وأبلغت عن فقدانه وأعطيتهم عنوانى حيث أقيم بسويسرا وعنوانى فى السودان كذلك ودهشت عندما وجدت هذا الجاكت قد أرسل لى على عنوان بريدى بالسودان وسبق وصوله للسودان وصولى اليه .
وفى الدنمارك كما فى بقية الدول الإسكندنافية الأخرى يجيد غالبية المواطنين وحتى الأطفال التحدث بأربعة لغات أوربية لأنهم يدرسونها منذ مرحلة الأساس . وفى الدنمارك تعرفت بكثير من السودانيين الذين يعملون فى مهن مختلفة . وكانت المشكلة الكبرى التى تواجههم كأرباب أسر سودانية سواء كانوا متزوجين من سودانيات أم دينماركيات هي إحساسهم وشعورهم بذوبان هويتهم وبالأخص هوية ابناءهم فى مجتمعهم الجديد لإستحالة أو صعوبة تربية أطفالهم وتنشأتهم على القيم الإسلامية كمجتمع محافظ فى خضم ذلك الوسط الإباحى وحريته الجنسية . فمن غير المسموح للوالدين ضرب أبنائهم للتأديب . وإذا نما ذلك لعلم السلطات إعتبرته جريمة وتعذيب للطفل وأخذوا منه طفله لتربته بعيدا عنه . وحكى لى بعضهم بمرارة عن كيف استسلمت أسر سودانية للأمر الواقع وتقبلت رغما عنها مسألة الصديق أو البوى فريند لبناتهم والترحيب به معهن داخل مساكنهم وهو غير مسلم . وقد يتزوج بها أو يظل صديقا لها أو قد يفترق عنها . فالبنت والولد أحرار بعد الثامنة عشر ومن حقهم الإستقلال بحياتهم بعيدا عن أسرهم ورعايتها وتوجيهها لهم . والزواج بأكثر من زوجة يعد جريمة . وحكوا لى عن أحداث ومواقف لا تصلح للنشر . وليست هذه المشكلة قاصرة على الدول الإسكندنافية فحسب ولكنها عامة فى كل الدول الاوربية وكندا والولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا . وما على الأسر المسلمة المحافظة التى إختارت الإقامة الدائمة او شبه الدائمة بتلك الدول إلا ان تواجه قدرها ومتاعبها فى تربية ابنائها على المحافظة والقيم الإسلامية وسط ذلك الخضم من الفوضى الجنسية ، وهي مهمة ليست بالسهلة --- وكأنها سباحة عكس التيار وليس أمام الأسرة التى فكرت فى الإقامة الدائمة فى تلك البلاد من خيار غير أن ترضى بتعرض أبنائها للذوبان فى ثقافة المجتمعات الأخرى رغما عنها إلا من رحم ربى وإما أن تختار العودة لموطنها فى السودان وأهله . وبالكاد توجد منطقة وسطى بين هذا وذاك . كما أن للسودان وأهله قيما ومزايا قل أن تتوافر فى شعوب أخرى .

Post: #43
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: النذير الطاهر عثمان
Date: 03-05-2009, 08:20 PM
Parent: #42

الاستاذ /محمد عبدالله سيد احمد
بوست مميز وجميل وانا مثلك اهوي السفر وزرت بعضا من المدن التي ذكرتها وباذن الله سازور البقية .
ومتابع معك......

تخريمة:
الابن الذي ذكرته في مثالك عن اللغة والمدرسة في امريكا هل هو صديقي المهندس سامي ود كسلا ولا تشابه اسماء.

Post: #44
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-06-2009, 04:11 AM
Parent: #43

الإبن / التذير الطاهر
والله دى مفاجأة !! .. نعم هو إبنى سامى
فهل كان قج حكى لك هو نفس القصة ؟ .. لك تحياتى

Post: #45
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-06-2009, 04:47 PM
Parent: #44

( الحلقة 9 )


وقد عشت مثل هذه الظروف والتجربة بنفسى خلال فترة إقامتى بالولايات المتحدة الأمريكية . ففى مرة
من المرات وبينما كنت أقود سيارتى وبرفقتى زوجتى وأطفالى الثلاثة فى المقعد الخلفى شاهدنا فى
ركن أحد الشوارع فتى وفتاة متعانقان وهما فى قبلة طويلة ، و هومنظر مألوف . ولكننى إرتبكت هذه
المرة لأن أنظار أطفالى وقعت عليه . ومن خلال مرآة العربة شاهدت إبنتى يقرب عمرها من السبعة
سنوات تستدير بوجهها لمتابعة المشهد وحاولت زيادة سرعة العربة حتى أتجاوزه ، ولكن دون فائدة
فالمحظور قد وقع وشاهدت ما شاهدته فحاولت بعدئذ أن أفسر لها ما شاهدته بصورة تكون أقرب الى
وجدانها ومعرفتها . قلت لها : ( إنها أمه وهو يحبها كثيرا ولذلك هو يقبلها هكذا) ولكنها ردت
علي وقالت فى ثقة قاطعة : كلا ، إنها ليست أمه . ففوضت أمرى لله وسكت . ثم لم ألبث أن أدركت
كم انا غبى --- من المؤكد أنها قد شاهدت مثل ذلك المشهد كثيرا فى التلفزيون و ما هو أفظع منه
وفى قنوات متعددة وليس من بينها قناة يمكن أن يقال عليها طاهرة . وتساءلت فى نفسى : إذا كان
هذا إدراكها منذ الآن ترى كيف سيكون أمرها عندما تصل سن المراهقة إذا قدر لنا أن نعيش بصفة دائمة
فى تلك البلاد ؟ . ولقد شهدت وسمعت بمواقف وأحداث أخرى كثيرة لا تصلح للنشر . وفى داخلية
الجامعة التى أدرس بها كما فى بقية الجامعات يسكن الطلبة والطالبات فى حجرات مشتركة وفى حرية
جنسية تامة بل ويدرسون كيفية العلاقة الجنسية الصحيحة وكيف تتجنب الفتيات الحمل . ورغم كل ذلك فقد
كان من الغريب أن أشاهد مرة فى أحد الأمسيات عددا من الطالبات وهن يحملن شموعا مضيئة ويرددن
هتافا لم أتبين معناه . فسألت أحد الطلاب الأمريكان ما خطبهن ؟ قال لى إنهن يعبرن عن إحتجاجهن
لما يتعرضن له من كثرة إغتصاب !! والحق يقال فإن المجتمع الأمريكى مليئ بالمتناقضات وفيه
محافظون وأصحاب قيم رفيعة وفيه مجرمون ومنحرفون وأصحاب الدرك الأسفل من النار ولكل منهم أنديتهم
التى يمارسون فيها أنشطتهم بحرية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . وقد لا يصدق البعض أن
للمنحرفين جنسيا أندية فى العلن على مختلف نوعية إنحرافاتهم . فهناك أندية للمثليين والمثليات
وللعراة ولتبادل الزوجات ولشواذ آخرين أستحى أن أبين كيفية شذوذهم . وفى سان فرانسسكو شاهدت
شارع خاص للمثليين يوجد به جميع المناشط التجارية والخدمية التى تخصهم وحدهم ويأتون اليه
شبه عراة ويقبلون بعضهم فى العلن ، ولهم مهرجانات واحتفالات وحقوق يكفلها لهم القانون .

Post: #46
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: Nazik Eltayeb
Date: 03-06-2009, 08:36 PM
Parent: #45

بوست ممتع
Quote: رجائى ممن له تجربة سفر بقطارات أوروبا أن يشارك بتعليق


سافرت مرتان بالقطارات في اوروبا
في المرة الاولي وصلت الي المحطة قرب موعد وصول القطار فنظرت لرقم العربة في التذكرة وو جدت انني لن ادرك الرصيف الموازي لعربتي موقع الحجز قبل مغادرة القطار الذي يتوقف لدقائق قليلة جداً حسبتها دقيقتان او ثلاثة لينزل من ينزل و يركب من يركب ويفقد فرصته من تلكأ
فركبت في العربة التي توقفت في الرصيف الذي تمكنت من الوصول اليه وانا اجر حقيبتي وتحرك القطار وجعلت امضي من عربة لعربة ونفسي يكاد ينقطع وخيل الي انني لن اصل الي عربتي ابداً في هذا القطار الطويل جداً فبل وصول القطار لوجهته و اذكر ان القطار مرة باكثر من محطة قبل وصولي لمقعدي في ماراثون المحطة و عربات القطار.
بعد ان استقر بي المقام نظرت من حولي فوجدت معظم الركاب مابين قارئ نهم لكتاب و مابين طالبة جامعية تستفيد من الزمن في اداء الواجب الدراسي وقد فرشت الطاولة بالاوراق و اللابتوب و الكتب و مابين منهمك في مراجعة ملفات اما انا فاستمتعت بالمناظر الطبيعية الرائعة.

Post: #47
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-07-2009, 04:46 AM
Parent: #46

سافرت مرتان بالقطارات في اوروبا

مشاركة رائعة أستاذ / نازك الطيب .. فهى تكمل وتضيف الى التجارب ..أرجو
أن تكمل وتواصل

Post: #48
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-07-2009, 03:47 PM
Parent: #47

الحلقة العاشرة

ثم حتى على إفتراض أن سودانيا إرتضى أن يتقبل الحياة والعيش فى أحد تلك البلدان
ذات الواقع الإباحى على مسئوليته وعلى أمل أنه سينجح فى مقاومة تيار الإباحية والنأي بأبنائه
بعيدا عن تأثيره ، فإن هناك من المزايا والصفات الإجتماعية السودانية الأصيلة من شهامة وتعاون
وتكافل ونجدة وكرم سيفتقدها ولن يعوضها له أي مال جمعه وعدده ورغد معيشة هنأ بها . فإيقاع
الحياة السريع والمادية المفرطة التى تجرد الإنسان من آدميته وروحانيته تغدو مملة وتجعل حياته
مضطربة وفاقدة المعنى . ويا لها من مادية قد تصيب بالإشمئزاز والتقزز فى كثير من جوانبها .
فعلى سبيل المثال فبعد نهاية فترة دراستى تعجلت أسرتى العودة الى السودان . وفكرت أنا بعدها
فى البقاء لفترة آملا أن أمد دراستى لنيل درجة الدكتوراه حتى ولو كان ذلك على حساب نفقتى الخاصة
فقد توفر لى مصدر دخل أتاح لى أن أعيش به فى وضع أفضل من وضعى بالسودان ولكن حادثا عارضا
حدث لى جعلنى أغير رأيي وأبغض الحياة فى أمريكا رغم ما توفر لى فيها من عيش رغد ووفرة مال
فهربت منها موليا الإدبار عائدا لموطنى السودان لأنعم بالإستقرار وراحة البال . أما لماذا كرهتها
ومللتها وفكرت فى الهروب العاجل منها لوطنى فهذا هو بيت القصيد . فقد حدث إن كلفتنى أسرة
أمريكية من أصل ألماني أن أقيم فى منزلها خلال فترة تغيبها فى إجازة بألمانيا لمدة خمسة
وأربعين يوما وأن أرعى فى غيبتهم حديقة منزلهم وأن أستخدم جميع معدات ووسائل منزلهم الحديث بما
فيه من سيارتين داخل جراج يفتح وينقلق بالرموت كنترول مقابل أن أدفع فقط قيمة إستهلاكى للكهرباء والتلفون . وكان المنزل فى حي جبلى مرتفع وبعيدا عن الجامعة وعن بقية سكن زملائى السودانيين .
وحدث أثناء إقامتى بمنزلهم أن أصبت بوعكة مفاجئة ليلا دخلت بسببها فى غيبوبة لم أفق منها
إلا فى صباح اليوم التالى . وتملكنى الخوف والقلق ماذا كان سيحدث لو أنى فارقت الحياة -- من
المؤكد أنه سوف لن يعلم بموتى أحد إلا بعد أن تتحلل جثتى وتنبعث روائحها كما يحدث ذلك لكثيرين .
ثم كان من غرائب الصدف أنى وجدت بصندوق بريد المنزل الذى يمتلئ نهار كل يوم برسائل ودعايات
الشركات التى تروج لسلعها وخدماتها وكبونات التخفيض ، وجدت خطابا من إحدى شركات دفن الموتى
تعرض لى فيه مزايا خدماتها وكيف أنى إذا تعاقدت معها على نظام الدفع المقدم و بأقساط مريحة
فإنها ستتفقدنى كل مرة لتتأكد بأنى لاأزال حيا . وحين تعلم بموتى فإنها ستقوم بإجراءات
دفنى وتكون التكلفة قد تم سدادها لها بالدفع المقدم ولم يغب عنها أن تلفت نظرى الى أن الكثيرين
ممن يسكنون بمفردهم لا يكتشف أحد موتهم إلا بإنبعاث رائحة جثثهم المتعفة .. وانخلع قلبى
وأصبت بإكتئاب --- إن هذا بالفعل ما أوشك أن يحدث لى وكأنهم علموا به وبعثوا لى برسالتهم فى
الوقت المناسب --- قلت فى نفسى تبا لحضارتهم وتبا لتقدمهم . وهرعت الى الهاتف لأجحز فورا
مقعدا بالطائرة للعودة الى وطنى السودان بعد أن أسلم الدار الى أهلها – فمالى أنا ولكل
هذا – من الخير لى أن أعيش باقى عمرى وسط قومى وفى حضن العشيرة الدافئ وأنا أحس بالأمان
والإطمئنان --- فنحن السودانيون خير أمة أخرجت للناس . ولا توجد أمة كأمتنا فى ترابطها وتكافلها الإجتماعى وتحضرنى فى هذه المناسبة قصيدة للشاعر الدكتور الزين عباس عمارة يودع فيها
مدينة لندن التى لم يطق الإقامة بها مغتربا وغادرها بعد أن عانى من طغيان المادة فى حياة
مجتمعها المتناقض مع الحياة فى المجتمع السودانى ذو الوشائج والتكافل . وفيها يقول :
ودع همومك إذ تودع لندنا
وارحل الى السودان قلباآمنا
واترك على أرض المطار بطاقة
أكتب عليها بئس ذكرانا هنا
إن تذكروناأذكروا أحزاننا
ستظل أبد الدهر جرحا كامنا
والقصيدة طويلة وشيقة ، وفيها يخاطب الجيل الجديد ببؤس تجربة غربته فى لندن حتى لا ينخدعوا مثله
حيث يقو ل :
فليعلم الجيل الجديد كفاحنا
ولينثنى إن كان يقصد لندنا
ويبارك السودان فى ساحاته
بلدا كريماآمن ومطمئنا
ومن أراد بقية القصيدة فليرجع اليها فى موقع الدكتور / الزين عباس عمارة بالإنترنت .

Post: #49
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-08-2009, 03:21 AM
Parent: #48

فاصل ونواصل

Post: #50
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد فرح
Date: 03-08-2009, 10:02 AM
Parent: #49

شكراً لهذا البوست الـ(سميك)
إستمتعت كثيراً بهذه التجارب

واصل نحنا متابعين

مؤونة عام من الود

Post: #51
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-08-2009, 03:34 PM
Parent: #50

واصل نحنا متابعين


شكرا أخ / محمد فرح على التشجيع .. سأواصل بتشجيعكم

Post: #52
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-08-2009, 09:47 PM
Parent: #51

الحلقة 11

ومن كوبنهاجن قمت بزيارة لمدينة (مالمو) السويدية الواقعة على قرن الساحل الجنوبى الغربى
للسويد . وهى تشاهد بالعين المجردة من الساحل الدنماركى وهناك بواخر تقوم برحلات منتظمة بين
المدينتين ولا يحتاج العبور بين القطرين الى الحصول على تأشبرة دخول ، وكذلك لبقية الدول
الإسكندنافية الأخرى إذ تكفى لهم تاشيرة دخول لدولة واحدة منهم . ومنها وصلت الى العاصمة استكهولم
وعدت فى يوم واحد. وكانت إحدى الظواهر الطبيعية اللافتة لى فى تلك البلدان المجاورة للقطب
الشمالى وكما درسنا فى الجغرافيا هو طول النهار وقصر الليل فى ذلك الصيف الذى زرتها فيه .
فالليل المظلم حقيقة لا تتجاوز فترته الساعتين أو الثلاثة وحتى هذه الساعات القليلة فإن نصفها
الاول يبدو كشفق مغيب ونصفها الثانى يبدو كشفق صباح بمعنى انه لايوجد ليل مظلم حقيقة فى الصيف .
وملكتنى رغبة أن اصل الى أقرب بقعة لقمة القطب الشمالى حتى أشاهد الليل يختفى تماما .

Post: #53
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-10-2009, 10:26 AM
Parent: #52

عفوا تأخرت الحلقة 12 لعطل فى جهازى

Post: #54
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-10-2009, 06:24 PM
Parent: #53

الحلقة (12 )

السفر بالطائرات :

تشير آخر الإحصائيات الى أن ما يقرب من مليار إنسان يستخدمون الطائرات فى كل مطارات
العالم فى العام الواحد . ويشكل السفر بالطائرات وسيلة هامة فى السفر الإقتصادي فى بعض المراحل
كعبور البحار والمحيطات . وفى بعض الأحيان كنقطة إنطلاق عند الخروج من السودان . وتذاكر
السفر بالطائرات كثيرا ما تتفاوت فى أسعارها لعدة عوامل منها أن لكل شركة طيران نظم إدارية
وسياسات تحسب على اساسها قيمة تذكرة طائراتها كإختلاف فصول السنة والأحداث والمناسبات المحلية
والعالمية والمنافسة كما ان لشركات الطيران فنون أخرى فى التخفيضات . وللشباب الذين تقل
أعمارهم عن 26 عاما نسبة مقدرة من التخفيض . ولقد أتاح الإنترنت الآن فى مواقع متعددة معرفة
مواعيد رحلات جميع طائرات فى العالم ومعرفة أرخص الاسعار وعمل الحجوزات .
وأنا لا أفضل إستخدام الطائرات إن توفر لى بديل للسفر غيرها . لأنها تحرمنى من متعة مشاهدة
المعالم على الأرض . والسفربالطائرة لمسافات بعيدة شرق الكرة الأرضية أو غربها هو واحد من الأدلة
العملية التى تؤكد كروية الأرض . ففى مطلع عام 1981م وعند سفرى مبعوثا للولايات المتحدة
الأمريكية حملت خطابا للخطوط الجوية السودانية لمنحى تذكرة سفر من الخرطوم الى لوس أنجلوس فى
أقصى الغرب للولايات المتحدة الأمريكية وهي تطل على المحيط الهادى . وأذكر أنى ألقيت نظرة
على قيمة التذكرة وقتها فوجدتها مبلغ ألف ومائتان جنيه فقط ( بالقديم ) – من يصدق ؟!! ---هذا
المبلغ اليوم بالكاد يكفى ثمن ساندويش فول !! . وكان علي أن استقل أولا طائرة الخطوط الجوية
السودانية من الخرطوم الى لندن لأقضى بمدينة لندن ليلة ثم استقل فى اليوم التالى الطائرة
الأمريكية العملاقة المشهورة TWA الى لوس أنجلوس . وعند خروجى من مطار هثرو بلندن لأستقل
الباص الى الفندق الذى ستستضيفنى فيه الخطوط الجوية السودانية لليلة واحدة إلتقيت بكابتن
طيار / حاتم الطاهر زميل دراستى بمدرسة بورتسودان الثانوية وأصر على استضافتى معه فى فندقهم .
ومن هاتف حجرة الفندق إتصلت تلفونيا بزميل دراستى ومهنتى وقتها الأخ / عثمان كوداي فى لوس
أنجلوس كما أوصانى بمكالمة تخصم على حسابه وهو نظام يعرف بال call collect ، ليكون فى
استقبالى . وفى اليوم التالى رافقنى حاتم الطاهر الى المطار والى حيث يتم تحديد مقعد لى
بالطائرة . سألنى المسئول إن كنت أدخن . حسبته يرجونى أن أمنحه سجارة ليدخنها . فأعتذرت له
متأسفا . إلا أن حاتم الطاهر أوضح لى بأن القصد من سؤاله هو أن يضعنى مع مجموعة غير المدخنين
إن كنت لا أدخن . و أقلعت بنا الطائرة فى الساعة الحادية عشرا نهارا بتوقيت لندن . وأفادنا
الكابتن بأننا سنكون طائرين فى رحلة متواصلة تستستغرق عشرة ساعات ونصف . وأفادنا كذلك
أن خط سير الرحلة هو على شكل منحنى نصف دائرى يقترب من القطب الشمالى قبل أن يتجه للجنوب
الغربى لأن هذا المسار هو الأقرب بكثير من الخط المستقيم المباشر من حيث المسافة حسب شكل
الكرة الأرضية . وفى الطائرة تناولنا وجبة الغداء ثم العشاء وشاهدت فلما واستمعت لموسيقى وتحدثت
مع جارى وتصفحت عددا من الصحف والمجلات ولم يزل فى الوقت متسع وفراغ مملل . وشرد خيالى
بعيدا فى التفكير والتأمل – لم أكن أصدق أنى فعلا فى الطريق الي أمريكا ... أمريكا التى
إرتسمت فى خيالى كعالم من السحر والخيال والغموض .. بلد الغرائب وصندوق العجائب مليئة
بالعنف والجرائم كما فى الأفلام . وتصادف أن قرأت فى إحدى المجلات بالطائرة موضوعا عن نشاط
بعض أعضاء للمافيا يتخذون من مدينة لوس أنجولوس مركزا لنشاطهم فانتابتنى المخاوف والهواجس .
واستعادت ذاكرتى الافلام البوليسية الامريكية التى سبق لى مشاهدتها وما بها من جرائم عنف وأخرى
غامضة ، – وانتابنى إحساس بأنى سأكون واحدا من ضحاياها . وقطع تفكيرى صوت الكابتن وهو يعلن
لنا بأننا نحلق فوق مديتة سولت ليك ستى . تلك المدينة التى درست عنها فى الجفرافيا . لم أكن
أتصور أنى سأحلق فوقها يوما ما - - ثم أشاهدها على الأرض فيما بعد . وأدركت أننا بدأنا نقترب
من مدينة لوس انجلوس ، عشرة ساعات ونص متواصلة قضيناها فى الجو ووصلنا بعدها الى مطار لوس
أنجولوس الذى من المفترض أن نكون وصلناه فى الساعة التاسعة والنصف مساء حسب التوقيت الذى
غادرنا فيه مدينة لندن وهو الساعة الحادية عشرا نهارا كما ذكرت . ولكن لدهشتى وجدت أن ساعة
المطار تشير الى الثانية والنصف بعد الظهر ... وهذا يعنى أننا كنا فى سباق مع الشمس وهي تتجه
للغروب أو بمعنى أصح إننا كنا نطير مع إتجاه دوران الأرض . وفى شقة الزميل عثمان كوداى
قدموا لى طعام الغداء للمرة الثانية وفى نفس اليوم وبعد أن تناولت العشاء .
ما أغرب هذا الكون -- ومن يصدق أن يتناول إنسان طعام الغداء مرتين فى اليوم والمرة
الثانية تكون بعد وجبة العشاء!! . حقا إن الإرض كروية .
وتجمع من حولى الزملاء المبعوثين للترحيب بمقدمى وللإستعلام عن أخبار السودان وما حدث به من
مستجدات . – أذكر منهم فضل الله محمد زين ، المرحوم يحي محمد الشيخ ، مجذوب طلحة وآخرين
كثر . كانت جامعة جنوب كلفورنيا بلوس أنجلوس وقتها تعج بالمبعوثين السودان وكان من
بينهم د. عوض الجاز . وأمتد الأنس لوقت طويل . وقبل مغيب الشمس بقليل لم استطع مقاومة
النعاس والنوم وأنا وسط زملاء يسمرون معى كضيف وقادم جديد فتركتهم يثرثرون واستغرقت
فى سبات عميق . وقبل أن يغيب وعيى بالنوم سمعتهم يقولون أن فرق الزمن قد حدث لى والتمسوا
لى العذر وتركونى أنام . لا شك أن الوقت الذى نمت فيه قبيل المغيب كان يعنى عندى مع فارق
الوقت بينى وبينهم إنه ما بعد منتصف الليل . ولقد استقرقت فى نوم عميق حتى اكتفيت
واستيقظت متوقعا أن أكون قد استيقظت مع شروق الشمس أوقبلها بقليل . ولكنى وجدت أن الساعة
عندهم هى الواحدة صباحا . و لم يأتنى بعد ذلك نوم فبقيت صاحيا كسجين داخل الغرفة حتى شروق
الشمس .. هذه إذن مشكلة .. لقد إنقلب ليلى على نهارى رأسا على عقب فصرت ولأيام عديدة أظل
مستيقظا والناس نيام ، وأنام وهم أيقاظ يعملون .. قالوا لى إن هذه التجربة مرت بهم
جميعهم ولا خلاص منها إلا بالتدريج و بالفعل استغرق الخلاص منها أكثر من أسبوع . ثم حدث
العكس من ذلك تماما عند العودة الى السودان والطائرة تطير عكس دوران الأرض فخسرنا ساعات
من الوقت .

Post: #55
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-11-2009, 05:41 AM
Parent: #54

فاصل ونواصل

Post: #56
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-11-2009, 04:07 PM
Parent: #55

فاصل لمدة يومين

Post: #57
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-12-2009, 06:57 PM
Parent: #56

الحلقة (13 )


السفر بالبواخر :

هناك البواخر النهرية والبواخر عابرة البحار والمحيطات وهناك من
يستمتعون بالسفر بالبواخرأكثر من أي وسيلة سفر أخرى وقد خضت كلا تجربتي
السفر بالبواخر النهرية والبحرية كتجارب جديدة شيقة ولكنى لا أرغب فى
تكرارها مرة أخرى . فتجربتى مع الباخرة النهرية ببحيرة السد العالى
بدأت ببداية رحلتى الى أوروبا عام 1973م عندما غادرت الخرطوم بالقطار
الى وادى حلفا ومنها الى مصر التى شاهدتها لأول مرة وقد عزمت أن يكون
كل سفرى بالبر والبحر فى الذهاب والإياب وأسقطت السفر بالطائرة من
حسابى تماما . وكموظف حكومى فقد استخرجت تذكرة قطار مخفضة بربع القيمة
بالسكة حديد من الخرطوم الى وادى حلفا فى الذهاب والأياب . واستخرجت
أيضا من رئاسة المديرية بالدامر حيث كنت أعمل إستمارة سفر بالسكة
حديد المصرية مخفضة من أسوان الى القاهرة وبالعكس .، فقد كان هناك
تعاون بين السكة الحديد السودانية والمصرية . وفى القطار الذى أقلنى
الى واى حلفا تعرفت بفتى كندى وفتاة إنجليزية إسمها ميلانى وهما
سائحان على الطريقة الإقتصادية Backpackers . كانا قد أكملا جولتهما
فى بعض الأقطار الأفريقية وجاءا للخرطوم عن طريق البواخر النيلية من جوبا
وهما فى طريقهما الى مصر . تركت مقعدى بالدرجة الأولى فى القطار وجلست
معهما فى الدرجة الثالثة للحديث كي أزداد معرفة بتجاربهما . وفى وادى حلفا
استقبلنى موظفوها وبعض مواطنيها بحكم سابق معرفتى بهم وأحاطونى برعايتهم
حتى دخولى للباخرة عشرة رمضان فلم أحس بما أحس به بقية المسافرين من مشقة .
ومخرت بنا الباخرة بحيرة السد العالى فى ليلتين . كانت وقتها باخرة جديدة
وحديثة . ولكنها تعرضت فى عام 1982م لنكبة تعتبر أكبر كارثة تحدث لباخرة
نهرية حيث شب بداخلها حريق عادى جزئى ولكنه امتد ليشملها كلها بسبب وجود
كميات من المواد البترولية وأنابيب الغاز داخل الباخرة لشحها فى السودان
فى ذلك الوقت واسفر الحادث الذى هز الأوساط فى السودان ومصر عن وفاة 294 شخصا
حرقا أو غرقا أو بسبب لدغات العقارب والثعابين بعد وصول الناجين الى البر
جوار جبل أبو سمبل . وكان من ضمن ضحايا الحادث الأليم 60 طالبة سودانية
يدرسن بمصر احترقت جثثهن تماما وهن فى طريق عودتهن للسودان لقضاء إجازتهن
بالسودان . ويا لها من كارثة وذكرى أليمة .

Post: #58
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-13-2009, 05:29 AM
Parent: #57

الحلقة 14

وقد استمتعت طوال الرحلة فى الباخرة عشرة رمضان بالهواء الرطب المشبع
بالمياه المتبخرة من البحيرة وكنت أقضى النهار تارة فى القراءة وتارة فى
الأنس وتارة أخرى أقف على حافة الباخرة ويمتد بصرى محدقا فى شواطئها
البعيدة التى تكاد تلامس الأفق .. ويشرد خيالى بعيدا أفكر فى القرى
والتاريخ الذى إندثر تحت مياهها .
وحدث بعد ثلاثة أعوام من قيامى بهذه الرحلة أن قرأت فى مجلة
صباح الخير عدة حلقات للصحفى المصرى عبد الله الطوخى يصف فيها رحلة له
فى نفس الباخرة من أسوان الى وادى حلفا بأسلوبه الشيق السهل الممتنع .
وقد تمنى فى نهاية رحلته عند وادى حلفا أن يتابع رحلته فى نهر النيل
التى بدأها من القاهرة الى منابعه . كنت وقتها فى مدينة كوستى والبواخر
النيلية منتظمة أسبوعيا فى رحلاتها ما بين كوستى وجوبا بعد إتفاقية
السلام الأولى عام 1972 م فكتبت اليه بأن يأتي الى كوستى لأرتب له رحلة
بالباخرة تستغرق أسبوعين من كوستى الى جوبا . ولم يتردد فكتب إلي
موافقا ، وحضر بالفعل . وأمضى فى ضيافتنا بكوستى بضعة أيام وجد فيها
حفاوة من مختلف أوساط المجتمع بكوستى قبل أن يغادر بالباخرة الى
جوبا . فكتب إبتداء من أغسطس عام 1976 م عدة حلقات يصف فيها تلك الرحلة .
ومن محطة الشلال ركبت القطار المصرى مع الفتى الكندى والفتاة الإنجليزية
اللذان استطاعا أن يقنعانى بالنزول معهما فى مدينة الأقصر لمشاهدة الآثار بها .
وقضيت معهما يومان فى فندق رخيص . زرنا فى الأقصر معبد الكرنك وعبرنا النيل غربا
الى وادى الملوك العامر بالآثار ومن بينهما آثار الملكة حتشبسوت وتوحتمس الثالث اللذان
درسنا عنهما فى مقرر التاريخ فى المرحلة الوسطى . وجدت الآثار كثيرة ومثيرة وجديرة
بالمشاهدة . ولولا إقتراح رفاقى هؤلاء لكنت تجاوزتها الى القاهرة . و لم يكتف رفيقا
سفرى بما شاهداه من آثار حيث كانا يرغبان فى مشاهدة المزيد . ولكنى لم أستطع البقاء
لوقت أطول ففارقتهما فى الأقصر . وغادرت بالقطار الى القاهرة . وأعطتنى ميلانى
رقم هاتفها بلندن لأتصل بها إن وصلت الى لندن . قالت لى إنها وجدت إكراما وعونا
من مواطنين سودانيين فى السودان تعرفت عليهم لأول مرة ولذلك فإنها تنوى أن ترد لهم
جميلهم فى شخصى فى وطنها .

