حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية مواضيع توثقية متميزة
مواضيع توثقية متميزة

حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية


04-22-2003, 00:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=13&msg=1072068089&rn=0


Post: #1
Title: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 00:45 AM

يشكل الحزب المسمي بحزب الامة ؛ جرحا في الجسد السوداني ؛ ويبدو لنا وضعه في الحركة الوطنية ؛ كحصان طروادة ؛ يخدع الصف الوطني ؛ ليلحق به الهزيمة ؛ ويحقق وسطه مصالح الاعداء

في هذا البوست ؛ سنتابع ما يسمي بحزب الامة تاريخيا ؛ لنثبت كيف عمل هذا الحزب ضد مصالح الامة ؛ وكيف انه ليس بحزب ؛ ولا سوداني ؛ ولا للامة به علاقة من قريب او بعيد

كما ندعو جميع المعتمين للمساهمة بالوثائق والمعلومات المتوفرة لهم ؛ لكشف هذا الكيان التسلطي الاستعماري ربييب الدكتاتوريات وحليفها

عادل

Post: #2
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:04 AM
Parent: #1

قبل تاسيس الحزب : التاريخ المخزي
---------------------------------

قبل تاسيس حزب الامة ؛ لعبت العناصر التي كونته فيما بعد ؛ دورا مخزيا في الحركة الوطنية ؛ وفي النضال ضد الاستعمار ؛ حيث كانت قيادة الانصار ؛ ممثلة في شخص عبد الرحمن المهدي ؛ متعاونة من اجل المال والمصالح والزعامة ؛ تعاملا تاما مع المستعمر ؛ وقد تم تدجين هذا الرجل ؛ بالمساعدات المالية والاقطاعات ؛ ليحول المهدية من حركة ثورية ؛ الي مجرد طائفة ؛ يتبع افرادها قادتهم بعمي ؛ من اجل مصالح لا علاقة لهم بها

ففي العام 1919 ؛ سافر وفد لتقديم التهنئة للحكومة البريطانية وللملك ؛ علي انتصار بريطانيا في الحرب علي المانيا ؛ وضم الوفد مجموعة من القيادات الطائفية والعشائرية وما يسموا برجال الدين ؛ وكان من بينهم عبد الرحمن المهدي

وقد صرح اعضاء الوفد ؛ لدي وصولهم الي بريطانيا ؛ بان "جميع السودانيين يدركون المنافع التي جلبتها الحكومة البريطانية للسودان " وصرحوا كذلك في عام 1922 ؛ مخاطبين للادارة الاستعمارية ؛ بان " الفوائد التي جنيناها من حكومتكم لا تحصي " ؛ كما صرحت جريدة الحضارة ؛ القريبة من عبد الرحمن المهدي ؛ في اغسطس 1920 ؛ بان " العدل والحرية والامن والرفاهية نتاج الادارة البريطانية "

تم كل هذا ؛ في وقت كانت الحركة الوطنية تتصاعد ؛ ومرجل الثورة يغلي ؛ وتتكون خلايا الاتحاد السوداني ؛ واللواء الابيض ؛ ويصدح خليل فرح باغانيه الثورية ؛ وتنطلق الانتفاضات القبلية والدينية الواحدة تلو الاخري ؛ وتظهر المنشورات في المدن معارضة للادارة الاستعمارية

وكان هذا كان قليلا ؛ فان عبد الرحمن المهدي ؛ وسط كل الزعماء ؛ قد سارع بتقديم هدية لملك انجلترا ؛ في زيارته المشؤومة تلك ؛ وكانت الهدية هي ....سيف الامام المهدي

امام هذا الانبطاح الذليل ؛ لم يجد ملك الانجليز مفرا ؛ من ان يقول للرجل ان هذا تراث بلدك؛ وان هذه الاشياء لا تهدي ؛ وانه يرفض ان يقبل هذه الهدية ..فتامل ؛ كيف وصل الهوان بابن المهدي ان يهدي سيفه لرمز المستعمر ؛ وكيف رفض الملك الانجليزي ان يشارك في هذه الجريمة

ونواصل

Post: #3
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:19 AM
Parent: #2

لم يكن غريبا ؛ ان يؤيد القادة الطائفيين الحكم الاستعماري بهذا الحماس ؛ ففي الحقيقة فقد كانت هناك العديد من الفوائد اتت بها الادارة الاستعمارية ؛ ولكن لهم شخصيا؛ وليس لعامة الشعب

ففي اتجاه خلق طبقة موالية لها ؛ فقد شجعت الادارة الاستعمارية ابناء الاسر الطائفية والزعامات الدينية والعشائرية ؛ للاستثمار في الزراعة ؛ وانشاء مشاريع زراعية ؛ يتوفر لهم منها عائد مادي ضخم ؛ وتتيح لهم التحكم بالمزارعين ؛ وقد كان لاسرة المهدي ولاسرة الميرغني قصب السبق في ذلك

فعبد الرحمن المهدي مثلا ؛ تم منحه جزءا من الجزيرة ابا ؛ في العام 1908 لاستصلاحه ؛ وذلك بالرغم من معارضة بعض اهالي المنطقة ؛ وفي العام 1915 اعطي اراضي جديدة في الجزيرة ؛ وامتدت العطايا مع الزمن ؛ لتشمل مزارع ومناطق تسكنها قبائل باسرها ؛ في الفونج ؛ والنيل الابيض ؛ وكسلا

ان العمل في هذه المشاريع كان يقوم علي اساس السخرة ؛ اي العمل دون اجر ؛ وبمجرد تقديم وجبات بسيطة لسد الرمق ؛ والحفاظ علي العامل الزراعي حيا ..ان هذا النمظ يتجاوز كونه نظاما اقطاعيا ؛ الي كونه عمل عبودي ؛ وهو الذي شكل المصدر الرئيسي لثروات عبدالرحمن المهدي وابنائه واحفاده من بعده ؛ وذلك من الارض التي نزعت من اصحابها الاصليين - القبائل - ثم منحت لهؤلاء العملاء ؛ ثم اجبر ابناء تلك القبائل - اصحاب الحق - علي العمل فيها سخرة ؛ فكان ان اكل هؤلاء القادة سحتا ؛ ولا زالوا ياكلون

ونواصل

Post: #4
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:40 AM
Parent: #3

لم تكتف الادارة الاستعمارية بان وهبت هؤلاء العملاء اراضي الغير ؛ بل دعمتهم ماديا ايضا ؛ ففي عام 1926 ؛ اقرضت عبد الرحمن المهدي مبلغ 4500 جنية استرليني ذهبي ؛ حولت فيما بعد الي هدية ؛ ان محمد عمر بشير في كتابه الحركة الوطنية في السودان ؛ يذكر ان عبد الرحمن المهدي كان يملك في العام 1933 كان يملك 13 الف فدان مزروعة ؛< في مناطق النيل الابيض ؛ والفونج ؛ وكسلا ؛ والجزيرة ابا ؛ وان دخله السنوي كان يتراوح ما بين 15 الي 40 الف جنيه استرليني ؛ وكانت تعمل تخت امرته قوة عمل -مسخرة - تتكون من 4500 رجل ؛ يعملوا بتفرغ

اعتمادا علي هذه المصالح ؛ انطلق القادة الطائفيين وقطيع العملاء ؛ بقيادة عبد الرحمن المهدي ؛ في تخريب الحركة الوطنية ؛ فوهبت لهم جريدة حضارة السودان الرسمية ؛ وفي عام 1920 كون عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني ويوسف الهندي ؛ شركة راسمالها 3000جنية ؛ دفعوا نصفها واستدانوا النصف الاخر من البنك ؛ واعلنت الجريدة تحت قيادتهم ؛ في احد افتتاحياتها انها " في جميع سيرها تراعي توثيق الصلات بين الامة وحكومتها بغرض الشد من ازر الهيئتين علي ما يرضي الصدق ويسعد الوطن "

وبايحاء من اصحاب الجريدة العملاء ؛ كتب رئيس تحريرها ؛ حسين شريف سلسلة مقالات بعنوان " السودان ومصر او المسالة السودانية " ؛ فماذا كتب فيها وكيف عبر عن اراء ومصالح اصحاب الجريدة

كتب حسين شريف موضحا صلة السودان بمصر ؛ وتاريخ المسالة السودانية الي قيام الحكم الثنائي ؛ واشار الي شذوذ ذلك الحكم ؛ لانه يجعل امر البلاد متنازعا بين شريكين غير متفقين ؛ وخلص الي ضرورة انفراد احد الشريكين بالحكم ؛ حتي يتدرب السودانيون علي الحكم ؛ وانه بازاء هذا الخيار لا بد من اختيار انجلترا لتنفرد بحكم السودان ؛ لانها الاقدر علي ذلك والاكثر تاهيلا له

فماذا نسمي هذا اذا لم يكن العمالة الواضحة الفاضحة ؟

ونواصل

Post: #6
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:52 AM
Parent: #4

بالمقابل كانت الحركة الوطنية تنمو وتبني تنظيماتها ومنابرها ؛ فاسس علي عبد اللطيف الجمعية المتحدة لقبائل السودان ؛ وكونت مجموعة اخري الاتحاد السوداني ؛ وتطور التنظيمان ليؤديا في النهاية الي تكوين جمعية اللواء الابيض ؛ والتي قادت ثورة العام 1924

ماذا كان موقف عبد الرحمن المهدي وبقية العملاء من هذا الصف الوطني ؛ هل ايدوهم ؟ هل وضعوا امكانياتهم في يدهم ؟ كلا والف كلا ؛ بل لقد هاجموهم بعنف ؛ ووصفوهم ؛ علي لسان موظفهم حسين شريف ؛ بانهم اولاد شوارع ؛ وبانهم عبيد ؛ وبانهم الجزء الوضيع من الامة ؛ وكتب حسين شريف " اهينت البلاد لما تظاهر الجزء الوضيع من الامة ؛ وطلب التحدث باسمها ؟ ومن هو علي غبد اللطيف الذي انتشر صيته هذا الايام ؟ وما اصله ؛ وما قبيلته ؛ وما هو مركزه في المجتمع

وحينما حضر اللورد اللينبي بعد اخضاعه لفلسطين ؛ ومقولته الشهيرة ها نخن قد عدنا يا صلاح الدين ؛ هاجمه التيار الوطني بعنف ؛ كان من اوضحه قصيدة توفيق صالح جبريل التي هجاه فيها ؛ فماذا كان موقف عبد الرحمن المهدي ومجموعته ؟ لقد استقبلوه بالترحاب ؛ وهللوا لمقدمه ؛ واقاموا له الولائم والمادب

ان هؤلاء ؛ الذين هالتهم ثورة 1924 ؛ قد وصفوها بانها فتنة اولاد الشوارع ؛ ووقفوا مع كل اجراءات قمعها ؛ ومع الاحكام القاسية التي تعرض لها قادتها ؛ وقوفا مع الحكومة الاستعمارية التي قدمت لهم منافع عديدة لا تحصي ؛ حسب قولهم

ونواصل

Post: #5
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Mahadi
Date: 04-22-2003, 01:42 AM
Parent: #1

Adil,
you are sick and do not deserve a reply

Post: #7
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:54 AM
Parent: #5

مهدي

اذا كان كلامك صحيحا ؛ وكنت مقتنعا به ؛ فلماذا كتبت ردك اذن ؟

انت تناقض نفسك يا عزيزي

فاما انا لا استحق الرد ؛ وعندها لا ينبغي لك ان تكتب ؛
واما ان تكتب ردك ؛ وعندها لا داعي لمقولة اني لا استحق الرد

عادل

Post: #8
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 02:10 AM
Parent: #7

بعد انهزام ثورة 1924 ؛ انفتح الباب واسعا امام هذه الفئة العميلة ؛ بقيادة عبد الرحمن المهدي ؛ لتعيث فسادا في الحركة الوطنية ؛ ولتدعم سادتها في الادارة الاستعمارية

ففي العام 1931 مثلا ؛ قام اول اضراب لخريجي كلية غردون ؛ وذلك حينما حاولت الحكومة تخفيض مرتباتهم ؛ فماذا فعل القادة الطائفيين ؛ وعلي راسهم عبد الرحمن المهدي ؛ لقد تدخلوا لصالح الادارة الاستعمارية ؛ وحبطوا الهمم ؛ وكسروا الاضراب ؛ الامر الذى جعل العناصر الاكثر ثورية من المضربين تصفهم بان " ولائهم مزيف تدفعه اغراضهم الخاصة "

ولائهم مزيف ..تدفعه مصالحهم الخاصة

بالمقابل ؛ ودرءا للحرج ؛ فقد بداؤا في رفع شعار السودان للسودانيين ؛ وهو شعار كان يعني عندهم انفراد الانجليز بحكم السودان ؛ وهو الشعار الذي قبلته الادارة الاستعمارية البريطانية ؛ لانه يدعم وجهة نظرها في الانفراد بامر السودان ؛ وابعاد النفوذ المصري عنه

ان ادوارد عطية ؛ احد موظفي قلم المخابرات الاستعماري ؛ يكتب في تقرير له عن هؤلاء العملاء ما يلي :
" هذه الجماعة وجدت في شعار السودان للسودانيين مخرجا لها من الحرج ؛ لانها لو هاجمت مصر لاتهمت بالخيانة ؛ ولو ايدتها لواجهت غضب الاتجليز ؛ ولذلك قبلت بالامر الواقع ؛ مع محاولة الاستفادة القصوي من مساعدة البريطانيين ؛ لتاكيد دعواهم ل"الاستقلال " -

يا لهم من انتهازيين
ولائهم مزيف ؛ تدفعهم مصالحهم الخاصة

نواصل

Post: #9
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 02:43 AM
Parent: #8

في مثل هذه الظروف ؛ قام مؤتمر الخريجين ؛ فماذا كان موقف غبد الرحمن المهدي وبقية العملاء منه ؟

لقد عملوا علي خلق ولاءات لهم داخل المؤتمر ؛ وتمزيقه حسب الاتجاهات الطائفية ؛ وتفريغه من المحتوي الثوري

فعبد الرحمن المهدي ؛ بدا منذ اول الثلاثينات ؛ في بناء حاشية سياسية حوله ؛ من كبار المتعلمين المحافظين ؛ والمنتمين لاسر انصارية ؛ او العناصر المرتبطة بالثقافة الانجليزية ؛ او الموتورين تجاه مصر من بعض العناصر ؛ والتي شاركت في ثورة 1924 ؛ وصدمها الموقف المصري ؛ وكان هذا الخليط في مجموعه ؛ لا يجمعه جامع فيما بينهم ؛ وبينهم وبين راعيهم الجديد ؛ الا الانتهازية السياسية ؛ والولاء المزيف ؛ المدفوع بالمصالح الخاصة

بالمقابل كان عبد الرحمن المهدي يقوي نفوذه المادي ؛ فعندما وضعت الحكومة تجارة القطن في يدها ابان الحرب ؛ واجبرت عبد الرحمن المهدي علي بيع " قطنه " لشركة ساسون في عام 1942 ؛ عوضته بدفع مبلغ اضافي يتمثل في 10 الف جنيه ؛ زعم انه كان سيتحصل عليه لولا الاحتكار ؛

كذلك انشا عبد الرحمن المهدي جريدة اسماها صوت السودان ؛ وذلك بعد ان تفرق السبيل بينه وبيين الميرغنبي والهندي ؛ وفي الحقيقة فان المنافسة التجارية بين الميرغني والمهدي قد كانت السبب الرئيسي للاختلافات السياسية اللاحقة بينهم ؛ واتجاه الميرغني بعدها في اتجاه موالي للمصريين ؛ الانر الذي يوضح ان كل الامر يتعلق بالاختلاف حول قسمة المنافع العديدة التي وفرها لهم الاستعمار ؛ اي المال

ان تخريب مؤتمر الحريجين بالانقسام الطائفي ؛ لم يكن بعيدا عن تدبير الادارة الاستعمارية ؛ ويحكي احمد خير المحامي في كتابه كفاح جيل ؛ الفصول المخزية لتحطيم مؤتمر الخريجين علي يد القيادات الطائفية ؛ وخصوصا عبد الرحمن المهدي ؛ وقد كتب احد الباحثين قائلا :
"وقد لعب التنظيم الطائفي في تلك الفترة ؛ دورا ملحوظا في اضعاف وحدة جماهير الشعب السوداني ؛ وفي جذب الانظار بعيدا عن عدونا الحقيقي ؛ والمتمثل في الاستعمار البريطاني

نواصل

Post: #10
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 03:28 AM
Parent: #9

في الغد نتابع الحلقة الثانية ؛ والتي تؤرخ من قيام ما يسمي بحزب الامة ؛ الي الاستقلال

عادل

Post: #15
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 05:45 AM
Parent: #9

المراجع الرئيسية للجزء الاول
-يمكن ان تستخدم لقراءات اوسع حول الموضوع -

الحركة الوطنية في السودان - محمد عمر بشير ؛ دار جامعة الخرطوم للنشر
الامبريالية والوطنية في السودان - جعفر محمد علي بخيت - دار جامعة الخرطوم
ملامح من المجتمع السوداني - الجزء الاول - حسن نجيلة - بيروت =- لبنان
القوي الخارجية والاتجاهات الاقليمية في السودان - السيد فليفل - القاهرة - 1990
مقالات في الادب والنقد - معاوية محمد نور
- 1949 - كفاح جيل - احمد خير المحامي
الصحافة السودانية في نصف قرن - محجوب مخمد صالح - دار جامعة الخرطوم - 1970
مؤتمر الخريجين -في الابيض - بشير محمود - دارجامعة الخرطوم
الاسلام والسياسية في السودان - مخمد سعيد القدال -بيروت
تقارير ووثائق مجموعة في مجلدات مختلفة
مقتطفات من صحف ومجلات

Post: #11
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Deng
Date: 04-22-2003, 04:16 AM
Parent: #1

الأخ عادل.

شكرا للمعلومات الوافية والشرح الموثق. أرجو من الاخوة عندما يردوا علي بوست الأخ عادل أرجو منهم الرد بطرق علمية موثقة وذلك لكي تعم الفائدة. هناك جزء كبير من تاريخ السودان لم يكتب لنا في كتب التاريخ التي تدرس في المدارس ألان.

Deng.

Post: #13
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 05:23 AM
Parent: #11

شكرا يا اخ دينق

نتمني ان يلتزم الحوار بالحقائق ما امكن

ونحن من جانبنا سنقوم بتوثيق كل حلقة بثبت المراجع ؛ وساقوم من الجزء الثاني بايراد اسماء الكتب والوثائق التي اعتمد عليها في البوست

عادل

Post: #12
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: الكيك
Date: 04-22-2003, 04:31 AM
Parent: #1

الاخ عادل تحية
تحية طيبة
اتابع كتاباتك المختلفة ولا شك انك رجل نشط وصاحب قلم سيال رغم اختلافى معك فى كثير من ارائك ولكن فى بعض الاحيان ينفلت قلمك فيهاوش يمين او يسار باسلوب يجلب لك عداوات انت غير محتاج لها
اخى نحن فى حوجة للعمل الحزبي المنظم فى شفافية تامة ولسنا فى ساحة معركة انتخابية الان لنبرز سوءات غيرنا وانما يجب علينا ذكر الايجابيات ان وجدت وترك السلبيات لحين موعدها
قرات كل ما قلته فى هذا البورد عن الحزب الشيوعى واليوم قرات لك عن حزب الامة فلمست عدم الحياد فى الكتابة والتحامل بشكل سافر عليهما
انت تربيت فى مدرسة تنظر للصورة من الناحيتين وتملك من الاخلاق الحميدة ما يدعوك لذلك ولكن ان يصل بك الامر لدرجة عدم احترام اختيار الاخرين باى اسلوب لدرجة التزوير فهذا مرفوض من اى مثقف يحترم الراى الاخر ويحترم راى الاخرين
قد تكون متحزبا فى حزب منافس لهذين الحزبين ولكن اصول العبة فى التعامل بين الاحزاب والتنافس لها اصولها واحترامها
اخى عادل بعد تخليك عن الحزب الشيوعى واصبحت مستقلا كتبت اروع المقالات فى الشان السياسى العام ولكن يبدو انك لم تطق صبرا بهذه الاستقلالية فعدت وتحزبت فاصابك ما اصاب اخونا احمد سليمان

Post: #14
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 05:35 AM
Parent: #12

الاخ الكيك

تحية طيبة

شكرا علي كلماتك ونقدك ؛ وان كنت لا اتفق معك في ان اظهار الحقائق ينبغي ان يتم ايام الانتخابات فقط ؛ فنحن نتعرض طول الوقت لدعاية حزب الامة وتخريبه للحركة السياسية ؛ وقد اتي الاوان لان تقال الحقائق واضحة ؛ ولا تعلم متي تري موعدها انت

موقفي من حزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادتهما الحالية ثابت منذ وعيت ؛ وليس هذا نتيجة تعصب او دواع عقيدية او مشكلة شخصية ؛ وانما لادراك تام بطبيعة هذين الحزبين وبنيتهما وتاريخهما ؛ الامر الذي افقدني اي امل في ان ياتي خير منهما لشعب السودان

لا اتفق تماما مع مقولتك
-------------
ولكن ان يصل بك الامر لدرجة عدم احترام اختيار الاخرين باى اسلوب لدرجة التزوير فهذا مرفوض من اى مثقف يحترم الراى الاخر ويحترم راى الاخرين
--------------

واعتقد انها خاطئة خطا كبيرا ؛ واطلب منك ان تحدد لي اين هو التزوير في المعلومات التي ذكرتها ؛ واذا كانت هناك اي معلومة غير صحيحة فانا مستعد للاعتذار العلني ؛ ولكني متاكد تماما مما اكتب وعندي كل المراجع ؛ فالرجاء ايضاح هذه النقطة وتبيين اين التزوير الذي تراه

انا منتم سياسيا للتحالف الوطني السوداني ؛ ولكني اختلف مع الحزب الذي انتمي اليه فيما يتعلق بالتحالفات القائمة ؛ حيث اني معارض تماما لصيغة التجمع الوطني الديمقراطي ؛ وذلك منذ سنوات طويلة ؛ كما انا مؤمن بان الحداثة والتغييير والنظام الدستوري المستقر ؛ لن يقومان في بلادنا ؛ دون تقديم البديل عن قوي السودان القديم وممارساتها

حديثك عن شبهي باحمد سليمان اطلب منك توضيح اوجه الشبه

وشكرا

عادل

Post: #16
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: الكيك
Date: 04-22-2003, 08:03 AM
Parent: #1

اخى عادل
كيف الحال
اخى انا متاسف جدا على كلمة تزوير التى فهمتها بمعنى جنائى لا اقصده اطلاقا ولكن اسقاطقك لمواقف الامس على اليوم وانما قصدى فى ان ما تراه خيانة وانتهازية وعمالة كان يراه غيرك بانه نضال وذكاء فى التعامل مع المستعمر الذى لم نكن نملك جبروته فى ذلك الوقت كما يحصل اليوم بيننا واسرائل هنا تجىء كلمة تزوير للتاريخ لان اللغة العربية حمالة وذات معان مختلفة لكل شىء

Post: #17
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 01:49 PM
Parent: #16

الاخ الكيك

شكراللتوضيح ولا دام الاسف

بهذا المعني الذي ذكرت لا تزوير ايضا ؛ لان رجال ونساء تلك الفترة ايضا كانوا ينظروا الي حزب الامة وقيادته كحزب عميل وخائن للقضية الوطنية ؛ ودونك آراء عبيد حاج الامين قائد اللواء الابيض في القادة الطائفين ودورهم المخزي قبل وابان ثورة 1924 ؛ ولقد انتبه اذلك الكثبر من ؛ وقد قال احد الشعراء

وما ضرت العليا الا عمائم
تساوم فينا وهي فينا سوائم

وقد قيلت في العشرينات
وقيل ايضا لما هشوا وبشوا لزيارة اللينبي

الا ليت اللحي كانت حشيشا
لتعلفها خيول الانجليز

وقد اشرت الي ما قاله الخريجين حول هؤلاء الرجال بان ولائهم زائف تدفعهم مصالحهم الشخصية
وساتي علي تحقيق بعض الشهادات حول حزب الامة في الاربعينات

كل هذا يدلل اننا لا نمارس الاسقاط التاريخي ؛ ولا نحاكمهم بمعيار اليوم ؛ بل نوضح حقائق كانت معروفة للرعيل الاول ؛ ولكنهم يريدون ان يطمسوها ؛ ولن يطمسوها فهي موجودة ومسجلة

اما عن ضعفنا ابان النضال ضد الاستعمار؛ فثورة 1924 تقدم مثالا مناقضا ؛ ولولا الخونة والعملاء لربما كتب لها النجاح ؛ او لم تقهر بهذه الطريقة

عادل

Post: #18
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 03:17 PM
Parent: #17

التاسيس وتخريب النضال الوطني 1945-1956
-------------------------------------

بعد ان اصدر مؤتمر الخريجين قراره الذي يطالب بحق تفرير المصير ؛ وقيام حكومة ديمقراطية في السودان ؛ اسست الجماعة التي ارتبطت بعبد الرحمن المهدي ؛ حزب الامة في عام 1945

يقول احمد خير المحامي في كتابه كفاح جيل ؛ ص 153 انه من الملاحظ ان قيادة حزب الامة تضم اكثر الرجال الذين حاربوا حركة 1924 ؛ وحاولوا ان يمثلوا دور المعتدلين او الانتهازيين في تلك الفترة

اخذ حزب الامة اسمه من اسم حزب الامة المصري ؛ وهو حزب رجعي موالي للانجليز ؛ جعل شعاره مصر لمصريين ؛ وكان جل همه هو محاربة حزب الاغلبية الشعبية ؛ حزب الوفد ؛ والحزب الوطني المعادي للانجليز ؛ وفي ذلك فان حزب الامة السوداني كان خير خلف لشر سلف ؛ وكان هدفه نفس الهدف ؛ ولم يملك حتي الخيال ليختار اسما مخالفا

كتب احمد خير المحامي ؛ صاحب فكرة مؤتمر الخريجين ؛ والمؤرخ المخضرم ؛ عن قيام حزب الامة ما يلي :

" علي ان قرار المؤتمر من ناحية ؛ وانتهاء الحرب من ناحية اخري ؛ حفز حكومة السودان لاخذ الاهبة والاستعداد للطواري ؛ واخراج الترياق الواقي ضد الاتجاه الشعبي ؛ فانشات حزب الامة

نشأ هذا الحزب في ظروف قاسية ؛ يتستر عليه اهلوه ؛ ويتهامس بانبائه ذووه ؛ ويستكن الانتساب اليه اعضاؤه ؛ ويستثير حوله الغير ؛ وهم كثر ؛ شتي القصص ومختلف النوادر والاحاجي

هبط الوليد ونجم النحس يتوسط فلك التعاسة ؛ واله الخصومة متربع علي عرش الشقاق في ملكوت الفتنة. ولد آية الشر والشذوذ في القرن العشرين ؛ فلم ينتسب لابيه ؛ وعاش كاللقيط في ملجأ الاستعمار محهول الابوين الي يومنا هذا

ولد وذكري حزب الامة المصري ما زالت ماثلة في الاذهان ؛ وشعار مصر للمصريين دليل الاتجاه الخاطئ او التضليل المشين .وقد سار في موكب تعميده وشهد صلاة الكاهن فيه ؛ نفر يفخرون بالانتهازية ؛ ويجرون في ركاب الثراء والقوة ؛ طمعا في عرض زائل وجاه زائف رخيص ؛ وسيبقي ذكره في التاريخ دليل الضلال والتضليل "

احمد خير - كفاح جيل - الصخات 152-153

هذا ما كتب عن حزب الامة في عام 1949 ؛ ولو حاولنا وسعنا ؛ لما اتينا بابلغ من هذه الكلمات ؛ في وصف حزب قام به نفر ولائهم زائف ؛ تدفعهم مصالحهم الشخصية ؛ طمعا في عرض زائل ؛ وجاه رخيص

ونواصل

Post: #19
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 03:34 PM
Parent: #18

نشأ حزب الامة منذ البداية علي ثلاثة قواعد ؛ هي التالية :

1- الدعوة والتمهيد لان تعلن الملكية في السودان ؛ وان يعلن عبد الرحمن المهدي ملكا علي السودان
2- قاعدة العداء لمصر ؛ وقطع الطريق علي اي تعاون بين الشعبين المصري والسوداني
3- قاعدة شعار السودان للسودانيين ؛ وهو الشعار الذى رفعه حزب الامة في مقابل الشعارات الاتحادية

اما دعوة الملكية ؛ فقد باح بها قادة حزب الامة ؛ حتي قبل تاسيس الحزب ؛ وعملوا علي نشرها في مؤتمر الخريجين ؛ الا انها قد واجهت مقاومة ضارية من قبل المثقفين ؛ بل ان من يؤيد الحكومة منهم قد ابلغها بوضوح ؛ بانه سيقف ضدها اذا ما دعمت مبدا الملكية في السودان

وقد كانت انتخابات مؤتمر الخريحين في عام 1945 ؛ تصويتا واضحا ضد الملكية ؛ حيث تحالف فيها الاتحاديون ؛ والقوميون ؛ وغيرهم ؛ وصوتوا ضد مرشحي عبد الرحمن المهدي ؛ وقد قامت احزاب محددة للدعاية للجمهورية ؛ ومنها الحزب الجمهوري ؛ والذي رغم ميوله الاستقلالية وبعده عن مصر ؛ فقد كان معاديا للملكية

اما العداء لمصر ؛ فان حزب الامة كان ينطلق فيه من نظرات ثارية وموتورة ؛ وقد استغل هذا الموقف بدهاء من قبل الانجليز ؛ ولم يفرق حزب الامة في عدائه ما بين البلاط المصري ؛ والشعب المصري ؛ بل لقد كان الغرض هو الحيلولة ضد ان ينحالف الشعبان ضد الانجليز والرجعية المصرية . الا ان هذا العداء لم يمنع حزب الامة من ان يقوم علي اقتباس اسمه وشعاره ؛ من احد الاحزاب المصرية ؛ ولكنه من عتاة الاحزاب الرجعية والموالية للانجليز ؛ وهو حزب الامة المصري ؛ صاحب شعار مصر للمصريين

اما شعار السودان للسودانيين ؛ فهي كلمة حق اريد بها باطل ؛ وقد مر علينا تحليل ادوارد عطية لها ؛ وما اكثر الشعارات الجذابة تستخدم في غير معناها وموضعها

ونواصل

Post: #21
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 03:42 PM
Parent: #19

وقد حاول حزب الامة ان يكثر من انصاره ؛ وان يضم اليه المثقفين ؛ وان لا يكتفي فقط بقاعدته من الانصار ؛ الذين حولهم من ثوار الي تبع ؛ ومن مواطنين احرار الي عمال زراعيين يعملوا بالسخرة ؛ فماذا كانت النتيجة

لقد وقف طابع الحزب كحزب طائفي في المقام الاول ؛ وكحزب يعتمد علي الادارة الاهلية في المقام الثاني ؛ حجر عثرة دون ان ينضم اليه المثقفون ؛ من خارج الدوائر التي اشرنا اليها ؛ والتي شكلت كوادره ؛ وهم الانتهازيين وكبار الموظفين ؛ والمنتمين الي اسر انصارية ؛ والموتورين والحاقدين علي مصر ؛ ودون ذلك فان الغالبية العظمي من المثقفين ؛ قد انضمت للاحزاب الاتحادية ؛ او الحزب الجمهوري ؛ او الشيوعيين ؛ او ظلت مستقلة ؛ وان بعداء واضح لحزب الامة

اضافة الي ذلك ؛ فان دعاية الانجليز السافرة للحزب ؛ ودعمهم له ؛ قد جعل كل وطني امين يتنائي بنفسه ؛ عن هذا الحزب المشبوه

لم يكن غريبا والحالة كهذه ؛ ان تفشل قيادة حزب الامة في الحصول علي رئيس تحرير لجريدتها صوت الامة ؛ وكان ذلك فشلا ذا مغزي ؛ الامر الذى اضطرت معه الي عرض مرتب ضخم ؛ كان طفرة في تاريخ الصحافة السودانية ؛ لمن يقبل رئاسة التحرير ؛ علي حسب شهادة احمد خير ومححوب مخمد صالح

ونواصل

Post: #20
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: ebrahim_ali
Date: 04-22-2003, 03:37 PM
Parent: #18

الاخ عادل سلام من الله عليك
اولاً كتاباتك هذه عن حزب الأمة وفي هذه الظروف وفي هذا الوقت اعتقد انها ربما تبصر الطريق .. ولكن الا ترى انك تهجمت على شخصيات قومية وتاريخية .. في مسيرة الحركة النضالية السودانية ..وهنا انا ليس بالمدافع عن حزب الامة ولا لسانه حاله فهنالك مكتب اعلامي يمكنه ان يفند ويثبت ما انت كاتبه او اردت ان توصله عبر هذا المنبر ولكن اتمنى منك ياخي العزيز ان تتوخى الدقة فيما تطرحه أو تكتبه لأنه تاريخ أمة وليس حزب بعينه فاختلف كثيراً معك فيما ذهبت فيه ومن أولها عنوانك الذي يجعل الحزب حصان طروادة فهذه ليست هي الحقيقة فارجع قليلاً للتاريخ وستجد من هو ذلك الحزب او تلك الاحزاب وأولها …
اما الاخ دينق فياخي العزيز انا ما عارف هل نصبت نفسك مدافعاً عن كل من يسب الشمال او احزاب الشمال الا وتنط علينا بكلمات اقل ان توصفه ترهات لا اقل ولا اكثر ويمكنك ان ترجع لردك للاخ عادل حتى تعرف ذلك
مع تحياتي

Post: #22
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 04:08 PM
Parent: #20

الاخ ابراهيم الحاج

تحية طيبة

لا اعتقد اني اتهجم علي اي شخص ؛ فانا اسمي الاشياء بمسمياتها ؛ واطلب منك ان تخدد لي وصفك لرجل اراد ان يهدي سيف ثائر سوداني مثل الامام المهدي ؛ لملك الدولة التي تحتل بلاده ؛ كما اطلب منك ان تسمي لي وصف الرجل الذي تقبل العطايا من ارض ومال ؛ من المستعمر ؛ والرجل الذي وقف مهاجما اول حركة وطنية ثورية ؛ وهي حركة 1924 ؛ ولا ينبغي ان نتعامل بالعواطف في مجال التاريخ والقضايا المصيرية

لحزب الامة ومؤيدوه ان ياتوا للرد علي ؛ ولا اعتقد ان عندهم ردا

حديثك عن الاخ دينق اراه مجحفا ح فالرجل اشار الي غياب الكثير من المعلومات التاريحية ؛ وهذا حق ؛ كما طالب الجميع بالتحلي بالعلمية والاحتكام للوثائق ؛ فاين الدفاع هنا عن من يسب الشمال واحزاب الشمال ؛ ولا اعتقد اني اسب الشمال ؛ وانما انا انقد حزبا محددا ؛ وفي مقولتك اثبات لان حزب الامة هو حزب شمالي ؛ وليس له من القومية او التعبير عن مصالح كل الشعب من شي

مع الود

عادل

Post: #23
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 04:22 PM
Parent: #22

موقفان مخزيان لحزب الامة في الاربعينات ؛ لو لم يكن له من الخطا الا اياهما ؛ لكفاه ذلك وخف بموازينه ؛ الا انهما كانا اول الفيض

الموقف الاول هو انخراط حزب الامة في المؤامرة الاستعمارية المسمأة بالمجلس الاستشاري لشمال السودان ؛ وقاطعته كل الاحزاب القائمة حينذاك والقوي الوطنية ؛ وايده حزب الامة وانخرط فيه انخراطا نشيطا لمدة ثلاثة سنوات كاملة

ففي سبتمبر 1943 انشات الحكومة الاستعمارية مجلسا "استشاريا " لشمال السودان ؛ ارادت به ان تجد مكانا للعناصر المرتبطة بها والمتعاونة معها ؛ وخداع الشعب بانه يشارك في الحكم عن طريق ممثليه ؛ وقطع الطريق علي مؤتمر الخريجين بانشاء هيئة يكون لها دون غيرها حق التعبير عن السودانيين والفصل في شان البلاد

نشا المجلس وفيه سببين رئيسين ؛ يجعلاه حراما علي كل وطني :
1- نشأ حكرا علي شمال السودان ح واستبعد الجنوب منه
2- جاء المجلس بلا صلاحيات معينا ؛ وتحت الاشراف التام للحاكم العام

لقد هاجمت الصحافة والقوي الوطنية المجلس وقاطعته ؛ ولكن عبد الرحمن المهدي ؛والرجال الملتفين حوله ؛ وحزب الامة بعد تكوينه ؛ قد ايدوا المجلس ؛ وانخرطوا في صفوفه ؛ واستلموا المرتبات علي ادعاء تمثيل الشعب ؛ وهم ينفذون مؤامرات المستعمر

اليس هذا هو دور حصان طروادة ؛ في داخل القلعة الوطنية ؟

نواصل

Post: #24
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: ebrahim_ali
Date: 04-22-2003, 04:37 PM
Parent: #23

الاخ عادل شكراً جزيلا لهذا الرد المهذب الذي ينم عن خلق رفيع وادب عالي وانا عندما شاركت في الرد علي البوست السابق الذكر اردت فقط ان نتنبه وان نتحرى الدقة والمصداقية فيما نكتبه لان كما ذكرت هي حقائق فلابد ان تكون مجردة وواضحة للعيان، وهنالك الكثيرون الذين يملكون هذه الحقائق ولكن تظل بعيدة عن الانظار حتى نتلقفها من يكتبها وهم من الخارج وما كتابات نعوم شقير لتاريخ السودان وغيره من الكُتاب العرب والاجانب خير دليل على ذلك اما نحن فمقلون جداً في
الكتابة عن تاريخنا جميعه مرة اخرى لك الود اخي عادل
هذا ما سطره قلم استاذنا عبد اللطيف البوني اليوم في عموده حاطب ليل بجريدة الراي العام تاريخ 22/4/2003م

ومازالت اخبار التكوينات العراقية الاجتماعية التي بدأت الزحف لملء الفراغ الناجم من انحسار سلطة البعث تتفوق عندنا على اخبار حزب الامة صاحب المؤتمر العام الناجح والاتحادي الذي خرج ولم يعد حتى الآن ومازال مصير صدام يشغلنا اكثر من ما تشغلنا محادثات نيروبي التي قيل انها اصبحت مثل «الضل الوقف ما زاد»، حتى نجاحات السودان في الامم المتحدة في ما يتعلق بحقوق الانسان لم نلتفت لها لاننا مشغولون بحقوق الانسان العراقي الخارج من تحت سندان البعث الى فرار اليانكي .. وهكذا نحن دوماً مثل أمونة في اشعار حميد «تكسي في الماشين عرايا وفوقها يتقطع هديمها» وهكذا نحن دوماً نؤثر على انفسنا رغم الخصاصة التي بنا، ورغم كل هذا لابد لنا اليوم من القاء نظرة على بعض شؤوننا المنسية وعلى قاعدة البكاء بحرروه اهلو. مؤتمر حزب الامة المعارض كان شمعة مضيئة في طريق البناء الحزبي في بلادنا الذي هو لبنة من لبنات البناء الديمقراطي فان يجتمع اكثر من ثلاثة آلاف عضو من معظم انحاء السودان وهؤلاء يمثلون عدداً كبيراً من اعضاء الحزب أي مصعدين ويجيزون هياكل الحزب ويسمون قيادته ويحددون برنامجه لا شك ان ذلك انجاز كبير، دون شك ان حزب الامة يحتاج للكثير ليصبح حزباً حديثاً وقومياً فالظل العائلي الكثيف الملقى على قيادته له آثار سالبة على صورة الحزب الخارجية وربما الداخلية ولكن «يا هو دا السودان» وهذه مرحلة مراحل تطوره الاجتماعي فلا يمكن لحزب الامة ان يتجاوز الواقع السوداني ليصبح حزباً صفوياً وكلنا يعلم ما فعلته الصفوية بنا. لا شك ان السيد الصادق المهدي يمثل قيادة كارزمية في حزب الامة واصبح ينطبق علىه غناء المغني الذي يقول :«قيافة وفايت الناس مسافة» ومن المؤكد ان المرحلة التاريخية ومكتسبات السيد الصادق الشخصية هي التي وضعته في تلك المنصة، فيبقى التحدي الكبير الذي أمام السيد الصادق هو كيف يمكن أن تجري ثقافته وتألقه الفكري ومواقفه السياسية الوطنية في اوردة وشرايين الحزب؟، والسؤال هنا : هل فكر أهل حزب الامة في مرحلة ما بعد الصادق؟ ألا يخشون من يوم ينكسر فيه المرق ويتشتت الرصاص؟ وإن شاء الله بعد خرف.

لدى حزب الامة اشواق واضحة وتطلعات مشروعة نحو القومية ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي الحزب وبما لا نشتهي إذ ان الجهويات استأسدت وسدت شمس الافق، فقبل الاستقلال كان الحزبان الكبيران قوميين، بمعنى انهما يجمعان عضوية تمتد من نمولي الى حلفا ولكن شيئاً فشيئاً انحسر ثوب القومية وخرج كل الجنوب وبدأت الجهات الاخرى في الصعود الى جبالها أو الدخول في صحاريها ولكن حزب الامة استطاع في انتخابات عام 1986م ان يوحد على الاقل بين وسط وغرب السودان ومدَّ لساناً في الشمال، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا : هل في مقدور الحزب الآن ان يتمدد في جهات السودان الثلاث؟ ولا نقل القبل الاربع لان هذا اضحى مستحيلاً. كان رأينا ومازال ان احزابنا وقياداتها التاريخية لم تعد مؤتمنة على البلاد والعباد ولكن الذي نشاهده ونعيشه الآن في بلادنا وفي المنطقة من حولنا وفي العالم من فوقنا يجعلنا نخاف من التجريب، ونتحسس ما بقى في «الجراب» من «عقاب» «لمواكاته» فالمثل يقول «مواكاة الجراب على العقاب» ومن هنا يأتي ترحيبنا «بملمة» حزب الامة الاخيرة وتمنياتنا ان يلم هذا الحزب عليه ريشه المتمثل في الفرع المنشق، فحزب مثل حزب الامة لا تسنده البندقية ولا السلطة ولا امريكا ولا دول الجوار ورغم ذلك يتنفس تحت الماء، حزب مثل هذا جدير بالاحترام.

Post: #25
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 04:45 PM
Parent: #23

وعندما فشل المجلس الاستشاري واحتضر؛ اخرجت الادارة الانجليزية احد الاعيبها ؛ حيث كونت ما سمي بمؤتمر ادارة السودان ؛ والذي وصي في عام 1947 بقيام ما يسمي بالجمعية التشريعية ؛ وقد شارك حزب الامة بثلاثة من اعضائه في مؤتمر الادارة ؛ كانوا من اكثر العناصر حماسا وتاييدا لقيام الجمعية التشريعية المزعومة -

ولدت الجمعية التشريعية ؛ والتي اريد لها ان تحل محل المجلس الاستشاري ؛ والتي اضافت بعض اعضاء من الجنوب الي قوامها ؛ ولدت ميتة ؛ وذلك نتيجة لمقاومة كل القوي الوطنية ؛ من اتحاديين ؛ وشيوعيين ؛ وجمهوريين ؛ ومستقلين ؛ وقد عبر السيد اسماعيل الازهري ؛ عن حدة الرفض الشعبي لها ؛ حيث قال : سنرفضها وان جائت مبراة من كل عيب ؛ الا انها كانت مليئة بالعيوب

فالجمعية التشريعية كانت امتدادا للمجلس الاستشاري ؛ ولم تكن قراراتها ملزمة ؛ اي انها كانت مجرد ديكور يخفي قبح الادارة الاستعمارية ؛ ثم انها كانت معينة ؛ زكانت تقل عن طموحات الشعب الذي كان يطالب بالجلاء التام

ان عبد الرحمن المهدي ؛ يحاول ان يجعل من الفسيخ شربات ؛ حينما يبرر من بعد لاشتراكه في هذه المؤسسات الهشة العميلة ح والتي رفضتها كل القوي الوطنية ؛ حيث يكتب في كتابه جهاد في سبيل الاستقلال
"قلت ان الحكومة لم تعترف بمقدمي مذكرة المؤتمر ؛ ودعاني هذا لان اقابل الحاكم العام السير هدلستون ؛ وذكرت لهم انهم خيبوا امالنا باهمالهم للمذكرة ؛ فرد السير هدلستون بقوله "اننا سنعمل شيئا للسودان " ؛ وكان الشي الذي يقصده المجلس الاستشاري لشمال السودان...ولما عرضت علي فكرة المجلس الاستشاري قبلتها ؛ ونصحت رجالي ان يقبلوا الاشتراك في المجلس "

نواصل

Post: #26
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Deng
Date: 04-22-2003, 04:47 PM
Parent: #1


إبراهيم على

هل أنت قرأت ما كتبته أنا, أم حديثك نابع من حالة عجز عن الرد بأسلوب موثق؟
في ردك على الأخ عادل ذكرت بأن هناك تجني على بعض الشخصيات "الوطنية" لكني أسميها شخصيات كرتونية متآمرة منذ الأزل, لقد حان الأوان لكشفهم جميعا, أن الأوان لأعادت كتابة تاريخ السودان من غير أي تحريف أو إخفاء للحقائق. إبراهيم إذا كنت تملك معلومات تاريخية صحيحة فمرحبا بذلك, ومن الممكن أن نستفيد منك أيضا, أما خلاف ذلك فلنستمع للذين يملكون الحقائق كما علينا أيضا التحري في دقتها ومرجعيتها.

Deng.

Post: #27
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-22-2003, 05:17 PM
Parent: #26

الاخ ابراهيم الحاج

شكرا للرد ؛ وسرني ان وصلنا الي اتفاق

شكرا كذلك علي مقال البوني ؛ وان كنت اعتقد انه يعطي لشكليات المؤتمر ؛ حجما اكبر من حجمها ؛ بالمقارنة مع ضعف الخطاب السياسي له ؛ وعدم الديمقراطية في وجود مرشخ واحد لرئاسة الحزب ؛ حاز علي 100% من الاصوات ؛ وهو اسلوب التصويت بالاشارة ؛والشبهات حول ديمقراطية انتخاب الامين العام ؛ وكاننا يا بدر لا رحنا ولا جينا

ارجو في هذا الصدد ان تراجع بوست الاخ امجد ابراهيم عن هذا المؤتمر

اعادة انتخاب الصادق المهدي وبقية العقد الفريد كأنك يا ابوزيد ما غزيت

عادل

Post: #28
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Elhadi
Date: 04-22-2003, 10:27 PM
Parent: #27

رغم كل ما يكتب يظل حزب الأمةـ(حزب التيار الوطني والأجندة الوطنية) هو الرقم الإنتخابي الأول وبأختيار الجماهير السودانية الحرة والأصيلة في كل مكان.

Post: #30
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-23-2003, 12:52 PM
Parent: #28

الاخ الهادي

تحية طيبة وشكر ا للتعليق

في كل انتخابات السودان؛ فاز حزب الامة مرتين فقط بالمركز الاول ؛ ولا اعتقد انه سيحظي به في اي انتخابات قادمة ؛ وهصوصا ان هناك حركات وتنظيمات جديدة في معقل داره ح مثل حركة تحرير السودان؛ والتحالف الفيدرالي ؛ والعدل والمساواة الخ

المسالة الثانية ان حزب الامة يعمل جاهدا علي حبس جماهيره في الجهل والطائفية ؛ حتي يسهل السيطرة عليها ؛ ولماذا لم ينزل الصادق الانتخابات في الحرطوم ؛ حين نزل فيها معظم قادة الاحزاب الاخري ؟

ام انه الخوف من الوعي والخوف من الهزيمة ؟

عادل

Post: #29
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-23-2003, 03:34 AM
Parent: #1

سلام جميعا
شكرا أخ عادل على هذه المعلومات القيمة

الاخ الهادي
حزب الامة يظل رقما انتخابيا اولا طالما يدافع عن مصالح الشعب ممثلا في الناخبين و ارادتهم

لكن بهذه الوجهة لن يصير طويلا رقما انتخابيا واحدا ، تشهد الساحة السودانية الان وجود لاعب اساسي في اي انتخابات قادمة و هو الحركة الشعبية لتحرير السودان بوجود حوالي 2 مليون ناخب لها في الخرطوم وحدها لا اعتقد ان حزب الامة باستطاعته ان يتحصل على مليوني صوت في العاصمة القومية، حتى السيد الصادق ينزل الانتخابات خارج العاصمة لعدم تأكده من ثقله هناك

من المهم جدا لعضوية حزب الامة استجلاء الحقائق عن حزبهم لانه مستهدف من الكيزان، دفن الرؤوس في الرمال لن يجدي ، الحقائق واضحة و تتكلم عن نفسها، كيف ننتقد انتخابات مصر و سوريا و عندنا هنا مرشح واحد لقيادة حزب يفوز بنسبة 100% وحده صدام حسين فاز بهذه النسبة،

بالمناسبة انا هنا لا انطلق من عداء للصادق المهدي و لا لحزب الامة لكن من صداقة للديمقراطية كقيمة اساسية لبناء السودان الذي نأمل ان نعيش فيه جميعا مستقبلا،
تحياتي

Post: #31
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-23-2003, 12:56 PM
Parent: #29

سلام امجد ومرحب علي الطلة

في سوريا والعراق وكوريا الشمالية يفوز الرئيس فقط ؛ اما عندنا في حصان طروادة ؛ فيفوز الرئيس - الامام ؛ وزوجته ؛ وابنته ؛ وابناه ؛ واولاد عمه ووهلمجرا وهكذا دواليك والخ

عادل

Post: #32
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kofi
Date: 04-23-2003, 03:15 PM
Parent: #1

الاخ عادل جهد كبير يستحق الوقوف والمثابرة ولا خير فينا ان لم نفسح المجال للجهد والشجاعة والامانة علينا ان نقرأ وان تسمح لنا بالمداخلة حين الخلاصة فعلينا ان نقرأ معك الاحداث ايضا بتجرد وبمصاحبة الظروف التاريخية فحزب الامة قد تبعثر فى داخلة حين الانشاء والتكوين وبعض قياداتة قد فهم شيئا ووجد شيئا ومر بمنعطفات ينبغى الوقوف حولها فالرجال مواقف ,,

Post: #33
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-23-2003, 07:47 PM
Parent: #32

كوفي

شكرا لك وانت مدعو للمداخلة في كل وقت

ويا ريت لو تتحفنا بما تعرف من ملابسات واسرار

عادل

Post: #34
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 00:04 AM
Parent: #33

كان حزب الامة من اوائل الاحزاب التي ادخلت العنف في العمل السياسي

ففي العام 1954 ؛ وعند حضور اللواء محمد نجيب من مصر ؛ لزيارة السودان؛ وبعد ان اعلنت ثورة يوليو تاييدها التام لاستقلال السودان؛ انتظر حزب الامة زيارة محمد نجيب ..بالسيوف والحراب

جلبت قيادة حزب الامة جماهير الانصار من النيل الابيض ومن الجزيرة ابا ؛ وسالحتهم بالحراب والسيوف ؛ ودخلوا الخرطوم وهم مملؤون بشحنات من العنف والتحريض ؛ مارستها قيادة الحزب ؛ واصطفوا حول المطار وفي الشوارع يهتفوا هتافات مؤيدة لحزب الامة ؛ ومعادية لمصر ؛ متحرشين بالمواطنين ؛ وبالشرطة؛ ومدخلين جوا من الاستفزاز والارهاب ؛ ادي الي احتكاكات عديدة مع رجال الشرطة ؛ وسقوط العديد من الضحايا؛ ولكن حكمة الشارع السوداني تجاوزته ؛ وعالجت الحكومة الامر بحكمة حينما تركته للقضاء ؛ واوصت البوليس بمعاملة المعتقلين برفق ؛ ثم العفو عن المشاركين في هذه الاحداث فيما بعد

ماذا كان يقصد حزب الامة بمظاهرة العنف والقوة تلك ؟

هل كان يريد ان يبدأ الحرب الاهلية وان يفرض الملكية بالعنف علي اهل السودان ؟
ام كان يريد ان يعطل مسيرة الاستقلال الذي اصبح قريبا ؟
ام قد شعر بالخطر من توحيد الاحزاب الاتحادية الذي تم في ذلك العام تحت راية الحزب الوطني الاتحادي ؟
ام كل هذه الاسباب مجتمعة ؟


ولن يكف حزب الامة بعد ذلك عن زج البسطاء في صراعاته السياسية ؛وغزة العاصمة بهم ح والتلويح بالعنف واستخدامه
كما فعل في 1965 - حل الحزب الشيوعي
و1970 - المعركة الانتحارية ضد نميري
و1976 حركة محمد نور سعد

الا ان لكل هذا مقام

ونواصل

Post: #35
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 00:34 AM
Parent: #34

بنهاية العام 1953؛ بدات فترة الحكم الذاتي ؛ وقامت اول انتخابات برلمانية في السودان

وقد اعد حزب الامة عدته لهذه الانتخابات ؛ وبذل فيها الاموال الطائلة ؛ ولكنه هزم فيها شر هزيمة ؛ حيث نال الحزب الوطني الاتحادي 53 مقعدا ؛ وحزب الامة 22 مقعدا ؛ و14 مقعدا للاحزاب الحنوبية ؛ و3 مقاعد للحزب الجمهوري الاشتراكي ؛ ومقعد للجبهة المعادية للاستعمار ؛ و 7مقاعد للمستقلين


كانت هزيمة حزب الامة هزيمة للتيار الرجعي في السياسة السودانية ؛ واكتشافا من الجماهير لعمالة هذا الحزب ؛ وتخريبه للنضال الوطني ؛ وتلويحه بالعنف والحرب الاهلية ؛ من اجل تحقيق اهدافه الانانية ؛ والمتمثلة في فكرة الملكية الموهومة التي ارادوها لزعيمهم ؛ والسيطرة علي البلاد باي طريقة

كانت هزيمة ساحقة ؛ ان يحصل حزب الامة علي اقل من 25 بالمائة من مقاعد البرلمان؛ وان يحصل علي اقل من نصف مقاعد الوطني الاتحادي؛ ويكاد يقارب حظ الاحزاب الجنزبية ؛ التي ظلمت ظلما شنيعا باعطائها هذا الحظ القليل من المقاعد

هزم حزب الامة لان الجماهير والنخبة المثقفة كانت تعرفه ؛ ولان الموقف من الطائفية كان واضحا ؛ فلا ياتي الينا اليوم من يبرر للطائفية وحكمها البغيض

فهل احتكم حزب الامة لللعبة الديمقراطية
وهل رضخ للاغلبية الشعبية ؛
وهل يستطيع دهاقنة الطائفيين ان يقبلوا ان يخرج الحكم من بين يديهم ؟

هذا ما سنراه في الجزء القادم من البوست ؛ بعنوان حزب الامة وتخريب التجربة الديمقراطية في السودان المستقل
الاعوام 1956-1969

ونواصل

Post: #36
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 00:37 AM
Parent: #35

مراجع الجزء الثاني :

كفاح جيل - احمد خير المحامي
الصحافة السودانية في نصف قرن - محجوب محمد ثالح
مؤتمر الخريجين - بشير محمود بشير
مشيناها خطا - احمد سليمان المحامي
جهاد في سبيل الاستقلال - عبد الرحمن المهدي - تحرير الصادق المهدي
الديمقراطية في الميزان - محمد احمد محجوب

Post: #37
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: الساحر
Date: 04-24-2003, 07:26 AM
Parent: #1

الاخ عادل عاطي
لك كل الود والتقدير والاحترام علي هذا المجهود الجبار واقول لكل من لم يعجبه البوست متحجج بحجج واهية هذا هو حزب الامة رضيناام ابينا .
في رأي ان جميع معنات اهل السودان والوضع الحالي السبب الرئسي وراءه حزب الامة وارجو اخ عادل ان تسلط الضوء علي مؤامرة نوفمبر وكيف سلم جزب الامة السلطة للدكتاتور عبود عندما عجز عن ادارة البلاد وايضا عن المصالحة مع نظام المستبد نميري وتكرار السناريو مع البشير والشرخ الذي احدثوه في التجمع الوطني الديمقراطي .
________________________________________
تعالوا الان نرقص رقصة البدء
ونعلم ان نمد الكف نحو الشمس للدفء
تعالوا ايها الجوعي تعالوا ايها الفقراء

Post: #38
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 09:47 AM
Parent: #37

الاخ الساحر

اتفق معك تماما ؛ ونحن آتون لكل ما تفضلت وذكرت ؛ وارجو ان تقدم لي يد العون اذا ما فاتني شي ؛ وهذا هو حصان طروادة ؛ وهذه هي الاسباب التي نراها في انه حزب مخرب للحركة الوطنية

مع التقدير

عادل

Post: #39
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Rabab Elkarib
Date: 04-24-2003, 01:55 PM
Parent: #1

عادل عبدالعاطى

لا اسكت الله لك فوها، حقائق تاريخية نحن في امس الحوجة لها وواضح وبل مفهوم تماما ما يمارسه حزب الامة الان
من خرمجة على ساحةالسياسة السودانية
.التحية لك يا عادل وانت تساهم بمسؤلية فى فضح كل خائن لذلك الوطن العزيز حزب كان او شخص

رباب


Post: #40
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 03:18 PM
Parent: #39

شكرارباب علي كلماتك الطيبة

نتمني ان نكون قدر العشم ؛ وان نكون دائما في صف الوطن والشعب

عادل

Post: #41
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 04:01 PM
Parent: #40

حزب الامة وتخريب التجربة الديمقراطية في السودان المستقل
1956-1969
===================================================

كتبنا في نهاية الحلقة السابقة كيف مني حزب الامة بهزيمة ساحقة ؛ في اول انتخابات برلمانية في فترة الحكم الذاتي ؛ وحاولنا ان نحلل اسباب هذه الهزيمة ؛ ثم ختمنا بالاسئلة التالية :

فهل احتكم حزب الامة لللعبة الديمقراطية
وهل رضخ للاغلبية الشعبية ؛
وهل يستطيع دهاقنة الطائفيين ان يقبلوا ان يخرج الحكم من بين يديهم ؟

نواصل فنقول ان جكومتي الازهري التان قامتان عشية الاستقلال ؛ والتي تم اعلان الاستقلال في عهدهما ؛ قد كانت لهما ايجابيات كثيرة وسلبيات

فمن الايجابيات كانت التعامل السلمي مع مظاهرة حزب الامة العسكرية واستفزازاته ؛ ومحاولة الحل السلمي للتمرد الذي قام في الاستوائية ؛
كما من الايجابيات استقالة الازهري الفورية ؛ عندما صوت بعض نوابه ضد الميزانية في نهاية 1955 ؛ وحل الحكومة ؛ ورجوعه بعد اكتسابه من جديد للاعلبية
اضافة الي ذلك فان الحكومة قد كانت مدتية ؛ متحررة من السيطرة الطائفية ؛ وتعبر بشكل ما عن التطلعات الجديدة للمجتمع ؛ ورغبته في ممارسة سياسية عصرية ومدنية

اما السلبيات فقد كانت في النهج التقليدي للحكومة ؛ في التعامل مع القضايا الاجتماعية ؛
ورفعها شعار تحرير لا تعمير ؛
وعدم قدرتها علي استخلاص العبرة اللازمة من التمرد في الاستوائية ؛ وتقديم الحل الفدرالي الذي التزمت به
واصرارها علي الاحلام الاتحادية مع مصر وغيرها من الشعارات التي عفي عليها الزمن

الا ان الحكومة قد كانت مع كل ذلك ؛ تتمتع باغلبية برلمانية واغلبية شعبية ؛ وكانت تسلك سلوكا ديمقراطيا تجاه المعارضة ؛ والتي قادها حزب الامة ؛
وبدات لدرجة في تصفية بعض مخلفات الارث الاستعماري

فهل دعمها حزب الامة ؟
وهل غير من برامجه لكيما يكسب ثقة الجماعير ؛ وهل انتظر تغيير الاغلبية لكيما تصوت الجماهير له ؟

كلا والف كلا

بل خرجوا علينا بلقاء السيدين
وما اداراك ما لقاء السيدين

ونواصل

Post: #42
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 04:12 PM
Parent: #41

بعد تكوين حكومة الازهري الثانية ؛ في 15 نوفمبر 1955 ؛ عرف السيدان ان الامور تسير بغير ما يشتهيان

وعندها اجتمعا في لقاء تاريخي في دسيمبر 1955
اجتمع علي الميرغني ةعبد الرحمن المهدي ؛ الخصمان اللدودان ؛ الذان مزقا وحدة الشعب بالطائفية ؛
والذان ما التقيا سياسيا منذ منتصف الثلاثينات ؛ حيث فرقت بينهما المصالح التجارية ؛ والتنافس علي الاموال
والذان مزقا مؤتمر الخريجين في ظل تنافسهما
التقيا للاطاحة بالازهري ؛ وزعما بان لقائهما هو للتكاتف لما فيه الخير للبلاد

كانت تلك المؤامرة الاولي علي الديمقراطية
وكانت تلك اول محاولة لبناء الدكتاتورية المدنية ؛ والتي يحلو للصادق المهدي الحديث عنها
وكانت تلك اعادة النفوذ الطائفي ؛ ضد الحكومة المنتخبة صاحبة الاغلبية

وابتدأت المؤامرات بعد اللقاء

يقول المؤرخ محمد سعيد محمد الحسن
"وظنت الحكومة الوطنية أن الأمور قد استقرت لها لمواصلة تنفيذ مهامها، ولكن وقعت عوامل جديدة أدت الى إحياء الشقاق القديم، ومنها المناصب الوزارية ومشاكل الحكم والجنوب وراح نواب الحزب يتسربون بفعل الإغراء المادي من جانب المعارضة، وراحت المعارضة ممثلة في حزب الأمة تتحرك من جديد وبفعالية لهز الثقة في الحكومة خاصة وقد اقترب موعد تقرير المصير "

من مقال "حصاد نصف القرن يقتضى مراجعة ثاقبة للحل السياسى الشامل

بدات النخاسة السياسية ؛ والتامر لبيع وشراء النواب ؛ وقسم الحزب الوطني الاتحادي ؛ بغرض واحد احد ؛ وهو الاطاحة بالازهري ؛ وبناء حكومة السيدين ؛ العدوين - المتحالفين

وقد تم لهم ذلك للاسف

ونواصل

Post: #43
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 04:24 PM
Parent: #42

تشكلت حكومة السيدين ؛ بعد 6 اشهر بعد الاستقلال ؛ ورغم ان الازهري بعد الاستقلال مباشرة ؛ قد كون حكومة قومية ؛ الا ان هذا لم يشفع له

فقد حرض الطائفي علي الميرغني ؛ بعضا من اتباعه والمبيوعين من النواب ؛ علي الانقسام من الوطني الاتحادي ؛ وتكوين حزب اسموه حزب الشعب الديمقراطي

وفي منتصف 1956 تحالف الحزبان الصغيران الطائفيان ؛ الامة وحزب الشعب الديمقراطي ؛ واطاخا بحكومة الازهري القومية ؛ وكونا حكومة السيدين ؛ برئاسة سكرتير عام حزب الامة ؛ عبدالله بك خليل

وقد صدق فيهم قول الشاعر
مرفعينين ضبلان وهازل
شقو بطن الاسد المنازل

وقد يقول قائل ام كل هذا تم باسلوب ديمقراطي ؛ وان الاحزاب تنقسم ؛ وان الاغلبيات تتغير ؛ وان تغير الحكومات من طبيعة النظام الديمقراطي ؛

وكل هذا حق

ولكن ليس من الحق ان رجلان ؛ لا هما نائبان ؛ او رئيسا احزاب ؛ او سكرتيري احزاب ؛ يجتمعان ؛ ليقررا من يحكم ومن ينبغي ان يذهب
رجلان يحكمان من وراء الستار ؛ ودمي طيعة تنفذ لهم في البرلمان
رجلان لا يابهان للشرعية الدستوررية ؛ ولا حكم الاغلبية ؛ وينجاوزان ما بينهما من احن ؛ لكيما يقضوا علي حزب الاغلبية

وليس من الحق ان يباع النواب ويشتروا ؛ وتلك خصلة سيئة ؛ بدا بها حزب الامة ؛
حيث كان يغري النواب بالمال ؛ والوظائف ؛ والوزارات

وهكذا تكونت حكومة السيدان ؛
والتي استمرت حتي انقلاب نوفمير 1958 ؛ فماذا كان حصادها ؛ وكيف كانت نهايتها ؟

ونواصل

Post: #44
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-24-2003, 05:02 PM
Parent: #43

تكونت حكومة السيدين ؛ وكان في الجلسة التي اردوا فيها حجب الثقة ؛ ان تقدم احد اتباع علي الميرغني ؛ وتقدم باقتراح نصه «انه من رأي المجلس ان السيد رئيس الوزراء قد فقد ثقة المجلس». ثم ثناه اخر من نفس النوعية .
عندها لم يملك السياسيى المخضرم ؛ السيد بوث ديو نفسه ؛ حيث وقف وقال ً : «لقد ذكر مقدم الاقتراح بأن السيد رئيس الوزراء قد فقد ثقة هذا المجلس ؛ وكان الاجدر بهم ان يقولوا انه قد حانت الفرصة ليتسلموا فيها كراسي الحكم».

يا لها من كلمات بليغة

كراسي الحكم

كراسي الحكم هي كل ما يطلبون ؛ من زمن عبد الرحمن المهدي ؛ وعبدالله خليل
والي زمن الصادق المهدي ؛ وعبدالرحمن الصادق المهدي؛ ومريم الصادف المهدي؛ وصديق الصادق المهدي ؛ وهلمجرا ..
وليذهب الوطن الي الجحيم !

تكونت حكومة السيدين ؛ فماذا كان حصادها ؟

احرقت العملة السودانية بدعوي ان الازهري قد وقع عليها
افتعلت المشاكل مع مصر وارسلتت القوات لحلايب ؛ بدعوي ان قوات مصرية احتلتها ؛ رغم ان عبد الناصر قد نفي الاشاعة مرار وتكرارا ؛ مؤكدا حرصه علي حل الزمة سلميا
رفضت الاعتراف باتحاد عمال السودان؛ وزعمت بانه غير شرعي ؛ وهو الذي انتزع شرعيته من نضاله من اجل حقوق العمال ؛ وضد الاستعمار ؛ الامر الذي رضخت له حتي الادارة الاستعمارية
عادت الحركة الطلابية ؛ ورفضت الاعتراف باتخاد طلاب جامعة الخرطوم
اعلنت حالة الطواري وعطلت البرلمان ؛ حتي اضطر اربعة من نواب حزب الامة للاستقالة ح احتجاجا علي افاعيل قيادتهم وحكومتهم
اعتقلت القيادات الجنوبية ؛ وقدمتها للمحاكمة ؛ لانهم دعوا الي ...الفيدرالية !!
وثقت العلاقات مع حلف بغداد الرجعي ؛ والمعادي للشعوب ؛ حتي وصف عبدالله خليل بانه نوري السعيد مصغرا !!

ورغم كل هذا ؛ او بسبب كل هذا ؛ فان حزب الامة في الانتخابات التي قامت في فبراير 58 ؛ قد خسر ؛ حيث حصل الوطني الاتحادي علي 45 مقعدا ؛ وحصان طروادة علي 36 مقعدا ؛ والشعب الديمقراطي علي 27 مقعدا ؛ والاحزاب الجنوبية علي 37 مفعدا

وتكونت حكومة السيدين مرة اخري بعد هذه الانتخابات

وكان مل ما فعلته كان قليلا ؛ هذه الحكومة الفاشلة ح فقد قامت بالتمامر علي الديمقراطية ؛ وسلمت السلطة للعسكر ؛ في سلوك ديمقراطي فريد ؛ لا يعرفه الا حزب الامة

ونواصل

Post: #45
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-25-2003, 04:12 AM
Parent: #44

نواصل مساء اليوم بعرض اكبر جريمة يمارسها حزب حاكم
بتسليم النظام الديمقراطي الي براثن العسكر

وندعو الجكيع للمساهمة والاضافة في كشف حصان طروادة

عادل

Post: #111
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-01-2003, 05:10 PM
Parent: #45

الاخوات والاخوة

نسبة لان البوست قد تطور ؛ وتحول الي نقاش حقيقي حول حزب الامة ؛
فقد تاخرت في مسالة السرد التاريخي ؛
ولهذا اعتذر للجميع

ساعمل علي مواصلة السرد من المكان الذي انقطع فيه ؛
ومن الجهة الاخري ساوصل النقاش والحوار مع ما يطرح من آراء وافكار
واتمني دوام المتابعة

عادل

Post: #112
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-01-2003, 05:12 PM
Parent: #111

انقلاب نوفمبر او التسليم والتسلم
===================

بعد انعددما في سردنا التاريخي "انجازات" حكومة السيدين ؛ كان لزاما علينا ؛ ان نوضح ردة فعل الجماهير عليها ؛ بل ردة الفعل من داخل معسكر السيديم مفسه ؛ او العناصر الوطنية التي رفضت سياسية الرجعية والمغامرات

ففي مقابل معاداة الحركة العمالية ؛ والتدهور المستمر في الظروف المعيشية ؛ نفذ اتحاد نقابات عمال السودان اضرابا لمدة ثلاثة ايام ؛ بدا يوم 26-10-1958

وقبلها كانت القوي الوطنية والنقابية قد نفذت اضرابا عاما بتاريخ 21-10-1958

ووقف اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ؛ والذي اعلن عن مؤتمر شعبي قي 29-10-1958 ادان فيه سياسات حكومة " السيدين"

تضامن مع العمال والطلاب قادة االحركة الوطنية والاحزاب السياسية ؛ فانضمت اليهم الجبهة المعادية لاستعمار؛ وجزء من حزب الاحرار الجنوبي ؛ والوطني الاتحادي

وكانت الصحف واقفة موقف النقد والمعارضة لممارسات عبدالله خليل وحكومته ومن يقف ورائها من " سادة"

بدأ التململ وسط بعض اعضاء حزب الشعب الديمقراطي ؛ والتساؤل عن جدوي هذه الحكومة ؛ ولماذا تحارب الصف الوطني ؛ ولماذا تخلق المشاكل الخارجية ؛ ولماذا تعادي العمال والطلبة

زكان من بين التململين السادة النواب ؛ نذكر اسماؤهم للتاريخ وتبرئة لزمتهم ؛ عمر أبو آمنة، احمد السيد حمد، محمد زيادة حمور أبو القاسم حاج حمد، طيفور محمد شريف، مجذوب ابراهيم فرح ؛ ودعوا علانية لفض الائتلاف مع حزب الامة ؛ وبداؤا في الامتناع عن التصويت مع الحكومة

فماذا فعل عبد الله خليل ؟

هل حل الحكومة ودعا الي انتخابات جديدة ؟
هل بدأ الحوار مع القوي الوطنية والنقابية ومع الصحافة الحرة ؟
هل استقال وترك احد القيادات الاخري تقود الحكومة ؟

كلا والف كلا
بل قام بتعطيل البرلمان حتي 27-11-1958
واعلان حالة الطواري ؛ وكان يتاهب للخيانة الكبري

ونواصل

Post: #113
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-01-2003, 05:13 PM
Parent: #112

بعد ان اعلن عبدالله خليل قرااراته التي كانت محاولة للهروب من المد الوطني ؛
وجد بعض العقلاء حتي في حزب الامة ؛
ان هذا الطريق يؤدي الي الهاوية ؛ فكان ان تقدموا باستقاللاتهم من الحكومة ؛
ولان هؤلاء قد وقفوا ضد قيادة حزبهم وحكومتهم ؛
وضد رغبة السادة الذين اعماهم كرههم لازهري وةالصف الوطني عن رؤية الكارثة ؛
وكان من اولئك الوزراء
السادة عبد الرحمن علي طه،
وعبد الله عبد الرحمن نقد الله،
ومحمد احمد المحجوب،
وأمين التوم
وتضامن معهم؛ وانلم يقدموا استقالاتهم ؛
السادة محمد نورالدين
وفرديناد دينج.

فماذا كان رد عبدالله خليل
هل رجع اليه عقله؟
هل رجع الي البرلمان ليحتكم الي الشرعية الدستورية ؟
كلا والف كلا ؛
بل لقد مدد تعطيل البرلمان الي يوم 4-12-1958

انظروا الي رئيس الوزراء ؛
الذي لا يريد رؤية البرلمان<
انظروا الي الرجل الاول في الدولة – رسميا –
يهزأ بمقدرات الدولة الديمقراطية
وكان كل هذا التاجيل لشي في نفس يعقوب !!

من الجهة الاخري ؛
فقد اتسعت المعارضة في حزب الشعب الديمقراطي ؛
واتفق نوابه مع نواب الوطني الاتحادي ؛
علي تكوين اغلبية جديدة ؛
ولما لم يكن لهم ان يجتمعوا بالبرلمان "المعطل "
فقد قرروا ان يجتمعوا بميدان عبد المنعم؛
يوم 17-11-1958 ؛
وما دروا ان عبدالله خليل ؛
سكرتير عام حزب الامة ورئيس الوزراء ووميل السيدين في الحكم ؛
كان يعد لهم وللشعب السوداني ؛ مفأجاة قاسية ؛
في ذلك اليوم
ونواصل

Post: #128
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 05:59 PM
Parent: #113

تامر رئيس الوزراء المنتخب علي الديمقراطية ؛ وكان ذلك بمعرفة قيادات حزب الامة ؛ حيث طرخ مسالة تسليم السلطة للجيش ؛ في اجتماع لقيادات حزب الامة

ثم مضي في تنقيذ خطته ؛ فاتصل بالفريق ابراهيم عبود ؛ عم طريق اللواء محمد عبد الوهاب ؛ ونقل له رغبة القيادة السياسية في نقل السلطة للجيش ؛ الامر الذي تقبله عبود كامر ؛ خاصه بعد ان خدعه عبدالله خليل عن الاخطار المتوهمة التي تهدد البلاد

وقد لعب دورا قذرا ؛ في عملية التدبير هذه ؛ للتسليم والنسليم ؛ رجال مثل حبيب كوهين؛ وزين العابدين صالح ؛ وباسيليبشارة ؛ اضافة الي عبدالله خليل نفسه ؛ وقيادات الجيش

وجاء 17 نوفيمبر ؛ واستلم الجيش البلاد ؛ بمؤامرة مع رئيس الوزراء ؛ سكرتير عام حزب الامة ؛
وتلقي عبود برقبات التاييد ؛ وكان من اولها ؛ برقية من "السيد": عبد الرحمن المهدي
يهنئه فيها ؛ وينمني له فيها التوفيق

تآمروا وهنوا ؛
وذبحوا الديمقراطية بليل
وادخلوا البلاد في 6 سنوات عجاف؛
من التسلط والقهر وسوء الادارة
هؤلاء الديمقراطيين

ونواصل

Post: #129
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 06:01 PM
Parent: #128

وقد اورد الاستاذ كمال الدين عباس
في مقال كتبه باحد الصحف السيارة في عام 1997
عن انقلاب ؛ او قل مؤامرة 17 نوفمير 1958 ؛ والتي كانت تسليما وتسلما ؛
ممن لا يملك ؛
لمن لا يستحق
ان قيادة الجيش كانت مترددة في البداية ؛
ولم تكن تنوي ان تشترك في هذه المؤامرة ؛
وان تخرق النزام الدستوري ؛
فمن الذي اقنعها ...
نعم من الذي اقنعها ..
من ؟!!!