Post: #59
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-13-2009, 05:03 PM
Parent: #58

فاصل لرفع البوست

Post: #60
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-14-2009, 04:04 AM
Parent: #58

الحلقة 15

وفى القاهرة التى شاهدتها لأول مرة تعرفت لأول مرة على نظام البنسيونات أو إستضافة المسافر فى سكن
مع أسرة وهو يعتبر أقل تكلفة مثل الفنادق الرخيصة وربما أفضل منها . ولا أدرى كيف تنظم السلطات
الترخيص لمثل تلك البنسيونات ولا الشروط التى تطالبهم بإستيفائها قبل الترخيص لهم . والبنسيونات
نظام عرف فى عدد من الدول . وله مزايا وله سلبيات . والمسافر لا قد لا يهتدى الى تلك البنسيونات
بسهولة إلا بواسطة سماسرة يعرضون مثل هذه الخدمات على المسافرين أو السياح الزائرين للمدينة .
وقد يحملون لافتات تدل على وجود نزل . والسعر قابل للمفاوضة بعد رؤية المحل ويمكن إستئجاره لساعات
. وفى القاهرة التى أمضيت فيها ثلاثة أيام بحثت عن كيفية السفر بالباخرة من ميناء الإسكندرية
الى أثينا التى فكرت أن تكون بوابة دخولى الى أوروبا . ولكن اتضح لى ضخامة تكلفة السفر بالباخرة
حتى بأدنى درجة ، هي على سطح الباخرة مقارنة بقيمة تذكرة الطائرة الى بيروت خاصة إذا أضفت الي
قيمة تذكرة الباخرة قيمة الرحلة الى الإسكندرية والبقاء بالإسكندرية الى أن يحين موعد الرحلة
بالباخرة التى علمت أنها تغادر من الإسكندرية الى أثينا كل أسبوعين ولا بد للباخرة وهى فى
طريقها لأثينا أن تمر بميناء بيروت وهذا ما يجعل الرحلة تستغرق عدة أيام يلزمنى يها صرف إضافى
على الزاد . فصرفت النظر عن فكرة السفر بالباخرة من الإسكندرية بركوب الطائرة السودانية من
القاهرة الى بيروت لأدخل الى أوروبا عن طريق سوريا وتركيا .
وأما تجربة ركوب باخرة ركاب تمخر البحار فقد خضتها من هامبورج الى إنجلترا على أدنى
وأرخص درجة ركاب ( سطح الباخرة ) ولم تكن رخيصة كما كنت أعتقد . أبحرت بنا الباخرة من
هامبورج فى مضيق طويل قبل أن تدخل الى بحر الشمال ومنه الى ميناء هاريش بإنجلترا . كانت الباخرة
مكتظة بالركاب وبها مختلف وسائل الترفيه بما فى ذلك مكتبات لبيع الكتب والصحف وحمام السباحه
ومرقص ليلى . وأمضينا ليلة بكاملها فى البحر . ومن ميناء هاريش التى وصلناها فى صباح مبكر
ركبت قطارا الى لندن ومعى خطاب من صديقى المرحوم الشبلى سعيد أيضا الى أحد أقاربه الذى يعمل
حارسا لشركة كبرى مقرها بقلب لندن على مقربة من شارع أكسفورد الرئيسى المشهور وقد هيأت له
الشركة أو خصصت له داخل مبانيها بدروم تحت الأرض بكامله سكنا له وهو مؤسس تأثيثا فاخرا .
ويعيش فيه عازبا لوحده . ولكن حال نزولى من القطار التقيت بأحد الشبان السودانيين المبعوثين
الجدد . كان قادما من خارج لندن لا أذكر من أين ، ولكنه أفادنى أنه فى طريقه الى بيت السودان
واقترح علي مرافقته الى هناك ، فاليوم جمعة وهي فرصة للإلتقاء بجمع من السودانيين الذين إعتادوا
على الإلتقاء على وجبة غداء بالمنزل كل يوم جمعة . فرافقته . و لم أجد بين جموع من حضر من
السودانيين من أعرفه . ولكنى تناولت وجبة شهية من دمعة الدجاج كنت فى أشد الحاجة لوجبة مثلها
ولم أدر على نفقة من تجهز هذه الوجبة كل ظهر جمعة . ولم يجر بعد تناول وجبة الغداء تعارف ،
ولم تقدم أي ندوة أو تنوير على ما يجرى من أحداث فى السودان . وانصرف كل واحد الى حال سبيله .


نواصل

Post: #61
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: Hawari Nimir
Date: 03-14-2009, 05:34 AM
Parent: #60

الاستاذ..محمد.
لك كل الشكر..علي بديع ما كتبت..وجميل ما ذكرت..
و اضفني معك..مسافرا..في هذا البوست.. (الرحلة),
اعشق السفر..و احب الترحال,,و المفامره..
ولي تجربه بالسفر..بالبص..القطار..والطائرة..و ما اتمناه الان رحله..بحريه تدون لاربع شهور علي الاقل,
سافرت بالقطار لاكتر من 48 ساعه متواصله,,في سهول اوكرانيا الجميله..وقطعت بالباص اكثرر من25 ساعه متواصلة
من ولايه ايوا..حتي مدينه اطلانطا..في جورجيا..وذلك بفيه الاستمتاع..والتمازج مع البشر..والاحساس
بجمال الطيبعه..والتعرف عليها..
لي بعض من الصور لعده اماكن..اتمني ومن بعد اذنك..ان انزلها هنا..
لك كل الشكر..
و ارجو مدي بموقع الناديين للاشتراك..قاتا اعتزم زياره اوربا اواخر هذا العام
انشاء الله
مع عاطر تقديري
هواري

Post: #62
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-14-2009, 04:08 PM
Parent: #61

الأستاذ / هوارى نمر .
أشكرك على مداخلتك وإشادتك .ومرحبا بك رفيق سفر فى الذكريات ومرحبا بمشاركتك وصورك
وموقع الناديين تجدهما هكذا

/www.globetrotters.co.uk
/www.hospitalityclub.org

لك تحياتى وشكرى

Post: #63
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-14-2009, 08:25 PM
Parent: #62

الحلقة 16

وخرجت من بيت السودان صوب عنوان قريب المرحوم الشبلى سعيد . وضغطت على زر كهربائى فخرج الي قريب
المرحوم الشبلى بسلم من تحت الأرض وقادنى الى حيث يقيم مرحبا بقدومى . كنت أعتقد أنى سأقيم معه
فى سكناه الواسعة العريضة تلك تحت الأرض وهي تسع للعشرات . ولكنه فاجأنى عندما دعانى للخروج
معه ليسلمنى شقة أخرى مؤثثة ومكونة من حجرة واحدة صغيرة تخصه وحده وسلمنى مفتاحها لأقيم
فيها لوحدى لأي وقت أشاء - - ويا لها من شقة و أنعم بها من سكنى فى قلب لندن وما أعظمك أيها
المرحوم الشبلى سعيد وما أعظم أقاربك . ومكثت فى لندن بفضل تلك السكنى المريحة عشرة أيام كان
فيها مضيفى يوالى فيها زيارته لى ويدعونى من وقت لآخر لوجبات طعام يعدها بنفسه فى مسكنه . وكي
أطمئن على مصروفات العودة لوطنى قمت بشراء تذكرة سفر واحدة بالقطار من لندن الى أثينا وهي لا
تمنع تخلفى فى أي بلد على الطريق . وفى لندن لم أنس الإتصال بالفتاة الإنجليزية ميلانى رفيقة
رحلتى من السودان حتى مدينة الأقصر . فحضرت الي مع صديقها وكانت فى أبهى هيئة ومظهر تختلف تماما
عن تلك الهيئة التى كانت عليها وهي فى حالة سفر . ودعتنى لوجبة غداء بأحد المطاعم ودفعت لى
قيمة تذكرة بص سياحى جماعى يطوف بركابه على معالم لندن السياحية . وما قصرت . ....
حنين للبلد هل تتابعين ؟؟

Post: #64
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-15-2009, 07:47 PM
Parent: #63

الحلقة 17

التاكسى والبصات السفرية :

التاكسى على نظام الطرحة السودانى والبصات السفرية يعتبران من وسائل السفر الاقتصادية بعد
القطارات فقد يضطر المسافر بسبب ضيق الوقت من اتخاذهما وسيلة للمواصلات فى الذهاب الى المطارات
للمغادرة أو بعد الوصول فى حالة عدم اللحاق بالباص . وتعتبر البصات هي أرخص وسيلة يستغلها
المسافر ولا وجه للمقارنة بينها وبين اجرة التاكسى . و لكن السفر بالتاكسى ( على نظام الطرحة )
الذى يحمل عددا من الركاب المسافرين بين بعض المدن والذى هو معمول به فى كثير من البلدان
قد لا يكون فرق الأجر بينه وبين أجرة الباصات كبيرا . وقد يضطر المسافر لإستخدامه توفيرا لزمنه
إذا كان موعد القطار أو الباص سيضطره للمبيت دون رغبته فيوفر إيجار السكن . وقد حدث أن سافرت
من تونس الى مدينة وهرا ن بالجزائر بتاكسى طرحة كسبا للوقت بدلا من انتظار القطار لصبيحة اليوم
التالى . وكان رفقاء سفرى فى تلك الرحلة ثلاثة جزائريين يبدو أنهم من المتشددين الإسلاميين .
سألتهما فى الطريق وأنا أشاهد أشجار ومزارع الزيتون على جانبي الطريق إن كان الزيتون هو
المصدر الرئيسى للإقتصاد التونسى . فأجابنى أحدهم ساخرا و بإمتعاض شديد : و ( المسخرة ) أيضا !! .
وتجربة أخرى للسفر بالتاكسى الطرحة والبصات كانت من بيروت الى دمشق ومنها الى تركيا .
ففى الطائرة السودانية التى أقلتنى من القاهرة الى بيروت كان برفقتنا فى تلك الرحلة شابات
سودانيات يقارب عددهن العشرين كن مجموعة سفر واحدة يرتدين ثيابا زاهية الألون . لا أدرى الى أي
جهة ينتمين . وبعد مغادرتنا لصالة المغادرة بمطار القاهرة ونحن فى طريقنا لصعود الطائرة وضعت كل
واحدة منهن على رأسها قبعة من الزعف من طراز واحد وفى وقت واحد . فارتفع جاجبى وانفغر فاهى من
الدهشة . وجلس بجانبى فى مقعد الطائرة أحد السودانيين . قال لى إنه يعمل تاجرا بأم درمان وأن
له تجارب عديدة فى السفر الى بيروت . وفى البص الذى أقلنا من مطار بيروت الى داخل مدينة بيروت
أصر على أن أصحبه لأشاركه الإقامة فى حجرة واحدة تسع لشخصين فى نفس الفندق الذى اعتاد النزول فيه
فى شارع الحمراء – أشهر شوارع ببيروت . وتعلق برفقتى ولم أجد منه فكاكا . ولم يقبل إعتذارى بأن
مثل تلك الفنادق لا تتناسبنى وميزانيتى ، وأن امامى رحلة طويلة . وأضطررت فى نهاية الأمر
لمشاركته الغرفة لمبيت ليلة واحدة لأغادربعدها قبل منتصف النهار الى دمشق قبل أن يحسب علي
إيجار يوم ثانى . ونزل معنا فى نفس الفندق مجموعة من أولئك الشابات السودانيات اللائى سرعان ما
عطرن أجواء الفندق بالبخور والعطور السودانية قبل يخرجن فى المساء . وفى بيروت التى دخلناها
فى حوالى الرابعة عصرا وكان ذلك فى يوليو من عام 1973م وجدت الحالة الأمنية فيها متوترة فى أعقاب
صدامات مسلحة كانت قد جرت بين فرق سياسية أو طوائف دينية قبل وصولنا اليها بأيام . فقد شاهدت
متاريسا من جوالات الرمل عند تقاطعات عدد من الشوارع . ورجال جيش وشرطة يجوبون الشوارع يفتشون
بعض المارة ويستجوبونهم ، وكان هناك حظر تجوال بعد منتصف الليل . وقد أعقبت تلك الأحداث لاحقا
حرب أهلية طاحنة وتدخلات أجنبية و لا أدرى حتى الآن من كان يقاتل من ومن أجل ماذا لكثرة ما جرى
من مجازر وحروب معقدة استعصت على فهمى . ولكن رغم ذلك التوتر الأمنى الذى شهدته فقد كانت بيروت
بشارع حمرائها وما حوله تعيش مجونها وفجورها ويفسق فيها مترفوها فحق عليها القول لاحقا ودمرت
تدميرا . وفى الأمسية الوحيدة التى قضيتها ببيروت تعرفت بسودانيين عديدين حضروا اليها لأغراض
مختلفة دراسة ، تجارة، سياحة ، وبعضهم معارض حكومة مايو . ووجدت الحياة فيها تمور سياسيا
وتعمر ثقافيا بمثل ماهي صاخبة وماجنة .

نواصل

أواصل

Post: #65
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: fadlabi
Date: 03-16-2009, 01:59 AM
Parent: #64

خيط قيم و ممتع .. فكرت كثيرا في ما كان سيصير عليه حال بلادنا لولا نكبات الساسة و السياسة الكثيرة.. فأنت في زمن سبق ميلادي كنت تتمتع بحرية إنتقال لا نتمتع بها الآن في داخل وطننا. و يالها من مفارقة
تذكرة القطار في أوروبا التي حكيت عنها .. و التي بموجبها يمكنك السفر لمدة معينة من الزمن إسمها( إنتريل) و قد كنت محظوظا بما فيه الكفاية لأسافر بها لفترة شهر كامل لحضور ورشة عمل و إقامة معرض في سويسرا قبل أعوام أربعة من مكان إقامتي في النرويج.. مررت خلالها بالقطار العجيب الذي حكيت عنه من الدنمارك إلى ألمانيا و بالعكس. و يال دهشتي عندما إبتلعت الباخرة قطارنا بحاله. كنت وقتها قد دفعت مبلغا إضافيا للسفر على قطار النوم . فبإمكانك ذلك إن أردت. فتذكرة الإنتريل تسمح لك فقط بالسفر في القطارات بأقل تكلفة و يمكنك إضافة الفرق للسفر بقطار أسرع أو قطار نوم.
واصل حكاياتك و ربما أعود لأحكي لك عن سفري حول أوروبا
فانا سافرت كثيرا
و أنوي ان أسافر أكثر.
شكرا على المتعة

Post: #66
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-16-2009, 05:25 AM
Parent: #65

شكرا الأستاذ / فاضلابى
مداخلتك أمتعتنى أيضا وأضافت لتجربتى وشجعتى لمواصلة البوست
وكما ذكرت فيا لها من مفارقة بينما كان بالأمس واليوم . وواصل
مداخلاتك وحكاياتك لك التحية والشكر

Post: #67
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-16-2009, 05:32 PM
Parent: #66

الحلقة 18

وفى منتصف نهار اليوم التالى ذهبت أبحث عن أرخص وسيلة سفر الى دمشق . فلم أجد غير التاكسى كنظام
طرحة . وجدته يصطف عند أحد مكاتب للترحيلات الذى علق على مكتبه لافتة كبيرة مكتوب عليها
( ترحيلات الدنيا ) وكان كل تاكسى على أهبة الإستعداد للإنطلاق نحو دمشق متى ما إكتمل لديه عدد
أربعة ركاب . وفى الطريق الى دمشق الذى يتجه مباشرة نحو الشرق كان التاكسى يصعد بنا جبالا ثم
يهبط بنا أودية متسعة والجبال مخضرة بأشجار الأرز التى يتخذ علم لبنان شجرة منها رمزا له .
وكنا نتوقف فى نقاط عديدة لإبراز الهويات . وفى نقطة الحدود للدخول الى سوريا تم منحى تأشيرة
الدخول بسهولة ويسر بمثل التى تمت معى فى مطار بيروت . وقضيت فى دمشق ليلة واحدة فى فندق وسط
المدينة رخيص وما أرخص سوريا على وجه العموم . وأكملت تجوالى فى دمشق فى بقية اليوم الذى وصلت فيه
. زرت الجامع الأموى الشهير الذى بناه الوليد بن عبد الملك وسوق الحميدية وهو يذخر بشتى صنوف
الملبوسات والصناعات السورية والأطعمة الشهية الرخيصة . وأكملت طوافى بالمدينة بركوب البصات
الداخلية . واسترعى انتباهى انى لم أشاهد أي سودانى بها لقلة من كانوا يأتون لسوريا من السودانيين
فى تلك الأيام . وفى صبيحة اليوم التالى غادرت دمشق بالباص الى مدينة حلب فى الشمال لأغادر منها
الى أوروبا عبر تركيا . وأمضيت فى مدينة حلب ليلة وبعض يوم وجدت فيهما الكثير من الحفاوة
والكرم السورى كغريب سودانى حيث دعانى البعض لوجبات طعام بمنازلهم قبلت دعوة واحدة واعتذرت
عن بقية الدعوات . ولفت نظرى فيها من يتحدثون لغة غير عربية وتخيلت أنهم لابد أن يكونوا من الأكراد
السوريين أو أتراك .


نواصل

Post: #68
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-16-2009, 11:44 PM
Parent: #67

فاصل

Post: #69
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-17-2009, 06:33 PM
Parent: #68

الحلقة 19


فى صبيحة اليوم التالى ذهبت الى محطة السكة الحديدية مستفسرا عن القطار الذى يغادر الى تركيا وعلمت
أن هناك قطارا يغادر مدينة حلب الى أنقرة واسطمبول فى صباح باكر كل يوم . أنه قد غادر صباحا وأن
علي الإنتظار هتى صباح الغد . ولكنى كسبا للوقت فضلت ركوب تاكسى على نظام الطرحة الى أول مدينة
تركية على الحدود مع سوريا فى منتصف النهار , لأغادر منها الى أنقرة وإسطمبول بأي وسيلة مواصلات
وهى مدينة اسكندرونة . وجدت برفقتى فى التاكسى شابان صوماليان صغار السن ونحيلا الجسم وأميان ولا
يجيدان التحدث بالعربية وليس لهما إلمام بالإنجليزية . وهما كما علمت منهما يبغيان الوصول الى
ألمانيا أو (جيرمانيا) ) كما كانا يطلقان عليها وذلك كي يجدا بها فرصة عمل كعمال غير مهرة .
وكان رابعنا رجل يوغسلافى مسلم فى حوالى الأربعين من عمره - - لا بد أنه من مسلمى البوستة والهرسك
كما اعتقدت لاحقا بعد أن ظهرت مشكلتهم حيث لم يكن لى علم بهم فى ذلك الزمان . كان ممسكا بمسبحته
طوال الوقت يداعب حباتها طوال الطريق ، ولا يفهم من اللغة العربية إلا العبارات المتعلقة بالعبادة
. وتجاوزنا نقطة جوازات الحدود التركية وجماركها دون تعقيدات تذكر رغم أنه لم تكن لنا جميعا
تأشيرات دخول . أذكر فقط أنه كان لأحد الشابين الصوماليان داخل حقيبته باكويان من السجائر وقد
أبدى مسئول الجمارك التركى عند تفتيش متاعه رغبته فى الحصول على واحد منها بل وتناوله بنفسه قبل
أن يحصل على موافقة صاحبه . ولم يعترض الفتى الصومالى على ما أخذ منه عنوة حتى لا يتسبب فى مشكلة
ولكنه تميز غيظا وغمغم غضبا بعد خروجه من المكتب . وفى مدينة اسكندرونه المطلة على البحر والتى
راعنى جمالها وخضرتها توقفنا للحاق بباص سفرى فاخر كان على وشك المغادرة الى اسطمبول . كان
التخاطب والتفاهم مع المسئولين وعامة الشعب التركى عسيرا لجهلهم باللغة العربية وقليل منهم من
وجدته يتحدث الإنجليزية . وكانت كل اللافتات والإشارات والتوجيهات مكتوبة بالتركية بأحرف لاتينية كما
فرضت ذلك سياسة كمال أتاتورك . وقبل دخولى الى الباص استوقفنى شابان من أصل سورى وسألانى فى
همس وحذر إن كانت لدي مجلات أوصحف عربية لكي أمنحها لهم . وتأسفت كثيرا إذ لم يكن لدي شيئ
منها . . وغادر الباص إسكندرونه فى عصر مبكر مخترقا هضبة الأناضول التركية بحبالها ووديانها
وسهولها الخضراء فى طريق معبد جميل تحيط بجانبية الأشجار والأزهار والحقول . وكانت الأمطار تهطل
بين الحين والآخر فتزيد الخضرة جمالا والجبال بهاء وتغسل أسطح المنازل المشيدة على قمم وسفوح
الجبال وجميع السطوح على طراز من نمط واحد من بلاط ذو لون أحمر وينتشر هذا النمط فى جميع تركيا
بل ويمتد حتى أوروبا الشرقية وأجزاء عديدة من مدن أوروبا الغربية . وكنت أشاهد مآذن الجوامع
الكثيرة والتى تبرز وسط كل عمران سكانى . كانت رحلة رائعة بحق ، لم يكدرها علينا إلا عندما توقف
الباص فى حوالى التاسعة مساء فى إحدى المحطات وصعد الى الباص ركاب جدد فطلب منا كمسارى الباص نحن
الغرباء الأربعة أن نخلى لهم مقاعدنا المريحة فى منتصف الباص والتى يمكن إمالة مسندها الى الخلف
كي تتيح للراكب نوما مريحا طوال الرحلة ليلا . وطلب منا أن ننتقل الى المقاعد الخلفية الملتصقة
بمؤخرة الباص . حاول الصوماليان الإحتجاج والعصيان ولكن تم حسم أمرهما بالقوة . إذ تم رفع كل
منهما عنوة وإجلاسه فى المقعد الخلفى ولحقت بهما طائعا قبل أن يعاملونى مثلهما . وغمغم
اليوغسلافى المسلم من الغيظ لبعض الوقت ثم لم يلبث أن وجد السلوى فى مسبحته فواصل تسبيحه
بها واستغرق فى قنوت عميق .


أواصل

Post: #70
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-18-2009, 04:43 AM
Parent: #69

الحلقة 20

وتجاوزنا العاصمة انقرة بعد منتصف الليل وكنا قد توقفنا قبلها فى مدينة لا أذكر إسمها تناولنا
فى أحد مطاعمها وجبة عشاء شهية أعجبنى فيها فن الطبخ التركى . وأشرقت شمس صباح اليوم التالى
والباص لازال يخترق بناأراضى تركيا الخضراء فى صبح ماطر جميل ثم عبرنا مضيق البسفور فى داخل عبارة
ضخمة الى الضفة الغربية حيث تقع مدينة اسطمبول بزخمها وضجيجها . وبعبورنا للضفة الغربية نكون
قد انتقلنا من قارة آسيا الى القارة الأوربية . كان المضيق يحفل بحركة دائبة للسفن والسماء تمطر
رزازا معلقا فى الهواء كالضباب . وسفن تطلق صفارات متصلة من جهة الشمال والجنوب كي يؤذن لها
بالعبور . وفى مدينة اسطمبول تناولت إفطارا مع رفيقي رحلتى الصوماليان فى مطعم مجاور لمحطة السكة
حديد وأصرا على دفع قيمة إفطارى وذلك قبل أن نفترق --- هما الى أثينا باليونان وأنا الى بلغراد
عاصمة يوغسلافيا السابقة ولم تفلح كل محاولاتى لإقناعهما أن أقرب طريق الى ألمانيا لا يمر بأثينا
ولأنهما كانا مصران بشدة على أنه هو الطريق الصحيح و الوحيد والأقرب اليها .

Post: #71
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-18-2009, 06:58 PM
Parent: #70

الحلقة 20

وركبت القطار من اسطبول الى بلغراد عاصمة يوغسلافيا سابقا قبل أن تتشظى الى عدة دول .
وكانت هذه أول مرة أعرف فيها أن القطارات الأوربية تعبر دول بعضها البعض ومعهم القطار التركى
من اسطمبول . شاركنى فى كابينة أو قمرة الدرجة الثانية فى عربة القطار ثلاثة من الأتراك فأكملنا
بذلك العدد الأقصى للحجرة . حيث جلس كل اثنان منا فى ركن مقعد أو كنبة . وغادر القطار اسطمبول
عصرا مرورا ببلغاريا الى يوغسلافيا . وفى القطار لم تفلح محاولة الأتراك الثلاثة معى ولا محاولاتى
معهم للتخاطب بسبب حاجز اللغة . و كان كل الذى أفلحنا فى معرفته هو أننا جميعا إخوة يربطنا
الإسلام ، وأنهم فى طريقهم الى ألمانيا التى يعملون بها كعمال . ثم بقيت صامتا وتركتهم
لحالهم يثرثرون . لم أكن أحمل تأشيرة دخول أو عبور الى بلغاريا . وجاء مسئول الجوازات البلغارى
يطرق باب القمرة . لم يكن يتحدث الإنجليزية وتحدث معى بلغة بدت لى أنها الألمانية . وأدرك أنى لا
أتحدث بها كذلك . فتفرس فى وجهى وصورتى فى جواز سفرى وكانت بالزي الرسمى للضباط الإداريين بالحكومة
المحلية فسألنى : بوليزيه ؟ فأدركت أنه يسألنى هل أنا ضابط شرطة فى بلدى كما إعتقد ذلك
من صورتى بالجواز . فأومأت اليه بنعم . فضابط الشرطة أيا كان موطنه هو مسئول يطمأن الى منحه
تأشيرة دخول . ثم إنه لم يكن أمامى من خيار غير أن أجعله يعتقد أنى ضابط شرطة تفاديا لمحاولة
إفهامه أنى غير ذلك أو أنى ضابط إدارى ثم لأشرح له من هو الضابط الإدارى بإنجليزية لا يفهمها
و أكون بذلك قد أدخلته وأدخلت نفسى فى لجاجة كلانا أنا وهو فى غنى عنها . وألقيت عليه نظرة
فرأيته قد انشرحت أساريره بحسبان أنى وهو زملاء مهنة واحدة وإن فرقت بيننا الأوطان والعقيدة واللغة .
فختم على الفور على جواز سفرى بالتأشيرة وأعاده لى بإبتسامة عريضة رديت عليها بأحسن منها .


Post: #72
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-19-2009, 05:56 AM
Parent: #71

فاصل

Post: #73
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-19-2009, 02:53 PM
Parent: #72

الحلقة 21


كان البرد فى تلك الليلة قارسا وصاحت معدتى من الجوع . كانت آخر وجبة تناولتها هى فطور الصباح
مع الصوماليان . طفت بعربات القطار على أجد بوفيه يقدم الطعام فلم أعثر عليه . ولم أجد حتى من
استفسره . المحطات متباعدة والقطار لا يتوقف فيها إلا لدقائق قليلة . ولم أشاهد فيها أي شئ معروض
للبيع . رفاقى الأتراك أخرج كل منهم زاده لوحده معلبات تركية وأرغفة وازدرد كل منهم طعامه لوحده
واحتفظ ببقية زاده لوجبة أخرى . لم يطلب منى أحد منهم مشاركته فى زاده أو يمد لى قطعة منه .
وتذكرت قومى ( البقسموا اللقمة بيناتهم ) وزفرت زفرة حرى كزفرة الأستاذ / الطيب مصطفى صاحب صحيفة
الإنتباهة أو أشد . وأويت الى ركن الكنبة القصى معتصرا بطنى وآلام جوعى . ثم ما أن حان موعد
النوم تقاسم التركيان الكنبة المقابلة لنا بينما تمدد رفيقهم الذى يشاركنى الكنبة فى الكنبة
كلها بطولها وعرضها بجسده الضخم وجعلنى إنحشر فى ركنها . وكان يتمطى من وقت لآخر فيها مادا رجليه
دافعا بهما فى اتجاهى حتى يلتصقا بى فأضطر الى إزاحتهما عنى كل مرة . وبقيت على تلك الحالة
ساهرا حتى أشرقت الشمس ونحن داخل حدود يوغسلافيا السابقة . وعند توقف القطار شاهدت على مقربة
من شباكى بائع خبز ينادى على خبز من الحجم الكبير الفاخر ، ولكنه خبر حاف ليس معه أي غموس .
دفعت نصف دولار لأحصل على قطعة واحدة منه لأسد بها آلام جوعى . ووصل بنا القطار الى بلغراد فى نهار
مبكر بعد أن عبرنا أراضى ذات طبيعة جبلية مخضرة وبها أودية وأنهار وسهول . نزلت من القطار
الذى غادر الى ألمانيا وبه رفاقى الأتراك الكرام .


نواصل
نواصل

Post: #74
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: ismeil abbas
Date: 03-19-2009, 07:27 PM
Parent: #73

أخى محمد عبدالله سيد احمد.........ما شاء الله سرد جميل ونسيتنا المنبر ذاتو..وعشت فى سياحة عبر الخيال..

Quote: : رجائى ممن له تجربة سفر بقطارات أوروبا أن يشارك بتعليق




ركبت القطار فى سويسرا من مدينة زيورخ إلى لوقانو..قطار جميل ونظيف وتمر عليك ألأكلات الخفيفة بعربة صغيرة.يتبعها عامل وتشترى ماتريد..

قطعنا وديان وسهول وجبال........وتذكرت قصيدة القطار..............
هيهات هيهات لاجن ولا سحرة وليس بقادرين على أن يلحقوا به أثره..

لك خالص مودتى وواصل ومتشوق لسماع الكثير..تسلم يا امير لهذه المتعة.........

إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #75
Title: Re: تجارب فى فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب الحلقة (1 )
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-20-2009, 04:28 AM
Parent: #74

الأخ / إسماعيل محمد أحمد عباس
سعدت كثيرا بمتابعتك لما أكتب حتى الآن . وشهادتك لى بجمال السرد
شهادة أعتز بها من خبير فى السفر. وشكرا لمداخلتك ومشاركتك

Post: #76
Title: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: abdallah Abushawarib
Date: 03-20-2009, 06:27 AM
Parent: #1

الاخ محمد عبدالله سيد احمد
تحية واحترام

لقد حلقت بنا بعيدا في سردك الرائع
قبل ان نصطحبك في اسفارك المثيرة
وكما هو واضح ان الله تعالي قد
حباك بنعمتي السفر في الحروف
والسفر في الفيافي.

تلك هي البوستات التي طالما افتقدهاالموقع.

واصل متعك الله بالصحة والعافية



عبدالله الرشيد ابوشوارب

Post: #77
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-20-2009, 06:00 PM
Parent: #76

الأخ الأستاذ / عبد الله الرشيد أبوشوارب
أشكرك كثيرا على إشادتك العذبة التى أطربتنى وسعدت بها .
وها أنا إستمر بفضل تشحيعكم وإشادتكم متعك الله بالصحة والعافية .


الحلقة 22

ساحات المعسكرات كأماكن رخيصة بدلا عن الفنادق

وهذه المعسكرات تكثر فى المدن والقرى الأوربية والأمريكية وفى المناطق الخلوية السياحية ،
حيث تأتيها كثير من الأسر والأفراد والمجموعات بعربات مجهزة كغرف منزلية أو بمقطورة مجهزة
كغرفة تجرها عربة لمثل هذه الرحلات ( كرافان ) للإقامة فيها بإيجار معقول . ويمكن لبعض
ال Backpackers نصب خيامهم البلاستيكية الصغيرة التى يحمولونها من ضمن متاعهم على ظهورهم بها .
وعادة ما تكون هذه المعسكرات مزدحمة فى الصيف . وبعضها مفتوح طوال العام ، خاصة فى مدن الجنوب
الأوروبى على ساحل البحر الأبيض المتوسط . وساحات تلك المعسكرات فى أوروبا وأمريكا كثير منها
يحوى مخازن وكافيريات وبعضها به حمامات سباحة وملاعب وخدمات غسيل وملاهى ليلية . وتوجد مواقف
للبصات فى أراضى المعسكرات التى تبعد عن وسط المدينة لترحيل النزلاء يها لوسط المدينة . وهناك
مظلات كبيرة واسعة يمكن للمقيمين بالمعسكر اللجوء اليها إذا أمطرت السماء . وهذه المعسكرات
محروسة وآمنة ويمكن للمقيم بها ترك متاعه بها ليعود له متأخرا فى المساء . ولكنه إن شاء الضمان
فيمكنه إيداع ممتلكاته القيمة لدى سلطات الإستقبال بالمعسكر.
وفى مدينة ملقة بجنوب اسبانيا المواجهة لمدينة طنجة بالمغرب شاهدت بعض
ال Backpackers ينامون على شاطئ البحر وحقائب سفرهم الى جوارهم . ويقولون إن بعض
البلاجات خطرة . ولكن القاعدة هي ألا ينام الشخص منفردا . والنوم فى الحدائق العامة خطر كذلك
حيث يكون النائم معرضا للعصابات والسرقة . كما أن استراحات محطات السكة حديد لها قوانين لاتسمح
بالمبيت فيها . وشاهدت فى ملقة بجنوب أسبانيا بعض الفنادق تؤجر لل Backpackers موضعا
على سطح الفندق بمقابل .

نواصل

Post: #78
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-21-2009, 05:59 AM
Parent: #77

الحلقة 23

المواتر والعجلات كوسيلة رخيصة للسفر

السفر بالمواتر والعجلات بمختلف أحجامها هو من الوسائل المحببة للمغامرين من الشباب . وقد شاهدت
نوعا من المواتر الكبيرة الحجم فى ساحة إحدى الإستراحات العامة على طريق مرور سريع بأمريكا ينام
صاحبه ممددا على سطحه بكل إرتياح. وفى بعض الأقطار الأوربية كالنمسا توجد وسيلة سفر بإيجار
العجلات . وهي طريقة محببة لدى كثيرين فالعجلات يمكن أن تؤجر من أكثر من مائة وخمسون محطة سكة
حديد ، وتعاد لأي محطة سكة حديد أخرى . وبعض ال Backpackers الراغبين فى التوصل بالأتوستوب
يملكون دراجات من النوع الذى يمكن أن يطبق ويشحن فى خلفية العربة أو الباص . ومن تجاربى فقد
قطعت مسافة ستين ميلا بدراجة من مقر إقامتى بأمريكا عبورا بمدينة لوس أنجلوس الى ساحل المحيط
الهادى حيث البلاجات واستغرقت منى تلك الرحلة يوم عطلة بكامله من الصباح حتى المساء . وكنت
أحمل خريطة وأسلك الطرق الفرعية . وقد لفت طول رحلتى بالدراجة إنتباه شرطة المرور التى تراقب
سير الحركة من الجو فلاحقتنى فى الطريق عربة شرطة نادت على بمكرفون للتوقف . ثم إقترب منى
ضابط شرطة على حذر وتفحص بطاقة هويتى ثم أعادها لى معتذرا بأنهم كانوا يعتقدون بأنى مجرم هارب
يبجثون عنه . ثم علق قائلا : إنك قطعت مسافة طويلة جدا بالدراجة ، كأنما ليبرر لى سبب تشككهم .
كانت التجربة بالنسبة لى ممتعة جدا ، ولكن الإعياء بلغ بى حدا جعلنى أستنجد تلفونيا بأقرب زميل
سودانى ليلتقطنى مع دراجتى بسيارته للمبيت معه وأغادر فى اليوم التالى بالباص الى مقرى . ولم
أفكر بعدها فى تكرار هذه التجربة مرة أخرى .

أواصل

Post: #79
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-21-2009, 09:52 AM
Parent: #78

Quote: أواصل


وفى ناس منتظره لتعرف الحاصل..ما تطول علينا بكثرة الفواصل...........

أخى محمد عبدالله تستحق لقب إبن بطوطة السودانى.....ما شاء الله..مودتى..........................................إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #80
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-21-2009, 03:04 PM
Parent: #79

وفى ناس منتظره لتعرف الحاصل..ما تطول علينا بكثرة الفواصل...........


أخى إسماعيل لك تحياتى ... فليساعدنى أولئك الناس برفع البووست .
وهاك الوصلة دى ...



الحلقة 24

الأتوستوب :Auto stop

ويعرف أيضا بالهتشهايكنق Hitchhiking و بال Lifting و بال Hitching و بال Thumping
أو Thumping up a ride وهو أشبه ما تسميه حكومة الإنقاذ (بفضل الظهر) وهو وسيلة قليلة
التكلفة يستخدمها كثير من الشباب الغربى للسفر والإنتقال من مكان الى مكان آخر . وهي وسيلة
أفضل إذا سارت الأمور على ما يرام لأنها تتيح لصاحبها سفر مجانى وونسة فى الطريق وصحبة ماجد .
والأوتوستوب يتم بالوقوف فى الطريق والإشارة بالكف أو الإبهام الى حيث يتجه السائق فى مناشدة
له أن خذنى معك الى حيث أنت ذاهب أو لبعض الطريق . وقد تختلف الاشارة من بلدان لأخرى وقد
يحمل البعض لافتة مكتوب عليها بوضوح الجهة التى يقصدها . ونظرا لصعوبة توقف السائق فى طريق
المرور السريع فإن طالبى الأتوستوب يختارون الوقوف بجانب طلمبات البنزين وأماكن التوقف
كالتقاطعات حيث يتاح لكل من السائق وطالب الركوب الفرصة لمشاهدة بعضهما البعض ليقرر كل منها
إن كان كل منهما يقبل برفقة الآخر معه فى السفر من أم لا وذلك من لمحة الإنطباع الأولى التى
يأخذها كل منهما عن الآخر . حيث صار هناك مؤخرا خوف متبادل من الجانبين من بعضهما البعض
أو من جانب واحد . وفى العادة يعتمد طالب الركوب على الطريقة التى يقدم بها نفسه لكي تجعل
قبول التقاطه سهلا او مرغوب فيه . فسائقو السيارات لهم نظرة فيمن يرغبون فى التقاطه فى
طريقهم من خلال فحصهم للشخص فى ثوانى . ولهم معاييرهم فى ذلك كعمر الشخص وجنسه ذكر أم أنثى
والأنثى بالطبع أكثر حظا من الذكر . وهناك المظهر وهو يشمل الشكل ونوع اللبس والنظافة
والبشاشة وكمية المتاع . وكما لسائق العربة نظرته وتفحصه لمن يرغب فى اصطحابه فى سيارته
فإن لطالب الترحيل أيضا فحصه ونظرته للسائق وإنطباعه عنه . فإن تخوف أو لم يرغب أي منها فى
الركوب مع الآخر فيمكن لأي منهما الإعتذار للآخر .
والمترحل لا يدفع فى العادة لسائق العربة أى مبلغ ويكتفى السائق منه بالمؤانسة .
ولكن فى بعض دول آسيا وخاصة سائقو عربات الشحن فإنه يتوقع أويطلب من المسافرين على هذه
الطريقة دفع جزء من أجرة الرحلة . وبما أن بعض أصحاب السيارات يرغبون أن يشاركهم من أخذوهم
معهم فى سياراتهم فى قيادة السيارة فلذا يكون من الضرورى على طالب الترحيل بهذه الطريقة أن
يحمل معه رخصة قيادة ولا بد لمن أراد المغامرة بالسفر على طريقة الاوتوستوب أن يجيد الحديث
بلغة الدولة حتى يمكنه التحدث مع صاحب السيارة الذى ركب معه لأن من حمله معه ما فعل ذلك
إلا رغبة فى الحديث معه لقطع الملل من طول الطريق وللتعارف .

نوا
صل

Post: #81
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-21-2009, 06:33 PM
Parent: #80

الحلقة 26

وهناك وكالات فى أوروبا مهمتها أن تجمع سائق السيارة بالراغب فى الترحيل الى الجهة التى يقصد
اليها صاحب السيارة مقابل دفع المسافر لنصف أجرة تذكرة الباص. ولعل أحدث طريقة للسفر على طريقة
الاوتوستوب فى أوروبا هو النوع الذى يسمى بال Bug ride وله موقع فى شبكة الانترنت
هو www.europe.bugride.com حيث يبحث المسافر فى هذا الموقع عن أصحاب السيارات المسافرين
الى الجهة التى يقصدها فيجد فى الموقع صاحب السيارة المسافر الى نفس الجهة التى يقصدها يبحث
بدوره عن رفيق للأنس والمشاركة فى القيادة وربما المشاركة فى قيمة الوقود . وعن طريق شبكة
الإنترنت يمكن تبادل المعلومات بين صاحب العربة والمسافر معه. فيتفق معه على مشاركته فى الرحلة
دون أن يكون فى حاجة للوقوف فى الطريق متوسلا الركوب . وللأتوستوب عشاقه الذين اتخذوه هواية لهم
ونظموا أنفسهم فى عضوية نادى يجمعهم فى الإنترنت هو www.autostopguide.com . ولهم مراشد .
وفى أوروبا وامريكا لهم استراحات فى الطرق بها خدمات تقف فيها شاحناتهم . فالعملية بالنسبة
لعشاقها فيها مغامرة ومتعة وتحدى . وفى بعض بلاد اوروبا تجد دعما من بعض المؤسسات الخيرية ولها
أندية ومدارس تعليمية . وتعقد لها منافسات كنوع من المغامرات الرياضة . فعلى سبيل المثال ذكر
فى موقعهم أن هناك مواطن روسى يدعى ألكسى موروف قام ما بين عام 1992 و1993م برحلة حول العالم
عن طريق الأوتوستوب . وفى يناير 2007م نظمت إحدى الجامعات بأوروبا مسابقة لعدد 197 طالب للسفر
عن طريق الاوتوستوب من قلاسقو باسكتلندا الى باريس . وهناك كتب ومؤلفات عديدة عن تجارب كثيرين فى
هذا الفن من الرحلات . وهناك من وثقوا لرحلاتهم هذه بأفلام فيديو . وفى الموقع معلومات عن كل دولة
من الدول عما إذا كان الأوتوستوب بها مسموح به قانونا أم لا ، وهل هو سهل الحصول عليه والى
أي درجة وهل هو بالمجان أم بمقابل إلخ –
والأتو ستوب ظاهرة مألوفة فى أوروبا واستراليا ونيوزيلندا . وقد راجت فى أواخر القرن
العشرين . ولكنها أخذت فى الإضمحلال مؤخرا الى حد ما بعد إرتفاع معدل حوادثها وتعرض الشباب
وخاصة الشابات لإعتداءات من مجرمين فأصبحت هذه الطريقة محفوفة بالمخاطر من جراء ما قد يصاحبها
من نهب واعتداءات جنسية . وفى الولايات المتحدة تعتبر هذه الطريقة هي الأسوأ والأخطر وسيلة
للسفر . وفى بعض الدول صارت هذه الظاهرة غير قانونية وملاحقة من قبل الشرطة خاصة فى طرق
المرور السريع .
ومهما يكن من أمر الأوتوست فإنى لا أحبذه ولم أجربه ، ولا أنصح به . وخير منه استخدام
المواصلات العامة . فالشخص لا يدرى كم من الوقت سيقف حتى يحظى بمن يقف له ، ناهيك عما فى طول
الوقوف فى البرد أو الحر أو المطر من مذلة . والمسافر بهذه الطريقة لا يستطيع اختيار من يركب
معه إضافة الى خطورة الركوب مع غريب أوغرباء قد يكونوا من المجرمين يجعلون من يركب معهم ضحية .
والبوليس سوف لن يعلم بإختفاء الضحية إلا بعد وقت طويل و Too late .

نواصل

نواصل





Post: #82
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-21-2009, 08:32 PM
Parent: #81

أخى محمد عبدالله.السلام عليكم

سوف اكون متعهد معك إما برفع البوست بمشاركة من واقع الرحلات التى قمت بها او برفع البوست لمواصلة هذا الجمال..

فى أول رحلة لى لدول اوربا إنتابنى شعور جميل بأنى سوف افعل كما يفعله بعض الشخصيات من أشياء خارقة أوعلاقات حميمة وإنتابنى خوف من التحدث بلغة غير لغتى...وكيفية التعامل مع الشخص الغريب..

وكان لسوء حظى ان سافرت إلى بلغاريا..ونزلت بمطار صوفيا..وخرجت من المطار ولم يتعاون معى أى أحد لآنهم لايتكلمون ألأنجليزية البسيطة التى اتعامل بها..

خارج المطار لقيت أصحاب التكاسى وعايز أقرب فندق عشان أرتاح فيهو وبعدين أبدأ تحركى..وكلهم يشيرون برأسهم من اعلى إلى أسفل ..وأمشى عشان أركب يأمن الباب عرفت مؤخرآ بأن الشغلانية معكوسة يعنى لا..وعندما يجيب بتحريك الرأس يمين ويسار أعرف بأنه نعم..عالم غريبة..

أنقذنى من الموقف إخوة سودانين طلبة كانو فى غاية الطف...وسؤاصل معك ما حصل لى معهم..بأذن الله..مودتى.إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #83
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-22-2009, 07:01 AM
Parent: #82

أخ إسماعيل ... تجربتك مثيرة وشيقة أرجو أن تواصل ريثما
أعد الحلقة التالية

Post: #84
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-22-2009, 09:55 AM
Parent: #83

أخى محمد عبدالله....لك ألأحترم والتقدير..

Quote: أخ إسماعيل ... تجربتك مثيرة وشيقة أرجو أن تواصل ريثما
أعد الحلقة التالية


يالله فليكن حقنا محفوظ فى هذا البوست المحفوف بالجمال....

أواصل طائعآ خلف هذا الجمال..

صوفيا..................

تفضل الشباب الكرام الذين قابلونى فى المطار بأصتحابى معهم وبالجد كانو شباب منتهى الجمال وكحال كل سودانى فى بلاد الغربة..

الوقت كان شتاء والبياض يغطى ألأرض من الثلج واول مرة أعايش مثل هذا المنظر فى حياتى..ولسوء حظى كنت لابس جزمة لاتصلح لمثل هذا الجو وغير مشرشرة من تحت حتى تقينى التزحلق..

درجونى كى لا أنزلق وذهبنا لسكنهم ومن أغرب ألأشياء منعنى رجل ألأمن الدخول معهم ولكن الشباب قالو لى فى زميلتنا فى داخلية ممكن تمشى تجلس معهم هناك غير ممنوع...رفضت هذا العرض مطلقآ وعندهم مدخل خلفى زوغونى به..

سأعود لزيارة داخلية البنات التى زرتها بعد ذلك وافيدك يا اخى عبدالله..شكرآ لآفراد هذه المساحة الجميلة لى وشكرآ على تشجيعك...مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس..

Post: #85
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-22-2009, 05:11 PM
Parent: #84

أخى/محمد عبدالله سيد أحمد ..

أرجو أن تنقل هذا البوست معنا للفترة القادمة إن شاء الله.قبل ألأرشفة...

خالص مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس....

Post: #86
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-22-2009, 06:26 PM
Parent: #85


الحلقة 27

مواقف طريفة وأخرى حرجة فى رحلاتى داخل أوروبا :

عندما وصل بى القطار الى بلغراد استبدلت بعض العملة فى أحد مكاتب تغيير العملة فى محطة السكة
حديد وفى عزمى أن أقضى بالمدينة يوما أو يومان . وفى إحدى كافيريات محطة السكة حديد توقفت
لأتناول وجبة طعام . فواجهت لأول مرة مشكلة إختيار الطعام . فهذه أول بلدة اوربية وغير مسلمة
أصل اليها وأجد الطعام فيها مختلف عما ألفته . طعام كالبلاستيك لا يستساغ فى مذاقه ولا فى رائحته
ولا فى شكله . وشاهدت حشوات ساندوتشات لا أدرى مم تتكون وتوزن وزنا بالجرام . ولم أجد غير الدجاج
البروست طعاما أفضل . تجولت فى منتصف المدينة لفترة لا تزيد عن الساعتين أصبت فيها بالإحباط
بسبب مشكلة اللغة وأحسست بالضيق والضياع ولم أطق البقاء بها . وعدت لمحطة السكة حديد لمواصلة
الرحلة ومغادرة المدينة على أول قطار . وفكرت فى خط الرحلة القادمة وتصفحت خريطة أوروبا كى
أختار أقصر طريق الى مدينة كوبنهاجن بالدنمارك لألتقى بأقارب صديقى المرحوم الشبلى سعيد وأصل من
هناك الى أبعد مكان أستطيع الوصول اليه فى شمال أوربا قبل أن أفكر فى طريق آخر مخلتف للعودة .
وجدت أقصر طريق الى الدنمارك يمر عبر النمسا وتشيكوسلوفاكيا سابقا ثم ألمانيا الشرقية ومن شاطئ
ألمانيا الشرقية الشمالى حتما سأجد مواصلات بحرية للدنمارك . فرسمت خط رحلتى على هذا المنوال .
وكانت مشكلتى أنه لا توجد بجواز سفرى تأشيرات دخول أو مرور لجميع تلك الدول . ولكنى لم أنزعج
لذلك . فتركيا وبلغاريا ويوغسلافيا السابقة قد منحتنى تأشيرات مرور عند الحدود دون أي تعقيدات
مضافا اليهم لبنان وسوريا كدولتين عربيتين . ولم أشك ان بقية تلك الدول سوف تفعل مثلهم . ثم
إنى أحمل تأشيرات لأهم أربعة دول فى أوروبا هي بريطانيا وفرنسا وسويسرا وألمانيا الغربية .
ولثلاث منها تأشيرات مميزة تسمح لى بالدخول والخروج من الدولة لعدد غير محدود من المرات خلال
فترة ستة شهور . وتذكرت قول السفير السويسرى لى وأنا بمكتبه فى الخرطوم بأن نوع تأشيرتهم
المميزة التى منحوها لى فى جواز سفرى ستجعل كل دولة أوربية أخرى تطمئن لى ولا تتردد فى منحى
تأشيرة دخول اليها من الحدود . وقد يعجب القارئ من أين لى كموظف مغمور مثل هذه العلاقة القوية
التى ربطتنى بسفراء تلك الدول الكبرى لكي يمنحوننى مثل تلك التأشيرات المتميزة بل ويستخرجونها
لى خلال دقائق معدودة بينما أنا جالس بجانبهم فى مكتبهم أتحدث معهم وأتناول مشروبا من
ضيافتهم . ويتوسط لى أحدهم لدى سفير ألمانيا الغربية الذى لا أعرفه كي يمنحنى تاشيرة دخول الى
المانيا الغربية . وكانت ألمانيا الغربية قد أوقفت تأشيراتها بعد أحداث ما يسمى بأيلول الأسود .
فهذه العلاقة القوية نشأت بينى وبينهم من كثرة زياراتهم لمنطقة عبرى التى كانت توجد بها خمسة
بعثات من دول اوربية مختلفة تعمل بالآثار و كنت المسئول الإدارى بتلك المنطقة . وكنت استضيفهم
وأسرهم ومن يبعثونهم لى بمذكرات وأقدم لهم كل ما يحتاجون اليه من تسهيلات أو تذليل صعاب وخاصة
بتوفير دليل لهم للطريق ما بين عبرى ووادى حلفا القديمة وكان هذا الطريق وقتذاك غير واضح
المعالم ويتعرض من يسلكه من غير دليل للضياع . فكانوا لذلك يلحون علي أن أزورهم إذا حضرت
للخرطوم لإكرامى ، ولذا ربما كانوا قد إعتبروا منحهم لى لمثل تلك التأشيرات أبسط خدمة
يقدمونها إكراما لى .
وتحصلت من محطة السكة حديد ببلغراد على تذكرة قطار الى فينا عاصمة النمسا .
ووجدت قطارا يتأهب للمغادرة فسألت إن كان سيمر بفينا . فقيل لى إنه فى طريقه الى ألمانيا الغربية
ولا يمر بمدينة فينا ، ولكنه يمر بقرية حدودية صغيرة بالنمسا إسمها ( فيلاخ) وأنه بإمكانى النزول
بها ثم ركوب قطار آخر منها الى فينا . فصعدت الى القطار . وكغريب ديار فقد كنت هذه المرة موضع
إهتمام رفاقى بالقمرة والقمرات المجاورة . كما إهتم بأمرى كمسارى القطار أيضا . وطمأنونى
جميعهم بأنهم سينبهونى ويوقظونى قبل أن يصل القطار لفيلاخ كي أستعد للنزول . وشعرت بالإلفة مع
الركاب الجدد وسعدت بالأنس معهم رغم حاجز اللغة الذى تعاونا جميعا على كسره بالإشارات . كانوا
على النقيض تماما من رفاقى السابقين الأترك . وأيقظونى بالفعل عندما إقترب القطار من فيلاخ وحضر
الكمسارى أيضا كوعده لى كي يشهد نزولى بنفسه ويطمئن . وتوقف القطار لثوانى معدودة نزلت فيها
على عجل ونزل معى الكمسارى على الأرض وأشار لى على إتجاه المحطة بأنوارها المتلألئة من بعيد .
ثم أطلق صفارة طويلة غادر على أثرها القطار .. وبقيت وحيدا أتلفت يمنة ويسرى ومن حولى فراغ
وصمت مطبق . لم أجد أحدا غيرى قد نزل من القطار . لقد أنزلونى بعيدا عن محطة القطار . كان
الوقت لا يزال فجرا مبكرا فيه بقية قطع من الليل مظلمة . فأخذت أسير فى إتجاه المحطة لمسافة
قدرتها بنصف ميل عبرت فيها قضبانا للسكة حديد عديدة ومتشابكة حتى وصلت الى مبانى المحطة
والشمس لم تشرق بعد . كما وجدت المكاتب مغلقة ، والناس معظمهم نيام . ولا توجد إلا حركة سيارات
محدودة فى الشوارع وداخل المحطة .
وجلست بإستراحة المحطة فى انتظار القطار الذاهب الى فينا. وبوصوله صعدت اليه .
كان قطارا فخما وسريعا والطبيعة رائعة وجميلة على جانبي الطريق. كل أوربا جميلة خضراء لم أشاهد
فيها بقعة غبراء . والفيت الشعب النمساوى من حولى فى القطار ودود ومتشوق للتعرف بى والتحدث
معى كغريب وأن يقدم لى ما أطلبه من عون . ووصلت الى فينا فى صباح مبكر . وقررت الإقامة بها ليوم
أو يومين وكانت أول مرة لى كذلك أفكر فيها فى المبيت خارج القطار والباص منذ مغادرتى لمدينة
حلب بسوريا مرورا بتركيا وبلغاريا ويوغسلافيا سابقا حتى دخولى الى النمسا .

أواصل







نواصل

Post: #87
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-23-2009, 04:08 AM
Parent: #86

الحلقة 28

وبعد أن قضيت يوما وليلة فى أحد بيوت الشباب بمدينة فينا ذهبت الى نفس محطة السكة الحديدية
واشتريت تذكرة قطار الى براغ عاصمة تشكوسلفاكيا سابقا وفى كابينة الدرجة الثانية بالقطار كنا
أربعة . أنا وطبيب تشيكى سلفاكى وزوجته وطالب جامعى من النمسا فى طريقه الى بلدته ( قموند )
وهي تقع على الحدود بين النمسا وتشيكوسلفاكيا . وكنا جميعنا نتحدث الإنجليزية . وانشغلنا بالأنس
والحديث الذى انصب جميعه عن السودان وسكانه وعن مشكلة الجنوب . وكان رفاقى مشغوفين لزيادة معرفتهم
بالسودان كما تجمع حولنا ركاب من القمرات المجاورة للإصغاء والمشاركة فى الحديث . وتأكد لى أن
جلابيتى البيضاء وعمامتى ومركوب جلد الفهد الذين لبستهم لأول مرة كانوا هم السبب فى لفت الأنظار
نحوى وجعلى محط أنظار الجميع وفضولهم . ولم أحس بمسافة الطريق وبالوقت يمضى إلا بعد أن بلغ القطار
محطة قموند الحدودية حيث ودعنى الطالب الجامعى . واسمه ولف قانق ونكلر وتبادلنا العناوين
للمراسلة التى استمرت بيننا لزمان طويل . وأثناء توقف القطار بتلك المحطة حضر إثنان من رجال
الجوازات النمساويين أحدهما بدين . إطلعا على جواز سفرى لغرض ختمه بختم المغادرة .
ولكنهما اندهشا عندما لم يجدا به ختم الدخول الى النمسا فإستفسرانى عن كيفية دخولى النمسا
دون علمسلطات جوازاتهم . فحكيت لهم ما كان من أمر القطار الذى أنزلنى بالقرب من محطة فيلاخ .
وكيف لم يقابلنى فيها مسئول جوازات . فتملكتهم الحيرة لبعض الوقت . وتشاورا فيما بينهما
ما عساهما يفعلان . وأخيرا أعادا لى جواز سفرى دون ختم . وخاطبنى البدين قائلا : فى المرة
القادمة إذا حضرت للنمسا فأحرص على أن يكون بجواز سفرك تأشيرة وختم دخول . قلت له حاضر ،
سأفعل . وتحرك القطار وبلغنا أول نقطة على الحدود التشيكوسلفاكية . ودخل الينا إثنان من
أمن الجوازات الشيكوسلفاك . كانا شابين صغيرا السن وتبدو فى قسماتهما الصرامة والحزم .
أخطرتهما أنى أرغب فى دخول تشيكوسلفاكيا عابرا وليس فى جوازى تأشيرة مرور . وتحدث اليهم
الطبيب التشيكى بلغتهم وأحسست أنه يزكى طلبى بحماس ويعرفهم بوطنى السودان وأنى مسئول
بالحكومة . وأحسست أنهما إقتنعا على منحى التأشيرة فأخذا جواز سفرى وطلبا منى تجهيز مبلغ
رسوم التأشيرة ريثما يقومان بتفتيش الجواز ومنحى التأشيرة. ولكنهما سرعان ما عادا ، وخاطبنى
أحدهما قائلا : سورى مستر ، لا يمكننا منحك تأشيرة دخول لأن جواز سفرك لا يحمل تأشيرة دخول
ولا خروج من النمسا التى قدمت الينا منها . وعلى الطريقة السودانية حاولت أن أترجاهما
واستعطفهما كي يعيدا النظر فى قرارهما هذا . ولكن أحدهماانتهرنى فى حدة قائلا :
لا تضع علينا الوقت فالقطار على وشك المغادرة . وألقيت نظرة على الطبيب التشيكى فألفيته قد
إنزوى فى ركن القمرة مطأطئا رأسه فى كسوف وحرج لايستطيع التوسط مرة أخرى وما ينبغى له .
وربما ندم على توسطه . أخذت حقيبتى وتبعتهم الى خارج القطار . وكان الليل قد أرخى سدوله .

نواصل

Post: #88
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-23-2009, 12:12 PM
Parent: #87

صوفيا:::داخلية البنات:

رتب لى الزملاء زيارة بعض ألأماكن السياحية بصوفيا داخل المدينة ومنها مررت بالخطوط البلغارية لتاكيد حجزى والمواصلة لوجهتى الثانية إستنبول..

وذهبنا لداخلية البنات..وما وجدنا اى حارس على المدخل وزرنا طالبة سودانية راقية عزمتنا عشاء وكانت رفيقتها فى الغرفة من جنسية اسيوية على ما أعتقد وتسامرنا وقضينا وقت ممتع فى سرد الذكريات...

وخرجن معنا مقدمات والمقدم ما موصل ورجعن وذهبنا لداخلية الطلبة التى لابد على ان أدخلها أنا عن طريق السور..

مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس....

Post: #89
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-23-2009, 06:11 PM
Parent: #88

شكرا أخى إسماعيل على المشاركة وأرجو المواصلة . واليك والقراء المتابعين
الحلقة التالية


الحلقة 29


أدخلونى الى مكتب كبير ومتسع كالصالة وأجلسونى على كرسى ومضوا يجرون إتصالات بالهاتف تارة
وبالراديو تارة أخرى بلغتهم التى لا أفهم فيها شيئا . وانتابنى شئ من الخوف والهواجس .
ترى ماذا هم فاعلون بى . هل سيسجنوننى أم يقتلونى – وهل يمكنهم قتلى من دون محاكمة .
وحاولت أن أطرد هذه الهواجس من تفكيرى ومخيلتى ولكنها سرعان ما تعاودنى . ثم أقبلا الي
وطلبا منى مرافقتهما والركوب معهما فى سيارتهما ولم يخبرانى بوجهتهما . ركبا فى مقدمة
العربة الصالون وركبت فى المقعد الخلفى مع حقيبتى . وسارت بنا العربة فى طريق مظلم وطويل
وغير مسفلت تحيط بجانبيه أشجار طويلة كثيفة والظلام يلف كل الأمكنة ولا يخترقه غير نور
العربة . فتملكنى خوف شديد من مصير مجهول . سألتهما : الى أين نحن ذاهبون ؟ فلم يرد على
سؤالى أحد منهما . قلت فى نفسى لعلهما لم يسمعانى جيدا . فأعدت السؤال عليهم بصوت مرتفع .
ولكنهما تجاهلانى تماما واستمرا فى الحديث بينهما . وغضبت من لؤمهما وإزدرائهما يا لهم
من أنذال . وازدادت هواجسى ومخاوفى وضربات قلبى . وحدثتنى نفسى أن تجاهلهما للرد على
سؤالى ما هو إلا دليل عزمهما على مكروه أو شر سيلحقانه بى . وأن هلاكى قد دنا وأن حتفى
أصبح مسألة وقت . هؤلاء الشيوعيون هل يجرأون على قتلى ؟ ! صرت أتلو ما تيسر من القرآن وأتشهد .
وحزنت أن موتى سوف لن يكون معلوما لأهلى ولن يعلموا أين إختفى أثرى ---
وواصلت العربة سيرها فى طريقها المظلم الطويل دون توقف . واستسلمت لقدرى
المجهول و هلاكى المحتوم وما عساي أن أفعل ؟ -- أنا الذى أوقعت نفسى فى هذا المأزق
المشئوم . وتساءلت فى نفسى : ما الذى يؤخرهما عن قتلى والقضاء علي إذن فى هذا الفضاء الشاسع
علي حتى الآن ؟ .. إن بإمكانهما إنزالى فى أي بقعة من هذه البرية المظلمة ويطلقا على رأسى
رصاصتين أو ثلاثة وينتهى الأمر ، لا من درى ولا من شاف .
وبينما أنا فى هذه الهواجس المخيفة لاح لى أخيرا من على البعد ضوء أحمر خافت بدأ يكبر
ويتضح شيئا فشيئا ثم ظهر بجانب الضوء حاجز عربات يقفل الطريق بعاكس ضوء أحمر وبجوار
الحاجز مبنى . وعندما إقتربنا شاهدت رجل شرطة يقف علىجانب الطريق . وتوقفت العربة على بعد
مائة متر من الحاجز والتفت الي رجل الأمن التشيكى سلوفاكى وبلهجة آمرة فيها حدة وصلف
وإزدراء أمرنى بالنزول ثم أشار لى الى المبنى والى الحاجز الذى يقفل الطريق قائلا لى :
تلك هي نقطةالحدود النمساوية التى أتيتنا منها فعد إليها . ثم استدار بعربته وقفل راجعا
حتى دون أن يلقى التحية على زملائه النمساويين .
وتنفست الصعداء وحمدت الله أن مشكلتى معهم إنتهت عند هذا الحد . حملت حقيبتى
واتجهت حيث أشاروا . وجدت رجل أمن الجوازات النمساوى البدين يقف فى انتظارى وانضم اليه رفيقه
الآخر . كانا ينتظران قدومى . لقد كانت تلك الإتصالات الهاتفية التى أجراها الشيكوسلفاك من
مكاتبهما هي معهما وفى خصوصى إذن .


أواصل

Post: #90
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-23-2009, 07:53 PM
Parent: #89

Quote: كانا ينتظران قدومى .