لا شخص آخر
سوي عبد الرحمن المهدي
زعيم الطائفة الانصارية؛ واحد "السيدين"
ممن يحاول اتباعه ان يقنعونا بانه اب استقلال السودان؛
وما هو الا احد ساسة حصان طروادة

ونواصل
-------------------------------

المعلومة من كمال الدين عباس نقلا عن مقالة جلال الدين بلال عوض – كمال الدين عباس وانقلاب 17 نوفمبر

Post: #46
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Mahadi
Date: 04-25-2003, 04:59 PM
Parent: #1

بسم الله الرحمن الرحيم
رد على افتراءات
"عادل عبد العاطى"

الاخ عادل عبد العاطى

لقد قرات "بوستك" فى المنبر الحكر (او المنبر الحر كما يطيب لكم ان تتدعوا) بعنوان "حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية". لقد ذهلتنى قدرتك فى تزوير الحقائق وادعائك الاطلاع على العديد من المراجع، عددت جزء منها. اذا لم تكن قرأت هذه المراجع فهى مصيبة اما اذا قرأتها وخرجت بهذه النتيجة فالمصيبة اعظم. لقد حاولت ان اعقب على كتاباتك ولكنكم معشر الديمقراطيين الاحرار لا تطيقون الرأى الاخر وتفضلون تبادل الآراء مع من يوافقوكم الرأى.
يا اخى انك تتحدث عن حقبة تاريخية كتبت عنها مئات الكتب وآلاف الدراسات اختلفت فيما اختلفت فيه ولكنها كلها اجمعت على شيئين رضيت ام ابيت وهما:
1- الدور الريادى الذى لعبه حزب الامة فى نيل استقلال السودان، بالرغم من قوة الحركة الاتحادية التى كانت مدعومة دعما مباشرا ماديا ومعنويا من مصر، فى حين ان حزب الامة كان معتمدا على قدراته الذاتية فى هذا الصراع.
2- الدور الهام الذى لعبه الامام عبد الرحمن المهدى فى الحركة الوطنية السودانية ودعمه الغير محدود للمثقفين السودانيين فى تلك الفترة.
يبدو انك من الفئة التى وصفها البروفسر حسن احمد ابراهم فى بحثه عن الامام عبد الرحمن المهدى حين قال عنهم "اتسمت البيئة التى نشأت فيها بالعصبية والتشيع لدرجة وصمت الامام عبد الرحمن المهدى بممالاة نظام الحكم على اقل تقدير.. ووصلت المبالغة احيانا بوصفه خائنا وتابعا وذليلا لبريطانيا المستعمرة. وطوال فترة طفولتى الباكرة ثم مرحلة الشباب كنت مقتنعا شخصيا، ومعى الكثيرون من ابناء جيلى بتلك الادانة على ما فيها باعتبار انها مسالة مسلم بها. ولا غرو، فما زالت فكرة (الخيانة) تلك عالقة بأذهان بعض الدوائر فى السودان وغيره" .
ودليلى على هذا قولك "موقفي من حزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادتهما الحالية ثابت منذ وعيت ؛ وليس هذا نتيجة تعصب او دواع عقيدية او مشكلة شخصية؛ وانما لادراك تام بطبيعة هذين الحزبين وبنيتهما وتاريخهما"
ان الدور الذى لعبه الامام عبد الرحمن المهدى خطه التاريخ بأحرف من نور، وهو وسام على صدر كل سودانى حر رفض الانكسار ورفض التبعية العمياء. كما ان المجلدات التى تناولت كفاح هذا الرجل وعرضت فى احتفال اللجنة القومية لتخليد ذكراه تملا عين الشمس، كما ان عطاءه فى الاقتصاد السودانى لا حد له وليس سخرة او عبودية كما شئت ان تسميه.
لقد غاب عنك وأنت السياسى المخضرم، الاسلوب الذى اتبعه الامام عبد الرحمن فى منازلة الانجليز. لقد ادرك منذ صغره ان السيف لن يهزم السلاح النارى، ولذلك لا بد من اتباع اسلوب اخر لتحرير البلاد. لقد كان عبد الرحمن المهدى رحمه الله مدرسة سياسية اتبعت نهجا جديدا فى منازلة اعداءه وهو الجهاد المدنى.
عندما اهدى الامام عبد الرحمن المهدى طيب الله ثراه السيف الى ملك انجلترا فى ذلك الوقت لم يكن يقصد المعنى الساذج الذى اشرت اليه انما اراد ارسال رسالة الى المستعمر الانجليزى بأنكم "هزمتم والدى من قبل بقوة السلاح، ولاننى لست بحاجة اليه فخذوه فلدى اساليبى الخاصة لمنازلتكم، لقد كان يحاربكم بهذا السيف، اننى اهديه لكم الان، ولكننى لن استسلم بل سأحاربكم بسلاح جديد الى ان احرر بلدى". لقد كان رحمه الله ذا نظرة ثاقبة وراى سديد وراى ان يهادن الانجليز من غير مداهنة، حتى يرفعوا القيود التى فرضت علية وعلى تحركاته ليتمكن من تحقيق غايته.
اذا كنت لا تعلم لقد فرضت عليه الاقامة الجبرية هو وأخوته الذين لم ينفوا وبقية اسرته، وعمل عملا دءوبا حتى يوفر لهم لقمة العيش. لقد مرت عليهم ايام كانوا يقتاتون من صفق الاشجار ويفترشون الارض ويلتحفون السماء. انه عصامى بكل ما تعنيه الكلمة.
لقد تنازعت احد اعوان الامام مشاعر جياشة بفعل قصيدة فى مدح المهدى، فطلب من الامام فى فورة حماسته ان يحذو حذو ابيه فيلبس الجبة المرقعة ويعلن الجهاد. فقال له الامام "اننى امام هذا العصر، وإذا كان المهدى نفسه يعيش بيننا اليوم لاستجاب لما آمر به وأوجه. " وذلك لان المهدية مبنية اصلا على القاعدة الاجتهادية (لكل وقت ومقال حال ولكل زمان واوان رجال)
خطط الانجليز لشغله بالمال والأعمال التجارية حتى يلهونه عن العمل السياسى، فقد ورد فى تقارير الادارة البريطانية ان Maffy الحاكم العام فى عام 1926 ان اهم عناصر سياسته هو تبنى الحكومة للسيد عبد الرحمن المهدى ليصبح رأسماليا غنيا. وذلك بمساعدته فى مشروعاته بالنيلين الابيض والازرق. فقد توقعت السلطات ان يشغله الانهماك فى الزراعة عن النشاط السياسى والدينى المتعصب، اذ انه سيهتم بمحاصيله وأرباحه بدلا من اشعال المشكلات الدينية والسياسية. وسجل مافى تلك القناعة فى تقديمه لهذه السياسة بقوله "اننى ارى انه طالما كان تصرفات السيد معقولة فى المجالين السياسى والدينى فعلينا ان نربطه الينا بقيود اقتصادية" وهكذا ابتدع مافى سياسة القيود الاقتصادية التى اتبعتها الحكومة خلال السنوات 1926 – 1934 .
ولكن هل حقق لهم السيد ما يصبون اليه ... هيهات فقال عندما سأله سرور رملى عن موقعه فى حزب الامة قال "انى جندى فى الصف. ولكن الله سبحانه وتعالى وهبنى الامكانيات ما لم يتيسر لكثير منكم، وسأهب صحتى وولدى كل ما املك لقضية السودان"
ان الامام عبد الرحمن المهدى هو اول من وظف الاقتصاد فى خدمة السياسة، فقد استغل الامكانيات الواسعة التى كانت متوفرة لدى دائرة المهدى وحقق بها استقلال البلاد.
اما الادعاء بان الحزب كان يسعى لتتويج الامام عبد الرحمن ملكا على السودان فهو ادعاء ساذج قال عنه د. فيصل عبد الرحمن على طه: "وفى الواقع ان حزب الامة كان سيوفر على نفسه الكثير ويجرد خصومه من اخر اسلحتهم لو انه لم ينتظر حتى 21 اغسطس 1953 ليعلن قبوله للجمهورية نظاما للحكم. ففى عام 1948 قال احمد خير ان حزب الامة لا يستطيع {ان يعلن عداءه للملكية لأنه بذلك يفقد شريان الحياة الوحيد، فهو لا يستطيع، ما دام واقعا حتى هذه المظنة، ان يقف على رجليه}" .
ان السبب الحقيقى لتأسيس حزب الامة فهو لكى لا تتم تسوية مسألة السودان بعد الحرب بعيدا عن رأى اهل السودان، وحتى لا يمنح السودان لمصر كمكافأة نظير لما اسدته من خدمات للحلفاء ابان الحرب العالمية الثانية. وكانت اهداف الحزب تتلخص فى "ان الطبيعة الموجزة لدستور حزب الامة يجب الا تخفى حقيقة مهمة ربما تكون غائبة عن الكثيرين، وهى ان الحزب وصولا الى هدفه الاسمى وهو الاستقلال قد اتخذ المطالب الاثنى عشر المنصوص عليها فى المذكرة التى رفعها مؤتمر الخريجين للحكومة فى 3 ابريل 1942 برنامجا له وسعى لتنفيذها من خلال مؤسسات التطور الدستورى التى انشأتها الادارة البريطانية وشارك فيها وهى المجلس الاستشارى، ومؤتمر ادارة السودان، والمجلس التنفيذى والجمعية التشريعية، ولجنة الدستور."
لقد تناولت ايضا حضارة السودان منتقصا من الدور الذى لعبته، لقد كان حريا بك ان تتقصى الحقائق قبل ان تلقى الكلام على عواهنه وخصوصا انت القائل فى موضع آخر: (قدر لرجلك قبل الخطو موضعها، فمن علا زلجا عن غرة زلقا )
ان مقولة "السودان للسودانيين" انطلقت من حضارة السودان، عندما كتب صحفى السودان الاول كما اسماه حسن نجيله السيد حسين شريف عليه رحمة الله روائعه " السودان ومصر او المسالة السودانية " التى كرد فعل لها نشأت حركة اللواء الابيض. اذا كنت لا تعلم، فان على عبد اللطيف كتب مقالات يرد فيها على حسين شريف يطالب فيها بضم السودان الى التاج المصرى تحت قيادة الملك المفدى فاروق. لقد رفض المستعمر نشر مقالات على عبد اللطيف وتم تقديمه الى المحاكمة مع حسين شريف ولما لم يتم نشر المقالات (لقد وافق حسين شريف على نشرها) تمت تبرئة حسين شريف والحكم على على عبد اللطيف بالسجن لمدة عامين.
ارى انه من الافضل ان نتاول بالتفصيل ما قاله حسين شريف عندما اغضب على عبد اللطيف وصحبه:
اشار حسين شريف فى مقالاته الى ما الصقه بعض المصريين بالجماعة التى ينتمى اليها من تهم المروق من الشرف والإسلام وعدم الوطنية وبيع الاوطان. ثم قال "لم نحرك هذا اليراع لرد ما قيل ويقال للرد على ما كتب ويكتب او لمقابلة الكيل بالكيل والمثل بالمثل، كلا فان هذا لسخف يجب ان يذرى فى مهب الرياح ثم يتناقش عقلاء الامتين فيما هو بينهم حقيقة من مسالة النيل والعلاقة القطرين السياسية".
وعن علاقة القطرين السياسية قال حسين شريف ان الحق فيها يرجع الى "رغبة السودانيين اهل البلاد انفسهم وهم ادرى بمصلحتهم واصدق من يعبر عنها وأولى من يطبقها ويقول بها".
ووصف حسين شريف المسألة السودانية بأنها محاولة حل ذلك العقد الذى ابرمه اتفاق سنة 1899 سواء كانت المحاولة من جانب السودانيين بغرض تخليص بلادهم من هذا الموقف الحالى وبغرض توحيد الحكومة فى شخص اقدر للشريكين .. وارسخهما فى اساليب تربية الامم وإرشاد الشعوب حتى يبلغوا سن الرشد الاجتماعى .. ام كانت من جانب المصريين لينفردوا بالسودان بدعوى انه جزء متمم لمصر وعضو حيوى فيها وقطر اخضعه سيفها ورمحها وفتحه جيشها وجندها واظله ملكها الخاص لأعوام تزيد على الستين".
وبعد ان تعرض لاستقلال السودان الذى حققته الثورة المهدية وإسقاط مصر لحقوقها على السودان طوعا واختيارا، تناول حسين شريف الظروف التى ادت لتكوين الحملة المصرية- البريطانية لاسترداد السودان وأهداف ثورة سنة 1919 حيث قال انه بعد ان "وضعت الحرب الحاضرة اوزارها ونفخت مبادئ ويلسون فى الشعوب ارواحها قام المصريون بحركتهم التى يرمون بها الى الاستقلال التام لمصر والسودان باعتبار ان الاخير جزء من الاول ومديرية من مديرياته ... وقمنا بواجبنا الوطنى الذى قضى علينا به التدبر الطويل والاعتراف بالجميل والحق الذى لنا فى اختيار المسلك وتعيين المصير فهاج هائجهم ورمونا بما رمونا به مما اشرنا اليه فى المقال الاول".
ودعا حسين شريف الى حل الشراكة القائمة بين مصر وبريطانيا بشان السودان وانفراد بريطانيا بإدارة السودان وإرشاد اهله وتدريبهم فى قواعد الحكم لان "كفاءتنا الذاتية تبعد بنا كثيرا فى الوقت الحالى عن الدرجة التى تؤهلنا لحكم انفسنا بأنفسنا وإدارة امورنا بأيدينا دون مساعد او مرشد يتولى تربيتنا وتدريبنا ويسير الاحوال بتنظيم". واطرى على البريطانيين بقوله "لا يسع احد ان ينكر انهم اكفأ من ادار دفة وساس امة واقدر من يخضع الهوى لسلطان الحق ويوفق بين منازع السيطرة ومبادئ العدل على قدر ما تسعه الطاقة البشرية ويتسع لدولة فاتحة وأمة استعمارية".
وعن عدم اختيار مصر لتكون وصية على السودان لترشد اهله الى ان يحين وقت تسلمهم شؤون حكم بلادهم قال حسين شريف: "لو كانت الدلائل والوقائع والتجارب تساعدنا على الوثوق بان جيراننا يستطيعون الاحتفاظ بوديعتنا الوطنية المقدسة لما فضلنا غيرهم ولما اخترنا سواهم. او والأمر كذلك فمن الخرق والحمق ان نغرر بأنفسنا ونقامر بكياننا ونقذف بمستقبلنا فى هوة لا قرار لها ولا يعلم الا الله ما جوفها من المصائب والويلات".
وفى مقاله الاخير رفض حسين شريف ان ينضوى شعب تحت سيادة اخر لأنه قريبه او نسيبه او جاره او شريكه فى عقيدة او مذهب. وقال ان "الوحدة القومية" التى كانت تجمع المسلمين فى عهودهم الاولى ودولهم الراشدى قد انفرط عقدها "ولم يبق منها الا عقيدة تعتصم القلوب بها وقبلة تتجه الوجوه اليها وكتاب تتلوه الالسنة وتجله الافئدة". فيما عدا ذلك قال حسين شريف ان كل امة اصبحت "تنادى بالوطنية فى بلاها، وتشيد على اساس القومية بناءها، وتستعين بالأكفاء والأقوياء من سواها".
ان موقفه هذا لن يمس الاخاء الذى يجمع بين المصريين والسودانيين "فالمصريون اخواننا، نرد مناهل العلوم الدينية واللغوية فى قطرهم ونقتبس محاسن الاساليب المدنية والشرقية من قدرتهم ونستعين بهم بقدر حاجتنا اليهم، ونحافظ على مصلحتهم فى النيل بأمانة وإخلاص معهم، ونتبادل وإياهم العواطف الطيبة المشرقة والعلاقات الحسنة المنتجة وكل ما تقتضيه طبيعة الجوار لوازم الاخاء".
كرد فعل لمقالات حسين شريف هذه، تم انشاء جمعية الاتحاد السودانى عام 1920، من مؤسسيها عبيد حاج الامين، وابراهيم بدرى، وسليمان كشة، وتوفيق صالح جبريل. وانضم الى الجمعية لاحقا عبد الله خليل، وعلى عبد اللطيف، وخلف الله خالد، ومحمد صالح الشنقيطى، ومحمد عبدالله العمرابى، وبابكر القبانى.
كانت الجمعية تدعو للاستقلال التام لوادى النيل وترفض فصل السودان عن مصر فعندما اقترب موعد انعقاد مؤتمر صلح لوزان حثت الجمعية ممثل مصر فى المؤتمر بان يطالبوا بالاستقلال التام لوادى النيل والا يقبلوا اى وعد يؤدى الى ترك المفاوضة على السودان الى وقت اخر. وفى اجتماع عقدته فى 10 نوفمبر 1922 قررت الجمعية الاشادة بقول عمر طوسون بان "السودان ومصر قطر واحد لا يقبل التجزوء". وقررت كذلك ابلاغ عمر طوسون "والامة المصرية بأسرها ان فى السودان حركة وطنية اساسها القومية الصادقة، وغايتها تأييد الشعب المصرى، وألا ينفصل السودان عن مصر باى حال من الاحوال".
اعلن وكيل الجمعية عبيد حاج الامين ان غرض الجمعية الاساسى هو تحرير الوطن المعذب من العبودية وخلاصه من يد المستعمر الغاصب. وقال ان "لما كانت حياة القطرين الشقيقين متوقفة تماما على اتحادهما قلبا وقالبا، وعملهما متضافرين تحت ظل الدستور لاستقلال وادى النيل من منبعه الى مصبه، فالسبيل الوحيد الذى تسلكه الجمعية هو الاجتهاد المتواصل لتحقيق هذه الوحدة المنشودة تحت ظل العرش المفدى والدستور العادل مع تعضيديا لكل عامل لخير مصر والسودان وتأييدها لوزارة الشعب فى هذا السبيل".
لم تجد اهداف الجمعية التأييد من اى من زعماء الطائف الثلاثة السيد على الميرغنى، السيد عبد الرحمن المهدى والشريف يوسف الهندى.
فى مارس 1924 اعلن سعد زغلول فى خطاب العرش ان حكومته مستعدة للدخول مع الحكومة البريطانية فى مفاوضات حرة لتحقيق الامانى القومية بالنسبة لمصر والسودان. فقام عبد الرحمن المهدى بدعوة لاجتماع فى 10 يونيو 1924 لبحث الوضع السياسى فى مصر والمطالب المصرية بشأن السودان. فقد كان من رأيه انه حان الاوان ليقول اعيان السودان رأيهم بصراحة وشجاعة، وألا يتركوا مستقبل السودان يقرر بدون ان يكون لهم رأى فى الامر.
لبى الدعوة كل من السيد الفيل، اسماعيل الازهرى الكبير، بابكر بدرى، حسين شريف وعلى ابو قصيصه.
وصدر عن الاجتماع اعلان قرر فيه اختيار انجلترا لتكون وصية على السودان لتعمل على تطويره حتى يصل الى مرتبة الحكم الذاتى. وورد فى الاعلان ايضا انه عندما كانت مصر تدير السودان سادت فيه الفوضى التامة، وأصبح الظلم طاغيا مما ادى الى ثورة السودانيين ضد الادارة المصرية وإخراجها بقوة السيف.
وكان السيد على الميرغنى قد قال فى الخطاب الذى القاه فى قصر الحاكم العام فى الخرطوم فى 26 ابريل 1922 اما النبى المندوب السامى البريطانى فى مصر "ان السودان بلاد منفصلة عن مصر لها جنسيتها الخاصة بها فيجب ان تترك فى سبيل التقدم حسب قواعد الرقى الخاصة بها". (الاهرام 9 اغسطس 1924)
اما السيد عبد الرحمن المهدى فقد قال عن عدم تأييده لحركة اللواء الابيض "كان للحوادث الجارية فى مصر منذ بدئها عام 1919 صدى فى السودان حرك الوعى السياسى عند الفئة القليلة المتعلمة وسكان المدن. وأخذت الصحف المصرية تنادى بوحدة وادى النيل فأنساق فى تيار هذه الحركة اكثر المتعلمين وكان المظهر المادى لهذه النداءات قيام حركة 1924. اذ لم تكن هذه الحركة الا امتداد للحركة الوطنية المصرية. واننى ان كنت اكبر صفات الرجولة والصبر التى امتاز بها اعضاء جمعية اللواء الابيض، اى اننى لا اعتبر حركة 1924 ممثلة للمطالب الحقيقية لشعب السودان. وقد دفعنى ذلك لان انادى بالشعار الذى اتمسك به حتى اليوم وهو السودان للسودانيين".
ذكر د. فيصل عبد الرحمن على طه فى كتابة "الحركة السياسية السودانية .." ان المتأمل لتاريخ الحقبة التى تلت ثورة 1924، لابد وان يلاحظ التبدل الذى طرأ على المواقف السياسية لكثير من اعضاء جمعية اللواء الابيض. فقد تخلى بعضهم عن شعار "وحدة وادى النيل" وعن فكرة الكفاح المشترك بين المصريين والسودانيين لتحرير وادى النيل من الاستعمار البريطانى، واتضحت لهم الحاجة الى قيام حركة سياسية سودانية مستقلة. وكان عرفات محمد عبد الله وعبد الله خليل وصالح عبد القادر من ابرز الذين اداروا ظهورهم للشعارات الموالية لمصر واعتنقوا شعار السودان للسودانيين.
بعد اخماد ثورة 1924 اتسمت سياسة الادارة البريطانية فى السودان تجاه المتعلمين بالحزم والصرامة. فقد ضيقت الخناق عليهم وناصبتهم العداء بسبب مشاركة بعضهم فى الثورة وتأييد البعض الاخر لها. وللتقليل من فرص التوظف بالنسبة للمتعلمين والحد من سلطات العاملين منهم فى خدمة الحكومة، عمدت حكومة السودان الى توطيد الروابط بينها وبين القوى القبلية التقليدية. ونتج ايضا من هذه السياسة تخفيض الراتب الابتدائى للخريج الى خمسة جنيهات ونصف بعد ان كان ثمانية جنيهات.
وشكل مؤتمر الخريجين لجنة من عشرة من كبار الخريجين فى يونيو 1931 لبحث الامر ورفع وجهة نظر الخريجين للحكومة. تقدمت لجنة العشرة فى يوليو 1931 بمذكرة الى الحكومة طالبت فيها بالا يخفض مرتب الخريج الابتدائى، وبعدم تسريح الموظفين السودانيين ... الخ. وبعد انقضاء عدة شهور على تقديم مذكرة لجنة العشرة، خاب امل طلاب كلية غردون فى استجابة الحكومة لما ورد فيها من مطالب فأعلنوا الاضراب عن الدراسة فى 24 اكتوبر 1931. ولكن اللجنة افلحت لاحقا فى الحصول على موافقة الحكومة.
اما انشقاق المؤتمر فهو كان نتيجة للصراع بين محمد على شوقى واحمد السيد الفيل على رئاسة المؤتمر، فهو صراع بين الكهولة المحافظة والشباب المجدد. لا يوجد اى سبب اخر لذلك.
ارانى اقف فى حيرة من امرى انك تقول ان ادورد عطية احد موظفى قلم المخابرات الاستعمارى ومن ثم تأخذ تقاريره مأخذ الجد، وبالرغم من ذلك فقد حكم علينا بالبراءة، اقرا ما ذكرته انت مرة اخرى "هذه الجماعة وجدت في شعار السودان للسودانيين مخرجا لها من الحرج ؛ لانها لو هاجمت مصر لاتهمت بالخيانة ؛ ولو ايدتها لواجهت غضب الاتجليز ؛ ولذلك قبلت بالامر الواقع ؛ مع محاولة الاستفادة القصوي من مساعدة البريطانيين ؛ لتاكيد دعواهم لالاستقلال".
من الواضح تعاطفك الشديد مع مصر وتأييدك لفكرة التبعية تحت التاج المصرى، ان حزب الامة هو الحزب السودانى الوحيد الذى نشأ وترعرع بادى سودانية خالصة فكل الاحزاب الاخرى كانت تطالب بوحدة وادى النيل الا الحزب الشيوعى الذى كان يعرف بالحركة السودانية للتحرر الوطنى (حستو) ولكنه تبنى شعار الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) الداعى الى الكفاح المشترك للشعبين المصرى والسودانى وحق الشعب السودانى فى تقرير مصيره. ان ادعائك بان حزب الامة تمت تسميته تيمنا بحزب الامة المصرى ابيخ نكته سمعتها على الاطلاق، فقد كان المصريون يعتبرون حزب الامة هو عدوهم الاول فكيف يسمحون له باستعارة الاسم. ان تسمية حزب الامة اتت من ان بيت الامام المهدى يسمى بيت الامة ومن هذا ورد هذا الامة ..
اما مؤتمر الخريجين، فهذا قصة اخرى، لقد تم تسييسه ولكن ليس بيد حزب الامة انما بالحركات المناهضة الاخرى، كم من لعبة لعبها معسكر الاتحادين باسم المؤتمر وكم من خطاب ارسلوه زورا باسم المؤتمر. ان المجال لا يسع لذكر كل هذه الالاعيب والحيل التى كان كل مغزاها هو اجهاض الحركة الاستقلالية من اجل الحركة الاتحادية.
اما موضوع المجلس الاستشارى لابد من الوقوف عند هذا الامر، لأنه يماثل الوضع الذى نحن به الان. ان حزب الامة منذ ان نشأ قام كحزب سياسى يعلم جديدا ان السياسة هى فن الممكن. عند مواجهة الانظمة الشمولية او الاستعمارية لابد من تستفيد من اى مساحة من الحرية تتاح اليك. هذا ما حدث فى الوقت الحاضر عندما وجد حزب الامة نافذة حرية ضيقة دخل منها وبدا يتمدد الى ان يسقط النظام ويتم تحقيق الاهداف. اما ان نقف موقف بطولى ونقول ما قال الازهرى عليه رحمة الله " سنرفضها وان جائت مبراة من كل عيب ؛ الا انها كانت مليئة .." انه يشبه موقف التجمع الان انظر كيف حالهم، انهم يهرولون الان للقاء الحكومة وسيصلون الى اتفاق اقل ما يمكن وصفه بأنه سيكون مخزى. ان التجمع اصبح اضحوكة السياسة. ان التاريخ يعيد نفسه ففى اكتوبر 1951 اصدرت الاحزاب الاتحادية بيانا لمقاطعة الدستور والاشتراك فى انتخاباته تحت ظل النظام القائم فى السودان". وعادت فى 1 نوفمبر 1952 وتراجعت عن قرارها، وعندما سئل الازهرى فى 6 نوفمبر 1952 عن وعده الاول بمقاطعة المؤسسات الدستور، اجاب بأنه وعد بذلك "عندما كانت المؤسسات تقوم على الوحى البريطانى. اما الان ومصر الرشيدة تقود المعركة، فنحن مطمئنون كل الاطمئنان الى الهدف القريب والبعيد". وتجدر الاشارة الى ان هذا التراجع تم بعد ان احيط الاتحاديون علما بالأسس التى تم الاتفاق عليها بين الحكومة المصرية والاستقلاليين فى 29 اكتوبر 1952 (اتفاقية الجنتلمان).
لقد شارك حزب الامة فى المجلس الاستشارى ومن ثم الجمعية التشريعية، وحقق ما يصبو اليه من اهداف. حتى الحركة الاتحادية اصبحت حركة استقلالية انه النجاح ثم النجاح ثم النجاح. ان بلغ صورة تصف نجاح حزب الامة والحركة الاستقلالية هى ان يرفع الازهرى علم السودان الحر المستقل، لو كنت محله لما فعلت لأنه عمل عملا دؤوبا طوال عقدين من الزمان للوحدة مع مصر الا انه توج عمله هذا برفع راية الاستقلاليين.
اما انتخابات 1953 فهى قصة اخرى، قبل ان تنظر الى نتيجة الانتخابات انظر الى الحقائق آلاتية: عندما اغلقت قوائم الناخبين فى 30 سبتمبر 1953 كان عدد الناخبين الذين تم تسجيلهم فى الدوائر الاقليمية مليون و687 الف ناخب من عدد السكان المقدر بحوالى 8 مليون و271 الف نسمة اى بنسبة 20% من العدد التقديرى للسكان مع ملاحظة ان المراة لم تكن تتمتع بحق التصويت الا فى دوائر الخريجين حيث ضمنت قوائم الناخبين لتلك الدوائر 15 امراه. اما دوائر الخريجين فقد صوت 1849 من الخريجين المسجلين وكان عددهم 2247.
اما سبب هزيمة حزب الامة فهو يعود ال سببين هو المؤامرة التى تمت عند تسجيل الناخبين، وهى واضحة من الارقام التى وردت اعلاه.
والسبب الثانى هو للدعم المالى المقدم للحزب الوطنى الاتحادى بشهادة خلف الله خالد امين صندوق الحزب الوطنى الاتحادى منذ انشائه فى نوفمبر 1952 وحتى استقالته فى بداية عام 1953. فقد ذكر خالد فى شهادته امام المحكمة عندما رفعت حكومة السودان دعوى جنائية ضد محمد مكى محمد صاحب صحيفة الناس بتهمة اثارة الكراهية ضد الحكومة، ان اموال الحزب الوطنى الاتحادى كانت تأتى من مساهمات الاعضاء ومن الحكومة المصرية. وقال انه فى فترة الانتخابات كان فى صندوق الحزب 97 الف جنيه. تبرع السودانيون بإلف ومائتين منها وجاء الباقى من مصر. وأوضح خلف خالد ان الاموال المصرية كان يحملها الى السودان صلاح سالم او محمد ابو نار او الدريرى احمد اسماعيل او عبد الفتاح حسن. وكانوا يحصلون منه كأمين للصندوق على ايصالات بالمبالغ التى يسلمونها له.
وعندما سئل خالد عن آخر مرة وصلت فيها اموال من مصر، قال ان ذلك كان فى سبتمبر 1954 عندما اخبره رئيس الوزراء اسماعيل الازهرى واحمد محمد يس رئيس مجلس الشيوخ وآخرون بان مبلغ 30 الف جنيه قد وصل من مصر وعليه ان يتسلمه من الدريرى محمد عثمان عضو لجنة الحاكم العام وقد تسلمته منه بالفعل. وأضاف خالد انه عندما ذهب الى مصر فى يوليو 1954 لعرض حساب الاموال السابقة على صلاح سالم ولاستلام الفرق بين اموال الحزب وأمواله الخاصة التى صرفها على الحزب اخبر صلاح سالم بان مبلغا من المال يتراوح بين 42 و 45 الف جنيه قد ارسلته مصر وتسلمه اسماعيل الازهرى ولكن لا يظهر فى الحسابات ولذلك ماطله صلاح سالم فى دفع ما يطلبه شخصيا من الحزب الى ان يعرف مصير ذلك المبلغ. (الحركة السياسية السودانية مرجع سابق)
وتاكيدا على هذا شهادة خلف الله خالد قال محمد نجيب فى مذكراته ان خطتهم "كانت تدعيم الحزب الوطنى الاتحادى لعودة السودان لمصر بعد ان يخرج منه الانجليز". وانتقد محمد نجيب الوسائل والسبل التى اتبعها صلاح سالم فى معالجة مسالة السودان بقوله: "تصور انه بالرقص والنقود يمكن ان يكسب السودانيين وكانت النتيجة ان بعثر النقود وبعثر احترامنا فى السودان. تصور انه يمكن ان يرشى السودانيين ولكنه كان مخطئا. كذلك تصور انه يمكن استمالة زعمائه، باستضافتهم فى مصر، ومنحهم البيوت والفيلات". (كنت رئيسا لمصر محمد نجيب)
لقد دعمت مصر الحركة الاتحادية برغم اتفاقية الجنتلمان (29/10/1952) التى وقعها صلاح سالم وحسين ذو الفقار من الجانب المصرى وعبد الرحمن على طه من جانب حزب الامة التى وقعتها مع حزب الامة والتى تنص على عدم تدخل مصر ماديا او سياسيا فى السودان الى ان يتم تقرير المصير.
اما احداث مارس 1954 فكان سببها ان اللجنة المنظمة لزيارة محمد نجيب قررت تغيير خط سير موكب نجيب عن الخط المعلن سلفا، وكان الهدف من هذا التغيير هو ارباك التجمعات الاستقلالية التى احتشدت لتبلغ محمد نجيب انهم لا يرغبون فى الاتحاد مع مصر بأى ثمن. وتم حشد الجموع الاتحادية فى مسار الموكب الجديد. هذه اللعبة القذرة استفزت الجموع الاستقلالية التى تحركت لتلحق بموكب نجيب هنا ظن ضباط الشرطة الانجليز بان هذه الجموع ستهاجم محمد نجيب ولذلك حدث ما حدث من احداث مؤسفة.
اما الوتر الذى طالما عزف عليه منتقدو حزب الامة، وهو دور اسرة المهدى فى هذا الحزب. لا ادرى ما الغضاضة فى ذلك، انهم يعملون كجنود فى صفوف الحزب يقاتلون ويحاربون ويعتقلون ويعذبون ويشردون بذنب او من دون ذنب. فلهم الحق فى الترفع والمناصب القيادية طالما اجتهدوا لنيل ذلك.
اما الامام الصادق، لقد ان تحكم عليه بما تشاء ولكنك لن تستطيع ان تنقص للرجل حقه فى ايمانه بالديمقراطية وكفاحه من اجلها، وبذله للغالى والنفيس من اجل ارساء دعائمها. اما حكمك عليه بالفشل لا ادرى اى المعايير اتخذت لتصل الى هذه النتيجة، ان حزب الامة منذ ان تولى الامام الصادق مقاليد اموره من نجاح الى نجاح ومن مبادرة موفقة الى اخرى.
اختتم تعليقى هذا بان اطلب منك ان تتوخى الصدق والأمانة فيما تنقل وتكتب، انك بطمسك للحقائق لن تغيير التاريخ لقد حاول غيرك من قبل وفشلوا وأصبحوا نسيا منسيا. يا اخى لن يضيرك شيا ان تكون امنيا وصادقا مع نفسك حتى وان كنت لا تطيق حزب الامة او اى من اعضائه، انك تسئ الى نفسك والى اسمك قبل ان تسئ الى حزب الامة والأنصار.

عبد الله الفاضل المهدى
وحدة المعلومات – حزب الامة
25 ابريل 2003

مذكرة مؤتمر الخريجين

1- اصدار تصريح مشترك فى اقرب فرصة من الحكومتين الانجليزية والمصرية بمنح السودان بحدودة الجغرافية حق تقرير المصير بعد الحرب مباشرة واحاطة ذلك الحق بضمانات تكفل التعبير عنه فى حرية تامة كما تكفل للسودانيين الحق فى تكييف الحقوق الطبيعية مع مصر باتفاق خاص بين الشعبين المصرى والسودانى.
2- انشاء هيئة تمثيلية من السودانيين لاقرار الموازنة والقوانين.
3- انشاء مجلس اعلى للتعليم اغلبيته من السودانيين وتخصيص ما لا يقل عن 12 فى المائة من الموازنة للتعليم.
4- فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية.
5- الغاء قوانين المناطق المقفولة ورفع قيود الاتجار والانتقال عن السودانيين داخل السودان.
6- اصدار تشريع لتحديد الجنسية السودانية.
7- وقف الهجرة الى السودان فيما عدا ما قررته معاهدة سنة 1936.
8- عدم تجديد عقد الشركة الزراعية بالجزيرة.
9- تطبيق مبدأ الرفاهية والاولوية فى الوظائف وذلك:
· باعطاء السودانيين فرصة الاشتراك الفعلى فى الحكم بتعيين سودانيين فى وظائف ذات مسئولية سياسية فى جميع فروع الحكومة.
· قصر الوظائف على السودانيين، زاما الوظائف التى تدعو بالضرورة لملئها بغير سودانيين فتملأ بعقود محدودة الاجل يتدرب فى اثنائها سودانيون لشغلها فى نهاية المدة.
10- تمكين السودانيين من استثمار موارد البلاد التجارية والزراعية والصناعية.
11- اصدار قانون لالزام الشكرات البيوتات التجارية بتخصيص نسبة معقولة من وظائفها للسودانيين.
12- وقف الاعانات لمدارس الارساليات وتوحيد البرامج التعلمية فى الشمال والجنوب.

Post: #47
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-25-2003, 08:35 PM
Parent: #46

تحية للجميع

وصلتني مادة الرد اعلاه من السيد عبدالله الفاضل المهدي ؛ وقد قمت بنشرها في بوست مستقل بحيثياتها ؛ وطلبت من الاخ بكري تسجيل الاخ عبدالله الفاضل ؛ وعدت هنا لاجدها منزلة من طرف الاخ مهدي؛ فلا باس

عبدالله الفاضل المهدي يرد علي " افتراءات" عادل عبد العاطي

في رد عبدالله الفاضل علي "افتراءاتي" ؛ نجد انه لا ينكر ما اوردته من معلومات ؛ الا في مرات قليلة ؛ ولكنه يفسرها بما يبري ساحة حزبه ؛ والافتراء هو الكذب ؛ وقد جاء في الاثر ؛ او يفترون علي الله كذبا ؟ ؛ وحيث ان عبدالله الفاضل لم يوضح كذبي ؛ بل كانت له قراءة اخري للاحداث ؛ فانا اقول بانه هو المفتري علي

ساعود الي مقال عبد الله الفاضل ؛ لافنده جملة جملة ؛ واتمني انضمامه السريع الي البورد ؛ حتي يؤدي " مهامه " الحزبية كما يجب ؛ وليطرح بضاعته دفاعا عن حزبه وصادقه ؛ وسنري اين هو الافتراء

ونواصل

عادل

Post: #48
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-25-2003, 08:48 PM
Parent: #47

العزيزات والاعزاء

موعدكم غدا مع الرد المفصل علي مقال عبدالله الفاضل ؛
وبعد غد نواصل فضح دور حصان طروادة ؛ وخصوصا ما انقطع من تآمره علي الديمقراطية عام 1958 ؛ وتسليمه السلطة لكبار الجنرالات

عادل

Post: #49
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: أبنوسة
Date: 04-26-2003, 01:02 PM
Parent: #48

الأخ عادل
تحياتي

كما عودتنا دائما مثابراً، وأنا أرى أن هناك كثيرا من الساكن والمسكوت عنه في الساحة السياسية السودانية، والذي يحتاج أن نكتب عنه بتجرد ونزاهة، وإنطلاقا من الديمقراطية التي نتبجح بالمناداة بها ونسقطها حين سماع أول رأي مخالف لنا.

فقد لا أتفق مع بعض ما يورده الأخ عادل في بوستاته ولكن أرى أن مجرد إثارة عقولنا للتفكير في صحة ما أورده وتحريك شهوة البحث عن الحقيقة فينا.
تدفعنا لأن نقول شكرا لك
ولنرمي حجرا في هذا الساكن عسى ولعل نحركه

وللجميع أنتظر مزيد من المداخلات لإثراء الحوار

Post: #50
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-26-2003, 04:06 PM
Parent: #49

تعليقات علي مقال
عبدالله الفاضل (المهدي) بعنوان:
رد علي افتراءات "عادل عبد العاطي"

كتب عبد الله الفاضل (المهدي) ؛ بعنوان رد علي افتراءات عادل عبد العاطي ؛ ردا مطولا علي بوستي الاخير عن حزب الامة ؛ والمعنون " حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية" ؛ والمنشور بمنبر سودانيز اون لاين . ولما كان بوستي لم يكتمل بعد؛ فقد طلبت من الاخ بكري ابو بكر تسجيل عبدالله الفاضل في البورد ؛ لكيما يسهم ببضاعته ؛ ويحاور بشكل يومي. وقد جاء طلبي من بكري؛ رغبة في الا يتحجج عبدالله الفاضل بان المنبر حكر؛ او اني استغل عدم وجود عناصر من حزب الامة للرد ؛ فهم كثر في المنبر؛ ولكن انضمام آخرون لهم لا يضيرنا؛ بل هو مما يسرنا.
وانا اذ ارد الآن؛ قاطعا تسلسل ما اكتب عن حزب الامة؛ فذلك لان عبدالله الفاضل اتاح لي برده؛ فرصة جديدة وطيبة؛ لافصل ما كنت قد اجملت؛ ولاوثق اكثر لمسيرة الخيانة والتخريب والتسلط التي مارسها حزب الامة في تاريخه القريب والبعيد؛ في الحركة الوطنية السودانية. بل لاذهب ابعد من ذلك؛ واوثق سيرة قادة الطائفية المهدوية البائس في الحركة الوطنية؛ بدءا من عبد الرحمن المهدي؛ وانتهاءا بالصادق المهدي؛ الامر الذي جعلني اسميهم وحزبهم؛ بحصان طروادة داخل قلعة الحركة الوطنية السودانية.

نواصل

Post: #51
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-26-2003, 04:06 PM
Parent: #50

اولا
عن الراد والرد والمردود عليه:
ابدأ في تعليقي بان اوضح بعض الحقائق؛ عن صاحب الرد؛ اي عبدالله الفاضل؛ وعن رده؛ وعن المردود عليه ؛ اي شخصيالضعيف. افعل ذلك ليس لشخصنة النقاش؛ وانما لان طبيعة مقال عبدالله الفاضل قد فرضت ذلك؛ ولانني اؤمن بان هذه الحقائق امور جوهرية في هذا النقاش؛ لا تقل في اهميتها عن موضوعه.
وعبدالله الفاضل(المهدي)؛ هو احد اعضاءاسرة المهدي المهمين؛ فهو ابن عم الصادق المهدي؛ واخ سارة الفاضل المهدي؛ وخال بعض ابناء الصادق المهدي. وهو عضو حزب الامة؛واحد عناصره المهمة بالخارج. وحسب معرفتي فقد كان مديرا لمكتب الحزب في لندن – وربما لا يزال - ؛ وقد كان مديرا لمكتب اخيه مبارك الفاضل المهدي بلندن؛ لما كان الاخير سكرتيرا عاما للتجمع؛ وهو يوقع الان عن مركز المعلومات في حزب الامة؛ وهو بلا ريب رئيسه؛ او باقل الفروض احد العناصر الهامة فيه.
بهذه الحيثيات؛ فان احكام عبدالله الفاضل؛ يعتورها الكثير من المؤثر الشخصي والحزبي والعائلي. واذا كانت العديد من المحاكم في العالم ترفض شهادة ذوي القربي او ذوي الغرض؛ فان عبدالله الفاضل في شخصه قد جمع بين الخصلتين. ولكننا مع ذلك نتسامح ونقبل شهادته؛ ما دام حزب الامة حكرا علي عائلة المهدي؛ بل هو في الحقيقة حزبهم الخاص؛ ورغما عن هذا القبول ا لا ننسي للحظة ان الرجل صاحب قربي مع من ننتقدهم؛ وهو ذو مهام حزبية معينة ينبغي ان يقوم بها؛ وهو بذلك صاحب غرض؛ والغرض مرض كما يقولون.
اما الرد؛ فقد عنونه عبدالله الفاضل بانه رد علي افتراءات عادل عبدالعاطي. ونثبت من البداية ان الافتراء لغة معادل للكذب؛ وعبدالله الفاضل لم يثبت علينا الكذب؛ بل هو في اغلب الاحيان امن علي ما قلناح وقدم قرائته الخاصة له؛ والمحكومة بحزبيته ودواعي الدفاع عن اسرته. وكنا سنعذر الرجل لو لم برمبينا بالافتراء؛ اما وقد رمانا بها؛ فاننا نعتقد ان رده يحمل الافتراءح وهصوصا في هذا العنوان الصارخ الذي لم يثبته؛ كما سنذهب في تحليل المقال.
اما شخصي الضعيف؛ فقد لمح عبدالله الفاضل الي ان دوافعي قد تكون شخصية؛ او اني لا اطيق الحزب او بعض اعضائه؛ وطالبني بالصدق مع نفسي؛ ونسبني الي فئة تتسم بالعصبية والتشيع؛ وان لم يوضح لمن هذه العصبية وذلك التشيع؛ وانا عنده في البدء والمنتهي مفتري. واقول هنا ان لا مشكلة شخصية لي مع حزب الامة؛ او ايا من اعضائه؛ ولست متشيعا لفئة معادية له؛ بل انا لا طيق ممارسات هذا الحزب وقادته؛ وذلك من مواقع الوطنية السودانية؛ ومن مواقع الكرامة الانسانية؛ ومساواة كل السودانيين؛ ومدنية الدولة؛ هذه المبادئ التي يدوسها الطائفيين في كل حلهم وترحالهم؛ وفي كل ماضيهم وحاضرهم.

Post: #52
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-26-2003, 04:07 PM
Parent: #51

ثانيا
حول دور عبد الرحمن المهدي وتقييمه
يبدأ عبدالله الفاضل بتاكيده لاجماع مئات الكتب والدراسات علي " الدور الهام الذى لعبه الامام عبد الرحمن المهدى فى الحركة الوطنية السودانية ودعمه الغير محدود للمثقفين السودانيين فى تلك الفترة" ؛ ثم ياتي في الفقرة اللاحقة لينقل شهادة البروفسر حسن احمد ابراهيم والتي يقول فيها ""اتسمت البيئة التى نشأت فيها بالعصبية والتشيع لدرجة وصمت الامام عبد الرحمن المهدى بممالاة نظام الحكم على اقل تقدير.. ووصلت المبالغة احيانا بوصفه خائنا وتابعا وذليلا لبريطانيا المستعمرة. وطوال فترة طفولتى الباكرة ثم مرحلة الشباب كنت مقتنعا شخصيا، ومعى الكثيرون من ابناء جيلى بتلك الادانة على ما فيها باعتبار انها مسالة مسلم بها. ولا غرو، فما زالت فكرة (الخيانة) تلك عالقة بأذهان بعض الدوائر فى السودان وغيره"
عبدالله الفاضل يناقض نفسه هنا؛ فاما ان المئات من الدراسات والكتب اجمعت علي الدور الهام لعبدالرحمن المهدي؛ واما هو مقتنع الفقرة المنقولة والتي تتخدث عن شيوع فكرة خياتة الرجل؛ والتي قال البروفسور حسن احمد ابراهيم ان ابناء جيله كانوا مقتنعين بها؛ بل كانت في حكم المسلمة.
في رايي ان عبدالله الفاضل يعرف بشيوع الفكرة؛ ولا يعنينا هنا تغيير الروفسور حسن احمد ابراهيم لفكرته فيما بعد؛ والاتهام بالخيانة لعبدالرحمن المهدي مطروح في العديد والكتب والمصادر؛ ولذلك فان حديث عبدالله الفاضل باجماع المؤرخين علي دور الرجل الهام؛ واتهامه لي بتزوير الحقائق؛ انما ترتد اليه؛ فهو المزور حينما يحاول ان يجعل من فكرتي بخيانة الرجل وعمالته للاستعمار؛ وكانما هي من بنات افكاري؛ وليس لها سند من التاريخ؛ وهو اذن المفتري.
ويمضي عبدالله الفاضل ليكيل الثناء علي مؤسس "المهدية الجديدة"؛ وليخلص الي ان كل ممارساته كانت خيرا مطلقا؛ وفي ذلك تستوقفنا في البداية التالية :
1. هل قدم عبد الرحمن المهدي سيف الامام المهدي هدية لملك الدولة التي استعمرت بلاده؛ وقضت علي استقلال السودان؛ وهل رد ملك الانجليو الهدية محرجا؛ موضحا لعبدالرحمن المهدي ان هذا تراص بلاده واسرته؛ وان هذه الاشياء لا تهدي؟
2. هل عم الانجليز؛ بالمال والعطايا والامتيازات؛ عبدالرحمن المهدي؛ اقطعوا له الارض التي نزعوها من اصحابها؟
3. هل كان بسطاء الانصار يعملوا سخرة في تلك الاراضي؛ وخصوصا في الجزيرة ابا؛ ادون اجر نقدي؛ ومقابل القوت فقط؛ وهل حقق عبدالرحمن المهدي تراكم ثرواته االطائلة من هذا المصدر؟

Post: #53
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Elkalakla_sanga3at
Date: 04-26-2003, 10:58 PM
Parent: #52

سلام اخونا عادل ونشكرك في حوارك المثمر الشجاع في نقد تجربة حزب يكفي انو اخفق في الحفاظ علي الديمقراطيةونتمني ان تشمل بقية الأحزاب الاخري.

Post: #175
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-08-2003, 06:25 PM
Parent: #53

الاخ الكلاكلة صنقعت

شكرا علي التشجيع ؛ ونعد بان نتطرق للاحزاب التي افسدت الحياة السياسية السودانية دون وجل او مجاملات

عادل

Post: #55
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdullahi F. ElMahdi
Date: 04-27-2003, 01:46 AM
Parent: #51

الاخ عادل
فى البداية ارجو ان اشكركم على احترامكم للرأى الاخر وبث الرسائل على المنبر.
ثانيا: ان المعلومات التى اوردتها عن شخصى الضعيف غير صحيحة، فالنسب غير صحيح ومهامى الحزبية ليست صحيحة.

لقد ورد فى رسالتك ((وعبدالله الفاضل(المهدي)؛ هو احد اعضاءاسرة المهدي المهمين؛ فهو ابن عم الصادق المهدي؛ واخ سارة الفاضل المهدي؛ وخال بعض ابناء الصادق المهدي. وهو عضو حزب الامة؛واحد عناصره المهمة بالخارج. وحسب معرفتي فقد كان مديرا لمكتب الحزب في لندن – وربما لا يزال - ؛ وقد كان مديرا لمكتب اخيه مبارك الفاضل المهدي بلندن؛ لما كان الاخير سكرتيرا عاما للتجمع؛ وهو يوقع الان عن مركز المعلومات في حزب الامة؛ وهو بلا ريب رئيسه؛ او باقل الفروض احد العناصر الهامة فيه.))

ياخى شكرا كثيرا لم اكن اعرف اننى من "المهمين" من اسرة المهدى، فكنت وما زلت اعتبر نفسى عضوا عاديا.

ثانيا: كيف اكون "واخ سارة الفاضل المهدي؛ وخال بعض ابناء الصادق المهدي" وفى نفس الوقت اكون اخ لمبارك المهدى (("اخيه مبارك الفاضل المهدي بلندن؛ ")) هذه معادلة لن يتمكن من حلها اكبر عالم انساب على وجه المعمورة.

نعم لقد كنت مسئول مكتب مسئول العمل الخارجى لحزب الامة ثم مسئولا عن مكتب الامين العام للتجمع. فمبارك المهدى هو عمى وليس اخى. اما علاقتى بالسيدة سارة واننى خال اولاد الامام الصادق فهذه واسعة شوية.

ثم انك تثبت ما قلته لك ان بالاسرة افراد يعملون فى صفوف الحزب كجنود يرفعون الراية ويقمون باعمالهم ووظائفهم الحزبية، فهم ليسوا قيادات ربانية وليسوا سادة يتربعون على العرش من دون القيام بواجباتهم، هل هنالك ما يمنع هذا؟ ام انه يعارض شريعتكم.

اما علاقتى بحزب الامة فانا جندى فى صفوفه صحيح اننى اساهم عن طريق وحدة المعلومات ولكننى لا اوقع نيابة عن الوحدة.

ان الذى دفعنى للرد عليكم هو تفسيركم الخاطئ للحقائق التاريخية، وكانكم تقولون للقارئ ان هذا نص ما ورد فى هذه المراجع وفى الحقيقة هو قرءاة منقوصة من جانبكم لاثبات نظرية اقتنعتم بها حتى لو كانت لا اساس لها من الصحة. فانت هنا كالمحاسب الذى فرقت حسابته فاصبح يتمم من هنا ومن هنا الى ان تظبط الحسابات. (ان هذا مجرد تشبيه لايصال المعنى). هذا بالاضافة الى انكم اتهمتم السيد بالخيانة فى حين انه برى منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

ذكرت فى ردك:
"بهذه الحيثيات؛ فان احكام عبدالله الفاضل؛ يعتورها الكثير من المؤثر الشخصي والحزبي والعائلي. واذا كانت العديد من المحاكم في العالم ترفض شهادة ذوي القربي او ذوي الغرض؛ فان عبدالله الفاضل في شخصه قد جمع بين الخصلتين. ولكننا مع ذلك نتسامح ونقبل شهادته؛ ما دام حزب الامة حكرا علي عائلة المهدي؛ بل هو في الحقيقة حزبهم الخاص؛ ورغما عن هذا القبول ا لا ننسي للحظة ان الرجل صاحب قربي مع من ننتقدهم؛ وهو ذو مهام حزبية معينة ينبغي ان يقوم بها؛ وهو بذلك صاحب غرض؛ والغرض مرض كما يقولون."

هذا سيكون صحيحا اذا كان ما اكتبه غير موثق، بالمراجع والدليل القاطع، انك تكتب عن موضوع عام يهم كل الشعب السودانى. لقد صادف ان اكون اول من يرد عليك من اعضاء حزب الامة. اما الغرض الذى تتحدث عنه فلا غرض لدى سوى اثبات الحقائق واعطاء كل ذى حق حقه. ان تعبير الغرض مرض ينطيق عليكم وليس على لانك انت صاحب الغرض، تريد ان تثبت الخيانة على حزب الامة باى طريقة، وهذا ما لا اتفق معك فيه.

اما اذا كان اسلوبك موضوعى، وتناولت عطاء حزب الامة وقياداته بصورة نقدية بناءة لكنا رحبنا بهذا النقد وربما شاركنا فيه لاثراء النقاش ولدعم المسيرة الديمقراطية وخصوصاان اسلوب النقد الذاتى ليس بغريب عن حزب الامة.

انه من العبث ان يدعى اى من كان بان مسيرة العديد من الرجال كانت كلها اخطاء فى حين ان القضية التى كانوا يحاربون من اجلها انتصرت وتحققت الامنية التى وهبوا حياتهم لتحقيقها .. ونحمد الله انهم عاشوا ليروا راية السودان الحر المستقل ترفرف على سارية القصر الجمهورى.

انه من الطبيعى ان يكون هنالك ساخطين .. غير راضين عما تم .. ولكنه من الطبيعى ايضا ان يعطى ذى حق حقه ..

لكم الشكر

عبد الله الفاضل

Post: #56
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 09:16 AM
Parent: #55

في هذه القضايا الجوهرية؛ يؤمن عبدالله الفاضل علي بعضها ؛ ويحاول اعطاء تفسير جديد لها؛ او ينفيها في تزوير واضح.
اما واقعة اهداء السيف؛ فيؤكدها عبدالله الفاضل؛ ولكنه يحاول ان يفسرها كما يحلو له؛ بينما تفسيرها ودلالتها علي الخضوع والانكسار والتزلف واضحة ؛ ففيم المغالطة اذن؛ ومن هو المزور والمفتري؟
اما في مجال تمليك عبدالرحمن المهدي للارض؛ واعطائه الهبات للعمل فيها؛ فامر تثبته كل المراجع؛ ونذكر منها كتاب الساقية لمحمد ابراهيم ابوسليم؛ وعلاقات الارض في السودان لمحمد ابراهيم نقد؛ والسلطة والطبقة في السودان؛ لتيم نيبلوك؛ وغيرها؛ وهؤلاء الكتاب ايضا يثبتون عمل السخرة؛ اي العمل غير الماجور؛ حيث لم ينفه عبدالله الفاضل كواقعة تاريخية؛ وانما زعم بانها لم تكن سخرة او عبودية؛ دون ان يحدد لنا ماذا كانت؛ وماذا يسمي هو العمل الذي لا يتلقي العامل عليه اجرا ؟.
ان الارض وخاصة في مناطق الخصوبة العالية؛ قد نزعت من اصحابها – العشائر والقبائل- ؛ وانتهي بذلك عهد تملك القبيلة الجماعي لها وانتفاعها بها. هذا الشكل قد كان سائدا في اجزاء كبيرة من كردفان ودارفور والجزيرة(راجع محمد ابراهيم ابوسليم: الارض في المهدية) ؛ اما علي ضفاف النيل وفي المديرية الشمالية تحديدا فقد كان السائد هو الملكية الفردية؛ وهنا فقد تركت السلطة الاستعمارية الامر علي ما كان عليه؛ لشرط تسجيلها عند السلطات. ان هذه السياسية قد وضعت اغلبية ارض السودان تحت تصرف السلطة الاستعمارية؛ والتي وضعتها تحت تصرف اما شركات للاستثمار الكبير – في مشروع الجزيرة - ؛ او ملكتها لكبار القادة الطائفيين والدينيين والقبليين؛ او اعادت بيعها وتسجيلها للملاك الصغار.
ان السلطة الاستعمارية قد شجعت ودعمت ابناء الاسر الكبيرة من الطائفيين وزعماء القبائل للاستثمار في الزراعة؛ وكان لاسرة المهدي والميرغني الاولوية في ذلك كما اشرنا من قبل. وتجب الاشارة الي ان بدايات تملك الارض من قبل اسرة الميرغني الوافدة؛ قد تم اثناء مجاعة سنة 6 –والموافقة عام 1893؛ حيث اشتري خلفاؤه الاراضي من المزارعين؛ في مقابل تزويدهم بالمحاصيل الغذائية(الفمح والذرة)؛ في اسؤا حادثة استغلال للجوع عرفها تاريخ السودان.
ان عبدالله الفاضل لا ينفي شيئا من هذا؛ بل انه يذهب اكثر لاثبات ما نقول؛ حين يذكر :
" فقد ورد فى تقارير الادارة البريطانية ان Maffy الحاكم العام فى عام 1926 ان اهم عناصر سياسته هو تبنى الحكومة للسيد عبد الرحمن المهدى ليصبح رأسماليا غنيا. وذلك بمساعدته فى مشروعاته بالنيلين الابيض والازرق. فقد توقعت السلطات ان يشغله الانهماك فى الزراعة عن النشاط السياسى والدينى المتعصب، اذ انه سيهتم بمحاصيله وأرباحه بدلا من اشعال المشكلات الدينية والسياسية. وسجل مافى تلك القناعة فى تقديمه لهذه السياسة بقوله "اننى ارى انه طالما كان تصرفات السيد معقولة فى المجالين السياسى والدينى فعلينا ان نربطه الينا بقيود اقتصادية" وهكذا ابتدع مافى سياسة القيود الاقتصادية التى اتبعتها الحكومة خلال السنوات 1926 – 1934"
وهذا ما قد تم فعلا؛ حسب التكتيك الانجليزي.

Post: #57
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 09:17 AM
Parent: #56

عبدالرحمن المهدي وثورة 1924

اننا نسجل بالدقة ان ذلك ما تم؛ حيث تم دعم عبدالرحمن المهدي كما وثقنا؛ كما اننا وثقنا تصرفاته "المعقولة" في المجالين السياسي والديني؛ والتي تلخصت الاولي في رفض تراث الثورة المهدية في قتال المستعمر؛ وعدم استخدام الحماس الديني كباعث للثورة؛ وتلخصت الثانية في تخريب الحركة الوطنية؛ عن طريق محاربة التيار الثوري فيها؛ وقد اثبت عبدالله الفاضل الامر الاول حين قال:
"لقد تنازعت احد اعوان الامام مشاعر جياشة بفعل قصيدة فى مدح المهدى، فطلب من الامام فى فورة حماسته ان يحذو حذو ابيه فيلبس الجبة المرقعة ويعلن الجهاد. فقال له الامام "اننى امام هذا العصر، وإذا كان المهدى نفسه يعيش بيننا اليوم لاستجاب لما آمر به وأوجه. " "
اما واقعة محاربة عبدالرحمن المهدي للتيار الثوري في الحركة الوطنية؛ فيثبتها غبدالله الفاضل حين يقول:
" اما السيد عبد الرحمن المهدى فقد قال عن عدم تأييده لحركة اللواء الابيض "كان للحوادث الجارية فى مصر منذ بدئها عام 1919 صدى فى السودان حرك الوعى السياسى عند الفئة القليلة المتعلمة وسكان المدن. وأخذت الصحف المصرية تنادى بوحدة وادى النيل فأنساق فى تيار هذه الحركة اكثر المتعلمين وكان المظهر المادى لهذه النداءات قيام حركة 1924. اذ لم تكن هذه الحركة الا امتداد للحركة الوطنية المصرية. واننى ان كنت اكبر صفات الرجولة والصبر التى امتاز بها اعضاء جمعية اللواء الابيض، اى اننى لا اعتبر حركة 1924 ممثلة للمطالب الحقيقية لشعب السودان. وقد دفعنى ذلك لان انادى بالشعار الذى اتمسك به حتى اليوم وهو السودان للسودانيين"."
ان عبدالرحمن المهدي؛ ومن ورائه عبدالله الفاضل؛ انما يشوهان اهداف حركة 1924؛ وذلك لتبرير موقف الاول المخزي؛ فحركة 1924 كانت حركة وطنية اصيلة؛ ولم تكن تابعة للمصريين؛ وان حولت الاستعانة بهم في كفاحها ضد الانجليز؛ كما حاول حزب الامة الاستعانة بليبيا واثيوبيا في السبعينات ضد نظام نميري؛ وكما خحاول الاستعانة بارتريا واثيوبيا في التسعينات ضد نظام البشير؛ وهنا نحاول ان نثبت صحة تحليلنا وتزوير مؤرخي حزب الامة للاحداث.
ان معسكر الثورة؛ والذي لم يكن له حظ من امتلاك الصحف والاموال؛ قد لجأ الي العمل السري؛ وباشر عمله في اصدار المنشورات السرية؛ فحينما طرح حسين شريف في مقاله الذي دعا فيه الي استفراد انجلترا بحكم السودان؛ رد معسكر الاتحاد السوداني بمنشور بتوقيع وطني ناصح امين – كتبه غالبا سليمان كشه- ؛ ورغم بعض الصياغات العنصرية تجاه اهل الجنوب في هذا البيان؛ الا انه اوضح هدف الجنعية الاساسي؛ وهو الوقوف ضد الانجليز حتي اجلاؤهم من مثر والسودان؛ وعلي الارتباط بمصر في سبيل ذلك الهدف؛ حيث دعا الي ان " تتحدوا مع اخوانكم المصريين حتي تثلوا الي اغراضكم من الاستقلال التام" وقال كذلك " ان اخوانكم المصريين يجاهدون الان من اجلكم حتي اذا تم مرغوبكم كان لهم ما لكم وعليهم ما عليكم" – النص الكامل في كتاب محجوب محمد صالح – الصحافة السودانية في نصف قرن.
اما حسين شريف؛ والذي اطري عليه عبدالله الفاضل؛ ونقل قسما كبيرا من مقاله؛ فقد اسقط عمدا القسم الاهم؛ وهو الذي يشكل لب الطرح السياسي للسادة الثلاثة ؛ حيث كتب في سلسلو مقالاته وتحت مقال المتفع لا العواطف:
"ان كفائتنا الذاتية تبعد بنا كثيرا في الوقت الحالي عن الدرجة التي تؤهلنا لحكم نفسنا بنفسنا؛ وادارة امورنا بايدينا؛ دون مساعد اومرشد يتولي تربيتنا وتدريبنا وسيسر بالاحوال بتنظيم واحكام يضمنان اقرار الراحة حالا وبلوغ الغاية التي تنشدها كل امة ذات اصل وتاريخح والماضي والحاضر يتضافران علي اثبات هذه الحقيقةح فلا نخدعن انفسنا؛ ولا نحهلن مكانتها ومنوزلتها"
افي هذا الرجل وفيمن يقف ورائه من "سادة" مزعومين اي ذرة من الوطتية وعزة النفس؟ واين من هذا المنهج التبعي تراث المهدي في الثورة علي المستعمر؟ بل اين منه احترام الذات ناهيك عن احترام الشعب والوطن؟
ويمضي قائلا: " فيم يبق لنا اذن؛ الا باب واحد؛ وهو الانجليز. وهؤلاء لا يسع احد ان يمكر انهم اكفأ من ادار دفة وساس امة؛ واقدر من يخضع الهوي لسلطان الحق؛ ويوفق بين منازع السيطرة؛ علي قدر ما تسعه الطاقة البشرية ويتسع لدولة فاتحة وامة استعمارية"
هؤلاء هم الانجليز؛ الذين لعقدين خليا استعملا مدافع مكسيم الرشاشة – المحرمة دوليا- في خصد السودانيين في كرري؛ هؤلاء هم الانجليز الين قصقوا قبة الامام المهدي ونبشوا رفاته؛ هؤلاء هم الانجليز الين استباحوا امدرمان لثلاثة ايام؛ هؤلاء هم الانجليز الذين قال قائلهم لامير محمودود احمد " لماذا جئت الي بلادي لتنهب وتخرب؟"؛ هؤلاء هم الانجليز الين قضوا علي كل الانتفاضات بوحشية وقسوة؛ هكذا هم في نظر حسين شريف و"السادة" الثلاثة.
ثم يختم الرجل؛ خطابه البائس بالقول:
"علي ان شأن الانجليز في مصر والسودان شانهم؛ واثارهم في اصلاح الاخير –السودان- اثارهم. فيجدر بنا والحالة هذه؛ ان نستعين بهم علي توحيد امرنا؛ وترقية احوالنا؛ والسير بنا في سبيل التدريب السياسي والاجتماعي سيرا مطردا بنصيب يتزايد بتزايد الاستعداد وتقدم الزمان"
اما زعم "الاميين" بان ثوار الاتحاد السوداني واللواء الابيض قد كان يعملوا لمصلحة مصر؛ فتنفيه حتي وثائق الانجليزح فعندما كتب علي عبد اللطيف مقالا بعنوان" مكطالب الامة السوانيية" ؛ وذهب به للنشر في جريدة الحضارة؛ رفضت تلك نشره؛ ثم ما لبث ان اقتحم مدير المخابرات مكتب الجريدة واخذ المقالح بعد ان عرف به – ممن ؟ - ؛ واعتبر المقال رغم انه لم ينشر؛ وثيقة مثيرة للكراهية ضد الحكومة؛ وقدم كاتبه للمحاكمة؛ وحكم عليه بالسجن عاما. فماذا كان محتوي المقالح وماذا قالت لجنة التحقيق في ثورة 1924؟
كان المقال يعدد مطالب السودانيين في زيادة التعليم؛ ونوع احتكار السكر؛ والمطالبة بالمزيد من الوظائف للسودانيين؛ وكان ذو منحي استقلالي واضح؛ وكانت هذه المطالب كل ما يمكن نشره في جريدة علنية؛ اما تقرير لجنة ايوارث عن ثورة 1924 فيقول:" ان الوثيقة التي حوكم علي عبد اللطيف من اجلها لا تحوي كلمة واحدة في مصلحة مصر؛ انها تدعو ليتولي السودانيين حكم السودان؛ وانهاء الحكم الاجنبي.. وكثير مما ورد فيها يعبر عن احاسيس كانت زما زالت مشتركة بين اعلبية صغار المتعلمين بل وبعض كبارهم "
وقد نشرت الباحثة اليابانية يوشيكو كتابا عن علي عبداللطيف وثورة 1924 ؛ ترجمه مجدي النعيم ونشره مركز الدراسات السودانيةح ناقشت فيه مفهوم الوطنية عند الاتحاد السوداني واللواء الابيض؛ وخلصت الي ان مفهوم الاتحاد قد كان الاتحاد بين السودانيين انفسهم؛ وان الشعارات عن الاتحاد مع مصر او النضال المشترك معها؛ قد كانت تكتيكية؛ قائمة علي توحد القوي الثورية في البلدين؛ ضد الانجليز؛ ومن ثم الحصول علي الاستقلال بعد طردهم. ومن المثير للملاحظة؛ ومما يدعم هذا التحليل؛ ان قادة الاتحاد السوداني واللواء الابيض قد كانوا علي صلة بالتيارات الاكثر ثورية في الحركة الوطنية المصرية؛ مثل الحزب الوطني؛ والامير عمر طوسون؛ بل ولقد اتصلوا لطلب الدعم بقادة لبنان؛ وكانت لهم علاقة بمركز مخاربة الامبريالية في برلين؛ عن طريق احد اعضائهم هناك – راجع جعفر محمد علي بخيت – الوطنية والامبريالية في السودان ؛ وكذلك الشيوعية في الشرق الاوسط – مع تركيز خاص علي مصر والسودان.
هذا ماكان؛ وهذا ما يوضح المواقف الحقيقية لاطراف الصراع؛ وخصوصا عندما نعلم ان قيام الاتحاد السودانيح واللواء الابيض ؛ قد كانا نتيحتان مباشرتان للموقف الموالي للانجليز ح الذي وقفه " السادة" الثلاثة المزعومين.

Post: #58
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 09:29 AM
Parent: #57

الاخ عبدالله واعضاء وعضوات المنبر

اعتذر عن الخلط في "نسب" عبدالله الفاضل" المهدي" ؛ وهو علي كل حال قد اثبت نسبه الي الاسرة السعيدة؛ ممن يحتل فيها رجل واحد وزوجته وابنته وابنيه عضوية المكتب السياسي لحزبهم ؛ فلا ضير اذن ان ظفر عبدالله الفاضل بمسؤوليات العمل الخارجي ؛ ولاان يكون مسؤولا عن وحدة الدراسات والبحوث ؛ ولعل بدفاعه هنا عن الاسرة والحزب يرفع اسهمه في الاسرة والحزب ويصعد الي قيادة اعلي؛ ويضيف الي اقربائه العديدين - بغض النظر عن دقة النسب- دعما لهم في ادارة شؤون البلاد والعباد


اما النقاش حول الاساسيات؛ فسيتواصل

عادل

Post: #59
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 09:42 AM
Parent: #58

العزيزة ابنوسة

شكرا للطلة

مهم جدا تحريك المياة ؛ وممارسة نقد شامل وكامل لكل مكوناتنا السياسية والفكرية التي انتجت الازمة ؛ وما زالت تعاقر الفشلح وتفرضه علي الشعب السوداني العملاق؛ كاكبر قسمة ضيزي عرفها التاريخ

اتمني ان نراك اكثر في هذا البوست ؛ وان نسمع من رايك الراجخ الكثير؛ فمثلك من يهدينا الي سواء السبيل اذا انحرفنا او فقدنا الاتجاه

عادل

Post: #60
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 09:44 AM
Parent: #59

الاخ محمد

يا ايها المحروق قلبك علي الوطن

تحية طيبة وشكرا علي كلماتك المشجعة؛ واعدك باني قي قولة الحق واظهار المخبؤ ؛ لن توقفني لومة لائم؛ او تهديد او اغراء

ودمت للوطن

عادل

Post: #61
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 11:48 AM
Parent: #60

رابعا
حزب الامة ظروف التاسيس ومسيرة التحبيط

يكتب عبدالله الفاضل عن شخصي الضعيف ما يلي:
" من الواضح تعاطفك الشديد مع مصر وتأييدك لفكرة التبعية تحت التاج المصرى"
واود هنا ان اخطر عبدالله الفاضل باني لا اؤيد شيئا من ذلك ولم اتعاطف معه البته؛ بل لقد ذكرت ان من مسالب الوطني الاتحادي وحكومته التمسك بافكار خيالية من مثل وحدة وادي النيل؛ بل لقد ايدت دعوة الكفاح المشترك بين الشعبين؛ وهي الدعوة الحقة التي رفعها ثوار 1924؛ وما اتت الدعوة للتبعية للتاج المصري الا تحت الاحزاب الاتحادية فيما بعد؛ والتي انتهت في النهاية خاضعة لنفوذ الطائفية.

ويقول عبدالله الفاضل:
" ان حزب الامة هو الحزب السودانى الوحيد الذى نشأ وترعرع بادى سودانية خالصة فكل الاحزاب الاخرى كانت تطالب بوحدة وادى النيل الا الحزب الشيوعى الذى كان يعرف بالحركة السودانية للتحرر الوطنى (حستو) ولكنه تبنى شعار الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) الداعى الى الكفاح المشترك للشعبين المصرى والسودانى وحق الشعب السودانى فى تقرير مصيره. ان ادعائك بان حزب الامة تمت تسميته تيمنا بحزب الامة المصرى ابيخ نكته سمعتها على الاطلاق، فقد كان المصريون يعتبرون حزب الامة هو عدوهم الاول فكيف يسمحون له باستعارة الاسم. ان تسمية حزب الامة اتت من ان بيت الامام المهدى يسمى بيت الامة ومن هذا ورد هذا الامة .. "

نشأ حزب الامة وترعرع في بيت الاستعمار البريطاني؛ وتحت يديه والدليل هو الدعم اللامحدود الذي تلقاه عبدالرحمن المهدي؛ كما في انضمام رجال الادارة الاهلية الكثيف اليه؛ وهم رجال كان ولائهم الاول للادارة الاستعمارية؛ ومن ذلك انه لما جائت الفكرة بتاسيس حزب جديد؛ قال احدهم انهم يجب ان يستشيروا الحكومة – احمد خير – كفاح جيل – صفحة
اما استعارة حزب الامة اسمه من اسم حزب الامة المصري؛ فيثبته استعارة الشعار ايضا؛ حيث كان حزب الامة المصري يدعو لشعار مصر لمصريين؛ ولو كان التشابه في الاسم فقط لعددناه صدفه؛ اما ان يتشابه الاسم والشعار والممارسات؛ فهذا يوضح الرابطة العميقة التي تربط بين الحزبين الرجعيين؛ كل في مواجهة الحركة الوطنية والثورية في بلاده.
وقد كان حزب الامة في خطواته في دخول المجلس الاستشاري والجمعية التشريعية؛ مخالفا لكل الصف الوطني الذي عاداهما؛ من اتحاديين وشيوعيين وجمهوريين وقوميين ومستقلين؛ فقد كانت هذه المؤسسات اقل بثير من قامة المطالب الوطنية في حينها؛ولكن الرجال الذين يعبر عنهم منطق حسين شريف في ضرورة الرعاية والترشيد؛ والذي يقوم به الانجليز ؛ لا يتورعوا اذن عن الانخراط في مؤسسات الاستعمار؛ والتي اريد بها ضرب تطورالحركة الوطنية؛ كما سبق واشرنا.

اما احداث مارس 1953 ؛ ومحاولة حزب الامة اشعال الحرب الاهلية؛ فقد فسرها عبدالله الفاضل علي هواه؛ وان لم يوضح لنا لماذا كانت جماهير الانصار مسلحة بالحراب والسيوف والسكاكين وهي تخرج للتعبير عن رايها؛ ومن الذي سلحها او اوحي لها بالتسلح؛ ان لم تكن قيادة حزب الامة عينها؟

نواصل

Post: #62
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdullahi F. ElMahdi
Date: 04-27-2003, 01:32 PM
Parent: #61


الاخ عادل
لاننى اسعى لتولى منصب بردودى عليك كما زعمت، فارجو ان تسهل لى هذه الغاية بان تكون موضوعى.

من الواضح انك لا تعرف الانصار عن كثب. الحراب والسكاكين والعصى هى جزء لا يتجزاء من لبسهم اليومى. فالسكين التى تحمل فى الضراع (لا استحضر اسمها الان) هى جزء اساسى من زى الانصارى وخصوصا اذا لم يكن من سكان المدن، فمثلما قال موسى عليه السلام فى الاية الكريمة "قال هي عصاي اتوكا عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مارب اخرى". فانهم يحملونها لاسباب كثيرة ومأرب اكثر لا مجال للخوض فيها الان.

بالله عليك انظر للامر مرة اخرى وتتبعه بموضوعية، منذ البداية لقد انتهج الامام اسلوب الجهاد المدنى ونهى كل اتباعه من المواجهة لانها لن تخدم القضية اذا لم يكن هنالك استعداد لها، فكيف ياتى فى آخر الامر ويدمر كل المجهود الذى بذله فى لمح البصر وخصوصا بحلول عام 1954 تم التوقيع على اتفاقية الجنتلمان بين الحركة الاستقلالية ومصر.

تغيير مسار موكب محمد نجيب حقيقة تاريخية يمكنك ان تتاكد منها بشتى السبل.

لاحظت ان انك تعتمد على كتابات احمد خير كثيرا، احمد خير مع كل احترامى له الا انه كان طرف فى الصراع من اجل تقرير المصير وكان يساند الحركة الاتحادية. لذلك فما يكتبه لا يمكن الاخذ به كحقيقة تاريخية وانما كراية الشخصى. اعتقد اننا نتاول الحقائق التاريخية هنا وليست اراء شخصية.


اما ادعاءاتك بان الحكومة انتزعت اراضى من اصحباها ومنحتها للسيد عبد الرحمن فهذا محض افتراء بل انه الكذب بعينه لان اراضى الجزيرة ابا كانت غابات فى اول الامر ومنح السيد فرصة زمنية محددة لاعمار وزارعة هذه الاراضى والا صادرتها الحكومة وواقعة الجاسر تشهد على ذلك. اما فى منطقة النيل الازرق فقد اجرها السيد من اصحابها. بل ان الحكومة انتبهت الى توجهات السيد ورغبته فى بناء امبراطورية زراعية ضخمة فقامت بفرض اجراءات منع بمقتضاها السيد واقربائه الاقربين من حيازة اراضى اخرى.

اما فى النيل الابيض فقد اجر السيد 4 مشاريع بين القطينة والجزيرة ابا، وقد قام بفلاحتها مجموعة من المزارعين هناك مقابل منحهم نصف المحصول، ودائرة المهدى النصف الاخر مقابل خدمات الرى والاشرف الفنى. اى سخرة هذه.

هنالك فرق شاسع بين المداهنة والمهادنه اراك ما زلت لا تفرق بينهم .. لتنازل لتنتصر فى اى حرب تخوض فلابد من الاخذ والرد واستخدام الحيلة،(اللهم الا اذا كنت تملك قوة كاسحة مثل اميركا عندما دكت الدفاعات الارضية العراقية واكتسحت بغداد)، ذكر فى الاثر ان الحرب خدعة. مشاركة الحركة الاستقلالية عموما وحزب الامة على وجه الخصوص فى المؤسسات التى اقرها المستمر كانت الخطوة الاولى، اذا لم تتعرف على عدوك فلن تستطيع مواجهته هذا بالاضافة الى ان السودانيون عديمى خبرة فى ادراة شئون البلاد اذا تركها المستمر فجأة فلابد من مرحلة السودنة. بالمشاركة فى مثل هذه المؤسسات ستتم اكتساب الخبرة اللازمة لتسير دولاب الحكم فى السودان.

لقد تعامل حزب الامة بدبلوماسية شديدة مع المستعمر ولكن بدون التنازل قيد انملة عن مبادئهم واهدافهم.

نقطة اخيرة لقد انشأ المستعمر الحزب الجمهورى لاضعاف حزب الامة ولكن هيهات فقد انتصر حزب الامة والحركة الاستقلالية فى النهاية واصبحت راية السودان الحر المستقل تخفق فى سماء الخرطوم.

عبد الله


Post: #63
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 01:37 PM
Parent: #62

سلام عبدالله

انت فيما يبدو لي تخلط ما بين الحزب الجمهوري ؛ والحزب الجمهوري الاشتراكي ؛ وهو حزب حقيقة انشأه المستعمر ؛ ولكن ليس لمحاربة حزب الامة كما تقول ؛ بل كتنويعات علي نفس النغم

ساعود الي ذلك قريبا

عادل

Post: #118
Title: Re: واحد قلبو محروق علي السودان
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 03:14 AM
Parent: #58

وصلتني رسالتان عن الاخ عبدالله الفاضل ؛ بانه ليس ممن يبحث عن المنصب ؛ وان له مواقف ايجابية من قضايا الاصلاح في حزب الامة

احد الرسالتين وصلتني من عضو سابق ؛ والاخري من عضوه حالية ؛ في حزب الامة ؛ وبذلك فان لهما مصداقية عندي

اعتذر اذن عن قولي بان دفاع عبدالله الفاضل عن الاسرة والحزب ؛ يمكن ان يدفعه لمواقع قيادية في الاسرة والحزب ؛ حيث يبدو ان ليس هذا هو غرض الرجل

عادل

Post: #64
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: hasan_6
Date: 04-27-2003, 07:25 PM
Parent: #1

الاخ العزيز عادل
سلامات
لعمري هذا من اهم المواضيع التي تناولت الشان السياسي السوداني علي هذا المنبر لانك بذلت جهدا جبارا اعتمد منهجا بحثيا مرجعيا وبذلت جهدا كبيرا في تجميع وتوثيق الماده التاريخيه تستحق الشكر والاشاده
اعتقادي ان معالجة اي قضيه ومحاولة الاصلاح تبدا من هنا من التقييم السليم للاحداث وتناول الاخداث بحياديه وتحليلها للاستفاده من الاخطاء ومحاولة تفاديها وليس فقط المرور عليها ومحاولة تبريرها كما يحاول بعض الساسه في اعتمادهم علي منهج التبرير كما يحاول الاخ عبدالله الان

مهما اختلفنا في نوعية المراجع التي اعتمد عليها البحث ومهما حاولنا ان نتهم كاتبيها بالغرض الي انه تبقي هناك جزء من الحقيقه اذ لا يمكن ان نتهم كل هؤلاء الناس بالعداء والغيره لحزب الامه وهناك الكثير الذي سكت عنه تادبا لانا كسودانيين لا زال ينقصتا الكثير في التوثيق ولان اهل الشان اعتمدوا علي كتابة ما ينفعهم ويبرر مواقفهم وليس توثيقا للخقيقه
والله اني تفاجات ان هناك مركزا للبحوث والدراسات في حزب الامه لاني اعلم علم اليقين كيف تتخذ القرارات المصيريه في هذا الحزب واني اعلم مدي اعتماده علي شخص واحد في التفكير والتحليل واتخاذ القرارات بعيدا عن اجهزه هلاميه من مكتب سياسي ومركزي فهذه مسميات ليست لها اي سلطه حقيقيه ومثلها هذا المركز المسمي مركز بحوث ودراسات
الاخ عادل
اتمني ان تكون هذه بدايه لنفض الغبار عن وعينا وتفكيرنا وللغوص داخل هذه الكيانات التي تجاوزتها الاحداث ولا زالت تحاول ان تؤثر في حركة التفكير وحركة المجتمع بلعب دور تراجعي وتكسير اجنحة الحركه الوطنيه السودانيه والقوي الحيه في المجتمع السوداني
لك الود
ساعود في وقت لاحق للمشاركه لان لدي ما اقوله خاصة في مرحلة ما بعد انقلاب الجبهه الاسلاميه

Post: #229
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: مارد
Date: 05-18-2003, 06:07 AM
Parent: #64

يجب أن لاتغضب الحقائق أحدا ، فحتى فى التاريخ القريب كانت ممارسات حزب الأمة وخاصة قيادته ضارة بالبلاد والمواطنين والديمقراطية

Post: #230
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: مارد
Date: 05-18-2003, 06:08 AM
Parent: #64

يجب أن لاتغضب الحقائق أحدا ، فحتى فى التاريخ القريب كانت ممارسات حزب الأمة وخاصة قيادته ضارة بالبلاد والمواطنين والديمقراطية

Post: #65
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: cantona_1
Date: 04-27-2003, 08:02 PM
Parent: #1

هذا ما كتبه الشيوعي المرتد مدع المعرفة بانساب آل المهدي عليه السلام


وعبدالله الفاضل(المهدي)؛ هو احد اعضاءاسرة المهدي المهمين؛ فهو ابن عم الصادق المهدي؛ واخ سارة الفاضل المهدي؛ وخال بعض ابناء الصادق المهدي. وهو عضو حزب الامة؛واحد عناصره المهمة بالخارج.