ونحن منتظرين قدومك واصل..

Post: #91
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-23-2009, 08:02 PM
Parent: #90

فى رحلة العودة من صوفيا إلى إستنبول:::

حضر مع الشباب الطلبة إلى المطار لتوديعى وبما أننى كنت أحمل تأشيرة ترانسيت فيزا وحسب نظام بعض الدول ألأشتراكية آنا ذلك لابد ان أثبت لهم بأنى نزلت فى فندق وكم صرفت من العملة داخل البلاد..نظام عقيم ولكن هذا نظام البلاد ..

كان همى كيف أثبت لهم ذلك مع العلم بأنى نزلت مع أصحابى الطلبة..وكنا نعلم بذلك وقلت لهم لاتذهبوا إلا بعد ان ألوح لكم بأنى ختمت الجواز من ضابط الجوازات..

كتمت انفاس أما ضابط الجوازات وقرأت ماتيسر من القران الكريم وخاصة صورة يس ....وتحدث مع الضابط بلغتهم وتحدثت معه بألأنجليزية كاللغة مشتركة ولم يفهم منى ونظر للجواز ونظر إلى وختم الجواز وهو على مضض وحمدت الله كثيرآ لتجاوز هذه المحنة....

تحياتى....إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #92
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-24-2009, 05:32 AM
Parent: #91

الحلقة 30

أدخلانى الى مكتبهما وأجريا معى تحقيقا مجددا عن كيفية دخولى الى النمسا دون حصولى على ختم
دخول . وأحسست أنهما قد أدركا خطئهما بالسماح لى بدخول تشيكوسلفاكيا دون ختم دخول أو خروج
من وطنهم الى ان كشف ذلك القصور رفاقهم التشيكوسلفاك . كانت لغتهم الإنجليزية ضعيفه فأرجاءا
التحقيق معى الى صباح اليوم التالى ليقوم به رئيسهما الأعلى رتبة . وقضيت الليل داخل مكتبهم
داخل كيس نومى على أريكة وثيرة . وقبل أن يتملكنى النوم أعدت شريط أحداث دخولى الى النمسا
وكيف تثنى لى الدخول الى دولة متقدمة كالنمسا ذات ضوابط فى نقاط الدخول والخروج منها دون
أن يقابلنى عند دخولى اليها قسم جوازات ?. ووجدت أن التفسير الوحيد لذلك هو أن ذلك القطار
الذى توقف لى للنزول منه عند بلدة فيلاخ قد توقف مخصوصا من أجلى وليس فى برنامجه مثل ذلك
التوقف لأن توقفه كان بعيدا من المحطة ولأنه لم ينزل منه أحد غيرى . ولأن جميع مكاتب المحطة عندما
وصلت اليها كانت مغلقة . فلو أن توقف هذا القطار ببلدة فيلاح كان مبرمجا ومعلوما للمسئولين
النمساويين ببلدة فيلاخ لكان الجميع على استعداد لمقابلة ذلك القطار وركابه القاصدين بلدة فيلاخ ،
ولكان رجال الجوازات متواجدين وعلى استعداد لمقابلة من ينزلون منه من ركاب . كما أنى بدورى
نسيت أمرهم وغادرت البلدة دون أن أسأل عن تواجدهم لأكمل إجراءاتى معهم . إذن فقد أوقف ذلك
الكمسارى القطار وبإتفاق مع سائق القطار من أجلى دون أن يدرى أن تصرفه هذا سوف يتسبب فى
كل هذا الإرتباك للمسئولين بجوازات النمسا .


نواصل

Post: #93
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-24-2009, 06:29 PM
Parent: #92

الحلقة 31


وفى صباح اليوم التالى جاءنى الضابط الأعلى رتبة ويقطن على مقربة من مقر عمله . كان ودودا
ويغلب على طبعه روح الفكاهة . تفهم جميع ما رويته له بتفصيل عن كيفية دخولى الى النمسا
وتحركاتى بداخلها . واستأذننى لإجراء تفتيش لما بداخل حقيبتى وكانت تلك هي المرة الأولى التى
يتم تفتيشها بعد أن تم آخر تفتيش لها عند دخولى الى تركيا . وقد افادنى تفتيشه لحقيبتى ، حيث
وجد بداخلها التحف الأبنوسية والتماثيل التى كنت قد اشتريتها من سوق أم درمان لغرض البيع
والإهداء فاشترى مجموعة منها بسعر مجزى لم أجد مثله عندما عرضتها على صاحب متجر متخصص فى بيع
التحف مثلها فى مدينة فينا . حيث قام صاحب المتجر المتخصص فى بيع التحف بوزن كل قطعة وقام
أيضا بقياس أطوالها وعرضها ثم عرض علي سعرا أقل من سعر مشتراها . ولما أبديت إعتراضى على قلة
سعره ، أخرج لى كتلوجا فيه صور لتحف مشابهة قال لى إنه يستوردها من الهند بأقل من السعر الذى
عرضه علي . فأدركت عندئذ أنها تجارة ذات تخصص عالى بعلم وفن وأوزان ومقاسات وكتلوجات وليست
أمرا عشوائيا ( وأي كلام ) مثلما هو الحال عندنا فى السودان . وسخطت على الهند وعمالتها الرخيصة
التى أضاعت مكاسبى
وبعد إكتمال التحقيق معى أبقونى ليلة أخرى إنتظارا لوصول مسئول أعلى درجة للنظر بنفسه
فى تلك المعضلة . وكانوا يسمحون لى بالخروج للتجول وتناول الطعام دون حراسة أو التقيد بمواعيد
فى الرجوع ربما لأنهم يحتجزون عندهم جواز سفرى . ثم وصل المسئول الأعلى درجة ووجدته ملما
بتفاصيل المشكلة حسب ما وصله من إفادات وتقارير . ولذلك لم يستغرق أمرى عنده سوى دقائق
معدودة . فبعد أن تصفح جواز سفرى . (دردش ) معى لبعض الوقت فى محاولة منه لتطييب خاطرى ثم
طلب منهم منحى تأشيرة عبور لفترة اسبوع وعليها ختم الدخول . وطلب منى ألا أغادر النمسا عن طريق
تشيكوسلفاكيا مرة أخرى وإنما عن طريق ألمانيا الغربية طالما أن لدي تأشيرة دخول اليها .
وأرشدونى الى موقف باص سيكون الباص الذى يصل اليه فى طريقه الى مدينة إسمها لنز على مقربة
من الحدود مع المانيا الغربية كي آخذ منها القطار الى ألمانيا الغربية . فغادرتهم شاكرا .

نواصل

Post: #94
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-25-2009, 04:58 AM
Parent: #93

الحلقة 32

ووقفت فى الموقف انتظارا للباص وأنا بالجلابية والعمامة والمركوب أيضا .. منظر غير مألوف للسكان
والمارة وملفت لأنظارهم . وجاء الى الموقف تلاميذ وتلميذات مدارس صغار بعد نهاية دروسهم وتجمعوا
انتظارا للباص أيضا ليقلهم الى مناطق سكنهم فى قراهم المتفرقة فى الطريق . كانوا ينظرون الى
بإستغراب ويشيرون الي من طرف خفي ويتهامسون .. يحاولون الإقتراب منى ويترددون . وتجرأ صبي صغير
منهم يبلغ من العمر حوالى العشرة سنوات أو يزيد إسمه إنقمار أشمدت . دنا منى وحيانى . كان جريئا
وذكيا ويتحدث الإنجليزية بطلاقة . كان مهتما للتعرف بى كغريب . وأمطرنى بأسئلته . وأحسست به كأنه
يتباهى بين زملائه بأنه الوحيد بينهم الجرئ والقادر على الإقتراب من الغرباء والتحدث إليهم حيث
وقفوا بعيدا عنه مندهشين من جرأته . ووصل الباص فترجانى أن آخذ تذكرة حتى قريته كي يستطيع
أن يكمل ما بدأه معى من أسئلة وحديث ومن بعد ذلك يمكنى مواصلة سفرى فى نفس اليوم بباص آخر .
فاستجبت لرجائه . وفى قريته أرشدنى الى مقهى كي أستريح به ريثما يصل الباص التالى وودعنى
وانصرف . ولكنه سرعان ما عاد مهرولا والفرحة تملأ جوانبه وهو يلهث ويقول لى : محمد ، إن أمى
تدعوك لإستضافتك بمنزلنا الليلة ويمكنك اللحاق بباص آخر غدا صباحا .... محمد أرجوك أن تقبل .
ولم أتردد فى قبول دعوته . وأعجبنى حسن تصرفه وأدبه . فقد أحسست أنه كان راغبا من البداية فى
استضافتى بمنزلهم ، ولكنه أسرها فى نفسه ولم يبدها لى قبل أن يأخذ موافقة أمه . لقد استدرجنى
حتى أنزلنى فى قريته . وها هي أمه قد جاءت معه تقود عربتها وكانت فى انتظارنا بداخل سيارتها
خارج المقهى . لم تكن تتحدث الإنجليزية ، ولكن عبارات ترحيبها الحارة فى لقائى وإستقبالى مع
بشاشتها عبرت لى عن صدق مشاعرها وترحيبها بإستضافتى . وصار إبنها مترجما بينى وبينها . إنه
الإبن الوحيد فى الأسرة وكانت فرحته وسعادته بمقدمى اليهم لا تحدها حدود وكأنه عثر على كنز ثمين .
فطاف بى بعض أرجاء منزلهم الفخيم المكون من ثلاثة طوابق . وأرانى حديقة حيواناته المنزلية
الصغيرة . كانت تضم سلحفاة وسنجاب وقنفد وحرباء . وأرانى كذلك مزرعة ألبانهم ودواجنهم .
ومن كاميرا تصويره التقط لى معه عدة صور وعرض علي البومات صوره ومجموعة طوابعه العالمية .

أواصل

Post: #95
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-25-2009, 11:50 AM
Parent: #94

أنا هنا...رائع..واصل....

Post: #96
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-25-2009, 05:06 PM
Parent: #95

الحلقة 33


وجلسنا على مائدة العشاء , نتحدث عن رحلتى وعن السودان وأهله وانضمت الينا جدته.
وكانت بعض أسئلتهم عن السودان بربئة وساذجة . كسؤالهم هل يوجد بالسودان أناس فقراء ؟ .
وأسنانكم بيضاء ماذا تفعلون لها ؟ وطلبوا منى خلع عمامتى ليروا شكل شعرى . و.. و.. ثم
وصل والد الفتى الصغير متأخرا كعادته كل مساء . قال لى إبنه إنه يعمل فى شركة ملاحة على نهر
الدانوب . رحب بمقدمى وانضم يشاركنا العشاء والحديث بانجليزية ضعيفة . وقبل أن آوى الى النوم
أهديتهم مجموعة من التحف والتماثيل السودانية .. فرحوا بها وأعجبتهم أيما إعجاب . وأويت الى
النوم فى غرفة خاصة بالطابق العلوى مليئة بتحف ونفائس وملحق بها حمام بالماء البارد والساخن .
ولم أشاهد فى حياتى فراشا وغطاء أكثر نعومة ودفئا مثل ذلك الذى شاهدته فى تلك الغرفة .
وفى الصباح تناولنا إفطارا مبكرا كما هي عادتهم . وخرجت مع والد إنقمار فى عربته يصحبنا
إبنه للحاق بالباص الذى وجدناه قد غادر قبل وصولنا اليه بدقائق فقرر والد الصبى اللحاق به فى
محطته التالية . وعند لحاقنا بالبص صعد والد الفتى الى الباص قبلى ودفع للسائق قيمة تذكرتى .
فالسائق عندهم يقوم بمهمة القيادة والكمسارى والمحصل معا . وكادت تخنقنى عبرة من فرط
تأثرى وانفعالى لكثرة ما أحاطتنى به تلك الأسرة من تكريم وكانت الرابطة التى جمعتنى بهم هي
مجرد مصادفة إبنهم لى فى الطريق . هذا الشعب النمساوى ما أروعه فقد حدث فى عدد من المرات أن
التقيت وتعرفت بأفراد منهم فى مطاعم أو كافتيريات وتبادلت معهم الحديث وعندما يأتى الجرسون
بفاتورة لكل منا يضم فاتورتى لفاتورته ويقوم بسدادهما معا بإعتبارى ضيفا عليه وعلى بلاده.
لنز مدينة فى غاية الروعة والجمال . قضيت بها ربع يوم قبل أن أركب منها
قطارا مغادرا الى المانيا الغربية الى مدينة بساو. وأنست داخل القطار الى سيدتين المانيتين .
انصب إهتمامهما للتعرف على خلفيات مشكلة الحنوب ونتائج إتفاقية أديس أبابا عام 1972م .
وجاءت سلطات الجوازات الألمانية وختمت لى بالدخول دون أي تعقيدات .

نواصل

Post: #97
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-25-2009, 10:47 PM
Parent: #96

فاصل ونواصل

Post: #98
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-26-2009, 05:27 PM
Parent: #97

الحلقة 34

و من المواقف الحرجة أيضا التى قابلتى فى رحلتى داخل أوربا عام 1973م هي أنى عندما وصلت الى
باريس قادما اليها من لندن فى صباح مبكر . نزلت من القطار وفى عزمى أن أقضى بها يوما أو يومان .
وجدت فى محطة السكة الحديدية على غير ما ألفته فى المدن الأوربية الأخرى حشودا كبيرة من الشباب
الأوربى والأمريكى من الجنسين وقد إكتظت بهم ردهات مبانى المحطة على سعتها . كان بعضهم وقوفا
وأكثرهم جلوسا أو مستلقين على ظهورهم متوسدين حقائبهم . لا شك أنهم ملأؤوا بيوت الشباب والمعسكرات
والفنادق الرخيصة حتى فاضت منهم ولم يجدوا غير هذه المحطة مأوى مناسبا لهم ، فلا خير يرجى إذن
من البحث عن مكان شاغرللمبيت بباريس . أدخلت حقيبتى فى دولاب لحفظ الأمتعة داخل المحطة وغادرتها
أتجول داخل المدينة طوال النهار ، ولكننى أصبت بإحباط كالذى أصابنى ببلغراد وذلك بسبب مشكلة اللغة الفرنسية التى لا أتحدثها ولم أجد فى المارة والأماكن التجارية والخدمية من يتحدث الإنجليزية
إما لأنهم يجهلونها أو لا يرغبون فى التحدث بها كما قيل عنهم . وفى المساء بلغ بى التعب والضيق
حدا كبيرا . وبعودتى الى محطة السكة حديد وجدتها قد ازدادت إزدحاما على ما كانت عليه من إزدحام
بذلك الشباب وهذا ما شجعنى على أن أصرف النظر عن قضاء الليلة بباريس . أخذت حقيبتى وتوجهت
لمكتب الإستعلامات أستفسر عن القطار المتجه الى لوزان بسويسرا . فأخطرونى بأن هناك قطارا سيغادر
اليها بعد نصف ساعة فقط وأنه آخر قطار سيغادر اليها فى تلك الليلة ، ولكنه لا يغادر من المحطة
التى نحن بها وإنما من محطة سكة حديد أخرى إسمها ( قار دى ليون ) ونصحونى أن أذهب الي تلك
المحطة بالقطار تحت الأرض حتى أصل اليها فى أقصر وقت يضمن لى اللحاق بالقطار قبل مغادرته .
وكانت هذه إشكالية كبرى بالنسبة لى . فأنا لم أعتد على ركوب المترو ولا أعرف الإتجاهات فيه .
وحتى فى مدينة لندن التى قضيت بها عشرة أيام لم أخض تجربته لأنى لم أكن فى حاجة لإستخدامه .
و لم يكن أمامى بد من خوض تجربته الآن فى باريس . كان بالقرب من المحطة التى أنا بها مدخل
لمحطة القطارات تحت الأرض . فنزلت بسلم حديدى هبط بى اوتوماتيكيا مع آخرين الى عمق سحيق داخل
الأرض . . وكان فى قبالته سلم آخر يصعد بآخرين من داخل المحطة الأرضية ويقذف بهم الى خارجها .
وبوصولى الى رصيف المحطة الأرضية لفح وجهى تيار هواء قوي وبارد التكييف . وشاهدت إضاءة
باهرة تعم كل أرجاء المكان . وشاهدت بالمحطة الأرضية كفتيريات ومكتبات ومرافق أخرى – عالم شبيه
بالعالم الخارجى على سطح الأرض . وتلفت حولى ويا لأغرب ما رأيت . رأيت سلما أرضيا يغوص هو الآخر
الى تحت الأرض لعمق آخر أبعد ... الى محطة أخرى تحت الأرض --- نفق تحت نفق وقطار أرضى
يسير تحت قطار أرضى آخر فى إتجاه آخرمختلف . فأي إعجاز بشرى هذا الذى أراه !! . ووصل
قطار طويل فتحت أبوابه أوتوماتيكيا فى وقت واحد وخرج منه أناس فى خفة وسرعة وابتلع فى جوفه
مكانهم آخرين وأغلقت أبوابه أوتوماتيكيا أيضا وغادر فى ثوان واختفى بداخل النفق الأرضى المظلم .
ووصل الى نفس المحطة التحت أرضية من الجانب العكسى قطار آخر أفرغ شحنته هو الآخر وغادرقى ثوان
بآخرين . واصبت بذهول ودوار – وأحسست كأنى أعيش فى عالم مسحور أو عالم من خيال .
وقفت حائرا أتلفت لا أدرى الى أي إتجاه أسلك لكي أصل الى محطة قار دى ليون . ومن يا ترى أسأله .
الكل فى عجلة من أمره . بعضهم يموج فى بعض من شدة الزحام وكأنهم فى يوم حشر . شيب وشباب
وأطفال صغار ، بعضهم فرادى وبعضهم فى مجموعات . وأخر أزواج متشابكى الأيدى أو فى عناق .
وأفارقة سود كثيرون وسط البيض . وشابات فى غاية الروعة والجمال يرتدين أغرب الأزياء والموضات .
كلهم يدخلون ويخرجون ما عداي . وتلك كاعب حسناء تسير بخطى رشيقة يهتز معها نهداها
البارزان فى إيقاع مثير مع وقع أقدامها و .. و.. ثم أفقت الى نفسى --- ما لى أنا
والغزل فى الحسناوات !! ؟ ... الزمن يمضى مسرعا وأنا لا أزال فى حيرتى و ذهولى لا
أدرى الى أين إتجه .

أواصل

Post: #99
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-27-2009, 05:13 AM
Parent: #98

الحلقة 35

أوقفت صبيا فرنسيا صغيرا يسير وحده وسألته كيف الوصول الى محطة قار دى ليون . ولم يكن يتحدث
الإنجليزية ولكنه فهم سؤالى وقادنى الى لوحة إرشاد زجاجية بداخل المحطة مثبتة على طاولة وبها
خريطة كروكية لجميع شبكة خطوط القطارات الأرضية داخل مدينة باريس موضحا عليها جميع المحطات بأزرار كهربائية . فضغط بأصبعه على الزر الموضح عليه محطة قار دى ليون فأضاء له على الفور خط أحمر يبدأ
من المحطة التى نحن بها مع وجود خط أخضر يقاطعه فى أحدى المحطات حتى محطة قار دى ليون مع بيان
أسماء جميع المحطات فى الخطين . ومن شرحه باللغة الفرنسيةفهمت أن الخط الأخضر المقاطع مع الخط
الأحمر معناه أن علي أن أغير القطار عند محطة نقطة الإلتقاء هذه بقطار آخر فى نفق أسفل من النفق
الأول يسير فى إتجاه مختلف . وأعجبت باللوحة الإرشادية المتطورة وتكنولجيتها العالية . ولكن لم يكن
لدي وقت للإعجاب وليس ذلك وقته . فأنا فى سباق مع الزمن وفى عجلة من أمرى . فهمت ما تعنى اللوحة
ولكنى لم أفهم كبف أسير على هداها . كما أن تغيير القطار من محطة لأخرى بدت لى إشكالية أخرى أكثر
تعقيدا وأعوص على الفهم . فصرفت النظر عن ركوب تلك القطارات كلية . وبدا لى مسألة لحاقى
بالقطار قضية خاسرة . فخرجت من نفق المحطة تحت الأرض يائسا ومحتارا لا أدرى أي وسيلة مواصلة بديلة أختارها ، ولا كيف أو أين يمكن أن أقضى ليلتى . ولكن وازعا قويا بداخلى ظل يدفعنى الى عدم
الإستسلام ، والى البحث عن وسيلة غير القطار تحت الأرض للحاق بالقطار فى تلك المحطة –
محطة قار دى ليون . وسألت أول شخص قابلنى عن وجود وسيلة أترحل بها غير القطار تحت الأرض .
ولم يكن ذلك الشخص يتحدث اللغة الإنجليزية التى خاطبته بها وكنت أحسبه فرنسيا لشدة شبهه
بالفرنسيين . ولكنه أدرك أننى عربى ومسلم مثله قبل أن ادرك عنه أنا ذلك -- فهو جزائرى --
كما أفادنى -- يعمل عاملا فى محطة السكة حديد . كانت لهجته الجزائرية أكثر صعوبة على فهمى من الفرنسية . ولكنه رأى حيرتى وما أنا فيه من مأزق فاندفع لمساعدتى . أخذ حقيبتى وهرول بها
الى داخل محطة القطارات تحت الأرض وأنا أهرول من خلفه . دفع قيمة التذكرتين للقطار تحت الأرض
وركبنا القطار وخرجنا منه وركبنا القطار الآخر وخرجنا منه مهرولين للحاق بالقطارالمغادر الى لوزان بسويسرا ولحقنا به . وبمجرد دخولى وجلوسى بدأ القطار فى التحرك . ومن نافذة القطار شددت على يد
الشاب الجزائرى مودعا . ولم أجد الكلمات ولا العبارات التى أوفيه بها حقه من الشكر والعرفان
لجميل فضله وانقاذى مما كنت فيه من مأزق . وأحسست بسعادة تغمرنى وبعرفان بالجميل لذلك الشاب
الجزائرى . وأدركت أن السعادة الحقيقية هي فى تقديم المساعدة والعون للآخرين الذين هم فى حاجة
ماسة للعون ، وأنك بإسعادك لغيرك تسرى السعادة اليك وتغمر أوصالك . وكما قال شاعر عربى
لا أذكر أسمه
خليلى إن المال ليس بنافع ------ إذا لم ينل منه أخ وصديق
وإضيف من عندى .... ومحتاج .
نواصل


Post: #100
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-27-2009, 07:21 PM
Parent: #99

فاصل ونواصل

Post: #101
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-27-2009, 08:54 PM
Parent: #100

الحلقة 36


قضيت الليل بأكلمه داخل القطار فى كابينة لوحدى . ووصل بى القطار فى صبيحة اليوم التالى
الى مدينة لوزان ذات البحيرة الكبيرة الساحرة . وجلست بإستراحة المحطة الجميلة ذات الخدمات
المريحة لبعض الوقت قبل أن أتجه الى بيت الشباب ثم لأغادر مدينة لوزان بعد يوم وليلة أغادرها
مواصلا رحلتى الى إيطاليا ومنها الى اليونان عبر يوغسلافيا السابقة . ولقد سارت الرحلة من بعد ذلك عادية
لولا نوبة مغص كلوى حادة انتابتنى وأنا داخل القطار فى داخل سويسرا . وعللت إصابتى نتيجة لشربى من
مياه المواسير غير الصالحة للشرب . وتكاد تكون مياه جميع المواسير فى أوروبا غير صالحة للشرب بما فى
ذلك مياه المواسير داخل القطارات . فهم يشربون المياه الصحية أو الغازية وبعضهم يكتفون بشرب البيرة ولم
يكن لدي ميزانية لشرب الماء النقى . ونزلت مضطرا فى أول محطة توقف بها القطار كي أجد مسكنا لآلامى .
كانت المحطة لقرية أو مدينة صغيرة على أحد سفوح جبال الألب إسمها فسب . واتجهت الى مستشفاها . وجدته
مستشفى خاصا كبيرا الى حد ما به أطباء عديدون من بينهم طبيب من جنوب نيجيريا . وما أن شاهد كل منا الآخر
حتى إنجذبنا كأفارقة الى بعضنا كأبناء وطن واحد . قلت لهم إنى لا أملك ثمنا لعلاجى . وتحدث اليهم
الطبيب النيجيرى ربما يكون قد أقنعهم بأن الأفارقة عموما فقراء وربما خصموا تكلفة علاجى من أحد البنود
الخيرية حيث أبقونى للعلاج عندهم خمسة أيام . أجريت لى خلالها فحوصات مختلفة وتناولت علاجات مختلفة ليس
من بينها أي حقن . وكنت خلال تلك الفترة أخرج للتجول بالقرية . ودعانى الطبيب النيجيرى مرة لتناول وجبة طعام
فى أحد المطاعم . وبعدها أخذنى فى جولة بسيارته فى الجبال التى تحيط بالبلدة من جهة الجنوب والشرق فى طريق
معبد ومتعرج صعد بنا الى مرتفعات شاهقة كنت أشاهد فيها مساكن ومنتجعات سياحية جميلة على الجبال . ويا له من
طبيب نيجيرى مهذب ورفيع الخلق .


أواصل




الحلقة

Post: #102
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-28-2009, 09:50 AM
Parent: #100

الحلقة 36


قضيت الليل بأكلمه داخل القطار فى كابينة لوحدى . ووصل بى القطار فى صبيحة اليوم التالى
الى مدينة لوزان ذات البحيرة الكبيرة الساحرة . وجلست بإستراحة المحطة الجميلة ذات الخدمات
المريحة لبعض الوقت قبل أن أتجه الى بيت الشباب ثم لأغادر مدينة لوزان بعد يوم وليلة أغادرها
مواصلا رحلتى الى إيطاليا ومنها الى اليونان عبر يوغسلافيا السابقة . ولقد سارت الرحلة من بعد
ذلك عادية لولا نوبة مغص كلوى حادة انتابتنى وأنا داخل القطار فى داخل سويسرا . وعللت إصابتى
نتيجة لشربى من مياه المواسير غير الصالحة للشرب . وتكاد تكون مياه جميع المواسير فى أوروبا
غير صالحة للشرب بما فى ذلك مياه المواسير داخل القطارات . فهم يشربون المياه الصحية
أو الغازية وبعضهم يكتفون بشرب البيرة ولم يكن لدي ميزانية لشرب الماء النقى . ونزلت مضطرا
فى أول محطة توقف بها القطار كي أجد مسكنا لآلامى . كانت المحطة لقرية صغيرة على أحد سفوح جبال
الألب إسمها فسب . واتجهت الى مستشفاها . وجدته مستشفى خاصا كبيرا الى حد ما به أطباء عديدون
من بينهم طبيب من جنوب نيجيريا . وما أن شاهد كل منا الآخر حتى إنجذبنا كأفارقة الى بعضنا
كأبناء وطن واحد . قلت لهم إنى لا أملك ثمنا لعلاجى . وتحدث اليهم الطبيب النيجيرى ربما
يكون قد أقنعهم بأن الأفارقة عموما فقراء وربما خصموا تكلفة علاجى من أحد البنود الخيرية
حيث أبقونى للعلاج عندهم خمسة أيام . أجريت لى خلالها فحوصات مختلفة وتناولت علاجات مختلفة
ليس من بينها أي حقن . وكنت خلال تلك الفترة أخرج للتجول بالقرية . ودعانى الطبيب النيجيرى مرة
لتناول وجبة طعام فى أحد المطاعم . وبعدها أخذنى فى جولة بسيارته فى الجبال التى تحيط بالبلدة
من جهة الجنوب والشرق فى طريق معبد ومتعرج صعد بنا الى مرتفعات شاهقة كنت أشاهد فيها مساكن
ومنتجعات سياحية جميلة . ويا له من طبيب نيجيرى مهذب ورفيع الخلق .
أواصل

Post: #103
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-28-2009, 07:05 PM
Parent: #102

الحلقة 37
تعتبر سويسرا من أكثر الدول الأوربية تقدما وحضارة ولم تتأثر بالحربين العالميتين لموقفها
الحيادى وهي متقدمة فى مجال الصناعات خاصة الصغيرة والدقيقة كالساعات والعقاقير وفيها طبيعة
جبلية ساحرة ويتكون سكانها من ثلاثة عناصر ألمان وفرنسيون وإيطاليون كل عنصر منهم يتاخم حدود
الدولة التى ينتمى اليها ويربط بينهم اتحاد فدرالى . وتعتبر اللغات الثلاثة الألمانية والفرنسية
والإيطالية لغات رئيسة بجانب اللغة الإنجليزية التى يتحدثها تقريبا جميع سكانها .
وفى المستشفى توجد صالة أو بلكونة غيرمسقوفة على أحد السطوح . وفيها يجتمع بعض المرضى
والعاملين بالمستشفى لقضاء بعض الوقت فى الأنس والترويح عن النفس بالنظر الى قمم جبال الألب الشاهقة
وهي مغطاة بالتلوج حتى فى الصيف . ووجدت بين المرضى فى تلك الصالة طبيب سويسرى تجاوز عمره الخمسين عاما
يتعالج من كسر فى رجله . قال لى إنه حدث له للمرة الثالثة بسبب هوايته فى التزلج على الجليد ومن الهوايات
ماقتل . وسألنى ذلك الطبيب بدوره عن مشكلة الجنوب . والحديث عن مشكلة الجنوب كان من أكثر المواضيع التى
تثار معى فى النقاش عندما يعلمون بأنى سودانى . وأذكر أن طبيبا سويسريا بالمستشفى فى أثناء مروره علينا
فى العنبر عندما علم بأنى سودانى سألنى إن كنت من الشمال أم الجنوب . إنه من الجهل بحيث لا يسطيع أن يميز
الشمالى من الجنوبى . وكنت أعلم أن نظرته للشماليين هي أنهم عرب مسلمون يقتلون ويضطهدون الزنوج المسيحيين .
فأجبته بأنى من شرق السودان . وكانت مشكلة الشرق لم تظهر فى ذلك الوقت فتركته فى حيرة من أمره و فاغرا
فاه فى دهشة .

أواصل

Post: #104
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-28-2009, 07:42 PM
Parent: #103




Quote: فى الأنس والترويح عن النفس بالنظر الى قمم جبال الألب الشاهقة
وهي مغطاة بالتلوج حتى فى الصيف . ووجدت بين المرضى فى تلك الصالة طبيب سويسرى تجاوز عمره الخمسين عاما
يتعالج من كسر فى رجله . قال لى إنه حدث له للمرة الثالثة بسبب هوايته فى التزلج على الجليد ومن الهوايات


أسمح لى بأضافة هذه الصورة وصور اخرى على هذا البوست الرائع من جبال ألألب بسويسرا وقد زرت فيها اماكن التزحلق....مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #105
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-28-2009, 07:59 PM
Parent: #104

صورة فى عاية الروعة والجمال .. الرجاء مواصلة اتحافنا بها.. وقد افتقدت مداخلاتك لعدة أيام
لدي نية لزيارتك فى مكتبك فى ام درمان ان سمحت لى الظروف بزيارتها رقم هاتفى 0918300466
لك شكرى وتقديرى .
محمد عبد الله سيد احمد

Post: #106
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-28-2009, 08:48 PM
Parent: #105






وهذه صورة مع أحد الزملاء الذى كان برفقتنا فى هذه الرحلة التى ضمت مجموعة من مدراء مكاتب السياحة بمنطقة الخليج....