السلام على من اتبع الهدى

للحقيقة والتاريخ فقط اكتب هذا البوست

1- عبدالله الفاضل المهدي ليس ابن عم السيد الصادق المهدي
2- عبدالله الفاضل المهدي ليس أخ السيدة سارة الفاضل, والسبب بسيط فالسيدة سارة إسمها بالكامل: سارة الفاضل محمود عبد الكريم وهي ليست بنت المهدي ولكن أمها السيدة عائشة الإمام عبدالرحمن المهدي شقيقة السيد الإمام الصديق المهدي والد السيد الإمام الصادق المهدي

3- وبناء على ما تقدم يكون السيد عبدالله الفاضل المهدي ليس خالا لبعض ابناء السيد الإمام الصادق المهدي

4- المعلومة الصحيحة الوحيدة هي ان السيد عبدالله الفاضل المهدي فعلا كان مديرا لمكتب السيد مبارك عبد الله الفاضل ولكن الآن لا أعرف موقعه إن كان مع الإصلاح أو مع القومي

بقي ان تعرفوا ان السيد عبد الله الفاضل المهدي ان اسمه بالكامل

السيد\ عبدالله الفاضل عبدالله الفاضل المهدي وهو إبن السيد الفاضل عبدالله الفاضل المهدي شقيق السيد مبارك عبد الله الفاضل المهدي

عاوز كمان اسم امه وخالاته ولا كفاك كده يا شيوعي يا مرتد؟

وديل الأسياد كان الحاقدين رضوا ولاّ ابوا وجابوها بضراع جدّهم وجدّهم الكبير وكان الواحد ما عنده كبير اللشوف ليهو كبير
==================================================================================

ختاما الحبيب حسن_6 هذا الكلام موجّه إلى الشيوعي المرتد الذي طلق لسانه فلقت في الأسياد ... اللهم اهده سواء السبيل

Post: #66
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-27-2003, 08:44 PM
Parent: #65

كانتونا

لقد اعتذرت عن الخلط في نسب الرجل ؛ حالما اتضح لي الخطأ

اما انت فلا تزال لا تملك الشحاعة علي الاعتراف بكذبك باني مطرود من الحزب الشيوعي فرع هولندا لاسباب "معروفة "؛ بعد اتضاح ذلك الكذب

لو كنت مكانك لما عتبت للحوار مرة اخري

ودمت مخلصا لاسيادك

ومن يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت ايلام

عادل

Post: #67
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: cantona_1
Date: 04-27-2003, 09:37 PM
Parent: #1

انا آسف ان أخطأت وقلت انك طردت من الحزب الشيوعي


لكن بالنسبة لي كان طردوك ولاّ طلعت براك دي نحنا بنقول عليها بكلام البقارة: - كل كتل كل-

يعني إنت شيوعي مرتد ولا كمان دي كذبة برضو يا إنت ؟؟؟
وما اسوأ من الشيوعي إلا الشيوعي المرتد أي الشيوعي السابق زيك كدا وزي أحمد سليمان وبقية زمرة الضلال

أعود للبورد بكيفي مش بكيفك إنت ولا غيرك ... مافي حاجة تمنعني أدخل البورد - المنتدى - إلا إذا منعت من الدخول من صاحب الدار

بس انا مافضي زيك شغلتي بيع الكلام الفارغ والمقدود

وإن عدتم عدنا

Post: #68
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-28-2003, 09:39 AM
Parent: #67

عزيزي عادل
تدرك انني واحد من أكثر أعضاء حزب الأمة انتقادا له ولتاريخه ، ورغبة فى تطويره وتقدمه بناء على اسس علمية ومنهجية تسهم فعلا _ مع غيرها من المجهودات الاخري فى الاحزاب السودانية _ فى تطوير العمل السياسي فى السودان . ولا اخال اننى آمنت يوما بفكرة استئصال جسم سياسي سوداني لايماني الكامل بضرورة الابقاء على التوازن السياسي فى السودان ، حتى اننى قبل فترة كتبت بوستا عن استئصال الاسلاميين رافضا الفكرة ، وقائلا بضرورة التقويم والاصلاح وليس الاقصاء ، لأن الاقصاء يولّد الأعمال الاحتجاجية التى تقلب الطاولة على رؤوس الجميع . ولعلني كنت ايضا واحدا من الذين وجهوا نقدا حادا لحزب الامة فى ما يتعلق بحادثة طرد الحزب الشيوعي من البرلمان السوداني ما أدي تاليا لانقلاب مايو ، ودعوت سابقا قيادة الحزب بشكل علني للاعتراف بمسؤوليتنا عن تسليم السلطة لعبود ، وتشهد الجامعات السودانية كلها على مناقشات بالصوت العالي ادرناها ( محمد حسن المهدى / فتحي حسن عثمان / حسن اسماعيل / عصمت الدسيس / محمد التعايشي وشخصي ) عن اخفاقات حزب الامة وضرورات النقد الذاتي وتقييم التجربة التاريخية ، واعتقد أن هذا كاف لطرد أية فكرة قد تتبادر للأذهان بأن الجيل الجديد فى حزب الأمة هو (جيل اشارة) أو دفوعات عفوية لا تتأسس على قراءة متمهلة وواقعية للأحداث ، بل أنها تؤكد وبشهادة عدد من الزملاء المجايليين فى تنظيمات التجمع فى جامعة الخرطوم بالذات ، بأن حزب الامة خطا خطوات عملاقة فى اتجاه الاصلاح والنقد البناء ، وكم كان مستغربا أن تنبري كوادر طلابية لنقد التاريخ السياسي للحزب وتوجيه نقد للرجل الذى كان يحسب أنه فوق النقد وأعني به السيد الصادق المهدي .
كذلك أدرك بأنك عادل واحد من الذين يعملون عقلهم وفؤادهم فى تمحيص الحقائق ، وانت بالفعل لا تألو جهدا فى نبش التاريخ وفحصه من اجل الوصول الى الحقيقة ومن ثم تجذير الوعي بهدف خلق أرضية جيدة لمستقبل لا يقوم على الاوهام والاكاذيب ، من هذا المنطلق ، فاننى لا ولم اعتبر يوما أن النقاش معك مضيعة للوقت ، او استهلاك للفكر فى غير محله ، أو ممارسة اسفاف يترفع المرء عنه ، حاشا لله ، فلطالما اعجبت بأمانتك ودقتك ، والواقع أن الحاجة ماسة بالفعل لاعادة قراءة التاريخ والنظر اليه بعيون جديدة رغم العقبات الكأداء التى خلفّها السابقون بتدوينهم تاريخ مكتوب بحبر النزوات الشخصية والاغراض الحزبية الضيقة ولعل هذا جزء من ورطة الوطن الماثلة .
سأزيدك من الشعر بيتا ، انا لست مؤمنا بتكريس قيمة كبري كاستقلال السودان فى اشخاص بعينهم رغم جهادهم ونضالهم ، ولست معنيا بعبادة الكاريزمات ، وكنت واحدا ممن دعوا الى نقد تاريخ الاستقلال بعيون جديدة فى بوست بعنوان ( استقلال السودان الاجراء الشكلاني الذى خلّف الكارثة ) ، لكني مضطر الآن لضم صوتي الى صوت الاخ عبدالله ، ليس من قبيل العصبية الحزبية او المماحكة السياسية ، لكن بالنظر العقلاني للتاريخ نفسه خاصة ما يتعلق بالراحل الامام عبدالرحمن المهدي طيب الله ثراه ، والرجل بالطبع ليس معصوما من الأخطاء ولى أن اعددها هنا غير أنها ستجرفنا عن لب النقاش ، لكن من العسير فعلا وصم الرجل بالخيانة الوطنية ، ووصفه بالعمالة للانجليز ، عن نفسي ، انا مؤمن بأنه لو كان ثمة رجل فى السودان حاقد أشد الحقد على الانجليز ، وراغب فى التشفي منهم لكان ذلك الرجل هو عبدالرحمن المهدي .... لماذا ؟
هل لنا ان نتخيل كيف يخون رجل ما دماء اخوانه !!
هل لنا ان نتصور تسليم رجل ما لهادمي الدولة التى اقامها والده !!
لنا ان ندرس التاريخ بضمير مفتوح ورغبة فى الوصول الى الحقيقة ( وكم هى مهمة تشق على النفس) ... الانجليز لم يكتفوا بذبح ابناء الامام المهدي ورمي جثثهم فى النيل ، ولم يكتفوا بتهديم الدولة ، ولم يكتفوا بشنق ودحبوبة ، بل أصابوا الصبي الصغير _ عبدالرحمن المهدي _ بطلق ناري الزمه الفراش فى مخبأ فى جزيرة الفيل فترة من الزمن ، لكنهم لم يكتفوا بذلك
كان أبناء الانصار ممنوعون من التوظيف فى قوة دفاع السودان
وكانوا يجدون صعوبة حتي فى التكسب الحلال للتضييق الذى مارسه الانجليز
وكانت بنادق الانجليز جاهزة لحصد ارواحهم متي بدرت منهم بادرة للثورة
وكانوا هم العدو الاول فى نظر الانجليز والمصريين على حد سواء
تلك هى الظروف التى واجهت الامام عبدالرحمن
فى الجانب الاقتصادي استطاع عبر سنوات من الكفاح ان يؤسس للانصار مؤسسة اقتصادية قادرة على توظيفهم وتشغيلهم ودعمهم ، فهل كانت تلك المؤسسة تصب فى جيب الامام وحده ؟؟؟ قالوا ( فاتحة السيد على تصرف عند السيد عبدالرحمن ) الام يدلل هذا ؟ لهذه المقولة دلالة واحدة هى ان مال الامام صار مشاعا لكل اهل السودان وخيراته لا تفرق بين انصاري وغير انصاري
ودعنا نتطرق لمسألة اكثر اهمية
فيم صرفت تلك الاموال؟
كانت حصيلة مبيعات دائرة المهدي فى العام 1948 م ثلاثة آلاف جنيه وهى ثروة ضخمة بمقاييس ذلك الزمن ، وحين تحقق الاستقلال كان الامام عبدالرحمن مدينا فأين ذهبت السيولة النقدية ان لم تذهب لسفر الوفود الى مصر والى نيويورك لحضور جلسات الامم المتحدة والنضال من اجل الاستقلال التام فى واقع يقوم على تكتل واسع لجهة الاتحاد مع مصر مدعوما من دولتها ، وفى واقع يحتم حقن دماء الانصار والعمل من اجل الاستقلال بوسائل جديدة لا يمكن أن تنجز من دون مال
يسجل السر قدور وآخرون بأن الامام عبدالرحمن احتضن المبدعين السودانيين وشجعهم معنويا وماديا على اغناء الحياة الثقافية والفنية فى السودان
هل هذا فعل الخونة ؟
اشتري الامام ثلاثة بيوت فى قلب العاصمة البريطانية لندن ووهبها لحكومة السودان لايواء طلاب العلم
هل هذا صنيع العملاء ؟
أنشأ الامام أكثر من مائة وخمسين خلوة ومدرسة
أهذا هو التجهيل ؟
طالبت صحف مصرية فى أواسط ثلاثينات القرن الفارط باعدام الامام عبدالرحمن بتهمة الخيانة والمروق على التاج المصري
أهذا هو اعترافنا بالجميل للرجل ، أن نطوقه بالخيانة وننعته بالعمالة ؟
دعني أوجه سؤالا لكل اصحاب الضمائر الحية
لماذا تسيل دموع رجل (خائن) حين يري علم بلاده يرتفع تدريجيا نحو سارية العز والمجد ؟
لحزب الأمة ولقياداته أخطاء نعترف بها ، لكن أن تعلّق كل اخفاقاتنا على هذا الحزب فهذا يجردنا تماما من الموضوعية فى بلد تكثر فى اخطاء الساسة وكوارث السياسة

ودمت اخا عزيزا وباحثا متميزا

Post: #69
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-28-2003, 12:17 PM
Parent: #68

الاخ العزيز خالد

تحية طيبة

وددت لو كان الحوار الفكري والسياسي يدور فقط مع امثالك ؛ اذن لكانت نتيجته انجازا ورقيا حضاريا ووصولا الي الحقيقة ؛ والتي هي ضالة المؤمن وضالة كل انسان حر

اشكر لك مشاعرك الطيبة ورايك الايجابي عن شخصي الضعيف ؛ واود ان اكون مكان العشم ؛ وارجو ان تسامحني اذا ما رايت لي شططا في الراي مرات؛ فهذا يدفعني عليه مرات حجم الزيف الذي نراه حولنا من كل الجهات ؛ والرغبة في دفع الامور الي نهايتها ؛ عسي نصدم بها الراي العام ؛ ونحرك ساكن الامور؛ ونقتحم المحرمات والتي اتي اوان نبشها

لم اكن اعرف انك عضو في حزب الامة؛ وحقيقة انك اضافة لاي حزب تنضم اليه؛ ولا ريب عندي في توجهك الاصلاحي والديمقراطي العميق ؛ مثلك في ذلك مثل العديد من المناضلين والمثقفين الذين مروا علي تاريخ هذا الحزب ؛ ومنهم رجالات قمم ؛ مثل محمد احمد المحجوب ؛ والحاج نقد الله ؛ وبشير عمر ؛ وامين مكي مدني ؛ و..خالد عويس . وكنت تمنيت لو استطعتم ايصال صوتكم واصلاح هذا الحزب ؛ ولكن ؛ في رايي المتواضع ان هذه مهمة سيزيفية مصيرها الفشل

اعتقد ان حزب الامة يعاني من مشكلة بنيوية ؛ وبالتالي فهو مغلق علي كل محاولاات الاصلاح ؛ وهذه المشكلة تتجلي في المظاهر التالية:
1- السيطرة الطائفية المطلقة علي مقدرات الحزب وعلي قيادته واستراتيجيته ؛ ووضع مصالح البيت الطائفي فوق مصالح الحزب ؛ ومن ثم فوق مصالح الشعب
2- التوجه الانتهازي في التعامل مع الواقع السياسي مهما كان ؛ والذي اصبح طبيعة ثانية في حزب الامة ؛ ومنه تعامل عبدالرحمن المهدي مع الاستعمار ؛ سمه ما تسمه ؛ خيانة ؛ مسايرة ام تعاونا ؛ ومنه مصالحة الصادق للنميري ؛ ومنه التعامل الانتهازي مع النظام الراهن ؛ حتي كاد حزب الامة يصبح مكتبي علاقاته العامة في بعض الاوقات
3- عدم وجود المواعين المدنية داخل الحزب التي تسمح بتغيير هذه البنية والممارسات ؛ الامر الذي يحكم علي كل العناصر الديمقراطية والاصلاحية بالفشل والعزلة

حديثك عن محاولاتكم الاصلاحية ؛ يضرب بها عرض الحائط مقررات وسير المؤتمر الاحير لحزب الامة ؛ والذي كرس الممارسات التي ذكرت ؛ واوضحها باكثر ما يكون ؛ وقد تكون قرات بعضا من الحوار حولها في البوست الذي ابتدره الاخ امجد ابراهيم عن هذا الموضوع ؛ وفي بوست الاه ودالبلد عن حزب الامة ؛ وقي الحقيقة فقد كان هذا اضعف مؤتمرات حزب الامة علي الاطلاق ؛ بل اضعف مؤتمرات الاحزاب السودانية قاطبة ؛ ولا اظنني في حاجة لاوضح لك خطورة جمع الزعامة الروحية والسياسية كما فعل صادق المهدي ؛ ولا ضرر القيادة السياسية الابدية المفردة ؛ ولا واقعة هيمنة اسرة الصادق المهدي - ولا اقول اسرة المهدي قاطبة - علي مقدرات الحزب ؛ والتلاعب الذي تم في انتخاب الامين العام ؛ ولا ضعف الخطاب السياسي للحزب وميوعة موقفه من القضايا الجوهرية للشعب كما تبدت في الخطاب السياسي ؛ وتراجعها عن مقررات اسمرا وعن اجنهادات سابقة لحزب الامة نفسه ؛ بل حتي تراجعها عن مستوي السقف الذي يحاور من تحته النظام

اما تعامل حزب الامة تجاه المؤسسة الديمقراطية ؛ فيقعد به عجز مزمن ؛ نراه يتعمق كل يوم . وفي الحقيقة فان تعامل حزب الامة مع الديمقراطية كخيار مصيري ؛ لا اجد ما اوصفه به غير انه انتهازي ؛ وذلك بدءا من الطرح الملكي في البداية ؛ الامر الذي يسخر منه الاخ عبدالله الفاضل ؛ وهو حقيقة اعلمها وتعلمها ويعلمها الاخ عبدالله ؛ ولكن الشينة منكورة ؛ ومرورا بتسليم السلطة للعساكر في 1958 ؛ وحل الحزب الشيوعي ورفض قرار المحكمة الدستورية العليا ؛ ومغازلة الصادق لمايو في بدايتها ؛ واعتراض حزب الامة ليس علي الانقلاب ؛ وانما علي الوجود الشيوعي الكثيف فيه ؛ ثم المصالحة اللاوطنية ؛ وبعد ذلك خيانة شعارات الانتفاضة ابان الحكم الديمقراطي ؛ وادخال الجبهة الي الحكم ؛ والتراجع عن "كنس" آثار مايو؛ ثم السياسات المتناقضة والانهزامية تجاه هذه النظام ؛ بدءا من نداء الوطن والي اليوم ؛ بل ابعد بكثير؛ وهي امور سنتاولها تفصيلا في هذا البوست.

كما يتميز حزب الامة بقدرة فائقة علي محاربة القوي الوطنية وطعنها في الظهر ؛ انظر مثلا لموقفه من الجبهة الوطنية ؛ وانظر لمحاربة مليشياته الي جانب قوات النظام في معركة كسلا لثلاثة سنوات خلت ؛ وانظر لموقفه من شهداء الانصار اذين قبل الصادق المهدي تسميتهم بالمرتزقة من قبل السفاح نميري ؛ وكل هذا خدمة لانظمة دكتاتورية ظلامية عاني منها الحزب اكثر ما عاني ؛ ولكن يبدو ان الكلب بيدور خانقو !

حديثك عن عبدالرحمن المهدي؛ احترم رايك في الرجل ؛ وان كان رايي مختلفا تماما ؛ والحقائق التاريخية تقول ان الرجل تعاون مع الانجليز ؛ وانهم دعموه ؛ بعد ان حاربوه واسرته في البداية ؛ وان الرجل اسهم مع علي الميرغني في تخريب الحركة الوطنية ؛ ورميها تخت النفوذ الطائفي ؛ وذلك بالترغيب للمثقفين والمتعلمين الذين ضعفوا اخلاقيا ؛ عن الا يضعوا انفسهم في خدمة مؤسسات قديمة تستلب حرية الانسان ةتستغله ؛ وبالله عليك الرجاء قراءة ما يكتب كانتونا عن آل المهدي ؛ وما كتبه آخر عن الصادق بانه قدر الكون دا كلو ؛ واكبر بي كتير ؛ لتعرف مدي الاستلاب الذي يحصل للانسان والعبودية الروحية عندما يضع بشرا مثله ؛ سيدا له .. وعندما يكرس هؤلاء السادة المزعومين ؛ هذا الامر ؛ مستخدمين كل آليات السيطرة الاجتماعية والسياسية والروحية . وقد ميز الله الانسان بالحرية ؛ وجعلها علامته وميزته وماساته كذلك ؛ وانت العارف ؛ فلا داع لان افصح

رغم كل هذا ؛ اعتقد ان هناك ارضية للحوار بيننا ؛ اذا ما كان شعارنا هو ان الحقيقة اعلي واسمي مقاما من العقيدة ؛ واذا ما كان التزامنا تجاه ضميرنا وشعبنا هو الاول ؛ وليس الاول التزام حزبي او عقيدي ضيق يغلنا؛ وبالاحري ليس التزاما طائفيا ابرأ بك وبنفسي عنه .

وساعود الي ما طرحت ؛ والي ما طرحه الاخ عبدالله بتفصيل في الايام القادمة ؛ حيث ان المعايش جبارة ؛ والالتزامات تنادي.


مع التقدير
عادل

Post: #70
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-28-2003, 12:32 PM
Parent: #69

وأعود عزيزي عادل لمواصلة النقاش
لعله من المستغرب فعلا أن يتصدي مثقف مثلك لتجريد حزب الأمة من أقل وازع وطني او اخلاقي بل أن تبلغ المسألة تجريده حتي من سودانيته ، والأدهي من ذلك حين يعكف باحث ما على صفحات التاريخ فينتقي منها عبر اكثر المصادر معاداة لهذا الطرف او ذاك لتقريرها كحقائق يراد بها الاقناع المنطقي ، ولئن جاز التجاوز عن هنّات بل وشكوك واسعة احاطت المدونات التاريخية التى تذكرها فلا يجوز الاغفال عن اعمال المنطق فى تلك المدونات ومعاينتها بطريقة لا توحي بالمحاباة ضد او / مع ، ولا يمكن الجزم بمثل هذا الوثوق الذى يبلغ حد التيقن الكامل من عدم تمتع حزب الأمة ( طوال تاريخه!!) بأبسط قدر من الحس الوطني أو المسؤولية الأخلاقية ، واقرار تلك الفرضية كواحدة من المسلمات (الوطنية) التى يفترض أن نغذي بها الفكر السوداني والمشهد السياسي .. تعميق للحوار وازالة لشوائب التاريخ ، وتجذيرا للديمقراطية بالقدر الاكبر من الموضوعية والنزاهة والتجرد !!
يزعم الاستاذ عادل عبدالعاطي وفى السطور الأولي من نقده القاسي الذى طال كل شيء فى حزب الأمة أن هذا الحزب ( أو ما يسمي بحزب الأمة) يشكل جرحا فى الجسد السوداني ، ويبدو له _ أى الاستاذ عادل _ أن وضعه كحصان طروادة يخدع الصف الوطني ليلحق به الهزيمة ويحقق وسطه مصالح الأعداء !!
اللافت بالطبع أن معظم المثقفين الذين حرصوا على تسجيل (انطباعاتهم) وتشجيعهم للاستاذ عادل لم يخفوا غبطتهم لهذا النهج التشكيكي ولم يبذلوا أقل جهد فى اتجاه تبرئة الذمم والضمائر حيال الاستنطاقات التاريخية التى لم تخل ابدا من اسقاطات فادحة أقلّها بعد الاستاذ عادل عن فهم المعادلات الداخلية للحزب ، والظروف المحيطة بكل مرحلة تاريخية ، بل وعدم اجهاد الذات حتي فى التثبت من معلومات كان يسوقها عن أعضاء فى أسرة المهدي ( كان يجزم بأن سارة الفاضل هى شقيقة مبارك الفاضل وعبدالله الفاضل !!) وان فاته الوثوق من معلومات بسيطة كهذه فما الذى يؤكد تثبته من بقية الافتراضات التى ساقها كمعلومات (غير ظنية ) ، وأعظمها _ اى الاسقاطات _ تبنيه بالكامل طروحات تشوبها شبهات التقصد اما من التيار الاتحادي الذى كان يناصب حزب الأمة العداء آنذاك أو مؤرخين معروفين بممالاتهم المستعمرين ، أو آخرين يساريين لا تسقط عنهم أيضا تهم التجني اجتزاء الاحداث ، واللافت أكثر أننا _ كسودانيين _ لا زلنا ندور فى نفس الحلقة المفرغة من توزيع الاتهامات والتشكيك من دون الاعتراف بأن ما آل اليه حال السودان هو نتاج حالة جماعية من الوهن وعدم الاخلاص للديمقراطية ، والرغبة فى استئصال الآخر ، هذه الصورة المأسوية التى عبرت عنها الجبهة الاسلامية القومية كنموذج صارخ لغيبوبة الضمير الجمعية وبلوغ المماحكة السياسية غاياتها القصوي !!
المطلوب من المثقفين السودانيين فى هذه المرحلة اثبات ايمانهم العميق فعلا بالديمقراطية وعدم لوكها كشعارات تؤكد فراغها وعدميتها عند كل امتحان ، ومطلوب منهم أن يصححوا كثيرا من أخطاء التاريخ وعثراته ليس بالانكباب على دراسة تاريخ مكتوب بشكل مشوه ، وانما تنقية ذلك التاريخ ، وبطبيعة الحال فان التنقية تطال حزب الأمة ذاته ، وهو الاتجاه الذى نبذل فيه جهود كبيرة فى سبيل فحص علاقة الحزب بكيان الانصار كعلاقة نري فيها اعوجاجا وتكريسا لجمود تاريخي ينبغي اعادة النظر فيها ، فضلا عن قضايا أكثر أهمية ، تتمثل بكيفية تفكيك الكاريزمات والمناطقية والجهوية والقبلية ، ناهيك عن قضايا التثقيف الحزبي وتعميق ثقافة الحوار والروح الديمقراطية ، خلال زيارتي الأخيرة للسودان شاركت فى منتدي عقد فى دار حزب الأمة فى أم درمان ( بحضور الدكتورة مريم الصادق المهدي ) وكنت من ضمن أكثرية قدمت طروحات نقدية واضحة لسيطرة آل المهدي وآل مادبو وآل نقدالله وآل عديل وآل نورالدائم على الحزب ، وقلت بوضوح أن هناك مقاعد قيادية محجوزة لقادة حزبيين بناء على أسس البيوتات والثقل القبلي وأن هذا الشكل يضر بالحزب ، ويشل قدراته فى اتجاه الحداثة ، وكنا أيضا أثرنا قضية فى غاية الأهمية هى محاكمة القيادة على تقصيرها المريع فى تحويل الكم الجماهيري الى كيف ( انظر مقالات لخالد عويس _ الزمان اللندنية / الصحافة السودانية / الخرطوم السودانية / الحرية السودانية ) ، وفى تقديري ان مثل هذا الهجوم على حزب الأمة يؤدي لنتائج عكسية ، فمثلما أضرت الفترات الديكتاتورية بالمشروعات النهضوية والحداثية فى الاحزاب السودانية ، فان هكذا هجوم يصب فى نفس الخانة لأنه يؤدي الى التفافات تفتقد المنطق ، واصطفافات تتأسس على الانتماء الفطري من دون الالتفات الى الحاجة الماسة للنقد الموضوعي ، باختصار ، فان هكذا هجوم يضر بالرؤي الحداثية لحزب الأمة لأنه يؤدي لاستثارة المراكز التقليدية التى تتقوي باصطفاف هش ضد القوي الحداثية لتؤدي مهمة مزدوجة فى صد الهجوم وفى تطويق القوي الحديثة داخل الحزب باعتبار أن الظرف (الحالي) يحتم تأجيل الصراع الداخلي ومواجهة المخاطر الخارجية كما هو الحال بالضبط خلال مواجهات الحزب مع الحكومات الديكتاتورية .
يعتقد المثقفون السودانيون أن تهديم الأحزاب الجماهيرية فى السودان هو السبيل الوحيد لاقامة مشروع حداثي فى السودان باعتبار أن محاولات ترقية تلك الاحزاب هى من قبيل المجازفة الخطرة من القطعان المدجنة التى تأتمر بأمر قيادتها الطائفية ، ولم يع المثقفون للأسف حتى الآن بضع حقائق بدهية ، هى أن انعزالهم خارج تلك الاحزاب ادى لتكريس جمودها وضعف كراساتها الفكرية والثقافية ، وانخفاض مستوي الصراع الفكري لتحل محله صراعات بدائية أفرزت ( حتى فى الاحزاب النخبوية) اصطفافات جهوية وقبلية ، فضلا عن تكريس مفهوم الكاريزما ( والحقيقة أن جهدا من أى نوع لم يبذل من قبل المثقفين فى اتجاه تفكيك الكاريزمات التى اضحت سمة كل احزابنا ما يسمها بالبدائية انظر : الصادق المهدي / حسن الترابي / عبدالخالق محجوب / محمود محمد طه / اسماعيل الأزهري ) ، ويميل المثقفون الى اختيار الطريق الاسهل وهو تشكيل كيانات سياسية جديدة تمتاز بالنخبوية والصفوية ومن ثم صب جام غضبهم على الاحزاب القائمة التى تمنع الحداثة وتشل التطور ، عوضا عن اختيار الطريق الاصعب وهو الانتماء لهذه (الاحزاب المتخلفة) ومن ثم النضال من داخلها لترقية المجتمع السوداني بكامله واستحداث انماط جديدة من العمل السياسي والانتماء والتطوير من الداخل .
يذهب الاستاذ عادل بعيدا فى توصيف الأزمة بتركيزه على (دراسة) التاريخ المخزي لحزب الأمة وعمله الدؤوب ضد مصالح الأمة ، وكيف أن حزب الأمة ليس بحزب ، ولا هو سوداني حتي !!
مؤكد أن الاستاذ عادل ينظر الى التاريخ من زاوية الاتحاد مع مصر ، الأمر الذى كان مرفوضا من قبل حزب الامة والكيانات السياسية الجنوبية ..... فقط ، ويخلط الاستاذ عادل بين الكفاح التدرجي الذى انتهجه الحزب فى سبيل نيل الاستقلال فى ظل عدم وجود أى دعم اقليمي او دولي لهذه التطلعات وبين الخيانة ، فالاستاذ يذهب بعيدا فى وصف العمل السياسي الذى قاد فى النهاية لتحقيق البرنامج السياسي للحزب وهو الاستقلال ، وبين الخيانة التى رآها فى الانضمام للمجلس التشريعي وقبله المجلس الاستشاري لشمال السودان ، والجسم الاول هو الذى انتسب اليه الاتحاديون تاليا وتحقق من داخله الاستقلال ، ان العبرة ليست بالبدايات دائما ، فما هي النتائج ؟ هل اختلفت النتيجة النهائية عما نادي به حزب الأمة منذ أن كان فى رحم الحركة الاستقلالية ؟
اذا كان ثمة ما يقال فى هذا الصدد ، فهو ان الوحيدين الذين كان يحق لهم رفع العلم فى صبيحة الاستقلال هم اعضاء حزب الامة ، فهذا ما عملوا من اجله ثلاثة عقود !!
واذا كان من غرابة فى الامر ، فالأولي بها أن تتجه لمساءلة السيد الأزهري عن رفعه العلم فى تلك اللحظة ، اذ ينطوي الامر على تنكر لشعار الوحدة مع مصر ، فالاستقلال تحقق أخيرا من دون أن يتحقق حلم الوحدة مع مصر !!
عموما ، لا يمكنني بأى حال من الاحوال ان اسم الازهري بأية سمة غير وطنية ، بل على العكس ، كان تصرفه هو والاتحاديون تصرفا وطنيا من الدرجة الاولي حين تبين لهم أن التطلعات السودانية فى غالبها تتجه للاستقلال الكامل ، وان الامور اذا سارت على غير ذلك فانها ستفضي الى صدامات مسلحة ظهرت بوادرها فى احداث مارس عندما زار محمد نجيب الخرطوم ، والآن يمكنك ان تزعم بأن صدامات مارس كانت ايضا تصب لمصلحة اعداء الامة ، تلك الصدامات التى اسفرت عن استشهاد اعضاء فى حزب الامة ، هل ذهبوا ضحية التخطيط بين قيادة الحزب وبين لندن ؟ من اجل ماذا ؟
ان فحص المدونات التاريخية لا تعني ابدا بالنسبة لأى مثقف أمين ممارسة الببغاوية حيالها ونقلها حرفيا ، انما تعني التدقيق ومعاينة النتائج النهائية مع الابقاء على الأمانة الأخلاقية فى طرح استنتاجات موضوعية ، وتوجيه نقد لا يجرد خصومنا من أقل حقوقهم المشروعة فى نضالاتهم التاريخية .
التاريخ الذى يصفه الاستاذ عبدالعاطي بأنه مكرّس كله لخدمة الديكتاتوريات والتسلّط وحضانة الاستعمار وتحقيق مصالح الأعداء (الذين لم يحددهم) ، يتغافل بالكامل عن عباس برشم (مثلا) الطالب الجامعي الذى استشهد ابان الحقبة المايوية دفاعا عن الديمقراطية ، ويتعامي عن عبدالرسول النور الى هجر مقاعد الدراسة ليلتحق بمعسكرات ( المرتزقة) فى صحاري ليبيا ، وكم هو مخز أن يدوّن التاريخ عن مناضلي حزب الامة الذين توافدوا على الخرطوم لتحريرها من بطش مايو بأنهم (مرتزقة) وقد لقي معظمهم حتفه فى حين حوكم آخرون بالاعدام ( ومنهم عبدالرسول) وكان هؤلاء السبب الأول فى المصالحة لحقن دمائهم !!
يتعامي عبدالعاطي عن احداث المولد فى بداية الستينات حين تصدي اعضاء حزب الامة لحكومة عبود (الديكتاتورية) وقدموا شهداء قبل القرشي بثلاث سنوات !!
وغريب ايضا ان يطالب عبدالعاطي _ ساخرا _ بتجريد ابناء الصادق المهدي من حقهم المكفول _ كسودانيين وكأعضاء فى الحزب _ فى الترقي والوصول الى القيادة ، انا اتفق معك قلبا وقالبا عزيزي عبدالعاطي لو كان هؤلاء كآخرين فى اسرة المهدي ، لكن هؤلاء يا عزيزي ذهب معظمهم الى معسكرات جيش الامة فى صحراء اريتريا ، وكان فى معيتهم الدكتورة مريم !! وبشري الذى لم يتجاوز آنذاك السابعة عشر من العمر ، فضلا عن محمد أحمد وعبدالرحمن ، أربعة يا سيدي عبدالعاطي من أبناء الصادق المهدي كانوا يحملون السلاح ضد الانقاذ فى حين أن ملايين الانصار كانوا ينعمون فى داخل السودان على الاقل بالنوم على فراش نظيف ( وانا منهم) .
احقاقا للحق وانصافا موضوعيا للرجل ، فما من احد من قيادات حزبه بخلافه _ الصادق المهدي _ لم يدفع بابن من ابنائه ناهيك عن الزج بحرائره فى أتون المعارك ، مرحي مرحي للخيانة ، واهلا اهلا بالتخوين !!
فى الاثناء ، انخرط الاخ الصديق صديق الصادق منذ عودته من الولايات المتحدة فى اعقاب خروج الصادق المهدي من السودان ، فى النضال الداخلي وشهدت ولايات السودان قاطبة زيارات مكثفة وعملا دؤوبا اضطلع به ، للتصدي لنظام الجبهة ، وأشهد له وقد كنت ضمن وفود ضمته الى جانب قيادات شبابية اخري ، بأنه ما كان يحظي بأى تمييز ولا تفضيل ، بل فى كثير من الاحيان كان يكلّف بأداء مهام حزبية لا يمكنك ابدا تصوّر انها توكل لابن الصادق المهدي ، لكن ماذا نقول ، الحال لمن ينظر للحزب من الداخل جد مختلفة ، هذا ال( صديق الصادق المهدي ) كان يؤم جلسات تنظيمية فى بيت واحد من القيادات الشبابية _ امسك عن ذكر الوقع لدواع تنظيمية ) كان يوجه خلالها اقسي النقد للصادق المهدي ولمبارك الفاضل وكل قيادات الحزب ، ولم يكن صديق مستمعا جيدا فحسب وانما كان واحدا من الناقدين ، وواحدا من الحداثيين فى داخل الحزب !!
ويمضي عبدالعاطي فى صبغ الحزب بالعمالة ، ويصفه بانتفاء الحس السوداني ، لماذا توترت علاقة السودان بالولايات المتحدة ، ومصر ، ودول الخليج ابان تولى الصادق المهدي رئاسة الوزارة (1986 _ 1989م ) ؟ ولماذا رحبت القاهرة ومن بعدها معظم العواصم العربية وواشنطن بانقلاب يونية ؟
هل كانت حوادث الجزيرة ابا وودنوباوي كذلك استمرار لخيانات حزب الامة المتوالية ؟
وهل من حزب سوداني قدم زعيمه للموت بخلاف أحزاب الامة ( الهادي المهدي) والشيوعي السوداني ( عبدالخالق محجوب) والحزب الجمهوري ( محمود محمد طه ) ؟
غض النظر عن خلافنا الفكري مع الشيوعيين ، فاننا نحترم شجاعة عبدالخالق والشفيع ، ورغم الخلاف ذاته مع الجمهوريين الا اننا لا نملك الا الاعتراف بشموخ محمود محمد طه . بل أن عدد كبير من مثقفي الحزب ينادون بتصحيح الاغلاط التاريخية التى لحقت بسيرة محمود محمد طه ويدعون الى تبرئة ساحته مما نسب اليه ، لأن المفكر _ بحسب وجهة نظرهم _ لا يمكن ان يحاكم بتلك الطريقة المذلة ليعدم على ذلك النحو .
ووردت أيضا فى مقدمة عبدالعاطي المشحونة بالاتهامات تهمة تسلط الحزب !!
لم يوضّح عبدالعاطي طبيعة ذلك التسلط ، فالحزب وطوال تاريخه لم يشارك فى أية حكومة ديكتاتورية ، وكان ضحية لها على الدوام ، فما من حكومة عسكرية حكمت السودان الا وامتدت يدها لحزب الامة تقتيلا وصلبا بدء من عبود ونهاية بالانقاذ ، ولن ينسي التاريخ أن رجلا كالامير عبدالرحمن نقدالله قدّم الى محكمة عسكرية حكمت عليه بالاعدام فى السنوات الاولي من حكم الانقاذ ، وبقي فى سجونها بأكثر مما بقي أى قيادي فى أى حزب آخر .
لعله من المحزن حقا أن ينبري الاستاذ عادل عبدالعاطي لتلطيخ سمعة حزب فيه مناضل شريف كنقدالله بهذا الشكل ، فالخيانة التى يتحدث عنها تطال نقدالله ايضا ، فهل كانت شهادة الشيوعيين والبعثيين ومنسوبي الحركة الشعبية والاتحاديين فيه خاطئة وهم الذين قدموه لقيادة التجمع الوطني فى الداخل ام انها سقطة وقعت فيها احزاب المعارضة بتنصيب رجل خائن فى اكثر المواقع حساسية وخطورة ، وعرضة لبطش الانقاذ ؟

وفى الختام عزيزي عادل ، ارجو ان تجد لى العذر بادئا لو احتوى مقالي على اى نوع من التهجم على شخصك او اى قدر من التجني ، فالهدف المنشود فى النهاية تأسيس منهج علمي لمعاينة التاريخ فى اضواء جديدة ، فضلا عن دعوة المثقفين السودانيين من قبلنا نحن اعضاء حزب الامة لمناقشة امور الحزب وكراساته الفكرية ورؤاه السياسية لأن توسعة دائرة النقاش هى عمل مفيد بالنسبة للمشهد السياسي البائس على المستوى الوطني ، علاوة على رغبتنا الصادقة فى النظر الى حزبنا بعيون جديدة ومرايات مختلفة بدلا من عبادة الذات
اعينونا على انفسنا وكونوا معنا فى الخندق النهضوي الحداثي
عذرا مرة اخري عادل ان احتوت لهجتي على سخونة ما

Post: #72
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: مهيرة
Date: 04-28-2003, 02:37 PM
Parent: #70

الاخ الفاضل عادل
سلامات
اولا مشكور على الجهد النزيه والعلمى الموثق الذى تبذله فى نقد مسيرة الاحزاب السودانية،ولا اعتقد ان غرضك هو ابراز مخاذيها،ولكن النقد الهادف يبرز الحقائق كما هى،وهذا النقد هو الذى سوف يصحح مسيرة هذه الاحزاب المستقبلية،والغاية هى التصحيح وليس الاستئصال.
بالنسبة لاحداث 1954 عند زيارة محمد نجيب للسودان،اود ان اضيف-ومن رواية شاهد عيان-ان الانصار كانوا مسلحين،ليس بسلاحهم العادى المعروف فقط-كما حاول ان يبرر السيد عبدالله الفاضل-ولكنهم كانوا يخفون السيوف او الحراب داخل عصى مجوفة،حتى لا يظهر السيف للعيان ويمكن بسهولة تجريده عند ساعة الصفر من داخل العصاة السيوف التى امرهم السيد عبد الرحمن اغمادها فى وجه الانجليز المستعمرين ولكنه لم يتورع ان يوحى لهم باشهارها فى وجوه المواطنين ورجال البوليس السودانيين(من اجل السلطة،او عملا بوصية الملك جورج الخامس الذى رد اليه سيف المهدى وطلب منه ان يحتفظ به للدفاع عن مصالح الامبراطوريةالبريطانية!)،وانهم كانوا يأمرون الضحية باستقبال القبلة قبل ذبحه،حتى ان بعض الناس كان يقبل غرب اوشمال لينجو من القتل!1111111 المهم ليس هو النبش فى الماضى بغرض التشهير،ولكن لاثبات الحقائق والوقائع والتى ما زال شهودها على قيد الحياة،والمهم هو اخذ العبرة من تلك الاحداث،والاعتذار للشعب عن تعويق مسيرة نضاله ومسيرة استقلاله،وتعطيل نموه وتقدمه.انا لا الوم الانصار الذين غرر بهمفى تلك المذبحة عام 1954،ولكن اللوم يقع على من غرر بهم من قيادات الحزب،والمصيبة الادهى وامر انه ما زال هنالك من قيادات الحزب من يحاول ان يبرر تلك الاخطاء.النقد الهادف لكل الاحزاب هو الطريق الى تصحيح المسيرة واستشراف مستقبل افضل للبلاد
تحياتى

Post: #78
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-28-2003, 08:33 PM
Parent: #72

سلام دكتورة مهيرة

لا املك الا ان اتفق معك تماما ؛ حول ضرورة نقد مجمل حركتنا السياسية؛ اما عن احداث مارس 1954 فالواضح لي ان حزب الامة كان ينوي بها بداية حرب اهلية ؛ اما حديث عبدالله الفاضل عن السكاكين فحديث مردود ؛ لان الاسلحة التي استخدمت كانت متعددة ؛ ومن بينها الحراب والسيوف والسكاكين والسيوف المفمدة في عصي كما ذكر شاهد العيان الذي ذكرت ؛ وكان احري بحزب الامة ان يعترف بهذه الواقعة ويعتذر عنها ؛ بدلا عن البحث عن التبريرات الواهية ؛ وزج البسطاء في معارك ليست هي معاركهم لبتدا وقتها ؛ ولم ينتهي حتي الان

شكرا للمساهمة ؛ ولك التقدير

عادل

Post: #75
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-28-2003, 04:52 PM
Parent: #70

العزيز خالد

تحياتي

لا اعرف ان كنت قد قرات ردي عليك السابق لمساهمتك الاخيرة؛ ففيه اعتقد الاجابة علي الكثير من تساؤلاتك ؛ اما البقية الباقية فساحاول الرد عليها هنا ؛ وفي الايام القادمة

الذي فهمته من كلامك ؛ هو ثلاثة نقاط رئيسية
1- انني متحامل علي حزب الامة ؛ وامارس تجاهه منهجا اقصائيا
2- ان مهمة المثقفين ان ينضموا للاحزاب التقليدية ويصلحوها
3- ان حزب الامة ليس بالصورة التي صورتها؛ بل هو مختلف تماما داخليا

اما اتهاماتي لحزب الامة؛ فقد قلت انت انها مبنية علي مراجع من ثلاثة تيارات ؛ هم الاتحاديين ؛ واليساريين ؛ وعملاء الاستعمار؛ ورغم اني لم اعرف من هم عملاء الاستعمار هؤلاء - الا ان تكون تقصد اشارتي للوثائق البريطانية ؛ فاقول لك اني اعتمدت علي كتب اخري في تكوين افكاري ؛ ومنها كتب لمؤلفين غير سودانيين ؛ ومنها يوشيكو اليابانية عن علي عبد اللطيف ؛ وتيم نبلوك عن الطبقة والسلطة في السودان؛ وجاك وودز ؛ وكتاب مستقلين سودانيين ؛ مثل محمد عمر بشير ؛ وسكينيجا ؛ ومحمد سعيد محمد الحسن ؛ بل وبعض رجال حزب الامة ؛ مثل كتاب محمد احمد المحجوب الديمقراطية في الميزان

اتهامك لي بالتحامل ؛ او محاولة الاقصاء ؛ لا ينبغي ان يصرفك عن الموضوعي والحقائق في ما اورد ؛ فقد قيل خذوا الحكمة من افواه المجانين ؛ ولكني اري ان ردك الذي تفاطع مع الكثير مما كتبه عبدالله الفاضل ؛ يصب في خانة الدفاع والتبرير فقط ؛ ولا ادري اذن ما هو الجديد والاصلاحي في طرحك اذن ؛ وكنت انتظر منك اكثر من ذلك ؛ بان تنقل لنا رايك الاصلاحي ؛ وآليتك التي تقترحها للاصلاح ؛ وموقفك اذا فشلت كل محاولات الاصلاح ؛ ولكنك اكتفيت بدلا عن ذلك بالدفاع فقط

طرحك بضرورة انضمام المثقفين للاحزاب التقليدية ؛ والعمل علي اصلاحها من هناك ؛ يكون له معني اذا كانت هناك آليات للاصلاح في داخل هذه الاحزاب ؛ ولعلك لاحظت ان الاحزاب الطائفية والعقائدية تتشابه في عصيانها علي الاصلاح ؛ فهنا الطائفة وزعيمها يهيمن ؛ وهناك الايدولوجية وحارسها يهيمن ؛ وما بينهما تضيع محاولات الاصلاح ؛ ولعلك لاحظت ان كل الخلافات والانقسامات في حزب الامة قد قامت وسط العائلة ؛ ولم يكن هناك صراع بين تيار حديث معبر عن نفسه بنفسه ؛ وتيار الطائفة ؛ بل ان محمد احمد محجوب قد اضطر في صراعه مع الصادق ان يحتمي بالامام الهادي ؛ او قل ان الامام استخدمه ضد الصادق ؛ كما ان محاولة محمد ابراهيم خليل قد انحسرت دون ان تترك اثرا كبيرا ؛ بينما انشقاق الصادق المهدي عن الهادي المهدي ؛ وانشقاق ولي الدين الهادي المهدي واحمد المهدي عن الصادق ؛ واخيرا انشقاق مبارك الفاضل قد كان لها اثر واي اثر ؛ لانها تاتي من داخل البيت وهي تعرف آلية صنع القرار ؛ الامر الذي لا يتاح لهؤلاء المثقفين الذين تدعوهم للدخول

ياتينا هنا مثال الدكتور امين مكي مدني ؛ فالرجل دخل الحزب ؛ وخرج منه بكفي حنين ؛ واعتقد ان امكانيات الرجل كانت تكفل له ان يحتل مكانا مرموقا في اصلاح الحزب ؛ فماذا تم ؟ لقد خرج وهو اكثر اقتناعا باستعصاء هذا الحزب علي الاصلاح ؛ ودونك الصوت الخافت لرجال كبشير عمر ؛ والممارسة المجحفة بحق الامير نقدالله في المؤتمر الاخير ؛ لتعرف انك انما تدعونا الي وهم جديد

في ظني ان الحل الوحيد للمثقفين السودانيين ؛ هو ان يبنوا بدائلهم المدنية والعصرية والحديثة ؛ وان يكفوا عن التسلق علي او الانبطاح امام الطائفية ورجالاتها ؛ وعندها فقط قد يعود الوعي لاقطاب الطائفية ؛ عندما يشعروا بان الارض قد بدات تميد تحت اقدامهم ؛ وقد حاول الازهري بعضا من ذلك ؛ ولكنه سرعان ما عاد الي الطائفية ؛ فهو ابن الطائفية المتمرد عليها العائد اليها ؛ وحاول ذلك عبد الخالق محجوب ؛ ونجح جزئيا ؛ وحاوله الترابي ونجح اكثر ؛ وان كان حاول استغلال الطائفية في مشروعه ؛ وكون من بعد طائفية جديدة ؛ وحاوله محمود محممد طه ؛ وان كان قد عاقه صفوية وغرابة ما اتي به

ونواصل

Post: #71
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 04-28-2003, 02:23 PM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخ خالد عويس
اقراء و بأمعان ما تكتبه، و ان كنت لا اتفق مع الكثير، الا ان الحوار الجاري بينك وبين الاخ عادل حوار جيد و مفيد بكل المقاييس

عندي نقطة واحدة اود ان الفت نظرك اليها وردت في ردك الاخير وهي ان اصلاح الاحزاب الطائفية امر عصي هذا ان لم يكن مستحيلا في ظل البنية الحزبية وعدم استعداد القادة الطائفيين للنازل قيد انملة سيطرتهم القيادية على احزابهم تلك لمصلحة الديمقراطية كقيمة، وتبين ذلك في تجريد المحجوب من موقعه حال وصول( أو عدم وصول) الصادق المهدي للسن القانونية، ايضا تجلى ذلك مليا في استمساك الصادق المهدي برئاسة الوزراء في عدة حكومات متلاحقة دون ان يتخلى عن ذلك الموقع لايمانه القاطع ان السودان الذي 35 مليون شخص ليس من هو هناك اجدر منه بهذا الموقع حتى من داخل حزب الامة نفسه، و يحمل الاخرين دائما مسئولية سقوط حكومته، ان كل هذه دلالات تنبئ عن تفكير الرجل و مواصلته لهذا المنهج و جمعه بين القدادسو السياسة في قيادة حزب الامة يخلق واقعا معقدا لن يكون بامكانك و امثالك تجاوزه، الحزب الطائفي مؤسسة غير ديمقراطية سلفا و ان لم تنفصل القيادة الطائفية عن القيادة السياسية فلن يكون هناك اصلاح سياسي حقيقي في السودان

ايضا او ان ابين لك نقطة أخرى، و هي ان بناء حزب جديد و حركة جديدة ليس بالسهولة التي تتصور و دون ذلك صعوبات و صعوبات خاصة في سودان اليوم و أقول ذلك عن خبرة ذاتية لمدة 6 سنوات في هكذا مؤسسة، ان الاتيان بالجديد و الاستعداد لتحمل تبعاته و الهجومات التي تشن عليك ان سلكت هذه الدروب الوعرة لهي اصعب بمرات عديدة من اصلاحات الاداخل في وجهة نظري على الاقل
في الختام شكرا لك على الحوار الراقي و تمنياتي لك في النجاح في مساعيك من اصلاح حزب الامة لانه في النهاية اكبر حزب في السودان اليوم، و لكنه لن يستمر طويلا كاكبر حزب اذا واصلت قياداته هذا المنحى الاسري في السيطرة عليه
تحياتي

Post: #73
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-28-2003, 03:06 PM
Parent: #71

عزيزي امجد
اشكر لك ملاحظاتك واتمني ان نتمتع جميعا بروح الحوار
حتما ، لن يظل حزب الامة على ما هو عليه
ان هناك حتمية تاريخية داعية الى التطوير
وحال حزب الامة فى تقديري لا يختلف كثيرا عن بقية الاحزاب السودانية التى تعاني كلها ادواء عميقة مفصح عنها او مسكوت عنها فى اغلب الاحيان ، والحقيقية عزيزي امجد ، نحن _ كلنا _ ميالون دائما لاخفاء عيوب احزابنا والادعاء بعافيتها وتطورها فى حين ان الازمة الماثلة تدل على خلل كبير ينخر فى الاجسام السياسية جميعها ، ما اود اللفت اليه ، هو ان أزمات حزب الامة هى جزء من الازمة السودانية الشاملة ، وجزء من التخلف الاجتماعي الشامل ، وجزء من اخطاء التاريخ ، وجزء من اخفاقات النخب السودانية يمينا ويسارا ووسطا
التسليم بأن هذا الحزب او ذاك لن يتطور ابدا ، يعكس مدي كسلنا الفكري ، وتقاعسنا ورغبتنا فى انجاز كل شيء قفزا على الدورة الحتمية لتطور الشعوب بتراكم وعيها وتكثيف تجربتها الذاتية ، وسأحيلك الى ثقافتنا الشفاهية وقلة انجازاتنا فى ناحية التدوين الى درجة مخزية مقارنة مثلا بالتراث السياسي والفكري المكتوب فى مصر او الاردن او العراق او المغرب ناهيك عن فلسطين
اين هى مذكرات السياسيين ناهيك عن كراساتهم الفكرية
فى كل حزب سوداني هناك رجل واحد يفكر ويكتب ويقوم بمهمة التثقيف فى حين ان البقية لا تنفك تدور حول لافتاته فى شكل تدجيني غريب
من يكتب فكرا فى حزب الامة بخلاف الصادق المهدي؟
وفى معاقل الاسلاميين بخلاف الترابي ؟
وفى اوساط الشيوعيين بخلاف عبدالخالق ثم نقد؟
هذا اضافة لمحاولات متفرقة من شخصيات بذلت محاولات غير منكورة غير انها لم تتطور بحيث تشكل منابر ديمقراطية فكرية فى داخل هذه المنظومات؟
نحن نفهم تماما انه ما من سبيل لتطور حزب الامة فى خارج سياق امته وشعبه، وتطور بقية الاحزاب
هل تتصور بأن الساحة الفكرية _ او حتى الثقافية _ الآن تشهد ازدهارا يملي على حزب الامة ان يواجه تحديات طروحات الآخرين؟
هذا واحد من اسباب العجز
ان علينا رؤية الازمة من جميع جوانبها .. بشمولية وامانة وتجرد
حينها سندرك بأن الأزمة شاملة
والسبب فيها
نحن
الاحزاب
والنخب الثقافية
والشعب السوداني
وغياب التخطيط
وغياب التنمية
وضحالة وسخف المناهج التعليمية
وخواء وغباء الاساليب التربوية القائمة على التدجين والتلقين
وطبيعة تكوين لمجتمع السوداني
اليس من المعيب أن يكون فى المغرب والبحرين والكويت فضلا عن مصر ولبنان وحتي السعودية مفكرون كرسوّا حيواتهم لقضايا فكرية بحته من مثل نقد العقل ، ونقد العقل السياسي ومناقشة القضايا التربوية والمجتمعية بشكل معمّق فى حين ان السودانيين ما فتئوا يلوكون المقررات السياسية فحسب ؟
قبل ان تطالبني بمواصلة جهودي فى اصلاح حزب الامة
ساعدني فى اخفاض نسب الامية المفزعة التى تجعل الانتماء مبني على الفطرة
ساعدني فى تغيير مناهجنا التربوية التى تكرس التخلف والتدجين وتعليم سلوك القطيع
ساعدني فى أن يكون اختيار السوداني لحياته فى شتي المجالات بدء بمجال دراسته ختما باختيار زوجته حرا قبل ان تطالبني بحريته السياسية فى الاختيار
ساعدني فى تأسيس مشروع قومي لتنمية الانسان ونهضته قبل ان تحاكمني على قلة حيلتي فى الاصلاح
ساعدني فى أن نجذّر قيمة الحوار والديمقراطية وحق الآخر وكفالة حقوق الانسان وتعميق وجود مؤسسات المجتمع المدني لتضطلع بدورها الريادي قبل ان تحملني وحدي مسؤولية الاخفاق
اتعرف ماذا ؟
المشكلة فى اننا الى الآن لا نعترف بفضيلة اسمها الاعتراف بالقصور والمسؤولية الفردية والجمعية فى ما حدث ، وبنا ميل فطري لرمي كل الرزايا على الآخر والتمتع بذلك طالما اننا انكرنا أية صلة بهذا التردي

Post: #74
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 04-28-2003, 04:18 PM
Parent: #1

الاخ ...عادل عبد العاطي
تحيه طيبه وبعد
حقيقه اطلعت علي موضوعك..ولي عليه بعض الملاحظات
اولا اؤأمن علي ضروره نقد وتقييم احزابنا السياسيه
بعيدا عن الخطوط الحمراء والمحازير ولابد ايضا من نزع
هاله القداسه واقنعه الكهنوت من وجوه من يتصدون
للشأن العام فلا أحد يملك حصانه ضد النقد..
ثا نيا ـ ارجوا ان لا نقع في خضم النقد ـالا نقع في
خطاء التعميم ـ فمثلا لا اعتقد ان هناك من ينكر الدور
التاريخي للامام الصديق المهدي في مقارعه طغمه عبود
والتنسيق مع القوي الوطنيه للاطاحه به ..لم يهادن ولم
يساوم حتي اخر يوم في حياته...
واعرج هنا لتثمين ادوار ..نقد الله وعديل ومادبو وساره
نقد الله..فقد صارع.هؤلاء الانقاذ ووقفوا في وجه صفقه
المشاركه مع الانقاذ
ثالثا ـ ينغبي الا يفوت علينا في اطار نقدنا للطائفيه
ان جماهيرها المشحونه بالعاطفه الدينيه قديسهل حشدها
وتعبيتها بالتطرف و الهوس لتصبح رصيدا لجماعات الهوس الديني
وجماعات الاسلام السياسي يحدث اذا قمنا بهدم مؤسسه
الطائفيه من دون طرح البديل الموضوعي
رابعا وتواصلا مع النقطه السابقه اقول ان الطائفيه
علي علاتها قد ساهمت في تذويب القبليه والجهويه في اطار
مؤسستها فقد ذاب الفور ,الزغاوه,البقاره وقبائل
النيل الابيض وجعليو العكد في بوتقتها واليوم ومع
ضعف الطائفيه اطلت القبليه والجهويه بصوره بغيضه
هل يعني هذا ضروره بقاء الطايفئه؟لاوانما المطلوب البديل
الذي يملاء الفراغ

خامسا نرجوا ان نطرح البدائل قبل تحطيم القديم حتي لا
يأتي من هو اسواء ..
وهنا اتفق مع الاخ خالد عويس في امكانيه تطويرحزب الامه
وتحديثه من قبل العناصر الوطنيه داخله ويبقي الامل
علي جماهير الحزب والتي حاصرت القياده عندرجوعها للسودان
ورفضت المشاركه..يمكن المراهنه علي الجماهير في المساهمه
في التغير علي الرغم من محاوله تغيبها وتهميشها منالقياده

Post: #80
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-28-2003, 09:10 PM
Parent: #74

سلام كمال

اجد نفسي متفقا مع كل ملاخظاتك ؛ ما عدا الاخيرة ح وذلك لاني لااحب ان اعلل نفسي بالوهم

البديل هو في قيام احزاب ديمقراطية حقيقية ؛ قائمة علي اساس الفكر والبرامج والمصالح المشروعة ؛ وان ينخرط المثقفين جديا في بناء تلك الاحزاب ؛ بدلا عن الانبطاخ امام الطائفيين

ساوضح ما اقصد في المساهمات القادمة ردا علي ما اثير

مع التحية

عادل

Post: #76
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: awadnasa
Date: 04-28-2003, 06:10 PM
Parent: #1

الاخ عادل عبدالعاطي
تحياتي
تقييم مساهمة الاحزاب في الانحطاط الذي وصلنا اليه شئ مطلوب بل وضروري من اجل تصحيح المسار الا ان عنوان هذا البوست يبدو لي شخصيا غير موفق في فتح حوار مع من تريد ان تنتقد تجربتهم حيث يلخص العنوان نتيجة كان من الافضل ان تاتي لاحقا ان كانت صحيحة
هذه الملاحظة لا تقلل من شان محتوي المعلومات التي وردت في البوست والتعليقات من الاخوة في حزب الامة والتي اضافت الكثير .
مع الشكر
عوض

Post: #77
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-28-2003, 08:07 PM
Parent: #76

عزيزي عادل
جميل أن ينحصر نقاشنا فى نقاط أساسية عوضا عن الاتهامات التى طالت حزب الأمة بالطول وبالعرض ، وزاودت على كل تاريخه ، ورمته بالمروق الوطني والخيانة الكاملة ، الامر الذى أراك قد أعدت النظر فيه فى ما يبدو ، لكنه فى المقابل أثار اهتمامي بالتراجع الذى ابديته حيال موقفك من (كل الحزب) و(كل تاريخه) ، فاشارتك لبعض رجالات حزب الأمة ووصفك اياهم بالوطنيين والديمقراطيين مؤشر على امكانية تداول المسألة بشيء من الدقة والموضوعية وان كنت اراها لا زالت على مسافة شاسعة من الرصد التاريخي الذى شابته تناقضات لسبب قد يبدو بسيطا هو أن المراجع التى تفضلت بذكرها لا تمثل جميع ما كتب عن هذا الشأن ، ودعني ببساطة أحيلك لمشافهة البروفسير محمد ابراهيم أبوسليم (المؤرخ والباحث التاريخي ) خلال الاحتفال بمئوية الامام عبدالرحمن المهدي ( وللأمانة فان الرجل غير منتم لحزب الأمة ) فالرجل ومن على منبر أكاديمي قال ما معناه بأن اجحافا تاريخيا رهيبا حاق بدور الامام عبدالرحمن المهدي ، وان الأمانة تقتضي من المثقفين السودانيين مراجعة (يقينياتهم) و(مسلماتهم) حول الرجل .
منهجيا ، أنت تشكك بقدر كبير من المعلومات التاريخية وتدعو لتنقية التاريخ واعادة دراسته ، هذا بالنسبة لكل تاريخ السودان ، ثم تنكب من فورك للتسليم قطعيا بمدونات تيم نبلوك و( جاك وودز!!!) اضافة لباحثين سودانيين لا اشك فى مصداقيتهم مثل محمد سعيد ومحمد عمر بشير ، لكن المطلع على مخطوطاتهم يتيقن من اجتزائك المعلومات واقتطاعك اياها من الكتب اقتطاعا يتماشي مع قناعاتك ، وليس بالطريقة التراتبية التسلسلية المنطقية ، التى كانت ستدعوك فى حال اتباعها لنشر ما خطه محمد عمر بشير _ مثلا _ عن دور حزب الأمة ودور الصادق المهدي بالذات فى مؤتمر المائدة المستديرة 1965م _ المرجع
The Southern Sudan Background to Conflict
ولعل هذا كله كذلك يصب من ناحية أخري لضرورات مراجعة التاريخ كله ، هذا التاريخ الذى يحتقن بالفعل بقدر غير قليل من عدم الدقة وانعدام الشفافية ، والنماذج التى توردها (حتى محمد سعيد ومحمد عمر بشير) وهما من اللاحقين الذين لم يجايلوا الامام عبدالرحمن ، تنطرح علامات استفهام كبري أمام المصادر التى استقوا منها مع ميلي للتسليم بسلامة نواياهم بالطبع ، غير أن تاريخ السودان مكتوب فى معظمه بواسطة ( قلم المخابرات البريطانية) والمؤرخين الذين لم يكونوا بالامانة المطلوبة حتى حيال تأريخهم للثورة المهدية سابقا وتأمل بنفسك مدى التجني الذى مورس بحقها والدعاية المغرضة التى حاولت تصويرها على أساس (الدروشة) و(خطابات التعايشي المضحكة لملكة بريطانيا وهو ما لم يعثر عليه اى باحث فى دار الوثائق السودانية) فهل هذه هى المصادر التى تريدنا التسليم بها .
ما أود قوله باختصار فى هذا الصدد عزيزي عادل أن هناك تشويش حقيقي فى تاريخ السودان ، ولن ابريء حزبي نفسه من ابتسار التاريخ فى بعض الاحيان كما هو حال جميع الكيانات السياسية ، فتاريخنا _ المتشظي_ مكتوب بشكل انتقائي يبرز حسناتنا ويخفي عيوبنا ، ويكيل التهم جزافا على الخصوم .
ادعوك مرة اخري للتثبت من بعض الوقائع التاريخية حيال الامام عبدالرحمن ومقارنتها بتهمك على الرجل من أجل مقارنتها فقط بالصورة التخوينية التى رسمتها عنه وهي :
اولا : هل اشتري الامام بالفعل ثلاثة بيوت فى لندن من اجل طلاب العلم السودانيين أم ان هذه فرية يطلقها حزب الامة ويصدقها الدراويش ؟
ثانيا : كم كان رصيد الامام عبدالرحمن المهدي فى اعوام ( 48/49/50/51/1952م) وكم كانت ديونه فى صبيحة الاستقلال واين ذهبت تلك الموارد ؟
ثالثا : هل طالبت بعض الصحف المصرية باعدامه نظرا لخيانته !!!!!!! التاج المصري ، ومن الذى تصدي لمعاهدات لندن _ القاهرة وابرزها معاهدة صدقي _ بيفن ، بل ماذا كان فحوي تلك المعاهدات ؟
رابعا : هل أنشأ الامام 150 مدرسة وخلوة ام لا ؟
خامسا : من الذى احتضن الحقيبة وشعراءها ومغنييها والمثقفين بشكل عام فى حقب الثلاثينات والاربعينات ؟
سادسا : من الذى أنشأ معهد القرش الصناعي ؟
أما ما يخص رغبة الامام فى أن يصار الى دولة ملكية يكون هو رأسها ، فانني على استعداد لقبول تحدي واضح بهجر العمل السياسي نهائيا والى غير رجعة فى حال نشرك أية وثيقة أصلية بريطانية أو سودانية تحوي مطلبا كهذا تقدم به الامام عبدالرحمن للانجليز فى أى مرحلة تاريخية ، بشرط الا يكون تداولنا فى هذه النقطة مبنيا على الشائعات والمغالطات ( واحيلك مرة اخري لدراسة الوثائق التى افرجت عنها وزارة الخارجية البريطانية وقام بترجمتها ونشرها الزميل حسن ساتي / صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ) ولن اخوض فى هذه المسألة مطلقا اذا ما اعتمدت انت على مصادر شفاهية أو أخري مكتوبة من قبل خصوم حزب الامة آنذاك !!
ثم انت تتهمني بسياقة الحجج والمبررات والدفاع ... فقط !! فضلا عن اننى لم اطرح ابدا رؤي للاصلاح والتجديد ( احيلك مرة ثالثة لمقال لى نشر فى جريدة الحرية السودانية مطلع فبراير الماضي بعنوان : مؤتمر حزب الامة : الخيار الديمقراطي العسير) وكنت فى الخرطوم وقتها ، وتلقيت اتصالات من قبل عدد كبير من (الشيوعيين) و(الاسلاميين السلفيين) و( الاسلاميين) و(الاتحاديين) قالوا بالنص أنهم لم يتوقعوا ابدا ان يصدر مثل هذا المقال عن شخص منن منتسبي حزب الامة ، بل ان الشيوعيين ذهبوا بعيدا فى محاولة عقد منتدى مصغر معهم لمناقشة ما اثاره المقال من قضايا ونظرت لهذا الامر باكبار على اساس ان هذا حس وطني صادق ينبي عن رغبة صادقة وجماعية فى النهوض بأحزابنا و(احيلك الى مقالات نشرت فى العام 2000م فى جريدة الزمان اللندنية عن رؤيتي فى النقد الذاتي وبعض مخطوطاتي حول الاصلاح) وبطبيعة الحال بالامكان نشر المقالات كاملة اذا رأي الاخوة ذلك .
أما موقفي من الاصلاح اذا اخفقنا فيه !! فان ما اتمتع به من حراك فكري وقدرة على القراءة السليمة سيدعوني على أية حال فى اعادة النظر حول حزب الامة بالتأكيد ، وسأكون شجاعا كفاية للاعتراف بذلك ، لكن هل تعتقد أن الاصلاح يمكن انجازه بين غمضة عين وانتباهتها ؟
يخيّل لى ، أنك غير راض عن المؤتمر الذى عقد ، حسنا دعنا نتبادل التشاؤم حياله ، لكن اما من وجه ايجابي لهذا المؤتمر ؟ هل من جزب آخر جرّب عقد مؤتمر خلال السنوات الماضية ؟ اتفق معك فى أن الجمع بين الامامة والرئاسة السياسية هو أمر يدعو للقلق العميق فى ضوء مؤسسة مدنية ، انا اشاطرك الرأي تماما بأن هذه النقطة تحتاج لوقفة طويلة وقد ناقشتها فى مقالي فى الحرية ، ولم أدافع عنها ابدا ، رغم أن المناخ العام فى السودان وطبيعة صراعات داخلية وتعقيدات خارجية لا يمكنني الافصاح عنها ربما املت ذلك ، وهي عموما غير مقنعة بالنسبة لى !!
ان يأسك من اصلاح هذه الاحزاب دليل على (قصر النفس ) الذى يميز المثقف السوداني ، ولن استطرد فى الرد على هذه النقطة فلعل ردي على الاخ امجد (اعلاه) كاف للاجابة وعموما كل ما نحتاجه هو عدم التشكيك فى نوايانا وعدم اتخاذ احكام سابقة على مستقبل لم يتحقق بعد ، وادعوك أكثر من هذا الى محاكمتنا بعد أن تتحقق الديمقراطية فى السودان ، فلعلك تتفق معي فى ان الظرف الحالي هو ظرف استثنائي لا تصح فيه المحاكمات على وجهها العادل !!
اما اختلاف حزب الامة من الداخل ، فليس بوسعي ان اقنعك بما المسه انا شخصيا كعضو منتم للحزب ، ويكفي أن كل تمردي الفكري ونقدي السياسي القاسي الذى ستطالعه عند قراءتك لما احلتك اليه من مقالات ، كل ذلك لم يقابل بأى مساءلة تنظيمية او حتى مجرد انذار رغم أنه طال الصادق المهدي نفسه وبأقسي صورة ولم تسلم بقية القيادات منه !!

Post: #79
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-28-2003, 09:05 PM
Parent: #76

سلام عوض

شكرا للملاحظة ؛ ودمت ودامت المودة

عادل

Post: #81
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-29-2003, 05:29 PM
Parent: #79

up

Post: #82
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 04-29-2003, 05:38 PM
Parent: #1

الاخ عادل سلام..
ما قصدته في النقطه الاخير ه في ردي هو
انه بالامكان تطوير وتحديث حزب الامه من العناصر
الوطنيه داخله ومن جما هير حزب الامه ..
لماذا؟؟لان قواعد حزب الامه تؤمن بمبادي عامه وثوابت
فكريه تجعل عندها القابليه للتأثر بمن يحملون نفس الجينات
الفكريه....البديل الذي طرحته انت ــ قيام احزاب
ديموقراطيه تقوم علي اساس البرامج والفكر والمصالح
المشروعه ــ ما تطرحه هذا هو احزاب جديده لمرحلهث
جديده وواقع مغائر .. هذا مطلوب ومرغوب .. قوي الحداثه
والاستناره مشوارها طويل وهي بالقطع لا تستعجل النتائج
او تقفز علي الواقع او تتقوع في اطار صالونات المثقفين
بعيدا عن غبار ووحل الشارع...وانما ستسعي لتغير واقع
تسوده الاميه والجهل والتخلف وتغييب وعي الجما هير باسم
الدين بالاضافه لجماعات التطرف والهوس ..اذن هو طريق
طويل وشاق يتطلب العمل علي اكثر من جبهه ...فلندع
المثقفيين والوطنيين في حزب الامه يعملون للتغير بألياتهم
ووسائلهم وفق معطيات واقعهم وفي اطار توازناتهم
الداخليه..وليعمل الاخرون ضمن قواهم واحزابهم الجديده
وليكونوا سندا قوي التغيير في احزابنا التقلييديه
..يقيني ان النتيجه ستكون ايجا بيه طالماالهدف والاستراتجيه
واحده مع ان الوسائل والطرق مختلفه ...

Post: #83
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-29-2003, 07:57 PM
Parent: #82

يغلب اعتقاد المثقفين السودانيين على المثقفين الذين يلوذون بحصون (الطائفية) أنهم _ أى الاخيرين _ يبحثون عن مصالحهم الذاتية فى الصعود السياسي والتكسّب الرخيص عبر أكثر الطرق دناءة ، فما من سبب يدعوهم للارتماء فى حضن حزبين متخلفين كالأمة والاتحادي الديمقراطي ، ولا يعوّل على دورهم كثيرا فى احداث نقلة نوعية على الممارسة السياسية فى داخل هذين الحزبين العجوزين ، اذ أن جهودهم منصرفة الى اقرار أوضاعهم (الانتهازية) وتدعيم ولاءاتهم بالشكل الذى يضمن لهم الحصول على ترقيات سريعة فى داخل تلك الاحزاب !!
ودعني اخي كمال عباس اتفق _ جزئيا _ مع تلك الرؤية المبتسرة التى تنظر للأمور بشمولية تفتقد الدقة تماما ، ولا تراعي الفروق الفردية ، ولا الاختلافات العميقة بين وجود مشوّه فى داخل تلك الأحزاب ، وآخر يعمل فعلا من أجل خلق انجاز فكري وسياسي لافت للحزبين ، لا يمكن النظر لقيادي فذّ كالراحل أمين الربيع بموسوعية ثقافته وقدراته الفكرية الرفيعة ونزاهته على أساس أنه كان متسلقا ، فالرجل وبحق _ وقد تعاملت معه واستمعت الى خطاباته النقدية العميقة ليس فقط للحزب الاتحادي الذى ينتسب اليه ، وانما الحياة السودانية بشكل عام _ يمثل طرازا نادرا من الرجل المؤمنين بمباديء راسخة حيال الاصلاح والتجديد ، ولم تنقصه شجاعة التعبير بحرية عن آرائه المصطبغة بالجرأة ، ولن تعدم أمثاله فى حزب الأمة .
صحيح ، قد يكون من الصائب تكوين منظومات حديثة ينتسب اليها المثقفون ويستنهضون بها الهمة السودانية ، لكن الخطأ ، هو أن معظم هؤلاء المثقفين ينظرون الى اقرانهم ونظرائهم المنتسبين الى احزاب (تقليدية) بشكل ديكتاتوري لا يتمثل فيه أىّ نوع من احترام (حرية الاختيار) ، وهم فى ذلك ، لا يميلون لانتظار النتائج النهائية لجهود نظرائهم ، ففى غمرة الاندفاع والرغبة فى هدم ما هو قائم ، يعمدون الى تقرير النتائج سلفا ووسمها بالفشل ، واذا ما صحّ التسليم بهذه الفرضية ، فما الذى يجعلنا نتفاءل كل هذا التفاءل بنجاح احزاب المثقفين مستقبلا ؟؟
نقطة أخري _ عزيزي كمال عباس _ تدل على أن منظور بعض الاخوة لمعطيات كثيرة لم يتبدل عن منظورهم قبل أربعة عشر عاما ، لن ادافع هنا عن كيان الانصار ، لكن الانصاف والامانة تقتضي بأن نعيد _ كمثقفين _ قراءة التطور الذى حققته هيئتها (المنتخبة) الجديدة ، بقيادة شاب لم يتخط العقد الثالث من عمره هو الاستاذ عبدالمحمود أبو ، ولنحاكم خطاب الانصار طيلة عهد الانقاذ بمناظير عدة ، أولها قدرة هؤلاء على التصدي لشعارات الانقاذ الاسلامية المتشددة ، وثانيها مدي افلاحهم فى طرح خطاب اسلامي عقلاني ومعتدل و( مؤمن بالحوار ، وثالثها اسهامهم _ فى اطار كيانهم الديني _ فى النضال ( الوطني ) ضد الانقاذ والمحاكمات التى جرت لرموزهم والسجون التى تعرضوا لها ، ورابعها مدي ايمانهم بالمجتمع المدني الذى أضحي سمة لخطابهم واهمية ذلك _ كونه يصدر عن كيان ديني يعده المثقفون وعاء رجعيا متخلفا _ ، وخامسها مدي تقاربهم مع القوي الدينية والوطنية كافة _ بما فيها رجال الدين المسيحيين _ وما يمكن أن يحدثه هذا الامر فى تقوية النسيج الاجتماعي والوطني فى السودان ، وسادسها مدي تأثير خطابهم الجديد على الانصار كافة ، وقبولهم التحالف _ مثلا _ مع قوي كانوا يناصبونها العداء كالحركة الشعبية ، بل والاخطر عدم انسياقهم وراء الخطاب الجهادي للانقاذ واستطاعتهم المحافظة على هذا التيار الديني من اختراقات الاسلاميين التى كانت ستهدد _ فى حال حدوثها _ التلاحم الوطني ضد الانقاذ ، وعلينا أيضا أن نعيد النظر فى الانتاج الفكري للسيد الصادق المهدي طيلة أربعة عشر عاما ( فى حين ان احزاب اخري بكاملها عجزت بكل مثقفيها وعضوياتها عن انتاج ورقة فكرية واحدة ) وتعاطيه _ من موقعه المتخلف هذا _ مع قضايا عصرية ملّحة وجهت حركة حزبه ( ولو انها كانت حركة طفيفة ) لمناقشة قضايا العولمة والاقتصاد والتعقيدات الدولية والمجتمع والمؤسسات المدنية والدول ة المدنية وعلاقة الدين بالدولة ، الا يحسب هذا لجهة مثقفي الحزب فى ما لو انكبوا على دراسة هذه الآثار الفكرية واضافوا لها خاصة انها مهدّت لثورة حداثية فى اوساط حزب الامة تجعل من السهل استغلال كاريزما الصادق المهدي نفسه فى احداث تغيير لن يجد ما يتصدي له فى داخل التيارات الرجعية ، بل علينا ان نتساءل ، طالما حققت هيئة شؤون النصار كل ذلك التقدم وهى الموصوفة بالرجعية والتخلف ( واعود لأذكر مرة اخري انها هيئة منتخبة فى حين أن معظم الاحزاب السودانية لم تنتخب قيادة منذ الستينات وعلى اقل تقدير منذ الثمانينات !!!!) الا تشكل هذه المعطيات أى اضافة نوعية لما يمكن ان تحققه القوي الحداثية فى حزب الامة ؟؟
اننا ميالون دائما لاستباق الاحداث ، هكذا على الدوام ، راقبت طيلة عامين البوستات والمقالات الكثيرة التى دبجها الآلاف عن عودة قيادة حزب الأمة الى الداخل ، وكل هؤلاء قرروا سلفا بأن الصادق المهدي عاد لأخذ حصته فى الحكم ، بل ذهب المتفائلون منهم الى حد الزعم بأن منصب رئيس وزراء سيستحدث له ، وأن حزب الامة باع قضية النضال !! وللأسف الشديد لم ينبري واحد من هؤلاء لتصحيح موقفه او الاضطلاع بأمانة الكلمة للقول بأن الصادق المهدي ضحي بانقسام أصاب حزبه ومشكلات تعمقّت قبل خروج مبارك وجماعته ، وبلغت ذروتها بخروجه فى مواجهة تحدي السلطة !! نعم فعل الصادق المهدي ذلك وكان بامكانه طي الخلاف الذى قاده مبارك فقط للدخول فى الحكم ، لكنه كذّب كل توقعات المثقفين الذين لم يتحلوا بأقل قدر من الأمانة للقول بأن ( ما كتبناه عن مشاركة الرجل فى السلطة ... كان محض أوهام) رغم أن البعض كان يتمني ذلك لرمي الرجل فى مزبلة التاريخ ، والآن ، حين أقدم الصادق المهدي على عقد مؤتمر لحزبه أنبرت ذات الاقلام لتشكك فى النتائج ، ولتتقول على حزب الأمة ، وتطاله بنقد قاس ، رويدكم رويدكم ، نعم نتفق معكم تماما فى أن المؤتمر لم يكن بالشكل الذى نحلم به ونتمني حدوثه على وجه ينقل الحزب الى مصاف الحداثة وآفاق التطور ، لكن هناك سؤالا صغيرا على الهامش فات على هؤلاء الجهابذة طرحه قبل أن يوجهوا نقدهم لحزب الامة ، هذا السؤال وحده يبين مدي المفارقة بين ما نطرحه _ كمثقفين _ عن الديمقراطية وبين الغرض الذى يعمينا عن رد الحق لأهله ، هذا السؤال يتمثل فى ( أىّ حزب سوداني بخلاف حزب الأمة أقدم على هذه الخطوة بانتخاب قيادة سواء اختارت الصادق المهدي او حتي ابليس ) اما كان من الاسلم أن ننتقد انتخاب الصادق المهدي رئيسا للحزب _ وعموما هذه ارادة حزب الامة وخياراته الديمقراطية ، فهل سننكر هذا الحق الديمقراطي ؟؟_ وننتقد أكثر احجام الاحزاب الأخري عن انتخاب قيادة ( للعلم فان حزب الامة كان هو الوحيد الذى عقد مؤتمرا عاما _ الى جانب الجبهة الاسلامية فى 1986م _ ثم عاد وعقد مؤتمرا استثنائيا فى مطلع 2000م فى القاهرة ) .
عموما ، ليس هذا من قبيل الهجوم على المثقفين أبدا ، ولكنها (جزء من أزمتنا الجمعية عزيزي عادل عبدالعاطي ) فى ان نختار ما يعنينا لندرسه ونتجاوز ما لا يتساوق مع رغباتنا وتوجهاتنا وصدقني انا أمين وصادق كفاية للقول بأننا جميعا ( بما فيهم انا ) مشتركون فى هذا الامر المفجع بكل المقاييس كوننا سنترك للاجيال القادمة ارثا ثقيلا من عدم النزاهة وقلة الدقة .

عزيزي عادل ، لا زلت اؤكد استعدادي للتخلي عن اى عمل سياسي فى حال قدرتك على اثبات مطالبة الامام عبدالرحمن بالملك فى السودان
راجع بوستي السابق
ودمت
وشكرا لك اخي كمال عباس على المداخلة

Post: #84
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: cantona_1
Date: 04-29-2003, 09:06 PM
Parent: #1


(من اجل السلطة،او عملا بوصية الملك جورج الخامس الذى رد اليه سيف المهدى وطلب منه ان يحتفظ به للدفاع عن مصالح الامبراطوريةالبريطانية

هل قال ذلك شاهد العيان الذي حضر احداث مارس 1954

الشهادات التي ياتي بها الباشبوزوق والذين هربوا شواطين باشا-سلاطين- مشكوك في صحتها لأن من خان الوطن لا يتورع عن الكذب المدفوع القيمة

ألمي حامي ولا لعب قعونج

Post: #85
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-29-2003, 11:05 PM
Parent: #84

اما مسالة الاحوال في حزب الامة ؛ فربما تراها بعين ؛ وانا اراها بعين ؛ وبتصديق كامل لما قلته عن صديق الصادق المهدي ؛ الا اني اتسائل لماذا هو ؛ وليس خالد عويس او احد بقية الاخوة الكرام الذين تفضلت بذكرهم من حملة لواء التجديد في الحزب في الجامعات ؛ قد اصبح عضوا في المكتب السياسي ؛ ولا تقل لي انه نضاله وامكانياته ؛ فهل توقف النضال والامكانيات عند اسرة الصادق المهدي ؛ ليدخل ثلاثة من ابنائه حزب الامة ؛ وهل من قرابة المليون عضو ؛ كما يزعم عدد العضوية في افواه اعضاء حزب الامة ؛ فان القيادات لا بد ان تاتي حصرا من بيت الصادق المهدي ؟

ذكرت لي مثال ذهاب ابناء الصادق الممهدي الي الجبهة الشرقية ؛ وهنا جئتني " في جرح " كما يقولون ؛ فجسب علمي فكلهم ذهبوا قادة هناك ؛ فمريم الصادق المهدي كانت رئيسة لمنظمة اغاثة تابعة لحزب الامة فيما اذكر ؛ اما الطامة الكبري فكانت في ان يصبح "الملازم " عبدالرحمن الصادق المهدي ؛ امير امراء جيش تحرير الامة ؛ وهو مجرد ملازم ح في حين ان الحزب يحفل بم هم اكثر منه خبرة واكثر تاهيلا ؛ من العقداء ةالعمداء واللواءات ؛ وقد اسر لي كانتونا مرة - في احد لقاءات بالتوك التي لا يذكرها - بان اختيار " الملازم : غبدالرحمن الصادق المهدي قائدا لجيش تحرير الامة ؛ قد اتي بنصيحة من ...عبدالعزيز خالد! وقد تسائلت حينها ؛ انه حتي في حالة تصديقي لهذا الخبر – الاسطورة ح فلماذا يسمع حزب الامة في هذا الامر الاستراتيجي ؛ لنصيحة قائد تنظيم منافس ؟ وهل لو نصحهم بتعيين أخر لسمعوا له ؛ والي متي نلقي بمسؤولية القرارات علي الاخرين ؟

اعلم ان اختيار – او تعيين او تامير لا ادري كيف اسميها – الملازم اميرا "لامراء" جيش تحرير الامة ؛ قد كان فيه ضربة كبيرة للعديد من القياديين من العمداء والعقداء في ذلك الجيش ؛ الامر الذي لم يجعل قلبهم اساسا مع القتال ؛ وقد اشتبك امير امراء جيش تحرير الامة في ملاسنات وشاحنات مع قيادات من الاالتنظيمات العسكرية الاخري ؛ العاملين في اطار القيادة المشتركة التي كونها التجمع لفترة؛ مما افسد العمل المشترك ؛ واجهض الامكانيات " الثورية" التي كان يحفل بها جيش تحرير الامة ؛ لولا ...الخيانة

وجود ثلاثة من ابناء الصادق المهدي ؛ وشخصه ؛ وزوجه ؛ اعضاء في المكتب السياسي للحزب اليوم ؛ يضرب بكل حديثك عن الديمقراطية الداخلية عرض الحائط ؛ وارجو ان لا تخلط بين رفضي للقيادة الطائفية الاسرية النابعة من الاصل " الشريف" المزعوم ؛في حزب الامة والاتحادي ؛ وبين حق كل مواطن سوداني ؛ بما فيه ابناء الصادق المهدي ؛ في دخول الاحزاب المختلفة ؛ ولكن اي شخص يحاول ان يقنعني ان صديق وعبدالرحمن ومريم الصادق المهدي قد وصلوا الي المكتب السياسي لنضالهم ونشاطهم ؛ وليس لانحدارهم الاسري ؛ انما يستهزأ بعقلنا ؛ او يحاول ذلك ؛ ولا يستهزأ في هذه الحالة الا بعقله و بنفسه

ونواصل

Post: #86
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: tabaldy
Date: 04-30-2003, 00:27 AM
Parent: #1

أخي خالد , عادل وكل المشاركين سلام عليكم وبعد
في آخر إنتخابات رئاسية هنا في تركيا تم تكوين حزب سبق الفترة الأنتخابية قبل شهرين أعيد شهرين فقط من الإنتخابات وعلى الرغم من عدم تمكنه من الحصول على النسبة الكافية من الأصوات التي تؤهله لدخول البرلمان التركي إلا إنه إستطاع تحقيق أعلى نسبة من الأصوات خارج البرلمان ,بقى علي أن أنوه أن هذا الحزب عرّف نفسه للناخب التركي بإسم حزب الشباب وحتى مؤسس الحزب جام أوزان صاحب مجموعة من محطات الإذاعة والتلفزة قدّم نفسه للناخب التركي في جلباب الشاب القادم بقوة من أجل تركيا الجديدة المعافاة وقد حرص حتى على إختيار ما يناسب ومظهر ذلك الحزب الشبابي من ملبس ودعاية إنتخابية وخلافه , وقد كانت الصدمة أو المفاجأة في تمكن حزب الشباب من التغلب حتى على أكبر وأقدم الأحزاب التقليدية التركية حزب تركيا الفتاة ليعلن عن نفسه صوتا شبابيا قادما بقوة للحياة التركية السياسية
في أيطاليا سلفر بيرلسكوني _ ولا أدري ان كان هذا هو أسمه الصحيح_ قدّم نفسه أيضاً على شاكلة حزب الشباب في تركيا في السابق , ولا أظن بعيد عن بالكم تجربة حزب الخضر الألماني وجماعات البيئة في أوروبا
قد تبدو سطوة بعض الأحزاب فقط من صنع الميديا التي تشكل الرأي العام عندهم لكن يبقى طرح تلك الأحزاب هو الأهم , فمنهم من قدم ليقف ضد النظام القطبي الواحد ساعيا لإستقلال المؤسسات الحاكمة لديهم ومنه من طرح قضاياأخرى مقل البيئة , الضرائب , أو خلافه من طرح

في السودان أنتماءاتنا حتى هذا اليوم محكومة كما أسلفتم , بالنسبة العالية للأمية المتفشية في مجتمعنا ’ لكن ألا ترون معي غياب مؤسسات تعمل على خلق الوعي الحقيقي بالممارسة الديمقراطية من مراكز إستطلاع للرأي أو نشرات دورية قد يسهم في تطوير العمل الديمقراطي الذي نتمنى؟
الهيئات والمنظمات التطوعية أين دورها ؟ ماذا قدمت منظمات الشباب , إتحاد المرأة , إتحادات الطلاب , وحتى المكاتب الفرعية بالأجهزة التفيذية في أحزاب الداخل والخارج على السواء للمواطن؟
الطرق الصوفية ؟؟؟ مليون إستفهام عن هذه الطرق . إلى متى تظل حبيسة الجبة الخضراء والمحاية وساري الليل ؟ هل تعي تلك الطرق سيرةاإمام المهدية الذي حمل السيف في وجه المستعمر ومن بعده صحبه خرجوا لنصرة المجاهدين في حركات التحرر الأخرى؟ ماذا تقدم الطرق للحياة السودانية السياسية؟

الكثير الكثير قد طرحتم ويبقى إثراءكم الحوار ومنا المتابعة

واحد خريج ثانوي

Post: #87
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 02:30 AM
Parent: #86

. من ناحية اخرى اعلن امين مكي مدني انضمامه لحزب الامة كعضو فاعل ونشط فيه وقال امين مكي انه وجد ان حزب الامة يمثل ويعبر عن تطلعاته كمنبر وطني مثابر يحمل هموم الوطن وقال انه سيوظف كل طاقاته في خدمة السودان من خلال دوره في المنظمات الانسانية والاقليمية معبرا عن شعوره بالسعادة وهو يعتبر نفسه جنديا في صفوف حزب الامة في هذه المرحلة الهامة من مراحل نضال الشعب السوداني. وكان الصادق المهدي قد رحب في اجتماع خاص حضره عدد من كوادر وقيادات حزبه بمدني معلنا كعضو من اعضاء حزب الامة المميزين مشيرا الى دوره في العمل الوطني منذ الديمقراطية الثالثة وجهوده المخلصة في خدمة الشعب السوداني وخدمة قضاياه. شغل امين مكي مدني منصب وزير الاشغال في حكومة القوة الانتقالية التي اعقبت سقوط نظام الرئيس السابق جعفر نميري كما يشغل رئيس المنظمة السودانية لحقوق الانسان التي تتخذ من لندن مقرا لها ويعمل حاليا موظفا بصفة مراقب تابع للامم المتحدة بقطاع غزة في مناطق السلطة الفلسطينية. ويعتبر امين مكي من القيادات السياسية السودانية المرموقة في التجمع الوطني السودان الديمقراطي بعد تكوينة في القاهرة حيث كان عضوا في مكتبه التنفيذي قبل انعقاد مؤتمر اسمره في يونيو 1995. واعتبر المهدي انضمام عدد من الشخصيات الوطنية الى حزب الامة دلالة على اتجاه حزبه نحو الوسط السوداني مشيرا الى برنامج الحزب وتفاعله في الساحتين الفكرية والسياسية والى قيادته الى المبادرات الناجحة في كل الميادين.