شكرآ للأطراء على الصور...وقد كنت متابعآ جيدآ لحلقاتك الجميلة والمفيدة..متعك الله بالصحة والعافية.....................إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #107
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-29-2009, 05:02 AM
Parent: #106

الحلقة 38

وغادرت بلدة فسب بالقطار الى إيطاليا مرورا بمدينة برق التى تقع على سفح جبال عالية الإرتفاع
وحادة الإنحدار و يغطى إرتفاعها قرص الشمس الى مابعد منتصف النهار ومنها يمر القطار بنفق داخل
جبال الألب طويل ومظلم ويخيل لى إنه أطول نفق فى العالم . وعلمت أن البعض يفضلون عبور تلك
الجبال بالبصات للإستمتاع بمشاهدة طبيعتها الساحرة من عل . وأنه بالإمكان سداد فرق سعر فوق قيمة
تذكرة القطار لركوب هذه البصات . وبخروجنا من من ذلك النفق المظلم الطويل بدأت أشاهد سحر
الطبيعة وجمال الريف الإيطالى . وتوقف بنا القطار فى مدينة ميلانو لفترة طويلة مكنتنى من مشاهدة
بعض معامها جوار المحطة . ثم واصل القطار بعدها الى مدينة فينيس – أو مدينة البندقية الشهيرة
بشوارعها المائية . إنها لفرصة ولا بد لى من مشاهدة تلك المدينة الأسطورة ذات الشوارع
المائية . توقف القطار بعيدا عنها . ومن محطة السكة الحديدية يوجد طريق رئيسى ومواقف عامة
ومواصلات . ولكن التنقل داخل المدينة محصور فى القوارب التقليدية المتوفرة بكثرة فى المدينة .
فالمدينة عبارة عن جزر منفصلة عن بعضها البعض بقنوات مائية وتربط بينها جسور وحسب إفادة المرشد السياحى فإن تعداد جزرها يبلغ 116 جزيرة تفصلها 150 قناة ويربط بينها عدد 410 جسرا . ولذا فان
المدينة تعتبر مثالية من ناحية عدم استخدام السيارات والشاحنات . فالسيارات محظورة وكل الجمهور والرسميين يستخدمون المراكب . وهذا ما يجعلها متميزة وفريدة من نوعها على مستوى العالم إضافة
الى ما تتمتع به من مبانى تاريخية يعود أغلبها الى عصر النهضة و بها متاجر فاخرة . وهى تطل
على البحر الأدرياتيكى . ولذلك فإن المدينة مزدحمة بالسواح والزوار طوال العام وغادرتها مساء
لألحق بقطار آخر مغادر الى أثينا باليونان عبر يوغسلافيا السابقة . وقضيت داخل القطار أمسية
وسط زحام من الركاب ذكرتنى زحمتة بقطار ركاب كريمة .

أواصل

Post: #108
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-29-2009, 04:11 PM
Parent: #107

Quote: أواصل

Post: #109
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-29-2009, 05:22 PM
Parent: #108

الحلقة 39

واشرقت شمس اليوم التالى ونحن نعبر سهول ووديان يوغسلافيا السابقة وما بها من بوسنة وهرسك
لم يكن لى علم بهما وقتها . ولكنى أذكر أنه كان برفقتى فى عربة القطارمسلمون كثيرون يسألوننى
عن الحلال والحرام فى الإسلام فى أكل اللحوم المختلفة بأسئلة كلها عن طريق الإشارات . كان
القطار مكتظا بالركاب وكان النهار شديد الحرارة وبلغ بى العطش أشده . ولم يكن بالقطار ماء صالح
للشرب أو غير صالح وعبوات المياه الغازية داخل القطار مرتفعة السعر ولا تروينى . . وبوصول القطار
الى مدينة اسكوبج شاهدنى من نافذة القطار طلاب سودانيون فتنادوا يتصايحون : هناك سودانى بالقطار .
واقبلوا نحوى يصافحونى . ونزلت من القطار وشكوت لهم عطشى الشديد وأخذونى الى حيث يقيمون لأقضى
ليلة فى ضيافتهم . وكان من بينهم طبيب الأسنان لاحقا المرحوم / فرح محمد موسى الذى ربطتنى لاحقا
بإسرته بكوستى وبه صداقة قوية . وفى ميزهم ارتويت من الماء كما يرتوى الصائم عند الإفطار فى
رمضان . واكرمونى وكان الأوجب أن أقوم أنا بإكرامهم -- وخجلت من نفسى ومن ميزانية سفرى . وفى
صبيحة اليوم التالى غادرتهم فى قطار متجه الى أثينا ، لم أدر من أين كان قادما . وكان مكتظا
بالشباب الأوربى السياح من الجنسين متجهين جميعهم الى أثينا حيث تعتبر اليونان بآثارها وجزرها
ومناخها فى الصيف من أكثر البلدان الأوربية جذبا للسياح من كل الأجناس . وفى داخل القطار أخذت
مقعدى داخل قمرة أو مقصورة بها ثلاثة ركاب شاب سويدى وصديقته الدنماركية وشاب مجرى لا يتحدث
إلا مجريته وجميعهم فى العقد الثالث من عمرهم . وظل الشاب المجرى صامتا بينما دار بينى وبين
الشاب السويدى حديث تشعب فى مختلف الموضوعات . وتعرفت فى نفس عربة القطار بمواطن ليبى ترافقه
فى سفره أمه زوجته وأطفاله وجميعهم داخل مقصورة خاصة بهم . كان عائدا لوطنه عن طريق أثينا بعد
أن أكملوا جولة لهم فى أوروبا وطلب منى أن أترجم للسلطات اليونانية جوازات سفرهم المكتوبة
باللغة العربية فقط إذا طالبته السلطات اليونانية بذلك . كان الشاب السويدى من وقت لآخر
يحتضن فتاته ويقبلها أمامنا . وهذه ظاهرة غدت مألوفة لى لم أعر ذلك إهتماما لكثرة ما اعتدت
على مشاهدته . ولكن عندما حل المساء وأقترب موعد النوم قاما بخلع ملابسهما الداخلية وتضاجعا
أمامنا بكل تفاصيل العملية دون أن يهتما بوجودنا . أصابنى ذهول وإضطراب أول الأمر. ثم إقشعر
بدنى من هول الصدمة . ثم أحسست بدوار وغثيان . يا لحقارة الإنسان عندما يتردى لأسفل سافلين
ويهبط لدرجة الحيوان .. حتى بعض الحيوانات تستحى من فعل ذلك أمام الإنسان . ألقيت نظرة على
المجرى لأرى رد فعله . وجدته جامدا لم يحرك المشهد فيه أي إهتمام . وجاءنى الليبى مذعورا
ليحدثنى عن مضاجعات أخرى مكشوفة تتم بين جميع أولئك الشباب داخل القطار فعقدت الدهشة لسانه عندما
رآنى أشاهد أمامى نفس المشهد الذى جاء ليحكى لى عنه . فعاد الى قمرته يسب ويلعن أولئك الكفرة
الفجرة أصحاب النار . وأغلق باب غرفته عليه هو وأسرته حتى الصباح .
وبوصولى الى أثينا كانت مصروفاتى على وشك النفاد فعجلت بشراء تذكرة طائرة الى القاهرة .
وحجزت فى أقرب سفرية . وقضيت ليلة فى غرفة تضم ثمانية اشخاص فى فندق رخيص بقلب المدينة لا يبعد
كثيرا عن ساحة أمونيا السياحية الشهيرة . واكتفيت من أثينا بمشاهدة سوقها ذو الطابع الشرقى
ومشاهدة بعض المواقع الأثرية . وعندما وطئت أقدامى أرض مطار القاهرة أحسست كأنما وطئت أقدامى
أرض السودان ، وتنفست الصعداء .

أعزائى القراء المتابعين ... بهذه الحلقة تنتهى الجزء الإول من تجاربى فى السفر والسياحة
وقبل أن انتقل بكم للجزء الثانى وهو عن رحلاتى بالولايات المتحدة الأمريكية أرغب فى معرفة
إنطباعاتكم عن الجزء الأول feedback للإستفادة من آرائكم فى الجزء الثانى وأشكر من سبق
لهم أن علقوا مشيدين بالبوست

أواصل

Post: #110
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-30-2009, 05:01 AM
Parent: #109

فى إنتظار feedback

Post: #111
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-30-2009, 03:01 PM
Parent: #110

فى انتظار تعليقات

Post: #112
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-30-2009, 05:42 PM
Parent: #111

أخى محمد ...

Quote: فى انتظار تعليقات


تعليقاتنا بدون تعليق..عايزنك تواصل .الناس الحاجات الجميلة دى بتحتاج متابعة فقط وشعور ألأخرين لسان حالهم يقول لايريدون ان يقطعوا عليك....

خالص مودتى..............إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #113
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-30-2009, 09:58 PM
Parent: #112

أخ إسماعيل ... لك تحياتى
عدم التعليق ده سر ما بنفهمه ربما يكون لسبب سلبى أو إيجابى.
لكن عشانك أواصل


الحلقة 40

المشى على الأقدام ال Hiking :

يعتبر المشى أرخص أنواع السياحة والسفر بل وأكثرها متعة ذهنية ونفسية خاصة إن كان فى أماكن
لم يشاهدها المرء من قبل . وكل متطلبات المشى هي لياقة بدنية عالية وحذاء قوى ومتاع خفيف محمول
على الظهر . والسير بالأقدام يعتبر وسيلة من وسائل السفر الهامة والضرورية فى بعض الأماكن
التى لا تصلح فيها وسيلة غيره كإجتياز الممرات الضيقة داخل الغابات أو الصعود الى الجبال
عبر ممرات Trekking فبعض الأماكن السياحية الجميلة لا يمكن رؤيتها والإستمتاع بمشاهدتها إلا
عن طريق المشى بالأقدام . والمشى فيه متعة أكثر من ركوب العربات . والمشى لمسافات طويلة يحتاج
بجانب اللياقة البدنية الى معرفة بالمكان . فلا بد أن تكون ضمن فريق أو مجموعات ضمانا للأمان
من فقدان الطريق أو التعرض لحيوانات متوحشة . وهناك من يهوون عبور نقاط الحدود بين دولتين
متجاورتين مشيا على الاقدام خاصة إن كانت الحدود بين دولتين متوترة . أذكر أنى ورفيق سفر
قد قطعنا المسافة ما بين نقطة الجوزات بين الجزائر ومدينة وجدة المغربية مشيا على الأقدام .
فى عام 1977م .
والرحالة المحترفون قد يحتاجون فى تجوالهم وسفرهم الى السباحة لعبور بعض الأنهار وكذلك
الصعود الى قمم الجبال لإجتياز بعض العقبات أو العبور من أماكن ضيقة ومخيفة . وهناك مواقع
بالإنترنت لهواة الرحلات مشيا على الأقدام يجد بها الهاوى برامج لرحلات جماعية فى أماكن
مختلفة .

أواصل

Post: #114
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 03-31-2009, 12:03 PM
Parent: #113




أخى العزيز أشكرك للمواصلة من اجلى ولكن تأكد المواصلة من اجل كثيرين بتابعوا هذا البوست الجميل.

هذه اللقطة لبنتين حلوات كم عجبنى تادبهن وهن جالسات هادئات...

وهذه الصورة فى زمرات فى سويسر....وهذه المدينة لايمكن ان تسوق بها عربة تعمل بالوقود مثل البنزين والجازولين وذلك حفاظآ على البئية..وهناك عربات داخل المدينة تجرها الخيل أو عربات صغيرة تعمل بالطاقة غير الضارة بالبيئة..

عجبتنى قلت أتحف بها بوستك الحلو ده...

مودتى..إسماعيل محمد احمد عباس......بالله انقل البوست لوتكرمت...

Post: #115
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 03-31-2009, 05:35 PM
Parent: #114

شكرا أخى إسماعيل
مشاركتك أضافت الكثير للبوست . وبالمناسبة البوست بينقلوه كيف ؟
واليكم الحلقة التالية :

الحلقة 41

وأنا لا أزال أهوى السير على الإقدام و أجد فيه متعة بالغة . وكنت أهوى السير على الأقدام فى
الرحلات الجماعية ، و كنت أجد متعة أكبر فى تسلق الجبال على وجه أخص . وقد أدمنت تسلق جبل
التاكا بكسلا على وجه الخصوص منذ كنت تلميذا فى المرحلة الوسطى تارة مع مجموعة ، وأكثر المرات بمفردى . وتكاد لا توجد بذلك الجبل بقعة لم تطأها قدماي عدا قممه العالية الملساء التى لا
يمكن الوصول اليها بحال . وكنت أتسلق فى كل مره جانبا من جوانبه . وأحس بمتعة بالغة لا
تعادلها متعة كلما صعدت الى الأعلى وملأت رئتاى بالهواء النقى الطلق وأتوقف لبعض الوقت لاستغرق
فى تأمل عميق أحس فيه بسعادة تغمرنى وكأنى عابد متصوف .
وقد تعرضت فى مرة من المرات فى صعوده لأخطر تجربة لى فى حياتى كادت أن تزهق فيها روحى
ولكنها لم تثنينى عن صعوده مرات أخرى . فقد حدث أن صعدته مرة بمفردى من إتجاه جنوبى غربى
لم أكن قد صعدت بها من قبل ، ولا شاهدت أحدا من قبلى قد صعد من جهتها . ولما بلغت إرتفاعا
لا يمكنى الصعود منه لأعلى . فكرت فى النزول بجهة أخرى مختلفة من الجهة التى صعدت منها وهى
فى الإتجاه الجنوبى للحبل ولم يسبق لى أن شاهدتها من قبل . فقفزت من عل من فوق صخرة ملساء
مرتفعة . فقطعت بذلك خط الرجعة الى طريقى الذى أتيت منه حيث لن يكون بمقدورى الصعود من
حيث قفزت . وما أن تقدمت بضع خطوات فى طريق نزولى حتى شاهدت أمامى وعلى بعد حوالى مائة متر
قطيعا كبيرا من القرود ذات الحجم الضخم يحمل بعضها صغارها على ظهره وقدرت عددها بعشرين قردا
وكانت تسد من أمامى طريق النزول السهل والمتدرج الى الأرض وكانت تلهو وتلعب . ولم يكن هناك
من أمل لإنتظارها لتكمل مهرجانها وتعود من حيث أتت لتفسح لى الطريق . ولقد سمعت كثيرا بشراسة
القرود وكيف يمكن لقطيع مثل هذا أن يهاجم إنسانا بمفرده ويمزقه إربا . لقد أوقعت نفسى
فى مصيدة إذن . فليس هناك من سبيل لى للإقتراب منها ولا سبيل لى للرجوع من حيث أتيت .
كما لا يمكننى البقاء فى مكانى إنتظارا لمغادرتها . ولم يكن أمامى من خيار غير أن أهبط من
الجبل من جهته الغربية الملساء من إرتفاع شاهق و بإنحدار يقل قليلا عن الزاوية القائمة .
إنها مجازفة ما كنت سأقدم عليها لولا أنى لم أجد بديلا غيرها كما شجعنى عليها وجود شق ضيق وسط
الجبل يهبط نحو الأسفل ووجدت غصن شجرة كبير ناشف فجلست داخل شق الجبل وأنا ممسك بالغصن الناشف
أدفعه أمامى عسى أن يساعد فى عدم تعرضى لإزلاق مفاجئ حيث صرت أزحف من خلفه خطوة ثم خطوة
وقدماي من أمامى أضعهما فى حافتي الشق ليأمنانى من الإنزلاق الى الهاوية مع الغصن الناشف .
وصرت أقرأ ما تيسر من القرآن تارة وأنطق بالشهادة تارة أخرى . وكانت الساعة وقتها تشير الى
الثانية بعد الظهر والشمس فى قبالتى وحرارة الصخر تشوى جسدى ويداي . حذائى تمزق وشعرت بدنو
أجلى وأنى لا محالة هالك وسأنزلق وأدق عنقى ، ولكنى كنت فى إنتظار معجزة تنقذى . وشاهدت جمعا
منالناس رجالا ونساء وأطفالا يتجمهرون تحت الجبل ينظرون الى فى إشفاق من البعد وليس فى مقدورهم
تقديم أي عون لإنقاذى من ورطتى فحتى إن هبطت من تلك الصخرة الملساء بسلام ونجوت من موت محقق
فلا يزال هناك بينى وبين سطح الأرض مسافة بعيدة يحتاج النزول منها لوقت أطول . وأخيرا تحققت
المعجزة وهبطت من الصخرة الملساء بسلام ولكنى كنت منهار القوى . و بقيت تحت الصخرة الملساء
مستلقيا لوقت طويل تحت الشمس أستجمع قواى وأصلى فى سرى شاكرا ربى على نجاتى .

أواصل

Post: #116
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-01-2009, 10:57 AM
Parent: #115

Quote: وأصلى فى سرى شاكرا ربى على نجاتى


الحمدالله على السلامة يا اخ....

والحمدالله على سلامة البوست ايضآ الذى إنتقل معنى للربع الثانى..

لنقل البوستات يمكنك قراءة بوست الباشمهندس بكرى لنقل البوستات قبل ألأرشفة وتضعه له وهو بدوره بنقله

شكرآ للتواصل........إسماعيل محمد احمد عباس..

Post: #117
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-02-2009, 03:36 PM
Parent: #116

واصل..يا اخى

Post: #118
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-07-2009, 08:24 PM
Parent: #117

الاخ \ إسماعيل لك تحياتى وآسف كثيرا لإنقطاعى عن الكتابةومواصلة الخلقات نظرا لتغيبى لأكثر من أسبوع فى منطقة المناصير
التى غمرت بمياه بحيرة سد مروى ولا زال أهلهاالذين هم أهلى متمسكون بالبقاء بأرضهم حول البحيرةرغم معاناتهم من فقدان ممتلكاتهم وعدم حصولهم على أي تعويضات عنها . وشبكة الإنترنت فى تلك المنطقة ضعيفة لم تمكنى من مواصلة الحلقات .وأنا الآن بالخرطوم لبضع
ايام سأواصل فيها قبل أن أعود لمواصلة مهامى بالمنطقة ولك الشكر

Post: #119
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-07-2009, 08:45 PM
Parent: #118

الحلقة 41

أثناء بعثتى فى الجامعة الأمريكية راودتنى نفسى الأمارة بالسؤء لمزاولة هوايتى فى صعود
الجبال بامريكا . وعلمت بوجود جمعية او فريق يضم هواة لتسلق الجبال بالجامعة . بحثت عنهم لأنضم اليهم
ودعونى لحضور أحد إجتماعاتهم الذى سيناقشون فيه برامج رحلة قادمة لهم فى عطلة نهاية الأسبوع القادم .
واستمعت الى ما دار فى إجتماعهم من أحاديث. ويا لهول ما سمعت . سمعتهم يتحدثون كيف سيعدون عدتهم للصعود
الى قمة أحد الجبال الثلجية فى عز الصيف ويقضون الليل فوق قمته وشاهدتهم وقد علقوا على الحائط خريطة
كنتورية للجبل ليحددوا عليها الطريق للصعود للقمة وكيف سيتسلقون الصخور الملساء عن طريق حبال ومشابك أو شناكل
حديدية يثبتونها على سطح الصخور الملساء و فى زوايا قائمة ويتعلقون عليها بالحبال . قلت فى نفسى ليس هذا
الذى يفعلونه بتسلق جبال وإنما جنون وإنتحار . وأنا برئ منه . انسحبت منهم ، ولم أعد أفكر فى أمرهم مرة أخرى .

أواصل


Post: #120
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-07-2009, 09:12 PM
Parent: #119

الخلقة 42


فى الجامعةالأمريكية التى كنت مبتعثا بها كان يوجد مكتب بالجامعة يسمى المكان العالمى ( International Place )
وتشرف عليه سيدة أمريكية نشطة وشبه متفرقة إسمها شارلين مارتن . ويقوم هذا المكتب بشاطات إجتماعية وثقافية مختلفة
للطلاب الأجانب بالجامعة تهدف للتعارف بينهم أولا و بتعريفهم بالمجتمع الأمريكى وطبيعة الحياة فيه والإندامج فيه وذلك
من خلال مناشط مختلفة يقوم بها كعقده لندوات أغلبها سياسية فى كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع خلال فسحة منتصف النهار مع
وجبة طعام ويدعون لتلك الندوات متحدثين من مختلف الإتجاهات الفكرية والأجناس ليطرقوا قضايا سياسية أو فكرية هامة
أو احداث الساعة ويدور حولها النقاش . كما يقوم هذا المكتب بتكوين مجموعات تعارف بين الطلاب الأجانب فيما بينهم وبين أسر أمريكية . وكذلك تنظيم معارض يقدم فيها الطلاب الأجانب عروضا للتعريف عن أوطانهم ويعرضون فيها ما لديهم من صور أو مصنوعات
أومؤلفات أوملبوسات أو أي أشياء متعلقة بأوطانهم . ويعد الطلاب فى أجنحتهم نوعا من أطعمتهم الشعبية ليبيعونه لزوار المعرض الأمريكان الذين شاهدتهم يلتهمون بشراهة شديدة أطعمة بعض دول العالم الثالث من ذلك النوع الذى تعافه النفس شكلا ورائحة
ومذاقا ولكنهم يستطيبون مذاقه . و كان من أهم مناشط هذا المكتب بالنسبة لى هو تنظميه من وقت لآخر لرحلات فى عطلة الاسبوع
لمعالم سياحية داخل مدينة لوس انجلوس وتنظيمه كذلك لرحلات جماعية فى الإجازات الدراسية لمواقع سياحية هامة داخل الولايات
المتحدة تضم من يرغب فيها من الطلاب الأجانب وأسرهم بإشتراكات ميسرة يتم منها إيجار العربات للرحلة وتوفير الزاد طوال
الرحلة بتدبير إقتصادى غاية فى الحكمة والإقتصاد . فقد كانت شارلين مارتن فى تلك الرحلات تدبر أمر مبيتنا فى الطريق
تارة فى داخل كنائس توفيرا لإيجار غرف فى الفنادق . أو قد تلحأ للمساومة بعض أصحاب الفنادق الرخيصة لإيجار غرف للمبيت بها
بحيث يبيت فى كل غرفة ضعف عددها المقرر توفيرا لمبالغ الرحلة لما هو أهم . . وللمكتب خيام ينصبها فى أراضى المعسكرات
الخلوية عند الضرورة . فعن طريق هذه الرحلات التى نظمها هذا المكتب أمكننى مشاهدة العديد من المواقع والمعالم السياحية
الهامة فى الولايات الأمريكية والتى ربما كانت الظروف لا تمكنى من مشاهدتها خاصة بتلك الطريقة الإقتصادية والتعريفية التى
كانت تديرها بها السيدة شارلين مارتن رحلاتنا . وفيما يلى استعراض لتلك الرحلات .


أواصل

Post: #121
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-08-2009, 08:47 AM
Parent: #120

فاصل

Post: #122
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: وائل فحل
Date: 04-08-2009, 10:57 AM
Parent: #121

...
متابعون لهذا الموضوع الممتع يا استاذ محمد عبد الله ..
نرجو المواصلة ..
...

اقترح ان تجمع هذه الحلقات كلها فى موضوع واحد وتحوله الى صيغة PDF لتكتمل الفائدة بقراءة متواصلة لملف واحد ..
..
تحياتي لك

Post: #123
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-08-2009, 06:58 PM
Parent: #122

Quote: فاصل


فواصلك دى عملت لينا وجع مفاصل...واصل وما تفاصل................تسلم وألف حمدآ لله على السلامة......

Post: #124
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-08-2009, 08:07 PM
Parent: #123




ا لحلقة 43



الرحلة الى حديقة يوسمتى ناشونال بارك البرية بجبال سيرانيفادا بكلفورنيا :

لا أعتقد أنه يوجد مكان فى العالم أجمل من هذه البقعة – يوسمتى ناشونال بارك -- كما يشهد بذلك الكثيرون .
و لا يمكن لأحد أن يقول إنه شاهد طبيعة جميلة ما لم يكن قد شاهد حديقة يوسمتى البرية . إنها بحق كنز طبيعى تمثلت فيه
كل عجائب الطبيعة والكون وسحره وتنوعه من جبال شاهقة وأودية عميقة سحيقة و آلاف الشلالات وبحيرات كبيرة فى هضاب
جبلية ومحاطة بالجبال والغابات ومروج خضراء ومناظر خلابة وذات عجائب طبيعية فى كل جزء من أجزائها تحير الألباب
وتزيد من إيمان المسلم بربه خالق الكون وقدرته . لقد شاهدت عدة مناطق طبيعية جميلة فى العالم منها كشمير بالهند
الذى يتم فيه تصوير كثير من الأفلام الهندية . ولم أجد وجه مقارنة بينها وبين هذه الحديقة البرية . ولقد شاهدت عن
طريق المصادفة لقطات من فلم هندى يتم تصويره بأحد المواقع بإقليم كشمير. ولدهشتى وجدتهم قد زينوا خلفية المشهد
الذى يصورونه بعدد هائل من الزهور الصناعية فى نسق بديع يوهم المشاهد بأنه مشهد طبيعى .
ومن أمثلة عجائب الطبيعة بمنطقة يوسمتى وجود شجرة ضخمة لا يستطيع عشرات الأشخاص المتشابكى الأيدى أن يحيطوا بجزعها
وقد تم تجويفها لتمر من خلالها أو وسطها السيارات. وهناك أنواع غريبة من الجبال ذات الإرتفاع الحاد والشاهق وبعضها كأنما
بناه الإنسان حجرا فوق حجر أو ألواح ذات مقاس واحد رصها فوق بعضها البعض فى نسق هندسى بديع . وتقول الإحصائيات أن
نسبة 95 % من مساحة هذه الحديقة البرية البالغة 1200 ميل مربع غير مسكونه . ولقد ذهبنا لزيارتها صيفا ومكثنا بها
أكثر من اسبوع طفنا فيها عدة مواقع ولم نتمكن رغم ذلك من مشاهدة جميع بقاعها .
وفى هذه الحديقة الطبيعية شاهدت لأول مرة وعلى الطبيعة كيف يصعد بعض الأمريكان الى قمم الجبال الشاهقة الملساء عن
طريق الحبال والمشابك الحديدية التى يغرسونها فى سطح االجبل وكيف يصلون الى القمة بعد عدة أيام ومنها يقفزون
ويطيرون منها بأجنحة شراعية حيث نجحوا فيما أخفق فيه عباس بن فرناس . وتمتعنا كثير بصعود جبال فى عدة مواقع
عن طريق دروب ممهدة متعرجة Trails ووصلنا عن طريقها الى منابع بعض ذات المياة المتكونة بذوبان الجليد . ووصلنا
الى بحيرات كبيرة فى بعض المرتفعات . وحدث أن التقيت بدب أسود وجها لوجه فى تلك المرتفات ولكنه هرب منى وهربت منه
نفس الوقت .
وفى أمسية من ليالى هذه الرحلة أذكر أن المشرفة على الرحلة قررت أن نبيت ليلة فى العراء نظرا لإزدحام الأمكنة
ونصبنا الخيام ثم طلبت من زوجات المبعوثين السودانين أن يرافقنها للسيوبر ماركت لشراء ما يخترنه من مواد ليقمن
بإعداد وجبة عشاء دسمة من دمعة الدجاج على طريقتهن السودانية فى الطهي . وقد أشاد الجميع بإجادتهن للطهى وقضينا ليلة
أنس وسمر الى وقت متأخر وبعدها أخلدنا للنوم فى ليلة شديد البرودة صيفا لإرتفاع المكان ولم يقنا من البرد إلا ما كنا
نحمله معنا من أكياس نوم كانت شارلين قد نصحتنا بضرورة أخذها معنا

أواصل

Post: #125
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-09-2009, 06:55 PM
Parent: #122

اقترح ان تجمع هذه الحلقات كلها فى موضوع واحد وتحوله الى صيغة PDF لتكتمل الفائدة بقراءة متواصلة لملف واحد ..
..
تحياتي لك


شكرا عزيزى وائل فحل

وأرجو أن تشرح لى طريقة ال PDF

شكرا

Post: #126
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-09-2009, 07:09 PM
Parent: #125

الحلقة 44

حديقة يلو ستون ناشونال بارك

الحلقة 44

حديقة يلو ستون ناشونال بارك

هي حديقة برية عجيبة أخرى زرناها . وكنت قد درست عنها فى الجغرافيا وكنت أتمنى مشاهدتها وكنت أرى أمنيتى
هذه حلما فى الخيال بعيد المنال ولكنه تحقق . هي حديقة طبيعية تقع فى ولاية وايومنق وتمتد حتى ولاية مونتانا .
وهي تقع فوق هضبة يبلغ إرتفاعها حوالى ثمانية ألف قدم فوق سطح البحر ومحاطة بسلسلة جبال من أطراف جبال الروكى
الشهيرة من كل الجوانب تقريبا وتبلغ مساحتها حوالى 3500 ميل مربع . والحديقة تتميز بحرارة باطن أرضها ،
حيث توجد بها مئات النافورات والينابيع الساخنة ذات المياه الكبريتية المنبعثة بإندفاع من داخل الأرض فى
إرتفاعات مختلفة حيث يصل بعضها الى إرتفاع 308 قدم . و أشهرها نافورة إسمها (العجوز المخلص ) The Old Faithful
الذى تنبعث مياهه بإنتظام كل واحد وتسعين دقيقة الى ارتفاع شاهق وتستمر لعدة دقائق وبجانبه فندق واستراحة
وكافتيريا يقضى فيها السواح أوقاتهم ثم يخرجون جماعات بآلات تصويرهم عندما يحين موعد انبعاث مياهه . وهناك
بحيرات متعددة تنبعث منها أبخرة مياه كبريتية ساخنة وفقاقيع تغلى وبعضها يقذف بمياهه أيضا الى السماء .
وسبحت فى إحدى هذه البحيرات مع السابحين . وكان من عجائب مياه تلك البحيرات الكبريتية أنى وجدت نفسى بداخلها
فى منطقة بها ماء شديد البرودة و آخر بجانبه شديد الحرارة وبينهما برزخ لا يبغيان حيث لا توجد منطقة بينهما
منطقة وسطى تختلط فيها البرودة بالسخانة وهذه من إحدى العجائب . والحديفة تحوى كذلك عدد من الشلالات يقارب
الثلاثمائة شلال ووديان عميقة canyons وأنهار وسلاسل جبلية بها مناطق براكين حية . وتشتهر المنطة بحدوث آلاف
الزلازل الخفيفة كل عام . وبها غابات وأنواع غريبة من الأشحار والنباتات وحيوانات برية متنوعة كالجواميس والوعول
والذئاب . وبها معسكرات للمبيت بها خيام أو مقطورات كرافان تجرها سيارات . حيث يقضى البعض بها أياما للإستمتاع
برحلات سيرا على الأقدام ورؤية المناظر الطبيعية . ولقد كانت هذه الحديقة البرية موطنا للهنود الحمر وطردوا منها
فى نهايات القرن التاسع عشر وأسستت عام 1917 م .