القاهرة ــ(البيان) ــ حسن الحسن

5-4-1999

Post: #88
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:02 AM
Parent: #87

واين هو الان
ولماذا استقال ؟
وماذا كانت حيثيات استقالته ؟

عادل

Post: #89
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:09 AM
Parent: #88

الاخ خالد

ساحقق لك قصة الملكية ؛ فلا تستعجل

بنفس القدر اطلب منك ان تقول لي رايك في التالي

- موقف عبدالرحمن المهدي من ثورة 1924
- تسليم حزب الامة للسلطة الديمثراطية للعساكر 1958
- قبول الصادق المهدي لوصف نميري لشهداء 1976 بالمرتزقة
-قتال مليشيات الامة في جانب الحكومة في معركة كسلا

ونواصل

Post: #90
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:23 AM
Parent: #89

لا يعجب الاخ خالد عويس ايا من المراجع التي اعتمد عليها ؛ فاليساريين لا يعجبوه واليمينيين لايعجبوه والوثائق الانجليزية فيها نظر وكتابات غير السودانيين مغرضة ؛ الخ الخ فهل هناك مراجع مقنعة للاخ خالد غير ادبيات حزب الامة

هنا ساقوم باقتطافات باللغة الانجليزية هذه المرة ؛ من بحث عن الوطنية السزدانية المبكرة 1991-1925 للباحث حسن عابدين

Early Sudanese Nationalism: 1919-1925
by
by Hasan Abdin

Post: #91
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:26 AM
Parent: #90

يكتب حسن عابدين

----------------

The reaction of the Sudan Government to this new militancy

of Egyptian nationalists vis-a-vis the Sudan can be seen in the

not too spontaneous expressions of loyalty to the British Empire

by tribal and religious notables. In a telegram addressed to the

Governor-General on April 23, 1919, and subsequently publicized

in the Government's official publication al-Sudan, six of the

country's most prominent religious leaders stated,



... In order that nothing should reach the hearing of

the British authorities in Egypt and London which may

tend to make them believe that we here are in

agreement with the (nationalist) movement now in

progress in Egypt, we the undersigned, on behalf of

ourselves and the whole population of the Sudan have

hastened to express to the British Government the

following:



Firstly, that we are extremely grateful for all that

the British officials in the Sudan have done for the

welfare of the Sudan ...



Secondly, our great and sincere loyalty to the British

Government which is unalterable,



Thirdly, our categorical and absolute assurance that

we have no hand in or connection with the movement now

in progress in Egypt nor is the movement in accordance

with our desires...18



It is doubtful that without official encouragement or

concurrence the signatories, three of whom were actually

government officials, would have issued such a statement.

However, the important point is not whether such expressions of

loyalty were spontaneous or otherwise; it is the claim to speak

for the country that would soon be challenged by some members of

the younger generation of educated Sudanese.



One of the signatories to this first petition of loyalty is

al-Sayyid Abd al-Rahman al-Mahdi, posthumous son of the Mahdi and

leader of the Ansar (Mahdist) sect. His consistent support of

the Government and steady rise to economic and political eminence

are perhaps a tribute to the success and reciprocity of

collaboration between a colonial regime and a "national

aristocracy."

Post: #92
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:32 AM
Parent: #91

ويواصل

----------

The rehabilitation of Mahdism, which started as an

expediency dictated by the War, should also be viewed in a wider

perspective. It was part and parcel of the policy of

collaboration which is essentially a reciprocal process; and for

al-Sayyid Abd al-Rahman it was exceptionally so. In a relatively

short period of time he amassed a great deal of wealth with

concomitant political influence. Except for a few checks and

setbacks his rise to economic and political power continued

unabated until the very end of formal colonial rule. An official

report on the Government's policy towards Mahdism, cited above,

sums up Sayyid Abd al-Rahman's new status in the post-War period

as follows:



... There was no attempt any longer to designate him

Sheikh Abd al-Rahman Mohamed Ahmed and he was

everywhere styled Sayyid Abd al-Rahman el-Mahdi; first

class replaced second class travel; free warrants...

were given to him whenever he used the railway;

Government's woodcontracts30 had given him an income

... (which placed him far above the need for the old

petty allotment of 5 a month. The building loan of

1910 was but a small fraction of the sum spent on his

European house in Khartoum in 1918-1919 ... As a

reward for his loyalty and services during the War and

in recognition of the position which he had achieved,

el-Sayyed Abd al-Rahman was sent to London in 1919 as

a member of the delegation which went to congratulate

His Majesty the King on the victory of the Allies in

the Great War ... His personal state grew still

further. In 1920 his dignity demanded a saloon on the

railway, and for his journeys on the White Nile he

made a practice of borrowing the steamer of the

Governor of the Province. By now he had began to feel

it derogatory to appear in an office at all, and would

invite to tea at his house any Government official

with whom he had business....31

Post: #93
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:35 AM
Parent: #92

وانظر الي هذه القطعة ؛ واخطرونا ما هي ان لم تكن عمالة ؟

-----------------------

Early in 1919, the three principal religious leaders,

al-Sayyid Ali al-Mirghani of the Khatmiyah tariqa, al-Sharif

Yousuf al-Hindi of the Hindiyah and al-Sayyid Abd al-Rahman

al-Mahdi urged the government "to take a stronger line than is

taken at present to emphasize the fact that the Sudan is under

the British Empire and its future is identified with British

control...."32 The notables asked for permission to tour the

country "to foster loyalty and cooperation with the British

Imperial Idea." However, it is interesting that this last

request was turned down for reasons which the Governor-General

explains:



... It would perhaps be unwise to take the opinion of

these religious leaders as a complete and exhaustive

representation of native opinion. They are naturally

anxious to increase their own influence in the

country; they fully appreciate the power of Great

Britain as exhibited in the victorious conclusion of

the War and see that their best hope lies in

identifying themselves with British control....33



Nevertheless, the Governor thought that a certain advantage

could be gained from the notables' gesture of goodwill. He

suggested that their views "afford an opportunity to get rid of

much that is unsatisfactory in the present administration ..."34

It is needless to say that the reference here is to the Egyptian

involvement and personnel in the Condominium regime.

Post: #94
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 04-30-2003, 03:40 AM
Parent: #93

وهذا هو المعني الحقيقي ؛ لشعار السودان للسودانيين ؛ الذي صكه ونجت ؛ وكان كلمة حق ؛ اريد بها باطل ؛ واي باطل

------------------------

These views on the relations between the Sudan on the one

hand and Egypt and Britain on the other will soon be condensed

and popularized in the political slogan al-Sudan li-Sudaniyin -

the Sudan for the Sudanese. On the surface "the Sudan for the

Sudanese" is certainly a nationalistic slogan. However,

considering the context and political milieu in which it had been

raised, the slogan was undoubtedly used against Egyptian

nationalists rather than British imperialists. Ironically, the

phrase was first coined by Wingate. He thought that a policy

based on this premise was the best suited for the conditions of

the country because, as he unwittingly put it, "the racial

antagonism between the Sudanese and the Egyptians was far too

deep seated to be easily eradicated and it became clear that the

gradual introduction of a policy, of the `Sudan for the Sudanese'

was that bet suited to the condition of the country ...."43



Thus "the Sudan for the Sudanese" was more or less a

corollary of official policy in the Sudan after the War in regard

to the political future of the country. That policy sought to

emphasize the separateness of the Sudan as a means of retarding

the growth of a Sudanese nationalist movement in what was thought

to be an Egyptian garb. It is not surprising, therefore, as we

shall see presently, that to its opponents, the slogan was a

euphemism for the perpetuation of British colonial rule - 'a thin

edge of an imperialist wedge'. Such an interpretation seems to

be more consonant with the history of the period in which the

slogan was fostered than the popular myth that those who proposed

"The Sudan for the Sudanese" were the precursors of Sudanese

nationalism.

Post: #174
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-08-2003, 06:18 PM
Parent: #86

الاخ تبلدي

تحية ومعذرة علي الرد المتاخر

اتفق معك تماما في ضرورة بروز احزاب وافكار وقيادات جديدة ؛ وشعبنا واعي وذو حكمة وهو سيدعم الجديد المفيد اذا ما اتي ؛ ولكن معظم مثقفينا يفضلوا ان يتبعوا القديم ؛ وحتي اذا اسسوا الجديد فهم يديروه بنفس طريقة القديم ؛ او يتحالفوا مع القديم ليكسبوا موضع قدم ؛ ولا يخفي عليك العديد من القوي والاحزاب الجديدة التي رهنت نفسها للقوي التقليدية الطائفية او السلطة الخ الخ

منظمات المجتمع المدني ايضا ضعيفة ؛ وذلك لسيطرة السياسيين عليها ؛ وجبرها لاصلاح كسر الاحزاب ؛ ولذلك تجدها علي ماهي عليه ؛ منظمات تابعة للاحزاب اكثر منها منظمات مدنية حقيقية تهتم بخلق وعي جديد وتعمل لتحقيق اهدافها المعلنة

اعجبني توقيعك ؛ ولو تعلم ان انتاخابات الخريجين في الخمسينات والستينات كان يصوت فيها خريجي الثانوي العالي ؛ وقد رايت بتجربتي المئات من خريجي الثانوي العالي ؛ يتفوقوا بخبرتهم واستقلاليتهم علي العشرات والمئات من حاملي اعلي الشهادات

ولك التحية

عادل

Post: #95
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: intehazy
Date: 04-30-2003, 11:03 AM
Parent: #1



غايتو ما كنت اتوقع الكلمات دي تصدر من عمنا كانتونا

و يا عادل واصل بموضوعيتك يا اخي الرائع ، بغض النظر ان كنت اتفق معك او لأ ، و باللاي خف لي على الاتحاديين لو ناوي تهبشم

و دي قطعة وجدتها في اشبكة العنكبوتية

ارجو ان تجد حظها من المناقشة


SADIQ AL MAHDI AND COALITION GOVERNMENTS
In June 1986, Sadiq al Mahdi formed a coalition government with the Umma, the DUP, the NIF, and four southern parties. Unfortunately, however, Sadiq proved to be a weak leader and incapable of governing Sudan. Party factionalism, corruption, personal rivalries, scandals, and political instability characterized the Sadiq regime. After less than a year in office, Sadiq al Mahdi dismissed the government because it had failed to draft a new penal code to replace the sharia, reach an agreement with the IMF (International Monetary Fund), end the civil war in the south, or devise a scheme to attract remittances from Sudanese expatriates. To retain the support of the DUP and the southern political parties, Sadiq formed another ineffective coalition government.

Instead of removing the ministers who had been associated with the failures of the first coalition government, Sadiq al Mahdi retained thirteen of them, of whom eleven kept their previous portfolios. As a result, many Sudanese rejected the second coalition government as being a replica of the first. To make matters worse, Sadiq and DUP (Democratic Unionist Party) leader Mirghani signed an inadequate memorandum of understanding that fixed the new government's priorities as affirming the application of the sharia to Muslims, consolidating the Islamic banking system, and changing the national flag and national emblem. Furthermore, the memorandum directed the government to remove Nimeiri's name from all institutions and dismiss all officials appointed by Nimeiri to serve in international and regional organizations. As expected, antigovernment elements criticized the memorandum for not mentioning the civil war, famine, or the country's disintegrating social and economic conditions.

In August 1987, the DUP brought down the government because Sadiq al Mahdi opposed the appointment of a DUP member, Ahmad as Sayid, to the Supreme Commission. For the next nine months, Sadiq and Mirghani failed to agree on the composition of another coalition government. During this period, Sadiq moved closer to the NIF(National Islamic Front). However, the NIF refused to join a coalition government that included leftist elements. Moreover, Turabi indicated that the formation of a coalition government would depend on numerous factors, the most important of which were the resignation or dismissal of those serving in senior positions in the central and regional governments, the lifting of the state of emergency reimposed in July 1987, and the continuation of the Constituent Assembly.

Because of the endless debate over these issues, it was not until May 15, 1988, that a new coalition government emerged headed by Sadiq al Mahdi. Members of this coalition included the Umma, the DUP, the NIF, and some southern parties. As in the past, however, the coalition quickly disintegrated because of political bickering among its members. Major disagreements included the NIF's demand that it be given the post of commissioner of Khartoum, the inability to establish criteria for the selection of regional governors, and the NIF's opposition to the replacement of senior military officers and the chief of staff of the executive branch.

In November 1988, another more explosive political issue emerged when Mirghani and the SPLM signed an agreement in Addis Ababa that included provisions for a cease-fire, the freezing of the sharia, the lifting of the state of emergency, and the abolition of all foreign political and military pacts. The two sides also proposed to convene a constitutional conference to decide Sudan's political future. The NIF opposed this agreement because of its stand on the sharia. When the government refused to support the agreement, the DUP withdrew from the coalition. Shortly thereafter armed forces commander in chief Lieutenant General Fathi Ahmad Ali presented an ultimatum, signed by 150 senior military officers, to Sadiq al Mahdi demanding that he make the coalition government more representative and that he announce terms for ending the civil war.

On March 11, 1989, Sadiq al Mahdi responded to this pressure by dissolving the government. The new coalition had included the Umma, the DUP, and representatives of southern parties and the trade unions. The NIF refused to join the coalition because it was not committed to enforcing the sharia. Sadiq claimed his new government was committed to ending the southern civil war by implementing the November 1988 DUP-SPLM agreement. He also promised to mobilize government resources to bring food relief to famine areas, reduce the government's international debt, and build a national political consensus. Sadiq's inability to live up to these promises eventually caused his downfall. On June 30, 1989, Colonel (later Lieutenant General) Umar Hassan Ahmad al Bashir overthrew Sadiq and established the Revolutionary Command Council for National Salvation to rule Sudan. Bashir's commitment to imposing the sharia on the non-Muslim south and to seeking a military victory over the SPLA, however, seemed likely to keep the country divided for the foreseeable future and hamper resolution of the same problems faced by Sadiq al Mahdi. Moreover, the emergence of the NIF as a political force made compromise with the south more unlikely.
For More Info. Please check History Of Sudan by Congress Library ..

Post: #96
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 11:44 AM
Parent: #95


العلاقات المصرية ـ السودانية مرة أخري

عبدالله محمد أحمد حسن

أتعاطف مع حيرة الأستاذ محمد عبدالحكم دياب في إشكالية الاستعمار المصري في السودان: أهي علاقات استعمارية حقاً أم تاريخية أزلية أخوية صدقاً؟
وحتي أزيل حواجز المناورة السياسية التي حيرته بين الصادق المهدي ومندوب حزبه في بريطانيا، أدعوه أن يراجع معي حديث التاريخ المنقوش علي حيطان مدفن الأمير سنغرو مندوب الفرعون الخاص الذي أحدث مبادرة العلاقة بين مصر وكوش (سودان اليوم) قبل خمسة آلاف سنة.
آلت السلطة من بعد الفرعون مينا إلي جقر Djer حوالي 2920 قبل الميلاد.. والجقر بلغة كوش هو الفأر الكبير الذي يرعب مزارعي جروف النيل بما يعيثه من خراب في العدس والبصل حتي استعاذوا منه بعبادته وسموا أبناءهم عليه إرعاباً لأعدائهم.
وتقول الوثائق المنقوشة علي لسان سنغرو مندوب الفرعون الخاص: كانت حدود الكنانة: الدلتا السفلي والصعيد الأعلي تقف عند الشلال الأول في أرض أسوان.. واستدعي الفرعون الأمير سنغرو فامره أن يستكشف دار الأشباح فيما وراء الشلال الأول: هل هم بشر أم شياطين؟ وهل هم قادرون علي وقف الفيضان الذي يهب الكنانة أسباب الحياة؟.. وذلك من منطلق: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟
وخاض سنغرو تجربة شاقة ليجتاز أرض الحجر والثعابين والعقارب فوجد شعب كوش يعمر دادات (كوش السفلي).. لهم ملوك وقري وجروف مزروعة وثروة من الماشية والذهب وعبيد يخدمونهم ونساؤهم من أجمل ما رأت عيناه.. وعاد إلي سيده وهو محمل بالهدايا من ذهب وماشية وعبيد وعطور وخمور.. وأمر الفرعون أن تسمي دار الأشباح بأرض النوب.. والنوب هو الذهب في لغتهم.
وأمر الفرعون سنغرو بالعودة إلي دار النوب مرة ثانية وثالثة فكان يرجع بمثل ما رجع به في المرة الأولي من هدايا.. وفي المرة الرابعة طرده الكوشيون لأن المسألة فاقت حدها.. وعاد لسيده يشكو سوء أدبهم.. فما كان من سيده إلا أن جرّد لهم حملة أحرقت قراهم وقتلت سادتهم وغنمت ماشيتهم وذهبهم وسبت نساءهم وأطفالهم وأعيدت تسمية بلادهم باسم دار الأشرار.. كانت الحصيلة سبعة آلاف عبد ومئتي ألف رأس من الماشية وكما غير محدد من الذهب والنفائس.
ألحقت بلاد الأشرار بالكنانة فأصبحت من أهم الموارد تأثيراً في حياة المصريين بعد مياه النيل وأهم هذه الموارد استخراج الذهب من أرضها مما استدعي إقامة مستعمرة بوهين لتعدينه ثم استجلاب الكوشيين للعمل عسكرا أو شرطة وخدما في المنازل والمزارع ومشاريع بناء المعابد والأهرامات وقطع حجر البناء في هذه الحياة.. وبما أن الحياة المصرية القديمة تجعل الآخرة امتداداً لها كتب علي الخدم والعبيد أن يموتوا إذا مات سيدهم ليخدموه في آخرته.
ودونك المنقوشات التي يتطلع لجمال نقشها وبراعته السياح الذين يزورون ـ يومياً ـ الكنانة من كل صُقع في العالم والتي فك سر رموزها علماء مصريون وأجانب وما يزالون يعكفون علي ذلك.. وخلاصة ما كشف من سرها أن الفراعنة واصلوا اجتهادهم في كوش توسعاً جغرافياً ومصدراً من مصادر الذهب والعبيد وخط دفاع عن استمرار جريان النيل إلي أسفل الوادي.
وأصبحت كوش ميراثاً لكل من حكم مصر مصرياً كان أو أجنبياً مثل الفرس والإغريق والرومان ومن حكمها باسم الإسلام: عرب وأخشيد وفاطميون وأيوبيون ومماليك وعثمانيون ومن استأثر بها من الألبان.. وما بلغنا من أسرار العلاقة بين مصر والسودان يغص بمآسي الاستغلال. ومنه علي سبيل المثال أن الأيوبيين عندما استولوا عليها طردوا منها خمسيين ألف عبد كوشي كانوا يعملون عسكراً لدي الفاطميين فما كان منهم إلا أن ذهبوا جنوباً وتحالفوا مع بني جلدتهم وعادوا إلي صعيد مصر فعاثوا فيه خراباً علي غير سنة سلفهم الملك تاهراقا الكوشي الذي عندما ضاق بما حدث في مصر وما يحدث منها للكوشيين جرّد جيشاً كوشياً واحتلها وفرض نفسه فرعوناً عليها مؤسسا الأسرة الخامسة والعشرين التي حكمت (730 ـ 663) قبل الميلاد.
ووردت كوش في وثائق قصر عابدين باسم الملحقات المصرية في السودان عندما جرّد محمد علي باشا حملة لضم السودان إلي أملاكه عام 1820 ميلادية حاثاً ابنه وصهره اللذين قادا حملته العسكرية علي تزويده بالذهب والعبيد لزوم تقوية جيوشه التي كان يهيئها للتوسع في الشام والجزيرة العربية علي حساب الباب العالي.. وهي تزخر بالإلحاح في الطلب بعشرات مئات الرسائل والتوجيهات ومفتوحة لاطلاع الجميع عليها.
وأدلت ثورة 1919 بدلوها في هذا الشأن وعلي رأس شعاراتها إلحاق السودان بالتاج المفدي لأن السودان ألزم لمصر من الاسكندرية حسب ما ورد في تقرير المستشار المالي المصري في عام 1914.. واتبع سعد باشا في مفاوضاته مع الانكليز تكتيك الحصول علي استقلال مصر أولاً لأن مصر القوية تستطيع أن تحصل علي حقوقها كاملة في السودان.
وعاد صدقي باشا من لندن بعد مفاوضات شاقة مع بيغن وزير خارجية بريطانيا العمالي في عام 1946 وهو يبشر الألوف التي استقبلته بحصوله علي السيادة علي السودان.. مما أثار مظاهرات عارمة في السودان رفعت حرارة ونبض الاستقلال.
وعقد النحاس باشا اتفاقية 1936 وألغاها في أول الخمسينيات لأنها لم تحقق حقوق مصر المشروعة في السودان.
وجاء اللواء محمد نجيب فكسر حلقات دائرة رسمها الفرعون جقر قبل خمسة آلاف عام بأن قبل تقرير المصير واستفتاء السودانيين حوله بشروط ارسلها كتابة للسيد عبدالرحمن المهدي زعيم الحركة الاستقلالية وبلغة عسكرية قاطعة أنه في حال تقرير المصير مع الاستقلال ألا تضان مصالح مصر في مياه النيل والهجرة والدفاع المشترك.
فما رأيك دام فضلك يا دياب في حديث الوثائق؟ هل العلاقة بين البلدين: مصر والسودان، هي علاقة ندية أزلية تاريخية تقوم علي مصالح متبادلة أم أنها صك استعماري بوجه واحد للاستسلام دون نظر في تسديد فاتورة التكلفة؟ إننا بحاجة إلي صراحة تتجاوز الحساسيات والشطارة لبناء أدبيات علاقات جديدة في وادي النيل من أجل المئة مليون الذين يعيشون فيه وتهفو قلوبهم لبعضهم رغم مكبوت المرارات.
صحيفة القدس العربي
16/9/2002

Post: #97
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 11:53 AM
Parent: #96

نشأة الحزب

وقعت معركة كرري الشهيرة في 2 سبتمبر 1898م معلنة نهاية دولة المهدية المستقلة وبداية العهد الاستعماري الثنائي الذي واجه انتفاضات مهدوية عديدة فقمعها بوحشية وعمل على تشتيت الأنصار وكسر شوكتهم. كما واجه لاحقا انتفاضة 1924 وقمعها بفظاظة. أدت تلك المواجهات ونمو الوعي القومي عالميا إُثر إصدار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ودورد ويلسون لمبادئه الأربعة عشر وإنشاء عصبة الأمم، والخلاف حول مركز السودان ومستقبله خلال المفاوضات بين الحكومتين المصرية والبريطانية، إلى إيقاد جذوة الحركة السياسية السودانية بين الخريجين السودانيين، وتطوير فكرة نادي الخريجين الذي كان يلعب أدوارا اجتماعية وثقافية وأدبية في عشرينيات القرن العشرين، نحو إنشاء مؤتمر الخريجين بأهدافه السياسية الواضحة في 1937م. قاد المؤتمر النشاط الوطني وسط الخريجين وأثمر أهم محطات الاجماع السوداني حينها بتقديم مذكرة الخريجين في 3 أبريل 1942م.

كان الأنصار قد تم لم شملهم من جديد وبناء تنظيماتهم الاجتماعية وإشراكهم في المناشط الاقتصادية بمجهودات السيد عبد الرحمن المهدي الذي سعى للتنسيق مع قادة مؤتمر الخريجين ورعاية نضالهم الوطني نحو الاستقلال، ولكن المؤتمر وبعد انتخاباته التي جرت في نوفمبر 1944م سيطرت عليه جماعة الأشقاء التي كانت تتأهب لإصدار قرار من المؤتمر يفسر مذكرة الخريجين بأن مطلب السودانيين القومي هو الاتحاد مع مصر تحت التاج المصري. كما برز حينها اتجاه مصري رسمي قوي بتسوية مسألة السودان بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر السلام أو في مفاوضات مصرية-بريطانية. كل ذلك أدى للتعجيل بإنشاء كيان يعبر عن الرأي السوداني الاستقلالي.. وهو حزب الأمة.

نشأ حزب الأمة كتحالف بين ثلاثة عناصر هي: الأنصار، وزعماء العشائر، ونفر من الخريجين المنادين باستقلال السودان تحت شعار: السودان للسودانيين.

بدأت الاجتماعات التأسيسية للحزب في ديسمبر 1944، وتمت صياغة لوائح الحزب ودستوره وبرامجه، وانتخب عبدالله خليل سكرتيرا عاما للحزب، فقام برفع دستور الحزب للسكرتير الإداري في 18 فبراير 1945م طالبا التصديق عليه والذي تم باعتباره ناد لعدم وجود قانون بشأن الأحزاب حينها.

يعتبر الحزب أول حزب سوداني لأن الجماعت الأربع (الاتحاديين، جماعة الأحرار، جماعة الأشقاء، وجماعة القوميين) التي نشأت في اكتوبر 1944م لم تنشأ كأحزاب ولم تسم نفسها كذلك كما يرد في معظم كتب التاريخ المعاصر وإنما نشأت كجماعات في إطار مؤتمر الخريجين، ولذلك لم تفتح عضويتها لكل السودانيين ولم تخاطب غير الخريجين، كما لم تطلب تصديقا لتكوينها من الجهات الرسمية.

موقف السيد عبد الرحمن المهدي من الحزب

سأل سرور رملي السيد عبد الرحمن المهدي عن موقعه من الحزب وعما إذا كان هو رئيسه فأجاب: "إنني جندي في الصف، ولكن الله سبحانه وتعالى وهبني من الإمكانيات ما لم يتيسر لكثير منكم، وسأهب هذه الإمكانيات وسأهب صحتي وولدي وكل ما أملك لقضية السودان". وحري بالذكر أن حزب الأمة لم ينتخب رئيسا له حتى فبراير عام 1949 حيث تم انتخاب الصديق المهدي رئيسا للحزب.

دستور الحزب لعام 1945م

نص دستور حزب الأمة الذي أقر في الاجتماعات التأسيسية على أن مبدأ الحزب هو "السودان للسودانيين"، وأن غرضه هو الحصول على استقلال السودان بكامل حدوده الجغرافية مع المحافظة على الصلات الودية مع مصر وبريطانيا.

إن الطبيعة الموجزة لدستور حزب الأمة يجب ألا تخفي حقيقة مهمة ربما تكون غائبة عن الكثيرين، وهي أن الحزب وصولا إلى هدفه الأسمى وهو الاستقلال قد اتخذ المطالب الاثني عشر المنصوص عليها في في مذكرة مؤتمر الخريجين في 1942 برنامجا له وسعى لتنفيذها من خلال مؤسسات التطور الدستوري التي أنشأتها الإدارة البريطانية وشارك فيها وهي: المجلس الاستشاري، و مؤتمر إدارة السودان ، والمجلس التنفيذي، والجمعية التشريعية ، ولجنة تعديل الدستور.

معركة الاستقلال

سعى الحزب منذ قيامه لإسماع الصوت السوداني الاستقلالي في المنابر الدولية ولحكومتي الحكم الثنائي، ثم قاد حزب الأمة في ديسمبر 1950 معركة داخل الجمعية التشريعية لنيل الاستقلال حيث تقدم محمد حاج الأمين ممثلا للاستقلاليين باقتراح يطالب فيه بالحكم الذاتي الفوري للسودان، وقد تدخلت حكومة السودان وسط مناصريها من الأعضاء للتشكيك في نية حزب الأمة بتكوين ملكية يرأسها السيد عبد الرحمن المهدي، وحشدت تكتلا واسعا ضد الاقتراح، وبالرغم من ذلك فقد فاز الاقتراح بصوت واحد (39 صوتا ضد 3. وتأكدت السياسة البريطانية بجلاء اخفاق وسائلها في احتواء الحزب وقيادته، ودخلت معه بعدها في صراع سياسي مكشوف بتكوين حزب سياسي مضاد له اسمه الحزب الجمهوري الاشتراكي في عام 1951م.

وعلى الصعيد المصري، قاد الحزب حملة محمومة لتحقيق الاستقلال في مقابل الحملة التي قادتها مصر الرسمية، والأحزاب السودانية الاتحادية المناصرة لها لتحقيق اتحاد السودان تحت التاج المصري. ولكن قيام ثورة 23 يوليو 1952 بشر بقدوم عهد جديد اتخذت فيه مصر الرسمية مواقف أكثر تفهما لمسألة السودان، ونحت نحو التفاهم مع القوى السياسية السودانية الاستقلالية، ومع الحكومة البريطانية، ما أدى لتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير مصير السودان في 12 فبراير 1953، ثم إجراء انتخابات عامة في نوفمبر وديسمبر 1953، والتي هزم فيها حزب الأمة لعدة أسباب أهما اثنان:

التدخل السافر للحكومة المصرية لتمويل الحزب الوطني الاتحادي بأشكال مباشرة وغير مباشرة.
القوة النسبية لحزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي في مجلس النواب لم تعكس جملة الأصوات التي حصل عليها الحزبان في دوائر الانتخاب المباشر. فقد صوت حوالي 229.221 ناخب لمرشحي الاتحادي وحصل على 43 مقعدا. وصوت حوالي 190.822 ناخب لمرشحي الأمة ونال 22 مقعدا فقط. ذلك لأن متوسط عدد الناخبين في مناطق الختمية –المساندون للاتحادي- كان أقل من متوسط عدد الناخبين في الدوائر الأخرى. وكانت لجنة الانتخابات قد لفتت النظر في تقريرها الختامي إلى الاختلافات الشاسعة في حجم الدوائر وأوصت بإعادة توزيعها، وهو ما لم يحدث.
ما بعد الانتخابات :

اعتبر الاتحاديون فوزهم هذا تأكيدا لتأييد الشعب السوداني الاتحاد مع مصر، ورفض الاستقلاليون ذلك، ودخل الجانبان في صراع مرير. وكان بعض الاستقلاليين يرون عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات ولكن بعد مداولة الرأي قررت الحركة الاستقلالية قبول نتيجة الانتخابات والعمل بالوسائل الدستورية والسياسية لنقضها فقرروا تنظيم المعارضة للاتجاه الاتحادي داخل البرلمان وخارجه واستقطاب كل القوى السياسية غير الاتحادية الشعبية والفئوية وتعبئة الرأي العام السوداني للتمسك بالاستقلال في القرى والمدن والبوادي، وفي مدة وجيزة بعد الهزيمة في الانتخابات استعادوا روحهم ا لمعنوية. وصار الرئيس إسماعيل الأزهري يسافر إلى مدن السودان وأقاليمه فيستقبل استقبالات شعبية كبيرة يحمل الناس فيها الأعلام ويهتفون: عاش السودان حرا مستقلا.

حوادث مارس 1954

تقرر افتتاح البرلمان السوداني رسميا في أول مارس 1954م وقررت الحركة الاستقلالية مقابلة المدعويين للافتتاح وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب باستقبالات شعبية كبيرة لاسماعهم صوت الاستقلال فلا تكون المناسبة مجالا لدعاية منفردة للاتجاه الاتحادي. عندما وصل اللواء محمد نجيب قرر المشرفون على خط سير موكبه تعديل خط السير، فقرر المشرفون على الاستقبال بقيادة الأمير عبدالله عبدالرحمن نقد الله أن يتحول الموكب لحيث إقامة اللواء في القصر الجمهوري لاسماعه صوت الاستقلاليين، ولكن سلطات الأمن منعت الموكب بالقوة فوقع صدام مؤسف راح ضحيته العديد من الأرواح من الجانبين. وأقيمت محاكمة لقادة الموكب برأتهم من تدبير الأحداث وأدانت بعضهم بالشغب ومخالفة الأوامر.

لقد أدت تلك الحوادث للعديد من الاتهامات لحزب الأمة بممارسة العنف والهمجية، بينما وقف قادة الحزب يؤكدون براءة الحزب وأفراده من التخطيط للعنف أو التربص للموكب وعدت الحوادث دليلا على البطولة والفدائية في مواجهة الذخيرة النارية بالصدور العارية.. ولعل شهادة اللواء محمد نجيب التي دونها في مذكراته تساند أقوال حزب الأمة إذ كتب أنه يعتقد أن الاستقلاليين كانوا على حق وأنهم لم يطلبون سوى مروره بمكان الاستقبال الشعبي والذي كان سيكون كافيا لإرضائهم، واتهم الانجليز بتدبير الحوادث لإحداث انهيار دستوري فتعود السلطات للحاكم العام.. ومهما كان من نوايا المشرفين على الموكب، فإن حوادث مارس على مرارتها وعنفها لم تحرف الصراع من خطه السياسي والدستوري.

الطريق نحو الاستقلال:

استمرت الحركة الاستقلالية في خطتها التعبوية واتسعت قواعدها اتساعا هائلا، ففي أكتوبر 1954م انضمت الجبهة المعادية للاستعمار للجبهة الاستقلالية، كذلك انضمت إليها الجماعة الإسلامية وانضم إليها اتحاد عمال السودان واتحاد مزارعي الجزيرة. ثم أرسل اتحاد الطلبة السودانيين بالمملكة المتحدة برقية لحكومة الرئيس الأزهري يطالب باستقلال السودان. وفي يناير 1955م قرر اتحاد طلبة كلية الخرطوم الجامعية تأييد الاستقلال.

هكذا أطل عام 1955 ليجد الحركة الاستقلالية قد صارت التيار الأقوى في الشارع السوداني. وقد ساهم ذلك ضمن عوامل أخرى منها انشقاق الحركة الاتحادية حول تفسير الاتحاد، وتعاظم تدخل الساسة المصريون خاصة الرائد صلاح سالم في تسيير أمور السودان، إلى إعلان الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الأزهري رأيا حول مصير السودان وهو قيام جمهورية مستقلة ذات سيادة ثم وضع تفصيلات تتعلق بالرباط مع مصر لإرضاء الأقلية التي ما زالت تتمسك بالاتحاد.. بهذا الموقف اتحدت الحركة السياسية حول مطلب الاستقلال، وعضد من ذلك الاجماع وقوع حوادث التمرد في الجنوب في أغسطس 1955م، والتي أدت إلى مزيد من التأكيد أن السودان عليه أن يتحد شمالا وجنوبا ويحل إشكالات التنافر القومي قبل الحديث عن اتحاد مع دولة أخرى...

هكذا أعلن الاستقلال باجماع الآراء في البرلمان في 23 ديسمبر 1955. وتم إعلان استقلال السودان بتاريخ 1 يناير 1956م.

هكذا حقق حزب الأمة بالتضافر مع جهود الوطنيين المخلصين شعاره الأول لفترة التحرير : السودان للسودانيين. وابتدأ بذلك عهدا جديدا.. ولكل مقام كان للحزب مقال.

حكومة الاستقلال: 1956- 1958:

جرت انتخابات 1953م والقوى الكبيرة فيها هما حزبي الوطني الاتحادي والأمة، وقد نال الأول أغلبية مريحة في الأصوات لتشكيل حكومته. ولكن سرعانما تتالت الانقسامات داخل الحزب الوطني الاتحادي بعد دخول الأزهري في مواجهة مع السيد علي الميرغني زعيم الختمية. وبذلك ابتدأ عهد المناحرات والتحالفات السياسية المتلاحقة بين الأطراف المختلفة في الساحة السياسية السودانية. في نهاية يونيو 1956 سقطت حكومة الأزهري وتم تشكيل حكومة ائتلاف من حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي الموالي للختمية.

انتخابات عام 1958

خاضت أحزاب الوطني الاتحادي –متحالفا مع قوى اليسار في الغالب- وحزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي انتخابات عام 1958م فنالت : 62 مقعدا للأمة، 40 مقعدا للحزب الوطني الاتحادي، و26 مقعدا لحزب الشعب الديمقراطي.

تكونت إثر تلك الانتخابات حكومة ائتلاف الأمة- الشعب مرة أخرى، والتي واجهت العديد من المشاكل سببها الرئيسي عدم الانسجام بين طرفي الائتلاف وعدم المقدرة على تسيير دفة الحكم في ظل ائتلاف هش وعاجز. وبدأ التململ الشعبي باديا في المظاهرات وفي التذمر من الجميع بما في ذلك الحزبين الحاكمين.

داخل حزب الأمة تبنى رئيس الحزب حينها- الصديق المهدي رأيا مفاده أن الائتلاف الذي يناسب الحزب هو التحالف مع الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الأزهري، وقد عارض ذلك الاتجاه السكرتير العام عبد الله خليل- والذي كان حينها رئيسا للوزراء. وأثناء مناقشة أزمة البلاد وموقف الحزب عرض السكرتير العام على أجهزة الحزب القيادية اقتراح تسليم السلطة لقيادة القوات المسلحة لتنقذ البلاد مما هي فيه من قلاقل، ولحماية سيادة البلاد ومنع أي اتجاه اتحادي محتمل مع مصر. رفضت أجهزة الحزب الاقتراح. ولكن رئيس الوزراء قدر أن المخاوف التي يراها ماثلة لا تحتمل التأخير، فاتصل باللواء إبراهيم عبود في قيادة القوات المسلحة وعرض عليه الأمر ثم سلم له السلطة في 17 نوفمبر 1958م، على وعد إعادة الحكم للمدنيين بعد إعادة الاستقرار للبلاد.

حصل الانقلاب على مباركة السيد عبد الرحمن المهدي الفورية، وعلى تأييد السيد علي الميرغني. بينما وقف الصديق المهدي رئيس الحزب آنذاك والذي كان في رحلة خارج البلاد في وجه السلطة الانقلابية الجديدة حال عودته، ومن خلفه العديد من قيادات حزب الأمة الذين أسقطوا اقتراح تسليم السلطة للجيش في أجهزتهم.

إن مسئولية حزب الأمة أو بعض تياراته عن الانقلاب لا يمكن نكرانها، ولكن الدروس المستفادة لحزب حديث الممارسة في الحكم بقيت:

ضرورة نزول القيادات على الإرادة الديمقراطية.
المؤسسة العسكرية فاشلة في إدارة البلاد، وهي أكثر فشلا في الحفاظ على عهودها.
الضيق بالنظام الديمقراطي بسبب عجزه أو انقسام صفوفه أو فقدانه للاستقرار السياسي وغيرها من المآخذ على الديمقراطيات الحديثة العهد، والسعي لنظم أوتقراطية بديلة لن يؤدي إلى نظم متفوقة في أدائها الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، علاوة على انتهاك حقوق الإنسان وحجر الحريات الأساسية وإيقاف عجلة التطور الدستوري.. صحيح: إن الديمقراطية نظام سيئ سوى أنه أفضل من كل الأنظمة الأخرى!
كان نظام عبود فاتحة النظم العسكرية في البلاد، وإن كان لحزب الأمة أكبر المسئولية في ولادته، فقد كفر عن ذلك بأنه كان له القدح المعلى في قيادة معارضته وإسقاطه.

وإن كان لا بد من كلمة ختامية عن هذه الفترة من تاريخ الحزب- وهي الفترة التي أعقبت الاستقلال، فهي انعدام الرؤية لمشاكل البلاد وطرق حلها فقد كان غاية الاستقلاليين هي تحقيق الاستقلال. كما أن انعدام التجربة الحقيقية في الحكم، أدى لسرعة انهيار النظام الديمقراطي وتقويضه لنفسه، لأنه أيضا لم تكن للأحزاب حينها تجربة في حكم عسكري سوداني من قبل، وجاز للبعض بذلك أن يتوسم فيه الخلاص.

مراجع:

فيصل عبد الرحمن علي طه: الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني 1936-1953م- دار الأمين- القاهرة- 1998م.
الصادق المهدي: رسالة الاستقلال- 1982م
الصادق المهدي: السودان وحقوق الإنسان.- دار الأمين-القاهرة- 1998م.
قراءات في مكتبة الحزب:

عبد الرحمن علي طه: السودان للسودانيين: طمع ونزاع ووثبة فجهاد- تحقيق فدوى عبد الرحمن علي طه- دار جامعة الخرطوم للنشر- 1992م.
أمين التوم: ذكريات ومواقف.
الصادق المهدي: عبد الرحمن الصادق إمام الدين- الندوة المئوية للحتفال المئوي بمولد السيد عبد الرحمن المهدي- 1996م.
قراءات نابهة:

حسن أحمد إبراهيم: الإمام عبد الرحمن المهدي- 1995م
الإمام عبد الرحمن المهدي: مداولات الندوة العملية للاحتفال بالعيد المئوي- تحرير يوسف فضل حسن- محمد إبراهيم أبو سليم- الطيب ميرغني شكاك.
قراءات أخرى:

محمد عمر بشير: تاريخ الحركة الوطنية في السودان 1900-1969- المطبوعات العربية- 1987م.
تيم نبلوك: صراع السلطة والثروة في السودان- ترجمة الفاتح التيجاني ومحمد علي جادين- دار الخرطوم للطباعة والنشر والتوزيع- الطبعة الثانية 1994.
زكي البحيري: الحركة الديمقراطية في السودان 1943- 1985- دار نهضة الشرق- جامعة القاهرة – بدون تاريخ.


وثائق حزب الامة : تاريخ الحزب 1945 _ 1958م

Post: #98
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 12:20 PM
Parent: #97

Hassan Ahmed Ibrahim, IIU, Malaysia

By the mid 1930s, the British government seemed to have been fully convinced that Sayyid 'Abd al-Rahman al-Mahdi and his surprisingly resilient Neo-Mahdism constituted a potential political threat to their policies and rule in the Sudan. Being specifically alarmed by al-Sayyid's energetic drive to put the budding educated elite under his wing, the new governor-general Sir Stewart Symes (1934-40) embarked on a new policy that aimed at supporting the elite's secular plans, and encouraging them to collaborate with the Sudan government on the basis of its slow programme of the Sudan for the Sudanese. The paper analyzes the elements of this policy, and suggests that 'Abd al-Rahman al-Mahdi pioneered - in active cooperation with al-Shuban, a group of youngsters led by the middle-aged Isma'il al-Azhari - a successful effort to block Symes' plan. But al-Sayyid had drastically failed in his ultimate objective to enlist the support of the educated and dominate their Graduates' General Congress. Once they felt strong enough, al-Shuban cunningly discarded 'Abd al-Rahman al-Mahdi, and in 1944 Azhari emerged, with the active, but apparently half-hearted support of Khatmiyyah as the champion of the intelligentsia. Thus the master of manipulation had this time himself been manipulated, and to his great frustration, by his own protegees
___________________________________________


This book is a study of an early phase in the history of

Sudanese nationalism. It is an attempt to show that nationalist

ideas and agitation in the Sudan have a respectable antiquity

which is often overlooked or de-emphasized in the historiography

of the modern Sudan. Although the nationalist movement of the

early 1920's - the growth and development of which constitute the

theme of the book - was short-lived and had completely failed to

achieve its essential goal, i.e. termination of colonial rule,

it was nevertheless, the first endeavour in that direction.



The early rise of national consciousness and sentiment in

the Sudan can be attributed to two interrelated factors.

Firstly, the anomalous status of the country as an Anglo-Egyptian

colony and, secondly, the rebirth of militant nationalism in

Egypt after the First World War. The dispute between Britain and

Egypt over the political future of the Sudan produced inevitable

reactions among educated Sudanese who came to resent and

challenge the claims of the two colonial partners and their

attempt to settle the dispute bilaterally. This, coupled with

the intellectual and political appeal of Egypt to the Sudanese

intelligentsia, stimulated the growth of nationalist ideas and

associations at an early stage of the colonial period.



One of the important political slogans of the movement was

`the unity of the Nile Valley.' It expressed not only rejection

of colonial rule but also the alliance between Egyptian and

Sudanese nationalism. However, the commitment of the nationalist

organizations, especially the White Flag League, to the idea of

unity between Egypt and the Sudan stems also from a conviction

that the destinies of the two countries were inextricably bound

together.



The failure of the White Flag League to develop into a mass

party was due to the fact that the League neither sought nor

indeed wished to ally itself with tribalism or religious

sectarianism, the two reservoirs of mass following in the

country. The collaboration of tribal and religious leaders with

the colonial administration and their outspoken hostility towards

Egypt seem to have ruled out such a possibility. In fact, the

nationalist agitation of the early 1920's was largely a response

to this unholy alliance between an alien ruler and a local

traditional elite. Yet some twenty years later successor

nationalists found it both necessary and expedient to seek

alliances with religious Sectarians. They were, consequently,

more successful in commanding popular support and organizing mass

parties. This seems to be the essential difference between the

first phase of Sudanese nationalism after the First World War and

its second stage which began two decades later.


Early Sudanese Nationalism: 1919-1925
by
by Hasan Abdin



An occasional paper published by
The Sudan Foundation
212 Piccadilly
London WC1V 9LD
United Kingdom
h5>Telephone within the UK: 0207 917 1854
Telephone from abroad: **44 207 917 1854
E-mail: [email protected]

ISBN: 1 86234 003 X
© 1996: The Sudan Foundation, Sean Gabb



All opinions expressed herein are those of the author,
and not necessarily those of the Sudan Foundation.


EARLY SUDANESE NATIONALISM
919 - 1925
by HASAN ABDIN
First Printed by KHARTOUM UNIVERSITY PRESS
P.O. Box 321, Khartoum





_________________________________
The immediate events which led to these persecutions of some

of the best educated Sudanese of the time lie in the latter part

of 1924. However, the trials were the climax of a period of

ideological and political ferment which expressed itself in

various forms of anti-colonial sentiment and activities in the

Sudan in the aftermath of the First World War. Nevertheless in

the historiography of the modern Sudan the political events of

this period are too often relegated to the status of footnotes

or else discussed in terms of Egyptian rather than Sudanese

nationalism. The Egyptian Revolution of 1919 which ushered in

a new phase of nationalism is seen as the instigator of

discontent and opposition to British colonial rule in the Sudan.

Accordingly, some historians of the modern Sudan dismiss the

Sudanese nationalists of the 1920's, not only as

unrepresentative, but as mere agents and pawns of Egyptian

nationalists to be used against Britain's paramountcy in the Nile

Valley. It is needless to say that this tendency to seek a

foreign habitat for an essentially indigenous phenomenon is most

pronounced in the writings of the colonial

administrator-historian, the apologist for British rule in the

Sudan.1





Another reason why early Sudanese nationalism is written off

as "a false growth with shallow roots" and its proponents as

deluded instruments of Egypt, is its advocacy of the unity of the

Nile Valley. The slogan of unity is interpreted as an echo of

Egypt's historic claim to sovereign right in the Sudan.




The same source

Post: #99
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 12:33 PM
Parent: #98

مراحل الحركة الاستقلالية فى السودان
_ عن صحيفة الرأى العام
مراحل الحركة الاستقلالية في السودان







بقلم: مبارك عثمان الشي

منذ ان بسطت الدول الاوربية نفوذها على الشرق فاخضعت شعوبه لادارتها ومصلحة لتجارتها.

نمت في البلاد المستعمرة حركات التحررمن الاستعمار فالدعوة لاستقلال السودان من بريطانيا امربدهي وجزء من حركة التحرر الوطني التي نهضت في كل المستعمرات ولكن قد ظن كثير من الناس ان الحركة الوطنية في السودان كان امتداداً للحركة الوطنية في مصر وهذا كلام غير صحيح لقد كان السودان مستقلاً منذ القرن الثامن قبل الميلاد.

وكما تعرض السودان لحكم مصر في فترات تاريخية معروفة تعرضت مصر لحكم السودان حدث ذلك على يد الحاكم الكوشي بعانخي الذي اسس في مصر عهد الاسرة الخامسة والعشرين واستمرت تحكمها حتى طردت منها فاقامت دولتها على كوش السودان وحكمت من عاصمتها «نبتة » في مروي.

دور الحركات التاريخية في الاتجاه الاستقلالي:

اولاً :

المهدية :- لم تكن المهدية تحسب السودان كياناً مستقلاً بل كانت تعده جزءاً من الامة الاسلامية وتعتبر تحريره خطوة في سبيل تحرير وتوحيد الامة الاسلامية كلها ولكن كان للمهدية أثر غير مباشر على الاتجاه الاستقلالي في السودان لانها نفت ان يكون التحرك السياسي السوداني مجرد صدى للحركة السياسية المصرية.

ثانياً:

واجه الاستعمار انتفاضات عديدة في السودان منها تلك التي قادها عبدالقادر ودحبوبة والسحيني والفكي سنيني، والفكي علي الميراوي، والسيد محمد حامد وغيرهم وهؤلاء خلقوا تيار تحد للاستعمار.

ثالثاً:

حركة 1924م وان لم تكن استقلالية لكنها شكلت تحديا للانجليز.

رابعاً:

حركة الخريجين وهي حركة من حلقات.لقد دخل البرطانيون في السودان على اشلاء الانصار وفي اعقاب حرب فاقت دمويتها وعنفها وبشاعتها دموية الغزو الاستعماري في بقاع العالم الاخرى، لذلك كان الحكم الاستعماري الجديد في السودان بالمرصاد ضد اي تحرك خاصة في اواسط الانصار كقاعدة شعبية لها تفكر مجرد التفكير في تحرك ثوري لانها كانت تحت المجهر.. تكشف الوثائق أن السياسة البريطانية نحو الانصار في السودان مرت باربع مراحل وهي:

1/ المرحلة الاولى: وتبدأ من احتلال السودان في 1899م حتى قيام الحرب العالمية الاولى عام 1914م وفي هذه المرحلة كانت سياسة الحكم الثنائي نحو الانصار هي القمع بالعنف والتصفية الجسدية.

2/ المرحلة الثانية: بعد الحرب العالمية الثانية وضعت الحكومة سياسة محددة نحو السيد عبدالرحمن المهدي فحواها شغله بالعمل الاقتصادي لتقليل نشاطه السياسي الوطني .

3/ المرحلة الثالثة : في عام 1935م ادرك الحاكم العام الجديد سيرستيورات ان سياسة الهاء الامام عبدالرحمن بالكسب المادي سياسة فاشلة لان السيد عبدالرحمن استخدم المال الذي حصل عليه في توسيع صلاته بالانصار في كل انحاء السودان ووظفه للمسألة السودانية.

4/ المرحلة الرابعة: هذه تقع في الفترة بعد عام 1951م واثناءها ادركت السياسة البريطانية اخفاق وسائلها في احتواء السيد عبدالرحمن المهدي وكيان الانصار وقررت الدخول ضده في صراع سياسي مكشوف بتكوين حزب سياسي مضاد له اسمه الحزب الجمهوري الاشتراكي وهو حزب كونته الادارة البريطانية في السودان باشراف مساعد السكرتير العام الاداري المستر هكسويرث .

ان بيان هذه المراحل ومزيد من التفاصيل موجوده في دار الوثائق المركزية السودانية يمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها.

في مقال سابق اشرنا للمذكرة التي قدمها الخريجون لحكومة السودان في عام 1942م وهي مذكرة اهملتها حكومة السودان.

وفي عام 1946م كونت حكومة السودان المجلس الاستشاري لشمال السودان وهي مؤسسة ذات صلاحيات استشارية فقط وقد قبلها الاستقلاليون واعتبروها خطوة في سبيل التطور الدستوري الذي بداته بريطانيا في مستعمراتها وقد رفضه الاتحاديون لان تصورهم لمستقبل السودان هو الاتحاد مع مصر ومن داخل المجلس الاستشاري بحث مشروع قيام جمعية تشريعية فقامت الجمعية التشريعية عام 1948م وكانت الجمعية التشريعية هي الخطوة الثانية في طريق التطور الدستوري.

بعد قيام الجمعية التشريعية وقعت بين الاستقلاليين بقيادة حزب الامة ورعاية الامام عبدالرحمن المهدي صراعات هي:

الصراع الاول: صار للولايات المتحدة وزن اكبر في توجيه سياسة الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية وكانت امريكا حريصة جداً علي اتفاق بريطانيا مع مصر لكي يتيح النزاع المصري البريطاني فرصا للسياسة السوفيتيه في الشرق الاوسط، وكانت السياسة المصرية تتلخص في مطليبن هما:

جلاء الغزاة البريطانيين من قناة السويس وتحقيق وحدة وادي النيل وتعثرت المفاوضات حول المطلبين ولكنه في مارس عام 1946م توصل رئيس الوزراء «صدقي» مع وزير الخارجية البريطاني «بيقن» لاتفاق سمى «برتكول صدقي- بيقن» اتفاق يمنح بريطانيا امتيازاً في قناة السويس ويمنح مصر الحق في ضم السودان تحت التاج المصري.

الاتفاق رحب به الاتحاديون في السودان ولكن رفضه الاستقلاليون بقيادة حزب الامة بعنف ورفضه ايضاً حزب الوفد المصري وقد اختلف الطرفان وتمزق الاتفاق ولعب الاستقلاليون بقيادة حزب الامة دورا في ذلك.

الصراع الثاني: بعد ان اخفقت الحكومة المصرية في الاتفاق مع بريطانيا على الحاق السودان بالتاج المصري لجأت الى هيئة الامم المتحدة في نيويورك وسافر النقراشي باشا عام 1947م الى هناك بصحبة وفد سوداني من الاتحاديين ليؤكدوا امام الاسرة الدولية ان الشعب السوداني مؤيد لموقف الحكومة المصرية.

وقام وفد مضاد من الاستقلاليين برئاسة الصديق المهدي ليخاطب الاسرة الدولية مؤكداً ان الشعب السوداني لن يرضى بديلاً للاستقلال وامام مجلس الامن تصارع الموقفان فقرر مجلس الامن حق تقدير المصير للشعوب.

هكذا انتصرت القضية الاستقلالية في المحيط الدولي .

الصراع الثالث: قامت الجمعية التشريعية عام 1948م وفي ديسمبر عام 1950م تقدم «محمد حاج الامين» ممثلاً للاستقلاليين باقتراح يطلب فيه الحكم الذاتي الفوري للسودان غضبت الحكومة البريطانية من هذا الاقتراح وانعكس ذلك في موقف حكام السودان الانجليز فحاربوا الاقتراح محاربة مكشوفه فحاولوا الغاءه ثم تعديله ثم تأجيله ولكن الاستقلايين رفضوا ذلك وتمسكوا بالاقتراح فعرض للتصويت ففاز بصوت واحد. هكذا انتصرت وجهة النظر الاستقلالية على البريطانيين.

الصراع الرابع: بعد ان اجازت الجمعية التشريعية الحكم الذاتي كونت لجنة لوضع دستور الحكم الذاتي في السودان فوضع الدستور وارسلت نسخة منه لحكومة بريطانيا واخرى للحكومة المصرية وكان ذلك عام 1952م.

بعد ان عجزت الحكومة المصرية في ايقاف التطورات الدستورية في السودان ومن جعلها تسير في اتجاه الاتحاد بدأت تتصرف تصرفا انفرادياً وفي يوم 16/ 00/1951م اعلن النحاس باشا الغاء اتفاقية الحكم الثنائي واعلن السودان قطراً تحت التاج المصري، ولكن حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس سقطت في الصراع الدائر بينها وبين الملك فاروق فخلفتها حكومة نجيب الهلالي باشا ودعا نجيب الهلالي وفداً استقلالياً لزيارة القاهرة وسافر وفد بقيادة السيد عبدالله الفاضل المهدي في مايو عام 1952م وكانت هذه اول مرة تفكر فيها حكومة مصرية بمنطق التفاهم مع الحركة الاستقلالية السودانية. وتمت بين الطرفين محادثات ولكن اخفقت في الوصول الى اتفاق ودخل الجانبان في طريق مسدود. قال نجيب الهلالي للوفد السوداني خذوا ورقة بيضاء واكتبوا عليها عبارة التاج المصري ثم بعد ذلك اكتبوا ما شئتم من مطالب فنحن موافقون قال له الوفد السوداني خذ ورقة بيضاء واكتب عليها تقرير المصير للسودان وبعد ذلك اكتب ما شئتم من مطالب فنحن موافقون وفي يوم 29/6/1952م سقطت حكومة نجيب الهلالي فخلفتها حكومة حسين سري باشا لمدة اسبوع فسقطت جاءت بعدها حكومة اخرى باسم نجيب الهلالي.

وفي يوليو عام 1952م وقعت الثورة المصرية وقامت حكومة الثورة وصار اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة وعلي ماهر رئيساً للوزراء.

كان علي ماهر صديقاً شخصياً للامام عبدالرحمن وكان اللواء محمد نجيب صديقاً لعدد من القادة السودانيين وكان ذا معرفة بحقائق السياسة في السودان بل كان يعتبر نفسه نصف سوداني لان مولده وتعليمه كان بالسودان.

دعا اللواء محمد نجيب الامام عبدالرحمن لزيارة القاهرة في اكتوبر عام 1952م وكان للامام عبدالرحمن موعد سابق لزيارة بريطانيا لمطالبة الحكومة البريطانية بالموافقة علي دستور الحكم الذاتي فتمت الزيارة لبريطانيا وهنالك اعلنت الحكومة البريطانية موافقتها على دستور الحكم الذاتي وعلقت التنفيذ بموافقة الحكومة المصرية عليه.

وبعد انتهاء الزيارة لبريطانيا ذهب الامام عبدالرحمن للقاهرة في اكتوبر عام 1952م فقوبل بترحيب حار وكبير ووجد ان وفد الجبهة الاستقلالية قد مهد سبيل التفاهم مع قادة الثورة المصرية ودارت محادثات اتفق فيها على الآتي:

1- عقد اتفاق عرف باسم اتفاقية المهدي - نجيب ..فحواها تعديل دستور الحكم الذاتي لصالح السودان وان تكون الوزارة كلها سودانية وان تتم السودنة .وجلاء القوات البريطانية وبعد قيام هذا الوضع الخالص في ظل دستور الحكم الذاتي المعدل يقرر السودانيون بحرية تامة مصيرهم الاستقلال ام الاتحاد مع مصر .

2- عقد اتفاقية «جنتلمان» بين الحكومة المصرية وحزب الامة فحواها ان تلتزم مصر بالحياد التام في السياسة السودانية قبل واثناء تقرير المصير.

هذا الاتفاق اخرج مصر من موقفها القديم الذي اضعفها من التفاوض مع بريطانيا دون عقده أو شرط لسيادة على السودان.

وفي عام 1953م اجريت الانتخابات العامة الاولى في السودان في ظل دستور الحكم الذاتي ففاز الحزب الاتحادي بـ 54 مقعداً وكان صاحب اغلبية وفاز حزب الامة بـ 21 مقعداً وفاز الجنوبيين بعدد ماثل.

اعتبر الاتحاديون فوزهم هذا هو تأكيد الشعب السوداني للاتحاد مع مصر ورفض الاستقلاليون بقيادة حزب الامة ذلك ودخل الجانبان في صراع مرير وكان البعض يرى عدم الاعتراف بالنتائج لانها كانت مدعومة من المصريين وهذا تدخل واضح.

فقد قبل الاستقلاليون بنتائج الانتخابات وقرروا العمل بالوسائل الدستورية لنقضها وايضاً قرروا تنظيم المعارضة للاتجاه الاستقلالي داخل البرلمان وقرروا استقطاب كل القوى السياسية غير الاتحادية والرأي العام للتمسك بالاستقلال وفي فترة وجيزة استعاد الاستقلاليون روحهم المعنوية واخذوا ينظمون حملة شعبية هائلة تقف الى جانب الاستقلال وصار رئيس الحكومة اسماعيل الازهري يسافر الى مدن السودان فيستقبل استقبالات حاشدة يحمل الناس فيها الاعلام وينادون بهتاف الله اكبر ولله والحمد وعاش السودان حراً مستقلاً.

وتقررفتح البرلمان في مارس عام 1954م رسمياً وقررت الحركة الاستقلالية مقابلة المدعوين للاحتفالات واستقبالهم لتسمعهم صوت الاستقلال وكان ضمن المدعوين اللواء محمد نجيب وقرر الاستقلاليون بقيادة حزب الامة مقابلة محمد نجيب في المطار ليسمعوه صوتهم ولكن حاول المشرفون عن الاحتفال تغيير خط سير محمد نجيب حتى لايرى الحشد الاستقلالي ولكن قرر الاستقلاليون بقيادة الامير عبدالله نقد الله ان يذهبوا الى القصر ليسمعوا الرئىس نجيب صوتهم ولكن السلطات الامنية حاولت منعهم من مواصلة السير فوقع صدام مؤسف ادى الى ابطال المناسبة نفسها وكانت هي حوادث مارس عام 1954م استشهد فيها عدد كبيرمن الانصار وحزب الامة.

ولكن حوادث مارس مع مرارتها وعنفها لم تجرف الصراع السوداني من خطه السياسي فاستمرت الحركة الاستقلالية واتسعت قواعدها وقوى عودها وانضم اليها عدد من الجماعات والنقابات والاتحادات.

هكذا أطل عام 1955م ليجد ان الحركة الاستقلالية قد صارت هي التيار الاقوى في الشارع السوداني، وتم رفع العلم في اول يناير عام 1956م بواسطة الرئيس اسماعيل الازهري والسيد محمد احمد محجوب زعيم المعارضة وهنا كان اجماع القوى السياسية بعد هذا العناء.

وعندما يكتب تاريخ السودان بصورة صحيحة سوف يتضح جلياً ان استقلال السودان لم يكن منحة من الانجليز أو المصريين كما يزعم البعض ولم يأت صدفة دون عناء وجهاد كما يتوهم آخرون انما تحقق نتيجة كفاح بالاموال والانفس وعرق الجبين خاصة رجال معروفون باسمائهم واعمالهم وسوف يأتي اليوم الذي يعود فيه الحق لاهله وتسمى الاشياء باسمائها ويوضع حدٍ لهذه المغالطات التي افرزها الحقد والحسد.


Post: #100
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 12:52 PM
Parent: #99

Sayyid Abd Al-Rahman Al-Mahdi: A Master of Manipulation Manipulated, 1935–44 byHassan Ahmed Ibrahim
Notwithstanding the strenuous diplomatic effort of ‘Abd al-Rahman al-Mahdi to patch his strained relations with Britain, these relations deteriorated to an unprecedented level during the closing decade of the Condominium Period (1947–56). The British resolutely and systematically distanced themselves from the Sayyid, and finally dropped him in favour of their former arch-enemy, turned friend, Isma’il al-Azhari. In a quick tit for tat, the Sayyid took advantage of a significant shift in the Egyptians’ attitude towards the Sudan Question to strike a deal with them that embarrassed the British and provided the framework for the historic 12 February 1953 Anglo-Egyptian Agreement on the Sudan. This article explores the underlying factors for these dramatic developments and studies their impact on the country, the neo-Mahdist movement and its frustrated leader.
Policing the Poor in the Late Ottoman Empire by Ferdan Ergut Middle Eastern Studies
Abstracts of articles in Issue 38.2
_________________________
.

It was not until 1919, well after the First World War, that the first civilian provincial governor was appointed, while a large number of engineers, doctors, and even judges continued to be drawn from the army. The country as a whole was put under martial law until 1926 when a civilian was for the first time appointed to the post of Governor General.

The British administration of the Sudan found it expedient to establish a purely Sudanese army to replace the Egyptian Army of conquest. The Sudan Defence Force, as it was called, was established in 1925. Soldiers took an oath of allegiance to the Governor General and not to the Khedive of Egypt as had been the practice. Until the Military College, which had been closed down in 1924, was reopened two decades later, the officers of the SDF were promoted, under close supervision and control of British Commanders and general staff, from among the ranks. The result was that the SDF, far from being a seedbed of nationalist rebellion or a source of resistance to the regime, became one of the most dependable prods of the British colonial administration in the Sudan, and beyond.15

What induced the British to make the SDF the professional, if comparatively small, army which it was commonly recognized to be? One consideration was the Sudan's pivotal position between Britain's strategic interests in East Africa and the Middle East - particularly in Egypt and the Suez Canal area. The loss of the Indian Army to the Imperial Defence System after the Second World War provided another reason for the maintenance of the SDF as an efficient military machine. And this became even more important in view of the reluctance of Mr. Attlee's Labour Government to offset the loss of the Indian Army by an equivalent commitment of British troops at home.16

The SDF effectively fought the Italians in Abyssinia and made an even more significant contribution to the North African campaigns of 1942. The experience which was thus gained in the battlefield, coupled with the appointment and promotion of some seventy Sudanese officers during the war and the progressive "Sudanisation" of the officer corps in the following years - particularly during the transitional period, 1953-1955, which preceded independence and witnessed the Sudanisation of the entire SDF as well as the judiciary and the civil service17 - had the effect of making the Sudan "the one African country south of the Sahara to emerge from the colonial period with a modern military establishment possessing the attributes of an independent national army."18 When the Sudan became independent on 1 January 1956, it was equipped with a professional and apparently apolitical army, a well developed civil service with a reputation for efficiency and incorruptibility, and a parliamentary system which enjoyed the confidence of the people and their leaders.
CIVIL-MILITARY RELATIONS IN THE SUDAN

Dr. Mom Kou Nhial Arou
November 1999


Post: #101
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 02:05 PM
Parent: #100

ان مسؤولية الحزب او بعض تياراته فى الانقلاب لا يمكن انكارها
" مرجع : وثائق حزب الأمة"
هذا عن سؤالك الثاني المتعلق بمسؤولية الحزب عن تسليم السلطة لعبود ، هذا النص اعلاه مأخوذ من ارشيف الحزب ، هل يكفي ؟ اذن دعني اطلعك على وجهة نظري المعرفة للحزب منذ 1997م والمتمثلة فى ضرورة الاعتراف الكامل عن وزر انقلاب عبود نوفمبر 1958م ، فتيارات الحزب التى سلمت السلطة كانت تمثله على اعلى المستويات الرسمية والحزبية ، ولا يجوز تعليق الفشل على عبدالله خليل وحده ، فالرجل يبقي فى التاريخ كسكرتير عام للحزب .
اما عن السؤال الأول فبامكاني القول أن ما نشرته انا هنا باللغتين الانجليزية والعربية يلقي بالضوء على طبيعة المرحلة داخليا واقليميا ودوليا ، ورغم تنافر المعلومات وتضادها فى بعض الأحيان ، لكن بالمقدور تكوين فكرة عامة عن التوجهات التى وسمت ثورة 1924م _ وانا انظر اليها الآن فى سياقها التاريخي وما كان يمكن ان يتفرع عنها فى حال نجاحها _ كما لا يفوتني ابدا ان اتوقف عند النقاط التى اثيرت بواسطة حسن عابدين وفات عليك ايرادها حول نشأة قوة دفاع السودان وطبيعة عملها والمراد لها تحقيقه ، نقاط مشابهة أوردت فى بحث مبارك عثمان الشي ومبحث
Dr. Mom Kou Nhial Arou
وبطبيعة الحال ، اذا ما اضيفت هذه المراجع الى المراجع التى تفضلت انت بنشرها ، فانها لا تخلّف أى ظن بترجيح رأى قاطع حيال خيانة الامام عبدالرحمن المهدي لثورة 1924م ، ولا يمكن ايضا تغليب اعتقاد بدوره الوطني فيها ، فاختلاف المصادر وتنوعها مع تسليطها الضوء على معطيات ذلك الزمن تجعل الشك وحده حيال مصادري ومصادرك هو المرجح ، لكن بالنظر الى نتائج كثيرة ، واعمال متعددة قام بها الامام عبدالرحمن المهدي ولم تحاول الرد عليها وتجاوزتها تماما ، سيتسني لنا أن نعيد قراءة التاريخ متساوقا مع العوامل الظرفية التى حكمته وتلك الاخري التى صبغت حركة السيد عبدالرحمن الوطنية ، فهلا تجيب لى _ استنادا على المنطق _ على الدوافع التى حدت بنفس الرجل المأجور الخائن لتشييد معهد القرش الصناعي وشراء بيوت للطلاب السودانيين فى لندن ، وبناء اكثر من 150 مدرسة وزاوية ، وحضانة الحركة الثقافية والفنية فى السودان ، والام أفضت النتائج النهائية لخيانات الرجل ؟
ان التاريخ لا يمكن النظر له فى اطاره التاريخي فحسب ، اذ لابد من استنباط طرق حداثية لقراءته بحيث لا تكون قراءاتنا له محصورة فى الشكل الذى كتب به فقط ، كما لا يمكن النظر اليه بصورة مجتزأة متشظية ، لابد من معاينته فى صورته الكاملة وبدراسة عناصره ومكوناته كافة للوصول الى نتائج سليمة ، ولعل هذا ما حدا بمؤرخين لاحقين لكتابة تواريخ كثيرة منها التاريخ الاسلامي نفسه ، ليس لأن المصادر الاولى أخفقت فى رصد الظواهر كلها ، انما لأنها اجتهدت فى اطارها الزمني الذى لا يمكنّها من الاحاطة بعناصر شاملة ( ورؤيته _ اى التاريخ_ من خارج دوائره الزمنية ) فضلا عن جانب مهم جدا هو الآليات التى نستعملها فى رصد التاريخ ، ولا يمكن قطعا لمؤرخ او كاتب انكب على رصد ( المرحلة الراهنة فى 1920 م مثلا ) ان تتوافر له الآليات العقلية والمنطقية والحيادية والرؤية _ من الخارج _ التى نتمتع بها انا وانت الآن ، عدا عن الامكانية المتوفرة الآن لقراءة التاريخ فى أضواء جديدة بالنظر الى النتائج النهائية التى تحققت . والآن هل لك أن تؤكد لى أن خيانات السيد عبدالرحمن أفضت لأية نتيجة محسوسة على صعيد الاستقلال او ضرب الحركة الوطنية او (تجهيل) الناس او تعطيل التنمية ؟ لا أشك مطلقا فى صحة مصادرك ، كما لا يمكنني الزعم بأننى حرفت كلمة واحدة فى مصادري لاحراز نقاط ، فالسجال هنا لا يراد منه تحقيق ظفر ذاتي او مكسب شخصي ، بقدرما تتجه الجهود المشتركة لاعادة قراءة التاريخ بعيون جديدة ، ولا بأس ابدا فى ان نتفق على بعض النقاط الايجابية هنا ، والاخفاقات هنا ، وبالامكان ايضا الوصول الى حد ادني من الاتفاق فى ان الامام اخطأ فى بعض الجوانب ، لكن هذه الاخطاء تندرج تحت بند اختلاف الوسائل لتحقيق غاية كبري لجميع السودانيين هى الاستقلال ، وبامكاني احالتك الى ما قاله هو ( لو انت عايز من واحد ماية جنيه واعطاك خمسين فهل حترجعها ليهو وتقول ليهو يا تديني ليها كاملة يا بلاش ، ولا حتاخدها وتطالب بالباقي؟) وهذا ما فعلته فصائل فلسطينية حيال الاحتلال الاسرائيلي _ من خلال اوسلو _ فهل خوّنتها فصائل المقاومة ؟
أما السؤال الثالث المتعلق بمشاركة جيش الامة فى هجوم _ او رد هجوم _ على قوات التجمع فأقسم لك بأنه لا علم لى ابدا بهذا ، لكن فى حال حدوثه _ او حدوث أى امر مماثل _ فانه لن يلقي مني سوي الادانة الصارمة ، وسأجاهر بادانتي الصريحة لحزبي على رؤوس الاشهاد ، فالامر مرفوض من قبلي تماما ، وهؤلاء الذين يناضلون على التخوم الشرقية هم رفاق نضال ، واعرف منهم الكثيرين ، ويكفي لأن أشير الى واحد منهم هو الشهيد نصر الدين الرشيد الذى استشهد فى 1997م ، ولن اضطر فى يوم لخيانة دمائه حتى لو صبّ ذلك لجهة حزب الامة ، لكن ما الضير فى ان تزودني بمعلومات تفصيلية عن ذلك الحدث ، فعلي صعيدي الشخصي ، هذه هى المرة الاولي التي يتنامي الى سمعي مشاركة جيش الامة للتحرير فى ذلك .
النقد الذى وجهته لامارة عبدالرحمن الصادق المهدي على جيش الامة ، نشاركك فيه ، ونعتقد جازمين أن العميد / احمد خالد ، كان رجلا يتمتع بكفاءة نادرة على الصعيد العسكري ، والحقيقة أن الاجراء الذى اتخذ بتنصيب عبدالرحمن قائدا للجيش لم يكن ديمقراطيا ابدا ، ولن اتورط فى الدفاع عنه ، وسواء أغضب هذا قيادات الحزب او لم يغضبها فانها مسؤولة عن تصرف مرفوض بكل المقاييس .
كما أن انتساب عدد من ابناء السيد الصادق للهياكل القيادية العليا هو محل نقد واسع من قبل كثيرين من شباب الحزب ، واثيرت هذه القضية داخليا اكثر من مرة ، ومهما دافع البعض عنها ، فانها تبقي نقطة سوداء لابد من تصحيحها ، على أننى هنا اؤكد بأن من حقهم كمواطنين سودانيين واعضاء فى الحزب الترشح للهياكل الققيادية ، اى ان اعتراضي منصب على اختيارهم السابق فى المكاتب الانتقالية ، اما نيلهم حاليا مناصب قيادية فى المكاتب الجديدة المنتخبة فلا اعتقد ان كائنا من كان سيشكك فى ديمقراطية الاجراء حتى لو اتى بكل اسرة الصادق طالما انه انتخاب حر ، وسأدعوك الى اعادة النظر فى المؤتمر لتكتشف ان واحدا من ابناء جيلي فى الجامعة هو الاخ الحبيب محمد زين آدم عديلة ، عضو فى المكتب السياسي كأصغر عضو مكتب سياسي فى الاحزاب السودانية ، عموما اخي عادل ما اثرته انت حيال تواجد ابناء الصادق يبقي مشروعا لك ولغيرك ، لكن اليس من الأمانة ان نشير ايضا الى انه بالرغم من هذه الاجراءات التى تعتبرها هنات ، الى ان حزب الامة هو الحزب الوحيد على الخارطة السياسية الذى عقد مؤتمرا عاما وانتخب قيادته بشكل شرعي يتوافق مع طروحاته الديمقراطية ؟ اليس من قبيل الانصاف أن تعتبرها عزيزي عادل قفزة بأكثر مما حققته الاحزاب الاخري ؟ ام ان الجهود كلها لابد ان تنصب فى تقديرك فى اتجاه تجريد حزب الامة من ذرة وطنية ومن ذرة ديمقراطية ؟
وسأعود لاحقا لمناقشة نقاط اخري تمت اثارتها فى هذا البوست
لكن قبل ان اذهب
الا زلت مصرا على ان حزب الامة بــ( محمد احمد محجوب ورفاقه ، والامير نقدالله ورفاقه ، وجماهيره ) حصان طروادة للحركة الوطنية التى تراها مبرأة من كل عيب الا عيب حزب الامة؟

Post: #102
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 02:46 PM
Parent: #101

أما بخصوص موافقة الصادق على وصف شهداء 1976م بالمرتزقة ، فانك تعيد قراءة الحادثات التاريخية خارج اطارها الظرفي مرة اخري
اولا ، الصادق لم يصف هؤلاء الشهداء بالمرتزقة
وثانيا اذا كنت تعني مصالحته النظام ، رغم ان نميري كان يردد ذلك القول فان الهدف الاسمي فى ذلك التاريخ هو انقاذ رقاب اخري من مناضلي حزب الامة من حبل المشنقة ، فهل كان الصادق حينئذ سيمضي وقته فى مناقشة ارتزاقهم من عدمه ام ان الحكمة والعقلانية كانت تملي عليه انقاذ مئات الرجال الذين اكتظت بهم سجون مايو فى انتظار الاعدام او على اقل تقدير مواجهة ظروف فى غاية السوء فى السجن بعد امضائهم سنوات فى الصحراء الليبية ، وعلى العموم انا اعتقد أن الوحيدين الذين يحق لهم مساءلة الصادق ومحاكمته فى ما لو أخطأ فى ذلك هم الذين شاركوا فعليا فى حمل السلاح والتدفق الى الخرطوم بنية تحريرها من نميري وعصابته ، وليس الآخرون

Post: #103
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Yassir Mahgoub
Date: 04-30-2003, 03:41 PM
Parent: #1

ياأخوان الكوتس الأخيره دي مطوله للغايه و شتت تركيزنا
(quotes)

Post: #104
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 04-30-2003, 04:50 PM
Parent: #103

العزيز ياسر محجوب
كم أنا آسف يا عزيزي كون هذه الاقتباسات ادت لتشتيت التفكير ، وسأتقاسم مع زميلي عبدالعاطي مسؤولية ذلك ، واعتذر منك يا اخي على هذا ، وأعدك بأن أعود للردود من دون اقتباسات
دمت

Post: #105
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 05-01-2003, 00:43 AM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخ خالد عويس شكرا على الردود و اتابع ايضا ما اوردتهمن مقاطع لكنك باورادك لها بكاملها تضيع على المتابع ماذا تريد منهاو يضيع قصدك في ختام الموضوع الطويل فالافضل ان تعمل
Qoutes
صغيرة عشان نقدر نتابع معكم الموضوع
بالنسبة لتعليقك ان ابني معك مؤسسات لمحو الامية فلن اكون حالما ازاء ذلك، فانا بشخصي الضعيف و بحزبي الذي امح الى ان يتحول الى حزب مؤثر في الساحة السودانية لن اتمكن من ذلك ببساطة لان ذلك هو مسئولية دولة و لن يستطيع اي حزب ان يقوم بها منفردا حتى لو كان في السلطة ناهيك ان يكون في المعارضة، و في ظل وجود سلطة تجعل من تجهيل الجماهير همها الاول تصبح مثل هذه الاشياء شبه مستحيلة، اذن الاولوية الاولى هي ازالة مثل هذه السلطة اولا و من ثم الشروع فيما نصحتني به

هناك نقطة ذكرها الاخ كمال وددت التعليق عليها قبل المواصلة في تساؤلاتي للاخ خالد عويس
لقد ذكرت يا اخ كمال ان حزب الامة ساهم في جمع القبائل في اطار آخر خارج اطار القبيلة في مرحلة ما و كان ذلك في كيان الانصار مستفيدا من فكرة المهدي المنتظر الفكرة المتجذرة في الوجدان الصوفي السوداني بشكل عام، لكن عجز قيادة حزب الامة في تقديم مشروع وطني يعبر عن آمال السودانيين المنضوين تحته على الاقل أدي الى هذا التفرق و العودة من جديد للقبيلة كملاذ لفشل المشروع القومي، و اعتقد ان حزب الامة يتحمل العبء الأكبر بكونه الحزب الممثل للسطلة في كل الفترات الديمقراطية، انا هنا لا اقلل من دور الكيزان او الاتحادي الديمقراطي لكن الكلام هنا عن حزب الامة

الاخ خالد عويس الذي حصل في المؤتمر الاخير مسرحية لتمرير و تقنين سلطة الفرد بكل ديكتاتوريتها، و هي مسرحية سيئة الاخراج حيث كان من الممكن تقديم مرشح وهمي أو رمزي ضد الصادق المهدي في الانتخابات كي يحصل الصادق على اغلبية معقولة فلنقل 80-90 في المية لكن حتى هذه النسبة لم تكن لترضي طموح الرجل في اقل من تصويت 100 المية، اذا كانت هذه ديمقراطية في نظرك فعلى الديمقراطيةالسلام و لنقنع بحكم البشير و الذي يفوز ضد مرشحين مضادين اذن

ايضا عندي لك سؤال آخر هل من نظام الجيش السوداني ان يقبل ضباط درسوا في دول اجنبية، على حد معلوماتي المتواضعة لا ، هل درس الملازم عبدالرحمن في السودان لا اعتقد و حسب معرفتي انه درس اكاديمية عسكرية في الاردن، كيف التحق بالجيش السوداني اذن، نحن نعرف ان هناك كورسات اضافية خارج السودان للضباط السودانيين بعد التخرج لكن التخرج في ذاته يكون في السودان
قد أكون مخطئا في هذه المعلومة و اذا كات خطئا فالرجاء التوضيح و لعل المتابعين ايضا لهم معلومات اضافية عن هذا الموضوع

في النهاية اضم صوتي للمنادين بضرورة خروج المثقفين السودانيين من الاحزاب الطائفية، و تكوينهم لاحزابهم خارجها، فالطائفة مؤسسة غير سياسية و هي مبنية على اساس ديني و لها قيادة تورث اسريا لذا فهي لن تكون مؤسسة تنتخب فيها القيادة انتخابا مهما حاول الاخ خالد اقناعنا بذلك مع احترامنا الشديد لخياراته
تحياتي

Post: #106
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-01-2003, 06:43 AM
Parent: #105

الاخ خالد

قتال وحدات من جيش "تحرير" الامة الي جانب قوات النظام ابان عملية كسلا البطولية عام 2000 ؛ حقيقة ؛ واذكر ان احد قيادات حزب الامة ؛ لا اتذكر بالضبط هل مادبو ام نقدالله ام ابو ؛ قد اكدها في حينها؛ وان زعم بان هذه الوحدات قد قررن لنفسها بنفسها ودون اشارة او اوامر من قيادة الحزب السياسية

ارتباطا بالادانة السياسية القاسية والهجوم العنيف الذي شنه الصادق المهدي علي العملية ؛ يمكن ان تفهم لماذا نسمي هذا الحزب حصان طروادة

ان تقاتل من كنت معاهم حتي الامس القريب مفترشا الارض ومقتسما اللقمة ؛ فهذه خيانة وخسة لا يفعلها الا الوضيعين ؟

هل حوسبت هذه الوحدات؟
هل فصلوا من حزب الامة ؟
هل سؤلوا عن اسباب ومغزي سلوكهم الوضيع ؟

السؤال موجه لك كونك تعرف الامور " من الداخل " وارجو ان لا تهمل هذا الامر

عادل

Post: #107
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: intehazy
Date: 05-01-2003, 08:07 AM
Parent: #1



ارجو من الدكتور امجد ان يوضح لنا من يقصد بالاحزاب الطائفية التي يجب ان يخرج منها المثقفين

حتى تتم الفائدة

Post: #108
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-01-2003, 02:36 PM
Parent: #107

قبل أن استطرد فى الردود على الاخ امجد والاخ عادل اود نشر رسالة وصلتني عبر المساينجر من واحد من اعضاء الحزب السابقين استأذنته فى نشرها تعميما للفائدة وتعميقا لأدب الحوار وتسليطا للضوء على زوايا مختلفة
واعذروني اذ اتحفظ على ايراد اسمه الى أن يأذن هو بذلك وان كنت اميل الى ان يشارك هو بنفسه فى هذا البوست لاستعراض تجربته فى حزب الامة ، وكنت اتمني عليه الا ينسحب من الحزب ، بل أن يبقي ويقاتل فى سبيل ما يراه صحيحا

الرسالة :


الخ العزيز خالد
لقد اعجبتني مداخلاتك في موضوع حزب الامه ولولا انني خرجت من منه قبل اسنوات قليله لما ترددت في الانضمام اليه اذا حزب الامه كما وصفت او اذا كان هناك ذلره من الامل لاصلاحه
لقد قضيت جل عمري بين اروقة الحزب ابتداء من الحركه الطالبيه بجمهورية مصر العربيه وبعد التخرج في امانة الشباب بمصر التي كنت امينا عاما لها وظللت عاملا الي ان توصلت لقناعه باستحالة الاصلاح من الداخل وتركت حزب الامه طائعا مختارا ما اجمل ان تقرا للصادق المهدي وما اوجعك حين تشهد تصرفاته لقد شهدت بام عيني مذبحة الديمقراطيه داخل الحزب ورايت كيف نصر الصادق المهدي مبارك علي معظم رجالات الحزب وهاهو مبارك يرد له الجميل رايت كيف شرد العميد احمد خالد ليحل محله عبدالرحمن الصادق رايت كيف يقرب الماحل ويبعد ذو الراي رايت ورايت
احدثك عن ماذا تصرفات مريم؟ام ساره ؟ام مبارك؟ ام عباس الفكي مدلل الحزب بلا اي كفاءه؟ احدثك عن تشريد دتجاني السيسي ومهدي داؤود الخليفه ؟ام عن عبدالرسول النور وصلاح جلال وكثير من مآسي الامه
اتمني ان انكون علي اتصال

Post: #109
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-01-2003, 03:23 PM
Parent: #1

الاخ خالد عويس جميل منك ان تساهم في اثراءالحوار
بشتي الطرق حتي وان كان ذلك يدعم ترسانه حجج واسانيد
عادل عبد العاطي..والذي احسب ان لسان حاله يردد
وشهد شاهد من اهلها،،،
المهم اخ خالدعندي بعض الملاحظات علي اداءومواقف السيد
الصادق المهدي منذ النصف الثاني من ستينات القرن
الماضي وهي مسيره عامره بالسلبيات والاخطاء والمتناقضات
والفرص الضائعه..وطالما المجال هنا مجال نقد وتقييم
سعيا للوصول لواقع سياسي صحي ومعافي ـ سأقوم بايرادها
بعيد عن مقاييس اما أبيض أو اسود.. أقول هذا وفي ذهني
ومن خلال قراء وتحليل تركيبتنا الاجتماعيه والدينيه
وواقعنا السياسي ـفي ذهني ان لحزب الامه وجماهيره دورا
كبيرا في مقتبل حياتنا السياسيه وعليه اري ان تراكم
الاخطاء التاريخيه والسلبيات الماثله تضاعف التحدي
امام المثقفيين والوطنيين امثالك في صراعهم من اجل
التطوير والتحديث..وارجوا الا تضيق بنقد وتقييم عادل
عبد العاطي وامثاله والذي اري انه يمثل لكم اضافه لا خصما خصوصا
وانت تعي تماما ان هناك في احزابنا التقليديه مراكز قوي تكرس
لترسيخ الامر الواقع و تسعي لكبح وفرمله اي اتجاه
للتحديث والتطوير والذي تراه تهديدالمصالحها ..اذن
هناك من يسعي لا ستخدام المثقفيين ديكورا للزينه
وللتباهي في السجال السياسي بأن حزبنا به كما من
المثقفيين والمستنيرين من دون اعطاء وزنا ودورامؤثرا داخل
المؤسسه..
اذن طريقكم طويل وشاق ويحتاج لصبر وصراع دؤوب من اجل
التغيير يحتاج ان تكونوا قوي نوعيه لا كما يزوب ويصبح
جزءا من النسيج الطائفي...
سأقوم لاحقا بايراد ملاحظاتي حول الصادق المهدي..