أواصل

Post: #127
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-09-2009, 07:18 PM
Parent: #126

الحلقة 45

رحلة القراند كانيون أو الوادى العميق The Grand Canyon :

ويعتبر القراند كانيون كذلك من عجائب الطبيعة التى لا يوجد لها مثيل . وهو من أكثرها إثارة وغرابة .
فهو وادى عميق سحيق العمق يقع على هضبة الكلورادو فى ولاية أرزونا التى يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما بين سبعة
الى ثمانية ألف قدم ويجرى من تحتها نهر الكلورادو الذى يبلغ طوله 277 ميلا . وعرضه يتراوح ما بين أربعة أميال الى
ثمانية عشر ميلا ( 39 كيلومترا ) ويصل عمقه الى مسافة ميل . ويظهر نهر الكلورادو فى ذلك العمق كجدول من ماء رقيق
يتلوى ويتعرج كالثعبان . وجميع صخوره تميل الى اللون الأحمر والبنى الداكن والفاتح . وهو يجذب اليه كل عام خمسة مليون
زائر معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية . وقد استهوى هذا الوادى مئات المغامرين من الرحالة الأمريكان من محبى السير
على الأقدام ال ( hikers ) ومتسلقى الجبال ليغامروا بالنزول الى أسفل الوادى فى ممرات مطروقة ( trails )
أو غير مطروقة وبعضهم بالبغال ليصلوا الى حافة النهر ثم يصعدون مرة ثانية فى رحلة تستغرق يوما كاملا وبعض آخر
بعد هبوطه لحافة النهر يبدأ مغامرة ثانية بركوبهم لقوارب فى النهر وهو نهر ذو تيار عنيف وملئ بالشلالات . والبعض يبدأ
الرحله فيه من بدايات منبعه . وكثيرا ما يفقد البعض من هؤلاء المغامرين أرواحهم فى مغامراتهم فيسقطون الى أسفل
الوادى بسبب الإنحدار الشديد وتساقط بعض الصخور عليهم . وقد لا يقدر بعضهم لياقته الجسمانية التقدير الصحيح فيبلغ من
الإعياء أشده فلا يستطيع مواصلة الهبوط أو الصعود وقد يكون محظوظا فيتم إنقاذه بهولكبتر وقد يموت فى مكانه . وقد
يحدث الموت بتصادم طائرات هيلوكبتر فى بطن الوادى أو بالغرق فى النهر أو بشدة الحرارة فى الأسفل . ورغم كل تلك
الحوادث فإن المئات من المغامرين المتدربين يقدمون على مثل تلك المغامرات كل عام . وفى زيارتنا له وقفنا على عدة
مواقع ذات مناظر خلابة ومدهشه وشاهدنا حياة برية . وفى تلك المواقع الخلوية كنا نجد أماكن معدة بترابيز وكراسى
تحت أشجار ظليلة كنا نتناول فيها وجبات الطعام وبها مراحيض حفرعميقة . ووعاء للنفايات مكتوب عليه حافظوا
على أمريكا نظيفة . حتى الخلاء حريصون على بقائه نظيفا . وتعلمنا من الشعب الأمريكى فى مثل تلك الرحلات وفى غيرها
من مناسبات المشاركة الجماعية فى النظافة وفى إعداد الطعام وغسل الأوانى . لا فرق بين رجل أمرأة أو حتى طفل .
ولا وجود لظاهرة خدم منازل . ولا أحد يلقى بشئ فى الطريق العام إلا فى سلة نفايات يجدها فى كل ركن أو زاوية فى الشارع .
كثير من المطاعم مثل ماكدونالد وبرقركنج وغيرها الخدمة فيها ذاتية ولا يوجد بها جرسونات . يأخذ الزبون طعامه
بنفسه فى أطباق ورقية . ويتناوله على منضدة نظيفة . ثم يقوم الزبون بعد ذلك بنظافة المنضدة من بقايا أكله بنفسه
ويلقى بمخلفات الأكل والأطباق الورقية فى سلة النفايات ويغادر . كل الزبائن يفعلون ذلك . وتعلمنا منهم وتربى أطفالنا
على الحرص على النظافة فى المسكن وفى الشارع . ولكن عندما يعود هؤلاء الأطفال الى السودان وبعد خروجهم من المطار يسأل
الواحد منهم أحد والديه فى الطريق أين يلقى بلفافة ورق كنفاية فلا يجدون سلة نفايات فترجع ريمة لعادتها القديمة .
فنحن الشعب السودانى بصفة عامة لا نحرص على النظافة . وهذه حقيقة مشاهدة فى أسواقنا وفى مرافقنا العامة كما أشار
الى ذلك صاحب المناظير د. زهير السراج . يبدأ المرفق نظيفا ثم لا يلبث أن يتردى حاله الى الدرك الأسفل من الإتساخ .
أذكر إنى إلتقيت مرة بسائح نيوزيلاندى كان يقيم بفندق من فنادق كسلا كان يعتبر وقتها من أحدث فنادقها .
وجدته قد قرأ وعلم الكثير عن السودان قبل وصوله اليه . وكان محبا للمعرفة وسألنى أسئلة عديدة ومختلفة كان من بينها
سؤاله عن سر حنفية الماء التى وجدها فى مرحاض الفندق . فتطاولت عليه وأفتخرت له بأننا كمسلمين أحسن منهم نظافة
لأننا نغتسل ونتطهر بالماء بدلا عن الورق . فرد علي بقوله : لو كنتم تهتمون حقا بالنظافة لكان قد ترك كل
فرد منكم المرحاض نظيفا لمن سيدخله بعده .

أواصل

Post: #128
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-10-2009, 04:34 PM
Parent: #127

فاصل

Post: #129
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-10-2009, 06:17 PM
Parent: #128



الحلقة 46

الهنود الحمر الحبيسون داخل محمياتهم .. أكبر مأساة إنسانية منسية



لا أعتقد أن سودانيا فى زيارته لأمريكا قد فكر يوما فى زيارة إحدى محميات الهنود الحمر ليرى كيف يعيش
الهنود الحمر بداخل تلك السجون التى تسمى محميات وكيف تنتهلك فيهم أمريكا حقوق الإنسان فى أبشع الصور بما لا يليق حتى
بمعاملة الحيوانات فهم حبيسون بالفعل كالحيوانات داخل تلك المحميات. وحتى إن كانت لدي أحد السودانيين فكرة أو رغبة
لزيارة إحدى المحميات فلن يكون من السهل عليه تحقبق رغبته .. وإليكم الدليل .
ففى تجوالنا بمنطقة القراند كانيون توقفنا للإستراحة بأحد الأمكنة فأشار لى أحد رفاق الرحلة من الطلبة
الأمريكان الى موقع بعيد قال لى إنه يوجد به واحدة من محميات الهنود الحمر وأطلعنى على مرشد وخريطة كان يحملها
وجدت بالمرشد أن المحمية إسمها هولاباي وتقطنها قبيلة من الهنود الحمر إسمها الهافاسوباي وبداخل المحمية قرية
لهم إسمها سوباى وتبعد هذه المحمية من حافة نهر الكلورادو بأربعة أميال . وبمنظار مكبرلم أستطع أن أتبين غير أشباح .
فهذه المنطقة كانت موطنا للهنود الحمر من مئات السنين بمثل ما كانت كل أمريكا الشمالية والجنوبية من أقصاها الى أقصاها
موطنا لهم . وحسب تقرير علماء الأنثروبولجى فإن سكان أمريكا الأصليون قد انتقلوا من آسيا الى أمريكا منذ حوالى أربعين
ألف عام فى العصر الحجرى عندما كانت سيبيريا ملتصقة بألاسكا . ويعتبرهم علما الأنثروبولجى أحد فروع العرق المنقولى السائد
فى شرق آسيا . وقد سلكت موجات هجرتهم طريق ألاسكا كلفورنيا وصولا الى أقصى جنوب أمريكا الجنوبية . فالقبائل الهندية
التى استقرت بأمريكا الشمالية ومن اشهرها الأباتشى والكومانشى كانت متناثرة ومتباعدة ويعيشون حياة بدائية تعتمد على الصيد
والرعى وهذا ما سهل على الرجل الأبيض أمر إبادتهم . فالرجل الأبيض عندما وطئت أقدامه أرض أمريكا الشمالية ووجدهم بها
فبدلا من أن يتعايش معهم ويدمجهم فى حضارته سعى لإبادتهم والإستحواذ على جميع أراضيهم . ولم يتغلب عليهم بالسلاح الحديث
فحسب بل لجأ كذلك الى الحرب البايولجية فنشر بينهم وباء الجدرى بواسطة بطاطين كان يستخدمها مرضى الجدرى فى أوروبا
فأتى بها وأهداها لهم ، ففتك مرض الجدرى بهم إضافة الى أوبئة وأمراض معدية أخرى نشرها بينهم . ويذكر التاريخ أن
البرلمان فى عام 1730 م أصدر تشريعا يبيح إبادة الهنود الحمر ويقدم مكافاءات مالية لمن يأتى بفروة رأس هندى مقتول لرجل
أم لإمرأة أم لطفل . ثم بعد أن مل الهنود الحمر حصادهم وإبادتهم لجأووا للتفاوض رغم علمهم أن الرجل الأبيض لم يحترم
اتفاقياته السابقة معهم . فأرغم رؤساؤهم على التوقيع على إتفاقية يقبولون فيها بنقل من تبقى منهم فى محميات بلغ عددها
الخمسائة محمية فى أراضى مغفرة لا يرغب فيها الرجل الأبيض لتبقى كمراعى ومناطق صيد لهم . وفى بداية القرن التاسع عشر بدأ
ترحيل الهنود الحمر بصفة جماعية من أراضيهم الخصبة الى تلك المحميات المغفرة والمعزولة بحجة حمايتهم وكانوا يجبرون
على السير وهم فى حراسة الجيش فى ظروف قاسية مات فيها معظمهم مثلما مات الزنوج داخل السفن التى نقلتهم الى أمريكا .
وقد حظر القانون على الرجل الأبيض إستقلال أي مساحة من تلك المحميات أو شرائها منهم حفاظا على ما أسموه بحقوقهم وأعتبروا
ذلك قمة عدالتهم وانصافهم لهم . ورسمت تلك المحميات فى الخرائط كأجزاء من التقسيمات الإدارية لكل ولاية . ويقدرالآن
عدد الهنود الحمر بتلك المحميات بأربعة ملايين معظمهم فى كندا . أما فى الولايات المتحدة الأمريكية فإن تلك المحميات
تنحصر فى ولايات كلفورنيا واريزونا وأوكلاهوما . وكان من المفارقات أنه فى الوقت الذى كان الرجل الابيض يبيد فيه السكان
المحليين (الهنود الحمر ) كان يستجلب فى نفس الوقت الرقيق الأسود من أفريقيا لتسخيره فى خدمته .
ورغم كل ذلك فلم تكن الحكومة الأمريكية تعترفبالهنود الحمر كمواطنين أمريكان إلا بعد عام 1924م حيث سنت قانونا يمنح من
تبقى منهم حق الجنسية الأمريكية . ورغم تعهدالحكومة الإمريكية فى اتفاقها بمنح كل محمية سيادة على أراضيها وممتلكاتها
وتعهدها بنشر التعليم وتأسيس العلاج فإنه وبعدأكثر من قرن من الزمان فلا زال سكان تلك المحميات يعيشون فى بؤس وعلى
هامش المجال الحضارى . تنتشر بينهم البطالة وإدمان الكحول والأمراض ونسبة الإنتحار بينهم كبيرة . وقليلون منهم من
يستطيع الهرب من تلك المعسكرات للبحث عن حياة أفضل وحتى بالنسبة للقلة منهم التى استطاعت العيش خارج تلك المحميات
فإن الحكومة الأمريكية قد فرضت عليهم سياسة الدمج فى المجتمع الأمريكى حيث حظرت عليهم التحدث بلغتهم الأصلية ولبس زيهم القومى
وأداء طقوسهم أو رقصاتهم أو احتفالاتهم التقليدية ولا يتمتعون ببرامج الحكومة كالمواطنين الآخرين . ورغم قلة من تحصلوا
منهم على شهادات جامعية إلا أنهم لا يجدون عملا . وتعتبر هذا المحميات سجنا بل أقفاصا لهم يبقون فيها كالحيوانات
الحبيسة تحرص الحكومة الأمريكية على إبقائهم بها خشية من إنقراضهم أو ذوبانهم فى المجتمع الأمريكى كي يستمتع الرجل
الأبيض بمشاهدتهم كجزء من التاريخ . وقليلون من الهنود الحمر من يستطيع الهرب من تلك المعسكرات للبحث عن حياة أفضل .
وحتى بالنسبة للقلة منهم التى هربت واستطاعت العيش خارج تلك المحميات فإن الحكومة الأمريكية قد فرضت عليهم سياسة الدمج فى
المجتمع الأمريكى حيث حظرت عليهم التحدث بلغتهم الأصلية ولبس زيهم القومى وأداء طقوسهم أو رقصاتهم أو احتفالاتهم التقليدية
ولا يتمتعون ببرامج الحكومة كالمواطنين الآخرين . ولا يوجد تعليم متقدم أو جامعى لمن هم بداخل المحميات ، أما من تحصلوا منهم
على شهادات جامعية من خارجها فأنهم لا يجدون عملا . ورغم كل ذلك فلم تكن الحكومة الأمريكية تعترف بالهنود الحمر كمواطنين أمريكان
إلا بعد عام 1924م حيث سنت قانونا يمنح من تبقى منهم حق الجنسية الأمريكية . ولاحظت أن بعض الأمريكان يحسون بالكسوف والخزي عن
الحديث عن هذه المحميات وعن سوء المعاملة التى يجدها أولئك الهنود وعن حياة العزلة التى هم مجبرون عليها ، بينما توجد قلةترى
أن الهنود أشرار وعدوانيون ويكرهون الرجل الأبيض وأن تلك الحياة التى يعيشونها هي حياتهم التى ألفوها منذ القدم ولا يعتبرون أن
هناك ظلما قد لحق بهم . ومهما يكن من أمر فمن الظلم أو عدم وجه الشبة محاولة المقارنة بين حياة النازجين من أهالى دافور
فى معسكراتهم الحالية وبين الحياة التى يعيشها الشعب الهندى الاحمر (الفضل) فى تلك المحميات . فبالرغم من وجود انتهاكات لحقوق
الإنسان فى دارفور وغيرها إلا أنه لا يوجد وجه مقارنة بينها وبين ما يحدث مع الهنود الحمر وليت الرئيس عمر البشير يشترط على أي
مسئول أمريكى يرغب فى زيارة معسكرات النازحين بدارفور أن يزور هو أولا إحدى تلك المحميات للهنود الحمر لعقد مقارنة بينها
وبين معسكرات دارفور على الهواء مباشرة ليروا من ينبغى أن يحاسب من ؟ . أوكما يقول المثل السودانى من منها
( أبو سنينة الذى يسخر من أبو سنينتين ) . ولا أدرى كيف يجد رؤساء أمريكا فى أنفسهم الجرأة لينصبوا من أنفسهم رعاة لحفظ الأمن فى العالم .
وهم لا زالوا وفى مطلع القرن الواحد وعشرين يغاملون الشعب الهندى الأجمر وكأنه ليس ببشر

قلت لشارلين مارتن مسئولة الرحلة لماذا لا نزور هذه المحمية ونتعرف على حياة هؤلاء الهنود الحمر بها
ونحن على قرب منها ؟ .
أواصل

Post: #130
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-10-2009, 09:41 PM
Parent: #129

الحلقة 47

ردت شارلين على سؤالى أو طلبى قائلة : إنه لا يوجد طريق معبد للدخول الى تلك القرية وأن الطرق الى قريتهم
وعر للغاية ولا تستطيع السيارات السير فيه . وأن الوسيلة الوحيدة لزيارتهم إما سيرا على الأقدام أو بالبغال والحصين
أو عن طريق الهليكوبتر وشريطة الحصول على إذن للزيارة مقدما . وكى يتم الإذن بالخول لابد من الحجز لذلك مقدما من قبل
اسبوعين على الأقل . وإن هناك رسوما باهظة مفروضة على أي زائر يرغب الدخول لمشاهدتهم داخل محميتهم . وكذلك رسوم
إضافية أكثر لمن يريد قضاء ليلة بها ولا توجد أمكنة للمبيت فيها إلا أرض معسكر خالية من أي خدمات إلا من مراحيض حفر
ومصدر واحد لمياه الشرب . ومن مناقشتنا علمت كذلك أن هناك شروطا وقيودا عديدة مفروضة لمن يريد زيارة هذه المحمية
ومن هذه الشروط أنه غير مسموح الدخول بسلاح أو خمور أو اصطحاب أي حيوان أليف أو إيقاد نيران أو حتى حمل علبة كبريت
وغير ذلك من شروط . وعلمت أن الذين يأتون لزيارة هذه المحمية يقدر عددهم بحوالى خمسائة زائر يوميا وأن رسوم الدخول
تبلغ الأربعين دولارا للشخص الواحد وهي ضعف ما دفعه كل فرد منا لإشتراكه فى رحلة القراند كانيون . وعلمت ممن شاهدوهم
أنهم لا يزالون رجالا ونساء وأطفالا بنفس شكلهم وهيأتهم التى نشاهدها فى الأفلام لا زالوا يعيشون حياتهم البدائية التقليدية .
ومن المناقشة وإثارتنا لقضيتهم تبين لى أن الدولة غير راغبة فى إدماجهم فى المجتمع الأمريكى رغم أن عددهم فى تلك القرية
لا يتجاوز الخمسمائة فردا (حوالى الثمانين أسرة ) يعيشون فى 130 منزلا تمتد وتنتشر فى أرض مسطحة ذات أشجار لمسافة ميلين .
حيث لا توجد طرق معبدة ولا سيارات . والتنقل والسفر يتم بالحصين والبغال والأرجل . ويوجد بقريتهم كما قيل لى متحف
ومدرسة وعيادة وكافتيريا تقدم وجبات الهمبرقر للزوار ومكتب بريد قيل لى إنه المكتب الوحيد فى الولايات المتحدة الأمريكية
الذى لا تزال تصل اليه الخطابات بالبغال . كما توجد مبانى إدارية للمسئولين الحكوميين . وكان من مظاهر التمييز
العنصرى ضد الهنود الحمر كما علمت أن لهؤلاء الهنود الحمر إدارة خدمات طبية خاصة بهم وحدهم وأسمها هيئة الخدمات الصحية
للسكان الأصليين (وهذا إسم جديد أطلقوه عليهم ) وكأنما أمراضهم لا تشبه أمراض بقية المواطنين وقيل لى إن بالقرية
كنيستان ولا أدرى من يصلى فيهما إذا كان أولئك الهنود كماعلمت لم يتخلوا عن معتقداتهم فلا زالوا يعتقدون أن الصخور
الحمراء العالية التى تحيط بقريتهم هي أرواح تحرسهم وتحرس أرضهم وتضمن بقاء سلالتهم طالما هي باقية . ولاحظت أن بعض
الأمريكان يحسون بالكسوف والخزي عند الحديث عن هذه المحميات وعن سوء المعاملة التى يجدها أولئك الهنود وعن حياة العزلة
التى هم مجبرون عليها ، وبعض آخر يرى أن الهنود أشرار وعدوانيين ويكرهون الرجل الأبيض وأن تلك الحياة التى يعيشونها
هي حياتهم التى ألفوها منذ القدم ولا يعتبرون أن هناك ظلما قد لحق بهم . وإن الحكومة الأمريكية بإجبارها هؤلاء الهنود
الحمر على البقاء بتلك المحميات تنتهك العديد من حقوق الإنسان . وهي إنما تريد الإبقاء عليهم كمتحف تاريخى أو كحيوانات
نادرة يخشى عليها من الإنقراض . ثم بعد ذلك كله يجد رؤساء أمريكا فى أنفسهم الجرأة لينصبوا من أنفسهم رعاة لحفظ الأمن
فى العالم وحامين لحمى حقوق الإنسان فيه

أواصل

Post: #131
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-11-2009, 07:27 AM
Parent: #130

الحلقة 48

ومن المفارقات العجيبة أن نجد أن أمر الهنود الحمر فى أمريكا الجنوبية والوسطى وحتى داخل المكسيك يختلف تماما
عن حال الهنود الحمر بأمريكا الشمالية . فما حدث للهنود الحمر فى شمال أمريكا لم يحدث لهم فى جنوبها . فقد كان هنود
أمريكا الجنوبية والوسطى يعيشون حياة شبه حضرية ومستقرة فى المدن السهلية وفى القرى الجبلية الزراعية ولديهم صناعات
خفيفة . وقد أنشأت قبائل الأنكا والمايا وغيرها ممالك صغيرة . وقد وصل كولمبس ورجاله تحت الراية الأسبانية الى جزر
امريكا الوسطى عام 1492 م . وفى عام 1519 م بدأ الاسبان بفتح أمريكا الوسطى والجنوبية وضم الأراضى الجديدة رسميا الى
الإمبراطورية الأسبانية وفقا لحق الفتح الذى كان سائدا فى ذلك الزمان والذى بررت دولا مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما
احتلال بلاد الآخرين وإستغلال خيراتها وحكم شعوبها . وخلال ذلك الفتح العسكرى الأسبانى اقترفت بعض حوادث العنف والقتل
من قبل جنود القوات الأسبانية ضد المقاومين من السكان الأصليين كما جرت بعض حوادث النهب بحثا عن الذهب ولكن لم تحدث
عمليات إبادة ضد السكان الأصليين الذين كانوا مسالمين بطبعهم فبقيت القبائل الهندية محافظة على أعدادها الديمقرافية
دون نقصان . فالمهاجرون الى أمريكا الجنوبية والوسطى وأغلبهم من دول أوربا الجنوبية ذوى السحنة المتوسطة البياض فعلوا
عكس ما فعله رصفاءهم فى أمريكا الشمالية التى كان اكثر المهاجرين اليها من من ذوى السحنة الشقراء من بريطانيا وشمال اوروبا . فالمهاجرين الى أمريكا الوسطى والجنوبية إستقروا فى المدن بشكل رئيسى ولم يزاحموا الهنود الحمر على مزارعهم وقراهم
الحالية التى كانوا يعملون فيها بجد ونشاط . ثم تابعت عجلة الحياة دورانها فى تلك المناطق بشكل طبيعى وشرع ابناء
الجيل الثانى من المهاجرين فى الإختلاط مع السكان الأصليين تدريجيا عن طريق المصاهرة والعيش المشترك فى سلام . وبقى الريف
عامرا بالقرى الهندية . وفى أمريكا الوسطى والجنوبية يشكل الهنود الحمر الآن الأكثرية السكانية فى العديد من دولها .
وقد استطاعوا مع انصارهم إيصال هيوغو شافيز الى سدة الرئاسة فى فنزويلا ومن بعده إيفو موراليس فى بوليفيا وكلاهما
ينحدران من الهنود الحمر. وقد يحدث فى دول أخرى مثلما حدث فى فنزويلا وبوليفيا خاصة وان الهنود الهنود الحمر فى تلك
الدول بدأوا يتحررون من ربقة الفقر والجهل . و استطاعوا مع انصارهم إيصال هيوغو شافيز الى سدة الرئاسة فى فنزويلا ومن بعده
إيفو موراليس فى بوليفيا وكلاهما ينحدران من الهنود الحمر. وقد يحدث فى دول أخرى مثلما حدث فى فنزويلا وبوليفيا .

أواصل

Post: #132
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-11-2009, 07:06 PM
Parent: #131

إفتقدتك أخى اسماعيل عباس
رحلات امريكا دى يظهر ما عاجباك
الحلقة الجاية عن مدينة لاس فيقاس مدينة القمار.. يمكن تعجبك

Post: #133
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-12-2009, 03:57 AM
Parent: #132

الرحلة الى مدينة لاس فيجاس ( مدينة القمار ) وخزان هوفر بولاية نيفادا :

زرت مدينة لاس فيجاس التى تقع فى أواسط صحراء نيفادا عددا من المرات وشاهدت خزان هوفر الضخم
على نهر الكلورادو والذى يقع على بعد ثلاثين ميلا الى الجنوب الشرقى من مدينة لاس فيقاس على الحدود بين
ولايتى نيفادا وأريزونا . ومدينة لاس فيجاس تقع فى قلب صحراء نيفاد حيث تفوق درجة الحرارة بها فى الصيف
أعلى درجات للحرارة فى السودان إذ تقارب الخمسين درجة سنتقريد . وقد لا يستطيع أحد أن يمس باب سيارته بعد
الساعة العاشرة صباحا إن تركتها تحت حرار الشمس . ولولا التكييف فى جميع الأمكنة لما كانت الحياة بها ممكنة
فى الصيف . ولقد إكتسبت مدينة لاس فيقاس شهرتها السياحية كمدينة متخصصة فى لعب القمار مثل مدينة مونتوكارلو
حيث يأتيها هواة لعب القمار من مختلف الأرجاء . وبها فنادق وكازينوهات قمار وملاهى ليلية عديدة وجميع شوارعها
ومبانيها مرصعة ومزكرشة بالأنوار الكهربائية العديدة والملونة وفى شكل رسوم متحركة وكأنها فى مهرجان عالمى .
وهي لاتنام حتى الصباح . وتعتبر لاس فيجاس من أكثر البلدان أمنا فى الولايات المنحدة الأمريكية ولا تسجل فيها أي
حوادث عنف أو سرقات. ويقال إن المرء يمكن أن ينسى محفظة نقوده فى أي مكان بها ثم يعود اليها ويجدها فى مكانها .
والسبب فى ذلك كما يقال هو أن المافيا هي التى تتولى حقيقة مسئولية حفظ الأمن بها مقابل أتاوات معلومة تجمعها
من أصحاب كازينوهات القمار الذين يدفعون لها بسخاء وعن طيب خاطر رغبة منهم فى توفر الأمن بكازينوهاتهم ومدينتهم
ولولا توفره والإطمئنان له لإنقطع الزوار عن المدينة ولكسدت تجارتهم . ولذا فإن البوليس فيها ينام فى العسل طوال أيام
السنة . وأنواع لعب القمار بها مختلفة ومتنوعة وأغلبها بالماكينات المبرمجة والمحسوبة كي تعطى بعض اللا عبين
المحظوظين مكاسب كبيرة ولكن ليكون صاحب الكازينو فى النهاية هو الكاسب الأكبر . وإغراءات التمادى فى اللعب بها محسوبة
أيضا بالعوامل النفسية .
والحديث عن المافيا يقودنا عن الحديث عن الجريمة والعنف التى تشتهر بهما أمريكا وفيها أغرب أنواع الجرائم وافظعها
وهذا مجال واسع علمت عنه شيئا وغابت عنى أشياء . والقليل مما علمته هو أن المافيا يمتد نشاطها فى كل أنواع
الجرائم .
حكى لى زميل سودانى مبعوث معى فى نفس الجامعة كان يدرس مادة دراسية متعلقة بالجريمة والعدالة
إسهما Criminal Justice قال لى والعهدة عليه كراوى : أن محاضرا يحمل درجة الدكتوراه فى تلك المادة
كان يحاضرهم عن الجريمة المنظمة أخبرهم أنه نال درجة دكتوراته فى بحث أعده عن بعض جرائم المافيا .
وذكر لهم أن المافيا بالإضافة الى تخصصها فى الأتاوات التى تفرضها أو تحصلها من كل صاحب محل تجاري
أو خدمى يريد أن يؤدى عمله آمنا مطمئنا دون أن يتعرض محله للكسر والنهب والسرقات فإنها نشاطها يمتد كذلك
للمخدرات والدعارة والقتل المأجور وغير ذلك من جرائم – وأنها نشاطها إمتد فيما إمتد حتى شمل تجارة
اللحوم المفرومة حيث تقوم بإعادة بيع اللحوم المفرومة التى تنتهى صلاحيتها بإضافة كيماويات اليها وخلطها
مع أخرى جديدة . وأن أي طبيت بيطرى يحاول إعتراض عملها هذا يمكن أن يقتل ويفرم مع تلك اللحمة المفرومة
بل إن المافيا يمكن أن تخفى جثث من تقتلهم بفرم جثثهم وخلطها مع اللحمة المفرومة التى يذهب جزء كبير منها
الى مطاعم البيرقر . ومنذ سماعى لهذا الحديث منه حرمت على نفسى أكل البيرقر كما حرمه زميلى هذا على نفسه
وأسرته . وقد جاء هذا الحديث بمناسبة نبأ ورد فى وسائل الإعلام بأمريكا مفاده أن شحنة لحوم مفرومة ظل يستوردها
أحد مطاعم البيرقر بأمريكا واسمه (جاك إن ذا بوكس ) من أستراليا اتضح فيما بعد بأنها من لحم حيوان
الكانقرو الأسترالى .

أواصل

Post: #134
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-12-2009, 08:40 AM
Parent: #133

أخى/محمد.السلام عليكم

Quote: إفتقدتك أخى اسماعيل عباس
رحلات امريكا دى يظهر ما عاجباك
الحلقة الجاية عن مدينة لاس فيقاس مدينة القمار.. يمكن تعجبك


إن شاء الله ما تفقد عزيز.يا اخى ده تاريخ الهنود الحمر عديل كده ما شاء الله رائع والله ومبدع حفظك الله..


أنا بقرأ ما تضيفه اول بأول ومستمتع جدآ جدآ والله..وممكن أضيف ليك كمان لو لقيت فرصة..أيضآ رحلتى لأمريكا.. شلالات نياجرا ومدينة أورلاندو...
مودتى........إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #135
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-12-2009, 09:36 AM
Parent: #134




دى بالقرب من شلال نياجرا الحدودية بين امريكا وكندا..وعشان ماتزعل يا غالى وواصل...

مودتى.إسماعيل محمد احمد عباس....

Post: #136
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: وائل فحل
Date: 04-12-2009, 11:45 AM
Parent: #135

.. تحياتي للأستاذ محمد عبد الله سيداحمد و إسماعيل عباس وبقية زوار البوست ..
..
تسهيلا لمتابعة الحلقات بقراءة متواصلة قمت بوضعها معاً كملف PDF يمكن تحميله الى الكمبيوتر وقراءته ..

تحميل الملف من هناhttp://wfahal.50webs.com/1.pdf

Post: #137
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-13-2009, 10:06 AM
Parent: #136

أخى وائل السلام عليكم..

Quote: تحياتي للأستاذ محمد عبد الله سيداحمد و إسماعيل عباس وبقية زوار البوست


شكرآ على المجهود المقدر يا زول ياراقى..................إسماعيل محمد احمد عباس....

Post: #138
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-13-2009, 10:57 AM
Parent: #137






دى صورة فى مدينة الملاهى العالمية ولت ديزنى ..محل تصوير ألأفلام وشفنا ليك كيف تكون الخدع السينمائية..وشفنا JAWS سمكة القرش الكبيرة وكيف تؤدى دورها فى ذلك الفيلم المثير..مجسمات كثيرة كانت لها دور فى تصوير الخيال..مثل كينج كونك تلك الغوريلا الكبيرة وأيتى من أفلام الخيال العلمى..

شكرآ جزيلا أخونا وائل الفحل مرة اخر على مرورك الجميل والمجهود المقدر..

إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #139
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-18-2009, 10:04 AM
Parent: #138

فوق

Post: #140
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-25-2009, 10:14 PM
Parent: #139

الاستاذان / وائل فحل واسماعيل عباس والإخوة الكرام المتابعين
أطلب عفوكم لإنقطاعى عن مواصلة البوست نظرا لتغيبى مرة أخرى فى مهمة بمنطقة المناصير
وبها شبكة الانترنت ضيفة للغاية . وسأواصل .
واشكرك كثيرا يا اخ وائل على هذه الخدمة الجليلة التى قدمتها لى
ولكم جميعا تمنياتى
محمد عبد الله سيد أحمد

Post: #141
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-26-2009, 06:56 AM
Parent: #140

أما خزان هوفر على نهر الكلوردو فهو قد بني على شكل قوس وتكونت خلفه بحيرة كبيرة تسمى بحيرة ميد . ويتاح لزوار الخزان النزول الى داخله فى مجموعات يقودهم مرشد يطوف بهم أماكن عديدة بداخله مضاءة ومكيفة ويشرح لهم العديد من فنيات وهندسة الخزان ومعلومات أساسية عنه منها أن هذا الخزان قد سمي بإسم من فكر فى إنشائه والذى صار فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية . وأن بناءه بدأ عام 1931م وانتهى 1935م وأنه يعتبر من أضخم الخزانات فى العالم وشاركت فى بنائه ستة شركات .وأن تكلفته بلغت وقتها 49 مليون دولار فقط . وأن إرتفاعه بلغ 222 مترا وطوله 379 مترا وعرضه 200 مترا ومساحة بحيرته 639 كيلومترا مربعا وتمتد الى مسافة 177 كيلومترا ويبلغ إنتاجه من الكهرباء 2080 ميقاوات رغم أن الهدف الأساسى من بنائه لم يكن لإنتاج الكهرباء وإنما للسيطرة على الفيضانات المدمرة لهذا النهر وتنظيم انسيابه وحتى لا تكون به فترة جفاف . وهذه المعلومات مهداة لوحدة تنفيذ السدود للمقارنة بينه وبين سد مروى .

ملامح عن الجريمة فى أمريكا :


وفى مرة حضرت كالعادة لأخذ إبنتى من المدرسة للمنزل بعد نهاية الدروس ولكنى لم أجدها فصرت أقطع الطريق بين المدرسة والمنزل عدة مرات فلم نعثر لها على أثر وتعالى صوت والدتها بالصراخ والعويل . فذهبت الى مديرة المدرسة أبلغها بالحادث علها تشير علي بما يطمننى فلم أجد لديها مشورة غير إستدعائها للشرطة لإبلاغهم بالحادث . سألتها سؤالا آخر علنى أجد فى إجابتها ما يطمننى قلت لها هل حدثت لديكم حالات إختفاء لأطفال . قالت لى إن الإحصائيات تقول أن هناك حوالى ثمانمائة ألف حالة لإختفاء أطفال فى الولايات المتحدة كل عام وأن نسبة أربعين فى المائة منهم يوجدون مقتولين و أنهم كمدرسة من صمن هذة الإحصائية . كاد أن يغمى علي .ووصل ضابط الشرطة لتدوين محضر البلاغ وراح يسألنى عن تاريخ ميلادها ولون بشرتها ووزنها وطولها وعرضها ولبسها وفصيلة دمها وطلب منى صورا فوتوغرافية لها و—و—وأنا شارد الذهن . وقبل أن أدلى له بأي أقوال -- جاءنى من يهرول لإفادتى بأنهم عثروا عليها مع إحدى زميلاتها .
وفى مدينة نيويوك وفى قلب جزيرة مانهاتن التى بها مبنى الأمم المتحدة كنت أقيم فى فندق فى منتصف المدينة . وكانت الإستعدادات تجرى للإحتفال بعيد رأي السنة لعام 1984م فى ساحة بالقرب من الفندق الذى نقيم فيه . وشاهدت الشرطة منذ النهار تقوم بإغلاق جميع المحلات التجارية المحيطة بمكان الإحتفال وتضع عليها حواجز من القضبان و الشبك الحديدى السميك . قالوا إن هناك عصابات الإجرام إعتادت عندما تنطفى الأنوار فى تمام الساعة الثانية عشر ليلا يصوبون أسلحتهم على جميع لمبات الإضاءة فيضفئونها ويهجمون على المحلات التجارية المجاورة ويقوموا بنهبها . ونصحنا موظف الإستقبال بالفندق بألا نذهب لحضور إحتفال رأس السنة حفاظا على سلامتنا ونكتفى بمشاهدته فى التلفزيون من داخل الغرف لأن أولئك المجرمون إعتادوا على اطلاق النار عشوائيا على المواطنين بمجرد إطفاء الأنوار . ورغم ذلك فإن فضولى دفعنى لمشاهدة الإحتفال من آخر الصفوف الخلفية . حيث شاهدت زحام المحتشدين رجالا ونساء وكثيرون منهم ثمالى يترنحون من إفراطهم فى السكر والبعض متعانقين ويترنمون انتظارا للحظة إطفاء الأنوار ليقبل كل منهم من يجدها بجواره . وفى الصباح وجدنا البعض قد نام فى الشارع وهو مغطى بالجليد

Post: #142
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-26-2009, 08:59 AM
Parent: #141

ألف حمدآ لله على السلامة..اخى محمد....

ونحن سعيدين بيك.....إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #143
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-27-2009, 05:43 AM
Parent: #142

شكرا ليك أخ أسماعيل ... وأواصل

أماكن التسلية والترفية فى جنوب كلفورنيا :

تكثر أماكن التسلية والترفية بجنوب كلفوريا فى داخل مدينة لوس أنجولوس وما حولها . وهي أماكن ذات شهرة عالمية . يدخل الزائر الى تلك الأمكان بتذكرة منذ الصباح الباكر ويبقى بها حتى ما بعد منتصف الليل ثم لا يكون قد تمكن من مشاهدة كل ما بالمكان من برامج وألعاب ومشاهد وإمتاع . وقد يضطر للعودة له مرة أخرى . ومن تلك الأماكن الشهيرة اليونيفيرسال استدوديو بمدينة هوليود بلوس انجلوس ويحتل مساحة شاسعة داخل مدينة هوليود . و تشمل برامجه عروضا للجمهور الزائر عن جميع الحيل والخدع السينمائية والتى يفقد بعدها الزائر كل إثارة كان يجدها فى الأفلام حيث يمكن للزائر مشاهدة تصوير لقطات من فلم أمامه والممثلين فيه من بعض جمهور المتفرجين . وبالخدع السينمائية يتم تصويرهم وهم داخل طائرة بركابها والطائرة محلقة فى السماء أو فى منتصف المحيط يصارعون الأمواح و يمتطون الخيول وهم وسط جبال أو فى الصحراء . ثم يتم عرض لقطات الفلم أمام المشاهدين الجالسين فى الصالة بعد دقيقتن من تمثيله . ويؤخذ الزوا ر ببصات على دفعات دفعة تلو أخرى ويطوفون بهم على عدة أمكنة حيث يشاهدون مدينة مصممة خصيصا لتمثيل مشاهد الكاوبويات . ويشاهد الزائر كذاك حرائق ونيران صناعية وأمطار صناعية وبحيرة صناعية يعبرها الباص الملئ بالزوار على كبرى وهم يشاهدون بداخل البحيرة سمك قرش صناعى ضخم مخيف ومتحرك وفجأة ينهار الكبرى جزئيا بالباص وركابه من الزوارفى منتصف البحيرة فيهجم عليهم في نفس الوقت سمك القرش الصناعى فاغرا فكه كأنه يحاول إفتراسهم ، فيتعالى الصراخ والعويل من الأطفال والكبار الذين انطلت عليهم الخدعة الدرامية التى أحكمت فصولها . ويكشف للزائرين كذلك من الحيل السينمائية كيف يجعلون الممثلين عمالقة أو أقزاما . وكيف تحلق السيارات فى السماء وكيف يصعد الرجل العنكبوتى على الحائط او يمشى على السقف وكيف أن الحرب والملاكمة والعنف والدماء التى تسيل مدرارا لا يصاب فيها أحد . وكيف دربوا بعض الحيوانات على التمثيل . والى غير ذلك من خدع .
وهناك الحديقة البحرية فى مدينة سان دياقو جنوب لوس أنجلوس وفيها يشاهد الزائر عروضا مختلفة للأسماك وغرائب المخلوقات البحرية وكيف دربوا الدلافين والحوت وفرس البحر على تقديم عروض وألعاب مدهشة يدرك منها المشاهد كم هى ذكية تلك المخلوقات البحرية وصديقة للإنسان . وفى سان دياقو توجد أكبر حديقة للحيوانات فى العالم ولا يستطيع الزائر مشاهدة جميع أجزائها إلا بالطواف عليها من داخل باص . وهناك مكان ترفيه يسمى الجبل السحرى وآخر إسمه بيرى فارم وكل واحدة من هذه تختلف عروضه عن الآخر . ولكل واحد إثارته ومتعته . وأما أم العجائب فى العروض والمشاهد والتسلية فهي حديقة دزنى لاند التى يصعب وصف ما بها . وقد يفسد الوصف حقيقتها . ثم هناك المتاحف والمعارض الدائمة والموسمية والحدائق النباتية التى تحوى تقريبا كل أنواع نباتات العالم . وهناك البلاجات على طول ساحل المحيط الهادى وهو ممتد على طول شاطئ المحيط الهادئ ولا يكاد يوجد فيه موطئ قدم فى الصيف . وفى تلك البلاجات يشاهد الزائر المتزلجين على الماء . وفرق للمراقبة ولإنقاذ امن يتعرضون للغرق وطائرات هيلوكبتر تراقب المشهد من أعلى . وكل تلك الأمكنة قد تعرضت مع لوس أنجلوس بعد أن غادرناها للزلازل والحرائق كما جاء فى الأنباء .

Post: #144
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-27-2009, 03:52 PM
Parent: #143

وأما الطريق بين لوس انجلوس وسان فرانسسكو بمجازاة شاطئ المحيط الهادى فهو طويل ومتعرج وفيه أجمل المناظر فى الدنيا . وقد إخترته وأنا أقود سيارتى بمفردى فى طريق عودتى من سان فراسسكو الى لوس أنجلوس لأكون على جانب الشاطئ ولكي أتوقف كل مرة فى واحدة من المواقع السياحية على جانب الطريق بجوار الشاطئ للإستمتاع بروعة المناظر حيث أطل من عل على ساحل المحيط الهادى وأشاهد مياه المحيط وهى فى عمق سحيق من طرف الشاطئ تتلاطم وتتكسر على سفح الشاطئ المرتفع . وأشاهد كلاب البحر وأفراسه تقفز وتلعب و تصيح فى مرح ويستلقى بعضها مع صغاره على الصخور ومن حولى جبال وأشجار ظليلة ونباتاب وزهور برية بديعة المنظر . ففى أول عطلة صيفية سافرت بعربتى بمفردى الى مدينة سان فرانسسكو فى شمال ولاية كلفورنيا حيث إلتقيت فيها بزميل المهنة حسين شرف الدين الذى كان مبتعثا بإحدى جامعاتها. ويحمد للملحق الثقافى بالسفارة السودانية بواشنطن أنه أرسل لكل مبعوث على عنوانه قائمة بأسماء جميع المبعوثين السودانيين وعناوينهم وأرقام هواتفهم . وعند وصولى الى قلب مدينة سان فرانسسكو عصرا إتصلت به تلفونيا . وكانت مصادفة أنى وجدت نفسى أهاتفه من جوار مسكنه حيث كان يسكن فى منتصف المدينة فى شقة صغيرة تسمى بالأستوديو لا تسع إلا لسرير واحد وفى ركنها مطبخ صغير ثم فاصل به حمام . وترك لى السرير للنوم كضيف ونام هو على مرتبة يفترشها على الأرض . وقال لى إن إيجارها يبلغ مائة وخمسون دولارا فى الشهر . وقضيت معه ليلتين طاف بى جميع معالم المدينة الهامة وكان ملما بجميع أسرارها وخباياها ويا لها من مدينة ساحرة . وكان أكثر ما أعجبنى وأثار إهتمامى بها هو مكان يسمى Fisherman warf وهى ساحة كبيرة جوار خليج داخل المدينة يعرض فيها أصحاب المواهب والبراعات كل يوم أحد أبدع عروضهم ومواهبهم من رقص أو غناء أو تمثيل أو نحت أو رسم أو تقليد أو نكات أو صناعات حيث يقضى الزائر للمكان أجمل وأمتع الساعات ويا لها من إبداعات .

Post: #145
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-27-2009, 04:21 PM
Parent: #144

يا أخى الله يمتعك بالصحة والعافية..إمتاع عديل كده..

Quote: وهم يشاهدون بداخل البحيرة سمك قرش صناعى ضخم مخيف ومتحرك وفجأة ينهار الكبرى جزئيا بالباص وركابه من الزوارفى منتصف البحيرة فيهجم عليهم في نفس الوقت سمك القرش الصناعى فاغرا فكه كأنه يحاول إفتراسهم ، فيتعالى الصراخ والعويل من الأطفال والكبار الذين انطلت عليهم الخدعة الدرامية التى أحكمت فصولها . ويكشف للزائرين كذلك من الحيل السينمائية كيف يجعلون الممثلين عمالقة أو أقزاما . وكيف تحلق السيارات فى السماء وكيف يصعد الرجل العنكبوتى على الحائط او يمشى على السقف وكيف أن الحرب والملاكمة والعنف والدماء التى تسيل مدرارا لا يصاب فيها أحد . وكيف دربوا بعض الحيوانات على التمثيل . والى غير ذلك من خدع .


نعم. لقد عايشت هذا ..وأضف إلى ذلك عندما تتشقق ألأرض كالزلزال وتحس بان العمارات تريد ان تقع فيك ...فعلآ خدع عجيبة..وبلاد عجيبة..

مودتى.....إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #146
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 04-28-2009, 04:33 AM
Parent: #145

وفى إحدى العطلات الطويلة سافرت بعربتى أيضا مع زميل فى رحلة داخل الولايات المتحدة إستغرقت شهرا جبنا فيها الولايات المتحدة من شرقها الى غربها ومن بعض جنوبها الى شمالها ثم العودة بطريق مختلف فى طريق ذهاب وإياب رسمناه مسبقا على الخريطة راعينا فيه المرور على المدن الهامة وتلك التى يوجد فيها لكل منا زميل مهنة أو دراسة . وكان إهتمامى منصبا على عبور جبال الروكى الشهيرة . وكان على أن أعبرها عن الطريق السريع ال ( Free Way ) رقم 80 على ما أذكر . وشبكة الطرق السريعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ أرقاما زوجية للطرق العابرة للولايات من الغرب الى الشرق ولون لافتاتها أزرق وأما الطرق السريعة عابرة الولايات من الجنوب الى الشمال فأرقامها فردية ولون لافتاتها أزرق كذلك . بينما الطرق الفرعية داخل الولايات يكون لون لوحاتها أخضر . وقبل أن نصل الى الطريق رقم ثمانين قضينا ليلة داخل مدينة لاس فيقاس بتنا فيها داخل العربة وسط مجموعة من السيارات خلف فندق . وغادرناها صباحا مخترقين صحراء نيفادا مارين ببقعة سياحية صحراوبة شهيرة نسيت إسمها مكونة من جبال تميل الى اللون الأحمر و جبالها حمرا غريبة الشكل وذات أشكال هندسية . وواصلنا السفر ودخلنا ولاية كلورادو الجميلة وفى إحدى قراها حاولنا النوم داخل العربة بعد نهار طويل قضيناه فى سفر متواصل ولكن لم يأتنا نوم فقررنا مواصلة الرحلة ليلا وبعد مسافة قصيرة أحسسنا أننا نسير فى إرتفاع متواصل – ثم أدركنا أننا نعبر جبال الروكى ليلا لنجتاز قمتها التى تبلغ إحدى عشر ألف قدما فوق سطح الأرض ولم يتح لنا ظلام الليل الإستمتاع بمشاهدة جبال الروكى ونحن نصعدها وطال بنا الصعود حتى بلغ بنا الإعياء أشده فقررنا التوقف للمبيت فى أول بقعة نشاهد فيها عمرانا . وفى منتصف الليل وجدنا بقعة شاهدنا فيها بعض المبانى التى يعلوها الجليد وإضاءة باهرة . كان المكان يحفه الصمت والسكون ولا توجد به أي حركة لإي إنسان أو حيوان . . فتوقفنا به لقضاء بقية الليلبه ونمنا داخل العربة . وعند بداية شروق الشمس واصلنا المسير. وكانت المفاجأة أننا أدركنا بأننا كنا نبيت فى أعلى قمة لجبال الروكى إذ بمجرد مواصلتنا للمسير بدأ الطريق يهبط بنا فى إنحدار شديد . وبعد هبوطنا الى سفح الجبال عبرنا سهول البرارى حيث مزارع القمح -- سهول شاسعة وواسعة على إمتداد البصر وهى تماما كما جاء وصفها فى مقررات الجغرافيا وكتاب الأراضى الجديدة فى مقررات السنة الثانية الوسطى ونفس الصور . اللافتات فى منتصف الطرق السريعة ترشد السائق بكل المعلومات يحتاجها فعلى سبيل المثال ترشده على بعد كم ميل سيجد محطة وقود أو مأوى او مطعم وكم تبقى من أميال لأقرب بلدة فى الطريق .

Post: #147
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 04-28-2009, 09:21 AM
Parent: #146

محمد عبدالله سيد احمد..إبن بطوطة السودانى..ما شاء الله......سعيت فى مناكبها...

Post: #148
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-01-2009, 05:19 PM
Parent: #147


مرحبا بك أخ إسماعيل برضه سافرت وجيت وبعد كده حأواصل من غير انقطاع ان شاء الله


وفى الولايات المتحدة الأمريكية توجد رابطة للسيارت الأمريكية إسمها ال Triple A) ) أي الثلاثة حرف A وهي إختصارات لكلمة رابطة السيارات الأمريكية
American Autombile Association ولها مكاتب فى كافة أنحاء أمريكا. و يمكن لأي شخص الإشتراك فى عضويتها مقابل ثلاثون دولارا يدفعها كل عام حتى وإن لم يكن يملك سيارة . وينال المشترك فى المقابل بطاقة عضوية من مزاياها أنه إذا حدث لسيارته أي عطل مفاجئ فى أي مكان ، فماعليه إلا أن يتصل برقم الهاتف المبين فى بطاقته ويفيدهم برقم بطاقته والمكان الذى تعطلت فيه عربته ووصف العطل. ويترك لهم باب كبوت العربة مفتوحا وعلي أريل العربة قطعة من قماش إن أمكن لسرعة الإهتداء الى موقعه إن كان المكان مزدحما بالعربات فيأتون حالا لنجدته ويصلحون له العطب مجانا إن كان من النوع الطارئ أو يقومون بسحب سيارته الى أقرب ورشة ميكانيكا إن كان العطل من نوع يحتاج الى خدمة طويلة أو تغيير اسبيرات وكل ذلك بالمجان . وبموجب إشتراكى فى هذه الرابطة فقد منحونى خرطا وكتيبات عديد ة عن الأماكن السياحية الى سأشاهدها فى طريقى بالمجان . ومن يجيد قراءة الخرط بوجه عام والخرط المفصلة للمدن فلن يكون فى حاجة لسؤال أي شخص عن الطريق أو كيفية الوصول الى أي عنوان . ومن يسأل مثل تلك الأسئلة يعتبر سؤاله غبيا وقد يجيبونه بقولهم : ولماذا لا تبحث عن ذلك فى الخريطة أو فى الصفحات الصفراء فى دليل التلفون ؟ .
وإلتقينا فى جولتنا أنا ورفيق سفرى فى تلك الجولة بعدد من المبعوثين . والتقينا مصادفة بواحد من أبناء جنوب الوطن فى مدينة اطلانطا كان يدرس المحاسبة ويعمل فى نفس الوقت ويسكن منفردا فى سكن مريح أصر على استضافتنا به وأن نبيت معه ليلة وكان فرحا بلقائنا وكان يردد على مسامعنا أنتم أبناء وطنى .
الإنطباع العام والإحساس الذى شعرت به من زيارتى لمختلف أجزاء الولايات المتحدة الأمريكية هي أنها أرض شاسعه تعادل حجم السودان ثلاثة مرات وذات موارد وإمكانات هائلة أكثر من عدد سكانها ويمكنها أن تستوعب أضعاف سكانها الحاليين كي تستغل كل إمكاناتها . ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية الى اللوترى كل عام لملء ذلك الفراغ . ونظرا لحداثة نشأتها كدولة متقدمة فإنها تكاد تكون قد بنيت على طراز تصميم واحد للطرق والمدن وكأنما بناها مهندس معمار واحد . فحتى أسماء شوارع المدن كثير منها متكرر فى عدة مدن . وكذلك الأسماء التجارية الكبيرة والسيوبر ماركت . ولقد كان بالإمكان دخولنا الى المكسيك وكندا لزيارتهما ولكننا خشينا ألا نتمكن من دخول الولايات المتحدة مرة أخرى لما قد يتطلب الأمر من حصول على تأشيرة دخول جديدة .

Post: #149
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-02-2009, 04:34 AM
Parent: #148

وفى داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعد نهاية فترة دراستى أتيحت لى فرصا أكثر لأشاهد أماكن ومناطق سياحية عديدة قل أن يرتادها غير الأثرياء . وأقمت فى غرف لوحدى فى فنادق ذات خمس نجوم وتناولت وجبات فى أفخر المطاعم المغربية والشرقية . وكل تلك الفرص اتيحت لى بفضل مرافقتى لرجال أعمال عرب يأتون لزيارة أقاربهم من المبعوثين معنا فى نفس الجامعة . ويقيمون بجوارهم فى فنادق . ويكونون فى حاجة لمرشد ومترجم يرافقهم لقضاء أغراضهم من تسوق و علاج وسياحة وترفيه . وكان أقاربهم يوكلون لى هذه المهمة . فشهدت بسبب ذلك أماكن ما كان فى مقدورى أن أشاهدها أو حتى أعلم عنها شيئا . فمن المشاهد المثيرة التى لاتزال عالقة بذاكرتى . أن أحد هؤلاء المبعوثين الذى كنت أرافق قريبا له طلب منى أن أذهب به الى ملهى ليلى شرقى إسمه على بابا فى مدينة هوليود . وأعطانى علبة كبريت مبين على أحد واجهتها خريطة الطريق الى موقع الملهى . وأعجبنى إسم على بابا الذى اختاروه عنوانا للملهى . وبالعربة المستأجرة وصلت به الى الملهى . وجدت الملهى فى موقع جميل ومنزوى . ووجدت كل رواده من الشباب العرب فى لبس أفرنجى وهو ملهى للغناء والرقص الشرقى تقوم بالرقص فيه أمريكانيات بيض ويجدن الرقص الشرقى كما الراقصات المصريات . ويقدم الملهى لرواده أشهى الأطعمة الشرقية . وكان مما أثار دهشتى أنى شاهد ت أولئك الشباب العرب يقومون الواحد منهم تلو الآخر بتنقيط أو إلصاق الدولارات على جبين الراقصات . كان كل واحد منهم يحمل ربطة بنك من الدولارات من فئة العشرين دولارا ليلصقها ورقة من بعد ورقة فى جبين الراقصة فتتساقط جميعها تحت أقدام الراقصة ثم يأتى الدور على زميل له آخر ليفعل نفس الشئ . وبعد إنتهاء فاصل الرقص يقوم أصحاب المرقص بجمع تلك الدولارات المبعثرة والدخول بها الى غرفهم المظلمة ، ثم يأتى فاصل آخر من الغناء والرقص ليتكرر فيه نفس المشهد الذى تطايرت فيه الدولارات . وملأنى الغيظ من بلاهة وحماقة أولئك الفتية الرعاع . وبينما هم على هذا المنوال ، إذا بمن جئت مرافقا له يحاول القيام ليفعل مثلهم . كدت أن أصفعه . ولكنى تمالكت وبذلت جهدا كبيرا لإقنعه كي لا يفعل فامتثل . ولم يكد ينتهى هذا الموقف حتى شاهدت مشهدا آخر أكثر غرابة وإثارة --- شاهدت ثلاثة فتيان وثلاثة فتيات سودانيين . أعمارهم متقاربة لا تتجاوز الثامنة عشر تبدو عليهم جميعا الوسامة ، وتعرف فى وجوههم نضرة النعيم . شاهدتهم يدخلون ويحتلون منضدة فى منتصف الملهى وكأنها كانت محجوزة لهم . وأشار لي عليهم رفيقى العربى قائلا : شوف أهلك ناس يا زول . وألتقت عيناى بأعينهم فتجاهلونى وتجاهلتهم . طلبوا عشاء ومشرو با ت وشاهدوا الرقص وكانوا يتسامرون لوحدهم ويضحكون ثم غادروا الملهى فى وقت متأخر . ترى من أين أتى هؤلاء الفتية – وأين يقيمون – وماذا يفعلون --؟ يكاد السودانيون فى جنوب كلفورنيا يعرفون بعضهم البعض ولكن هؤلاء الفتية والفتيات لا يعرفهم ولم يسمع بهم أحد منا !. – قلت فى نفسى : يا له من سودان عجيب .

Post: #150
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 05-02-2009, 11:30 AM
Parent: #149

متابع بشغف..ووعدتنا المواصلة..وعدم ألأنقطاع.......................إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #151
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-02-2009, 09:10 PM
Parent: #150

أحداث ومواقف وملامح من المجتمع الأمريكى :

* الحياة فى أمريكا يغلب عليها الطابع المادي ويكاد كل شئ يحسب بالربح والخسارة . والتدبير الشديد والإقتصاد فى الصرف وهو أمر لايمكن للسودانيين أن يقلدونهم فيه . فهم مثلا يحاولون الإستفادة من كل كبونات فيها تخفيض سعر على سلعة من السلع . شاهدت فى أحد السيوبرماركت طاولة كبيرة يضع عليها كل زبون كبونات تخفيض سعر لسلع تأتيهم كبوناتها فى البريد أو يقصونها من الصحف والمطبوعات الأخرى ةتكون من النوع الذى لا يرغبون فيه ، ثم يبحث من وضعها بداخل الطاولة عن كبونات أخرى وضعها غيره عله يجد فيها ما يرغب فى شرائه وذلك فى عملية تبادل للمنافع تلقائية لا أدرى كيف اتفقوا عليها أو اهتدوا لها . وهم كذلك إعتادوا على بيع أشيائهم المنزلية المستعملة من اوانى منزلية وأثاث وألعاب أطفال وكتب وحتى ملابسهم المستعملة يعرضونها للبيع فى الشارع كل عطلة نهاية أسبوع . وقد تتجمع أسر عديدة لعرض أشيائها فى مكان واحد بأسعار زهيدة وقابلة للتفاوض.
ومن المألوف والمعتاد لدى الأمريكان إذا دعوا شخصا أو أشخاصا لوجبة طعام أن يطلبوا من كل فرد وجهوا له الدعوة أن يحضر معه فى صحن من ورق نوعا واحدا من أحب وأشهى الطعام الذى يطهونه فيتم جمع كل أطعمة الضيوف الذين حضروا استجابة للدعوة فى مائدة واحدة ويقبل عليها جميع المدعوين وتكون مساهمة صاحب الدعوة هي فقط فى إعداد المكان واحضار المشروبات الباردة . ويحدث فى المقابل عندما أدعو بعضا من الأمريكان لوجبة طعام يبادرونى بالسؤال وهل نحضر معنا بعض الطعام ؟ وهم لا يخفون عدم إجادتهم لفن الطهي ولا يستحون أن يقبلوا على التهام الاطعمة الشرقية على وجه الخصوص بشهية كبيرة . ولا يكتفون بما تناولوه من طعام شرقى أعجبهم عند صاحب الدعوة بل يطلبون منه كذلك أخذ ماتبقى من طعام لبقية اسرتهم أو لإلتهامه فى وجبة لاحقة . وقد يطلبون وصفة إعداد طبق الطعام الذى أعجبهم . وعندما تصفه لهم ربة المنزل يلحون عليها أن توضح لهم المقادير بالجرام و السوائل باللتر أو بأجزاء منه . وهنا ترتبك ربة الأسرة السودانية وتحار فى أمرها .

Post: #152
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-03-2009, 06:41 PM
Parent: #151

ورغم هذه المادية التى تحسب الربح والخسارة بأدق التفاصيل فقد أدهشتنى سياسة تعامل السيوبرماركت مع الزبائن . إذ من حق الزبون إذا لم تعجبه سلعة اشتراها أن يعيدها حتى بعد استعماله لها شريطة أن يبرز إيصال شرائها ليستلموا سلعتهم ويعيدوا له كامل مبلغه الذى اشتراه بها بعد أن يسألوه سؤالا واحدا فقط ما هو الشئ الذى لم يعجبه فى السلعة . وشاهدت بالفعل من يشترى بدلة ويقضى بها حفلة أومناسبة ثم يعيدها أو جهازا إلكترونيا أو كهربائيا أوغير ذلك ويستخدمونه ثم يعيدونه . وببعض السيوبرماركت لافتات تقول للزبائن بأنهم إذا اشتروا سلعة ولم تعجبهم فيمكنهم إعادتها مع إيصال شرائها للمحل وهم كأصحاب محل على إستعداد إما استبدلوها لهم وإما أصلحوا ما بها من عيب إن وجد ، وإما أعادوا اليهم مبلغهم . وحدث مرة أن اشتريت من هذا السيوبر ماركت فرختين وبعد طهى إحداهما فى الفرن وجدت فى لحمها هشاشة غير مستساغة الطعم وكان من حسن الصدف أنى كنت محتفظا بإيصال شرائهما من جملة سلع أخرى فإعدتهما لمن تعمل فى الكاشير وسألتنى سؤالهم المعهود ما العيب فيهما ثم ألقتهما فى السبت الى جانبها وأعادت لى مبلغ شرائهما . والشعار التجارى السائد لإقناع الزبون بالسلعه هو : ( ضمان رضاء الزبون أو إعادة مبلغه ) Satisfaction guranteed or your money back . وهناك الوفرة فى كافة السلع وهى وفرة لا تحدها حدود وتجعل المشترى فى حيرة أي صنف أو نوع يختار .
و رغم طابع الحياة المادى فى امريكا إلا أن للدولة سياسات لدعم للفقراء ولا وجه للمقارنة بينها وبين ما تقدمه دولة المشروع هنا فى السودان . فهناك دعم العاطلين عن العمل وكبونات شراء الأطعمة لبعض الفئات المحتاجة وهناك دعم إيجارات السكن لذى الدخل المحدود ويستفيد من هذا الدعم حتى الأجانب والمبعوثون من أمثالنا وغير ذلك من دعومات . وهناك قوانين وتشريعات صادرة تكفل للمسنين والمعاقين حقوقا جمة و حسب مشاهداتى فقد كان واضحا أن الإهتمام والرعاية التى يجدها المسنون والمعاقون فى أمريكا لا يتوفر مثلها لرصفائهم فى السودان فالمسنون الذين بلغت أعمارهم الستون عاما وأكثر يسمونهم Senior Citizens وهذه التسمية فى حد ذاتها فيها تكريم لهم وتبجيل واعتراف بفضلهم فى وصول المجتمع الى ما هو عليه . فهم يعطون الأولوية للوقوف فى مقدمة الصفوف للحصول على الخدمات . وتحجز لهم أماكن خاصة بهم . ولهم تخفيضات فى تذاكر السفر وتأمين صحى مجانى وتخفيضا ت ومكافاءات إقتصادية فى عدة مجالات لامجال هنا لحصرها .