Post: #110
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-01-2003, 03:52 PM
Parent: #109

سخرت من تشكيكي فى المصادر التى أوردتها يا عادل وقلت أننى امارس التشكيك حيالها كونها اما كتبت بواسطة المستعمرين أنفسهم أو بواسطة اليسار او المصريين ، وانا اؤكد على تشكيكي حتى فى مصادر حزب الأمة ، فالحقيقة انه لا يمكن الوثوق ابدا بمصادر ذات مصلحة ، او على الاقل تري التاريخ من زاويتها ، وهذه هى معضلة التاريخ دائما ، ولا يمكن اعتبار أى تاريخ انساني تاريخا مبرأ تماما من الغرض والمصالح او على أسوأ الظن الفهم المرحلي لتعقيدات القضايا التاريخية ، والفخاخ المنصوبة هنا وهناك التى لا تمكن من استيعاب العناصر الكاملة المكوّنة لذلك التاريخ ، ولا غرابة فى أن كتابة التاريخ مستمرة الى الآن ، ليس بشأن تاريخنا فقط ، وانما كل التاريخ الانساني ، وكلما توافرت فرضيات جديدة ، ومعطيات فكرية وعقلانية حديثة بادر البعض الى اعادة النظر فى التاريخ ، ولعلك تتفق معي الى حد ما ، أن حوارنا هذا ، وحوارات كثيرة عن الراهن السوداني ستكون جزء من التاريخ السوداني ، وسيحرص الاسلاميون مثلا على كتابة التاريخ بالشكل الذى يبرر للانقاذ ، وسيحرص المعارضون _ كل من زاويته _ على تسجيل وقائع تنافي تماما ما كتبه الاسلاميون ، وسيتعين على اجيال لاحقة ان تقرأ كل المنتوج بعيون جديدة ، البعض سيقرأه مختزلا فى أن الانقاذ وحدها مسؤولة عن الفشل ، والبعض الآخر سيقرأه من زاوية الضغوط الدولية على الانقاذ واستخراج النفط ، وما يمر فيه الشرق الاوسط من احداث ، ذات صلة بتمدد الاسلام السياسي ، و(بن لادن) واخفاق الديمقراطية الثالثة ومدونات الاسلاميين عن ( وصول قرنق لحدود كوستي ) وغيرها ، فريق ثالث سيفترض شمولية الأزمة ، لن ينكر انحطاط الاحوال فى العهد الانقاذى بالطبع ، لكنه ، فى المقابل لن يتغافل عن ادانة المنظومات السياسية كافة ، ولن يتواني عن محاكمة الشعب السوداني كله كون الجميع شركاء فى عبء تاريخي ثقيل ولّد الأزمات واحدة تلو الأخري ، ولن يتعامي عن اعادة فرز التاريخ السوداني الحديث كله لاستنطاق عناصر الأزمة الشاملة ، فأى التواريخ هذه سيكون الأصدق ؟ وعلى ماذا ستعتمد مباحث الاجيال اللاحقة ، على النظرة الشمولية للأزمة ، أم على اجتزاء الحقبة الانقاذية ومحاكمتها منفردة ، أم على رؤية الانقاذ لنفسها ؟
الراجح فقط ، فى أن النظرات المختلفة التى سنتركها لأجيال قادمة ، ستحقن المستقبل حيال قراءة التاريخ بنفس الروح الحوارية التى تسم حواراتنا الآن ، ولن يتقرر النظر الى التاريخ بشكل واحدي وآحادي قاطع ، لكن سيتفق الجميع على ملامح عامة لهذا التاريخ مع الابقاء على عناصر اختلاف عديدة ، اذ سيتعذر حقا استنباط فرضية واحدة قاطعة بأن هذا هو الصحيح ، لأن نهر التاريخ الذى سبق هذا (الراهن) الذى سيكون بدوره تاريخا ، تشكل بهذا التنوع ، ليس عندنا ، وانما فى كل العالم !!
والآن ، فلننتقل الى نقطة أخري ، تتعلق بالممارسة الديمقراطية فى داخل الحزب أو حتي خارجه
أولا ، ينبغي التسليم بأن الديمقراطية التى تنشد لا تنشأ من القيادة فى اتجاه معاكس نحو القاعدة ، وليس مطلوبا منا أن نفصل الممارسة الديمقراطية عن سياقات أخري ، كمستوي الوعي الجماهيري عموما ، أو التركيبة الاجتماعية ، وطبيعة العلاقات القائمة فعلا فى مجتمع ما ، فضلا عن الأساليب التربوية المتبعة والمتجذرة فى الاعراف والتقاليد ، كما لا يجوز لنا غض الطرف عن معاينة أشكال الانتماء الديني والعرقي والسياسي والمجتمعي فى مجتمع لا زالت تسوده روح البداوة ، وقيّم القبيلة وشعائرها الاجتماعية ، التى تعزز دور _ الفرد البطل _ وتهمّش دور المجموعة فى الغالب
ثانيا ، لا يمكن عزل هذه العناصر كلها عن فرضية التطور الطبيعي للحياة الديمقراطية الكاملة فى تاريخ الشعب السوداني ، وانكماش سقوف الوعي حيال الحقوق المدنية والقانونية والدستورية ، وضرورة الأخذ فى الاعتبار بالعوامل الموضوعية المتكاملة المؤدية للنهضة والارتقاء
ثالثا ، لا يعوزنا التأكيد على الدور التخريبي الذى قامت به الأنظمة الديكتاتورية فى تاريخ السودان لجهة تدمير بني الوعي بالديمقراطية ، وتعطيل نموها فى اتجاه تعميق وجودها
رابعا ، لا يمكن محاكمة تيار ما ، أو حركة سياسية واحدة ، عن اخفاق فى اتجاه الديمقراطي بمعزل عن الظروف والمعطيات والمكونات التى سردتها فى النقاط الثلاث اعلاه .
رغما عن ذلك ، بامكاني القول _ وهذا فى سياق ردي على أمجد _ بأن هامش الديمقراطية الذى تمتع به حزب الامة (الطائفي المتخلف الرجعي ) من خلال مؤتمره الاخير ، لم يتمتع به أى حزب آخر حتي (حزبك يا امج) منذ الستينات ، فهل من يراهن على خطأ هذه المعلومة ؟!
ولست أشكك هنا فى وطنية هذه الاحزاب ، او رغبة الكثيرين فيها فى الاصلاح والترقية ، ولا اعزل معضلة عدم اقدامها على عقد مؤتمرات عن الظروف المحيطة وفى مقدمتها تكالب المؤسسة العسكرية مدعومة بأحزاب _ كان من بينها حزب الامة فى 1958م _ على الحياة السياسية السودانية وحكمها السودان طيلة _ ست سنوات لعبود ، وستة عشر اخري لنميري وأربعة عشر للبشير _ مانعة النمو الطبيعي للديمقراطية فى داخل الاحزاب ، هذا غير المعطيات المجتمعية والثقافية و(التربوية) التى تتجاهلها عزيزي امجد ، ولنكن أكثر دقة لنتساءل بالصوت العالي : أىّ حزب سياسي فى السودان من الاحزاب التاريخية المعروفة يمينا ووسطا ويسارا يحظي بقيادة تقل فى عمرها عن عمر الصادق المهدي أو بقت على سدة القيادة سنوات تقل عن سنواته ، والحقيقة أننا سنخوض فى جدل عقيم لو حكمنا على الامور بمنطق السن وحده رغم مشروعيته فى بعض الأوجه ، اذن علينا أن نتجه لمحاكمة الرجل بناء على العطاء الفكري ، لا يجادل الا مكابر أو مفتقد للمنطق فى أن المنتوج الفكري لحزب الامة فى عقد التسعينات فاق أى منتوج آخر لأى حزب سياسي آخر فى الساحة (ولعل هذا عزيزي عبدالعاطي ما جذب السيد أمين مكي مدني) ، وهذا المنتوج بالأساس استند على الصادق المهدي ، وان كان من عيب كبير فى هذا الامر فهو لا يعزي للمهدي ، انما هو الكسل الذهني والفكري الشنيع الذى يسم مثقفي الحزب وقياداته ، لكن ماذا عن باقي الأحزاب ؟!
تقول عزيزي أمجد أن المؤتمر الأخير "مسرحية هزيلة" وسيئة الاخراج ، سأتفق معك تجاوزا لخلاف قد لا يكون موضوعيا ، ولن أسلّم بيقين كامل بديمقراطية الاجراء ، لكن ، طالما اتفقنا على أن هناك مسرحية على الاقل ، واتيح لها شكل من اشكال الاخراج على أى حال فمن باب أولي أن نتساءل عن احزاب اخري لم تدلف الى المسرح من اساسه ، ولم تتمتع باخراج سيء او نظيف ، ومرة اخري لا اعزل هذا عن معطيات كاملة ، لكنني الفت فقط الى أن الحزب بمؤتمره الاخير قد عقد مرانا ديمقراطيا بأكثر مما فعل الباقون فى الاحزاب الاخري ، وعلى اقل تقدير فان (مزاجا ديمقراطيا من نوع ما ، بات متوفرا فى الحزب) .
عن عبدالرحمن الصادق المهدي ، ودراسته فى الخارج ، اقول بأنني لست ضليعا فى الشؤون العسكرية والانتساب للكليات العسكرية ، كما انني هنا لا ادافع عن اسرة الصادق المهدي ابدا ، وان كنت اقرّ بحقها فى ممارسة العمل السياسي والتمتع بكافة المزايا التى نتمتع بها نحن منسوبو الحزب ، طالما أن هناك _ عطاء _ وهذا هو الفيصل ، وذلك امر لجماهير الحزب ان تقدره على الا ننظر للأمر فى خارج سياقه الطبيعي فما من احد بمقدوره تأكيد ان جماهير الحزب _ كسائر الشعب السوداني _ باتت تتمتع بالحس الديمقراطي العميق والقدرة على تقييم الامور تقييما واعيا بدرجة تبعد شبهات الكاريزما والاعجاب بأسر بعينها ، غير أن المؤكد أن حراكا ما حدث فى هذا الاتجاه ويكفي أن سليل أسرة كبيرة _ كالأمير نقدالله _ وهو قريب لآل المهدي ، لم ينجح فى تولي الامانة العامة التى ذهبت للدكتور عبدالنبي على احمد وهو الآخر لا نقلل من دوره الوطني والنضالي وقدراته التنظيمية .
واذا حدث أن فشل نقدالله فى ان يتولي الامانة العامة هذه المرة فما الذى يمنع فشل الصادق المهدي فى تولى الرئاسة فى المؤتمر القادم ؟ الا تتفق معي امجد فى ان عقد المؤتمر فى حد ذاته ، وقدرتنا على عقد مؤتمرات مماثلة ودورية ، يشكل نقلة نوعية ويجعل الامور تسير فى مسارها الطبيعي ؟!
دعني أختلف معك فى مسألة خروج المثقفين من الاحزاب الطائفية ، _ كما لا يمكن انكار أن القيادة الشبابية التى تقود هيئة شؤون الانصار حاليا هى مجموعة مثقفة وقادرة على احداث تغيير جذري فى ما لو تطابقت مدوناتها المكتوبة المنشورة هنا "الطائفية تتحدث" مع أعمالها القادمة _ ، وطالما أن الحزب حقق نوعا من التقدم :
اولا اصبحت للحزب مرجعية فكرية ، بل انه كان الاكثر حيوية فكرية طيلة العقد الماضي
ثانيا بات تواجد النخب الجامعية والثقافية فى الحزب امرا اعتياديا ، يكسر تماما دعاوي الطائفية والجمود
ثالثا أصبحنا نسمع ونري برؤي نقدية صارمة ضد القيادة وضد التاريخ من قبل مثقفي الحزب الشبان ، ما سيجعل القيادة نفسها تستجيب للضغط من ناحية ، وسيبسط قدرا من الحراك بالنسبة لهؤلاء الشبان من ناحية ثانية ، ولك ان تعلم ان عضوية الحزب فى جامعة الخرطوم فى 1999م بلغت الفا ومائتين من الطلاب والطالبات
رابعا المخاض الذى يشهده حزب الامة ، وأسفر عن ردات جهوية ومناطقية ، كما اسفر عن خروج مبارك وجماعته للالتحاق بالسلطة ، بدأ يذوب لجهة صراع بين تيارين كبيرين فى الحزب ، تيار اقرب ما يكون للرؤية الدينية وآخر اقرب ما يكون للرؤية العلمانية
خامسا لا يمكن انكار ان الحزب تحرّك مؤخرا _ فى التسعينات _ من اليمين الفكري (او يمين الوسط) الى الوسط وان مثلّت بعض تياراته يسار الوسط
وأخيرا عزيزي امجد ، هل تري حزبك وبقية الاحزاب معافاة تماما وغير مسؤولة عن الخراب الشامل الذى حاق بالسودان حتي ينسلخ المثقفون عن الاحزاب الطائفية ويلتحقون بها ؟
انها هى الاخري تواجه اشكالات فكرية عميقة ، وسياسية اعمق .
عزيزي دعنا نري المسألة بتجرد ومسؤولية ، فالمشكلة ليست فى ابدال المواقع بل ترقية تلك المواقع كلها ، والشعور بمسؤولية حازمة تجاه قضايانا كلها بدء من (الامية ) وهى مسؤولية جماعية وهذا ما قصدته فى ردي عليك ، مرورا باصلاح احزابنا كلها نهاية بالديمقراطية والحرية والتنمية وقسمة السلطة والثروة .
عزيزي عادل ، مرة اخري راوغت عن الاجابة عن تساؤلاتي الكثيرة فى البوستات السابقة وحاولت التركيز على موضوع واحد!!
ارجو أن تعيد قراءة البوستات لتجيب ، فاختلاف الرأى بموضوعية وعقلانية سيفيدنا كثيرا ويصبغ المشهد السياسي بحيوية فكرية
بخصوص عملية الجيش ، واضح من كلامك ان هناك تضارب حولها ، وان جزمت مثلا بأن الامير نقدالله هو من نفي تلقي العسكريين اوامر من القيادة السياسية ، فسيصار الى اتهام الامير نقدالله اما بممارسة الكذب والتنكر لكل مبادئه ، او تمتعه بنوع فريد من الغباء لعدم اطلاعه على مجريات الامور داخل حزبه ، فالي اى الامرين تميل ؟
ولن اتهرب بالطبع ابدا عن الاجابة على اسئلتك ( واطالبك فى المقابل بالاجابة على اسئلتي السابقة) .
سبق ان ذكرت بأن هذا الامر مرفوض بكل المقاييس ، ومدان بالكامل فى حال صحة حدوثه ، أما المحاسبة ، فلأني لست مطلعا على الواقعة ، سأسعي للوثوق منها ومتابعة ما جري حيال هؤلاء .

الاخ كمال عباس
مرحبا بكل طروحاتك وارائك النقدية
ولم ولن يضيق صدري ابدا من آراء عادل عبدالعاطي بل علي العكس انا سعيد بأن ينبري مثقفون لنقد حزب الامة ، فهذا الامر لا تتصور كم هو مفيد
يا عزيزي انا مؤمن ايمانا عميقا بالديمقراطية ، واترفع دائما عن الخوض فى امور لا تضيف لتجربتنا الجمعية شيئا ، اما عادل عبدالعاطي فهو حالة اخري ، اختلفنا او اتفقنا معه ، لابد ان نحترم ثراءه المعرفي وجديته فى بحث التاريخ
فقط اختلفت معه لأنني اري الامور من زاوية اخري
وصدقني عزيزي كمال لن استاء ابدا اذا تحقق للاخ عادل ابراز ادلة قاطعة غير قابلة للشك فى خيانة حزب الامة وعمالته ، فأنا للحق أميّل من ميلي لحزب الامة
والسودان اولا واخيرا
وليس حزب الامة

Post: #114
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-01-2003, 06:25 PM
Parent: #110

أما بالنسبة للاستاذ أمين مكي مدني
فيسرني أن أقرأ له مقالات للحقيقة والتاريخ يكشف من خلالها تفاصيل انضمامه لحزب الأمة وحيثيات تقديمه الاستقالة
الا تتفق معى عادل فى ان المشافهة افسدت ارثنا السياسي
لكي يتسني لى كمنتسب للحزب ، او لغيري من منتسبي حزب الامة ، او غيره من الاحزاب ، نحتاج بالفعل لتوثيق تجارب كثيرة
التوثيق هو جزء من اعطاء التجربة ككل ملامح متعددة

Post: #115
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-01-2003, 07:11 PM
Parent: #114

سلام خالد والجميع

اعتقد ان كلام الاخ كمال صحيح ؛ وان ما اوردت من شهادات ؛ اذا تمت قرائتها بتمعن ؛ فهي تذهب الي اثبات تحليلي ؛<اكثر مما تدعم موقفك ؛ و في كل الاحوال فرغم ضرورة التشكيك المنهجي في المراجع وفي طرق كتابة التاريخ ؛ الا انه يظل واضحا ان موقف السادة الثلاثة من حركة 1924 قد كان طعنة في الظهر وتخذيلا ؛ بل اني اذهب اكثر واقول ان تاسيس الاتحاد السوداني واللواء الابيض قد كانا نتيجتان مباشرتان لاتجاه الولاء والدعم والتاييد المطلق الذي سارت عليه القيادات الطائفية والفبلية تجاه الادارة الاستعمارية

-راجع مقال عبدالله الفاضل المنشور في هذا البوست -

Post: #116
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-01-2003, 07:24 PM
Parent: #115

الاخ عادل
كمال كان يقصد نشري لرسالة الاخ الذى انسلخ من حزب الامة
اما المراجع التاريخية باللغتين التى اوردتها اعلاه ، فانني اظن _ وبعض الظن اثم _ انك لم تتوافر عليها بشكل دقيق ما دفعك للاعتقاد بأنها تدعم حججك
ارجو ان تتح لك فرصة لقرائتها _ رغما عن طولها _ كي تتأكد من تضاد المراجع وميل بعضها لدعم حججي

Post: #117
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 05-01-2003, 07:44 PM
Parent: #1

سلام جميعا
الاخ انتهازي
انا اقصد بالاحزاب الطائفية حزب الامة و الحزب الاتحادي الديمقراطي و لكن هنا الحديث في هذا المنبر عن حزب الامة فلم ارغب في توسيع النقاش الى الاتحادي حاليا
الاخ خالد عويس د
شكرا على الردود الوافية
كنت اود ان اذكر لك معلومة بسيطة و هي انا عضو في حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق و هي تنظيم لم يكن موجودا في الستينات من هذا القرن، أنا آسف لاني لم اذكر لك انتمائي السياسي في بداية ردودي على مساهماتك القيمة
بالمناسبة انا حقا اتمنى لك النجاح في مساعيك لتحويل حزب الامة الى منظمة ديمقراطية حقيقية، لكني بهذا النقاش معك وددت ان أوضح صعوبة او قل استحالة حدوث هذا التغيير في حزب طائفي، و كما ذكرت لك سابقا ان التطور الذي يحدث داخل الاحزاب الطائفية هو تطور سلبي، يعني تطور في الاتجاه المعادي للديمقراطية، فبعد ان كان زعيم الطائفة راعي الحزب المعنوي، صار هو الرئيس المباشر للحزب، وهذا يجعل من الصعب انتخابه لان قاعدته و الانتخابية داخل الحزب أكبر من من اي مرشح آخر لذا فان عملية زعامة الحزب عملية محسومة سلفا، و السلطة المطلقة فساد مطلق في النهاية الا تتفق معي انه لا يمكن ان يدخل شخص في سباق انتخابي مع آل المهدي داخل حزب معظم عضويته من طائفة الانصار و ينتصر
اذن هو في النهاية حزب مبني على ولاء غير سياسي بل طائفي
و انا هنا أود ان اثبت نقطة اساسية و هي انني لست ضد الطائفة كمؤسسة دينية و لكني ضد ان تتحول الطائفة الى حزب سياسي لان ذلك يضر العملية السياسية و تطور الديمقراطية في السودان أيما ضرر
تحياتي

Post: #119
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: محمد حلا
Date: 05-02-2003, 03:50 AM
Parent: #1

الأخ عادل
حقيقة ما تقدمه من مساهمة مقدرة، ونتمنى ان تضع بعض الهوامش لبعض المراجع خاصة التي تتعلق ببعض المعومات التاريخية فقط للتحقق حتى نستخدم المعلومة القيمة الواردة في مساهماتك

اما بخصوص الذين لا يعيشون الا عبيدا لغيرهم ولا يكتبون إلا نكرات تحت اسماء مستعارة ، لا يستحقون الرد على الانزلاق الذي اساء فيه الاخ الهادي لنفسه كثيرا.. لان الحديث عن الاسياد وكون جابوها جدودهم
تعالوا نفند التاريخ
من هم القادة الميدانيين للثورة المهدية الذين خاضوا ضمار الحرب ، الثورة المهدية ليست ثورة رجل واحد .. ارجو الرجوع لكتاب تاريخ السودان الحديث للبروف محمد سعيد القدال .. ولكن الذين ليس لهم من المعرفة الا المشافهة في ونسات حوش الخليفة لماذا يستهلكوا وقت المهتمين في نسب لا يقدم لشعبنا شيء ووحده بيت المهدي بين الصادق ومبارك من نشر الغسيل ما خجل لهم عنه الشعب السوداني الذي لم يقبله من اي فرد عادي ناهيك عن رموز اجتماعية وسياسية مثلهم
حزب الامة مرحلة تجاوزها ات وما التحولات الاخيرة الا بداية تغيير كبيرة ستعصف في نهايتها بكل قديم وان تقدم الجديد.. نشوف
The time will tell everything

Post: #120
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 04:13 AM
Parent: #119

الاخ خالد

كتبت لك ردا طويلا من عدة صفحات ؛ ولكن جهازي تمرد - ربما احتجاحا هلي معاملتي له - واكل الرد وذهب به الي خبر كان

ما علينا


اؤكد لك الاتي
1- رغم صعوبة ان اواصل السرد التاريخي الذي وعدت به اعضاء البورد ؛ وان ارد علي اسهاماتك القيمة والمسهبة ؛ والتي يغري كل سطر فيها بحوار مفصل ؛ ورغما عن رغبتي الجارفة بحوار معمق مع الاخ كمال عباس ؛ وتاخري عن ذلك كل يوم ؛ والتزامات العمل والاسرة الخ الخ ؛ فاني اوعدك بان ارد علي كل سؤال وجهته لي ؛< فعليك بالصبر ؛ وستعرف ان عندي بعض المثابرة
2- حديثك عن الاحزاب ؛ وعن حزب الامة ؛ بانه الوحيد الذي يعقد مؤنمرات ؛ غير صحيح ؛ فحركة حق مثلا ؛ وهي تاسست منذ 7 سنوات ؛ غقدت اربعة مؤتمرات عامة حتي الان ؛ والتحالف الوطني السوداني ؛ والذي تاسس منذ 8 سنوات ؛ عقد مؤتمرين عامين ؛ فما رايك ؛ ام ان هذه ليست احزاب ؛ او احزاب صغيرة لا ترقي لمصاف الاحزاب ؟
3- قرات بدقة وتركيز كل ما قمت باعادة نشره من مقالات ومقاطع ؛ وكنت قد قرات بعضها من قبل ؛ وحسب ما تسمح لي عربيتي وانجليزيتي الكحيانات ؛ فقد رايت فيها ما رايت ؛ واذا توفر الوقت ؛ فساقوم باثبات ذلك
4- احي فيك نشر خطاب الاخ العضو السابق ؛ وكنت اتمني ان تقوم بنشر المقالاات التي تحدثت عنها ونشرتها في جرائد عربية عن الاصلاح في حزب الامة ؛ دااخل هذا البوست ؛ حتي تعم الفائدة
5- لي رجعة ؛ وتحياتي للجميع

عادل

Post: #121
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 04:22 AM
Parent: #120

هذا رد كتبته لاخت عضوة في حزب الامة ارسلت لي رسالة وقالت انها ليست للنشر ؛ وكان من بينها توضيحات عن شحص الاخ عبدالله الفاضل ؛ الامر الذي جعلني اقوم بتصحيح بعض ما قلت عنه في مكانه ؛ انشر ردي تعميما للفائدة

--------

الاخت - ......

تحية طيبة ؛

جميل ان بدات خطابك بما درج عليه الامام المهدي؛ والذي اوده واحبه واقيمه عاليا؛ كثائر سوداني واحد مؤسسي الوطنية السودانية الحديثة ؛ ويسعدني ان تتوفري علي سعة الافق ورحابة الصدر ما يجعلك تخاطبيني بعد كل كتابتي التي تعلمين؛ ورايي الذي تعلمين؛ وغيره مما لا تعلمين ولكن لا بد انك تتوقعين.

يسرني ايضا انك تكتبي من موقعك كعضو في حزب الامة ؛ وليس من انتمائك للاسرة "السعيدة"؛ والسعادة يا اختي من نصيب من يولدون وهم " سادة" ؛ ومن يتربعوا علي قيادة حزب مدة اربعون عاما؛ ثم تجمع في يدهم السلطة الروحية والسياسية ؛ ومن يكون اول عمل جاد لهم هو رئاسة الوزارة؛ ومن يدخل ابنائهم وبناتهن بالجملة المكتب السياسي للحزب. ولا انتقص مما قاموا به من نضالات ؛ ولكن القاعدة هي الاسراع عند المغرم والخف عند المغنم ؛ فما بالك بحزب تحتل مكتبه السياسي مجموعة من بيت واحد؟ وهل هم الوحيدين ممن قدموا؛ فحسب علمي يحتوي الحزب علي مئات الالاف ؛ وقال البعض بل مليون من الاعضاء؛ فهل راحت تضحياتهم هباء؟!

معذرة علي هذه اللغة الحادة؛ والتي لا تتناسب مع لطفك ؛ ولكن الحق احق بان يقال؛ من المجاملات التي لا تاتي بشي ؛ واصدقك القول باني لم اكن اتوقع الكثير من مؤتمر حزب الامة؛ ولكن مجراه وما تم فيه؛ قد كان صدمة حتي لشخصي الضعيف؛ ممن يتهمني البعض بان لي عداءا مستحكما تجاه الطائفية ؛ وليس هو بالعداء؛ وانما هي رغبة حقيقية في ان تتجاوز بلادنا عقلية القرن ال19 واستلاب الانسان ؛ الي عقلية القرن ال21 ؛ وحرية الانسان؛ حيث الكل سادة ومواطنين؛ والشخص يقيم بعمله لا بنسبه.

الاخ عبدالله الفاضل اعرفه وقد كان لي معه اتصالات ومكاتبات؛ في العام 1996 ؛ ولكنه غالبا لا يذكرها؛ وان كنت اذكرها جيدا وموثقها جيدا؛ وذلك لما اسسنا لجنة لدعم العمل المسلح في بولندا ؛ واتصلنا به في لندن؛ وتحدثت معه اكثر من مرة؛ وبدأ لي شخصا لطيفا ومهذبا. رده الحالي ومساهمته في البورد ايضا تشي بذلك؛ وان كان قد جرفه الانفعال في مسالة افتراءات؛ وفي افتراضات اخري باني وضعت بوستا باسمه قبل ان يسجل ؛ مما ارسله لي في رسالة خاصة؛ وعندما اتضح خطئه لم يعتذر ؛ فهذا طبيعي في مثل هذه الحوارات؛ وانا يجرفني الانفعال مرات اكثر واكثر ؛ فلا ضير عليه لو انفعل مرة.

شهادتك للاخ عبدالله؛ تدعمها شهادة من عضو سابق بحزب الامة؛ له مرارات تجاه الحزب؛ ولكنه حكي ما قلت عن الرجل؛ واجد لزاما علي والحالة هذه؛ ان اعتذر للرجل علنيا؛ لاني اكون قد اسأت له بدون مبرر؛ ومهما كان الاختلاف فليس غرضي الاساءة الشخصية لاحد؛ خارج اطار الهم العام.

اما عن تقييم المؤتمر ؛ والجمع بين الامامة ورئاسة الحزب؛ وموقف الحزب من النظام؛ وغيرها؛ فلن اتطرق اليها ؛ ولكني اقول ان موقف رئيس الحزب اليوم؛ مناقض لموقفه في الستينات؛ حينما اراد اصلاحا للحزب و"والكيان" ؛ واجد في موقف الرافضين في حزب الامة؛ من التيارات " الضيقة" ؛ قربا من موقفه هو في الستينات؛ في صراعه ضد الامامة والجمود واليمينية والمحاقظة في الفكر والتوجه السياسي للحزب.

اما مسالة عنوان البوست؛ فهو عنوان صحفي؛ ولو لاحظت الي لغة البوست؛ فهو مكتوب بلغة صحفية اثارية مسلسلة ؛ وليست هي لغة مقالاتي المعتادة؛ لو اتيح لك الوقت وقرات بعضها؛ وقد اثار احداها عن مفهوم السودان الجديد؛ في العام 1998 غضب بعض اعضاؤكم في القاهرة؛ مما دعاهم الي ان " يشكوني" الي قيادة التنظيم الذي يفترضوا خضوعي له. ما علينا ؛ الكتابة بهذا الشكل هي كتابة سياسية في المقام الاول ؛ وليس كتابة معرفية ؛ وقد اضاف الاخ خالد والاستاذ كمال عباس ابعادا معرفية لهذا البوست؛ الذي بدا سياسيا؛ ولكن ازعم انه مع ذلك لم يصل الي درجة التزوير او الافتراء؛ مما اتهمت به؛ وتاتي قراءاتي متمشية مع قراءات من مواقع مختلفة؛ بعضها سودانية وغير سودانية؛ لمسيرة الحزب؛ ويكون الحديث هنا عن صحة القراءة ؛ اكثر منه عن صحة الوقائع .

حديثك ان الحركة الوطنية كانت مفككة ؛ ( ولم تكن قلعة ليخترقها حصان طروادة) فيه بعض الصحة ؛ وفيه محاولة تبرير ؛ فانا عندما اتحدث عن الحركة الوطنية؛ لا اتحدث عن حزب بعينه؛ ولكن اتحدث عن التيار الوطني السائد؛ وهذا التيار في العشرينات اراه في الاتحاد السوداني واللواء الابيض ؛ وفي الاربعينات والخمسينات اراه في تجمعات وشخصيات مختلفة ؛ مخترقة الاحزاب؛ وبعضها خارج الاحزاب؛ ولكني لا اراه في ممارسات حزب الامة ؛ وفي مواجهة الديكتاتوريات ؛ اراه في كل الصف المقاوم ؛ وهنا تصدمني ممارسات حزب الامة؛ ولي ان اسالك هنا؛ لماذا الميل الدائم لحزب الامة ؛ للانكسار للدكتاتوريات ومصالحتها ؛ وهنا استثني السيد الصديق عبد الرحمن "المهدي" ؛ فعبدالله خليل سلم السلطة ؛ وعبدالرحمن المهدي بارك الانقلاب؛ والصادق المهدي صالح النميري؛ ثم وقع نداء الوطن وصالح - عمليا البشير - ؛ ومن قبل كتب رسالة تنازلية تقريبا بعد الاتقلاب لزعيمه ؛ من اين تاتي هذه النزعة للمصالخة علي الحق ؛ والانكسار للظلم ؛ ان لم تكن حصان طروادة؛ ولا تكرري لي من فضلك حديث رئيس الحزب عن الاستقطابات والتدخلات الاجنبية ؛ فالشرعية والحرية هما الاعلي ؛ ولا يعلي عليهما.

في مواقف حزب الامة هذه ؛ اري الممارسة التي اسميها بحصان طروادة؛ وهي ممارسة يزيد من وقعها حجم الامكانيات الثورية التي يحفل بها حزب الامة ؛ لو كان قد سار في طريق غير ما سار ويسير عليه . لقد نجح الامام المهدي في تثوير القبائل من مختلف المناطق ؛ وحضها علي القتال والترحال والتزاوج الخ الخ ..اما المهدية " الجديدة" ؛ والتي لا تزال مستمرة الي اليوم ؛ فقد حولت المهدية من حركة ثورية الي طائفة ؛ ومن جماهير فاعلة الي اتباع مفعول بهم ؛ ولا الومن هنا شخصا غير قيادة الحزب و"الكيان" التي حققت ذلك عبر السنين ؛ وفي تخطيط مقصود وبوعي تام.

لا انوي انا استئصال حزب الامة ؛ وليست لي القدرة علي ذلك ؛ ولو ملكت الرغبة ؛ ولكن رغبتي ؛ والتي اضع لها كل قدرتي؛ هي المساهمة في اصلاح الحياة العامة السودانية ؛ والمساهمة في اصلاح الحياة الروحية للمواطنين؛ في اتجاه الغاء استلاب الانسان؛ وارجاع كرامته وحريته . في طريق هذا الهدف ؛ اري عدة عوائق ؛ ومن بينها الطائفية ومؤسساتها؛ والتي اعتقد جازما انها لم تكن تقدمية يوما؛ ولن تكون قطعا اليوم ؛ وخصوصا اذا علمنا بانها حاضرة بكل ثقلها في الصراع السياسي ؛ وتمارسه باحتراف؛ وتعتقل امكانيات الوطن في التطور؛ والمواطنين - الاتباع في التحرر.

لا اعرف هل عبرت عن نفسي كما يجب ؛ وهل لم اتجاوز حدود اللياقة ؛ والتي احرص عليها في التعامل مع النساء؛ ولا احرص عليها كثيرا مع الرجال؛ وارجو ان تعذريني اذا بدر مني ما يسي لشخصك الكريم.

والسلام

عادل عبد العاطي


Post: #139
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdullahi F. ElMahdi
Date: 05-03-2003, 10:58 PM
Parent: #121


الاخ عادل
سلامى وتحياتى
فى البداية اعتذر عن تأخرى فى الرد عليكم، استعير مقولتك "المعايش جبارة" حاليا اعمل فى مشروعين قاربا على الانتهاء مما يجعل العبء مضاعفا فارجو المعذرة.
اردت اقول بعض الاشياء واصحح ما اوردته عن الان لنا المهدى فى ليست من الاسرة "السعيدة" وانما نفتخر بانهااخت حبيبة وعزيزة تعمل بجد واخلاص منذ ان تعرفت عليها فى قاهرة المعز فى اوائل التسعينات.
ما اردت ان اوضحه فهو لقد كتبت رسالة اعتذار منك عن موضوع الخلط فى الرسائل، فارجو ان تعذرنى لقد قاطعت منابر الانترنت منذ مدة طويلة نتيجة لبعض الممارسات الغير امينة، ونتيجة لذلك كانت رسالتى الاولى فى بدايتها استفزازية لكم وللاخ بكرى.
ثانيا اذكر مراسلاتك جيدا وتعرفت عليكم منذ الوهلة الاولى ولكن بما ان العلاقة لم تتخطى المراسلات الرسمية فلم اجدان الوقت مناسبا لطرح هذا الامر، فكنت احب ان اعرف مما اكتب قبل ان يتم تعريفى باهلى الذين اعتز بهم كثيرا.

الامر الاخر الذى اوردته عن شخص مجهول فاشكر له حسن ظنه بى بالرغم من "مراراته"، ولكن ليس كل ما قاله صحيحا.. اكتفى بهذا القدر.

اما عن موقفى من ما يسمى ب"تيار الاصلاح" فاقول كنا من قبل فى خندق واحد نقاتل من اجل غاية واحدة وهى بسط السلام واستعادة الحرية والديمقراطية الى ربوع سودانناالحبيب، اختلافنا فى الراى عند مفترق طرق، فاخذنا طريق واتخذوا طريق اخر مختلف.

وختاما ارى فى الساحة العديد من الاحباء المقتدرين القادرين على مقارعتكم الحجة بالحجة، لذا استميحكم العذر فى التغيب لبعض الوقت.

والى لقاء قريب فى ارض الوطن الحبيب او فى مساجلة اخرى.

عبدالله الفاضل

Post: #151
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-06-2003, 03:01 AM
Parent: #139

الاخ عبدالله الفاضل

شكرا للتوضيحات؛ ولا عتب عليك ؛ اكمل اشغالك ؛ وتعال اذا كان في الوقت متسع
رسالة الاعتذار التي ذكرتها لم تصلني ؛ ولو كانت وصلتني لرددت عليها ؛
علي كل اعتذارك مقبول

عادل

Post: #122
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: intehazy
Date: 05-02-2003, 10:32 AM
Parent: #1


حسنا اخي امجد اذا فلا نقاش بيننا هنا ، حتى لا نتوه موضوع البوست الاساسي ، و اعدك يا دكتور ان نتناقش في بوست تفصيلي عن الحزب الاتحادي ، و الذي لم يعجبني وصفك له بالحزب الطائفي و الطائفة لم تتسيده الا قريبا و في الثمانينات ، و بهذا فقد بخست دور الازهري و رفاقه و الحسين و رفاقه ، و الشريف حسين الهندي خير دليل على ان للطائفية محاسن ، و بخست دور علي محمود حسنين و سيد احمد الحسين و رفاقهم و بعض من كانوا على الملة و تركوها غير ماسوفا عليهم . و لا ادري لم تريدنا ان نترك كل هذا الارث العظيم و لا نقاتل من اجله
و لا اريد ان اسهب في الموضوع فقط ارجو منك ان تقرأ هذا الموضوع

http://www.geocities.com/dussa_pk/unionist.htm
لترى مدى تقدم الفكر الشبابي الاتحادي و استيعابه لضرورة الدمقرطة و المؤسسية

و عذرا اخوتي عادل و خالد و كمال على هذه المقاطعة ، و يا امجد ان لم تحب الانتظار و آثرت الرد فارجو ان ترد في بوست منفصل ، و اعدك بالمتابعة معك ان اسعفني الزمن و امتحاناتي القربت

و لكني ابشرك بان الشقيق بابكر فيصل سينضم للمنبر قريبا ، و هو لمن لا يعرفونه موسوعة متحركة ، و سيثري لنا النقاش بمعلوماته الموثقة

و اكيد سيتابع معك

و سلمتم كلكم

Post: #123
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Mahadi
Date: 05-02-2003, 02:21 PM
Parent: #1

رد هادىء على هجوم عاصف
بقلم : لنا مهدى
عندما امعنت القراءة لمجموعة اراء كتبها الاخ عادل عبد العاطى حول الامام السيد عبدالرحمن المهدى ثم الامام السيد الصادق المهدى فى بورد سودانيزاونلاين تحت عنوان [ حزب الامة حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية ] رددت بينى و بين نفسى كم هى قاصرة ذاكرتنا و ما اظلم الانسان !!!!! فالامام عبدالرحمن صانع التاريخ السودانى المعاصر و مهندس الاستقلال و الوطنية الذى حمل السودان بين جنبيه هما مقيما و عشقا ابديا و الذى ما فتىء يضرب بريشته على لوحة التاريخ السودانى حتى تفجرت ابداعا متكاملا و تجلت وجها مشرقا للوطن الامل – اصبح بين سن قلم و سطر ورقة عميلا خائنا و احدى الرزايا التى ابتلى بها الله السودان لتستمر محنته بتواتر المجرمين المسئولين عن انتكاساتنا الوطنية من امثاله !!!! و الامام الامل السيد الصادق المهدى الذى يشهد له العدو قبل الصديق باصراره العنيد على خلع عباءات السيادة و العزلة عن مجتمعه لينجرف طائعا جنديا مخلصا و مخلصا للبلاد من نير الديكتاتورية و حكم الفرد خالطا نفسه بكل ذرة تراب للوطن مدافعا و منافحا عن كرامته و عزته تحول بقدرة قادر الى ديكتاتور مضلل لمجموعة من الرعاع الذين يتبعونه دون بصيرة او وعى لا لسبب الا لكونه وارثهم ابا عن جد ضمن ما و من ورث من الجاه و المجد الناجمين لا عن تعب او كدح بل عن عمالة و تامر!!!! و لو اتى ما سبق على لسان احد اعداء الامة و الحانقين على افرادها و رموزها المخلصين لما كانت هناك مشكلة لكن ان يتبنى هذا المفهوم سودانى يعى جيدا انه لولا جهاد الجدود و نضال الطليعة السودانية المفخرة من امثال الامام عبدالرحمن – طيب الله ثراه – و رفاقه لما اصبح على خريطة الدنيا اثر للسودان كما نعرفه اليوم ، وقد نسى كاتب المقالات ان كتابة التاريخ و تناول شخصياته مسئولية جسيمة لا يمكن ان يتناولها الا من اوتى قدرا عاليا من التجرد و الرغبة فى التوصل للحقائق و الاستعداد لها مهما اختلفت مع اهوائه او رغباته و ميوله حيث لا يمكن تناول التاريخ و شخوصه ابدا من منطلق [ احب او اكره ، يروقنى او لا يروقنى ] و لكن يبدو من مقالات الكاتب انف الذكر ان بعض النخب المثقفة فى مجتمعنا لا تزال تبحث لها عن قرابين تاريخية او فكرية او سياسية او اجتماعية لتبرر عجزها عن الاتيان بمنافس او بديل طموح يتصدى للمشكل السودانى القائم و يضع تصورات و حلول ممكنة تخرج البلاد من انكبابها على وجهها الى سواء السراط المستقيم ، بل وتتعامل مع الثوابت التاريخية بصورة لم اجد لها مثيلا فى اى مدرسة من مدارس تفسير التاريخ عبر دراستى المتخصصة له و يسوق فى سبيل اثبات ارائه - غير الخالية من النقد - العديد من الامثال التى اضحت بحق مستهلكة و ممجوجة تجاوزها الانسان السودانى الواعى بحنكته و تمحيصه للحقائق [ فما هو بالخب و لا الخب يخدعه ] كقصة السيف الهدية من الامام عبدالرحمن الى الانجليز و اعتبره كاتب المقالات مدعاة للاتهام بالعمالة و التآمر، وهى لعمرى ابعد ما تكون عن القائد الفذ الذى جعل السودان للسودانيين حقا ، فكيف له ان يمالىء اعداء البلاد من المستعمرين و هو حفيد من اغرب الشمس عن الامبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس ؟؟؟؟و لنستعرض قصة اوردها " غراهام ف. توماس" و هو احد موظفى الادارة الانجليزية فى سودان ما قبل الاستقلال فى كتابه" السودان موت حلم " و كان معاصرا للامام عبدالرحمن و شاهدا على مواقفه الشجاعة فى وجه الانجليز حيث يقول : "فى اوائل شهر يونيو هاتفنا الشنقيطى يسال عما اذا كنا نستطيع الذهاب الى القبة على الفور ، حبث يود السيد عبدالرحمن ان يتحدث معى بصورة مستعجلة ، فوصلنا هناك بعد بضع دقائق حيث طلب الينا ان ننتظر لان السيد كان منهمكا فى العمل ، لقد تيقظ فضولنا يوم ذاك لان سيارة الحاكم العام و هى من نوع رولزرويس كانت فى المرآب ، و فى اثناء ما كان مستقبلونا يقومون بخدمتنا بتقديم عصير الليمون انفتح باب الصالون و خرج الينا السيد الكبير، و قد حيانا بلطف لكنى لاحظت انه لم يكن كما عهدته من قبل و كما اعرفه عادة ، فى تلك اللحظة كان من الواضح انه هائج مغتاظ ، تبدى ذلك فى قرعه القلق و المتعجل بعصاه على الارض ، كما بان فى لون بشرة وجهه ، فالرجل ذو بشرة اقرب الى السمرة لا الى السواد، و قال : اننى غضبان جدا فسامحنى ، ان على ان استلقى برهة و سيخبرك عبدالله ما الذى حدث صبيحة هذا اليوم . وفيما كان السيد الكبير يغادر المكان دخل عبدالله خليل و معه شخصان كانا امريكيين فودعهما و رافقهما الى السيارة قبل ان يلتحق بنا و اوضح لى ان احد الرجلين و الذى كان( روبرت ميرفى )-وكيل فى البنتاجون –قد سال السيد عبدالرحمن ان يعترف بالملك فاروق ملكا على السودان و بالمقابل فان السيد يستطيع ان ينال اى لقب يرغبه و يضمن لنفسه دخلا سنويا مقداره ثلاثة ملايين جنيه كل عام ................و استشاط السيد عبد الرحمن غضبا و لكنه بدماثته المعهودة اخبر الامريكيين ان مقترحهم هدا مرفوض بالكامل ."
ذاك هو الامام عبد الرحمن الذى سطر التاريخ جهاده و بطولاته باحرف من نور ، فقبيح بنا و ان قدم العهد هوان الآباء و الأجداد ، و محاولت انكار حقائق التاريخ لا تسفر الا عن مغالطات تحمل بذرة فنائها بداخلها ، فالانجليز و اصدقاؤهم لم يستطيعوا –تدجين-الامام بالمساعدات المالية و الاقطاعات التى سخر الانصار لاستصلاحها و لتكوين امبراطوريته كما ادعى الاخ عادل ، فالسخرة قد تبنى هرما لكنها لن تستطع ابدا ان تبنى كيانا صمد فى وجه الزمن الى اليوم ا و حبا لا متناهيا كالذى كان بين الامام و الانصار ، اما التعليقات التى ساقها الاخ الكاتب تحت عنوان" و كانك يا ابو زيد ما غزيت" للتعليق على انتخاب السيد الصادق رئيسا لحزب الامة فى المؤتمر العام الاخير فانى لاعجب لها حقا ، فما شان الآخرين بخياراتنا ؟؟ فاعضاء حزب الامة ذوو ارادة و عزم و هم احرار للنهاية فى اختيار من يرونه مناسبا لقيادتهم كره الكارهون ذلك او رضوا به ، و لن تؤثر فينا الاوصاف الكلاسيكية و التى اضحت مستهلكة و مثيرة للضحك متهمة ايانا بالطائفية و الانسياق الاعمى ............ الخ ، و من نافلة القول ان العلاقة بين رئيس الحزب و سائر الاعضاء مبنية على الثقة و الشفافية و الصراحة فمن حق اى عضو انتقاد ما لا يراه مناسبا من القرارات حتى لو صدرت عن رئيس الحزب شخصيا او قيادته العليا دون ان يثير ذلك اى غضب او حساسيات ، اما هجومك على الحبيب عبدالله الفاضل المهدى فهو بحق عمل متسرع، و عندما عزوت دفاعه عن الكيان الى نسبه لال المهدى ظلمته كثيرا ، انا لم ار عبدالله و لكنى بحكم زمالتى لاشخاص يعرفونه بداخل الحزب اعى جيدا ان مسالة القرابة تلك ليست فى تفكيره و لا يعتمد عليها ليترقى تنظيميا ، و الدليل على ذلك انه لو كان مؤمنا بمسالة دور صلة الرحم فى الوصول للمناصب لكان اولى له ان يكون ضمن مجموعة حزب الامة الاصلاح و التجديد فمبارك الفاضل عمه المباشر و الصادق المهدى ابعد رحما ، لكنه انحاز للحق لا للعاطفة ، فالتصعيد فى حزبنا لا يكون كما تعتقد بالدفاع عن الاسرة لان ال المهدى بداخل الحزب ليس لهم حقوق اكثر مما لاى عضو اخر فيه حتى لو كانوا اقرب اقرباء رئيسه ، بل تترتب عليهم واجبات و اعباء اكبر لاثبات جهدهم و احقيتهم ، و مريم الصادق نفسها فازت فى انتخابات المكتب السياسى عبر الاقتراع السرى الحر و ليس عبر التعيين، و السيدة سارة الفاضل صعدت الى المكتب السياسى من كليتها – الهيكل الانتقالى- و كذلك صديق الصادق من الخرطوم بحرى و هى خيارات زملائهم فى تصعيدهم كما صعدوا اخرين معهم ، و لو استغل السيد الصادق مسالة القرابة تلك للكسب السياسى لما و جدت له اعداء بداخل اسرته الكبيرة لكنه يصر على ان يكون اداء الانسان هو طريقه للعلا لا نسبه ، و جادة اقول للاخ عادل ليتك تنضم لحزب الامة فقد اضعت ما يكفى من الفرص و الوقت بعيدا عن قلعة الديمقراطية و المؤسسية تلك و فاتك الكثير، فاعضاء الحزب ينتمون لمدرسة فكرية و سياسية لا تحقر الآخر و لا تزدريه او تدنى من شانه بل تحترمه و ان اختلفت معه فى الراى او التوجه....... ففكر فى الامر مليا لعل الله يفتح عليك .

Post: #124
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 04:34 PM
Parent: #123

القارئات والقراء الاعزاء

يبدو لي ام كل اسرة " المهدس" ستكتب او تستكب ردا علي شخصي الضعيف ؛ ولا مشكلة ؛ فقد دعوت من البداية الي ان ياتي اعضاء حزب الامة ويدلوا بدلوهم

الملاحظ ان اعضاء حوب الامة والمشاركين من اسرة " المهدي" لا ينفوا الوقائع التي ذكرتها؛ من مثل الدعم الانجليزي الموثق لعبد الرحمن المهدي ؛ وهدية السيف المذكورة للملك ادوارد الخامس؛ والموقف من حركة 1924 ؛ ودخول الجمعية التشريعية والمجلس الاستشاري ؛ الخ الخ من الوقائع التي سميتها بالتاريخ المخزي ؛ بل يعمدوا الي تحويل الفسيخ شربات ؛ ويتحدثوا بلغة كلها عاطفية ؛بدلا من ان يكونوا موضوعيين ؛ ويعترفوا بالاخطاء ؛ القديمة والحديثة ؛ اذا ما كانوا فعلياا موضوعين وديمقراطيين ومؤسسين؛ كما يحلو لهم وصف نفسهم

حديث الاخت لنا المهدي؛ عن حزب الامة كقلعة للديمقراطية والمؤسسية ؛ لم اعرف هل اضحك له ام ابكي ؛ فالحزب الذي منذ العام 1995 تتراسه اسرة المهدي ؛ والذي لم يحل فيه خلاف الا بانقسام ؛ والذي يتحدث وعيمه عن الديمقراطية والتجديد ثم يلبث في قيادة الحزب اربعين عاما ؛ والحزب الذي يجمع بين القداسة والسياسية ؛ والمدتي والديني ؛ والذي تتحول فيه العلاقة التنظيمية الي علاقة تبعية شحصية ؛ الامر الذي يتبدي في عبارة لا نصادق الا الصادق ؛ يقال انه قلعة للمؤسسية والديمقراطية

هل لا نعرف نحن معني الكلمات ؛ ام نلقي بها للريح علي عواهنها ؟

اذا كان حزب الامة معقلا وقلعة للديمقراطية والمؤسسية ؛ فانا امبراطور الصين

عادل

Post: #125
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 04:39 PM
Parent: #124

ولان موضوع الاخ عبدالله الفاضل "المهدي" قد تكرر في رسائل بعض اعضاء حزب الامة ؛ مما قمت بذكره من الرسائل الخاصة ؛ ومما كتبت بعضا منه الاخت لنا المهدي ؛ فانا انشر هنا ما وصلني من احد اعضاء حزب الامة السابقين حول الامر

----------------------------------


الاخ العزيز عبدالعاطي
سلامات

...........
............
............
واقول لك انت مدين ل عبدالله الصادق الفاضل بالاعتذار فهؤلاء يا اخي عادل لايبحثون عن منصب داخل الحزب ولا يتعبون انفسهم به فالمناصب تاتيهم في بيوتهم فهو يحمل اكبر مؤهل وهو اسم المهدي خينما اجلسوه في منصب مدير مكتب مسؤول العمل الخارجي )عمه) كان هناك من هو اكفا منه علما وخبره فابناء البسطاء تم تسفيرهم الي احراش الجنوب ليتدربو علي القتال وابن الاكرمين هذا تركوه في لندن ليتلقي العلم والمعرفه ويستعد لتولي الامامه والزعامه وفي نفس الوقت تم تشريد د تجاني السيسي محمد فثقط لانه يعرف كيف يقول لا لمبارك المهدي المتجبر الاصغر
لي عوده معك

------------------
انتهي الاقتباس

Post: #126
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 05:09 PM
Parent: #125

استطرادا علي تصعيد مريم الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي وعبدالرحمن الصادق المهدي؛ للمكتب السياسي لحزب الامة ؛ ونشاط آل المهدي المتزايد في بنية الحزب ؛ وفي علاقة مع دور المثققين في حزب الامة ؛ولماذا يتم تهميش من لا ينتموا للبيت الطائفي منهم ؛ كما يتم لبشير عمر وكما تم مع امين مكي مدني الخ ؛ وكما تم بصورة فضائحية حينما ابعد المحجوب من رئاسة الوزارة لمصلحة الصادق؛ الامر الذي سارجع له بصورة مطولة فيما بعد؛ فقد تذكرت مقولة عن هذا الامر لمحمد ابراهيم نقد ؛ قبل عدة اعوام ؛ انقلها هنا كفاتحة شهية

كتب محمد ابراهيم نقد
" لكن الطائفية تجدد بنيتها ؛ تعلم ابنائها . ففي الماضي كان زعيم الطائفة وحوله مجموعة من المثقفين ؛ يشكلون كل القيادة ؛ اما الان فالقيادة من البيت الطائفي مباشرة ؛ وسياتي اولادهم واحفادهم ليجددوا بنيتهم ؛ انهم يكونون احزابا تحكم "

محمد ابراهيم نقد - قضاياالديمقراطية في السودان - ص 64

Post: #127
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: adil amin
Date: 05-02-2003, 05:24 PM
Parent: #125

الاخ العزيز عادل
تحية طيبة
احد كبار الساسة فى اليمن طلب منه ابناؤه ان يكتب مذكراته قال
لهم :لا اريد ان احملكم تركة من الاحقاد

***********
ليس كل الحقائق تقال وعلى هذا النحو القاسى يا اخى عادل
ان ما كتب قبل مرور 200 عام عليه لا يعتبر تاريخ بل يعتبر وجهات نظر وليس تاريخ
يجب الفصل بين رموز فى حزب الامة قامت بادوار غير وطنية خلال فترات من تاريخ السودان المعاصر وبين العديد من الكوادر الوطنية فى هذا الحزب التى قدمت تضحيات جسيمة حتى يكون هناك انصاف
بالنسبة لاخوان الذين يستعملون كلمة طائفة فى السودان لا توجد طوائف لان الطائفة عبارة عن جماعة دينية مغلقة كالدروز فى لبنان والشيعة فى ايران انما فى السودان توجد طرق وهى مفتوحة لجميع
اما الاخوان فى حزب الامة اللذين تصدو لكتابات الاخ عادل فهى تجربة مفيدة لقبول الديموقراطية عملا وليس شعارا ولقد نوهنا مرار فى هذا البورد ان غياب الديموقراطية داخل الاحزاب السودانية ادى الى زوال الديموقراطية نفسها من السودان
وان الفرصة الوحيدة لبقاء الاحزاب التقليدية وعدم انقراضها من الساحة السياسية السودانية هو فصل المكتب السياسى فى الحزب من العباءة الدينية وتحديد العمل المؤسسى بوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب حتى تنفتح هذه الاحزاب على كل السودان ويبدو ان حزب الامة لازال بعيدا عن هذا الطرح وانى ارى ان كلام الاخ عادل فى تجاوز هذه الاحزاب بهذة الطريقة غير واقعى وليس هناك مساحات لاحزاب جديدة كالتى يحلم بها الاخ عادل
لان فى السودان مستويات متفاوتة من الوعى اذا اعتبرنا مجازا ان كل كيان سياسى فى الساحة السودانية او حزب يشكل مرحلة من الوعى وان كل فريق بما لديهم فرحون وانت ياخى عادل بنفسك جربت العديد من هذه المراحل وهى ظاهرة حميدة وقد اتبعها سيدنا ابراهيم مرورا بالقمر والشمس ثم عبادة الله الحى القيوم لذلك نرجوا من الاخ عادل ان يعطى الناس فرصة حتى يصلوا الى المرحلة التى هو فيها الان
وان يخلوا عرضه لوجهة نظره من التجريح المبالغ فيه والناجم من الالم العميق والذى يعانى منه اناس كثيرون من الممارسة غير المسؤلة فى العمل السياسى الممتد عبر السنين وعدم الاعتراف بها والمرواغة غير المجدية والذى دفع ثمنه الشعب السودانى الذكى
اخى عادل اعطيهم فرصةليسفيدو من دروس الماضى وضع لهم معالم فى الطريق عن كيف يكون الحزب المؤهل لحكم السودان وانت لك كتابات ثرة فى هذا المجال...لان النقد الهدام بدون طرح البدائل العلمية والفكرية يعتبر عمل غير مجدى
*********
كلت مبانى ما اقول عن الذى ارمى الى معناه او اثباته
قلت المعانى فى عظيم بناؤها وكل يرى قولى على مرآته

Post: #130
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-02-2003, 06:13 PM
Parent: #127

عادل امين
ايها الديمقراطي الاصيل

تحية طيبة

والله لا اعلم كم من الفرص يجب ان تعطي لهم ؛ الم يحكمنا الصادق ثلاثة مرات فشل فيها ؛ الم يحكمنا الحزبين في كل فترة ديمقراطية ؛ فشلوا فيها ؛ واما سلموا السلطة للعساكر ؛ او عملوا كل جهدهم لدفع العسكر ومنافسيهم لاستلام السلطة

لا اعتقد انني حاد في احكامي ؛ بل اعتقد انهم غير امينين مع الشعب السوداني ؛ والذين يعاملوه كالقطيع ؛ ويجدوا في ذلك من يساعدهم من المثقفين

لقد اثبت الشعب السوداني ؛ ابان ثورة 1924 ؛ وابان تاسيس مؤتمر الخريجين ؛ وفي تصويته في عام 1953 للوطني الاتحادي ؛ انه يبحث عن فيادة جديدة لا طائفية ؛ وانتظر من المثقفين ان يلعبوا هذا الدور ؛ ولكنهم فضلوا ان يكونوا مطية اما لللطائفيين ؛ او العساكر ؛ وتركوا الشعب دون قيادة ودون بديل

من جهتي يا اخ عادل انا ادعوك لان تنضم لمعسكر الجديد ومعسكر البديل ؛ ودع الطائفيون في حالهم يعمهون

عادل

Post: #131
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-02-2003, 06:46 PM
Parent: #130

الاخ عادل امين
أجد نفسي متفقا مع آرائك بنسبة كبيرة ، ولم يفت علىّ ما عنته ايماءاتك الموضوعية حيال الازمة بقراءة جوانبها كافة وفى مقدمتها طبيعة التكوين المجتمعي والاجتماعي والديني فى السودان ، وتلك مشكلات نحتاج _ نحن مثقفو هذه الاحزاب _ لحوارات معمقّة مع الآخرين عليها ، لأنها بالفعل تشكّل جزء من الأزمة ، على ان أية حلول لا تأخذ فى الاعتبار منطق التطور التدرجي ستكون من قبيل القفز على الوقائع
عزيزي عادل
اراك عدت مرة أخري للتحدث عن فشل الحكومات الديمقراطية بتحميل الوزر الأكبر لحزبي الامة والاتحادي
حسنا
انا اتفق معك
لكن نحن بحاجة لقراءة الظروف المحيطة اجمالا للوصول الى تحديد نسب الفشل والاخفاق ، ولعلك كباحث مجتهد لا تعوزك حقائق البني الاجتماعية ، والثقافية والعلاقة الدينية بالسياسة ، عدا عن دور الاحزاب النخبوية فى اختراق المؤسسة العسكرية ، وظروف موضوعية اخري
عموما ، اري ان الحوار اضحي معمقا ومفيدا ، ولعمري انه واحد من الحوارات التى افدت منها بحق ، وأراه تأسيسا لبني معرفية وتوجهات جديدة
لا اخفيك ان اى حوار عميق يضيء لى قطعا زوايا مهملة
كما لا يفوتني ابدا ان اثمن عاليا مبادأتك بالاعتذار للاخ عبدالله فى لفتة ديمقراطية رائعة
الاخ امجد
أولا يا عزيزي اسوق تهنئتي لكم فى حق ، بعقد مؤتمرات بهذه الكثافة ، ويسرني انك فى موقع يكثر فيه اصدقائي ، وهو موقع يجد مني كل احترام وتقدير ، وما سقته انت من امثلة يعزز المشروع الديمقراطي فى السودان لأن عقد مؤتمرات لاحزاب صاعدة يمثل فى حد ذاته نقلة
اذن فلنتفق ان حزب الامة كان واحدا من ثلاثة احزاب فقط عقدت مؤتمرات
فهل تتفق معي
واعتذر منك اذا كنت قد فهمت مقالتي على اساس انني اتجاوز بعض الاحزاب
لم يكن هذا مرادي على الاطلاق واكرر اعتذاري
فكل حزب فى السودان حتي لو تأسس اليوم يحظي منا بالاحترام والتقدير
لأن الحزب ليس كثافة عددية فحسب أو بعد تاريخي فقط
انه جملة مباديء وحلقات من الافكار
وسأقر بأن حق كانت اضافة للمشهد السياسي فى السودان
دمت

Post: #132
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: adil amin
Date: 05-02-2003, 06:56 PM
Parent: #130

الاخ العزيز عادل
تحية طيبة
عندما ياتى الحزب الذى يعبر عن كل السودان افقيا وراسيا ستجدنى من اوائل المنضمين اليه
وان يكون هذا الحزب سودانى لا يرتكز عى عنصر او دين اوجهة وان يكون له وجود فعلى فى الساحة السودانية وان لا يضلل اهلنا الاميين الطيبين وان يحل كافة قضاياهم الراهنة من خلال اطر علمية واضحة
هل يوجد حزب كهذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


Post: #133
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-02-2003, 08:17 PM
Parent: #132

عزيزي عبدالعاطي
هذا واحد من مقالاتي فى جريدة الزمان ، وسأبحث عن باقي المقالات فى الارشيف ، ففى هذا المقال كلام به الكثير من العموميات عن الديمقراطية فى السودان ، اما المقالات الاخري ففيها تركيز على حزب الامة

ودمت

الديمقراطية في السودان - أزمة وعي أم نقص في الارادة؟ - خالد عويس لم تتجذر الديمقراطية بمفاهيمها العدلية والحقوقية وقيم المساواة والاختيار الحر بدرجة عميقة في وعي الشعب السوداني بعكس ما يشيع المثقفون السودانيون الذين جعلوا الشعب السوداني يعبد ذاته ويقدس تجاربه من دون أن يشكل النقد الذاتي أساسا من ضمن الأسس النهضوية، الأمر الذي قاد لانهيارات متتالية في البناء الديمقراطي لسبب أن المؤسسة العسكرية أقحمت في المناورات السياسية و(لعبة السلطة) دون مبرر وأدامت وجودها بدعم من الاحزاب، بل أن التكوينات السياسية هي التي أوعزت للمؤسسة العسكرية بلعبة الانقلابات التي شكلت جزء من الثقافة السياسية في السودان.
والحقيقة اننا لسنا بحاجة الي تأكيد مرة أخري أن التكوين الديمقراطي الهش للاحزاب السودانية وعدم فاعليتها في احداث تغييرات جذرية في الوعي السياسي السوداني وارتهانها لشعارات جذابة لا تعتمد برنامجا سياسيا معمقا فاقم (أزمة الوعي) في السودان، فالشخوص الكاريزمية ــ دينيا ــ كالصادق المهدي والترابي والميرغني و ــ حداثيا ــ كعبد الخالق محجوب وابراهيم نقد وجون قرنق لعبت دورا محوريا في ادامة حالة الارتخاء المؤسسي وتباطؤ عملية نسج علاقة جديدة بين الحزب والمنتمين اليه، علاوة علي ان النظم التربوية والمجتمعية القائمة علي خلفيات كابحة للتفكير الحر والاختبار الطوعي جعلت من هيمنة القيادة و تدجين القطيع أمرا مفروغا منه، لان الانساق الماثلة لا تقود الا لثقافة مستهلكة عاجزة عن الانتاج، وقيم متلقية عاجزة عن البحث، وآفاق للديمقراطية تتوقف عند حد وضع المطويات في صناديق الاقتراع الي ان يحين موعد انتخابات جديدة تجري قبلها عمليات حشد التأييد من دون العناية بمطابقة البرنامج السياسي الذي سبق طرحة مع ما تم انجازه بالفعل!!
المآزق التي حاصرت المراحل الديمقراطية في السودان هي ذاتها التي تغلغلت في نسيج الانظمة الشمولية، فتعثر خطوات النهضة السودانية راجع الي التناقض الهائل بين المشروعات الثقافية التي توحي بالتعدد والسماح بالرأي الآخر والقيم المجتمعية المستندة الي كل أدوات التخلف، وتعامت تلك المشروعات عن اهمية ايلاء تفكيك الاطر والمفاهيم المجتمعة الراكدة، عناية قصوي في المشروع النهضوي الذي لم يتجاوز الي الآن (مرحلة الفطام) لأن المثقفين أنفسهم كانوا جزء من الاشكال بتكريسهم ظاهرة القطيع وخشيتهم من مغامرات الاصلاح الحقيقي في الاحزاب ومساندتهم النظم الدكتاتورية بصورة انتهازية بررت تاليا تكالب النخب السياسية وأنصاف المثقفين علي دعم الشمولية. الحرب، لم تكن خارجة عن هذا الاطار، وكل المحاولات التي جرت بغرض تبريرها بدعوي انها حدث غير متوّلد عن ظروف داخلية محضة ــ وان ساندته ظروف خارجية ــ فشلت في صبغها بمؤامرة خارجية (اتخذت تارة شكل التبشير الكنسي ومرات أخري صورة البعبع الصهيوني) وهي حياكة حاكها المثقفون والنخب السياسية بغرض التعمية عن الاخطاء والتراكمات التاريخية، فثورة الجنوب علي الشمال تفرعت عن ظروف موضوعية داخلية أهمها شروخات المشروع النهضوي اذ لم يكن المشروع منذ الاستقلال قائما علي اسس عدلية، وأدي الي هيمنة شمالية اقصت الجنوب عن المشاركة الفعلية في الثروة والسلطة، واهملت تنميته في ما طوّعت عناصر جنوبية لاضفاء نوع من التوازن غير حقيقي، وأفرز المشروع ردة مجتمعية وثقافية مع تنامي الشعور بضرورة تكريس الوضع.
لم تكن الديمقراطية في السودان ديمقراطية حقيقية تفضي الي خيارات متعددة فعلا، او تعيد صوغ المفاهيم، انما كانت غطاء يثبت فوق وضع ما كان يراد له ان يتغير، والآن تجري خطوات تجاه السلام، ينتظر ان تكتمل في نيروبي منتصف الشهر الحالي لكن السلام الحقيقي يبقي ناقصا طالما ان طرفين فقط يرسمان ــ في ظل تهميش للقوي الأخري ــ ملامح سودان جديد، والحقيقة ان السودان سيبقي قديما مالم تجمع القوي الفاعلة في المجتمع علي خيارات تتيح للسودان فرصة ولادة ثانية قائمة علي الديمقراطية والسلام. وطالما أن أملا انبثق في نهاية المطاف، فلابد أن تكون المرحلة الانتقالية القادمة، فرصة لتعيد القوي السياسية حساباتها، لترّسخ ديمقراطية بناءاتها، وتقوّي رصيدها الجماهيري كيفاً لا كماً وأن تصوغ برامج سياسية تستوعب ملامح مرحلة جديدة تقتضي بأن تكون النظرة السياسية اكثر شمولا واستيعابا للآخر، وأن تباشر حوارات داخلية صادقة بغرض اجراء اصلاحات حقيقية تبعث حيوية في مجتمع يحتاج عافية الديمقراطية بدء من مؤسساته التعليمية الكسيحة وانتهاء بأحزابه الخربة.

جريدة (الزمان) العدد 1277 التاريخ 2002 - 8 - 3

Post: #147
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-05-2003, 10:11 PM
Parent: #133

الاخ خالد

المقال جيد وهادف ؛ ومن الواضح لي ان الازمة في السودان هي ازمة ارادة اكثر منها ازمة وعي

تتحدث انت عن البني التقليدية ؛ ثم تاتي لتبرر بقاء واستمرار واعادة انتاج بنية تقليدية كالطائفية ؛ ولا ضير عندي في الطائفة كتنظيم ديني؛ رغم بعض الاعتراضات ؛ ولكن ما يوقفني هو الطائفية السياسية؛ والتي اراك انت ؛ احد المع المثقين الشباب الذين اعرفهم؛ تدافع عنها

مشكلة المثق السوداني انه يحب معاقرة الاوهام؛ وهو خرافي في ذهنه اكثر من جدته في القرية ؛ ومن الاوهام يا خالد الحديث عن ديمقراطية واصلاخ في داخل مؤسسة طائفية كحزب الامة؛ وبالدور المتزايد لاسرة الصادق – واسرة المهدي عموما داخل التنظيم ؛ واقصاء وتهميش القوي المثقة والحزبية من خارج " البيت" ؛ كالمحجوب الذي اشرت اليه؛ وكامين مكي مدني ومحمد محمد خير وبشير عمر

كان خير لكم كمثقين ان تقوموا بمشروع مستقل للحداثة؛ بدلا من تضييع الوقت والصراع في عمليات اصلاحية تستهلك الحهد والوقتح ثم قد لا تنجح ؛ وعندي انها لن تنجح ؛ ونترك شعبنا محكوما بالخيار ما بين طائفي وعسكري

المشكلة مشكلة ارادة يا عزيزى ؛ ومشكلة ضعف المثق امام السلطة ؛ الحزبية والدينية والسياسية؛ والانكسار لها وتبريرها

عادل

Post: #192
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-10-2003, 11:14 AM
Parent: #132

الاخ عادل

عندما اتحدث عن البديل ؛ فاني لا اتحدث عن حزب بعينه ؛ وانما عن مختلف القوي والتيارات التي خرجت عن العباءة الطائفية ؛ وتحاول ان تؤسس ؛ فكريا وبرامجيا ؛ ومن بعد تنظيميا ؛ لاحزاب جديدة تعبر عما ذكرت

انا اعتقد ان كتاباتك اضافة كبيرة لقوي التجديد والتغيير والحداثة ؛ لاولا رهنك بعضها للقائد الطائفي محمد عثمان الميرغني

اما عن الاحزاب ؛ فلا يشترط ان نجد الحزب جاهزا لننضم اليه ؛ بل يمكن ان نساهم في دعم احزاب صغيرة ؛ ولكنها تسير في الاتجاه الصحيج ؛ وهذا ما افعله انا ؛ في تعاملي مع الكثير من التنظيمات والاحزاب التي تعج بها الساحة

وددت ان الفت نظرك لمشروع الحركة الديمقراطية الاجتماعية التي تبني هذه الايام في السودان ؛ وهي نتاج توحد حركة القوي الحديثة - الحاج وراق ؛ المؤتمر الوطني المعارض - ابراهيم الشيخ - التحالف الوطني - عبدالعزيز دفع الله ؛ وآخرون ؛ ومن بينهم د. حيدر ابراهيم علي

كذلك لفت انتباهي الجديد الذي يطرحه الحزب االليبرالي السوداني

http://www.liberalsudan.org

وهناك العديد العديد من التيارات والاحزاب والقوي التي تستحق ان نضع ايدينا معها

عادل

Post: #134
Title: ومقال آخر
Author: خالد عويس
Date: 05-02-2003, 08:26 PM
Parent: #1


14 آب 2002

مبارك المهدى ...آخر الرجال المحترمين!!!

بقلم: خالد عويس*

قبل اسابيع طلبت منى قناة تلفزيونية فى (لندن) المشاركة فى اعداد اسئلة سيتم طرحها من خلال حوار تلفزيونى مع (السيد) مبارك الفاضل المهدى، وكنت معنيا بمتابعة الحلقة لأتبين صدقية الرجل فى اتجاه (الاصلاح)!!.

بطبيعة الحال عمّقت لى اجابات (السيد) الفاضل على الاسئلة الثلاثة الاولى قناعاتى حيال السقوف الفكرية المتواضعة التى يستظل تحتها، ولم يكن الامر مستغربا بالنسبة إليّ فالسيد مبارك، واغلبية القيادات السياسية التى تنّسمت القيادة وتحلّقت حول (السيد) الصادق المهدى منذ الستينيات من القرن الماضى لم تزد عن كونها (زعامات) عشائرية او (ابناء) بيوتات مسنودين بالوجاهة او (انتلجستيا) لاذت بحزب الامة وعطلت طاقاتها الفكرية واكتفت بأداء دور متواضع بكل المقاييس، ومحصورا فى اجترار الطروحات الفكرية التى ينتجها السيد الصادق، وحتى هذا الدور الضئيل يؤدى من دون فهم عميق لطبيعة الحوار الفكرى وابعاد الرؤى المطروحة!!

افاض (السيد) مبارك فى التحدث عن دكتاتورية زعيمه السابق وانفراده بالرأى وعن استنفاذ الاخير طاقات الاصلاح والتجديد وتردده حيال المشاركة فى السلطة اضافة لقرارات التعيين التى كان يمليها على الحزب، وكان المحاور الشاب حصيفا وهو يضيّق الخناق على (السيد) مبارك بأسئلة ساخنة حول دوره كجزء من التركيبة القيادية فى كسر طوق الديكتاتورية الداخلية ورضائه بمبدأ التعيين وعن صمته ازاء كل الممارسات الخاطئة -التى أجاد توصيفها-، طيلة السنوات التى قضاها قياديا فى أروقة الحزب مدعوما بـ ..(نسبه) و(سيادته)!!

والحقيقة اننى اشفقت على الرجل وهو يستهلك كل المبررات المتوفرة لديه عاجزا عن الايفاء بالاستحقاقات الاعلامية البدهية المطلوبة منه فى مواجهة مذيع محنك استطاع ببراعة ان يكشف الوجه الحقيقى للسياسة السودانية!!.

لم يعد خافيا، ان (السيد) مبارك -الذى يصر على (السيادة)- التى تسنده طالما ان الفكر عاجز عن اسناده، ضاق ذرعا بالمماطلة التى لقيها مشروعه السياسى فى اقتسام السلطة، فالسيد مبارك الذى يتحجج بالاصلاح كذريعة لانشقاقة ليخفى بالشعارات رغبته العارمة هو ومشايعيه فى (ترميم) الحزب و(رفده) اقتصاديا بالتكسب سياسيا من السلطة وهى نقطة المح اليها فى حواره التلفزيونى وهو يتحدث عن (فقر) الحزب و(عوزه)، لكنه نسى -أو تناسي- ان بعض متنفذى الحزب يعيشون عيشة السلاطين والامراء وبامكانهم -لو ارادوا- دعم الحزب وتوظيف طاقاته على نحو سليم!!

....، دعنا نتعمق مع (السيد) مبارك فى تفكيك (الاصلاح) الذى ينادى به وكأن (الاصلاح) نفحة صوفية تهب فجأة لتنسي (المجذوب) تاريخه وتهيء له دربا جديدا. متى كان (السيد) مبارك معنيا بالاصلاح وهو الذى حارب معظم الاصلاحيين فى حزب الامه وشارك فى تشريدهم؟

ماهى مرتكزات (الاصلاح) الذى غاب عن بال السيد مبارك عشرين سنة ثم تناسل فجأة من ذهن لم تشهد الساحتان الفكرية والثقافية له بأى سجال حقيقى او دفق يؤهلة للمناداة بالاصلاح والتجديد!!

تشهد الساحات الفكرية والثقافية للسيد مبارك بمعارك خاضها ضد كل من تجرأ على خط كلمة نقد واحدة بحقه فى الصحف السودانية حتى أنه اصبح معروفا بعداوة الكتاب والمثقفين الأمر الذى يجعل منه منافسا (مدنيا) لجوبلز وزير الدعاية الالمانية على عهد هتلر الذى كان كلما سمع كلمة ثقافة تحسس مسدسه!!

وتشهد الساحة السياسية بأنه جرّ حزب الامة إلى مخاصمة القوى السياسية فى السودان بتصريحاته (الراجحة) ومواقفه (المتزنة) بدء من الاستنصار بالامريكيين ضد الانقاذ فى ايام ضرب مصنع الشفاء الامر الذي عدّه مراقبون معنيون بالشأن السودانى من قبيل (الغاية تبرر الوسيلة) وهو مبدأ موغل في ميكيافيليته لا اعتقد ان (الاصلاحيين الجدد) تخلوا عنه، ثم كانت الطامة الكبرى حين شارك -من وراء ظهر التجمع- فى مباحثات جيبوتى واصطنع معركة مع فصائل المعارضة رغم خطأه الواضح وكان الأجدر ان يعتذر من التجمع عن مشاركة عدّها التجمع وقتئذ خصما على رصيده لكن (الاصلاحى الجديد) يأبى الاعتراف دائما بمسؤولياته ويرميها على الآخرين!! فكيف يتحقق الاصلاح من دون نقد ذاتى وقبول بالمراجعات؟

هل يقبل (الاصلاحى الجديد) بمراجعات أمينة تتناول تاريخه خاصة ما يتعلق بالشهور الاخيرة من الديمقراطية ثم حصاد الغربة؟

تناول (السيد) مبارك موضوعا في غاية الحساسية وهو يلوّح بتهديدات حيال ملفات (تمويل الحزب) و(الاسرار المالية) التي بحوزته عن (السيد) الصادق، وبطبيعة الحال فان من حق جماهير حزب الأمة والشعب السوداني أن يكشف (الاصلاحيون) ما يهددون به، لأن القضية هنا ليست مناورة سياسية يهدف بها (السيد) مبارك لتسجيل هدف في (الوقت الاضافي) في مرمي خصمه، انما هي مسألة في جوهر (الاصلاح) و(حق الجماهير)، الا اذا كانت الأكمة تخفي (أشياء) ضد (السيد) مبارك نفسه لتهدم نسقه الاصلاحي بالكامل!!

لا يستقيم أن ينادي احد ما بـ(الاصلاح) ثم ينكص عن تمليك الجماهير الحقائق كاملة، ثم لماذا صمت (السيد) مبارك دهرا ونطق (...) ألم يكن فى موضع القيادة ومحل السيادة في حزب الأمة!؟

لا يجدر بالسيد الفاضل السكوت عن قضايا هى في صلب العملية الاصلاحية التى شرع فيها، الا اذا كان في فمه (ماء)!!

ما هي الثمرة المرجوّة من الاصلاح طالما أنها تبقي علي (السيد) الفاضل ... سيدا، وتكرّس لمفاهيم (الكم) عوضا عن الكيف، وتناور داخل اطار (القطيع) المدجّن، ولا تفك اسارها عن التركيبة الهشّة والأطر الضيّقة التي همشت المثقفين -مثلا- عن المشاركة الفاعلة في حزب الأمة ... هل يستطيع (السيد) الفاضل استقطاب مثقفين، هل يستطيع رد الاعتبار للراحل محمد أحمد محجوب الذي جعله اختلافه مع (السيد) الصادق منسيا ومهملا في ذاكرة الحزب رغم أهليته التاريخية وجدارته السياسية ومكانته الثقافية الرفيعة!؟

كيف يمكن لرجل هو جزء من المؤسسة القديمة، وكان فاعلا في كساحها وتكريس مفاهيمها أن يخطو باتجاه اصلاح (حقيقي)!؟

ان الاصلاح ايمان عميق في اتجاه الحداثة والتطوير و(التواضع) فى معرفة الذات وكشفها بغرض هدم الانساق القديمة وتقويم اعوجاجها، والتزود بخبرات الآخرين ومرئياتهم من خلال حوارات أمينة قائمة على الندية و(الحق) السياسي والمدني، ولا (أؤمن) اطلاقا بأن (السيد) مبارك تزحزح قيد أنملة عن مفاهيمه القديمة وقناعاته السابقة ليتأهل لأداء دور تاريخي مهم كالذى يبشر به!!

______________________________
انتهي المقال ، وللأمانة والتاريخ لم تكن هذه هي معركتي الاولي ضد مبارك الفاضل على صفحات الصحف ، بل انها كانت الاخيرة ، وهى التى اعقبت خروجه من حزب الامة

Post: #135
Title: Re: ومقال آخر
Author: خالد عويس
Date: 05-03-2003, 12:38 PM
Parent: #134

ولست فى حاجة للتذكير اخي عادل بأن معظم الكوادر التي تحدثت انت عن تشريدها (ومنها امين مكي مدني كما اعتقد ) قام بتشريدها وابعادها مبارك الفاضل ، كما لا يفوتني ان اشير الى تغليبي الظن بأن المشاركة التى تحدثت عنها لجيش الامة فى كسلا هى عناصر منتسبة الى مبارك وقد ذهبت معه ، ولكي لا احمل على الرجل ظلما وسفها ، لابد من توجيه نقد صارم للقيادة كلها بتقصيرها فى النظر الى هذه الامور فى حينه

جاءتني هذه الرسالة من الاخ والصديق الفاضل الاستاذ عبدالمحمود أبّو فى معرض تجاوب حزب الامة مع النقد المطروح
ولعله لا يفوتني ان اوجه انظار الدكتور امجد لما تتمتع به (القيادات الطائفية) من قدرة عالية على احترام الرأى الآخر وادب الحوار فضلا عن القدرات الفكرية والثقافية ، وليسمح لى بأن اسأله عن تعريفه لفكرته الراسخة عن حزب الامة كحزب طائفي ، اذ علينا ضبط المصطلح، الطائفية تنغلق على نفسها بشكل يبعد كل من لاينتمي اليها
انا _ مثلا _ لم اتحدر من اسرة انصارية ، ودونك ابناء منطقتي (القولد) فأسألهم
الاستاذ صلاح ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي لا يمت للانصار بصلة
الحزب به الآن اعضاء ديانتهم هى المسيحية
فما قولك؟


رسالة الاستاذ عبدالمحمود
حراس الحقيقة
بقلم :عبدالمحمود ابو

استعير كلمات للكاتب المبدع احمد بهجت حيث قال : (قد تجد السم فى شربة الماء فلا تعبأ قد تجد الدودة فى كسرة الخبز فلا تجفل . قد تجد الغانية فى روح المرأة فلا تحفل . قد تجد السكين فى يد الصديق فلا تغضب . أنبذ الخبز.. واسكب الماء ... واهجر المرأة .. واغتفر للصديق .. احترق عذابا وألما وتقدم .... استمر فى تقدمك ولا تلتفت للاشواك التى تمزق قدميك .... فأنت من حراس الحقيقة ..) بهذه الروح اتعاطى مع كتابات الاخ الحبيب:عادل عبد العاطى الذى تناول شأنا عاما من شئون السودان ممثلا فى حزب الامة وقد تعرض له من زاوية اعتبرها تمثل الحقيقة وربما توفرت له الادلة التى اقنعته بماذهب اليه ولكن يظل هنالك آخرون لايشاركونه قناعاته وما ذهب اليه من تحليل. وهم كثيرون من اهل السودان المقيمين فى الداخل اولئك الذين عايشوا على الطبيعة مواقف حزب الامة قديما وحديثا شهدوا مواقفه فى مواجهة النظم الشمولية لاتحالفه معها! عرفوا كوادره من خلال التصدى لقضايا الجماهير والصمود فى بيوت الاشباح وتصديهم للتشويه الاسلامى فى اركان النقاش وفى المنابر الفكرية والثقافية حمدوا للحزب مواقفه المعتدلة بين انكفاء اليمين وتطرف اليسار ولذلك سندوه وانضموا اليه ذرافات ووحدانا اقتناعا بالفكر والمواقف لاتعصبا طائفيا ولا ولاءا اسريا .
لقد تناول الاخ عبد العاطى موضوع حزب الامة من زاويتين : زاوية تاريخية اعتمادا على بعض الوقائع التىوردت فى كتابات بعض السياسيين والمؤرخين والصحفيين ... وزاوية اخرى تحليلية وقد اعطى النتائج قبل ايراد الوقائع فبدأ بقوله(يشكل الحزب الذى يسمى بحزب الامة جرحا فى الجسد السودانى ... ) وهى بداية غير موفقة تدل على التحامل الواضح والارهاب الفكرى للقارئ حتى لايخرج من الاطار الذى وضعه الكاتب واستعمل الفاظا غير مألوفة فى الادب السياسى السودانى مثل (الخزى . الخيانة .الانبطاح. ربيب الاستعمار . ... الخ ) وهى عبارات اصبحت من مخلفات الحرب الباردة . ان النتيجة التى يريد ان يوصل القارئ اليها حسب رأيه هى ا ن حزب ا لامة (ليس بحزب ولاسودانى ولاللامة به علاقة من قريب او بعيد ) ودعا( جميع المهتمين للمساهمة بالوثائق والمعلومات المتوفرة لهم لكشف هذاالكيان التسلطى الاستعمارى ربيب الدكتاتورية وحليفها) !!! الكلام بين القوسين للكاتب واما علامات التعجب فهى منى والتعجب نابع من ان الكاتب حاصر المهتمين فى اطار حدده مسبقا فهل معنى هذا ان من يملك وثائق ومعلومات تثبت عكس ماذهب اليه غير معنى بهذه المناشدة؟ ام كلا الطرفين مخاطب ؟ وعلى كل اقول لقد حدد الكاتب مآخذ كثيرة على حزب الامة اذكر منها الآتى:-
· الدعم الذى وجده الامام عبد الرحمن من المستعمر(عبارة الامام منى فقد جرده الكاتب من اى لقب )
· تقديم سيف الامام المهدى لملك انجلترا من قبل الامام عبد الرحمن وسمى الكاتب هذاالتصرف بالانبطاح !
· شجعت الادارة الاستعمارية ابناء الاسر الطائفية للاشتثمار فى الزراعة للتحكم فى المزالرعين
· العمل فى هذه المشاريع يقوم على السخرة
· موقف الامام عبد الرحمن من جمعية اللواء الابيض
· تدخل الامام عبد الرحمن لافشال اضراب طلاب كلية غردون لصالح الادارة الاستعمارية
· رفع شعار السودان للسودانيين
· العمل على خلق ولاءات طائفية داخل مؤتمر الخريجين
· انشاء صحيفة اسمها صوت السودان
· اخذ حزب الامة اسمه من حزب الامة المصرى الرجعى
· الدعوة للملكية
· الموقف العدائى لمصر ينطلق من نظرات ثأرية وموتورة
· محاولة حزب الامة ادخال المثقفين فى عضويته
· قاعدة حزب الامة قوامها الادارة الاهلية وطائفة الانصار والانتهازيون وكبار الموظفين والموتورون والحانقون على مصر
· قبول حزب الامة المشاركة فى المجلس الاستشارى والجمعية التشريعية
· احداث مارس 1954
· لقاء السيدين
· تسليم الحكومة للعسكر من قبل عبد الله خليل
· تعريضه بالامام الصادق المهدى بأنه احتكر الحزب لاسرته وأشياء أخر.....
هذه هى بعض المآخذ التى يرى الكاتب انها تخرج حزب الامة من دائرة الوطنية وتجعله ربيبا للاستعمار . اننى سوف اتناول هذه النقاط من زاوية اخرى واترك الحكم للقارئ :-
اولا: بداية اقول ان هذه التهم لم تكن من صنع الكاتب فقد سبقه اليها آخرون وهى موجودة فى المصادر التى اشار اليها وغيرها وظل يرددها كل خصوم حزب الامة من اليمين واليسار ومن هم دون هوية ومن كثرة تردادها اصبحت اشبه بالاحاجى ولعل الجميع يدرك ان القاعدة القانونية تقول ( ان المتهم بريئ حتى تثبت ادانته ) وهى قاعدة دينية واخلاقية فى نفس الوقت . واما الحكم على هذا الحزب بانه وطنى اوغير وطنى او انه ضد مصلحة الامة فالمرجع فيه ليس للوثائق المختلف على صحتها وانما المرجع فى ذلك للمواقف العملية الملموسة المعاشة من قبل الجماهير وأقول ان الجماهير قد قالت كلمتها فى آخر انتخابات حرة فى 1986 حيث نا ل حزب الامة اغلبية المقاعد ولا اظن انها اصوات ا لتبع والمسخرين اللهم الا اذا كان الكاتب يعتقد ان اغلبية اهل السودان كذلك, ولا اظن ان هذا اعتقاده وحتى يومنا هذا الذى زعم فيه كثيرون ان ولاءات الناس قد تغيرت وانه تمت صياغة جديدة للانسان السودانى فقد ظلت انشطة هيئة شئون الانصار وحزب الامة هى الاكثر حضورا فى جامعة الخرطوم وامدرمان الاسلامية والنيلين والجزيرة والاهلية والسودان وكل الجامعات التى انشئت حديثا وفى المدن السودانية: مدنى وعطبرة ودنقلا وبورتسودان وحلفا وسنجة وسنار والابيض والفاشر وكوستى وربك وبرام والجنينة وكاس وزالنجى والرنك.. وحتى ا لقرى : العقدة والحصايا وطوكر وقلى وبلى والعبيدية والخوى والباوقة وتنوب وبلبل ابجازو ودردوق وخشوفرو,وجبرونا...الخ واما المساجد فلعل مسجد الامام عبد الرحمن المهدى بود نوباوى ظل الاشهر خلال العشر سنوات الاخيرة ويمكن الرجوع للجنة حقوق الانسان الدولية فى جنيف. واستقبال الجماهير لقيادة الحزب العائدة ابلغ رد على اى وثائق لايهتم بها الامن ليس له تأ ثير فى الحاضر فيلجأ الى الماضى لعله يجد فيه ما يعتقد انه بهذا سوف يعطل الذين عجز عن اللحاق بهم! فيجد نفسه مثل دون كيشوت يحارب طواحين الهواء. وعلى اى حال فان حزب الامة يقول لمنتقديه وقادحيه بيننا وبينكم صناديق الاقتراع فى اى انتخابات حرة حتى اشعار آخر.
ثانيا:اما عن الدعم الذى وجده الامام عبد الرحمن من الادارة الاستعمارية فأقول نعم دعموه! لقد اسقطوا الدولة التى اقامها والده وقتلوا كل اخوته الذكور ومن لم يقتل منهم نفوه الى رشيد. وهو نفسه اطلقوا عليه الرصا ص وهو ابن الثالثة عشرة وشرد هو واخواته وبقية نساء الامراء وظل مشردا من الشكابة الى البرياب وجزيرة الفيل والزم فى مدنى ان يسجل حضورا يوميا الى مكتب المفتش العام ولم يخفف عنه الا فى ا لحرب العالمية الاولى واما ما يتعلق بنشاطه الزراعى فليس فى ذلك خصوصية فقد كان هذالمجال متاحا لكل من يريد. والدعم الوحيد الذى وجده فى هذاالمجال هو ان الادارة الاستعمارية خففت عنه القيود التى كانت مفروضة عليه! وهى تعتقد انها تلهيه بذلك عن التفكير فى المطالبة بخروج الاستعمار من بلاده وقد خاب ظنها فهذا النشاط اتاح له الالتقاء بالانصار واعادة تجميعهم وتنظيمهم لاسلوب جديد من المقاومة. واما القروض التى أخذها فهى أمر طبيعى ومشروع ومتاح لاى شخص لديه شركات زراعية وصناعية وتجارية مسجلة وقد اقترض من كثير من اصدقائه منهم الملك سعودوقد سدد بعض اقساط القرض ورثته لانه لم يتمكن من سدادها فى حياته . ان اخذ القروض امر معمول به حتى اليوم واما اعفاء الديون فلا زال عرفا تعمل به الدول والشركات فما العيب فى ذلك ؟! ان المهم هوماذا فعل الامام عبد الرحمن بالاموال التى جمعها؟ لقد وظفها كلها من اجل استقلال السودان ونهضته ويمكن الرجوع الى كتاب الاستاذ عبد الرحمن على طه( السودان للسودانيين) وكتاب الامام عبد الرحمن الذى اصدرته اللجنة القومية لتكريم الامام عبد الرحمن . وهنالك مشهد يهز المشاعر الحية فقد جاءه ابنه الصديق قائلا ان وفد الاستقلال مسافر الى نيويورك لعرض قضية السودان فى الامم المتحدة وخزينة الدائرة ليس فيها ما يكفى لسفرهم فالتفت اليه فى حزم وقال له اذا لم تجدوا شيئا بيعوا هذا المنزل الذى اسكن فيه فقضية السودان تستحض التضحية بكل ما نملك حتى ارواحنا !
واما عن السيف الذى اهداه الامام لملك انجلترا وسمى الكاتب هذا التصرف بالانبطاح فلا اعتقد ان الامر يستحق كل هذه الضجة ان الرجل تصرف بلباقة وحنكة لايدركها الا اولوالنهى فالمرحلة ليست مرحلة السيف فالسيف قد انكسر فى كررى امام التكنلوجيا المتقدمة. وهذا التصرف من الامام يرمز الى ان الوسيلة ا لتى يصرع بها الاستعمار وسيلة مختلفة فاذا كان السيف هو رمز العنف فخذوه وقديما قال الشريف الرضى :-
ملكت بحلمى فرصة مااسترقها
من الدهر مفتول الذراعين اغلب
ثالثا : اما قول الكاتب ان الادارة الاستعمارية قد شجعت ابناء الاسر الطائفية على الاستثمار الزراعى للتحكم فى المزارعين فقد يكون هذا صحيحا من قبلها , ولكن الواقع ان دائرة المهدى الزراعية لم تتعامل مع الناس على هذاالاساس فقد كانت وسيلة للاصلاح الزراعى الناجح وتطويره وقد استفاد كل من عمل فيها خبرة وتحسينا لاحواله المعيشية وتعليم اولاده ودونك الدراسة التى قدمها الخبير الافتصادى البروفيسر محمد هاشم عوض عن دائرة المهدى فقد اثبت بالادلة انها كانت تمثل روح الاقتصاد التكافلى وعند المقارنة مع غيرها من الشاركات وجد ان ظروف العاملين المعاشية وحقوقهم فيها افضل من نظرائهم فى غيرها. ويكفى ان معظم الحرفيين والزراعيين والصناع الآن فى السودان هم من الذين كانوا يعملون فى دائرة المهدى . والحديث عن السخرة يفتقر الى الادلة فكل الذين جاءوا للامام فى الجزيرة ابا جاءوا بارادتهم الحرة وكان الامام وقتها مضيقا عليه من السلطة الاستعمارية فالقرب منه كان جريمة! و الادارة الاهلية التى ذكر الكاتب انها تمثل احدى روافد حزب الامة كانت تقوم نيابة عن الاستعمار فى منع الانصار من الهجرة الى الجزيرة ابا والتضييق عليهم ومصادرة ماشيتهم وممتلكاتهم!! تماما كما فعل اهل مكة مع المهاجرين وفى الحالين ضحى المهاجرون والانصار بمتاع الدنيا الفانى وتركوا المال والولد من اجل نصرة الدين وتحرير الوطن. فلم لم يهاجروا للجزيرة ابا بسبب الحوجة حتى يتخذوا سخرة بل هاجروا بارادة حرة من اجل هدف دينى ووطنى . وكان جدى لامى وجدتى من ضمن من هاجروا للجزيرة ابا ولما تحقق هدفهم الدينى والوطنى عادوا الى بلدهم وهم الآن يذكرون ذلك التاريخ وهم فى غاية الشوق لعودة تلك الايام فالمتعة الحقيقية تتمثل فى الرضا والحب والتضحية من اجل الاهداف السامية. يقول جدى عندما اتينا لابا وجدنا امامنا خيارين اما ان نكون مواطنين عاديين نعطى ارضا للزراعة وبيتا للسكن ونمارس حياتنا ككل المواطنين واما ان نسجل ضمن عمال الدائرة نقوم بكل الانشطة الزراعية والدائرة تتكفل بمعاشنا وعلاجنا وتعليم ابنائنا !!. فاختار بعضنا الخيار الاول واختار بعضنا الثانى وكان وضع العمال من كل النواحى افضل من غيرهم ان العمل فى الدائرة وقتها هو مثل الاشتراكات التى تفرضها التنظيمات الحديثة على عضويتها.. وكانت الجزيرة ابا جنة السودان تكسو الخضرة كل ارضها وفيها كل انواع الخضر والفاكهة كانت مكتفية ذاتيا وتمد كل مدن النيل الابيض من خيراتها وكان يقيم بها 40 الف نسمة ولا يوجد فيها مركز للشرطة!! لانها كانت بحق المدينة الفاضلة خالية من النزاعات. كان الكبير ابا والمساوى اخا والصغير ابنا وكل ام فيها هى ام للجميع وظل الحال كذلك حتى جاء النظام المايوى مدعوما بالتعصب الشيوعى فدكها بالطائرات والمدفعية الثقيلة فاحالها الى جحيم وعاث فيها فسادا قضى على خضرتها ونضرتها . ان ماحدث فى الجزيرة ابا من جرم يوجب ان يقدم منفذوه ومن دعمهم الى محاكم مجرمى الحرب وسوف يأتى ذلك اليوم فالحق لايسقط بالتقادم .
رابعا: اما موقف الامام عبد الرحمن من جمعية اللواء الابيض فقد رد عليه الاخ عبد الله الفاضل وأضيف هنا ا ن الامر ببساطة تقدير للموقف السياسى فالجمعية قدرت ان ماقامت به يخدم اهدافها والامام عبد الرحمن قدر ان ماقامت به لايخدم القضية الوطنية فما العيب فى هذا وطبيعى الا يدعم الانسان موقفا لايتماشى مع قناعاته , والانصار فى حوادث الجزيرة ابا وودنوباوى واحداث يوليو76 لم يسندهم من ليس معهم بل طالبت بعض القوى السياسية ان يضربوا بيد من حديد وفى احداث 76 سموا مرتزقة فلم يغضبوا لان تلك قناعات الناس وهم احرار فى قناعاتهم .
واما موقف الامام عبد الرحمن من اضراب طلاب كلية غردون فقد اختزله الكاتب فى نتيجة حددها مسبقا واراد ان يدعمها بتحليل جانبه التوفيق.و لعل القارئ يتفق معى ابتداءا ان الاضراب كانت دوافعه ذاتية لاعلاقة لها بالموقف الوطنى فالطلاب اضربوا لان مرتباتهم نقصت! فبأى حال يدعم هذا الاضرا ب القضية الوطنية؟ وهى فى ذلك ا لحين كانت ا لتحرر من الاستعمار وانى كان الدافع فموقف الامام عبد الرحمن ليس كما ذهب الكاتب الى انه كان داعما للاستعمار ومثبطا للهمم وخير من يتحدث فى هذا المجال احد الطلبة المضربين هو العلامة البروفسير عبد الله الطيب فقد ذكر فى كتابه( من حقيبة الذكريات) ان كل المحاولات فشلت فى ثنيهم عن الاضراب الى ان جاء الامام عبد الرحمن واجتمع بالطلبة وقال لهم ان الانجليز يتعللون بان السودانيين غير مؤهلين لنيل استقلال بلادهم بسبب الجهل والامية وانكم باضرابكم هذا سوف تؤخرون استقلال ا لسودان وتعطون المبرر للا ستعمار .قال الطلبة للامام نحن اقسمنا الانرفع الاضراب حتى ترفع مرتباتنا فقال لهم هنالك قاعدة شرعية تقول اذا اقسم المرؤ على شيئ ورأى فى فعله خيرا فليحنث فى يمينه ويكفر والكفارة اما بالصيام او الاطعام فأنتم طلاب لاتستطيعون الصيام ولا الاطعام فانا اطعم نيابة عنكم وهكذا رفعوا الاضراب فالامام كان ينظر بعيدا وشغله الشاغل هو تحرير بلده وليس دعم الاستعمار وتثبيط الهمم كما ذهب الكاتب .
خامسا : واما النقاط التاريخية الاخرى فقد رد عليها الاخ عبد الله الصادق ولدى تعليق حول تسمية حزب الامة وشعار السودان للسودانيين . ذكر الاستاذ امين التوم مد الله فى عمره انه عندما ارادوا تكوين الحزب طلب الامام منهم ان يختاروا اسما فاجتمع القادة وبعد تداول اتوا اليه باكثر من عشرين اسما كلها تدور حول المهدية والانصار فقال لهم يجب ان يكون حزبنا لكل اهل السودان باختلاف اديانهم والوانهم واعراقهم اى اريده حزبا للامة السودانية كلها فمن هنا اتى اسم حزب الامة وليس كما ذهب الكاتب . والسودان للسودانيين شعار قصد به الارتقاء الى الولاء الوطنى بدل الولاء الطائفى والقبلى وهو شعار مقصود يلخص افكارا عظيمة كان يدعو لها الامام وهذا الشعار وماتبعه من مواقف هوالذى قضى على الولاءات الضيقة وساهم فى تذويب القبلية والطائفية الى ان جاءت الانقاذ واحيتها مرة اخرى . اما تسليم السلطة للعسكر فرغم التبرير الذى قدمه حزب الامة بأنه تصرف فردى من عبد الله خليل الا أننى اعتبره خطأ سياسيا يتحمله حزب الامة ولعل العزاء ان حزب الامة ظل من اكثر الاحزاب مقاومة للدكتاتورية حتى يومنا هذا ونال منها مالم ينله حزب آخر.
سادسا: الامام الصادق اصبح رمزا وطنيا تشهد له ساحات الفكر ومطبات السياسة وبيوت الاشباح فقد وجدت اسمه فى الزنزانة رقم 16 فى بيت الاشباح ينام على البلاط يفترش الارض ويلتحف السماء فى مشهد ليس له مثيل اللهم الا فى سجون الشيوعيين فى سيبيريا مع الفارق ! وكذلك شهدت له المحافل الدولية . ان مشكلة الامام الصادق انه تفوق على اقرانه فارادوا تعطيله بمثل هذه الصغائر انه يحارب فى اكثر من جبهة يحارب الذين يريدون ان يحبسوا الاسلام فى قميص من حديد ويعالجوا مشاكل الحاضر بمفاهيم ماضوية ويحارب الذين يحاولون ادخال بلادنا فى خانة الاستلاب الثقافى اولئك ضد الحداثة وهؤلاء يكرهون ذاتهم وسيظل حزب الامة ترياقا مضادا للانكفاء والاستلاب مادام فيه عضو يتحرك. لقد نال الحبيب الصادق المهدى الامامة بالانتخاب عبر مؤتمر جاء اعضاؤه ممثلين لكلياتهم التقليدية والحديثة فالمؤتمر ضم المصعدين من الولايات والشباب والطلاب والمرأة والمزارعين والرعاة والمهندسين والاطباء والقانونيين والاقتصادييين والمعلمين واساتذة الجامعات والقوات النظامية والمهن الطبية والمهن الزراعية والصيادلة (ماهو دا السودان ) ومارس المؤتمرون نقاشهم بكل حرية وانتخبوا امامهم ومعه مؤسسات تحاسبه وتراقبه انها تجربة جديدة فى الكيانات الدينية لم تبلغها حتى التنظيمات الحديثة فكثير من المنظمات تقول تعاليمها للعضو( اجعل نفسك امام الشيخ كالميت بين يدى الغاسل)والانصار قامت بيعتهم على الطاعة المبصرة والشورى وحقوق الانسان وهذا ليس جديدا فالامام عبد الرحمن قال فى خطاب البيعة عام 1944 (لايستطيع احد ان يمسك بيد احد ثم يعرج به الى الله ولكن الوسيلة يهديك ويرشدك ويدلك حتى يتنور قلبك فاذا تنور قلب العبد تجلت فيه معرفة الله وبمعرفة الله يوفق الى صالح الاعمال وبصالح الاعمال يصل الانسان الى الله ... يا اخوانى اقوالى وافعالى وماآ مركم به اعرضوها على الكتب والسنة فان وافقت الكتاب والسنة فاعملوا بها والا فاضربوا بها عرض الحائط وابحثوا لكم عن طريق تصلون به الى الله ثم تلى قوله تعالى)وماكان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون( ولم يفرض الانصار وصاية على حزب الامة وتركوا الحزب حرا يختار رئيسه فاختار الحزب الامام الصادق بالاجماع نال الرجل كل هذا بعطائه وبلائه لابحسبه ونسبه ولا اعتقد ان للرجل اى عامل آخر مؤثر سوى الحب ومحظوظ من يعطيه الله حب الناس فى هذا الزمان وما سبب الصراع فى العالم الالغياب الحب فما بال اناس يتضايقون لانهم وجدوا شخصا محبوبا من الجماهير ! ان مؤتمر حزب الامة السادس جاء نتيجة لمؤتمرات قاعدية بلغت اربعة آلاف ونصف الاقليلا ومؤتمرات قطاعية للمرأة والشباب والطلاب والحرفيين والمهنيين والمغتربين ولا شك ان نسبة الاستنارة فيه عالية. اما ابناؤه فيظلمهم بعض الناس لمجرد انهم ينتسبون اليه وهذا ليس صحيحا فهل يمنع الانسان من ممارسة حقوقه لمجرد ان اباه شخص مشهور؟!بينما نسمع هذا النقد فى السودان نجداكبر دولة فى العالم رئيسها الآن ابن رئيس سابق!! لقد عرفت ابناء الرجل عن قرب فأ بناؤه وبناته اخوتنا واخواتنا هم مثل اى سودانى وسودانية دخلوا السجون وعملوا فى الزراعة والتجارة وحملوا السلاح مقاتلين ومقاتلات وزاروا الريف السودانى معزين ومتفقدين وشاركوا فى المنتديات الثقافية والانشطة الرياضية ولعبوا( الدافورى وشليل) فما الذى يمنعهم ان يتنافسوا مع غيرهم ولماذا نحرمحم حقوقهم ألمجرد انهم ابناء الصادق المهدى مالكم كيف تحكمون ؟!
اخيرا: اخى عادل عبد العاطى انا اتساء ل لماذا هذا التوقيت ؟ ففى هذا الوقت يجتمع ثلاثة آلاف واربعمائة شخص ليمارسوا حقهم السياسى ويناقشوا الاصلاح الحزب المؤسسى ويناقشوا القضايا الحية أليس كان الاجدى ان يهنأوا ؟!أولا تتفق معى ان هنالك قضايا تشكل هما اكبر فى الوقت الحالى مثل :-
· قضية مفاوضات السلام
· الصراع فى دار فور
· التنمية المتوازنة
· ازالة آثار الحرب
· تجاوز الحرب الباردة بين التأصيل والتحديث
· التحول الديمقراطى
· قضية الحريات العامة وحقوق الانسان
· الحوار الدينى والثقافى
ان النقد لكل مؤسساتنا الوطنية واجب من اجل الاصلاح الحزبى نحن اعضاء حزب الامة لانقول انه حزب معصوم ولاقيادته مقدسة ولا انه افضل حزب على وجه الارض ولكنه يلبى بعض طموحاتنا على الاقل ونقبل النقد البناء ونسعى لاصلاحه من الداخل لاهدمه هذا هو الذى جعل حزب الامة متجددا بينما انقرضت احزاب كانت تدعى انها تحتكر الحداثة والتقدم ونحن مع كل الوطنيين من اهل السودان نعمل كل فى مجاله من اجل الاصلاح لكل مؤسساتنا العامة ومنها الاحزاب وهى شأن لايخص المنتمين وحدهم نختلف مع الآخرين ولكننا لانسعى لاستئصالهم كما لانقبل منهم ان يحاولوا استئصالنا نختلف ونحن نعتقد ان الحقيقة الكاملة لايملكها الاالله سبحانه وقد وزعها على عباده بنسب متفاوتة ليتكاملوا حتى وهم يتصارعون ولك العتبى على بعض الكلمات القاسية ودمت ذخرا للوطن .

Post: #136
Title: Re: ومقال آخر
Author: خالد عويس
Date: 05-03-2003, 12:51 PM
Parent: #135

فات علىّ أن اشير الى أن الشيخ عبدالمحمود أبو هو الامين العام (المنتخب) لهيئة شؤون الأنصار

Post: #137
Title: Re: ومقال آخر
Author: adil amin
Date: 05-03-2003, 05:49 PM
Parent: #136

الاخ العزيز خالد عويس
تحية طيبة
لقد استفدنا كثير من نقاشك الثر فى البورد وان الاهداف المشتركة مصيرها تجمع الناس يوما
فقط لدى سؤال بسيط
هل استطاع حزب الامة الان ان يجعل من نفسه حزب حديث يرضى تطلعات جماهيره العريضة وهل من الممكن ان ينتشر ليغطى كل السودان فى ظل نفس القيادات الاسرية القديمة
وما موقفه من قضية فصل الدين من السياسة
لان مداخلة الدكتور جون قرن فى مؤتمر الحزب كانت محاضرة قيمة للناس لمعرفة معظم جوانب واهداف الحركة الشعبية ونظرتها الواقعية للسودان الجديد
لا نريد دولة ثيوقراطية فى السودان
لا يوظف الدين كاداة لصراع السياسى الضيق
ان قضية السودان قضية التوزيع العادل لسلطة والتوزيع العادل لثروة
هل استوعب اخوانا فىحزب الامة هذه المحاضرة القيمة التى تجعل هذا الحزب العريق يلتقى مع كل القوى الوطنية فى برنامج هادف بعيدا عن الصراعات الضيقة والتى للاسف امتدت بحزب الامة حتى هذه اللحظة الصراع بين المهدى ومبارك
اخى خالد ان الواقع اكبر مدرسة يجب ان يتعلم منها الانسان وان تعاطى العمل السياسى فى السودان ليس ترفا بل مسؤلية ومواجهة صريحة للذات والاعتراف بالاخطاء هو اول مراحل علاجها
لذلك يمكنك يااخى خالد ان تقرا بين السطور كلام الاخ عادل ونقده لحزب وايضا كلام الدكتور قرنق حتى تكون هناك بوصلة حقيقية تضع هذا الحزب العريق فى المسار الصحيح
وان شاء الله نلتقى يوما لقاء الشرفاء

Post: #138
Title: Re: ومقال آخر
Author: خالد عويس
Date: 05-03-2003, 07:36 PM
Parent: #137

عزيزي عادل أمين
جميل أن تسعي لاسماع الآخرين رأيك بأكثر الطرق موضوعية وتهذيبا ، وجميل أن يدل هذا السجال الرفيع بيني وبينك والاخوين عادل عبدالعاطي ود. امجد ابراهيم وجميع الاخوة المشاركين على (امكانية الحوار) وأن سنوات الانقاذ بكل ظلاميتها وكبحها التطور ، لم تقد أبدا لوأد الرأى والرأى الآخر ، فالدليل يقوم يوما بعد آخر على أن السودانيين يتمتعون بحس ديمقراطي أصيل ، ولن انظر الى مساهماتكم القيّمة الا من وجهة النظر القائلة بأن المراد هو دفع المشهد الفكري والثقافي الى الأمام ، وضخ رؤي تجديدية وحداثية واصلاحية فى عروق أحزابنا ، واللافت فعلا ، اننا انتقلنا من مرحلة حماقة الدفوعات العمياء عن كياناتنا السياسية واحتكار الجهد المعرفي والاصلاحي فيها على المنتسبين فقط ، الى فضاء ادارة حوارات فى الهواء الطلق وبمشاركة الجميع عن احزابنا ، وعلينا أن نرقى هذا الحوار الذى أسعد به شخصيا كونه جنح الى تشخيص أزمة حزب الأمة ، وأثار موضوعات كثيرة للنقاش ، وكدأبي بكم ، كنتم فى أوذج عطائكم الفكري ، وسيسمح لى التواضع السوداني للاقرار بأنني اعجبت جدا بطروحاتكم على الرغم من اختلافي معها ، لأنها انطوت كذلك على نقاط اراها جديرة بالتمعن ، فليس كل ما فى تاريخنا الحزبي وراهننا السياسي فى حزب الأمة ملائكي لا تتطرق اليه شبهات الجمود والتكلس ، بل أنه من غير المفيد انكار الاحتقانات القائمة حاليا فى داخل الحزب . ومن نافلة القول بأن اثارة قضايا تنظيمية وفكرية وتاريخية عن حزب الامة هكذا بمشاركة الجميع ، وفى هواء طلق من دون موانع تنظيمية ومن دون أية رقابة سياسية أو وصاية من أى نوع ، يزيد فى غبطتي ويؤسس على الأقل منهجا لحوار مستمر بين مثقفي الحزب والمثقفين السودانيين سأعمل من جانبي على ادامته وتنشيطه .
بالنسبة لأسئلتك ، لن اكذب عليك عزيزي عادل حيال سؤالك الأول ، فالحالمون وحدهم بمقدورهم توفير اجابات متفائلة حيال السؤال المتعلق بارضاء الحزب لقواعده الجماهيرية ، وحداثته ، لكن بوسعي القول بأن تطورا ما قد طرأ على فكر الحزب ، ومنهاجه فى التواصل مع جماهيره ، وأن هذا التطور يحتاج لمجهود نوعي بهدف ايجاد بيئة معافاة فى داخل الحزب وسوقه باتجاه الحداثة ، لكنها قضية لا تنفصل عن قضية الحداثة السودانية بشكل عام ، وسأزعم بأن التحديث الذى نطمح اليه لا يستند الى الادوات الفكرية والسياسية وحدها ، انما بامكاننا ان نساهم مع الآخرين فى رسم طريق للتحديث يستوعب حاجاتنا الملحة لمراجعة المناهج التربوية ، والدور الثقافي الذى يمكن ان تضطلع به الموسيقي والمسرح والكتاب والكمنجة ، ويتسع ليشمل محو الأمية وتوفير العلاج والتعليم لكل سوداني ، وتأسيس مؤسسات مدنية فاعلة تتغلغل فى النسيج الاجتماعي لاحداث نقلة حقيقية ، لكن ، فى المقابل ، فاننا نعد ببذل جهود مضاعفة فى داخل حزبنا من اجل تثقيف القاعدة وترقيتها ، وحثها على استنباط مبادرات فى اتجاه النقد الذاتي وتشخيص قضاياهم فى أضواء جديدة ، والشاهد فى هذا أن الكلام هنا لا ألقيه جزافا ، فالاساس لمثل هذه النهضة تم تأسيسه بالفعل من خلال مضاعفة الوجود فى الجامعات السودانية طيلة العقد الماضي ، وتقوية التنظيمات الطلابية التى مهدت لايجاد شرائح مثقفة وواعية فى داخل الحزب فضلا عن تمتعها باستقلالية كبيرة مكنتها من توجيه الصراعات داخل الحزب فى اتجاهات جديدة لا يغيب عن بالنا انها فى مبتدأها وتعوزها التجربة ولا شك فى انها ستتبلور لاحقا لتشكل دعامة التطور والترقية ، كما أن التجديث الذى طال هيئة شؤون الانصار سيمكّن من ادارة حوارات ثقافية وفكرية مهمة معها ، وهى بدأت بالفعل ، أما القيادات الأسرية عزيزي عادل ، فلا أظنك ستنساق لقراءة الاحداث بناء على معلومات تنقصها الدقة ، فالسيد حامد محمد حامد ( وهو عضو لا ينتسب لهذه الاسر ) حظي بأعلي الاصوات فى آخر مؤتمر للحزب خلال الشهر الماضي لينال عضوية المكتب السياسي بأعلى الاصوات فى حين احتلت د. مريم الصادق المهدي المرتبة رقم (19) فى نفس القائمة ، وكان من الممكن جدا ان تواجه السقوط ، والابعاد عن عضوية المكتب السياسي ، على أنه طالما لا زال الجدل قائما حول اسرة الصادق المهدي وشخصه ، لابد لنا من التطرق اليه ، ودعنا نستبعد اسم المهدي عنه ، هل كان الوضع سيتغير تغييرا كبيرا فى ما اذا كان الصادق المهدي ليس من آل المهدي ؟ اللافت أن معظم المثقفين الذين انتموا للحزب مؤخرا ، قادهم لذلك ما طرحه الصادق من فكر ، وما قام به من معالجات فى شؤون فكرية شتي ، ولعلي اسوق امثلة تبرهن على قولى ( امين مكي مدني / محمد محمد خير / عصمت الدسيس / سيف الجامعة / البروفسير عزالدين عمر موسي) وهذا الاخير اكاديمي ومثقف لا يمت للانصار بصلة ، حاز مؤخرا على جائزة الملك فيصل العالمية فى العاصمة السعودية وهو مستشار الصادق المهدي _ حاليا _ لشؤون المنظمات الدولية !!
الصادق المهدي يا عزيزي لم يحز هذه المكانة الحزبية لأنه من آل المهدي ( وان كان كذلك لحظي بها احمد المهدي فهو الاكبر عمرا ، وهو نجل الامام عبدالرحمن ) هل يستطيع الا مكابر ان يجرد الصادق المهدي من مكانته الفكرية والثقافية فى سودان اليوم ؟؟!!
ولماذا يتم التركيز على استئصال شأفة أبنائه من القيادة طالما أنهم (قاتلوا) فى اريتريا ، وقد نسي الاخ عادل عبدالعاطي أن يحدثنا عن دور بشري ومحمد احمد فى صحاري اريتريا فى معرض هجومه على عبدالرحمن ومريم ، والاخيرة قال عنها انها كانت ترأس منظمة اغاثية تابعة للحزب !! ما الضير ؟! اما كان من الانسب لها ( وهى ابنة الصادق المهدي) ان تستكين فى الخرطوم والقاهرة بدلا من ترؤس عمل اغاثي فى صحراء اريتريا ؟ ورغم هذا فان اعضاء الحزب فضلوا عليها (1 مرشحا آخرا من الحزب ، ثم أن أسر مشابهة فى الهند (غاندي) وبريطانيا ( تشرشل) والولايات المتحدة ( آل كنيدي وآل بوش) لم يجدوا المعارضة الشديدة من معارضي احزابهم كالتى تجدها اسرة المهدي ، ولكأني بهذه الاسرة التى يكرّم أمثالها فى بلدان أخري ، بل أن بلدان اخري جعلت من اسر كهذه ملوكا وسلاطين ، ونحن نضن عليها حتي بمجرد المشاركة السياسية حتي لو انتج ابناؤها فكرا ، وتثقفوا واضحوا مؤهلين للقيادة بالفعل ، واعود لتساؤل الاخ عادل عبدالعاطي عن عدم ترشح ( خالد عويس او غيره من القايدات الطلابية لقيادة الحزب ) لأقول بأن محمد الزين آدم عديلة يمثلني ( وهو الآن للمناسبة معتقل منذ شهر ونصف لاتهامه الحكومة علنا بالمسؤولية عن احداث دارفور ويلقي اعتقاله تعتيما شنيعا ، وانا أحييه من هذا المنبر واثمن نضاله ) وحامد محمد حامد يمثلني بالقدر ذاته ، وصديق الصادق لو كان قدر له دخول المكتب السياسي كان سيمثلني لأننا نلتقي فى الرؤي ، بل ان الصادق المهدي نفسه يمثلني لأنه واحد من مثقفي الحزب ، انا انظر اليه من هذه الزاوية ، وادرك جيدا من خلال قراءتي المعمقة لفكره السياسي ( خاصة محصوله فى التسعينات) انه يسعي فعلا للترقية والتحديث ، الكثيرون يقومون بتمثيلي هناك عزيزي عادل ، ويكفي أن 60% من المشاركين فى المؤتمر العام كانوا من الشباب ، الا يمثلني كل هؤلاء ؟!
أما قضية الدين والدولة ، فسأحيلك الى مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية فى 1994م بمشاركة من حزب الامة ، والبند الذى يشير بوضوح الى عدم جواز قيام أى حزب سياسي بناء على اسس دينية ، وعمليا ، فان الحزب منذ نشأته وفى دليله التعريفي ومسوداته الاولى لم يستثن سودانيا من الانتساب اليه ، وفى عضويته الحالية عدد من المسيحيين ، وفى تاريخه تقارب حميم وصل الى الاقتراب من التحالف الكامل مع حزب سانو ( الشهيد وليام دينق) ، وأحيلك الى مدونات الصادق المهدي الفكرية فى التسعينات ، وأحيلك الى ادبيات الحزب طيلة الفترة الماضية التى شهدت تناميا مفزعا لتيار الاسلام السياسي الحاكم ، وأحيلك الى مشافهات الأمير عبدالرحمن نقدالله فى ندوات متفرقة ( 1999 _ 2001م) فى جامعات الخرطوم ، الاهلية والسودان اضافة الى ندوة الاتحاديين فى بيت الزعيم الازهري (1999م ) فى اثناء الاحتفال باستقلال السودان !!
أما موقفنا من الدولة الثيوقراطية فلن احيلك الى موقف الحزب منها ، انما سألفت الى رأى هيئة شؤون الانصار منها ، لما له من دلالات كبري ، ربما هى اكثر اهمية من الحزب لأنها مؤسسة دعوية اسلامية ترفض رفضا بائنا وواضحا قيام دولة ثيوقراطية فى السودان ، ثم ان الاهم من ذلك موقفها من الانقاذ (الدولة التى تقول بأنها ثيوقراطية ) أى منبر ديني فى السودان جاهر برفض الانقاذ أكثر من منبر الانصار ، فهل يعني هذا رفض الدولة الثيوقراطية أم لا ؟!
أدرك أن بعض المثقفين يتوقفون كثيرا فى رؤي الصادق المهدي الفكرية فى حقبة السبعينات ومسائل (القيادة الملهمة ) و( ولاية الفقيه) وردا على هؤلاء ، اقول بأن العلامة الفارقة على تطور الفكر فى داخل الحزب هو تجاوزه لكل اللافتات الفكرية السابقة ، بل ان (الصحوة الاسلامية) نفسها اضحت لافتة من الماضي ، فاللافتة الاساس حاليا هى لافتة (المجتمع المدني) وفى تقديري فان هذا يدل على حيوية فكرية ، لم يكن الصادق المهدي هو الوحيد الذى اضطلع بصياغتها وتحديثها ، فعدد كبير من مثقفي الحزب اسهموا فى نقاشات وحوارات فكرية معمقة حيال هذه المسائل ، اذكر من بينهم الراحل د. فضل الله على فضل الله ، وصلاح ابراهيم احمد ، ومحمد على حامد الحلاوي ، وبرفسير عزالدين عمر موسي ، وعبدالرسول النور ، وغيرهم ممن لا تسعفني ذاكرتي الآن بحصرهم على اهمية ذكرهم ، وفى هذا السياق اذكر فى منتصف التسعينات فى داخليات جامعة الخرطوم (السنتر) دار حوار مطوّل ( فتحي حسن عثمان / حسن اسماعيل / اسماعيل حسن / الزبير وراق وشخصي) عن قصور رؤية الصادق المهدي فى ذلك التاريخ حيال الثقافة السودانية و(الهوية) واثيرت القضية فى محافل حزبية كون الحزب ينظر الى المسألة باعتبار الهوية جزء من الثقافة الاسلامية العربية فى اطار جغرافية افريقية ، واسهام ثقافي افريقي ، واعتقد أن الصداق المهدي نفسه كان عاكفا حينذاك على مراجعة رؤيته ، المهم ، ان الحزب صحح موقفه السابق فى اتجاه تنوع الثقافة السودانية ومنابعها المتعددة تحت مظلة (هوية سودانية) وقد اوردت هذا المثال للتدليل على أن جيل الشباب فى الحزب لا يقف مكتوف الايدى حيال الكراسات الفكرية الحزبية ، انما يعمد الى تفكيكها وتحليلها ومخالفتها فى احيان كثيرة ، فضلا عن امكانية التطور والترقية حتي فى الاطار الفكري اذ لا يمكن الزعم بالجمود فى هذه الناحية .
أما شعورك تجاه حزب الامة فى ختام مساهمتك ، فيا اخي نحن نبادلك شعورا طيبا بشعور أطيب ، ونتمني لكل الاحزاب السودانية التقدم والازدهار ، لأننا نشكل جزء من هذه الفسيفساء الوطنية ، ما يسرها يسرنا ، وما يدفعها للتقدم يدفعنا ، وما يضرها يضر بالمشروع الوطني كله .

بخصوص الصراع الذى ذكرته بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل ، فلا نحتاج لاعادة النظر بتركيز على ما أفرزه الصراع ليس بين الرجلين كما ذكرت وانما بين رغبة جماهيرية عارمة على عدم المشاركة فى السلطة فى غياب الفاعليات السياسية الاخري وفى غياب اجماع وطني ، وفى غياب دستور قومي بالتراضي وبين فئة عزلت نفسها وضحت بالاجماع الوطني والضمير القومى لترمي بنفسها فى احضان الانقاذ
فهل تسمي هذا صراعا بين الصادق ومبارك؟

Post: #152
Title: Re: ومقال آخر
Author: Abdel Aati
Date: 05-06-2003, 03:41 AM
Parent: #135

الاخ خالد

تحية طيبة

شكرا لك علي ايصال رسالة الاخ عبد المحمود ابو ؛ الامين العام "المنتخب"لهيئة شؤون الانصار.واتمني ان اعود لمناقشتك في مفهوم الطائفية ؛ ولماذا نزعم ان جزب الامة حزب طائفي.

في هذه العجالة؛ ارد علي بعض ملاحظات الاخ ابو

ينعي علي الاخ ابو بدايتي التي ذكرها؛ ويقول انها توضح التحامل ؛ واقول ان غرضي من هذا البوست لم يكن كتابة رسالة علمية عن حزب الامة؛ وقد نتوفر لذلك ذات بوم ؛ وانما هو نقاش سياسي – تاريخي ؛ مسكون بمواقف الحزب القريبة والبعيدة. والحق اقول اني مؤقن ايقانا تاما؛ بان حزب الامة قد خرب وافسد في الحياة العامة السودانية ؛ بما لا يضاهية حزب اخر ؛ ويكون بذلك من الكذب والجبن تحاه نفسي والاخرين؛ ان لا اعلنم ما وصلت اليه من قناعات؛ بعضها من دروس التاريخ؛ وبعضها الاخر من دروس الحاضر .

يتابع الاخ ابو من بعد اعتراضاتي علي حزب الامة ؛ ويؤكد انها قد اتت في كتابات الكثير من الكتاب من اليمين واليسار؛ وممن لا اتحاه محدد لهم ؛ ليصل االي ان الوثائق لا تحدد؛بل المواقف العملية؛ وفي ظني ان هنا تجاوز كبير ..فالوثائق التي نتحدث عنها هي توثيق لمواقف عملية؛ ويكون من الانتقائية وانعدام النظرة النقدية؛ ان نتحاوز عن حصيلة تاريخ كامل؛ لنحكم بنتيجة انتخابات واحدة.. واذا كان الامر كذلك ؛ فقد ياتي من يقول لي ان هتلر ديمقراطي؛ حيث فاز في انتهابات العام 1933 ؛ الخ الخ

انني لم ازعم قط؛ ان جماهير الانصار او الشعب السوداني هم تبع ومسخرين؛ وانما زعمت ان قيادة حزب الامة قد سخروهم واستغلوهم ؛ سياسيا واقتصاديا وروحيا؛ وما النتيجة الجيدة التي حصل عليها حزب الامة في اخر انتهابات ؛ الا لانعدام البديل؛ وتوهم الناس ان سياتي الهير مع الصادق؛ وانه سيلتزم بما وعدهم به ؛ من كنس اثار مايو ؛ وايقاف الحرب ؛ والغاء قوانين سبتمبر التي لا تساوي الحبر الذذي كتبت به ؛ وايقاف الحرب ؛ وتحقيق التنمية " المستدامة" ؛ والحفاظ علي الديمقراطية

هذه الشعارات؛ لم ينفذ حزب الامة منها ولا واحدة؛ بل علي العكس ؛ اعلن الصادق ان السوق الاسود قد هزم حكومته ؛ وحل الحكومة لابعاد الوزير الذي التزم ببرنامج محاربة الفساد ؛ وماحك في قوانين سبتمبر ؛ وادخل رجالها الحكم ونزع عنهم العزلة ؛ وماطل في تحقيق السلام ؛ وعجز عن كسب الخحرب ؛ ورفع اسعار المواد التموينية ؛ وعجزت حكومته امام كارثة الفيضانات ؛ وعجز عن حماية الديمقراطية ؛ والتي عين حراسها من حزبه في القيادة العامة وفي المخابرات

ليست اذن المشكلة ان السودانيين قد صوتوا لحزب الامة؛ المشكلة ماذا فعل حزب الامة لهذه الجماهير ؟ وهل كان علي قدر امالها ؛ او علي الاقل علي قدر وعده والتزاماته ؟


نواصل

Post: #164
Title: Re: ومقال آخر
Author: Abdel Aati
Date: 05-07-2003, 04:34 AM
Parent: #152

مواصلة في التعليق علي اراء الاخ ابو

-----------------------

يعترف الاخ ابو بدعم الانجليز لعبد الرحمن المهدي ؛ وان حاول تفسيره بانه اجراءات عادية ممارسة ؛ وكاننا نتحدث عن دولة مستقلة ديمقراطية ؛ وليس عن بلد مستعمر وجهاز استعماري غاشم يظلم السكان ... وقد اوردنا كيف نزعت الاراضي من ملاكها الطبيعين ؛ ثم كيف ملكت من بعد للاسياد ؛ ويحضرني هنا ماجاء بكتاب طبقات ود ضيف الله عن احد الفقهاء ؛ والذي اراد احد ملوك الفونج ان يقطعه ارضا ؛ فرفضها ؛ لانها ارض مغصوبه ؛ وقال للملك هذه ارض النوبة انتم غصبتوها عنهم ..ولاحظ هنا موقف الفقية من ملك من اللبلاد ؛ ولكنه ظالم ؛ وموقف عبد الرحمن المهدي من ظالم آخر ؛ وفوق ذلك هو معتدي ومحتل ومستعمر !

الدعم من الانجليز لم يكن لسواد عيون السادة ؛ بل لخلق طبقة مرتبطة بهم ؛ تدعمهم ويدعموها ؛ وهذه الحقيقة قد سجلها معظم المرخون من مختلف الاجاهات السياسية ؛ وقد ذكرنا منهم حسن عابدين ؛ ومحمد احمد سكينيجا ؛ ومحمد سعيد القدال ؛ ومن الاجانب هولت ؛ واسبولدنج ؛ وتيم نبلوك ؛ وكوريتو ؛ الخ الخ ؛ ففيم المغالطة اذن ؟

من الجهة الاخري يتمسك محاوري حزب الامة والانصار بواقعة السيف ؛ ويحاولوا ان يضفوا عليها تفاسيرا تخصهم وحدهم ؛ ويتحاخلوا سياقها ؛ وهي انها اتت ضمن زيارة للتهنئة وتاكيد الولاء ؛ هذا الؤلاء الذي كتب في وثيقة وقعها السادة الثلاثة وآخرون ؛ وعبروا عنها في جريدتهم الحضارة لعدد من السنوات ؛ ثم كرروه ابان هبة 1924 ؛ والتي لعبوا دورا بارزا في اجهاضها ؛ واذا كانت اللواء الابيض ومن قبلها الاتحاد السوداني قد دعتا الي استقلال السودان ؛ كما اورد تقرير لجنة ايوارث التي حققت في الاحداث ؛ واذا كان قيامهما كان رد فعلا علي الاتجاه المتعاون معه الاستعمار؛ فان الحديث عن اختلاف وجهات النظر – الفكرية والسياسية هنا ؛ لا يكون الا ذرا للرماد في العيون ؛ فقد كان واضحا ان حركة 1924 كانت تمثل الوطنية السودانية ؛ ولهذا وقف معها الشارع السوداني ؛ بينما وقفت المجموعة المضادة مع المستعمر ؛ ولذلك وجدت العزلة والنقد والهجوم ؛ كما تبدي في الاقوال الشعرية عنهم ؛ والتي رصدنا بعضها ؛ وامسكنا عن بعضها الاخر

ونواصل

Post: #140
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: الكيك
Date: 05-04-2003, 06:33 AM
Parent: #1

الاخ كانتونا
انت مندفع ومتحمس لدرجة الاساءة لنفسك ...قطعا هذا الاسلوب الذى اتبعته خطا وولو تعجبك كتابات الاخ عادل كان فى امكانك اقناعنا رايك دون الاساءة له والاخرين وعدين يا اخى من قال لك ان الشيوعيين مرتدين ومن اين اتيت بهذا القول واذا كان هذا ضمن اعتقاداتك فانت مخطىء فى الفهم والادراك وبهذه الطريقة لن تجد من يتعاطف معك ...ويعنى ايه ترد لتوضح خطا فى النسب وتترك اصل الموضوع والاتهامات الاخرى ومضمون المقال وتتجه للسباب ومن الذى فوضك يا اخى بالحكم على الاخرين بانهم مرتدون اتق الله يا اخى ولا تشتم الاخرين بما ليس فيهم
هدىء اعصابك واكتب بموضوعية لنقرا لك ونرد عليك باحترام

Post: #142
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: adil amin
Date: 05-04-2003, 02:48 PM
Parent: #140

الاخ خالد العويس ]
تحية طيبة
نحن كنا نتمنى ان يضع حزب الامة رؤية فكرية واضحة بحيث تجعل كيان الانصار مرجعية روحية للحزب ويكتفى السيد الصادق المهدى بامامة الانصار
وان يظل المكتب السياسى للحزب مستقل ومفتوح للجميع ويرشح لراسته اى فرد من السودان بصرف النظر عن جهته او عرقه او دينه
لان الامساك بالامامة وراسة الحزب هى ابعد ما يكون عن الديموقراطية مالم ميتقدم الترشيح لراسة الحزب اكثر من شخص
ونحن بذلك نهدف فقط للتطوير الاحزاب السودانية وفقا للقاعدة الربانية(ان الله لايغيير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم) ولا زال مشوار الحزب طويلا نحو المؤسسية
والديموقراطية
اما اختلا ف السيد الصادق المهدى مع الاخ مبارك الفاضل فهو نسبى لان السيد الصادق المهدى اختلف مع التجمع وووقع اتفاقية جبوتى مع النظام وعاد الى السودان رغم شمولية النظام والقوانين المقيدة للحريات ووجود الترابى فى الاقامة الجبرية.... ثم تلى ذلك ان اختلف السيد مبارك مع الصادق المهدى ودخل فى الحكومة..ولا يحق للسيد الصادق المهدى ادانة الاخ مبارك الفاضل لدخوله فى الحكومة حتى لا يدين الوطنيين السيد الصادق المهدى لدخوله السودان رغم وجود القوانين المقيدة للحريات وعدم الاتزام النظام بالتحول الجاد نحو الديموقراطية
اما حديثك عن مبدا الراى والراى الاخر فى البورد ....ان ليس جديد على الشعب السودانى وقد اختار جل الشعب السودانى المنافى ليعبر عن حريته من غير وصاية وان الانظمة الشمولية قد افل نجمها
والنقد الذاتى مهم جدا فى المرحلة القادمة
وانظر للتيار الجديد الذى يقوده حسن مكى وعبد الوهاب الافندى

Post: #141
Title: لمواصلة الحوار
Author: خالد عويس
Date: 05-04-2003, 02:33 PM
Parent: #1

up

Post: #143
Title: Re: لمواصلة الحوار
Author: خالد عويس
Date: 05-04-2003, 04:38 PM
Parent: #141

عزيزي عادل أمين
قصاري القول أن موقفي ازاء الجمع بين الامامة ورئاسة الحزب ، معلن ومكتوب ، وسبق أن ناقشته هنا ، وهو نابع من قناعاتي بأن الأمر يظهر حزب الأمة كجسم سياسي على أنه لافتة سياسية لكيان الأنصار ، فضلا عن الاشكال الفكري حيال مسألة الامامة ودورها فى السياسة ، وعلى الرغم من محاججة البعض فى داخل الحزب بأن ظروف محلية واقليمية ودولية أملت تلك الخطوة ، الا أن آراء من قبل أعضاء فى الحزب لا يستهان بهم تخالف هذا الاتجاه ، واعتقد أن هذا الاشكال الفكري ستتم معالجته فى اطار الحوار القائم حيال علاقة كيان الانصار بحزب الأمة ، وفى هذا الصدد نحتاج اولا لتعميق الحوار وتأطيره فى ناحيته الفكرية فضلا عن تقديم رؤي جديدة حوله .
اما خلاف الصادق مع مبارك ، فبالامكان القول بأن الثاني يمضي وقته فى القصر الجمهوري حاليا فى حين ان اعضاء قياديين فى حزب الاول يمكثون فى سجن كوبر . قياس الوطنية فى تقديري لا يتأتي من البقاء فى الخارج او العودة للداخل ، فالتجمع الوطني يواجه ضغوط من قبل الحزب الشيوعي واطراف اخري بهدف العودة الى الداخل فهل سنسقط عن هؤلاء الصفة النضالية والوطنية ؟
قبل أن نحاكم الرجل بعودته ، علينا ان ندرس طبيعة فكره وميوله ، فالجهاد المدني ، والدعوة الى الحل الشامل ، والدعوة الى حل سلمي كانت من بنات افكاره ، اى ان بالرجل نزعة متأصلة فى ممارسة دوره الوطني فى اطار سلمي متي كان الظرف يسمح بذلك ، ورغم الاختلافات الكثيرة حول قراءة الوضع الداخلي حاليا ، الا انه لا يمكن القول بأن الاوضاع الحالية تماثل اوضاع 1996م مثلا ، فهامش الحرية الذى انفتح ، والضغوط التى تواجهها الحكومة ، تسمح بممارسة معارضة داخلية لا تسقط عن اصحابها "الوطنية" ، وعموما ، فمن المفيد الاختلاف حول هذه النقطة ، لأن المحصول النهائي لهذا الاختلاف سيخلّف ضغطا اكبر على الحكومة وسيدفع بمطالباتنا بالديمقراطية الى الامام

Post: #144
Title: Re: لمواصلة الحوار
Author: خالد عويس
Date: 05-04-2003, 08:29 PM
Parent: #143

وهذه مساهمة من الاخت لنا مهدي تسلمتها عبر البريد الالكتروني

ردا على عادل عبد العاطى-2-
بقلم:لنا مهدى
اخى عادل
وجدتك زججت بالالف و اللام الى اسم والدى لتحيله الى المهدى محاولة منك ان تؤكد ان من يدافعون عن ما يدور فى الحزب معظمهم من آل المهدى-بحكم مصالحهم فيه-ولعلك نسيت خلال بحثك المحموم عن دفوع لآرائك ان تنظر جيدا الى صدر مقالى فانا لنا مهدى و لست لنا المهدى و اسفة اذ خيبت ظنك ، و ان كنت لم تذهب بعيدا فانا من الاسرة" السعيدة" يجمعنى بها نفس الرحم الروحى و المنهجى و الفكرى الذى هضم ما عداه من ارحام كما يجمع غيرى بها ، و ان كنت اختلف معك فى وصفها بالسعيدة فبالله عليك يا اخى اى سعادة فى المصادمة مع الديكتاتوريات و التشريد و التعذيب و التنكيل بافرادها و مصادرة ممتلكاتهم اللهم الا السعادة الناتجة عن الايمان باقدارهم التى خولت لهم لعب هذا الدور المقلق و التاريخى ، و علقت ساخرا من وصفى حزب الامة بقلعة الحرية و الديمقراطية لدرجة انك لم تعرف اتضحك ام تبكى و ارى ان تدع كلا الفعلين فهما نتاج العاطفة و ما عليك سوى ان تفكر فيما كتب فالتفكير فعل عقلانى بحت و احسب انك تروم كل ما هو عقلانى ، و الحق ان هنالك عدة جمل استوقفتنى فى مقالاتك المعنونة ب "حزب الامة حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية"قررت ان ارجع لها فيما بعد و ها انا افعل فقد قلت:[و دونك الصوت الخافت لرجال كبشير عمر]و[تم تهميش من لا ينتمون للبيت الطائفى كما تم لبشير عمر]و اسالك حقا من ذا الذى يجرؤ على تهميش قيادة معطاءة بقامة د.بشير عمر؟ و قد كان الى آخر لحظة الى ان حل المؤتمر العام السادس الاجهزة الحزبية مساعد رئيس الحزب للشئون الاقتصادية و هو منصب رفيع كما تعلم ، و تم ترشيحه لمنصب الامين العام للحزب لكنه اعتذر لظرف خاص جدا حال دون قبوله الترشيح ، ولو قدر لك اخى عادل ان تحضر اى من اجتماعات المكتب السياسى او القيادى للحزب لفغرت فاهك دهشة و عجبا من فرط سخونة و صراحة النقد الذاتى و النقاش بشكل لم تتوقعه فى اكثر احلامك تقدمية و لما قلت ابدا ان هناك صوتا خافتا او مكتوما فى الحزب ، و لا ارى مبررا لاصرارك العجيب على انتقاد وجود بعض افراد الاسرة "السعيدة" فى المكتب السياسى ، فهم لم يدخلوه على اسنة القهر او الجبر بل اتى بهم الخيار الديمقراطى ، فما من عضو يقبل بغيره وسيلة للتصعيد و الترقى التنظيمى ، و ما من احد يقبل ان يفرض عليه كائن من كان ،ايضا ذكرت [ الممارسة المجحفة بحق الامير نقد الله ] فى اشارة منك الى عدم فوزه بمنصب الامين العام للحزب ، ولا ارى ان هنالك اجحافا بحقه لان الديمقراطية هى التى اتت بغيره كامين عام ، و على المستوى الشخصى كنت افضل الامير فى الامانة العامة و لكنى لن اندب الحظ المعاند الذى لم يوفق خيارى و لن اكتف يدى احباطا بل يتوجب علينا معاونة الامين العام الجديد بكل ما اوتينا من قوة كل عبر قناته التنظيمية و هكذا تعلمنا فى حزب الامة ان تتقبل الراى الآخر و ان تمتثل للخيار الديمقراطى حتى لو لم يوافق ميولك و ان تعمل للمصلحة العامة ، و نقد الله نفسه دعا الجميع للقبول بالديمقراطية ، و اؤكد لك انها ليست صورة طوباوية عن الحزب بل هى حقيقة ما يدور فيه ، اعضاء الحزب يا اخى ليسوا اغرارا او سذجا بل هم شريحة واعية تصدت لدورها المصيرى فى تغيير وجه الواقع السودانى سياسيا و فكريا باصرار و شجاعة بحكم انتمائها الى اكبر الاحزاب السودانية حجما ووزنا ، و صدقا اود ان اعرف يا اخى برنامجك و مرتكزاتك الفكرية و رؤيتك لتغيير واقع السودان ، و ادعوك بعد ان تفرغ ما فى جعبتك من هجوم على حزب الامة الى مناظرة عقل لعقل و كيان لكيان و فكر لفكرعبر منبر حر فعلا ، و التمس لك بعض العذر فى هجومك فقد نقلت عن مراجع تاريخية بعضها غير خال من الغرض و اكثرها محل نظر ، فالتاريخ السودانى يحتاج الى اعادة كتابة من الالف الى الياء فبعض السودانيين الذين كتبوا عن تاريخنا وان كانت لهم جهود مقدرة و امينة فى هذا الصدد الا انهم وقعوا فى شراك الكتابة عن مراجع اجنبية غير دقيقة كما ان تاريخ السودان تعرض الى تشويه متعمد من قبل ذوى المصالح مرة من غير السودانيين الذين راعهم ان ينحت هذا الشعب المجاهد تاريخا مشرفا بين الامم او بيد بعض السودانيين الذين يخشون ان يشهد التاريخ على ما اقترفوه من جرائم مادية و معنوية بحق الوطن و المواطنين ، و لشد ما تبسمت عندما استدللت اخى عادل بكتاب محمد ابراهيم نقد – قضايا الديمقراطية فى السودان-فقد جالت بخاطرى فكرة –مجرد فكرة- انه مازال سكرتيرا عاما الحزب الشيوعى منذ اغتيال عبدالخالق المحجوب بداية السبعينات ...لقد اسعفت الطائفية المزعومة حزبنا ليعقد ستة مؤتمرات عامة عبر تاريخه بينما لم تستطع التقدمية المفترضة تغيير واقع الكثير من الاحزاب التى تتبناها و تتوارى خلفها.......فهنيئا لنا.....

Post: #145
Title: Re: لمواصلة الحوار
Author: خالد عويس
Date: 05-05-2003, 06:12 PM
Parent: #144

UP

Post: #146
Title: Re: لمواصلة الحوار
Author: Abdel Aati
Date: 05-05-2003, 09:53 PM
Parent: #144

الاخت لنا "مهدي"

معذرة علي زج الالف واللام الي اسمك؛ وكلي اسف انك لا تنتمي الي الاسرة " السعيدة" بالدم؛ وان انتميتي لها بالاختيار.. اما عن كلمة سعيدة؛ فقد شرحت حيثياتي عنها.

في مصر ابتدع االسادات ما اسماه ديمقراطية المنابر؛ وعندما حاول البعض ان يعاملها كديمقراطية حقيقية؛ اوضح لهم ان هذه الديمقراطية هي ديمقراطية تعبير؛ مش ديمقراطية تغيير .. وظني ان الديمقراطية التي تتحدثي عنها في حزب الامة؛ والتي سرد الاخ خالد ايضا بعضا من خواطره حولها؛ انما هي ديمقراطية التعبير الساداتية هذه؛ ودون التغيير خرط القتاد وخوض البحر.

حديثك عن المؤتمر الاخير لحزب الامة لا يقنعني؛ فهو ما فعل غير ان سلم علي الامر الواقع؛ اي سيطرة الصادق المهدي واسرته علي الحزب؛ وفي ظني انك تعرفين ان الديمقراطية لها مفاهيم وممارسات اعمق؛ ومن بينها تخفيض وتبديل القيادات؛ ومحاسبتهم؛ واتاحة الفرصة لقيادات جديدة؛ فهل فعل المؤتمر شيئا من ذلك تجاه الصادق؛ والذي تربع علي قيادة الحزب لاكثر من اربعين عاما؛ والذي تجاوز سن المعاش؟ لم يفعل ذلك ؛ ولا يستطيع

عن فكرتي لحل الازمة السودانية؛ فقد عرضتها في العديد من مقالاتي ؛ ويمكن لك ان تقرائئ جزءا منها في موقعي الشخصي في القسم العربي؛ ولكني مع ذلك لست قائدا سياسيا او فكريا؛ وانما مواطن سوداني ينفعل بقضايا بلاده؛ ولو ملكت التفرغ والظروف التي يوجد فيها البعض من "السعداء" ؛ فلربما اسهمت اكثر؛ ولو وجدها آخرون لربما اسهموا اكثر واعمق؛ من افراد الاسر السعيدة التي تطمح الي حكمنا

تشكيكك في الوقائع التاريخية دلالة عجز؛ وقد اعترف حزب الامة نفسه بالكثير من هذه الوقائع؛ كما اعترف ببعضها الاخ خالد والسيد ابو ؛ فلماذا المجادلة والتشكيك ؟؟ من الافضل الاعتراف بالخطا؛ لان في ذلك دلالة قوة؛ وضمانة الا يتكرر؛ ولكن هيها ت ذلك من الصادق المهدي وحزبه.

عن محمد ابراهيم نقد ؛ فهو لا يقود حزبا ديمقراطيا؛ بل ان كيان حزبه قائم علي فكر وممارسات شمولية؛ وقد اوضحت ذلك اكثر من مرة؛ وازيدك انه اذا كان هناك حزبان غير قابلان للاصلاح في السودان؛ فهما حزب الامة والحزب الشيوعي؛ حيث لقادتهما وكوادرهما مفهوم " رسالي" للعمل العام؛ يتبدي في اكثر اشكال الدكتاتورية والسيطرة والاستلاب للاعضاء في الممارسة العملية ؛ كما ان بنيتهما قائمة علي تقديس الزعيم؛ عندكم لاسباب طائفية؛ وعندهم لكهانة ايدلوجية

لقد سجلت كل هذا في كتاباتي؛ والتي وجدت الهجوم تماما من كوادر الحزب الشيوعي؛ كما تفعلون الان. ولكن اشارتي الي كلمة محمد ابراهيم نقد ؛ كانت لتفسيرها واقعة محددة؛ اتفق معه فيها؛ وقد قيل خذوا الحكمة ولو من افواه المجانين؛ والرجل مجتهد رغم ازمة حزبة وازمته هو كقائد للحزب؛ فلماذا لا اقتبس منه اذا عنت له ملاحظة صائبة؟

عادل

Post: #148
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: سونيل
Date: 05-05-2003, 11:51 PM
Parent: #1

الناس ثلاثة أموات في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله أصحاب الفيل
وقسم تقتله إسرائيل
وقسم تقتله عربائيل
وهي بلاد تمتد من الكعبة للنيل
والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
والله اشتقنا واشتقنا
أنقذنا يا عزرائيل
سونيل اسم يتكون من السودان والنيل
***************
آنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم
أنا لا أهجو سوئ كل عتل وزنيم
وأنا ارفض أن أرى ارض الله غابه
واري فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
وضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فني
غير آني
كلما أطلقت حرفا
أطلق الوالي كلابه

**************

يمشي الفقير وكل شي ضده
والناس تقلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب
يلقي العداوة لا يري أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني
حنت إلية وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا
نبحت عليه وكشرت أنيابها
******************

Post: #149
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-05-2003, 11:52 PM
Parent: #1

الاخوه خالد وعادل والبقيه تحيه
اطلعت علي هذا المقال في الرأي العام وهو يلمس جانبا من
موضوع الحوار علي الرغم من تحفظي علي منطلقات كاتب
المقال الذي اعتقد انه يؤيد جماعه مبارك الفاضل وهي
بكل المقا ييس أسواء من التيارالرئسي للحزب
الأمة القومي: نعم للترضيات ولا للديمقراطية







مهندس/ اسامة بله ابراهيم

لا اعتقد بأن اصطلاحاً جرى تداوله واستخدامه ابشع استخدام يمكن ان يوازي ما حدث مع اصطلاح (الديمقراطية) الذي مازال ومنذ اكثر من نصف قرن الخدعة الدعائية الأكثر تداولاً واستهلاكاً التي تروجها احزابنا السياسية، حتى فقد معناه وجوهره، وتحول في اذهان الشعب السوداني إلى غطاء مهلهل لكل نيات التسلط والاستحواذ والاحتكار. فمصطلح الديمقراطية اللبرالية لا يخفي على احد، إلا انه قد اخذ مأخذاً جديداً في تناول احزابنا التقليدية له من حيث الممارسة، إذ اعطته فهما مغايرا مما يجعلنا نتساءل عن ما إذا كان هذا هو المفهوم الاساسي لهذا المصطلح أم أنه مجرد استعلاء ثقافي وفكري «كما ذكر الامام الرئيس الصادق المهدي في خطابه للمؤتمر: حيث جدد اعتذاره لممارسة الاستعلاء الثقافي في الماضي والحاضر [جريدة النيليين عدد الجمعة 18 ابريل 2003]؟!».

الديمقراطية ليست وصفة سحرية لحل المشاكل، بل هي نتيجة لتوافق النخب على حلول لمشاكلها الكبرى، وأهمها ايجاد صيغة لتداول السلطة في إطار ضمانات لحقوق كافة القوى والكيانات المهمة وصيانة مصالحها الحيوية ولتحقيق هذا لابد من وجود قيادات تتميز ببعد النظر ونكران الذات والبعد عن الافق الطائفي الضيق. وهذه القيادات يجب ان تثبت نفسها امام الجماهير بالقبول بالتضحيات الجسام، في وقت النزال والاريحية تجاه الآخرين.

عملية التداول على القيادة التي لم تعرفها احزابنا تبقى الحلقة المفقودة في مسار التحول الديمقراطي فيها، فقد اقصيت الإرادة الجماهيرية للاحزاب واصبحت الشرعية قسرية وما على العضو إلا الخضوع لمالك الحزب، وإلا القى نفسه الي التهلكة. وفي ظل هذا الواقع السلطوي الذي تعمق عبر السنين فتح المجال لنتائج انتخابية خيالية في حدود 99 بالمائة من اصوات الناخبين لصالح المرشح الوحيد مرشح السلطة! أو عن طريق استثارة العواطف ودغدغة المشاعر بالهتافات الدامعة التي تمجد السيد المبجل الاوحد فيتنازل لرغبة الهاتفين ويصبح كل شئ بل الحزب كله.

اصيبت النعجة دولي باعراض الشيخوخة المبكرة. وآلام دولي تشكل خيبة أمل لطب الاستنساخ، فقد كان الغرض توليد اشباه من النسخة الاصلية صحة وحيوية وحياة لكن الطب السياسي لم يفقد الامل فمازال يعتقد بأن في الامكان استنساخ قادة وزعماء اكثر حلاوة وتطوراً وديمقراطية. ولكن اذا كان مستحيلاً إستنساخ صدام حسين ديمقراطي، فمن الصعب استنساخ زعيم سوداني ديمقراطي بعدما عاشوا عصوراً تسلطية داخل احزابهم، وتمرسوا باساليب احتكار الحكم والقرار وفنون الحروب الباردة في الدعاية والمناورة. غير ان قصر الديمقراطية على شخص واحد يجعل منها ملهاة عبثية. فالديمقراطية عملية استنساخ شاملة لاحزاب ديمقراطية جديدة، غير مستنسخة من رحم واجنة احزاب تقليدية وسيادية لا ديمقراطية، وتفتح ابوابها امام الاجيال الجديدة، احزاب غير محكومة بالسيادة، وبالقيادات التي اكتوت بعصر التسلط وجلدت نفسها وغيرها بها.

انعقد مؤتمر حزب الامة القومى، الاسبوع المنصرم وكأنما كان شعاره «الاصلاح واعادة البناء في الواقع الحزب سيؤديان إلى الانهيار»، تماماً كما حدث في الاتحاد السوفيتي ابان محاولة تطبيق «البيروسترويكا» أو اعادة البناء. فقد حاولت مجموعة من الطلاب المشاركين في المؤتمر الذين خابت تطلعاتهم، من ابتكار وتخيل بدائل للوضع المأزوم الذي يواجهه الحزب الآن، وهو النظر إلى الذات كبقعة معتمة، والتسليم بالتبعية الذهنية للقيادة مرددين شعارات انتقدت اسلوب التصعيد الى الهيئة «نعم للديمقراطية، لا للترضيات»، [الرأى العام: الخميس 17 ابريل 2003، عدد 2036].

وخرج المؤتمر تقريباً مثلما دخل، ففي وسط هتافات انصاره الذين رددوا: «لن نصادق غير الصادق» تم انتخاب الامام الصادق المهدي رئيسا للحزب على مبدأ: (إن اربعين عاماً على رئاستكم للحزب غير كافية)، وانكم تطمحون ونحن نؤكد لكم (انتم الرئاسة والرئاسة انتم)، فلم يملك الامام الرئيس امام الاجماع الذي مثله المؤتمرون سوى الامتثال والتجاوب. ويا للعجب فقد دعا الامام والرئيس الصادق المهدي بعيد انتخابه الجميع للوقوف معه لحمل راية الوطنية والعدالة والديمقراطية لكتابة تاريخ جديد للكيان والسودان (الرأى العام: الاربعاء 16 ابريل 2003م، عدد 2035) فاي تاريخ هذا الذي نتحدث عنه؟.

وبعد ان قرر الامين العام السابق للحزب (د. عمر نور الدائم) عدم ترشيح نفسه لهذا المنصب في هذا المؤتمر، كانت هذه هي الكعكة الوحيدة التي انعقد من اجلها المؤتمر بعد رفض ترضيات وتوصيات الامام الرئيس لهذا المنصب، وغطت اجواء من التوتر اليوم الثاني لفعاليات المؤتمر امتدت طوال النهار وحتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي، وانقسمت وفود المؤتمرين الى مجموعات صغيرة تناثرت في ارجاء ارض المعسكرات بسوبا خارج قاعة المؤتمر، ودخلت في نقاشات حادة ومشاورات مكثفة بشأن حسم قضية التصعيد إلى الهيئة المركزية (التي يتم عبرها انتخاب الامين العام) والجدل والتكتلات حول منصب الامين العام. اما باقي المناصب القيادية للحزب فيتم تعيينها حسب توصيات وترضيات الرئيس الامام. فهل يمكن حتى ومجاملة ان نسمى هذا مؤتمراً؟!.