Post: #153
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 05-04-2009, 03:38 PM
Parent: #152

فوق

Post: #154
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-04-2009, 03:44 PM
Parent: #152



• فى جانب العلاج توجد المستشفيات الخاصة والعامة وتقوم الدولة بالتأمين للفقراء ولم تقصر حكومة السودان معنا فقد كانت تبعث الينا بمبالغ كافية للتأمين الصحى للمبعوث وأفراد أسرته ولكن كان البعض منا وأنا واحد منهم يستفيدون من مبلغ التأمين فى غير غرضه فلا نؤمن على أنفسنا واسرنا صحيا . ولا نعقلها ونتوكل . وقد حدث أن فكرت فى تعليم زوجتى قيادة السيارة واستخرجت لها رخصة تمرين . ثم بعد إجتيازها لإختبار معلومات تحريرى . وشاءت الأقدار أن نصطدم بشجرة على جانب طريق رئيسى . وأصيبت زوجتى فى ذلك الحادث إصابة بالغة فى ركبة رجلها . ومن تلفون عمومى مجاور استدعيت اسعافا . فوصل الإسعاف وعربة شرطة المرور على وجه السرعة فى وقت واحد وكأنهما مشتركان فى خط تلفون واحد . وفحصت شرطة المرور رخصة التدريب . ولما لم يكن هناك طرف آخر غير الشجرة قد تضرر من الحادث فقد انتهت إجراءات الشرطة عند هذا الحد . وسحبت العربة بواسطة صاحب أقرب جراج لعربات الخرد . وفى داخل الإسعاف أجريت لها الإسعافات و الفحوصات الأولية . وأوصلنا الإسعاف الى أقرب مستشفى خاص حيث أجريت لها إسعافات إضافية . ولما كنا لا نملك تأمينا صحيا قالوا إنهم سيبعثونها الى المستشفى العمومى بلوس أنجلوس على بعد ثلاثين ميلا بنفس الإسعاف حيث يتوفر بذلك المستشفى الكبير علاج من لا تأمين لهم . وتم لها إجراء عملية ومكثت بالمستشفى خمسة أيام خرجت بعدها للنقاهة بالمنزل . ثم بعد أكثر من شهر وصلنى بالبريد خطاب رقيق من صاحب الإسعاف ذكر لى فيه إنهم قطاع خاص وليس حكومى وانهم لبوا ندائى لإسعاف زوجتى فى الحال ، وبما يتطلبه الواجب الإنسانى . وأنه لم يكن من اللائق بالنسبة لهم فى مثل تلك الظروف أن يطالبونى بأجر خدماتهم الى أن يمضى على الحادث وقت مناسب للمطالبة بعده بإستحقاقهم . وأن المبلغ المطلوب منى قدره مائة وخمسون دولارا فإن كنت مستطيعا سداده فعلي أن أبعثه لهم بشيك أو توريده لهم نقدا . وأما إن كنت غير مستطيع فيمكنى الإتصال بهم على هاتفهم للإتفاق معهم على تقسيطه شهريا . وعجبت لمرونتهم وتساهلهم . وأتصلت بهم تلفونيا من أجل التقسيط . وعجبت أكثر عندما تركوا لى خيار تحديد مبلغ القسط الشهرى الذى استطيعه . ففكرت أن أقترح عليهم أدنى مبلغ كي أصل معهم بعد المساومة الى مبلغ وسطى مناسب . قلت لهم وإنا أحس بالخجل والحرج أن استطاعتى هى دفع مبلغ خمسة دولارات كل شهر . و ذهلت عندما فاجأونى بموافقتهم على ذلك فى الحال ، ودون مجادلة . فحدثتنى نفسى أنهم غير جادين فى تحصيل مبلغهم فنسيت أمرهم ولم أف لهم بما وعدتهم به من سداد رغم ضآلته . ثم حدث بعد أكثر من شهرين من تلك المحادثة التلفونية وبعد أن نسيت أمرهم واعتقدت أنهم قد نسونى كذلك أن اتصلت بى مسئولة فى البلدية هاتفيا . قالت لى إن أصحاب الإسعاف قد طالبوك بمبلغ كذا من المال مقابل خدمة إسعافية أدوها لك . وهم كما حدثوك قطاع خاص وقد افادونا بأنك لم توف لهم بسداد مبلغهم . فإن كنت لا تستطيع سداده فنرجو إفادتنا لإن البلدية ستتكفل بسداد المبلغ لهم . قلت لها إنه لن يكون بمقدروى السداد . قالت لى : حسنا ، إن هذا ما كنا نود معرفته ، و لا عليك ، فالبلدية ستقوم بالسداد لهم . وشكرتها وانتهى الأمر على ذلك .

Post: #155
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-05-2009, 12:09 PM
Parent: #154

• الشعب الأمريكى كما شاهدته أو خيل إلي كأنما يريد أن يكون هو صاجب الريادة فى العالم فى كل مجالات العلوم والفنون ومختلف ضروب الرياضة ومناشط الحياة بخيرها وشرها حتى وإن كان ذلك فى عالم الإجرام . ففيهم المبرزون والمغامرون والرواد الذين يدفعون حياتهم ثمنا لمغامراتهم . وكان من المفارقات ألا تنال كرة القدم إهتماماتهم إلا مؤخرا ويستعيضون عنها بلعبة أخرى هي البيزبول التى هى أكثر عنفا . وهم يؤمنون بالتخصص فى كل علم وفن وميدان
أفادتنى إحدى الموظفات بالجامعة أن ابنتها الى تدرس فى بداية المرحلة الثانوية قد إختارت السودان
مجال لتخصصها من ضمن دراستها وطلبت منى أن أحضر لها بمنزلهم كي أرد على بعض اسئلتها
عن السودان . وكانت اسئلتها على ما أذكرعن قناة جونقلى وعن إتفاقية مياه النيل والعلاقة بين مصر
والسودان ومشكلة الجنوب . وكانوا يطلبون منى فى فى بعض المرات أن أقدم لبعص فصول مدارس
الأساس النهائية حصة معلومات عامة عن السودان وأجيب على أسئلتهم .

Post: #156
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-06-2009, 03:17 PM
Parent: #155

• تميز المبعوثون السودانيون بتفوقهم الأكاديمى الكبير على بقية أقرانهم من أمريكان وأجانب آخرين وينال بعضهم الكثير من الجوائز . وللمبعوثين من الإتجاه الأسلامى فى مطلع ثمانينات القرن الماضى نشاط إسلامى بارز تمثل فى رئاستهم لإتحاد الطلاب المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية لعدة دورات . و كانوا فى الجامعة التى درست بها وفى غيرها من جامعات يديرون حلقات أسبوعية لتلاوة القرءان وتجويده كل مساء سبت يؤمها مختلف الطلاب المسلمين من عرب وغير عرب وكانوا يقيمونها فى مبنى بالجامعة مخصص لأنشطة جميع الأديان وفى غيره من أمكنه . وقد وطد هذا النشاط الروابط بينهم . ولهم كذلك دور ملموس فى عقد المؤتمرات الإسلامية التى يقيمونها فى المراكز الاسلامية المختلفة من وقت لآخر ويتحدث فيها دعاة متميزون من مصر والهند ومختلف البلدان الأسلامية ومن بينها السودان الذى شارك بإسمه كل من الدكتور جعفر شيخ إدريس والمرحوم د . عبدالله الطيب . وأذكر أن موضوع الجهاد وموضوع معاملة الإسلام للمرأة كانا من أكثر المواضيع حساسية وإثارة للجدل بالنسبة لمحاولة إقناع المستمعين الإمريكيين بالإسلام . ومن الطرائف التى أذكرها فى هذا الخصوص أن زملائى المبعوثين معى بالجامعة من الإتجاه الإسلامى دعوا زميلهم د. عثمان البدرى من جامعة جنوب كلفورنيا لتقديم حديث تنويرى عن وضع المرأة الإسلام فى إحدى الندوات الأسبوعية التى درج مكتب المكان العالمى على إقامتها فى فسحة منتصف النهار أثناء تناول وجبة الغداء . وجاء فى تعليق أحد المتحدثين من الإسلاميين فى محاولة منه لإقناع المراة الأمريكية بتكريم الإسلام للمرأة قوله : أن فى القرآن المكون من مائة وأربعة عشر سورة هناك سورة إسمها سورة النساء هى خاصة بالنساء بما يؤكد تكريم الإسلام للمرأة . فعلقت طالبة كانت تجلس بجوارى ساخرة بقولها : وإيه يعنى – ما بقية السور الأخرى جميعها خاصة بالرجال !! .

Post: #157
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-07-2009, 10:54 PM
Parent: #156

* المبعوثون من الإتجاه الإسلامى الذين زاملتهم فى نفس الجامعة عديدون . لم أكن منضويا معهم ولكنى لم أكن بعيدا منهم . وكنت مشاركا فى كثير من أنشطتهم . أذكر أنهم دعونى مرة لمرافقتهم للقاء الشيخ د. حسن الترابى الذى وصل الى مدينة لوس أنجلوس . وكان وقتها يشغل منصب المستشار للرئيس نميرى فى حكومة مايو . وجلسنا اليه يحدثنا فى فخر وإعتزاز بتطبيق نميرى للشريعة الإسلامية فيما عرفت وقتها بقوانين سبتمبر والتى لم يكن هو قد شارك فيها . وعن دلق الخمور فى مياه النيل وعن مبايعة النميرى خليفة للمسلمين وعن تطورات الأحداث فى السودان ومآلاتها ويقص علينا أحسن القصص . ثم أمنا لصلاة العشاء قبل أن نودعه وننصرف . لو كنت فطنا لأدركت من حديثه ذاك أنه كان منذ ذلك الوقت يعد عدته لينفرد هو وجماعته بحكم السودان و ليمتد طموحه ونفوذه الى دول الجوار وما وراء البحار .

Post: #158
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-08-2009, 07:37 AM
Parent: #157

• لاحظت الكثير من المحاولات الساذجة التى يقوم بها بعص رجال الدين من الأمريكان لتنصير المسلمين من أمثالنا . و كنت أصغى اليهم مصطنعا الإهتمام لأعلم مدى سطحية تفكيرهم وسبلهم فى التنصير لينخدعوا . وكنت أتقبل دعواتهم لحضور إحتفالات كنائسهم السنوية وفيها يحاولون إجتذاب من أتوا بهم من أمثالى للمسيحية عن طريق روايات يحكيها بعضهم ويؤكدون فيها أنهم قد شفوا تماما من مرض عضال بعد أن شاهدوا مريم العذراء فى المنام وتحدثت اليهم وشفتهم من دائهم . ثم فى ختام الإحتفال يقدمون للمدعوين وجبة مكونة من دمعة الدجاج يقفون لها فى صفوف لينال كل فرد منها مقدارا ضئيلا .
كان هناك طالب جامعى يدرس دراسة فوق الجامعية فى علم مقارنة الأديان ظل يلاحقنى لإصطيادى لتنصيرى محاولا إقناعى بفضل المسيحية على الإسلام . قال لى أنه بعد تخرجه ستبعث به كنيسته الى بنقلاديش لتنصير المسلمين بها . ولما مللت مجاراته وتبينت لى سذاجته ، حسمت الأمر معه وقلت له : قد يكون من السهل عليك أن تنصر وثنيا أو هندوسيا أو صاحب ديانة أخرى غير الإسلام . ولكن المسلمون حتى غير المتعلمين منهم ليس من السهل عليكم تنصيرهم لسبب بسيط جدا هو أنك لا تستطيع أن تجعلهم يتخلوا عن أعتقادهم الفطرى فى ربهم الله الواحد الصمد الذى لا تأخذه سنة ولا نوم لتستبدلوه بإله ثلاثى التكوين ( الله والإبن والروح القدس) وهو إله يحتاج للراحة والنوم كما فى تعاليم المسيحية . وأما المتعلمون من المسلمين فإن القلة النادرة منهم إن تخلت عن دينها الإسلام فإنها لا تتحول بطبيعة الحال الى المسيحية أو لدين سماوى آخر .فهى إما صارت بلا دين أو علمانية . وقلت له : أنظر الى التاريخ تجد فيه أمما بحالها تحولت من المسيحية الى الإسلام أو من الوثنية وديانات أخرى الى الإسلام ولكنك لن تجد أمة تحولت من الإسلام الى المسيحية إلا أفرادا قلائل لأغراض وأهداف دنيونية . وقلت له إذهبوا الى بنقلاديش وانفقوا أموالكم فى محاولة تنصير المسلمين ، فستنفقونها ثم تكون عليكم حسرة كما جاء فى القرءان ، ولن تنالون مبتغاكم . ولم يعجبه حديثى بالطبع . وكان هذا فراق بينى وبينه

Post: #159
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-08-2009, 08:13 PM
Parent: #158

• ليت إدارة الحركة والمرور فى السودان تأخذ بكثير من نظم وقواين الحركة بالولايات المتحدة بإعتبارها من أكثر البلدان إزدحاما بالسيارات ورائدة فى هذا المجال . فمن تجاربى شاهدت أن المخالفات المرورية التى يحررها ضباط شرطة المرور فى أمريكا فإن غرامتها لا يتم توريدها لدى شرطة المرور . وليسوا هم الجهة المناط بها تحصيلها واستلامها . وليس من الضرورى أن يتم سدادها فى الحال وإنما يتم سدادها بواسطة من حررت له المخالفة فى البنك فى أي وقت يشاء . ويمكن أن يؤجل سدادها لحين موعد ترخيص العربة حيث يتم تسجيل تلك المخالفة فى الكمبيوتر . ولم أكن أعلم أن المخالفات التى يحررها ضابط شرطة المرور يمكن استئنافها لدى لقضاء إلا مصادفة عندما عبرت يوما تقاطع شارع وأثناء عبورى تحولت شارة المرور سريعا من الأخضرالى الأحمر . وتصادف أن كان يقف على الجانب الآخر من الشارع ضابط شرطة مرور بسيارته . فأطلق صفارته ولحق بى بسيارته وحرر لى مخالفة غرامتها خمسون دولارا . قلت له محتجا : ولكنك شاهدت بنفسك أن الإشارة قد تغيرت سريعا بما يدل على وجود خلل فيها . قال لى يمكنك أن تقول ذلك للقاضى . فعلمت منه ولأول مرة أن هذه المخالفات والغرامات يمكن استئنافها لدى القضاء . فذهبت الى المحكمة طالبا تحديد جلسة للنظر فى تلك المخالفة . فأخطرونى بأنه ليس هناك نظام تحديد مواعيد جلسات . فالمحكمة بطبيعتها تنعقد يوميا فى الساعة التاسعة صباحا الى أن تنتهى من نظر قضايا جميع من حضروا اليها . و طلبوا منى الحضور فى صبيجة اليوم التالى . وعجبت كيف يمكن أن تنظرالمحكمة فى قضية كل من حضر اليها فى يوم واحد وفى قاعة واحدة وبلا مواعيد . وحضرت فى اليوم التالى صباحا فى الموعد المحدد . وجلست مع الجالسين . كان عددنا يبلغ المائة أو يزيد . وجاء القاضى وحاشيته فوقفنا إجلالا له وجلس وجلسنا . فإفتتح القاضى الجلسة مخاطبا الحضور قائلا لهم : من كانت لديه مخالفة مرورية وهو مقتنع بها فليذهب لسدادها وينصرف . واما من كانت لديه مخالفة مرورية وهو مقتنع بأنها مخالفة ولكن لديه مبررات إضطرته للوقوع فيها فيمكنه أن يوضح ذلك للمحكمة لإصدار حكمها . وأما من حررت له مخالفة وهو غير مقتنع بأنه أرتكبها فهؤلاء يبقون فى النهاية لكي تحدد لهم المحكمة موعدا آخر للنظر في قضيتهم ولكى يتم استدعاء ضابط الشرطة الذى حرر المخالفة والشهود . فخرج من خرج واصطف أصحاب المبررات فى صف طويل أمام القاضى وأخذت موقعى فى الصف بينهم . كان كل واحد يأتيه الدور يقف أمام القاضى ودون أن يؤدى قسم يذكر للقاضى فى إيجاز تفاصيل مخالفته والأسباب والمبررات التى أوقعته فيها . فإذا إقتنع بها صرفه . وجاء دورى وفى أقل من نصف دقيقة ذكرت مخالفتى ومبرراتى وتقبلها وأعفانى من سداد الغرامة . فذهبت الى مكتب بالمحكمة تم فيه إلغاء مخالفتى وغرامتها وفرحت . وقبل أن أغادر مبنى المحكمة ألقيت نظرة على قاعة المحكمة لأعرف كم تبقى من الحضور فوجدتها قد أوشكت أن تخلو تماما . وأعجبت بهذه العدالة السريعة الناجزة . وكان من المفارقات بعد تلك المحاكمة ، أن محاضرا بالجامعة وقبل أن يبدأ محاضرته عن درس جديد عن النظام القضائى فى أمريكا سألنا من منكم خاض تجربة مع القضاء الأمريكى . قلت له مجرد قضية حركة بسيطة . قال لى : من المؤكد إذن انك أدركت كم هو سيئ نظام القضاء عندنا فى أمريكا ؟ . كم هو سيئ نظام القضاء عندهم ؟ .. عجبت لقوله إحترت بماذا يمكن أن أرد عليه . فما عساه يقول إن علم أن شرطة المرور عندنا فى السودان تحتجز العربة عند أي مخالفة فإما الدفع وإما استمرار إحتجازها الى ما شاء الله . وإن لم يجدوا صاحبها بجوارها نزعوا لوحاتها وأخذوها معهم
.!!


أخي إسماعيل أين أنت ؟ هل تتابعنى ؟

Post: #160
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 05-09-2009, 11:16 AM
Parent: #159

أخى/محمد السلام عليكم..

Quote: أخي إسماعيل أين أنت ؟ هل تتابعنى ؟


أنا موجود هنا واتابعك بشغف....

لقد كنت بعيدآ عن النت لمدة ! 3أبام....... إحترامى وتقديرى......إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #161
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-09-2009, 05:28 PM
Parent: #160



ويختلف نظام تأمين العربات بين أمريكا والسودان فى المعايير التى ينبنى عليها تقدير قيمة التأمين . فبينما تعتمد شركات التأمين السودانية على نسبة مئوية من قيمة العربة ، تعتمد شركات التأمين فى أمريكا على عدة معايير تحسب جميعا بالكمبيوتر حيث تراعى فى معايير تخفيض فئة التأمين للعربة كبر سن صاحب العربة وكونه رب أسرة وله أطفال ومكان مسكنه إن كان فى منطقة آمنة و سوابق مخالفاته المرورية ونوع العربة وحداثتها فكلما كانت العربة قديمة ومتهالكة كلما زاد ذلك من رفع تقدير فئة تأمينها وهكذا . وإذا حدث حادث تصادم بين عربتين دون ان يصاب فيه أحد فإن شرطة المرور تأتى وترسم الحادث وتطلب من الطرفين التوقيع عليه . ثم تطلق سراحهما وتبعث
بنسخة من تقريرها الى شركتى تأمين العربتين ليقوما بعمل التسوية بينهما دون الإضطرار الى اللجوء
للمحكمة .
قد يعجب المرء لماذا لا توقع الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاقية كيوتو المتعلقة بالإحتباس
الحرارى وهو يرى منطقة جنوب ولاية كلفورنيا وهي من أفضل وأجمل البلدان طقسا فى العالم
يفسدها فى شهرى يوليو وأغسطس من كل عام ظاهرة إحتباس حرارى كارثى تسمى بالأسمق
( smog ) فهذا الإسمق عبارة عبارة عن تلوث شديد يحدث للهواء من إحتباس أدخنة العربات
والمصانع نتيجة لحرارة الشمس حتى أنه يمكن أن يشاهد كأدخنة سوداء معلقة فى الهواء كالضباب
وتشتد وطأته فى منتصف التهار ولا يستطيع إنسان إحتمال التعرض له ويحس به يؤذى عيونه
وتنفسه كدخان قنابل البمبان . وتنصح السلطات السكان بالبقاء داخل مساكنهم وأماكن عملهم حتى
لا يعرضوا أنفسهم لمضاره . لأنه يتسبب فى كثير من أمراض التنفس وتحدث بسببه وفيات .
ومن آثاره أن من يتعرض له حتى لساعة واحدة من الوقت يجد فتحات أنفه وخياشيمه قد إمتلأت
بالكربون ويجد أثره واضحا كذلك فى سطح السيارات . أما عند الإستحمام فيشاهد أثره فى الماء
الأسود المتسخ الذى يتقاطر من جسمه .

Post: #162
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-11-2009, 00:17 AM
Parent: #161

• طالب جامعى من أحد الدول الشرق الأوسطية إنتهت فترة دراسته ولم يرغب فى العودة لموطنه لأنه دولته كانت تخوض حربا وخشي من تجنيده الإجبارى . وجد أن أيسر طريقة لتفادى العودة لموطنه هو حصوله على الجنسية الأمريكية عن طريق الزواج من أمريكية . وكان جادا ويرغب فيها بمواصفات معينة . واشركنى فى البحث . ووجدنا طرقا عديدة خلاف الإختيار بالكمبيوتر . واحدة من تلك الطرق هى دفع مبلغ ثلاثون دولارا بشيك لأحد مكاتب أو وكالات الزواج . فبعث له مكتب الزواج بالبريد استمارة ليملأها بمعلومات عن نفسه وعن مواصفات من يرغب فيها شريكة له . وإن شاء إتخذ إسما مستعارا. وبعد إن بعث بتلك البيانات الى المكتب ، أرسل له المكتب قائمة بأسماء كل الراغبات فى الزواج بتلك الطريقة ممن هن بالمواصفات التى يرغب فيها وأرقام هواتفهن وهن من المشتركات مثله ويبحثن مثله عن زوج بمواصفاتهن وأضيف إسمه الى قائمة الرجال لهن ، وذلك كي يتيح لكل جنس الإتصال بمن يرغب فيه من الجنس الآخر للتعارف . ثم لم يلبث هذا المكتب أن حدد لهم رحلة فى حديقة عامة فى إحدى عطلات الأسبوع وطلب من كل المشتركين الحضور فى الزمان والمكان المحددين للتعارف وطلب من كل مشترك إحضار وجبة غدائه معه . ونجحت الطريقة معه واختار زوجة . فطلب المكتب أو وكالة الزواج من كل منهما الزوج وزوجته مبلغ إضافى أكبرمن المبلغ الأول الأول . ويا له من بزنس فى الشئون الإجتماعية مبارك وناجح .

Post: #163
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-11-2009, 08:23 PM
Parent: #162

توجيهات عامة عند السفر بأقل التكاليف :

1 / من أراد السفر بطريقة إقتصادية فمن الضرورى أن يراعى عدم حمل متاع ثقيل . وأن يختار ملابس قليلة ولكنها خفيفة ومريحة ومحترمة لتدل على شخصية المسافر فى بلد أجنبى ولا بد أن توائم مناخ وظروف البلد أو البلدان المقصود السفر اليها . والحمل الخفيف وعلى الظهر يساعد الشاب على المشى لمسافات طويلة عند الضرورة . وإذا كان المتاع خفيفا ومحمولا على الظهر فسيكون فى مقدور الشاب السير به دون أن يكون حاجة لأخذ تاكسى أو أن يضطر للجلوس بجانبه لحراسته بينما الآخرون يستمتعون بالتجوال داخل المدينة وهم يحملونه على ظهورهم وأيديهم حرة طليقة . و كيس النوم أو ال ( sleeping bag ) وهو أهم شئ يجب أن يقتنيه المسافر على الطريقة الإقتصادية أكثر من أي شئ آخر . وإذا كان لا يتوفر بالسودان فيمكن طلبه من الخارج أو شراؤه من الخارج فى أول فرصة تتاح للمسافر لأنه ضرورة قصوى لضمان نوم مريح ودافئ فى أي مكان خاصة فى محطات السفر والمطارات وفى الفنادق الرخيصة التى لايوجد بها تدفئة أو حتى فى ساحة مكشوفة دون سقف . فالمسافر يمكن أن يتحمل أي مشاق طالما تمتع بنوم دافئ فهذا الكيس يحفظ حرارة الجسم . وهو بأنواع واشكال مختلفة . ووزنه فى العادة لا يزيد عن واحد كيلوجرام ويكمن لفه وضغطه داخل الحقيبة . والحقائب وأكياس النوم يتطور تصميمهما كل مرة كما تتطور كل لوازم السفر والرحلات .

2/ اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية للتخاطب مع كافة شعوب العالم . ومن يجيد ها تحدثا وقراءة فإنه سوف لن يواجه متاعب فى التخاطب والتفاهم مع كثير من الشعوب التى لا تتحدث اللغة العربية خاصة فى المطارات والسكة حيد والفنادق. و فى البلدان التى لايتحدث أهلها العربية ولا الإنجليزية فيمكن التفاهم مع أهلها بالإيماءة والإشارة أو الرسم وبتعابير الوجه . وهناك لغة رموز مشتركة معروفة فى جميع أنحاء العالم كعلامات ورموز حركة المرور العالمية . هذه الرموز ترشد المسافر الى كثير الى الإتجاهات أو الأمكنة دون أن يحتاج المسافر الى سؤال أحد . فرمز علامة استفهام تعنى مكتب الإستعلامات كما تعنى رسمة سجارة مشتعلة وعليها صليب ممنوع التدخين و هذه الرموز والرسوم مستخدمة أيضا لترشد الى مكان تغيير العملة والإستراحة والمطعم والتواليت وإن كان للرجال أم النساء ومكان التلفون العمومى ، الماء البارد والساخن . والماء غير الصالح للشرب وهكذا . وعلي المسافر الغريب فى غير وطنه أن يحرص على أن يكون مظهره مقبولا بالنظافة وبكثرة الإبتسام وإفشاء التحية والسلام . وهناك كتيبات لكل لغة خاصة بالمسافرين الذين سيمكثون فى قطر أكثر من إسبوع . وهي كتب مرغوبة ومفيدة ولا تكلف الكثير وتحوى على أكثر التعبيرات استخداما فى السفر والتسوق والتى يحتاج اليها السائح . واشهر مجموعة لمثل هذه الكتيبات هي مجموعة Berlitz . وهناك آلات ترجمة إلكترونية ولكنها ليست فى فى كفاءة تلك الكتيبات .

نواصل

Post: #164
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: ismeil abbas
Date: 05-12-2009, 10:59 AM
Parent: #163

Quote: نواصل


ومعك فى تواصل.........................تحياتى.

إسماعيل محمد احمد عباس...

Post: #165
Title: Re: تجارب في فنون السفر والسياحة بأقل التكاليف للشباب
Author: محمد عبدالله سيد احمد
Date: 05-12-2009, 07:49 PM
Parent: #164



/ على الشباب أن يكونوا حريصين على العناية بصحتهم خاصة فى ماء الشرب فمعظم شبكات المياه فى أوروبا وفى قطاراتها غير صالحة للشرب وعليها تحذير بذلك . وكذلك فى عديد من الدول النامية . وينصح الأطباء بحمل حبوب المطهرة للمياة فى السفر لتنقية المياة وجعلها صالحة للشرب . وما أقسى أن يصاب المسافر بوعكة فى السفر . وفى هذا الزمان الموبوء بمرض الإيدز العضال فإن على الشباب الحذر من التورط فى أي علاقات جنسية غير شرعية قد تكون متوفرة وسهلة لكل راغب فى كثير من البلدان . فالإحصائيات تشير الى أن أكثر من عشرين الف شخص يصابون بالإيدز كل يوم فى مختلف أ نحاء العالم خاصة فى اقطار أفريقيا جنوب الصحراء .

4/ المسافر على الطريقة الإقتصادية يفضل أن يكون له حزام لحفظ النقود أو الشيكات السياحة ويربطه فى وسطه و يأخذ منه الإحتياج اليومى حسب ما قرره فى ميزانيته كمصروف يومى من إقامة ووجبات وتنقل وهو مبلغ فى حدود ثلاثون ألف جنيه يوميا بالقديم حتى لا يضطر لفتح حزامه فى كل مرة ويضع هذا المبلغ فى جيب داخلى . وأن يحذر من تغيير عملته فى السوق الأسود لما فى ذلك من مخاطر قد يتعرض فيها للغش بإستلامه لعملة مزيفة أو ناقصة فضلا عن كون ذلك مخالف للقانون وقد يعرضه لعقوبه . و الباسبورت أهم وثيقة فى السفر ولذا يجب علي المسافر أن يولي حفظه إهتماما أكبر ، ومن المفضل أن تكون للمسافر نسخ مصورة من جواز سفره ووثائق سفره الأخرى والإحنفاظ بها داخل متاعه وصور فوتوغرافية ملونه . وعليه إتخاذ الحيطة من النشل والسرقة خاصة فى أفريقيا وآسيا والدول الأقل نموا . والنشل والسرقة فى كثير من دول أوروبا قليلة وقد ينبهونك إن نسيت أشياءك . وعلى كل حال فإنه من الواجب فى كل الحالات إتخاذ كافة الحيطة والحذر منهما لأنها إن حدثت فإن المتاعب التى سيتعرض لها المسافر ستدمر رحلته تماما وتضع لها نهاية مؤلمة خاصة بفقدانه لباسبورته ونقوده . وقد تكون هناك شوارع معينة فى بعض المدن أو مواقع محددة تشتهر بالجرائم خاصة بالليل وهى معروفة للسكان المحليين . ويمكن الإستعلام عنها من استقبال الفندق أو مكاتب السياحة بالمدن أو حتى من جرسون فى مطعم . وقد يجد ذلك فى المرشد السياحى للمدينة .

5/ ليس من السهل على الشباب فى رحلاته الحصول على عمل مؤقت . وحتى إن وجد فهو من شاكلة العمل للعمال غير المهرة كعمل الجرسونات وغسيل الأوانى فى المطاعم وجني الفاكهة من البساتين .وهو فى العادة ذو أجر ضئيل وفيه مخالفة لقانون العمل بتلك البلاد .

6/ من الضرورى جمع معلومات كافية عن البلد أو البلدان التى يراد السفر اليها قبل الوصول اليها . كالمعلومات عن عملتها ومستوى الأمن بها ومعرفة ما هى الممنوعات والمحظورات فى جماركها والأماكن السياحية بها وغير ذلك من معلومات . وهذه المعلومات يمكن الحصول عليها من مصادر مختلفة أهمها الإنترنت وفيها سيجد الباحث كل ما يرغب فى معرفته عنها قبل أن يصل اليها . وما أكثر المواقع فى الإنترنت التى توفر كافة المعلومات الى يرغب فيها من يطلب السفر حتى بالنسبة لحجز تذاكر السفر والإقامة فى الفنادق وإرشادات مختلفة . ومن الضرورى أيضا أن يتحصل المسافرعلى مراشد وخرط من مكاتب السياحة أو الإستعلامات فى تلك البلدان . وفى مطارات أوربا كما فى معظم مدنها وقراها توجد مكاتب سياحية بها خرط مجانية أو زهيدة القيمة وعشرات الكتيبات والمراشد تحكى عن المدينة ومعالمها السياحية وأماكن الإقامة الرخيصة والمطاعم والمواصلات إلخ - وهي معلومات مفصلة ومتجددة ولا غنى عنها لأنها توفر الوقت والجهد والمال . ومن الضرورى أيضا أن يلم المسافر بعادات وتقاليد وثقافات شعوب البلدان التى سيزورها كي يحترم مشاعهم ولا يتعرض لمواقف حرجة بسبب جهله بتلك العادات والمعتقدات . وكمثال لذلك فإننا هنا فى السودان نعتبر أن من أكبر الإهانة هو أن يظهر أحد الجالسين كعب حذائه لمن يجلس فى قبالته ولكنها فى أوروبا وأمريكا شيئ عادى . وفى الهند فإنك تثير غضب الشخص إن قدمت له شيئا بيدك اليسرى أو لمسته بها . وفى الولايات المتحدة الأمريكية فإن تشكيل دائرة بإبهام وسبابة اليد اليمنى وعرضها أمام أحد أومجموعة فإن ذلك يعنى الإنتصار أو أن كل شيئ تمام وعال العال ولكن نفس هذه الإيماءة عند شعوب أمريكا الجنوبية تعنى إساءة فاحشة بالغة قد تعرض صاحبها للإعتداء عليه . وهكذا – وعلى المرء أيضا أن يكثر من الإستفسار قبل الإقدام على عمل شيئ يساوره فيه شك للتاكد من مشروعيته أو تقبل الناس له لتجنب الوقوع فى مشكلة . فالمعلومات المسبقة عن بلد من البلدان قبل الوصول اليه يعين كثيرا ويوفر للزائر الكثير من الوقت والمال والجهد .
مع تمنياتى للشباب السودانى برحلات موفقة وبمستقبل واعد .

إنتهى هذا الجزء من الرحلات فى اوربا وأمريكا والى اللقاء فى جزء آآخر من الرحلات فى بعض الدول الأفريقية والآسيوية . واشكركم لمتابعتكم وتشجيعكم . وأص بالشكر الأخ / إسماعيل محمد أحمد عباس وأتمنى أن يجمعنا لقا ء .