إن فقدان القدرة علي التغيير الذاتي، يعني فقدان الأمل بالتغيير الأهم وهو ان المرحلة الراهنة تتطلب وضوحاً اكثر لرؤية المستقبل القريب والبعيد، فالحزب ملزم بدفع عجلة فعله السياسي إلى امام واتخاذ واتباع اساليب اكثر فاعلية وتطوراً مما يمتلكه حالياً... فاليوم بات الاتفاق على العمل الوطني المتطور ضرورة قومية ليس للاحزاب فقط بل لابناء أمتنا جميعا كي يستعيدوا ثقتهم بقواهم السياسية حينما تظهر بمستوى تجسد فيه الاحترام المتبادل والمشاركة الفاعلة الجماعية في صنع القرار. وحتى تنحسر حالة اليأس الحزبي الذي يعيشه ابناء امتنا حينما تخلق القناعة بامكانية الفعل المثمر وقدرة القوى السياسية والشعب على القيام بمثل هذا الفعل.

إن ما يحدث الآن في مؤتمر احزابنا باسم الديمقراطية والشرعية، يعني الموت والدمار والفناء الحتمي للنظام السياسي الوطني وبصورة عامة لا سبيل لنا سوى الصمود ومتابعة المسيرة والنضال باساليبه المختلفة، وتحديد نقاط الضعف والخلل فيها والكف عن التستر على الاخطاء وتغطيتها بمبررات، إن مصارحة الذات اولاً ومن ثم الآخرين، والايمان بأن الفرد أو المجموعة او الحزب اجزاء من الامة وليس الامة بكاملها، وقبول الآخرين واحترام آرائهم كما هم عليه وليس كما يراد لهم، والابتعاد عن المصالح الشخصية وممارسة النقد والنقد الذاتي البناء، هي كلها سبل عملية ومطلوبة لهذه المرحلة الحاسمة التي يمر بها شعبنا في الوطن والمهجر. علينا ان نرتقى إلى مستوى الاحداث المحيطة بنا لا ان نبقى دونها، ان نكون واعين لمرحلتنا، ان نصنع المطلوب لاستمرار المسيرة بالتعاون والتنسيق ونكران الذات من اجل المجموع.. انه مشروع الأمل لكل الجماهير المتعطشة دوماً لكل تقارب وتفاهم يأتي بنجاح تلو الآخر.. لنكن أهلا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا.

* دالاس ـ تكساس ـ الولايات المتحدة الامريكية




Post: #150
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 05-06-2003, 02:34 AM
Parent: #1

الاخ كمال
شكرا فعلا على هذا الموضوع الجيد، و لقد ارسلت فيما مضى موضوعا مشابها كتبه نفس الكاتب و اسميته صوت ينادي بالديمقراطية من داخل حزب الامة في هذا البورد و في بورد سودان نت و قامت الدنيا و لم تقعد، و هوجمت هجوما غريبا مع انني لست بكاتب المقال

الغرض من هذه الاصوات من داخل و خارج حزب الامة ان تلفت النظر للقائمين على امر هذا الحزب ان لا يستهينوا بالجماهير فزمن الخم قد فات وولي و انتخابات المرشح الواحد لا ترضي احدا غير المهللين في ذلك المؤتمر، و بهذه الطريقة سيفتتون حزب الامة، لا اقول هذا لاني حريص على حزب الامة اكثر من اعضائه، فأنا لا زلت ارى ان الاحزاب الطائفية هي سبب ازمة السودان، لكن وجود ممارسة ديمقراطية معافاة في هذا الظرف الدقيق صمام امان لديمقراطية أكثر رسوخا، خاصة و نحن على ابواب مرحلة جديدة وسلام منتظر
الخوف كل الخوف من أن يختار من ييأسوا من حزب الامة الانضمام للمؤتمر بشقيه الشعبي و الوطني، فمن الصعوبة تخيل من ييأس من حزب الامة ان ينضم للاتحادي الديمقراطي او الشيوعي أو الحركة الشعبية، لذا فالمستفيد الاكبر من أي تفتت في حزب الامة في الوقت الراهن هو الجبهة الاسلامية القومية بأزيائها الجديدة

تحياتي

Post: #153
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-06-2003, 03:43 AM
Parent: #1

الاخ امجدابراهيم
شكرا للمداخله وفعلا ان المستفيد من تفتت حزب الامه
بتركيبته الحاليه هي الحركه الاسلاميه بشقيها وقوي الظلام
وهذا ما ذكرته سابقا وهاأانا اعيد اليك بعضا مما كتبت
قلت ـ
ثالثا ـ ينغبي الا يفوت علينا في اطار نقدنا للطائفيه
ان جماهيرها المشحونه بالعاطفه الدينيه قديسهل حشدها
وتعبيتها بالتطرف و الهوس لتصبح رصيدا لجماعات الهوس الديني
وجماعات الاسلام السياسي يحدث اذا قمنا بهدم مؤسسه
الطائفيه من دون طرح البديل الموضوعي

Post: #154
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-06-2003, 03:11 PM
Parent: #153

سأعود لاحقا

Post: #155
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: إسماعيل وراق
Date: 05-06-2003, 03:11 PM
Parent: #153

تناول الأخ عادل عبد العاطي موضوعاً في غاية الحساسية والأهمية متناولاً مسار وتأريخ واحد من أعرق الأحزاب بالساحة السياسية السودانية وفي إعتقادي أن الأخ عادل لم يحالفه التوفيق في كثير مما أورد. ولكن إختلافات وجهة النظر تظل ظاهرة صحية نحتاجها نحن اليوم خاصة وبلادنا تمر بأزمة عاصفة إذا كانت هذه الإختلافات يحكمها إطار المنطق والعقل والإنصاف. لعل الأخ عادل يتفق معي وهذا ما لاحظه الكثيرون أن عنوان البوست لم يكن موفقاً فيه ولعل إجباتك يا أخي عادل بأن الغرض من العنوان هو الإثارة الصحفية لم تكن مقنعة وعجبت جداً بأن نحاكم التأريخ بإستنادنا على عامل الإثارة.
لعل الكثير من الإخوة الأحباب قد تكرم بالرد عليك وأنا هنا لا أريد أن أدافع أو أذكر مبرراتي لكثير من تساؤلاتك وتحليلاتك المغلوطة وإن أردت سوف أفعل ولكن السؤال المنطقي الذي يحتاج لإجابة منا بكل منطق وعقل ونحن نمر بهذا الظرف أليس من الأجدى لنا أن نناقش أمورنا الهامة والملحة بدلاً من أن ننبش في الماضي بطريقة غير منهجية ولا علمية؟ وقديماً قيل أن كل فتاة بأبيها معجبة إذن ستظل أنت تأتي ببعض من تراه حقائق ونقوم نحن بنفيها وإثبات عكسها وبالتالي نظل في سجال طويل لا نهاية له.
ومن هنا أخي عادل ألا تتفق معي أن هنالك قضايا مهمة وملحة يمكن أن نتاولها وقطعاً ستكون مفيدة بدلاً من التشفي. وأنا هنا أميل مع رأي الحبيب عبد المحود أبو بأن نتناول القضايا المهمة والملحة إذن ما هو طرحكم وطرح غيركم للقضايا الهامة التالية:
السلام العادل
الشريعة والوحدة الوطنية
التوزيع العادل للثروة
اللامركزية
التنوع الثقافي
المناطق المختلف عليها في تفاوض مشاكوس
الإتفاق القومي
التحول السلمي وبث ثقافة السلام
التنمية المستدامة
الإستثمار البشري
الديمقراطية المستدامة
نظام الحكم
الخدمة المدنية
القوات النظامية والفصائل المسلحة
العلاقات الخارجية
الثقافة والإعلام
هذه أخي عادل هي البضاعة المطروحة الآن للشعب السوداني ليقول رأيه فيها بدلاً من إطلاق القول بلا جدوى.

Post: #163
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-07-2003, 02:58 AM
Parent: #155

الاخ اسماعيل وراق

تحية طيبة

شكرا علي سعة صدرك للحوار ؛ ولا يضير عدم اتفاقنا ؛ حيث ننطلق من منطلقات مختلفة ؛ انت من موقعك كعضو في حزب الامة ؛ وانا من موقعي في الامة ؛ او هذا ما اتمناه

مسالة البوست ولغته وعنوانه ؛ قلت انها محكومة بطبيعة البورد ؛ وطابعه السجالي ؛ وليست هي كتابة توثيقية معرفية قد نتوفر لها ذات يوم ؛ ولكني مع ذلك مؤمن تماما بكل كلمة قلتها عن حزب الامة ؛ ومقتنع تماما باني لم ازور اي حقيقة او واقعة سردتها هنا ؛ في مجال تدليلي علي تحليلي

اعتقد انا ان النقاش حول الاحزاب السياسية السودانية هو من المواضيع الهامة ؛ ان لم تكن اهمها علي الاطلاق ؛ وذلك لان اس الازمة السياسية السودانية يكمن في النظام السياسي السوداني ؛ والاحزاب ضلع اساسي فيه ؛ واذا ما اردنا مستقبلا افضل ؛ فلا مناص من مناقشة الماضي الذي اوصلنا الي هذا الحاضر البائس ؛ عسانا نستفيد من التجربة

المحاور التي طرحتها مهمة ما في ذلك شك ؛ وقد ساهمت بنقاش بعضها في هذا المنبر وفي غيره من المنابر ؛ ولكن ما نناقشه هنا مهم كذلك ؛ واعدك بمناقشة كل ما هو جوهري لو قمت بطرخه ؛ اذا اتيحت لي الفرصة

عادل

Post: #156
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-06-2003, 04:53 PM
Parent: #1

الطائفيه....
ماهو التعريف العلمي للطائفيه ؟؟وهل ينطبق التعريف
علي مايطلق عليه طائفيه في السودان؟؟ام تحمل طائفيه
السودان فقط بعضا من سمات الطائفيه
تعريف الطا ئفيه ـ هي تكتل اجتماعي
سياسي اقتصادي يقوم علي اساس المذهب الديني ـ
انطلاقا من هذا التعريف ومن تجارب الشعوب نجد ان
الطائفيه عباره عن كيانات مغلقه اغرب للجيتوهات
والكانتونات حيث ان الطائفه تتحكم حتي في العلاقات
الاجتماعيه في الزواج وفي الروابط الاسريه وفي حتي مواقع
السكن والعمل وغالبا ما تأخذ طابع العنف واقصاء
الاخر والمليشيات والاغتيالات..
دوننا تجارب الطائفيه في لبنان ,باكستان,الهند,العراق
وفي البحرين, وهي تجارب تتسم بالعنف ومحاوله تهميش الاخر
وتضخيم الذات وتقديسها..لااعتقد ان تركيبه السودان
ينطبق عليها تعريف الطائفيه اوتتسم بطابع
تجارب الطائفيه في البلدان الاخري
طائفيه السودان يغلب عليها الطابع الصوفي المتسامح
والمتعائش مع الاخر لذا نري الانصهار الاجتماعي بين
طائفتي الانصار والختميه نري الزيجات المشتركه والعلاقات
الاجتماعيه المفتوحه ..نجد رب الاسر يسمح للابناء بحريه
الانتماء السياسي دون حجر أو وصايه وهو أمر نادر
الحدوث عند الشعوب التي يطغي عليها الطابع الطائفي..
ولعلي غير مجانب للحقيقه اذا قلت ان التنظيم الوحيد
الذي يقارب التعريف العلمي للطائفيه هو الحركه
الاسلاميه فهي شبه منغلقه لا تؤمن بالاخر تدعي العصمه
والكمال تعمل علي اقصاء الاخر تستخدم العنف والسلاح
تدعي قدسيه افكارها وبرامجها تظن ان الرب دائما
في جانبها تدمغ الاخر بالعماله والارتزاق ..تنتقل من
الموقف لنقيضه وتبتكر سندا من الاسلام لكل من الموقفين
... اعود لطائفيه السودان وأقول الكثير من قواعدها
في الارياف يتبعون الحزب واشاره القائد دون دراسه
الفكر والبرنامج وان تداول القياده يتم في اطار الاسر
وهو امر يعد مأخذا علي الحزب مما يسهل دمغها بصفه
الطائفيه اقول هذا وأعلم أن تأثير الاسر والبويتتات
لم يعد بنفس القوه التي كان عليها زمن الاجداد فالقياده
ما عادت مقدسه وانما هي واقعه تحت سياط النقد والتقييم
من داخل وخارج الحزب وان قوي الحداثه والتغيير بدأت
اسماع صوتها داخل احزابنا وهي تعلم ان طريقها لازال
طويلا لأن اسلوبها هو الاسلوب التطوري التدريجي وليس
الاسلوب الثوري السريع..
كمال عباس

Post: #157
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-06-2003, 05:36 PM
Parent: #156

وعاد عبدالعاطي من جديد ليدور فى نفس الدائرة التى حسبنا أننا صرنا بمنجاة عنها ، وهى الحديث عن السخرة والاستعباد ، واللافت انه لم يجب على أيا من اسئلتي حيال الامام عبدالرحمن المهدي ، كما ان اجابات الاخ الصديق عبدالمحمود أبو كانت بمثابة شهادة تاريخية من رجل ينتمي لأسرة عاشت فى قلب الجزيرة أبا ، وعايشت "السخرة" التى يزعمها عادل ، غير ان تلك الاجابات لم تشفع ، ويبدو أنه يتوجب علينا التوجه الى وزراة الداخلية للتأكد من خلو الجزيرة ابا من أي قسم للشرطة حتي السبعينات ، وفى هذا مؤشر واضح على الطبيعة الروحية و"العدلية" فى مجتمع الجزيرة أبا ، يقول عبدالعاطي _ عن قناعات شخصية _ ان حزب الامة خرّب الحياة فى السودان ولا يضاهيه فى هذا أىّ حزب آخر متغافلا بالكامل عن "الجبهة الاسلامية القومية " وكأن حزب الامة هو الذى قام بانقلاب يونية ، الحقيقة عادل أن وصفك هذا ينطبق على حزب واحد فى السودان ، ولسنا بحاجة الى وثائق تاريخية أو تقليب فى المراجع المختلفة ، فالواقع القائم يؤكد ما ذهبنا اليه ، وفى هذه المقولة بالذات اراك جانبت الموضوعية وخرجت عن سياقها بالكامل ، ففى سبيل تجريم حزب الامة ، عمدت الى خلط الحقائق ، واستبدلت المنهج العقلاني فى التحليل والتقييم بمنهج عاطفي محض ، لا يأبه للقرائن السياسية ولا الحقائق الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن جزافيته البالغة فى : اولا نفي صفة التهمة عن الجبهة فى كل جرائمها منذ 1989م وثانيا : الصاقها بحزب الامة ، وثالثا : بطرد كل عناصر الاشعال فى الازمة السودانية عن حيّز النقاش ، لجعل حزب الامة هو عنصر الاشعال الوحيد !!! يا لها من حجج واهية لا تستقيم أبدا فى ضوء راهن سياسي يشير الى امكانية تقسيم السودان ، ويدلل الى افقاره ، واستذكار بل واعادة انتاج القبلية والجهوية والمناطقية ، وتراجع سقوف الديمقراطية ، الحقيقة انا لست محتاجا لاحصاء مثالب هذه الحقبة ، لكن عبدالعاطي يتحاشي ادانتها تماما ليزج حزب الامة فى أتون اتهام يطال الجبهة الاسلامية وحدها ، فهنيئا لها بمحامين من خارجها يفندون الحقائق ويسوقون القرائن لوصم كيانات سياسية اخري بــ(افساد الحياة السودانية كما لم يفعل حزب آخر) هل نقول يا عبدالعاطي بأن هذه الحجة وحدها " التى تنافي الموضوعية تماما وتعزل نفسها عن المنطق " تقوم دليلا دامغا على ضعف قراءتك للتاريخ كله بما ينسف كل قرائنك السابقة ، خاصة أنك لم تقرأ ما جلبته أنا من وثائق تاريخية تنصف حزب الامة هونا ما عوضا عن وثائقك ؟؟
ويعود عبدالعاطي لنبش وثائق الامام عبدالرحمن مرة اخري من دون التنبه لما سقته انا من ضرورة الأخذ بالاعتبار النتائج النهائية ، ولست محتاجا للتذكير بأن انكباب بعض المثقفين السودانيين على قراءة تاريخنا فحسب خلّف هوة واسعة بينهم وبين تواريخ أمم أخري لم تنظر للأمور بمثل هذا الابتسار وغض الطرف عن الخلاصات النهائية والمحصول السياسي ، ولنعط نماذج لشمولية النظرة الهندية مثلا لمجمل مسيرة المهاتما " وهى تعني الروح العظيمة .. وانظر الفرق بيننا وبينهم " غاندي الذى يعتبر فى نظر أمة ضاربة الجذور فى الحضارة ، مؤسسا للهند الحديثة ، علينا أن نقر _ كما يقر مؤرخو الهند _ على أن الرجل تعاون مع الانجليز الى اقصي مدي منذ أن كان محاميا صغيرا فى جنوب افريقيا ينادي بحقوق الجالية الهندية ، الى ان عاد الى الهند وانضم الى المؤتمر الوطني ، بل ان قادة المؤتمر الوطني بما فيهم غاندى _ والظروف متشابهة بيننا وبينهم _ قدموا مساعدات لوجستية للقوات البريطانية فى الحربيين العالميتين الاولى والثانية ، بل أن فلسفة المؤتمر الوطني كانت تقوم على مبدأ القبول بالوصاية البريطانية والتعامل مع كافة مؤسساتها الى حين تحقيق الاستقلال فى 1946م ، والناظر بدقة الى تجربة المؤتمر الوطني فى الهند ، لابد ان يلاحظ مدي التشابه بينها وبين تجربة حزب الامة فى السودان ، على انه لا يمكن التغافل كذلك عن نقاط اختلاف بينهما وبين تجربة الشعبين كذلك ، فى فبراير 1922م _ ويا للتطابق مرة اخري _ قرر غاندي فى اثناء ذروة العصيان المدني الذى دعا اليه ، التراجع عنه ( وبطبيعة الحال سينظر الى هذا الفعل على انه خيانة فى ما لو استبعدت النتائج النهائية ) بسبب فزعه من استشراء اعمال العنف ضد البريطانيين وبين الطوائف الهندية . فى أثناء الحرب العالمية الثانية ، وضع غاندي فرق طبية اسعافية تحت تصرف الجيش البريطاني واقترح على لندن ارسال وحدات هندية مدربة للقتال الى جانب البريطانيين ، ولا اريد الاستطراد فى قراءة تاريخ الهند ، بقدرما ارغب فى الوصول الى عبرة تتمثل فى أن غاندي لم يوصف من قبل أمته بالعمالة للانجليز ، على الرغم من ان احزاب هندية فى ذلك الوقت كانت تناصب لندن عداء كاملا وترفض التعامل مع الانجليز وتنادي بالعنف المسلح ضد الوجود البريطاني ، لكن استقلال الهند نسب الى المهاتما غاندي والمؤتمر الوطني ، ولم يقتصر الاعجاب بغاندي على شبه القارة الهندية ، فقد أضحي رمزا عالميا للنضال السلمي ، والتسامح حاله فى ذلك حال الزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا ، الذى نقر بأن حزبه _ المؤتمر الوطني _ قرر باكرا أن يخوض نضالا شرسا ومسلحا ضد حكومة الابارتايد ، لكن مانديلا فى نهاية الثمانينات ( ومن داخل سجنه ) وبرغم شراسة النظام العنصري ضد أنصاره فى بريتوريا وغيرها من المقاطعات ، قرر أن ينحو منحي تفاوضيا ، اعترض عليه عدد من قادة المؤتمر الوطني فى جنوب افريقيا ، غير ان مانديلا عزم على مواصلة فلسفته الرامية الى خفض اعمال العنف ، والحصول على الحقوق تدريجيا ، وهو الآخر لا زال يمثل لكل شعوب الدنيا نموذجا فى الارادة التى لا تقهر ، ورمزا من رموز التسامح والسلام ، ولم يجروء حتي اعداءه مثل القس ديزموند توتو على نعته بالخيانة لأنه ادار تفاوضا مع النظام من داخل سجنه ، وامر انصاره بألا يتصدوا لعنف النظام بعنف مماثل !!!!
يتساءل عبدالعاطي _ من دون قراءة معطيات المرحلة _ عما فعله الحزب لجماهيره فى 1986م ، تلك حسنة يا عبدالعطي لو كنا نحاكم حزب الامة بشكل متجرد ، فالحزب لم يأت ليقدم شيئا لجماهيره ، بل ان واحدة من معضلاته انه لم يقدم شيئا حتي لـ(المرتزقة) الذين جاهدوا وناضلوا بأكثر مما فعل الكثيرون ، فالحزب جاء من اجل السودان ، لكن كيف كانت الظروف حينذاك ؟ كيف ترك نميري البلاد ، وفى اى حالة كانت مواردها وما هو حجم ديونها وكم كانت تساوى العملة الوطنية مقارنة ب 1969م ، وأى حكومة هذه التى تواجه حربا اهلية وتصحر وجفاف ثم كارثة سيول وفيضانات فضلا عن عدم انسجام الاحزاب التى تؤلفها ، وعمل بعض القوى السياسية بشيء من عدم المسؤولية ثم تنجح فى ظرف ثلاث سنوات فقط فى تقديم حلول للمشاكل التى ذكرت ، فى ضوء اسفاف مارسته الاجهزة الاعلامية ، وفوضي اشاعتها النقابات بذريعة الديمقراطية ، وروح من عدم المسؤولية تحلت بها احزاب محسوبة على الديمقراطية ، فضلا عن ارث ضخم من المشاكل خلّفه نميري !!
اننا لا نبريء الصادق المهدي وحكومته ، لكن علينا فقط أن نحاسب الرجل وحزبه وائتلافاته بموضوعية ، الموضوعية التى عاد محمد طه محمد احمد ليعترف بأنها كانت غائبة تماما لدواعي التكسب السياسي والعمل على زعزعة الحكومة بعد سنوات من اصداره كتابا يسيء فيه الى الصادق المهدي ، ومقالات كثيرة ظل يكتبها فى صحيفة "الراية" ، علينا ان نسأل انفسنا ، ما هو دور كل فرد منا فى تخريب الديمقراطية ، ثم نسأل الصادق المهدي كذلك عن تهاونه فى امور كثيرة منها محاولاته توفيق كل الاطراف ، واحالة مسؤوليات جسيمة لاشخاص لا يعوّل عليهم فى ادائها ، والترضيات التى كانت تقوم بها حكومته ، لابد أن يسأل عن مسؤوليته الشخصية فى انهيار الحكم الديمقراطي ومسؤولية حزبه ومسؤولية اجهزته الامنية ووزارة الداخلية ، لكن علينا ايضا ان نواجه الاحزاب الاخري بدورها فى التخريب !!!
ان سوق الاتهامات هكذا باتجاه حزب واحد ، وعدّه كمسؤول اوحد عن التقصير الذى تسبب بضياع الديمقراطية ، لا يناسب باحثا مثلك اخي عادل ، كما انه لا يناسب باحثا مثلي ان اتوجه لدفاع محموم عن حزب الامة من دون أن احملّه جزء مستحقا وكبيرا من المسؤولية ، على أن نبحث سويا مع غيرنا من المهتمين بقضية الديمقراطية المضاعة وتحديد المسؤوليات حيال ضياعها ، وتحديد الاخفاقات بشأنها لكى نمهد التربة الصالحة للديمقراطية القادمة ، ولعلك تشاطرني الرأى فى ان الاحزاب وحدها ناهيك عن حزب واحد ، بامكانها تنمية المناخ الديمقراطي ، وتعزيزه ، ان المسافة تبقي شاسعة بين احلامنا الطوباوية والواقع الحزبي والنقابي والفردي القائم بمستوى الوعى الحالى ، وسقوف المطالب ، والحاجات ، وفهم الادوار التى تعزز البناء الديمقراطي !!
اما ردك على الاخت لنا "مهدي" عبدالله ، فهي صاحبة الشأن فى التعقيب عليك
اخي العزيز سونيل
معذرة اخي اذا اقحمت نفسي فى ما لا يخصني ، الا ان الاساءة لعادل عبدالعاطي هى اساءة لى بقدر مماثل ، واتمني عليك ان تعتذر منه ، نحن نريد ان نسمو بأدب الحوار ولطالما كنت معجبا بقدرتك النابهة فى الحوار وتمتعك بروح ديمقراطية اصيلة ، واعتقد ان ما صدر عنك هنا ، كبوة جواد اصيل ، وان قمة الممارسة السياسية الراشدة ، تكمن فى اخلاقيتها العالية ، وروحها الحضارية ، وقدرتها على أنسنة الصراع ، وتحويله الى فضاء رحب للعطاء الانساني المتبادل ، الاخ عادل يطرح رؤيته وتقييمه للأمور ، يشاركه فى ذلك عدد كبير من المثقفين السودانيين ، الامر الذى يحتّم علينا ادارة حوار ثقافي وفكري بغرض الوصول الى نتيجة ، ولا اخال ان نتيجة ما ستتحقق فى ما لو قمت بشتم هذا او الاساءة لذاك ، بل علي العكس ، هذا يسيء اليّ ، ويفقدني منطقيتي فى الحوار ويجرنا الى منطقة انعدام الرؤية
واعتذر منك اخي مسبقا ، ولك ان ترفض كل كلامي
اما المهندس بله ابراهيم
فلست املك حججا كافية لسوق أدلة دفاعية فى مواجهة من اختاروا القصر الجمهوري لسكناهم ، ولست محتاجا للتدليل على الحس الديمقراطي الرفيع الذى يتحلي به أصحابه القابعون فى مناصب حكومية عليا الى جانب حزب يتكملك قرارهم بالكامل ، ويدجّن حيويتهم السياسية ، ولا املك الا ان اقول لاخي بلة ، بأنهم حين يفرغون من اثراء مشايعيهم ماديا ، وينتهون من توزيع حصص مدراء مكاتب الوزراء ، وولاة الاقاليم والمحافظين "الجدد" ، سيكون علينا ان نحاورهم ، لكن أية حجة سنتذرع بها فى مواجهة نفر اختاروا السلطة على النضال ، واغواهم ذهب يزيد وخيوله المسرجة ، واضحوا ملكيين أكثر من الملك ،
عزيزي اسامة
من اراد أن يتحدث عن الديمقراطية عليه اولا ان يختار الوعاء الديمقراطي لكي يتحدث منه ، فما أغرب المتحدثين عنها من مواقع " قانون الطواريء" و" غياب الدستور والحريات العامة" وما اشنع أن نبحث عن الديمقراطية عند من سرقها ليلا ، ان الحوار معكم عزيزي اسامة سيكون من قبيل الملهاة المبكية المضحكة فى آن ، ولن أقول : على الفئة التى اختارت ان تنضم بملء ارادتها الى صف الانقاذ ولمّا يتقاصرر بعد ظل الديكتاتورية أن تتأمل عزلتها ، وتتأمل تحالففاتها الجديدة ، وموطيء قدمها قبل أن تتغني بالديمقراطية ، فذلك أقرب للغانية اللعوب التى تغني من داخل اوكار الحشيش والرذيلة للشرف والعفة !!
عزيزي أمجد
اخترت ان تتخطي اجاباتي عليك ، واخترت انا ان اسم المشهد السياسي السوداني كله بالهزال والضعف ، ولا تحسبن أن "حق" بمنجاة عن المحيط العام ، اننا نرغب يا عزيزي فى اصلاح احزابنا كلها لأن ذلك هو صمام الامان لمستقبل ديمقراطي معافي ، ومن قبيل هذا ، يتوجب علينا ان نناقش بحرية ما يجري فى داخل احزابنا ، وعلىّ أن اشيد بالرؤي الفكرية ل"حق" ، لكن الممارسة الداخلية تنبيء ايضا عن أن "المزاج القديم " لا يزال موجودا بعض الشيء ، ولعله من اللافت أنسلاخ عضوية شبابية لا يستهان بها من حق ، اتجه عصمت الدسيس الى حزب الامة ، وبقي وائل خلف الله من دون حزب ، فى حين انقسم الحاج وراق وعدد من القيادات فى الداخل عن "حق" الخارج ، صحيح قد نري في هذه التحركات دليل عافية ، لكنها من جانب خفي تشير الى أن شيئا من "الديمقراطية المركزية" لا يزال نافذا ، ولن اقود النقاش باتجاه حق ابدا ، فالمراد هو اضفاء حيوية على النقاش الاساس عن حزب الامة ، غير ان هذا يجرنا بطبيعة الحال لدراسة المشهد السياسي بشكل عام ، فهل تتفق مع عبدالعاطي فى ان أزمته منحصرة فقط فى حزب الأمة؟؟

Post: #158
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-06-2003, 05:54 PM
Parent: #1

الامام عبد الرحمن المهدي....
احب ان اوضح نقطه قبل ان أشرع في موضوعي وهي اني
ليس من أنصار حزب الامه وفي نفس الوقت ليس من اعدائه
أري ان حزب الامه وبمثل ما له من مأثر ومواقف مشرقات
.له ايضا سلبيات جديره بالنقد والتقييم بعيدا عن
القداسه والعصمه..هل تعني اخطاء حزب الامه تهميش دوره
في مقتبل الحياه السياسيه واقصائه هل يعني انه عصي علي
التحديث والتطوير ..لا الواقع ان هذا ما اختلف فيه
مع الاخ عادل عبد العاطي اتفق معه في بعض تشخيصه
لمكامن الداء واختلف في العلاج .العلاج ليس اليأس من
الحزب ورميه في مزبله التاريخ وانما الاقتناع بقوه
رياح التغير وأن لاشي يقف امام مجري التاريخ ساكنا اما
التطور والتحديث واما التكلس والتلاشي..اذن رهاني
هنا علي جماهير الحزب وقواه الحيه ومثقفيه والذين اعتقد
انهم سيضعون الحزب في موقعه الطبيعي في مستقبل حياتنا
اعود بعد هذه المقدمه الطويله لموضوعي...
الامام عبد الرحمن المهدي واريدهنا القاء الضوء علي
النقله النوعيه التي قام بهافي تاريخ كيان الانصار وحزب
الامه
يقودني هذا الي فتره الخليفه التعايشي والذي قام وفي
اطار توطيد قبضته علي مقاليد الامور وقمع الثورات
الداخليه قام بقمع قبيله الكبابيش وقتل زعيمها ود
فضل الله وضرب قبيله البطاحين وقتل بعض من ال طلحه
زعامات القبيله كما سحق قبيله الرزيقات وقتل مادبو
الكبير احد اركان القبيله كماسحق قبيله الجعليين في
المتمه وقضي علي زعيمها عبد الله ود سعد كما تعرض
للشكريه واسر زعيمها ود أبسن وأسر زعيم الفور علي
دينار والخليفه شريف من ال المهدي ..لا اريد هنافتح
محكمه تأريخيه لتلك الفتره والكلام عن من هو المخطئ ومن
هو المصيب ليس هذا هو غرضي من المقال وانما اردت ان
اقول ان هذا هو الواقع الذي انتهت عليه المهديه..
جاء الامام عبد الرحمن وريثالكل هذا الواقع والمرارات
قام الامام عبد الرحمن وببصيره نافذه وبقراء موضوعيه
للتركيبه الاجتماعيه التي يغلب عليه التسامح الصوفي
والاعتدال والبعد عن الغلو= استصحب الامام كل هذا
معه واتخذ من التسامح منهجا وسبيلا لتضميد ماضي
الجراحات عاد الرزيقات والفور وبعض الجعليين لحظيره
الانصار تعانق ابناء واحفاد الخليفه شريف والخليفه
عبد الله في رحاب الامام عبد الرحمن والذي مد جسور الود
مع اصحاب الثأرات السابقيين والذين اختارو مواقع
الاتحاديين وأعني هنازعامات الكبابيش والشكريه والبطاحين
والذين جمعتهم مجالس الامام مع اختلاف رؤي السياسه

حول الامام كيان الانصار الي ما يقرب من تركيبه الطرق
الصوفيه في التسامح والتعائش بعيدا عن الشطط والتعصب
ومفاهيم الطائفيه المغلقه..وعلي الرغم من مكانته
الدينيه الكبيره استطاع ان يتغلل في النسيج الاجتماعي
بتفاصيله المختلفه انغمس في الحياه الادبيه والفنيه في
السودان وهو جانب يعده بعض المتطرفيين رجسا من عمل
الشيطان...ولايفوتني ان اذكره مده للجسور مع السيد علي
والشريف يوسف الهندي وقاده الطرق الصوفيه..
ألا يستحق هذاالرجل مع التسليم ببعض اخطائه الا يستحق
التقدير يا عزيزي عادل

Post: #161
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-07-2003, 00:55 AM
Parent: #158

الاخ كمال عباس

ما يؤلمن يفي كل هذا النقاش ؛ انني والاخرين لم نعر اهتماما كافيا لمساهماتك القيمة ؛ واعتقد انني حالما افرغ من تسجيل الوقائع التاريخية ؛ ومن الرد علي الاخ خالد واعضاء حزب الامة ؛ فسارجع بالتفصيل الي مساهماتك ؛ لاني فعلا اقدرها واراها تستحق الحوار

هنا اناقش محورا مما تقضلت بالكتابة عنه ؛ وهو افاق اصلاح الاحزاب الطائفية وهو امر ازعم انه مسنحيل ؛ وذلك لان هذه الاحزاب تقوم علي بنية غير مدنية ؛ وبذلك فان كل آليات الاصلاح الدارجة فيما عداها من احزاب ؛ تتوقف هنا عند ابواب القداسة - الامامة - الطائقة

واذا ما سلمت معي بالتاخر الشديد لهذه الاحزاب عن واقع العصر وعن المد الديمقراطي والمساواتي الكاسح في العالم ؛ فانك لا بد متفق علي ان جهود لاصلاح تستنذف الكثير من الجهد والوقت ؛ وهذا ما نراه في حزب مدني شكلا ؛ مثل الحزب الشيوعي ؛ وتعثر عملية الاصلاح فيه وهي التي بدا الحديث عنها منذ عام 1990 ؛ وتخيل معي حجم الاهدار للجهود لو واصل الخاتم عدلان والحاج وراق وعمر النجيب وهشام عمر النور وجودهم في الحزب ؛ والمجابدة في حملة الاصلاح السيزيفية والتي لا تزال تقعد بطاقات الكثير من الاصلاحيين ممن بفوا في الحزب ..حينها لم نكن نملك الان حق او حركة القوي الحديثة او جمعيى التنوير الثقافية او جريدة الحرية ؛ وهي انجازات رغم صغرها وتعثرها ؛ ما كانت لتتم لولا خروج اولئك الاخوة والاخوات من صفوف الحزب الشيوعي

المثال الآخر هو تنظيم القيادة الشرعية الذي تاسس في عام 1990 ؛ ومضي يراوح مكانه ويمارس عمله بتقليدية ومحافظة لمدة خمس سنوات ؛ ويستنزف جهود اعضائه في الصراعات والمماحكات ؛ حتي تصاعد الخلاف وانقسم التنظيم وخرج منه عبد العزيز خالد وعصام الدين ميرغني وكوادر معهم ؛ وساهموا في تشكيل قوات التحالف السودانية ؛ والتي رغم وضعها الغامض الحالي ؛ الا انها قدمت اضافات حقيقية لمسالة بلورة حركة ثورية جديدة ؛ وحزب مدني تابع لها ؛ ولا تزال انعكاسات تحربتها تتوالي ؛ فكيف بك اذا بقت تلك المجموعة تصارع سيزيفيا مع كبار الجنرالات الذين فشلوا في الحفاظ علي الديمقراطية ؛ وفشلوا من بعد في المعارضة ؛ واصبحوا الان اسما بلا مسمي ؛ وجسدا دون راس

الثابت عندي ؛ ان المثقف السوداني ؛ الثوري والسلفي والاصلاحي منهم ؛ يعاني من نقص ارادة معوق ؛ ولذلك نجده اما يتكي علي عكازة الطائفية ؛ او يتوسل ببندقية العسكري ؛ او يبحث عن دعم خارجي . ان مؤتمر الخريجين الذي كان محاولة لبناءتنظيم مستقل لفئة "الافندية " ؛ ما لبث ان حوصر من قبل الطائفية ؛ وتم اختراقها له ؛ وما كان ذلك سينجح لولا الميول التواكلية عند المثقف السوداني ؛ والذي يتحجج باصلاح المؤسسات الطائفية والعسكرية والعقائدية ؛ ولا يدري انه ينخرط في مشروعها ؛ وانها اقوي من ان تنصاع لاصلاحه ؛ وان اصلاحها لن يتم الا بتشكيل بديل قوي عنها ؛ يضغط عليها من الخارج ؛ ويسحب البساط من تحت قدميها ؛ وهي حينها مجبرة اما علي ان تصلح من حالها ؛ او تندثر

مشكلة المثقين الاصلاحيين في الاحزاب الطائفية ؛ انهم يشكلون قطرة في المحيط الطائفي !! فمن ذكرناهم من مثقفين في حزب الامة ؛ لا يساووا شيئا – عدديا – امام مليون انصاري هم اعضاء – اوتوماتيكيا – في حزب الامة ؛ كما قال عبد الرحمن المهدي " كل انصاري حزب امة ؛ ولكن ليس كل حزب امة انصاري " .. وتغدو القاعدة الرئيسية للحزب الطائفي هي طائفته ؛ ولذلك فهو غير مستعد البته ؛ لاجراء اي اصلاحات تاكل من بنيته الطائفية او لا تلقي رضا قاعدته الاجتماعية ؛ ولذلك تجد تركيز الصادق المهدي الان علي حسم مسالة الامامة لصالحه ؛ وتجد تركيزه علي بناء وتصعيد كوادر من اسرته الصغيرة للقيادة ؛ وذلك للمحافظة علي بنية الطائفة واستمراها ؛ واعادة انتاج القيادة الطائفية ؛ باعتبارها القاعدة الاراس لحزبه ؛ وما ضر لو كان هناك مثقفون في الحزب ؛ يمارسوا ديمقراطية التعبير ؛ طالما انهم لا يمسوا الخطوط الخمراء ؛ وهي قيادة الزعيم الطائفي ؛ ودليلي علي ذلك عدم تقدم اي مرشخ من هؤلاء " الاصلاحيين " ؛ ولا حتي لزوم التمويه ؛ لمنافسة "الامام" الصادق علي منصب رئيس الحزب ؛ بينما اقتتلوا علي منصبي نائب الرئيس والسكرتير العام ؛ فالطائفة لن تغفر لهم تطاولهم لو حاولوا منافسة الصادق؛ وهم يعرفون ذلك جيدا

من هذا المنطلق ؛ فقد كان سؤتالي للاخ خالد عويس ؛ ماذا سيكون موقفه لو فشلت كل جهوده للاصلاح ؛ ولم يجب الاخ خالد ؛ وظني ان الاصلاحيين ؛ والذي وان خانتهم الارادة فلا يخونهم الذكاء ؛ لن يغامروا و"يقامروا" بمسالة مواجهة الصادق في الحزب ؛ او تشكيل انقسام ؛ او فصل الحزب عن الاسرة الطائفية ؛ فالقاعدة الطائفية العريضة ستقف تلقائيا في صف " الامام"؛ وسيجدوا انفسهم معزولين ؛ كما محمد ابراهيم خليل الذي حاول جر الحزب في اتجاهه ؛ كما يوضح هذا لماذا تقوم الخلافات والانقسامات داخل الحزب دائما حول وبقيادة شخصيات من الاسرة الطائفية ؛ فهي وحدها التي لها امكانية النجاح في هذه الصراعات ؛ ولذلك تجد ان المحجوب لم يصارع الصادق من موقعه المستقل ؛ وانما احتمي وتقوي بالهادي ؛ وظهر الصراع للعلن كما هو في الحقيقة ؛ كصراع داخل الاسرة علي الزعامة ؛ وكان دور المثقفين هو دور الكومبارس او الصقافين والشيالين

ان يرتضي المثقون الاصلاحيون دورا كهذا لانفسهم ؛ فهذا خيارهم ؛ ولكن ان يحاولوا خداعنا بان هذه الاحزاب يمكن اصلاحها ؛ ودمقرطتها ؛ وتمدينها؛ وتمسؤسها ؛ فهذا من قبيل خداع الذات ؛ وخداع الاخرين ؛ وكان الاحري بهم ان يعلنوا ان انتمائهم عائد لانتمائاتهم الاسرية ؛ او ان الحزب الطائفي يوفر امكانية الوصول الي السلطة ؛ كما قال بشير عمر في الثمانينات عندما سؤئل لماذا انضم لحزب الامة ؛ وهو الذي كان ذ1ات يوم عضوا في الجبهة الديمقراطية لاساتذة جامعة الخرطوم . وقد اضاف بانه من موقعه هناك يمكن ان يحقق الكثير من افكاره ؛ ولكنه ذهل عن الحقيقة البديهية ؛ وهي ان من يعطي السلطة ؛ يمكنه ان ينزعها ؛ وقد ظهر ذلك في التعامل مع " المثقف الاصلاحي " ابو حريرة ؛ الذي طرد شر طرده ؛ ومع بشير عمر نقسه ؛ الذي انكسر للعلاقات السائدة ؛ وهمش ؛ ويحتفظ به الان كمجرد ديكور؛ او كومبارس ؛ او صفاق ؛ في حزب الصادق واسرته .

ونواصل

Post: #159
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: alrasikh
Date: 05-06-2003, 10:23 PM
Parent: #1


الاخ الفاضل عادل لك كل التحايا و انت تفتح مناقشات جاده في مسيره احزابنا السياسيه و هي لعمري الوسيله الجاده لتصحيح المسار ولاكن الملفت انك سحبت الي قصايا هامشيه لا تفيد وردودك لاشياء الشخصيه سوف يحرف المساهمات للهدف المنشود .الاخوه عبدالله و كونتونا لا يعنينا انساب الاسياد بشي و لاكن ممارسات الحزب المعني ولا الحديث و النقد البناءبعيد عن الاسات الشخصيه محرم في قياده الامام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #160
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-07-2003, 00:04 AM
Parent: #159

الاخ الراسخ

حقيقة ما قلت ؛ وهي غلطة اعتذر عنها ؛ مسالة اشارتي لاصول المساهمين من اسرة المهدي او غيرهم
ساحاول تحاشي ذلك في مقبل الحوار

وللحديث بقية

عادل

Post: #162
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Amjad ibrahim
Date: 05-07-2003, 01:25 AM
Parent: #1


سلام جميعا
الاخ خالد
شكرا على الردود الوافية
انا اعتقد ان حزب الامة ليس المسئول الوحيد و لكنه يتحمل معظم المسئولية ازاء فشل الديمقراطية الاخيرة لانه ببساطة كان الحزب الحاكم، انا ايضا لا اقول ان حزب الامة هو الوحيد لكن طالما البوست هنا حول حزب الامة فليس من المنطقي تحويل الحوار الى احزاب اخرى، و الغرض هو اثراء النقاش حول هفوات حزب الامة و بعد ذلك مواصلة النقاش حول الاحزاب الاخرى، و قد ابتداء ذلك الاخ ود البلد مشكورا لكن عضوية حزب الامة لم تشارك في ذلك الحوار بشكل موسع مما أفقدنا حقيقة فرصة جيدة لتناول الامور بشكل آخر

اعتقد ان الاخ عادل بذل مجهودا كبيرا بفتحه لهذا الموضوع حتى و ان كان بصورة صحفية ملفتة للنظر، و لكن هذه هي مسئولية الصحفي و المثقف ان يلفت النظر الى ما يرغب في طرحه من مواضيع، و اعتقد انه بذل مجهود طيب بالبحث المجتهد في بلاد بعيدة جدا عن السودان يتعذر فيها الحصول على مجلات بسيطة ناهيك عن مصادر لدراسات عميقة كهذه، و قد كنت في تلك البلاد و اعرف جيدا المعاناة التي يلاقيها الاخ عادل في الحصول على مصادر لمثل هذه البحوث
على كل حال يمكننا ان نتفق او نختلف معه لكن تبقى الحقيقة و الديمقراطية هما المبتغى من اثارة مثل هذه التساؤلات حول تاريخنا الذي لم يكتب حتى الان بصورة ناقدة و موثقة في ظل الديكتاتوريات المتعاقبة
تحياتي و شكرا لك مرة اخرى على الاجوبة
امجد


Post: #165
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-07-2003, 04:36 AM
Parent: #162

الاخوان امجد وكمال والجميع

اهدي لكم هذا المقال ؛ وذلك لعلاقته بطائفية "حزب" الامة
----------------

السودان بين الطائفية والقوى الايديولوجية
د.يوسف نور عوض
› هل يستطيع اي فرد ان يخبرنا عن طبيعة الخلاف القائم في الوقت الحاضر بين الحكومة السودانية والمعارضة؟
اكاد اجزم ان احدا لم يفكر في ذلك بطريقة جادة ولا حتى قادة الحكومة او رموز المعارضة انفسهم، ذلك ان ما يجري في السودان مجرد مناورات لا هدف لها سوى كسب الوقت وتحقيق المكاسب الآجلة بصرف النظر عما تسفر عنه المناورات من اضرار تلحق بالوطنo ولما كان الصراع الدائر في السودان يهم الكثيرين على امتداد الوطن العربي الذين يريدون معرفة الأسس التي يقوم عليها، فقد رأيت ان اخصص هذا المقال لمعلومات أولية يحتاج اليها المتابع في الوطن العربي من أجل ان يعرف ما يجري في السودانo
ونستطيع في البداية ان نقول ان سلطــــة الحكم في السودان عملية مداولة بين القوى الطائفية وطبقة العسكر تقف منها القوى الحديثة أو طبقة النخبة موقف المحايد، واسباب ذلك ظروف عملية يعرفها المتصلون بالواقع السوداني، ذلــــك ان القوى الحديثة والنخبة كانت تعتقد حتى وقت قريب انها هي المستأثرة بالمزايا التي أوجدها الاستقلال، وليس عندها الوقت الذي تضيعه في ألاعيب السياسة، ولا شك ان هذا الوضع تغـــير فـــــي الوقت الحاضر ولكن ذلك لم يغير من واقع النخبة التي اصبحت تتحدث عن احلامها من المنافي والمهاجرo
وكلها احلام لا تتصل بالواقع على اي نحو من الانحاء، ولكن لذلك قصة نؤثر ان نؤجلها من اجل التركيز على القوى السياسية التي تؤثر بصورة مباشرة في صنع الحياة السياسية، والتي وجدت فرصتها في الحكم ومع ذلك لم تحدث تغييرات جوهرية تؤثر في حكم البلادo
ويلاحظ ان الطائفتين اللتين تتحكمان في وضع السودان في الاوقات التي يطلق عليها ديموقراطية هما طائفتا الانصار والختمية، وتعتمد الطائفة الاولى على انصارها في غرب السودان والجزيرة ابا وهي اكثر ولاء وارتباطا بقيادتها الدينية لاسباب تاريخية، ذلك ان الطائفة نشأت لمؤازرة ثورة المهدي ضد الاتراك في القرن التاسع عشر ولكنها ظلت متماسكة بسبب ثاراتها مع الادارة البريطانية في اول الامر بعد معركة كرري التي قتل فيها آلاف الانصار ولكن الانكليز بدهائهم استطاعوا ان يحولوا العداء ضدهم نحو السلطة المصرية التي كانت تشاركهم حكم السودان ويجعلوا من الانصار قوة تناصر فكرة الاستقلال التي كانت تعارضها الطائفة الثانية وهي طائفة الختمية التي ارتبطت بمصر وظلت داعية الى فكرة وحدة وادي النيل حتى تبخر هذا الحلم عندما اعلن السودان استقلاله من داخل البرلمانo
ومن الناحية السياسية فقد اسس الانصار حزب الامة الذي اصبح واجهتهم السياسية بينما اسس الختمية الاحزاب التي انتهى بها الامر في آخر المطاف لتصبح الحزب الوطني الاتحادي، وانصار هذا الحزب لا يقومون على اساس طائفي في معظمهم وانما هم يمثلون الطبقة الوسطى التي يأتي منها التجار والموظفون، وهي طبقة اقل ولاء مع قيادتها الدينية من طبقة الانصار وذلك في الواقع سبب ضعف الحزب وتأرجحه وكثرة الانشقاقات في داخله وآخرها انشقاق الشريف زين العابدين الهندي على السيد محمد عثمان الميرغني، ولا يعني ذلك انه ليس في داخل حزب الامة انشقاقات لان الجميع يذكرون كيف انقلب الصادق المهدي على عمه امام الانصار واحدث شرخا في كيانهم لم يندمل جرحه حتى الانo
وظلت هناك دائما احزاب ثانوية الى جانب هذين الحزبين الكبيرين ومنها احزاب الحركة الاسلامية بأسرها، والحزب الشيوعي، والاحزاب القومية والناصرية وغيرها وهي جميعا احزاب صغيرة وما كان من الممكن ان تصل الى السلطة الا متحالفة مع غيرها او بطريقة انقلابية كما هو شأن احزاب الحركة الاسلامية في الوقت الحاضر، واما الجنوب فهو قصة اخرى، وعلى رغم كثرة الاحزاب فيه فقد وضع لنفسه هدفا واحدا هو محاربة الشمال من اجل تحقيق حرية الجنوب التي يراها معظم الجنوبيين ضرورية من اجل بناء كيانهم الذاتي المستقلo
ويلاحظ على وجه العموم ان العجز مستأصل في بنية النظام السوداني، ذلك ان هذا القطر غير قادر على اقامة نظام ديمقراطي حقيقي بسبب بنيته الطائفية وعدم قيام الاحزاب الايديولوجية على قواعد شعبية تمكنها من الانفراد بحكم البلاد الا في حالة الجبهة التي تحاول ان تؤسس وجودها ليس على صفتها الحزبية وانما على مشروع حضاري متوهمo وتبدو الصورة في ضوء المعطيات الحالية قاتمة الى ابعد الحدود وقابلة للانفجار في اي لحظة خاصة وانه لا تبذل جهود كافية من اجل مواجهة القضايا بأسلوب متطورo
واذا تأملنا نظرية الحكم في ضوء الواقع الذي ذكرناه، وجدنا اما انه يعتمد على انفراد حزب من الاحزاب الطائفية بالحكم او متحالفا مع الحزب الآخر او معه شراكة مع بعض الاحزاب الايديولوجية الصغيرة، او من ناحية اخرى قيام حكم عسكري خالص كما الشأن في نظام عبود، او نظام عسكري متحالف مع الايديولوجيين كما هو الشأن في نظام الرئيس نميريo
ولا شك انها كانت خطوة جريئة ومحسوبة عندما قامت الحركة الاسلامية بانقلابها الذي اوصلها الى مرحلة لم تكن تحلم بها وهي فرض اجندتها على الآخرين بل وجعل الآخرين يشعرون انهم غير قادرين على الحركة بغير التفاهم معها، وهذه هي عقدة الوضع السياسي بأسره في السودان في الوقت الحاضرo والذي يدعو الى الحيرة انه على الرغم من فهم احزاب المعارضة لاجندة الجبهة القومية الحاكمة خاصة بعد مؤتمر الحركة الاسلامية فان احزب المعارضة ما تزال تتمسك بقضايا شكلية كأساس لبدء حوار مع الحكومة مثل الغاء القوانين المقيدة للحريات، وهي قوانين ليس هناك ما يحول دون اعادتها في اليوم التالي بعد الغائهاo وتبدو في كل ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق اوضح رؤية لمستقبل السودان من سائر تلك الاحزاب وهو ما يجعلها تتمسك بمبادئها التي يبدو انها اصبحت قريبة التحقيق، ولا شك ان جون قرنق يطور مواقفه بحسب مقتضيات الحال، فهو كان ينادي بالانفصال عندما كان الانفصال هو المكسب الوحيد الذي يمكن ان يحققه، ثم تحالف مع قوى المعارضة من اجل ان يضعف الحكومة وهو الان يعلن انه يطالب بوحدة السودان وتعني عنده غير ما تعنيه عند الاحزاب الشمالية، ذلك ان الوحدة عند جون قرنق تعني القضاء على حكم الشمال وسيطرته بصورة كاملة على مقدرات السودانo ويعتقد الكثيرون في الشمال ان تلك مجرد اوهام ولكن التطورات الجارية تؤكد ان ما يوصف بانه احلام واوهام اقرب الى الحقيقةo
ومؤدى ما نرمي الى توضيحه من هذا العرض، ان نؤكد على ان القوى الطائفية لا تملك مستقبلا تقدمه الى شعب السودان، كما ان القوى الايديولوجية فقيرة في رؤيتها لواقع المجتمع السوداني وهي تتعامل في مسائل الحكم كما يتعامل الهواة، والضحية في آخر الأمر هي الدولة بأسرها التي تبدو في الوقت الحاضر وكأنها تقف على غير اسس وهي تحاول ان تؤسس علاقاتها مع اصحاب المصالح المتعارضة مع طموحاتها وتلك هي قمة المأساة التي لا يعرف احد كيفية الخروج منهاo

Post: #166
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: ديامي
Date: 05-07-2003, 01:27 PM
Parent: #165

نقرأ ونستمتع بأدب الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية
ولنقرأ التاريخ قراءة تصب في مصلحة المستقبل ونستلهم منه الدروس والعبر
شكرا لهذا البوست المفيد وللمشاركين
حافظوا على هذه الأخلاق الرياضية
ولنا عودة للإدلاء بدلونا

Post: #167
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: إسماعيل وراق
Date: 05-07-2003, 04:37 PM
Parent: #166

عدت يا أخي عادل للحوار بذات الطريقة التي إنتهجتها رغم محاولاتي النأي بك لمنحى آخر يلامس قضايانا الساخنة المطروحة الآن في الساحة السياسية السودانية ولكن لا بأس من الحوار البناء الذي يخدم قضية شعبنا، متوجاً كل إجتهاداتنا من أجل وضع ديمقراطي يسود حياتنا السودانية.
أخي عادل يبدو أن الذهنية المسيطرة عليك هي نفس ذهنية المتسلطين على رقابنا من إنقاذيين وربما يكونوا أقل خطراً.
أوردت في بداية طرحك للموضوع، يشكل الحزب المسمى بحزب الأمة، جرحاً في الجسد السوداني ويبدو لنا وصفه في الحركة الوطنية، كحصان طروادة يخدع الصف الوطني، ليلحق به الهزيمة، ويحقق وسطه مصالح الأعداء. وأضفت كذلك أن هذا الحزب عمل ضد مصالح الأمة وأنه ليس بحزب، ولا سوداني، ولا للأمة علاقة من قريب أو بعيد. وأضفت أنه كياني تسلطي وإستعماري وربيب للديكتاتوريات وحليف لها. وهنا لي رد على ما أوردت.
تعلمنا أن من أسس الحوار الإعتراف بالأخر كحقيقة وواقع والتعامل معه من هذا المنظور ولكنك يا أخي كنت على العكس من ذلك تماماً وهذا واضح من الأوصاف التي أردتها أن تكون مقدمة لهذا البوست. هذه العقلية والذهنية الإستئصالية هي التي أقعدت بنا سنوات عديدة وجلعتنا ندور في حلقة جهنمية ما زلنا نتألم من ويلاتها وهي ذهنية شمولية دون شك. إذن كيف يستقيم مع العقل أن من يخدع الصف الوطني يعمل ويجاهد من أجل إستقلاله إللهم إلا إذا كان لديك تفسير أخر لمفهوم الوطنية وبهذا الفهم يكون الإمام عبد الرحمن ورجاله أمثال المحجوب وكل زملاء نضاله من الإستقلاليين داخل مؤتمر الخريجيين عملاء ولا يسلم من ذلك النائب دبكه الذي وقف في البرلمان يوم 19 ديسمبر 1955م، مطالباً نواب البرلمان بإعلان إستقلال السودان في هذا اليوم. وقل لي بالله كيف أنه ليس بحزب وما هو تعريف الحزب إذن لديك وربما تكون أعتمدت في قولك هذا على قواميس في علم السياسة لم نسمع بها من قبل. أخي عادل لا تفهم الأمور هكذا ولا يمكن أن نجرد أي جسم سياسي سوداني من حقه الطبيعي في الوجود والبقاء ولا يحق لنا أن ننزع صفة السودانية منه.
أخي عادل هنالك تساؤلات مشروعة نريد الإجابة عليها... كيف يكون حزب بهذه الأوصاف في نمو وتمدد وسط المجتمع السوداني وكيف أستطاع أن يجذب العديد من المفكرين والمثففين السودانيين بما فيهم شريحة الشباب والطلاب وهي من الشرائح المؤثرة وهل تعلم يا أخي عادل أن عضوية حزب الأمة في الجامعات تعادل عضوية أحزاب سياسية سودانية.... وكيف أستطاع هذا الحزب (العميل ربيب الإستعمار) أن يحرز الرقم الإنتخابي الأول في كل الإنتخابات العامة الحرة النزيهة... وكيف كان الرقم المعارض الأول لكل الديكتاتوريات الباغية .... وكيف كان وراء القرارات المؤثرة في الساحة السودانية – السودان للسودانيين – التدرج الدستوري – قرار الإستقلال... ألم يكن هو الحزب السياسي الكبير الوحيد الذي جرى فيه أكبر إنقلاب ديمقراطي لصالح الجيل الجديد ... ألم يكن هو الحزب السياسي الجماهيري الوحيد بجانب بعض التنظيمات الصغيرة ظل يعقد مؤتمراته بغية إنتخاب قيادته... ألم يكن هو الحزب الأكثر عقداً لورش عمل فكرية وسياسية وبالتالي هو الأكثر مشاركة في أنشطة المجتمع المدني... ألم يكن هو الحزب الذي رفع الشعار الإسلامي مع التمسك الجاد بالتأصيل الديمقراطي والحريات الأساسية... ألم يكن هو الحزب الأكثر أرشفه وتوثيقاً بين القوى السياسية بما في ذلك الأحزاب العقائدية... ألم تكن قيادته هي الأكثر غزارة في الإنتاج الفكري والنقد الذاتي... أخي عادل لا تحسب كل هذه هي إنجازات حزب الأمة ولكنها قطرات من بحر زاخر بالإنجازات. وفي الختام أقول لك أخي عادل نعم للقراءة الموضوعية والتحليل العقلاني لمسيرة أحزابنا من أجل بناء سودان حر ديمقراطي.
ولي عودة بالتعليق على الكثير مما أوردت في بوستاتك السابقة.

Post: #191
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-10-2003, 10:26 AM
Parent: #167

الاخ اسماعيل وراق

تحية

يبدو لي ان اعضاء حزب الامة بالبورد ؛ والمدد الذي ياتيهم كل يوم ؛ يعشقوا تكرار بعضهم ؛ فيبعد ان جاء الينا خالد عويس بتكرار ما اورد عبدالله الفاضل عن عبد الرحمن " المهدي " ؛ تاتي انت لتكرر في البداية اطروحات ابو ؛ ثم لتكرر زعم خالد عويس برجوعي مرة اخري الي منهج حاولتم ابعادي عنه

لم ارجع الي منهج او دائرة مزعزمة ؛ اولا لانني لست في تلك الدائرة ؛ ولست من اصحاب المنهج الاستئصالي المزعوم ؛ وثانيا لانني لم اجد في كل اقوالكم القديمة والجديدة ؛ما يجعلني اراجع ما كتبت وما اؤمن به حول الدور المخرب لحزب الامة في الحركة الوطنية ؛ هذا الدور الذي شبهته بحصان طروادة؛ وبهذا فااني لم اغير شيئا لكينا ارجع اليه

وصفتني باني مثل الانقاذيين او اكثر خطرا ؛ حسنا ؛ هل لك ان تجيب لي علي هذه الاسئلة ؟

من الذي تحالف مع حبهة الميثاق لتحطيم جبهة الهيئات وتخريب ثورة اكتوبر ؟
من الذي اتي بالانصار ليخوضوا معركة جبهة الميثاق لحل الحزب الشيوةعي في 1965 ؟
من الذي تحالف مع جبهة الميثاق في مؤتمر القوي الجديدة في عام 1967 ؟
من الذي جلب احمد صالح عمر ورفاقه للجزيرة ابا ليدخلوا الانصار في معركة غير متكافئة في 1970 ؟
من الذي تحالف مع الاخوان المسلمين جناح الترابي في الجبهة الوطنية في السبعينات ؟
من الذي وفر بعلاقاته مراكز التدريب للاخوان المسلمين في ليبيا من خلف واجهة الجبهة الوطنية ؟
من الذي ادخل الجبهة الاسلامية الي الحكم في حكومة الوفاق وحكومة ائتلاف الصادق - الترابي ؟
من الذي اطلق يد الجبهة الاسلامية وعلي عثمان تحديدا وسط الحيش ليجوب الحاميات ويجند الضباط لتنظيمه المسخ ؟
من تجاهل كل الاشارات والبلاغات عن انقلاب الجبهة الاسلامية ؛ حتي وقع الفاس في الراس ؟
من كتب الي عمر البشير رسالة يسديه فيها النصح بعد وقوع الانقلاب ؟
من خرب نضال المعارضة بالاتفاقات الثنائية في جنيف وجيبوتي ؟
من دعم الانقاذ بالكوادر من امثال عبدالله محمد وغيره ؟
من الذي قاتل قوي التجمع في كسلا لصالح الانقاذ ؟
من الذي جاب الاقطار يتحدث عن التغييرات الديمقراطية في النظام ويدعو الي تغيير التعامل معه ؟
من عمل خبيرا امنيا لعمر البشير بعد ان كان قائدا في جيش تحرير الامة ؟
من هو الذي سلم معلومات عن قوات المعارضة في جنوب النيل الازرق وعلي الحدود الاثيوبية للنظام ؟

وتقولوا بعد ذلك اننا نفتري عليكم ؟


انتم من بنيتم الانقاذ ؛ وهم من رضعوا علي ثدي حزبكم وصادقكم ؛ وانتم المسؤولون اولا واخيرا ؛ عن كيف تحول هذا التنظيم القزم؛ الي جلاد لشعبنا ؟


اما قضايانا الحالية ؛ فنناقشها في مكانها ولا نحتاج الي من يعرفنا بها

عادل

Post: #176
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-08-2003, 06:31 PM
Parent: #166

العزيز ديامي

تحاول ذلك ما استطعنا
ان اصبنا فلنا اجران
وان اخطانا فلنا فضل الاجتهاد والمحاولة

شكرا علي المداخلة
ونتوقع دحول اوسع واعمق لك

....

اعجبني توقيعك جدا

عادل

Post: #168
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-07-2003, 05:24 PM
Parent: #1

الصادق المهدي ......
الاخ خالد عويس تحيه طيبه وبعد
كما ذكرت لك سابقا عندي ملاحظات علي اداء السيد
الصادق المهدي سأورد بعضها الان
أولا الجمع بين الامامه والقياده السياسيه ..
شغل الزعيم الشاب المثقف والمستنيرعقب ثوره أكتوبر




ـ شغل الساحه السياسيه واثار الجدل وقتها بدعوته
وخلافه مع عمه حول الجمع بين الامامه والقياده السياسيه
ودعا للتحديث والتطوير وشق الحزب مما يعني أن هذا
الامر كان قضيه مبديئه للصادق

واليوم يمارس ما نهي عنه سابقا ويجمع ما بين الامامه
والزعامه فماذا نسمي هذاهل نسميه كيل بمكيالين او
نفاق سياسي ؟؟؟
قد قرأت تحفظك علي هذه القضيه ولكن في رأي ان هذا
وحده لايكفي لابد اذن من اعاده النظر وتقييم الرجل
علي ضوء القضيه فمن لعق شعاراته وأكل ما كان يعتبره
مبداء قادر علي ان ينقلب علي كثير من اطروحاته التي
اجتذب وهج الحداثه فيها الكثيرين
....... الصادق وقوانين سبتمبر ....
تماشي الصادق مع شعارات الانتفاضه وابدي رأيه حول
قوانين سبتمبر ووصفها بأنها لا تساوي المداد الذي كتبت به
وأخذ علي الحكومه الانتقاليه عدم الغائها ..مما اعطي
انطباعا بأن ذلك سيكون أول قرارته ولكنه وللاسف تركها
معلقه طيله سنوات حكمه بل كان يلوح بين الحين باستبدالها
بقوانين دينيه اخري ...اذن ماهو رأيك اخ خالد
في هذه المماحكات والمماطلات والتي أري انها اضرت بالتجربه
الديموقراطيه كثيرا؟؟
..... الصادق واتفاقيه السلام السودانيه ...
لا اريد ان استرسل في التفاصيل وانما اريد أسالك عن رأيك
في موقف حزب الامه من هذه الاتفاقيه ورفضه تبنيها اولا؟؟
الصادق المهدي والمشاركين في ندوه امبو ...
ماهو رأيك في اعتقال نخبه من المثقفيين الذين شاركو ا في
ندوه امبو مع الحركه الشعبيه الاعتقال تم بواسطه مبارك
الفاضل وزير الداخليه وقتها..
..,,,, ماهو رأيك في اشراك الجبهه والتي تتنافي برامجها
و مواقفها مع مطالب شعارات الجماهير...
حزب الامه وقصف مصنع الشفاء..
ما هو تقييمك لما قام به القيادي البارز في حزب الامه
مبارك الفاضل من تحريض علي ضرب الموقع وتأييده له؟؟
هل اتخذ حزب الامه اي موقف تصحيحي لمواقف مبارك في تلك
القضيه التي تمس السياده الوطنيه؟؟
.....حزب الامه وقوانين الشريعه ..
اخذا في الاعتبار توقيع حزب الامه علي مقررات اسمرا
والتي تدعو للدوله المدنيه الاأن المستجدات بعدها تجاوزت
روح اسمرا وعليه دعني أسال عن موقف حزب الامه والذي
كان يدعو لنهج الصحوه وبعدها لقوانيين اسلاميه بديله
دعني أسال ما هو موقع الشريعه وقوانينها وحدودها
في طرح حزب الامه اليوم وارجو ان الا تكون الاجابه
انكم تدعون للدوله المدنيه فبعض دعاه الدوله المدنيه
يقولون انها لا تتنافي مع تطبيق القوانيين الدينيه
اذن السؤال بصوره حرفيه ما هو موقع القوانين والحدود
في طرحكم...؟؟؟
الصادق وابو حريره وعلي الحاج,,,
ـ ماهو رأيك في اقصاء الصادق لابو حريره والذي التزم
مطالب الجماهير وشعارت الانتفاضه..ووصفه لابو حريره بأنه
وجد شطه في الجو فعطس،،،مما يحط في قدر ابي حريره ويبخس
انجازاته،،وتأتي الطامه بأن يضع الصادق علي الحاج
والذي كان يطارده الفساد في نفس موقع ابي حريره اي
وزاره التجاره،،،ماذا تري في ذلك ياخالد؟؟
حزب الامه وسيد احمد خليفه ..
..... سيد احمد خليفه من الاقلام المصادمه والذي عري
وفضح ممارسات الجبهه في الديموقراطيه ولكنه للاسف زج به
في غياهب السجون بواسطه مبارك الفاضل وبقي نزيل في
السجن حتي مجي الانقاذ ...هل هذا جذاء سمنار ؟؟او ماذا
نسميه ياخالد؟؟؟

Post: #169
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-07-2003, 06:40 PM
Parent: #168

لا يتقيد الأخ عادل عبدالعاطي فى مؤاخذته (او على الاصح مؤاخذاته) على حزب الأمة ، ومرئياته النقدية بالمنهج العقلاني فى تقييم الأمور من زوايا عدة ، فى مقدمتها الظروف الموضوعية داخل الحزب وخارجه فى محيط العمل السياسي فى السودان حسب كل مرحلة من تاريخنا الحديث ، وينزع نزوعا خالصا الى الحفر بأساس لا يخلو من العاطفة مع / او ضد ، فالناظر الى النتائج التى استخلصها عبدالعاطي ، والمتأمل لها وفق منظور موضوعي ، لا يتغافل محاججتها العالية ، واستبطانها قدرا لا بأس به من الصحة فى ما يتعلق بجوانب سلبية رافقت مسيرة حزب الأمة منذ تأسيسه الى الآن ، غير أن عبدالعاطي يكل أمره الى العاطفة تماما ، بقفزه على الوقائع وعزلها عن محيطها ، ويثابر مثابرة لافتة للوصول الى خلاصة نهائية تفيد بعدم الرجاء فى هذا الحزب ، على أن النتيجة المنطقية المترتبة على ذلك هى أن اللافتات السياسية القديمة كلها (طائفيا وأيدلوجيا) لا طائل من اصلاحها ، وهو فى ذلك عمد الى توسعة دائرة المجازفة الفكرية فى اطلاق مشروع يطيح بالكيانات القائمة ، لأن محاولة اصلاحها وتعديل مسارها تبدو بائسة ، والنتائج المرجوّة لن تزيد عن (قطرة الاصلاحيين فى محيط فاسد) وعليه فانني سأزعم سلفا بأن عبدالعاطي يقودنا فى اتجاه الاقرار بكساد البضاعة الرائجة حاليا والتسليم بذلك ومن ثم سوق المثقفين صوب الحزب الذي ينتمي اليه ، بوصفه قاعدة انطلاق جديدة تضمن العافية الفكرية والسياسية فى السودان وتحفر عميقا لانجاز تغيير جذري من خلال النخبة التى تدير فاعليتها بوعي يتجاوز الطائفية وينسف الأيدلوجيات القائمة حاليا ، ومع امكانية تجاوز انطواء هذا الحلم الطوباوي على مثالية بالغة فى توقّع أحزاب جديدة معافاة كليا (فى محيط اجتماعي وثقافي لا زال متخلفا ) فانه لا يمكن التسليم بديمقراطية الفكرة من أساسها ، القائمة على انكار جهود الاصلاحيين فى تلك الاحزاب ، والدعوة الى ازالتها من خلال تلطيخ تاريخها ، والتأكيد على بطلان اجراءاتها الديمقراطية الأخيرة ، وحشرها فى زاوية النسيان ، فضلا عن أن أحزاب عبدالعاطي المقترحة ستتأسس فى الهواء من دون تجريب تاريخي ، ولا المام كاف بطبيعة المعالجات المتوجبة لمشكلات السودان . صحيح أن الاحزاب التى ننافح عنها لم تحقق انجازا وطنيا لافتا ، ولم تؤسس لمشروع وطني جامع بالشكل المطلوب ، غير أن القفز على الحقائق والوقائع من خلال مغامرات المؤسسة العسكرية مدعومة من قبل الأيدلوجيين بدوره أدي الى اخفاقات يصعب غض الطرف عنها ، بل انه بالامكان توصيفها فى خانة الخراب الشامل ، الذى امتد الى الكيان القومي ، ومسّ عصب الحياة بالنسبة الى المواطنين .
يزعم عادل عبدالعاطي بأن هذه الاحزاب (غير مدنية) البنية ما يفشل كل مشروعات الاصلاح ، اللافت هنا أنه لم يحدد قياسات المدنية ، وانما احال فرضيته الى توقف الاصلاح عند عتبات الامامة المقدسة ، وهو بذلك يدلل الى فقره المعلوماتي عن امامة الصادق المهدي التى تختلف فكريا ونوعيا عن امامة من سبقوه فى قيادة الأنصار ، ويتغافل عن كون الكيان حاليا تقوم على أموره مؤسسة منتخبة يقودها الاخ عبدالمحمود ، وهو لا يري فى ذلك كله أية دلالة على التطور ، وعلى الرغم من نقدي أنا الأخر لمسألة الامامة غير أن ظروف محددة بالامكان ذكرها حدت بهذه الخطوة يمكن تلخيصها بظروف ربما أجبرت على هذه الخطوة ، ولا يمكن عزلها ابدا عن تداعيات رغبة اطراف خارج كيان الأنصار فى تنصيب او تزوير انتخاب امام معروف بمهادنته النظم الشمولية ، ومن ثم الحظوة بتأييد قائد الأنصار ومن بعده الأنصار بحكم البيعة الملزمة قطعيا ، لكن الحاصل فى بيعة الصادق المهدي يختلف كليا اذ طرأت تعديلات جوهرية على نص البيعة ما يجعل مؤسسة الامامة نفسها متمتعة بنوع غير مسبوق من الديمقراطية فى التاريخ الاسلامي علاوة على الانتخاب الذى جري فى هيئة شؤون الأنصار ، ولست بصدد تفنيد الدعاوي حول الامامة ، فمن وجهة نظري لا زالت هناك اشكالات فكرية تحيط بها وبملابساتها ، لكني قصدت نوعا من التوضيح الفكري ، الذى لا يمنعني من كوني مثقفا (حتي اذا لم اكن منتسبا للحزب ) من الاشادة بخطوات ديمقراطية داخل كيان ديني موصوف بالتخلف !!
أما جوهر الاصلاح فى تربة هذه الأحزاب ، وهو ما نعود لمناقشته ، فأجد نفسي مختلفا كليا مع طروحات عبدالعاطي ، اذ يجدر التساؤل عن ظروف مشابهة فى ايران ، خرج من رحم المؤسسة الدينية الثورية المنغلقة تيار اصلاحي وتجديدي لا يمكن تجاوزه بقيادة الدكتور محمد خاتمي ، وفى ظرف سنوات محدودة تمكن تياره من السيطرة على معظم مفاصل القرار الرسمي الايراني برغم السيطرة الهائلة للمحافظين ، ويقول عبدالعاطي أن جهود الاصلاح تستنزف الكثير من الجهد والوقت ، لكنه لم يشر الى أن الاصلاح المرجو لا يقتصر على حزبي الأمة والشيوعي السوداني ، فمن باب أولي أن نتفق بأن البني الدينية والفكرية والسياسية والثقافية كلها تفتقر الى مبادرات اصلاحية ، ولعل الطريق الأسهل للاصلاح يكمن فى تحرير الخطاب الاصلاحي من داخل هذه القلاع الجماهيرية التى لا يري فيها عبدالعاطي الا البؤس والعدم .
تجربة الحزب الشيوعي فى عقد التسعينات تؤكد أن هناك بذرة اصلاح قد زرعت فى التربة السودانية ، انا لا اتفق معك فى ان الشيوعيين لم يراوحوا أماكنهم الايدلوجية والسياسية ، فانهيار الاتحاد السوفيتي ، واكتساح الرأسمالية ، والعولمة ، وسقوط جدار برلين ، والحروب الاخيرة فى الشرق الاوسط والبلقان ، وثورة التكنلوجيا ، علاوة على انسلاخ حق داخليا ، والحاجة الى خطاب فكري جديد ، ( واسم جديد حتي ) كلها تساؤلات قلقة طرحت قدرا من التحديات أمام الشيوعيين ، ولا ننكر ان الخطاب الشيوعي السوداني حيال قضايا الديمقراطية ، وحقوق الانسان تقاطع تماما فى الفترة الاخيرة مع المانفستو الماركسي ، فهل يمكن التيقن بأن الحزب الشيوعي يخلو تماما من أية حيوية فكرية حاليا ؟!
أنا _ بخلافك _ انظر الى النمو الفكري ، والتطور السياسي للأحزاب السودانية كلها من منظور أن الاصلاح الشامل فى السودان لا يتأتي من تطور منظومة واحدة ، اذ لابد أن تتسع آفاقنا لادراك أن عملية التغيير هى عملية تراتبية وذات صلة بتطورات مماثلة فى الحلقات الاخري المكونة للنسيج السياسي والاجتماعي ، ولن تخلو جعبتي من رؤي نقدية حيال فكر الحزب الشيوعي او ممارساته ، لكني لن اطلق القول جزافا بأنه ما من أمل فى اصلاح الحزب الشيوعي !!
من جانب آخر تطرق عبدالعاطي للتكوينات المدنية التى تفرعت عن العمل العسكري للعميد خالد وعصام ميرغني ، لكن العزيز عبدالعاطي ، تجاوز عن قصد مرة اخري قياسات المدنية المزعومة ولم يحدثنا عن الحاضنة الفكرية والمدنية التى تأسست بموجبها تلك التى يري فيها الخلاص ، ولم يشر الى مدي تقاطع ذلك (الغموض) مع الشفافية التى تتطلبها المدنية ، واوقع نفسه فى شرك الاعجاب الفردي العاطفي ، بتبريره اضافاتها لحركة ثورة جديدة ، تبلورت فى ذلك الرحم ، ولم تتعرض بعد لمحكات حقيقية توضح لنا مدي ديمقراطيتها ، وعلى العموم لا يسعنا الا نحيّ ونثمن عاليا مبادراتهم ، ودعنا نأمل فى أن يكونوا اضافة حقيقية للعمل (المدني ) والديمقراطية فى السودان .
ويعزل عبدالعاطي عن عمد مثقفي حزب الأمة عن الاعداد الملايينية للأنصار ، وهو بذلك يشير من طرف خفي الى (قطيع الأنصار المجن لدي قيادته ) ومن ناحية اخري يكرّس للفهم الراسخ (لأبراج المثقفين العاجية ) ونرجسيتهم الفادحة ، ففي تصورات عبدالعاطي أن هؤلاء المثقفين معزولون تماما عن (قطيع الأنصار) ولا جدوي أبدا من انتظار تأثيرهم على ذلك القطيع ، حسنا اذا كنا قد اثبتنا سلفا بأن الهيئة المنتخبة التى تقود الأنصار تمثل فى حد ذاتها نخبة فكرية ، وحصيلة تقدمية تصب لجهة الاصلاح والحوار الفكري ، فضلا عن تصديها الواعي بخطاب معتدل لخطاب الانقاذ المتطرف ، واذا كنا بالفعل نستشعر حراكا فكريا وثقافيا فى وسط جماهير الأنصار ، واذا كان التاريخ القريب قد أثبت بأن الأنصار لا ينقادون لكل صيحة من بيت المهدي ( تجربة احمد المهدي ومحاولاته المستمرة لتدجين الانصار لصالح الانقاذ / وتجربة مبارك الفاضل فى ذات الاتجاه ) الا يشكل هذا تطورا فى البنية الفكرية لهؤلاء الناس ، الا يشكل انتخاب السيد حامد محمد حامد ( رجل كادح لا ينتمي لأى بيت كبير) رئيسا للمكتب السياسي أية حلقة من حلقات التطور ، ومن قال بأن مثقفي الحزب يعيشون فى أبراج عاجية ، وانهم لا يختلطون بالأنصار ولا يناقشوهم فى الاصلاح ( اعود مرة أخري لسرد مشاركتي مؤخرا فى حلقة فكرية عقدت فى دار الحزب فى ام درمان عن الاصلاح والبيوتات وآل المهدي ، وآل مادبو وآل نقدالله وعديل ، كان هناك عدد كبير من الشباب ، لكن لك ان تتخيل أن الطرح الأكثر جرأة وشفافية فى النقد البناء والمكاشفة جاء من رجل تجاوز الخمسين ، وهو جاء زائرا من دارفور وصادف عقد هذه الحلقة ) هذا الأمر لفت نظري بقوة وتحدثت عنه فى نفس الحلقة ، ويستدل عبدالعاطي بدليل واه كخيوط العنكبوت على عدم المساس بالخطوط الحمراء ومزاحمة الصادق فى ترؤس الحزب ( وهو يتغافل فى حديثه عن اعادة انتاج الطائفية عن الحصيلة الانتخابية المتواضعة بكل المقاييس التى حازت عليها مريم الصادق ) ، ويقول بأن أيا من الاصلاحيين لم يرشح نفسه لرئاسة الحزب ، اولا عزيزي عادل ، لنكن منطقيين ، اذا كان الاصلاح يعني ترؤس الحزب فعلي الاصلاح السلام ، ان الاصلاح عزيزي عادل تيار ، فكرة ، نشدان التغيير ، احداثه ، تغيير الذهنية ، تغيير الممارسة ، الا تعتقد بأن كل ما سقته هنا هو من قبيل الاصلاح ؟ وثانيا ، أراك مغاليا جدا فى تجريد الصادق المهدي من صفته الثقافية ، وتصويره فقط كطائفي عتيد ، ومستهلك فقط للفكر (هذا اذا استهلك ) لا منتجا له ، يا عزيزي ، لا ينكر مثقف سوداني الآن دور الصادق المهدي فى الناحيتين الفكرية والثقافية ، ناهيك عن كونه مفكرا يستحق الاحترام لحيويته الفكرية وقدرته على الانتاج ، هذا اذا استبعدنا بالطبع الطابع الديمقراطي الذى صحب المؤتمر الذى انتخبه رئيسا ، ولا يمكن تجاهل معطيات مهمة تجعلنا _ نحن المثقفون _ نؤكد على رئاسة الصادق المهدي بالذات فى هذه المرحلة التى تشهد صراعات فى داخل الحزب يمكن ان تؤدي الى تفتته فى حال اسناد القيادة الى أىّ من المتصارعين ، ومن ناحية ثانية ، التحديات الخارجية فى داخل السودان وخارجه التى تملي اقصي حد من وحدة الحزب وانسجامه لكي يضطلع بمسؤولياته ، فضلا عن أن هذه الفترة الحالكة جعلت معظم الاحزاب الاخري تتردد فى عقد مؤتمر عام ناهيك عن الاطاحة بالقيادة ، فما الذى يجعل حزب الامة يكشف ظهره فى هذه الظروف ؟؟
ان جهود الاصلاحيين عزيزي عادل اتجهت فى اجواء الانقسام الذى مر فيه الحزب ( وانت تطالب بتنحية الصادق ) الى دعم الرجل ، وانحاز معظم مثقفي الحزب الى حزب الأمة الذى بقي معارضا ، وكان بامكان معظمهم أن يركبوا سفينة مبارك المتجهة الى السلطة ، وبدلا من أن يغامروا او "يقامروا " بمواجهة الصادق المهدي ، كان الركوب مع مبارك سيوفر عليهم مشاق كثيرة .
نحن يا عزيزي عادل ، لم نرتض الانضمام لحزب الأمة لأنه سيحملنا الى السلطة كما تزعم ، والا كنت أول الراكبين مع مبارك الى القصر الجمهوري ، ولا نحاول خداع أحد ، أنت أو غيرك بأن الاصلاح هو ذريعتنا لبلوغ غايات دنيئة ، وعموما فان الوصول الى السلطة بطرق شريفة لا يبرر هجومك هذا على شرفاء اختاروا الحزب الذى رأوا فيه تاريخا مليئا بالمآثر ، ومحتقنا بدماء أبنائه الذين سقطوا فى احداث 1954م وفى احداث المولد ايام عبود ، وكانوا اول من تصدي للجبروت المايوي بصدروهم ، وكانوا فى المقدمة فى سجون الانقاذ واوكارها وبيوت اشباحها ، وكانوا هناك فى الخطوط الأمامية يقاتلون ( ومعهم حرائر الصادق المهدي ) كلا يا عادل ، ان اسرنا ليست أنصارية ، وان عقولنا ليست بهذه الضحالة لكي يكون انتماؤنا قائما على الوراثة ، ولسنا طلاب سلطة ، ولو كنا طلابها فهؤلاء الذين تعدهم بالملايين ، وتقول بأنهم رهن الاشارة ، كانوا سيقدمونها للصادق المهدي على طبق من ذهب ، لكنه حزب اختار أن تكون وسيلته الديمقراطية فلا تنكرها علينا ، وانضم اليه مثقفون بمحض ارادتهم فلا تصفهم بالارتزاق وخداع الذات ، فلا اخال أن (العصر السوداني الحالي ) بقيت فيه بقية لخداع ذات او آخرين ، فالذى يريد السلطة أمره واضح ، وبامكانه اختصار الطريق والتوجه الى المؤتمر الوطني او حزب الامة (مبارك الفاضل ) اما الذين اختاروا درب الاصلاح والتقويم ، فان طريقهم شاق ودربهم تعتوره العقبات ، وهم يدركون أكثر من غيرهم أنهم سيتعرضون للتعسف والاتهام من قبل المثقفين ، ومن قبل اليمين ومن قبل اليسار ، أما عن سؤالك الشخصي الموجه لى ، فان اجابتي هى انني سأترك الحزب فى حال تأكدي من انني لا اسير فى اتجاه الاصلاح ، وتلك قناعتي منذ وقت مبكر لدخولي عالم السياسة ، وهى للمناسبة قناعة الكثيرين من ابناء جيلي فى الحزب ، لكن ارادتنا فى طريق الاصلاح تظل هى النبراس الذى يغذى ايماننا بهذا الحزب بقدر ايماننا بامكانية اصلاحه

Post: #170
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-07-2003, 06:52 PM
Parent: #169

عزيزي كمال عباس
كنت انتظر مساهماتك هذه بفارغ الصبر
واري انها اكدت توقعاتي بأن اسئلتك ومداخلاتك ستكون ذات فائدة قصوي
لن امارس التبرير بأى حال من الاحوال
وكل ما اثرته من اسئلة سيجد صدرا واسعا للاجابة
سأعود لاحقا للرد تفصيلا

Post: #171
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-08-2003, 01:24 PM
Parent: #170

up

Post: #172
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-08-2003, 02:53 PM
Parent: #171

الاخ الدكتور امجد مرحبا بمواصلة المداخلات والنقد

عزيزي كمال عباس
لابد أن أثمن عاليا فى المبتدأ تمتعك بروح ديمقراطية وموضوعية عالية ، ومثابرتك على ايراد وجهات نظر لابد أن تولى عين الاعتبار ، وهاأنذا كما قطعت وعدا ، عدت لأاستطرد معك فى مداخلات ، ليس بوصفي منتميا لحزب الأمة ، انما بوصفي كذلك ، باحثا عن الحقيقة ، ومتطلعا للاصلاح .
دعنا نتعمق فى أسئلتك الثمانية
بالنسبة لمسألة الجمع بين الامامة والرئاسة ، فعلي الرغم من أن ذهاب الامامة (فى هذا الوقت بالذات ) الى غير الصادق المهدي كانت ستنسف مجهودا كبيرا ، وترجعنا نصف قرن الى الخلف ، علاوة على خدمتها مصالح غير الانصار بتوظيفها توظيفا سياسيا يخل بالمعادلات القائمة فى السودان ، ويجعلها فى خدمة السلطة ، وعلى الرغم من أن تعديلات كثيرة طرأت على الميثاق الرابط بين الانصار وامامهم ، وعلى الرغم من الظرف الاستثنائي الذى اوجبها وتبدل الظروف كليا عن الوقت الذى كان فيه الصادق المهدي يقوم بفرزها عن رئاسة الحزب ، الا انني اسجّل هنا للتاريخ بأن تحفظاتي لا زالت قائمة لأسباب موضوعية لعل أهمها هو ما ستضفيه من قداسة غير مبررة على رئاسة الحزب كمؤسسة مدنية قابلة للمراجعة والتقييم والتعديل ، وعلى أية حال ففى اعتقادي ، تكمن المحكات الاساسية فى قدرة حزب الأمة على تجاوز هذه العقبة فكريا وعمليا بتطوير ممارسة النقد الذاتي ، ورفع القداسة الدينية عن العملية السياسية ، وفى تطوير العمل السياسي فى اتجاه الفصل الوظيفي بين كيان الانصار ككيان ديني ودعوي وبين حزب الأمة كجسم سياسي يخضع لآليات العمل السياسي ، وهى معادلة صعبة بكل تأكيد ، والحاجة قائمة بالفعل لتطوير النقاش حول الأمر لأنها الوسيلة الوحيدة لرفع سقوف الوعي حيال هذه المسألة الفكرية الشائكة .
ثانيا بخصوص قوانين سبتمبر ، ولكي لا ننسي فقد سجن السيد الصادق بمجرد المصادقة على تلك القوانين فى أيام نميري ، وكل نتاجات الحزب الفكرية دانتها بوصفها قوانين تتسمي بالاسلام وتتزيا به ، وهي لا تعدو لافتة فى خدمة مايو ، على أن الظروف التى أوجدتها القوانين بالنسبة للتيار الاسلامي فى السودان من حيث توظيفها سياسيا ، واساءة استعمالها كصكوك دينية مستخدمة فى لعبة أسلمة الشارع ، والمراهنة عليها لاضعاف الديمقراطية باثارتها فى كل وقت ، خلقت نوعا من الخشية من انفلات الوضع ، ونشوء تصدعات هائلة فى الوحدة ، والقومية ، ناهيك عن احتمالات التوتر بين المسلمين انفسهم ، وكان الامر المنطقي هو الاتجاه لصوغ دستور يتراضي عليه السودانيون ، وبالفعل هذا ما اتجهت اليه الكيانات السياسية ، خلا الجبهة الاسلامية ، التى اصرت على مناوراتها ومماحكاتها ، متذرعة بأن القوانين هى الشريعة والا سبيل لالغائها جاعلة منها برنامجا سياسيا لاثارة الرأى العام ضد ( العلمانيين) الذين يريدون طرد الاسلام من الحياة ، ولا يفوتنا هنا أن نتوقف طويلا امام المصطلح فى ذلك الوقت المشحون ، وما كانت تعنيه العلمانية من دلالات محالة قطعا الى الماركسية بل والالحاد ، والواقع أن جهود فكرية وثقافية كان لابد أن تنجز تغييرا فى الشارع السوداني لجهة فهم الفوارق بين الشريعة والقوانين ، غير أن الآلة الاعلامية والدعاية المركزة فضلا عن المال ، جعلت الجبهة الاسلامية أعلى صوتا ، واكثر قدرة على احداث جلبة غير ذات معني ، وهو الامر الذى فعلته ايضا حيال الجيش ودعمه ، والمسيرة المليونية ، ورفضها السلام ، ودعوتها للجهاد ، وفى طرف آخر ، كان اليسار السوداني ايضا متشددا ضد الجبهة وغير ميال للحوار معها ، ومتلقفا لكل ما يخالف شعاراتها ، ما أدي لاحتقان الساحة السياسية أكثر مما هى محتقنة بفعل مشكلات اخري ، والواقع أن صوغ دستور كان سيحل كل الاشكالات الفكرية والثقافية القائمة ، وهذا ما حرص عليه السيد الصادق المهدي ، اذ كان مقررا عقد مؤتمر دستوري فى سبتمبر 1989م ، وكان هو احد اسباب قطع الجبهة الطريق على الجميع فى يونية من نفس العام .
ثالثا لم يكن حزب الأمة ابدا ضد اتفاقية الميرغني _ قرنق ، بل أن الحزب عكف على قراءة المسودة بشكل معمق واقترح تعديلات عليها ، وجدت دعوته قبولا لدي الاتحاديين ، ومن ثم تم عقد اجتماعات بهذا الخصوص بين الجبهة الاسلامية وحزب الامة والحزب الاتحادي فى مارس 1989م ، ولعله من المفيد هنا ان نؤكد قبول الجبهة الاسلامية بنص الاتفاقية بعد اجراء تعديلات عليها ، وهى التي عادت بعد الانقلاب لتنعتها باتفاقية الاستسلام ، ما كان يرغب به الصادق المهدي فعلا ، أن يتم هذا الانجاز الكبير فى ضوء اجماع قومي ، وبمشاركة جميع القوي السياسية فى السودان خشية الارتداد على السلام
اما قضية اعتقال مثقفين شاركوا فى ندوة أمبو ، فلا شك ان تحفظات كبيرة تقوم على ذلك الاجراء غير الديمقراطي وتتحمل ذلك كل الاحزاب المكونة للائتلاف الحاكم ، وهى مسألة مدانة من قبلنا حتى لو قمنا بها
بخصوص اشراك الجبهة ، تلك معضلة قائمة فى الديمقراطية السودانية ، اذ ان النظام البرلماني خلافا للرئاسي يحتم صنع ائتلافات فى ضوء عدم حصول حزب بعينه على الاغلبية البرلمانية الكاملة ، وفى ضوء خلافات عميقة كانت تظلل علاقة الحزبين الكبيرين ، علاوة على الرغبة فى تكوين حكومة قومية جامعة ، وعموما فالجبهة يا عزيزي كانت حزبا سياسيا قائما وله حصة مقدرة فى البرلمان ما يعني أن له قاعدة فى الشارع السوداني ، ولا يمنع اختلاف وجهات النظر من الوصول الى حد أدني من الاتفاق ، لكن على أية حال فهذه معضلة فى النظام البرلماني ، ولعله من الأنسب ان نتجه الى نظام ديمقراطي يراعي هذه التباينات والتقاطعات بين احزاب تختلف فى برامجها السياسية والفكرية
بالنسبة لموقع القوانين والحدود فى مرئياتنا الفكرية ، لا يمكن اختصار مدونات كاملة هنا ، لكن احيلك الى دراسة ( العقوبات الاسلامية وموقعها من النظام الاجتماعي فى الاسلام ) للصادق المهدي ، وفيه استعراض كامل لرؤيتنا حيال الحدود والقوانين ، وهو مرجع يدرس فى الازهر الشريف ، وفيه تفصيل لرأينا الفكري حول الحدود بوصفها لا تنعزل عن محيطات اجتماعية واقتصادية واخلاقية شاملة ، اى انها لا تطبّق فورا فى ظل غياب عدالة اجتماعية ، ومساواة ، وبلوغ مرحلة محددة من الوعي برسالة الاسلام المعتدلة وكونها _ اى الحدود _ لم تشرع لتدل الى بشاعة الاسلام بقدرما شرعت ليستدل بها على بشاعة الجرم ، لكن فى ظل مجتمع عادل ومكتف اقتصاديا ، وقائم بوظائفه الاجتماعية والاقتصادية بفاعلية ، وفى تلك الحالة يكون تطبيق الحدود على الفالتين من الشاذين ، علاوة على ان الكتاب يوضح بشكل قاطع أن حد الزنا مثلا لم يطبق طيلة 14 قرنا الا فى حالات محدودة لصعوبة الحصول على قرائن ، وهذا ايضا يدل الى القيمة المعنوية لهذه الحدود ، ولا اريد أن استطرد فى شرح الكتاب ، فسيكون بمقدورك التأكد من الاجتهادات المستنيرة والافكار المتقدمة المطروحة فيه
اما بخصوص تطبيق الشريعة الاسلامية مستقبلا ، فهذه لن تكون قضية حزب الامة ولا غيره من الاحزاب ، هذه القضية وغيرها من القضايا القانونية والدستورية سيكون محلها المؤتمر الدستوري الجامع بهدف وضع دستور للدولة السودانية ، وهي قضية لن يتاجر بها الحزب كلافتة دينية لمرامي سياسية والحزب كان وقع على ميثاق اسمرا 1995م المانع قيام اى حزب على اساس ديني ، ولعلك تتفق معي فى ان تطبيق الشريعة فى السودان _ من خلال مناقشة الامر فى المؤتمر الدستوري _ سيكون محل جدل قانوني ودستوري ليس بين الاحزاب وحدها وانما ايضا بمشاركة قانونيين ودستوريين سودانيين
وأنتقد مرة اخري ، استبدال ابو حريرة بعلي الحاج ، على الرغم من الملابسات الكثيرة فى ذلك الوقت فى داخل الاسرة الاتحادية ، وفى الحكومة ، وبسبب دخول الجبهة الائتلاف ، وسيكون بمقدوري ان اوجه نقدا للحكومة كلها ، وليس للصادق المهدي فحسب ، الذى يتحمل جزء من ذلك النقد ، لكن ، علينا الا ننسي بأن الصادق المهدي كان جزء من حكوم ديمقراطية ، ولم يكن بيده ان يقرر وحده كما هو حال الحكومات الشمولية
أما اعتقال اى صحفي ، لأى سبب فهو موضع انتقاد واسع ، سواء كان الزميل سيداحمد خليفة او غيره ، غير أن علينا أن نقر بأن مجال الحريات العامة والصحفية فى الديمقراطية الثالثة ظل خاليا من الثغرات خلا هنات بسيطة مقارنة بما تلاها وما سبقها ، وكان الصادق المهدي نفسه مضربا للمثل فى سعة الصدر ، وتقبل النقد و"الكاريكاتيرات" الى درجة تحدو بنا الى مساءلة الصحافة والصحفيين عن دورهم فى تحويل الديمقراطية الى ممارسة يغلب عليها طابع الفوضي وعدم التهذيب .. الا تتفق معي ؟

Post: #179
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-08-2003, 09:07 PM
Parent: #172

العزيز خالد

بقدر اهمية وصراحة اسئلة الاخ كمال ؛ بقدر ما كانت اجاباتك تبريرية واعتذارية لصالح حزب الامة ؛ والصادق المهدي تحديدا ؛ ولو اتينا بالرجل ؛ لما دافع عن هذه السياسات والمواقف - والتي اصبحت محل اجماع عام علي سؤئها ؛ واضرارها بالديمقراطية ؛ من قبل كل المحللين ؛ ما عدا اعضاء حزب الامة حزب الامة طبعا- خيرا مما فعلت

اذا كان ما تطرح هو مستوي السقف الذي يقف تحته "الاصلاحيون" في حزب الامة ؛ فاني لا اريد ان اقرأ ما يطرحه غير الاصلاحيون

عادل

Post: #173
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-08-2003, 04:47 PM
Parent: #169

العزيز خالد

في نفس الوقت الذي تنفي فيه عني المنهج الموضوعي ؛ وتزعم اتكائي علي العاطفية ؛ فانك الان تمارس الاسلوب العاطفي ؛ وتلجأ لاساليب في النقاش لم اعهدها منك ؛ تقولني ما لم اقل ؛ وتنسب الي اشياء انت لست علي معرفة بها؛ واعتقد انه قبل ان نناقش محتوي ردودك ؛ فهناك ضرورة للتوقف عند بعض اسلوبك

1. في بوستات سابقة المحت الي اني لم اقرا بدقة ما نشرته من مقتطفات ؛ ثم عدت لتقولها صراحة اني لم اقرأ ما كتبته انت ؛ من اين لك هذا ؟
2. في بوستك اعلاه اوردت مقولة ( قطرة اصلاحيين في محيط فاسد ) واضعها بين قوسين ؛ وانت الكاتب الصحفي اللامع تعلم بان وضع الجملة بين اقواس في مجري الكلام تفيد انها جملة مقتبسة ؛ وانا لم اكتب جملة كهذه مطلقا ؛ بل كتبت (قطرة في المحيط الطائفي ) ؛ وشتان ما بين التعبيرين.
3. بنفس الطريقة اوردت جملة ( قطيع الانصار المجن لدي قيادته ) ؛ ورغم اني لم افهم كلمة المجن هنا ؛ الا اني لم استخدم جملة كهذه مطلقا.
4. بنفس الطريقة واصلت ونسبت لي تصورات عن المثقفين و(قطيع الانصار ) ؛ هذا التعبير الذي كررته عدة مرات فيما بعد ؛ وليست التصورات التي تتحدث عنها تصوراتي ؛ وليست كلمة (قطيع الانصار) من كلماتي ؛ وانما هي من نحتك واختراعك انت ؛ ولن يغير وضعك لها في اقواس من الامر.
5. زعمت باني (اجرد الصادق المهدي من صفته الثقافية ، واصوره فقط كطائفي عتيد ، ومستهلك فقط للفكر (هذا اذا استهلك ) لا منتجا له ) ؛ وحسب علمي فانني لم اقل بذلك ؛ ولم اناقش ملكات الصادق المهدي الفكرية قط في ثنايا هذا البوست او فيما عداه.
6. قلت (وعليه فانني سأزعم سلفا بأن عبدالعاطي يقودنا فى اتجاه الاقرار بكساد البضاعة الرائجة حاليا والتسليم بذلك ومن ثم سوق المثقفين صوب الحزب الذي ينتمي اليه ، بوصفه قاعدة انطلاق جديدة تضمن العافية الفكرية والسياسية فى السودان وتحفر عميقا لانجاز تغيير جذري من خلال النخبة التى تدير فاعليتها بوعي يتجاوز الطائفية وينسف الأيدلوجيات القائمة حاليا ، الخ ) وقد صدقت ؛ فما جئت به مجرد زعم ؛ حيث لم ادع احدا من المثقفين او غير المثقفين الي الانضمام الي الحزب الذي ادعو اليه في هذا البوست او في اي بوستات مشابهة؛ لا بالحيثيات التي تزعمها ولا بغيرها من الحيثيات.
7. كررت اكثر من مرة انني اتهرب من الاجابة علي اسئلة لك ؛ وعندما طلبت منك الصبر ؛ ووعدتك بالرد عليها جميعا؛ عدت لتصفني بالتهرب في بوست سابق ؛ وانا عندما سالتك ولم تجب فقد كررت اسئلتي ؛ ولم اصفك بالتهرب ؛ وما اسهل رد الوصف.
8. ركزت علي نقطة الارتزاق الخ في مسالة موقف المثقفين داخل الاحزاب التقليدية ؛ وبدات تتحدث عن نفسك بانقعال.. وانا من جهتي لم اصف احدا من هؤلاء المثقفين بالارتزاق ؛ ولم اصفك بذلك ؛ بل علي العكس ؛ لقد كتبت في بداية حوارنا انك مكسب حقيقي لاي حزب تنتمي اليه ؛ وان لا شك لي في توجهاتك الديمقراطية والاصلاحية العميقة ؛ فكيف تخلط الامور هكذا ؟؟
9. ما كتبته عن دوافع المثقفين لدخول الاحزاب التقليدية هو اما انهم من اسر طائفية ؛ او للوصول للسلطة ؛ وذكرت مثالا لانسان شريف اراد ان يصل للسلطة ليحقق شيئا من اطروحاته وقناعاته ؛ فلم يحقق شيئا ؛ واقصد هنا الدكتور بشيرعمر ؛ وبدلا من الحديث عن الارتزاق وعدم الارتزاق ؛ والانجراف وراء الانفعال والعاطفيات ؛ فكان الاحري بك ان تتكلم عن هذين التجربيتن – بشير عمر وابو حريرة – وعن تجربة امين مكي مدني وخالد المبارك وغيرهما ؛ او ان تاتي بتحليل لماذا ينضم مثقفون كبار الي الاحزاب الطائفية ؛ غير التحليل الذي اوردته انا.

وبعد فان لي الحق في الرد علي ما ارغب وقت ارغب ؛ وتحديد اولوياتي في الحوار؛ ولو لاحظت ردودي فقد كنت دائما اتقيد بحرفية ما قاله المحاور ؛ واذا لم افهم للنهاية او كان قوله ملتبسا فقد كنت اسال ماذا يقصد ؛ وفي العادة دائما ما اتي بمقتبس كامل مما اتي به المحاور؛ كما ان عندي الشجاعة لقول ما اريد دون مواربات ؛ ولذلك لا احتاج لمن يقرا تصوراتي ويصوغها بلغته واسلوبه ؛ وكنت اتوقع منك ان تعاملني بالمثل ؛ وان لا تضع الكلمات في فمي ؛ ثم تمضي لنقضها.

هذا الاسلوب قد يحقق نقاط في الجدال ؛ ولكنه لن يضيف وعيا جديدا ولا معرفة او حكمة ؛ ولك وحدك ان تستمر فيه او تتراجع عنه ؛ ولن يضيرني قط لو واصلت فيه ؛ ولكن سيضير صورتك في ذهني ؛ وربما في ذهن غيري.

مع التحية

عادل

Post: #177
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-08-2003, 07:31 PM
Parent: #1

الاخ خالد قرأت ردك وسأقوم بالتعليق لاحقا
لك الشكر كمال..

Post: #178
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-08-2003, 08:15 PM
Parent: #1

الاخ خالد عويس تحيه طيبه وبعد
دعني اعقب علي ردودك علي تسأولاتي..

...قصدت انا متعمدا طرح الاسئله المباشره بدلا عن
أسلوب السرد السجالي المطول والذي يتم من خلاله ابراز
الاطروحه وتفند وضحد الاطروحه المعاكسه لماذا اخترت
الاسلول المباشر؟؟ لأنه لايتيح مجالا كبيرا للمراوغه وخلق
محاور ارتكاز وهميه والتركيز علي الثانوي واغفال
القضايا الجوهريه تقيمي لبعض ردودك بأنها أتسمت
بالمحاوله بتعميم الاتهام وعدم سحبه علي حزب الامه فقط
ناسيا ان حاصل جمع خطائين لا يساوي صوابا كما اخذ عليك
محاوله المرور علي الاخطاء بتبسيط واختزال فالنقد
العلمي لحادثه ما لايكون نعم اخطاءنا في هذا المطلوب
هو تحليل الخطاء وكشف مسبباته ونتائجه وهل تم نقد
جماهيريا وهل تم تصحيح ما يمكن تصحيحه..
والان اعقب علي بعض ردودك ..
اولا الجمع بين الزعامه ولامامه..
اتفق معك بأن الجمع بين الامامه والزعامه يكرس لاضفاء
طابع القداسه علي الممارسه السياسيه وقد يقود لكهنوت
جديد..اتفاقنا هنا هو امر بديهي ولكني قصدت من
اثاره هذه النقطه ضروره تقييم السيد الصادق المهدي
علي ضوئها..اذن ما هو تحليلك وتقيمك وتحليلك للرجل
انطلاقا من هذا الموقف وقرأته بمعطيات ما طرحه الرجل
في الستينات ..هل تظن ان الرجل لازال وفيا لمبادئه و
اطروحاته الحداثيه المستنيره والتي طرحها في الماضي؟؟
وهل نستبعد من المهدي ان يلقي وراء ظهره بقيه
الافكار الحداثيه متي ما تعارضت مع المصلحه الانيه؟
وهل كان رفع الشعار التجديدي عند الرجل هدفا لزاته
ام مجرد تكتيك ووسيله للولوج لمعترك السياسه وكسب
القطاعات الحديثه التي افرزها واقع اكتوبر وزحزحه
عمه بدعوي ان المرحله مرحله تجديد لا تقليد
حزب الامه واتفاقيه السلام السودانيه..
اخي خالد لامجال للجدل والمغالطه في رفض حزب الامه الاتفاقيه وحديثه عن
توضيحاته رفض حزب الامه الاتفاقيه وتحالف ثنائيا مع
الجبهه بعد خروج الانحادي احتجاجا علي عدم تبني الاتفاق
وزياده الاسعار وقتها ولم يوافق حزب الامه علي الاتفاق
الابعد مذكره القوات المسلحه والنقابات والقوي
الحديثه والتي طالبت بتبني الاتفاقيه واقامه حكومه تمثل
قوي الانتفاضه
عموما سأاواصل التعقيب علي بقيه ردودك لا حقا..

Post: #180
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: سونيل
Date: 05-08-2003, 11:52 PM
Parent: #1

هلموا الينا معشر السودانيين لتروا هذا الناقد الباحث الهمام كبير الديار عظيم الكلام سليط اللسان الذي لم يترك للامام واحفاده جنبا الا واوسعة شتما وسبا وزما ليكشف لنا الحقائق ويجلى لنا بصائرنا بعد ان كنا عمي صم بكم هذا ابن ال .... الذي لا يعر ف حتى الان الفرق بين الوثائق والمستندات وبين الافكار والاراء الشخصيه لبعض الكتاب والساسة ؟؟؟ وليعلمنا المصادر التي نستقي منها معلوماتنا التاريخية ؟ّ!!! وليحدد لنا الكتب والمراجع التي نقراها لان فيها عظيم امرنا واما دار الوثائق السودانيه فهي عديمة الفائدة او اننا لا نستطيع فهمها كما ينبغي لذا فلنقرأ لاحمد خير المحامي والهمام عادل الشهير بعبد العاطي ليوضحوا لنا ما خفي عن سالف امرنا ؟؟؟
وهاهو فارس السودان قد قام بحل جميع اشكلات بلادها بما فيها ذاتة وهاهو السودان بعد ان سب وزم ( بالضمة) امامه السيد عبد الرحمن المهدي وبعد ان عرف كل الناس خيانته لاهلة ولابيه وبعد ان اودعه عادل عبد العاطي مزبلة التاريخ الى غير رجعة وبعد ان عرف السودانيين ان حزب الامه الذى اسسه الامام حزب خائن طروادي المنشا انجليزي الولاء لا يمكن ان يقف خلفة احد وهؤلاء هم اهل السودان بانصاره من اهالي النيل الابيض والازرق والانقسنا وعموم دار حمر ورزيقات ومسيرية وزغاوة وهبانيه وووووو وووو الجنوب والشرق والشمال والغرب كل عرف ان هذا الحزب لا ينبغي له ان يحكم السودان وهكذا صار السودان مثل العراق لا حاكم له عفوا اقصد ان السودان عمّ في الرخاء وان اهله يشربون الحليب عبر مياه المدن بالمواسير والبيبسي بالبراميل وان الاطفال يلعبون بالاعناب والتفاح وووووووو ...... كل هذا بعد ان كشف الهميم اللئيم زيف وخداع الامه الخائن ؟؟؟
هكذا سنةالحياة قد قضت يا عبد العاطي فالناس اقسام . قسم لا يعرف سوى النوم والكسل وآخر لا يعرف سوى التنظير من غير عمل وغيرهم اختص بالنقة التي تجلب الملل...... وقوم عقدوا العزم علي الجهاد والمثابرة وهم من يقع عليهم العبء في قيادة مجتمعاتهم , وهكذا قد قسم افلاطون الناس فالذين ينجحون هم المنوط بهم قيادة مجتمعهم والذين هم دون النجاح هم العسكر واما الراسبون فامم امثالكم لا يستطيعون الا ان يكونوا نواعق
الامام عبد الرحمن طيب الله ثراه الذي لم تترك حرفا الا وهجوته به , يعتبر أبو الدوله السودانيه الحديثة بلا منازع فهو الذي وضع اول لبناتها قبل ان تحقق استقلالها فهو بفطنته قد ايقن من خروج المحتل (اكرر المحتل وليس المستعمر كما اصررت على ذلك ) وهذا ما يسمى بالاستلاب الثقافي الذي خلفة لنا المحتل بان صور نفسه معمرا لبلادنا وصار كثيرون امثالك يرددون بدون وعي منهم تماما كما تفعل ببغاء بائعة الخمر عائشه عندما تصرخ لرؤية الشرطه عائشه الكشه . وهكذا انت ومن معك ترددون وراء المحتل شعاراته وأسماءه فالاستعمار من الاعمار والاحتلال من الاغتصاب والبون شاسع بين الاثنين ولكن ارادة الله ارادت ان يكون من بين سياسيينا امثالك ليقودوا بلادنا وليجعلوا من انفسهم نقاد يخونون الاباء والاجداد ممن عطروا بدماءهم وعرقهم تراب بلادنا ,ولكنكم دنستم تراب غيركم ولفظكم ترابكم وصرتم تقتاتون من موائد اللئام في اسمرا والقاهرة وتتقربون زلفى لامريكا اعططكم او منعتكم فتات موائدها وبعد كل هذا تدعون الوطنيه الا رحم الله الوطنيه ,ان الامام يا اخي كان يعلم علم اليقين ان المحتل لا محاله زائل ولكن طول امده ام قصرة هو ما يحدده السودانين بانفسهم ( وهذا ما نفقده الآن ) فشعار السودان للسودانيين ملئء بالمعاني التي لا يدركها قصيري النظر , ولكن السؤال الذي طرح نفسه حينها ماهي مقومات الدوله السودانيه الحديثة سؤال لو وجد الاجابه علية حينها من عامه السودانيين وخاصة المثقيفن لكان الوضع مختلف اليوم , ولكن السيد الامام هو وحده الذي انتبه له بينما راح الاخرون يموجون ويروجون من غير فائده
ان ما استنكرته على الامام من اقامه مشاريع واهتمام بالاقتصاد هو رؤية صائبة من رجل زعيم بكل ما تحمله الكلمة من معاني .فرجل الدوله هو ذلك الرجل الذى يرى المستقبل رأي العين ويعمل له بينما الرجل العادي لا يفهم ما يريده ويفعله رجل الدوله ولذا نجد المعارضه الشديده لما يفعله ولا يلبث الجميع ان يتبينو صحة رأيه . اذا لم يكن كذلك فلا فائده منه
الاقتصاد يلعب دورا كبيرا في ازدهار حضارات الشعوب وسقوطها فعالم اليوم لا مكان فيه للضعيف فالحروب معظم اسبابها اقتصاديه وكذلك العلوم فاذا كنت صاحب قوة اقتصادية تستطيع ان تبلغ بابناءك درجات العلم وهكذا فعل الامام كما سنبين لاحقا . فالاقتصاد وعوامل اخرى اهمها النظام السياسي الذي يقوم على الحرية , والاجتماعي الذي يقوم على التراضي والاحترام المتبادل بين افراده هم بمثابة العمود الفقري لأي دولة
فبناء الدولة يبدا من الفرد والافراد الذين يحملون روئ مشتركة يجتمعون في تنظيماتهم لابلاغ صوتهم وبيان حجتهم ورؤاهم ولا بد لأي تنظيم من اعمدة تمثل الاساس الذي يقوم علية التنظيم , والتنظيم اولا واخيرا هو بمثابه المدرسة التي يتعلم فيها الافراد ادارة شئون دولتهم , وبذا صار التنظيم عبارة عن دولة داخل دوله ولا بد للتنظيم من اجهزة مساعدة اخرى تعينه لبلوغ مراميه ومبتغاه , فكان الانصار بمثابة التنظيم الاجتماعي الذي يربى فيه على المحبة والتفاني في خدمة الوطن وعلى روح الجهاد في بناء الوطن بالفكرة والكلمة الحسنه لا بالهمجية والخطوط الحمرا والصفرا , كما انشا حزب الامة التنظيم السياسي الذي يسعي للاخذ بيد الشعب وقيادته نحو الرفاهيه والتقدم كغيره من الاحزاب وتنظيمات المجتمع المدني وكان اول حزب وضع للناس اتخذ لنفسه برنامج وطني سعى به لتحقيق استقلال شعبه
بهذة الرؤية سعى الامام لان يضع لبنات المنظمات المدنيه التي ترتكز عليها الدوله الفتية . ولذلك نجد الامام كون ما تعتبرة انت (جهلا ) استغلال . ولكن لنحاول ان نعرف ماذا استغل الامام .لم يرث الامام اموالا عن ابيه علية السلام ولا سلطان ولكن ورث محبه الناس التي لا تشترى بثمن وورث دعواتهم وقلوبهم التي لا تعرف النفاق هذه هي ذخيرته التي واجه بها محاولات المحتل المستميته لعزله وارهابه وتقليص قدراته الفذة ولكنه بحنكته وصبره استطاع ان يخطو ترافقه دعوات احبابه وسلامه مقاصدة وحسن نيته فأنشأ المشاريع الاقتصاديه كاول محاوله لتحديث الاقتصاد الزراعي في السودان فكان اول من استخدم الطلمبات في الري مما حقق استقرارا في الزراعه واستقرارا في دخول الافراد واصبح للسودان لاول مرة في تاريخة مورد ثابت ادى الى نمو موارد اخرى فلا شك ان الاستقرار الزراعي يؤدي الى توطين كثير من القبائل الرعويه ولا اريد ان استرسل في الفوائد المتتابعه لاستقرار الزراعة والرعي وما يحققانه على الصعيدين المادي والاجتماعي ( ولكن امثالك من اصحاب العقول المستلبه والفارغة لابد لنا من تعليمهم ذلك ولكن في مكان آخر ) ان نمو الاقتصاد الزراعي واستقراره شجع على دخول السودان مجال الصناعات الصغير مثل حلج القطن وظهور صناعة النسيج وغيرها ...
كل هذا الانجاز من امام خائن عميل لوث اياديه بدماء ابنا شعبنا في شرق وجنوب السودان وفي معتقلاته كان يفعل افعاله بالهبات التي تاتيه من احلافه لكي يعلم ابناءه مهارات التفاوض وكان يبعث الوفود الي واشنطن ليتحقق من انباء الدفعات التي تناقلتها وسائل الاعلام والتي اعلن عن امتنانه لها حتى قبل ان يصح خبرها ويلهج بحاميه حماة الديموقراطيه في العالم بعد ان كانت امبرياليه راسماليه قذرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان الأمام عبد الرحمن يا صاحب الراس الاجوف قد علم بثروته ابناء السودان وعلى راسهم الزعيم الازهري الذي تتمشدق بوطنيته وكانك احد اعضاء الحزب الاتحادي , ان ما قاله الازهري في الامام عبد الرحمن من دعم للطلاب السودانيين في الداخل والخارج خير دليل على ان اموال الامام اقول امواله لم توظف الا لمصلحة السودان والسودانيين ودونك كتابات راعي التعليم في السودان المربي الاول الاب بابكر بدري, ان شعارات تعليم المرأة التي رفعتها ما تسمي نفسها احزاب تقدميه ولم تسعى لتطبيقها نفذها الاب بابكر بدري والاما م عبد الرحمن على ارض الواقع وبدون ضجيج او منّه فهذا واجب عكس ما تفعلونه انتم صككتم اسماعنا بمجرد شعارات فقط ان من يهتمون بتعليم بناتهم في ذلك الزمان لا يبخلون على ابناءهم ودونك كتابات بروف محمد ابراهيم ابوسليم وبحوث دكتور فيصل عبد الرحمن علي طه وبيت السودانيين بلندن اول بيت وضع للطلاب خارج السودان وكذلك بيت السودانيين في القاهرة كلها ملاذات آمنه للطلاب ولكن يبدو ان اسمرا والقاهرة وما فيهما لم تترك لك وقتا لكي تقرا وانني اشك كثيرا في ما خطاه يراعك وما تقيات به في هذا البوست ان يكون من بنات افكارك فطالما تقي به اخرين قبلك وسمعناه من كثير من التنظيمات امثال الجبهة الاسلامويه والشيوعي السوداني وكل دعاة التقدم . ولكن الزبد دائما يذهب جفاء ويمكث ما ينفع الناس . فبينما توارت الاحزاب المسماه تقدميه وانفرط عقدها ( وأنت خير دليل على ذلك ) نما حزب الامه وتطور وتقدم ووثب اكثر شبابا فاذا عاش حزب بفعل مؤتمر 1986 سبعة عشر عاما فهو بمؤتمر 2003 سوف يعيش امد الدهر وبالاساس المتين الذي وضعه الامام عبد الرحمن وبالتربية الوطنية الخالصة وبالنفس الشامخة الابيه وعزت النفس التي ترفض الاقتتات من موائد اللئام وضع الامام عبد الرحمن اللبنات الاساسيه التي لن تنطفئ نورها مهما فعل الحاقدون امثالك . وان من اسس هذه الافكار السامه التي تخرب بها امجاد الامه وتاريخها عجز عن ان يبلغ مرامه فما بالك بالتابعين ان رجل لا يحترم تاريخه غير جدير بالاحترام وان تاريخ السودان هو تاريخ حزب الامه فدون الامه ليس هنالك تاريخ وهذة حقيقة تاريخية وليس تعصبا حزبيا وفكر في ذلك كثيرا , ان من ينكر ذلك اشبه بابن الحرام الذي لا اهل له ولا اصل ويريد الانتقام من مجتمعه نعم ان هذا وصف غاية في القسوة واعتذر عنه مسبقا ولكن مثلك لا بد ان يفيق من ما هو فيه وبغير ذلك سوف تضيع كل قيم الشرف والحق والخير وسوف يضيع التاريخ الذي بني بمجاهدات الخلص من ابناءه
ولم اسمع بما اوردته من ان حزب الامه سمى نفسه تيمنا بحزب الامة المصري لان هذة جديدة لنج فاذا كنت من اصحاب المناهج التحليليه والمواثيق المفترى عليها , وكلمة امه تعهني الامه السودانيه فحزب الامه هو الحزب الوحيد الذي تتحقق فيه القوميه السودانويه المتعددة الاعراق ( والمعتقدات )! والثقافات وهوالحزب الوحيد الممتد على طول عرض الخارطة الجغرافية للسودان بل تعداها الى خارجها ضاربا في البعد الافريقي , فحزب الامه هو السودان والسودان هو حزب الامه واكبر دليل على ذلك اكتساحه لكل الانتخابات الوطنيه الحرة التي يصوت فيها الشعب بمحض حريته , ولذلك اجدني مندهشا عندما تحاول باستماته اظهار ان الشعب السوداني يكرة ويخون الامام عبد الرحمن هل عملت استفتاء يا صاحب المناهج العلميه والتحري والدقة من اتيت باحصاءاتك لتعمم كرة الشعب وتخوينه للامام اليست هذة الوصايا المرفوضه اهذه هي مبادي السودان الجديد اذا كان هذا هو سودانكم فهو لن يتحقق الا في رؤسكم وسوف يظل حبيسا لها اما سوداننا المتجدد فسوف يكتب له التجدد والاستمرايه باذن الله
ان تخبطك رسخ في ذهني ان ما تكتبه ليس ملك يمينك , فلم نسمع ان حزب الامه كان من دعاة الوحدة مع مصر حتى يتسمى باسم مصري , تلك الوحدة التي طالما سكبت عليها دموعك وكأن الحزب الشيوعي من دعاة الوحده , يا اخي لا اعرف احدا في العالمين ملئ بالتناقضات والتشتت الفكرى او قل الضلال الفكري مثلك , كيف بالله تستقي مواثيقك من اناس انت نفسك تختلف معهم حسب كلامك فكريا كما يختلف معهم حزب الامه فهم اعضاء لاحزاب تنافس حزب الامه ولها في كتاباتها منافع سياسية تجنيها احزابها ولكن ما بال البصيرة ام حمد توثق بهم واذا كان التوثيق الذي تدعيه في كتاباتك السابقة واللاحقة هو كتابات اعضاء تنظيمات سياسية فلنوثق بكتابات سيئ الذكر حسين خوجلي ولنعتبر كتاباته وثائق يعتمد عليها طلاب العلوم السياسية والباحثين الاكاديميين ولنرى أي وطنية تللك التي سوف تبقى للتجمع الوطني او التحالف الوطني حتى . يا اخي اليست هنالك كتابات للحزب الشيوعي في تلك الحقبة التاريخية حتى توثق بكتابات الاتحاديين ؟؟ ما هذا الفقر الفكري والخواء التوثيقي ,اذا كان هذا يعتبر توثيقا فلتغلق دار الوثائق السودانية ولندع افراد الاحزاب السودانيه ليخطو لنا وثائقهم ولتعتمد آراء حسين خوجلي ومحمد طه محمد احمد وغاذي صلاح الدين والطيب مصطفى وهلم جرا
لنبين بالوثائق ولنتبع الاسلوب العلمي وووووووو ....... هل هذا كل ما جادت به قريحتك ؟؟ هل هذة هي الجهود والمثابرة في تقصي الحقائق وفضح الخونه انك يا اخي لا تخاطب اعضاء الحزب الشيوعي ولا اعضاء التحالف الوطني وعلى فكرة ماذا تقصد بالتحالف الوطني لا اظن انك تقصد التحالف الفيدرالي ام انك تقصد ما كان يسمى بالتحالف الوطني عبد العزيز خالد الذى اخذ موقعه في ارشيف الحركة الشعبيه ؟؟؟ اذا كنت تقصد هذا فالمصيبة صارت مصائب ان تقول انك عضو في تنظيم داخل التجمع وانت لا تعرف ان هذا التنظيم صار في جبون اكرر جبون الحركة الشعبيه كما صار الهندي في جلبابه المؤتمر الوطني ؟؟ حقا لقد نجحت الانقاذ في تحقيق اهدافها . ولطالما راهنت على ذلك في اروقة الحياة الطلابيه , فطالما ان عهد الانقاذ افرخ امثالك من السياييين والباحثيين وان عصارة جهودهم ما اوردته فهذا قمة النجاح ولقد افلحت جرائد نبض الشارع والكاركاتير وصلاح حماده في انتاج فلاسفة سودانيين يقودون السودان الى اعماق الجحيم , لله درك يا امام فكل ما بنيته هاهي الجبهة الاسلاموية قد هدته وهذة ثمرة مجاهاداتك ان ياتي من يخونك ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! لقد رحلت اخي عادل عن الحزب الشيوعي وها انت الان في سنيين التوهان كالغراب فضل سعيا وما بلغ الجديد ولا القديم لا الحركة مقتنع بها لتقول انك احد افراد الحركة الشعبية ولا التحالف موجود اصلا في الخارطة السياسيه .
ثم اراك كثير الحديث عن الكذب وكل اناء بما فيه ينضح , ان عدم نفي الاحباب لما سقته من احداث لا يعني تكذيبك او تصديقك فالسياسه لا تعرف مثل هذه المصطلحات ولا يستطيع احد ان يقول لاخر انك تكذب ولكن هنالك من يقول لك رايك ولي راي ولكن ضعف ثقافتك السياسية هو ما اوردك موارد التهلكة السياسية والا صار الساسة كالأطفال وصارت ندواتهم وكتبهم تسير على نهج حلفني أحلفك ؟؟؟ أي ذل وهوان هذا واي موضع من الوضاعة بلغته السياسة السودانيه بامثالك ان في ما سقته من احداث فسرتها بوجهة نظرك التي هي تكرار لما ساقه اخرون قبلك اختلفنا في تفسيرها معهم وكذلك انت , وهذا شي طبيعي جدا والا لكنا جميعا اعضاء في تنظيم واحد ولكننا لا نقول لك ان رؤيتنا عقيده راسخة وهي الوحيدة الصحيحة فرؤانا صواب يحتمل الخطا ورؤاكم خطا يحتمل الصواب وهكذا الراى والراى الآخر وهو ما نشأنا به وعليه وهذا ما لا تفهمونه انتم من اصحاب الدوغمائيات فتفكيركم مهما كان خطا فهو عندكم صحيح لا يحتمل النقاش وهذا ما يفسر ميلكم الدائم للانقلابات العسكرية عكس ما تقوله عن حزب الامه فتسليم عبد الله خليل للسلطة ووجهة بمعارضة شديدة من قيادات الحزب وعلى رأسهم رئيس حزب الامه السيد الصديق المهدى وعبد الرحمن على طه ومحمد صالح الشنقيطي وابراهيم احمد و غيرهم ولكن تسليم السلطة تم بصفة شخصية بحته وللرجل رؤيته اختلفنا معه ام اتفقنا . ولكن السؤال هو من الذي تصادم مع النظام ومن الذي ايده وعمل في صفوفه ومن هم الذين دخلو انتخابات المجالس المحليه بحجة تدريب الكوادر ؟ وقبل ان تجيب على هذا التساؤل اجب على من هم الذين صادموا عبود في احداث المولد الشهيرة ؟ لا اعتقد ان زعيم ومؤسس التحالف الوطني قد بلغ الحلم حينها ولا اعتقد ان الحزب الشيوعي كان له غواصات داخل الطرق الصوفية ؟ كما ان الاتحاديين كانوا حينها مشغوليين بسكب القدحة على الشوربة ؟ ومن الذي كون المعارضه ؟ واين كانت تتجمع قوة المعارضة المختلفة ؟ وكيف انطلقت 21 اكتوبر ؟
من العيب ان تختزل نضالات هؤلاء الاشراف بتسليم عبد الله خليل للسلطة وطالما انك عضو منتظم فيي اروقه التحالف ملطخا بسابق شيوعيتك فلن تكون امينا ولن تستطيع ان تكون متوازن فكريا في نقدك للاخرين وسوف تستمر في الرجوع الى كتابات الغير لفقرك للمادة الفكرية والتاريخية ولا اشك يوما باستدلالك بكتاب للترابي او حسن مكي فهكذا المشردون فكريا . زلتك الكبرى ذكرك لعلي عبد اللطيف واصحابه من جمعية اللواء الابيض . ان اكبر دليل على وطنيه الامام هي انتماء عضويه اللواء الابيض فيما بعد الى الجبهة الاستقلالية , ولكن حتى هذة الجمعية والى الان لنا مآخذ عليها اوليس من العيب ان تدعم وتنفعل بما يحدث في مصر سعد زغلول ولا تنفعل وتتجاوب مع عبد القادر ودحبوبة بالحلاويين ومع الثائر علي دينار في غرب السودان ماذا نستفيد نحن كسودانين من الوقوف مع او ضد تنظيم او اخر في شمال الوادي ؟ ويا ليت المصريين اوفو معنا بل في حين كان علي ورفقاءه يستبسلون في مستشفى الخرطوم كانت القوات المصرية تعبر النيل منسحبة ؟!!! أو ليس بالأحرى ان يستشهد على وصحبه مع ابناء جلدتهم بدل هذا الخزيان المصري الذى طوال عهودة مع السودان لا ينظر اليه الا بتلك النظرة الدونيه التى لا تحترم شعبنا ولا تنظر اليه الا من باب المصلحة فقط ؟
اما قولك بوقوف الامام مع الانجليز واهدائه لمليكهم سيف الامام ان قصار الفكر وحدهم هم من لا يدركون غاية الامام ان الامام ولد في غير زمانه اذ ان العالم اليوم توصل الى ضرورة التخلي عن اسلحة الدمار حتى تسلم البشرية وصار ت هناك جمعيات عالمية تدعو الى حوار الحضارات بديلا لصراع الحضارات ان الامام المهدي علية السلام انتصر بالسلاح والعقيده والامام عبد الرحمن انتصر بالدعوه و بالتي هي احسن لانه ادرك ان قوة السلاح لن تجلب سوى الدمار لشعبه ونهج الامام سار به مانديلا في جنوب القارة وقبله غاندي ان ما وضعه الامام من برنامج للوصول الى الاستقلال سار عليه المحتل ورفضه ثم اذعن اليه الاخرون , ان المجلس الاستشاري الذي اوردته في حيثياتك هو حجة عليك لا لك وان قبول المهدي به عن قناعة تامه بما يمكن ان يحققه انها الرؤية الواثقة والخطى الثابته واذا كان قبوله خيانه كما قلت خاصه انه يعني بشمال السودان دون جنوبه اقول لك ان هذا جبن منك لانك تخوفا من الحركة الشعبيه لم تقل ان ابناء الجنوب قبلوا بسياسة المناطق المقفولة ؟ وان هذه خيانه . ولا اظن ان السيد الامام هو الذى وضعها ؟ واجبرهم عليها ليشترك معهم في الخيانه ؟
المهم هو ان المجلس سار كما اراد له الامام وتحول الى الجمعية التشريعية التي تحولت بدورها برلمان الحكم الذاتي الذي دخله من تبجح سابقا وتوعد بعدم الدخول حتى ولو جاءت مبراة من العيوب ولكنهم دخلوها صاغرين وصرت انت تكرر ما قالوه بغباء اعمى ان قبولهم في نهاية الامر للتطور الدستورى كان انتصارا لرؤية الامام في العمل لنيل الاستقلال مباشرة مع الانجليز دون المصريين لان فاقد الشي لا يعطيه ومصر نفسها كانت تحت حكم الانجليز ؟ فكيف نطلب منها الاستقلال ؟
ان نفس هذا النهج هو ما يفعلة حزب الامه اليوم فقبوله بالفتحة الضيقة من الحرية استطاع ان يعقد مؤتمرة العام الذي عجزت عن عقده كل احزاب السودان الرجعية منها والتقدمية بل وان رافضي العودة لم يلبسوا ان تسللوا الى الداخل الواحد بعد الاخر بل ان العمل الداخلي صار موضع جدل واشكال داخلي لكثير من الاحزاب. بل صار لحزب الامه مكانته في المفاوضات الجاريه الان بينما التجمع يتزلف للحركة والنظام من اجل ان يلحق بقطار السلام الامريكي بل صار التجمع سكرتاريه للعقيد جون قرنق لا تجتمع الا لترتب له اجندته الخاصه التى يستطيع بها ان يقوي من موقفه التفاوضي ولكن ما يدور في المفاوضات فشان داخلي لا علاقة بالتجمع به ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والاهم هو ان كل الاحزاب الاخرى هي التي سعت ولا زالت لتخريب المؤسسة العسكرية والاطاحه بالحكومات الوطنيه المنتخبه بينما حزب الامه هو الوحيد الذي يطيح بتلك الحكومات العسكرية فانقلاب الشيوعيين مع النميري واجهه الانصار في ود نوباوي والجزيرة ابا تلك المعارك التي حاولت التقليل من شانها ان احداث الجزيرة وودنوباوي وانتفاضه شعبان ثلاثة وسبعين وحركة حسن حسين التي لم تذكرها هي من حزب الامه ولا اظن ان الشهيد عباس برشم كان ماركسيا او اتحاديا بل كان طالبا انصاريا واعلم انك لو كنت تعلم به لنسبته الى الحزب الشيوعي كما تحاولون في القرشي ولا ادري لماذا حاولت التقليل من حركة محمد نور سعد او اصابك الخجل بعد ان هممت ان تصفها بالمرتزقة؟ وان مصالحة سبعه وسبعين كانت صنيعة حزب الامة وكذلك انتفاضة ثمانيين ,وواحد وثمانيين في الابيض ونيالا كما ان السيد الصادق المهدي هو الوحيد الذي حكم عليه بالاعدام لمعارضته بالحجة والدلائل لقوانيين سبتمبر . ولكن كل هذا حدث وانت في عمر لم تفارقك فيه عادتك ليلا
هل اخبرك احد السودانيين ان جده كان عبدا للامام وهل رايت او راى اثار الجنازير على قدميه ؟ ثم ما هذا التطابق الغريب في قيمة ما دفعه الانجليز للامام اربعه الاف وخمسمائة جنيه استرليني ولدى الامام اربعه الاف وخمسمائة عبد مسخر , أي ان العبد بجنيه ؟ ثم شخص يمتلك كل هذا المبلغ ولا يستطيع ان يدفع قيمة راس المال الذي ذكرته مع الهندي والميرغني كل هؤلاء الاقطاعيين لا يستطيعون ان يدفعو قيمة راس المال فيستدينوا من الجهاز المصرفي نصف راس المال ؟ ولو قلت ثلث لكان افضل .
وعن مثل هذا اوجهك لقراءة كتاب صلاح سالم كنت رئيسا لمصر وعن المبالغ التي تم دفعها للجبهة الاتحاديه بمختلف تنظيماتها واذا كانت هذه هي الوطنيه التي تدعيها فهنيئا لكم وطنيتكم . فبكاؤك عليهم لن ينقطع بل ان هنالك زعيم كبير منهم لا تزال دفاتر بنك السودان تحتفظ بسحلات راتبه الذي كان ياخذة من حكومه السودان في ذلك الوقت بينما الامام وحفيده السيد الامام العالم الفيلسوف المفكر السيد الصادق لم ياخذا من حكومة السودان سنتا واحدا واذا كنت تدعي غير ذلك فالوثيقه ليست كتابت احمد خير وعبيد حاج الامين وانما الوثيقة تعني المستند الذي صرفوا به المبالغ التي ذكرتها فاعرف ماهي الوثيقه اولا ثم بعد قل ما تشاء .


الناس ثلاثة أموات في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله أصحاب الفيل
وقسم تقتله إسرائيل
وقسم تقتله عربائيل
وهي بلاد تمتد من الكعبة للنيل
والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
والله اشتقنا واشتقنا
أنقذنا يا عزرائيل
سونيل اسم يتكون من السودان والنيل
***************
آنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم
أنا لا أهجو سوئ كل عتل وزنيم
وأنا ارفض أن أرى ارض الله غابه
واري فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
وضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فني
غير آني
كلما أطلقت حرفا
أطلق الوالي كلابه

**************

يمشي الفقير وكل شي ضده
والناس تقلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب
يلقي العداوة لا يري أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني
حنت إلية وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا
نبحت عليه وكشرت أنيابها
******************

Post: #181
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: سونيل
Date: 05-09-2003, 00:28 AM
Parent: #1

ولمن لا يعرفون تاريخ حزب الامه

المرحلة الأولى: 1945- 1958م

نشأة الحزب

وقعت معركة كرري الشهيرة في 2 سبتمبر 1898م معلنة نهاية دولة المهدية المستقلة وبداية العهد الاستعماري الثنائي الذي واجه انتفاضات مهدوية عديدة فقمعها بوحشية وعمل على تشتيت الأنصار وكسر شوكتهم. كما واجه لاحقا انتفاضة 1924 وقمعها بفظاظة. أدت تلك المواجهات ونمو الوعي القومي عالميا إُثر إصدار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ودورد ويلسون لمبادئه الأربعة عشر وإنشاء عصبة الأمم، والخلاف حول مركز السودان ومستقبله خلال المفاوضات بين الحكومتين المصرية والبريطانية، إلى إيقاد جذوة الحركة السياسية السودانية بين الخريجين السودانيين، وتطوير فكرة نادي الخريجين الذي كان يلعب أدوارا اجتماعية وثقافية وأدبية في عشرينيات القرن العشرين، نحو إنشاء مؤتمر الخريجين بأهدافه السياسية الواضحة في 1937م. قاد المؤتمر النشاط الوطني وسط الخريجين وأثمر أهم محطات الاجماع السوداني حينها بتقديم مذكرة الخريجين في 3 أبريل 1942م.

كان الأنصار قد تم لم شملهم من جديد وبناء تنظيماتهم الاجتماعية وإشراكهم في المناشط الاقتصادية بمجهودات السيد عبد الرحمن المهدي الذي سعى للتنسيق مع قادة مؤتمر الخريجين ورعاية نضالهم الوطني نحو الاستقلال، ولكن المؤتمر وبعد انتخاباته التي جرت في نوفمبر 1944م سيطرت عليه جماعة الأشقاء التي كانت تتأهب لإصدار قرار من المؤتمر يفسر مذكرة الخريجين بأن مطلب السودانيين القومي هو الاتحاد مع مصر تحت التاج المصري. كما برز حينها اتجاه مصري رسمي قوي بتسوية مسألة السودان بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر السلام أو في مفاوضات مصرية-بريطانية. كل ذلك أدى للتعجيل بإنشاء كيان يعبر عن الرأي السوداني الاستقلالي.. وهو حزب الأمة.

نشأ حزب الأمة كتحالف بين ثلاثة عناصر هي: الأنصار، وزعماء العشائر، ونفر من الخريجين المنادين باستقلال السودان تحت شعار: السودان للسودانيين.

بدأت الاجتماعات التأسيسية للحزب في ديسمبر 1944، وتمت صياغة لوائح الحزب ودستوره وبرامجه، وانتخب عبدالله خليل سكرتيرا عاما للحزب، فقام برفع دستور الحزب للسكرتير الإداري في 18 فبراير 1945م طالبا التصديق عليه والذي تم باعتباره ناد لعدم وجود قانون بشأن الأحزاب حينها.

يعتبر الحزب أول حزب سوداني لأن الجماعت الأربع (الاتحاديين، جماعة الأحرار، جماعة الأشقاء، وجماعة القوميين) التي نشأت في اكتوبر 1944م لم تنشأ كأحزاب ولم تسم نفسها كذلك كما يرد في معظم كتب التاريخ المعاصر وإنما نشأت كجماعات في إطار مؤتمر الخريجين، ولذلك لم تفتح عضويتها لكل السودانيين ولم تخاطب غير الخريجين، كما لم تطلب تصديقا لتكوينها من الجهات الرسمية.

موقف السيد عبد الرحمن المهدي من الحزب

سأل سرور رملي السيد عبد الرحمن المهدي عن موقعه من الحزب وعما إذا كان هو رئيسه فأجاب: "إنني جندي في الصف، ولكن الله سبحانه وتعالى وهبني من الإمكانيات ما لم يتيسر لكثير منكم، وسأهب هذه الإمكانيات وسأهب صحتي وولدي وكل ما أملك لقضية السودان". وحري بالذكر أن حزب الأمة لم ينتخب رئيسا له حتى فبراير عام 1949 حيث تم انتخاب الصديق المهدي رئيسا للحزب.

دستور الحزب لعام 1945م

نص دستور حزب الأمة الذي أقر في الاجتماعات التأسيسية على أن مبدأ الحزب هو "السودان للسودانيين"، وأن غرضه هو الحصول على استقلال السودان بكامل حدوده الجغرافية مع المحافظة على الصلات الودية مع مصر وبريطانيا.

إن الطبيعة الموجزة لدستور حزب الأمة يجب ألا تخفي حقيقة مهمة ربما تكون غائبة عن الكثيرين، وهي أن الحزب وصولا إلى هدفه الأسمى وهو الاستقلال قد اتخذ المطالب الاثني عشر المنصوص عليها في في مذكرة مؤتمر الخريجين في 1942 برنامجا له وسعى لتنفيذها من خلال مؤسسات التطور الدستوري التي أنشأتها الإدارة البريطانية وشارك فيها وهي: المجلس الاستشاري، و مؤتمر إدارة السودان ، والمجلس التنفيذي، والجمعية التشريعية ، ولجنة تعديل الدستور.

معركة الاستقلال

سعى الحزب منذ قيامه لإسماع الصوت السوداني الاستقلالي في المنابر الدولية ولحكومتي الحكم الثنائي، ثم قاد حزب الأمة في ديسمبر 1950 معركة داخل الجمعية التشريعية لنيل الاستقلال حيث تقدم محمد حاج الأمين ممثلا للاستقلاليين باقتراح يطالب فيه بالحكم الذاتي الفوري للسودان، وقد تدخلت حكومة السودان وسط مناصريها من الأعضاء للتشكيك في نية حزب الأمة بتكوين ملكية يرأسها السيد عبد الرحمن المهدي، وحشدت تكتلا واسعا ضد الاقتراح، وبالرغم من ذلك فقد فاز الاقتراح بصوت واحد (39 صوتا ضد 3. وتأكدت السياسة البريطانية بجلاء اخفاق وسائلها في احتواء الحزب وقيادته، ودخلت معه بعدها في صراع سياسي مكشوف بتكوين حزب سياسي مضاد له اسمه الحزب الجمهوري الاشتراكي في عام 1951م.

وعلى الصعيد المصري، قاد الحزب حملة محمومة لتحقيق الاستقلال في مقابل الحملة التي قادتها مصر الرسمية، والأحزاب السودانية الاتحادية المناصرة لها لتحقيق اتحاد السودان تحت التاج المصري. ولكن قيام ثورة 23 يوليو 1952 بشر بقدوم عهد جديد اتخذت فيه مصر الرسمية مواقف أكثر تفهما لمسألة السودان، ونحت نحو التفاهم مع القوى السياسية السودانية الاستقلالية، ومع الحكومة البريطانية، ما أدى لتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير مصير السودان في 12 فبراير 1953، ثم إجراء انتخابات عامة في نوفمبر وديسمبر 1953، والتي هزم فيها حزب الأمة لعدة أسباب أهما اثنان:

التدخل السافر للحكومة المصرية لتمويل الحزب الوطني الاتحادي بأشكال مباشرة وغير مباشرة.
القوة النسبية لحزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي في مجلس النواب لم تعكس جملة الأصوات التي حصل عليها الحزبان في دوائر الانتخاب المباشر. فقد صوت حوالي 229.221 ناخب لمرشحي الاتحادي وحصل على 43 مقعدا. وصوت حوالي 190.822 ناخب لمرشحي الأمة ونال 22 مقعدا فقط. ذلك لأن متوسط عدد الناخبين في مناطق الختمية –المساندون للاتحادي- كان أقل من متوسط عدد الناخبين في الدوائر الأخرى. وكانت لجنة الانتخابات قد لفتت النظر في تقريرها الختامي إلى الاختلافات الشاسعة في حجم الدوائر وأوصت بإعادة توزيعها، وهو ما لم يحدث.
ما بعد الانتخابات :

اعتبر الاتحاديون فوزهم هذا تأكيدا لتأييد الشعب السوداني الاتحاد مع مصر، ورفض الاستقلاليون ذلك، ودخل الجانبان في صراع مرير. وكان بعض الاستقلاليين يرون عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات ولكن بعد مداولة الرأي قررت الحركة الاستقلالية قبول نتيجة الانتخابات والعمل بالوسائل الدستورية والسياسية لنقضها فقرروا تنظيم المعارضة للاتجاه الاتحادي داخل البرلمان وخارجه واستقطاب كل القوى السياسية غير الاتحادية الشعبية والفئوية وتعبئة الرأي العام السوداني للتمسك بالاستقلال في القرى والمدن والبوادي، وفي مدة وجيزة بعد الهزيمة في الانتخابات استعادوا روحهم ا لمعنوية. وصار الرئيس إسماعيل الأزهري يسافر إلى مدن السودان وأقاليمه فيستقبل استقبالات شعبية كبيرة يحمل الناس فيها الأعلام ويهتفون: عاش السودان حرا مستقلا.

حوادث مارس 1954

تقرر افتتاح البرلمان السوداني رسميا في أول مارس 1954م وقررت الحركة الاستقلالية مقابلة المدعويين للافتتاح وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب باستقبالات شعبية كبيرة لاسماعهم صوت الاستقلال فلا تكون المناسبة مجالا لدعاية منفردة للاتجاه الاتحادي. عندما وصل اللواء محمد نجيب قرر المشرفون على خط سير موكبه تعديل خط السير، فقرر المشرفون على الاستقبال بقيادة الأمير عبدالله عبدالرحمن نقد الله أن يتحول الموكب لحيث إقامة اللواء في القصر الجمهوري لاسماعه صوت الاستقلاليين، ولكن سلطات الأمن منعت الموكب بالقوة فوقع صدام مؤسف راح ضحيته العديد من الأرواح من الجانبين. وأقيمت محاكمة لقادة الموكب برأتهم من تدبير الأحداث وأدانت بعضهم بالشغب ومخالفة الأوامر.

لقد أدت تلك الحوادث للعديد من الاتهامات لحزب الأمة بممارسة العنف والهمجية، بينما وقف قادة الحزب يؤكدون براءة الحزب وأفراده من التخطيط للعنف أو التربص للموكب وعدت الحوادث دليلا على البطولة والفدائية في مواجهة الذخيرة النارية بالصدور العارية.. ولعل شهادة اللواء محمد نجيب التي دونها في مذكراته تساند أقوال حزب الأمة إذ كتب أنه يعتقد أن الاستقلاليين كانوا على حق وأنهم لم يطلبون سوى مروره بمكان الاستقبال الشعبي والذي كان سيكون كافيا لإرضائهم، واتهم الانجليز بتدبير الحوادث لإحداث انهيار دستوري فتعود السلطات للحاكم العام.. ومهما كان من نوايا المشرفين على الموكب، فإن حوادث مارس على مرارتها وعنفها لم تحرف الصراع من خطه السياسي والدستوري.

الطريق نحو الاستقلال:

استمرت الحركة الاستقلالية في خطتها التعبوية واتسعت قواعدها اتساعا هائلا، ففي أكتوبر 1954م انضمت الجبهة المعادية للاستعمار للجبهة الاستقلالية، كذلك انضمت إليها الجماعة الإسلامية وانضم إليها اتحاد عمال السودان واتحاد مزارعي الجزيرة. ثم أرسل اتحاد الطلبة السودانيين بالمملكة المتحدة برقية لحكومة الرئيس الأزهري يطالب باستقلال السودان. وفي يناير 1955م قرر اتحاد طلبة كلية الخرطوم الجامعية تأييد الاستقلال.

هكذا أطل عام 1955 ليجد الحركة الاستقلالية قد صارت التيار الأقوى في الشارع السوداني. وقد ساهم ذلك ضمن عوامل أخرى منها انشقاق الحركة الاتحادية حول تفسير الاتحاد، وتعاظم تدخل الساسة المصريون خاصة الرائد صلاح سالم في تسيير أمور السودان، إلى إعلان الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الأزهري رأيا حول مصير السودان وهو قيام جمهورية مستقلة ذات سيادة ثم وضع تفصيلات تتعلق بالرباط مع مصر لإرضاء الأقلية التي ما زالت تتمسك بالاتحاد.. بهذا الموقف اتحدت الحركة السياسية حول مطلب الاستقلال، وعضد من ذلك الاجماع وقوع حوادث التمرد في الجنوب في أغسطس 1955م، والتي أدت إلى مزيد من التأكيد أن السودان عليه أن يتحد شمالا وجنوبا ويحل إشكالات التنافر القومي قبل الحديث عن اتحاد مع دولة أخرى...

هكذا أعلن الاستقلال باجماع الآراء في البرلمان في 23 ديسمبر 1955. وتم إعلان استقلال السودان بتاريخ 1 يناير 1956م.

هكذا حقق حزب الأمة بالتضافر مع جهود الوطنيين المخلصين شعاره الأول لفترة التحرير : السودان للسودانيين. وابتدأ بذلك عهدا جديدا.. ولكل مقام كان للحزب مقال.

حكومة الاستقلال: 1956- 1958:

جرت انتخابات 1953م والقوى الكبيرة فيها هما حزبي الوطني الاتحادي والأمة، وقد نال الأول أغلبية مريحة في الأصوات لتشكيل حكومته. ولكن سرعانما تتالت الانقسامات داخل الحزب الوطني الاتحادي بعد دخول الأزهري في مواجهة مع السيد علي الميرغني زعيم الختمية. وبذلك ابتدأ عهد المناحرات والتحالفات السياسية المتلاحقة بين الأطراف المختلفة في الساحة السياسية السودانية. في نهاية يونيو 1956 سقطت حكومة الأزهري وتم تشكيل حكومة ائتلاف من حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي الموالي للختمية.

انتخابات عام 1958

خاضت أحزاب الوطني الاتحادي –متحالفا مع قوى اليسار في الغالب- وحزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي انتخابات عام 1958م فنالت : 62 مقعدا للأمة، 40 مقعدا للحزب الوطني الاتحادي، و26 مقعدا لحزب الشعب الديمقراطي.

تكونت إثر تلك الانتخابات حكومة ائتلاف الأمة- الشعب مرة أخرى، والتي واجهت العديد من المشاكل سببها الرئيسي عدم الانسجام بين طرفي الائتلاف وعدم المقدرة على تسيير دفة الحكم في ظل ائتلاف هش وعاجز. وبدأ التململ الشعبي باديا في المظاهرات وفي التذمر من الجميع بما في ذلك الحزبين الحاكمين.

داخل حزب الأمة تبنى رئيس الحزب حينها- الصديق المهدي رأيا مفاده أن الائتلاف الذي يناسب الحزب هو التحالف مع الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الأزهري، وقد عارض ذلك الاتجاه السكرتير العام عبد الله خليل- والذي كان حينها رئيسا للوزراء. وأثناء مناقشة أزمة البلاد وموقف الحزب عرض السكرتير العام على أجهزة الحزب القيادية اقتراح تسليم السلطة لقيادة القوات المسلحة لتنقذ البلاد مما هي فيه من قلاقل، ولحماية سيادة البلاد ومنع أي اتجاه اتحادي محتمل مع مصر. رفضت أجهزة الحزب الاقتراح. ولكن رئيس الوزراء قدر أن المخاوف التي يراها ماثلة لا تحتمل التأخير، فاتصل باللواء إبراهيم عبود في قيادة القوات المسلحة وعرض عليه الأمر ثم سلم له السلطة في 17 نوفمبر 1958م، على وعد إعادة الحكم للمدنيين بعد إعادة الاستقرار للبلاد.

حصل الانقلاب على مباركة السيد عبد الرحمن المهدي الفورية، وعلى تأييد السيد علي الميرغني. بينما وقف الصديق المهدي رئيس الحزب آنذاك والذي كان في رحلة خارج البلاد في وجه السلطة الانقلابية الجديدة حال عودته، ومن خلفه العديد من قيادات حزب الأمة الذين أسقطوا اقتراح تسليم السلطة للجيش في أجهزتهم.

إن مسئولية حزب الأمة أو بعض تياراته عن الانقلاب لا يمكن نكرانها، ولكن الدروس المستفادة لحزب حديث الممارسة في الحكم بقيت:

ضرورة نزول القيادات على الإرادة الديمقراطية.
المؤسسة العسكرية فاشلة في إدارة البلاد، وهي أكثر فشلا في الحفاظ على عهودها.
الضيق بالنظام الديمقراطي بسبب عجزه أو انقسام صفوفه أو فقدانه للاستقرار السياسي وغيرها من المآخذ على الديمقراطيات الحديثة العهد، والسعي لنظم أوتقراطية بديلة لن يؤدي إلى نظم متفوقة في أدائها الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، علاوة على انتهاك حقوق الإنسان وحجر الحريات الأساسية وإيقاف عجلة التطور الدستوري.. صحيح: إن الديمقراطية نظام سيئ سوى أنه أفضل من كل الأنظمة الأخرى!
كان نظام عبود فاتحة النظم العسكرية في البلاد، وإن كان لحزب الأمة أكبر المسئولية في ولادته، فقد كفر عن ذلك بأنه كان له القدح المعلى في قيادة معارضته وإسقاطه.

وإن كان لا بد من كلمة ختامية عن هذه الفترة من تاريخ الحزب- وهي الفترة التي أعقبت الاستقلال، فهي انعدام الرؤية لمشاكل البلاد وطرق حلها فقد كان غاية الاستقلاليين هي تحقيق الاستقلال. كما أن انعدام التجربة الحقيقية في الحكم، أدى لسرعة انهيار النظام الديمقراطي وتقويضه لنفسه، لأنه أيضا لم تكن للأحزاب حينها تجربة في حكم عسكري سوداني من قبل، وجاز للبعض بذلك أن يتوسم فيه الخلاص.

مراجع:

فيصل عبد الرحمن علي طه: الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني 1936-1953م- دار الأمين- القاهرة- 1998م.
الصادق المهدي: رسالة الاستقلال- 1982م
الصادق المهدي: السودان وحقوق الإنسان.- دار الأمين-القاهرة- 1998م.
قراءات في مكتبة الحزب:

عبد الرحمن علي طه: السودان للسودانيين: طمع ونزاع ووثبة فجهاد- تحقيق فدوى عبد الرحمن علي طه- دار جامعة الخرطوم للنشر- 1992م.
أمين التوم: ذكريات ومواقف.
الصادق المهدي: عبد الرحمن الصادق إمام الدين- الندوة المئوية للحتفال المئوي بمولد السيد عبد الرحمن المهدي- 1996م.
قراءات نابهة:

حسن أحمد إبراهيم: الإمام عبد الرحمن المهدي- 1995م
الإمام عبد الرحمن المهدي: مداولات الندوة العملية للاحتفال بالعيد المئوي- تحرير يوسف فضل حسن- محمد إبراهيم أبو سليم- الطيب ميرغني شكاك.
قراءات أخرى:

محمد عمر بشير: تاريخ الحركة الوطنية في السودان 1900-1969- المطبوعات العربية- 1987م.
تيم نبلوك: صراع السلطة والثروة في السودان- ترجمة الفاتح التيجاني ومحمد علي جادين- دار الخرطوم للطباعة والنشر والتوزيع- الطبعة الثانية 1994.
زكي البحيري: الحركة الديمقراطية في السودان 1943- 1985- دار نهضة الشرق- جامعة القاهرة – بدون تاريخ.

Post: #182
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-09-2003, 01:18 AM
Parent: #1

الاخ خالد عويس تحيه مره اخري
أواصل من انقطع من تعقيبي علي ردودك السابقه
ــ حزب الامه والشريعه ــ
اخي خالد..لا اريد اتهام حزب الامه بمحاوله الركوب علي
حبلين ولكن طرحه جد محير في مسأله الشريعه...فقد شهدت
كوادر لحزب الامه يؤكدون لقواعدهم التقليديه ولمن
يساجلونهم من السلفيين ودعاه الاسلام السياسي بأنهم هم
اسلاف دوله المهديه الاسلاميه وانهم هم انصار الشريعه
والصحوه وانهم يسعون لتطبيقها بشكل افضل..اي ان
موضوع الشريعه عند هولاء كان امر مزايده مع القوي
ذات الطرح المشابه ومحاوله لتطمين القواعد حتي لا تتأثر
وتنجرف نحو دعاه الاسلام السياسي..كما قرأت لبعض
كوادرهم طرحا موجه للمثقفين وقوي الحداثه بأنهم دعاه
الدوله المدنيه ولابأس هنا من رفع ورقه مقررات اسمرا
عاليا..
اعود لسؤالي حول موقفكم من قوانين سبتمبر وعدم الغائها
بالرغم انها لاتساويى المداد الذي كتبت به..
قولك عن ارجائها للموتمر الدستور مردود ... لان
المنطقي كان هو الالغاء واستبدالها بقوانين تتماشي مع
روح الانتفاضه....اما المؤتمر الدستوري فكان محلا للنقاش
حول القوانين الدايمه وسمات مشروع الدستور...
اما استبدال قوانين نميري فكان من صميم واجبات حكومه
الصادق المنتخبه...حيث الصادق نفسه كان ياخذ علي
سوار الذهب عدم الغائها..الخطاء خطاء ياخالد فلا مجال
للاتفاف علي هذه الموضوع لان اعتي المحافظين في حزب الامه
لا يجادل فيه..
اخي خالد اغفر لي مقدما الحاحي علي هذه النقطه
ودعني اتبرع بالتثبيت علي هذ البديهيات ...نعلم ان
الاسلام دين سماحه وعدل وان قوانين سبتمبر شائهه وان
الجبهه زايدت كثيرا علي موضوع الشريعه وانها ربما اثرت
علي قواعدالحزب ذات العاطفه الدينيه نعلم كل هذا
ولكننا نرفض من يريد اعاده انتاج قوانين سبتمبر
وتسويقها بمسمي اخري ..ومن هنا اطالب باجابه صريحه
اين موقع القوانين الدينيه والحدود في طرحكم حاليا؟؟
لا اريد تعويم الموضوع بان ذلك هو مهمه القوي السياسيه
في الموتمر الدستور وخلافه اريدطرحكم انتم..

...اواصل في بوست منفصل..

Post: #183
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-09-2003, 01:53 AM
Parent: #1

الاخ خالد....سلام
اواصل ما انقطع
ادخال الجبهه الاسلاميه الحكومه.....
اخي خالد..المعروف ان حكومه الصادق الاولي لم تقم لمجرد
اداره دفه السلطه او الحكم من اجل الحكم وانما قامت
من اجل تطبيق قضايا مبدئيه طرحتها قوي الانتفاضه
هذه القضايا تتنافي جوهريا مع طرح الجبهه
او وجودها داخل الحكومه وخصوصا والصادق المهدي قد
رفع رايه المبدئيه عاليا برفضه دخول احمد السيد حمد
في مجلس السياده بدعوي انه سادن ولكنه سرعان ما كال
بمكيالين وادخل السدنه وشيخهم في حكومته اذن لماذ التبرير
ياخالد؟؟الا تدري في هذا الموقف اضطرابا وفقدانا
للمصداقيه..لا تحاجج بوجود الجبهه في البرلمان لان اللعبه
الديموقراطيه لها قواعدها ان عجزت عن توفير اغلبيه
لحكومتك فالاجدي الاستقاله والرجوع للجماهير او اختيار
مقاعد المعارضه بدلاعن النكوص من المبادي اذكرك يا
خالد بنقدالله وعديل الذين تحفظوا علي دخول الجبهه ولم
يلجاوء للتبرير...
ثانيا...اعتقال سيد احمد خليفه ومشا ركي ندوه
امبو ...
لجاءت في ردك علي هذه النقطه بالالتفاف عليها تحت تعميم
الخطاء وانه ليس قاصرا علي الحزب ..فحاصل مجموع خطاءيين
لايصنع او يساوي صوابا ..علما بأن هذه الاعتقالات
اصابت الديموقراطيه في مقت وطعنت اهم مبادئها واعني
حريه التعبير..وحريه الحركه والاجتماع ففي هذه النقاط
لايمكن المحاججه بتناقض المؤرخين والوثائق فكلنا شاهد
علي هذا العصر فقد قام مبارك الفاضل بتوعد الطرفين
وقام الحزب بتبني هذا الامر داخل مجلس الوزراء
فلماذا النقد الخجول ومحاوله تمويت القضيه بتعويمها
ثالثا موضوع ابي حريره....
لا يكفي النقد السطحي وانما المطلوب نقد العقليه التي
طالبت باقالته وذكر ما هيه دو فعها الحقيقه وما هو
الضمان بان لا يحدث مثل هذا مستقبلا مع مثقف ووطني اخر؟

Post: #184
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: degna
Date: 05-09-2003, 05:55 AM
Parent: #183

الاخ الاستاذ عادل

توثيق علمي ومحاسبة لتاريخ غائب عنا بسبب حجب وتزوير للتاريخ السوداني من قبل هولاء الطائفيين المستعلين
هم لا يريدون نوعا من هذا الكشف والتوضيح واذالة الغبار عن ماضيهم المظلم وحاضرهم التائه,,
لك كل التقدير

دقنه السودانوي

Post: #185
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-09-2003, 04:44 PM
Parent: #184

عزيزي عادل عبدالعاطي
لم تكن اجاباتي على اسئلة العزيز كمال عباس مراوغة ولا تبريرية ، فالأخطاء الواضحة التى تنسب للصادق المهدي ، لم تجد مني سوى النقد الصارم والواضح ، اما الأخطاء التى تتوجب قراءتها فى ضوء محيط سياسي كامل وظروف معقّدة ، فقد لفت الى ظروفها غير اني لم أقم بصوغ مبررات لجهة حزبي ، ولا جردت الصادق المهدي من مسؤوليته حيالها ، والحقيقة التى لابد أن نستوعبها على وجه الدقة ، هى أن ملابسات الحكم الديمقراطي الثالث كانت عرضة لمشكلات عميقة سواء فى التركيبة الداخلية للحزب أو التركيبة السياسية البرلمانية التى افضت لصنع تحالفات هشّة ، او المحيط السياسي العام الذى لم يتخلص بعد من آثار مايو النفسية والسياسية ، ولعل ابرز ما يمكن أن يعاب به الصادق المهدي فعلا ابان الفترة الديمقراطية أكثر مما ذكر العزيز كمال عباس ، هو التوفيقية المثالية التى حاول ان يخلقها الصادق بين تيارات متشاكلة ، وهذا السبب فى تقديري هو ما قاد تاليا لوسم حكوماته بسمة الهشاشة ، علاوة على تخبطها البالغ ، والواقع أن سببا قويا علاوة على الاسباب الذاتية والموضوعية التى سقتها كان اصرار البعض على اختزال الفترة الانتقالية وحصرها فى سقف زمني لا يتعدي سنة واحدة ، فى حين كان حزب الامة متنبها للاشكال الذى ستصنعه هذه العجلة على مستقبل التجربة السياسية الديمقراطية فى السودان ، نحن نؤكد هنا على اخطاء حزب الامة ، وعلى اخطاء الصادق المهدي بالذات ، لكننا نحاكم الحزب ونؤاخذ الصادق المهدي فى ضوء الظروف الكاملة التى أوجدتها المرحلة ، وكأنى بكما انت والاخ كمال على موضوعيتكما فى النقد ، تحصران كل اشكالات الديمقراطية الثالثة فى شخص الصادق المهدي وتردده ، وقلة انجازه ، من دون الأخذ بالاعتبار مجمل الاشكالات التى كانت تواجهها الحكومة الديمقراطية ، علاوة على عدم اشتداد عودها ، والوضع الاقتصادي ، والجفاف وكارثة الفيضانات وآثار مايو الكارثية والمماحكات السياسية البالغة التى كانت تدور بين الاحزاب ، والمشكلات الأمنية ودور النقابات ، والانفلات الصحفي ، واثارة الصحافة قضايا انصرافية لا تمثل لبّ المشكلات فى السودان ، هذه هى الموضوعية التى نريدها يا عادل فى قراءة الوضع ، ليس ان نختصر كامل المشكلات فى شخص واحد نعلق عليه كل فشلنا ، وفى المقابل سيكون بمقدوري التعليق على اشارتك للاصلاحيين فى حزب الامة ، بأن علينا أن نتأسي حقا على واقع المثقفين السودانيين اذا ركزّوا فقط على قراءة الفشل منسوبا الى شخص واحد وحزب واحد ، فهذا مدعاة لتبرئة الآخرين ، وانا فى قراءتي لا أعلّق هذه الاخفاقات على مشجب حزب الأمة وحده ، نحن جميعا نتحمل ذلك ، احزاب ونقابات ونخبة وجيش وصحافة وشعب ، كل بقدر ، فالاعتذار عن الصادق المهدي ليس واردا ، لكن ادانته منفردة هى من قبيل البحث عن كبش فداء نخفي به الحقيقة الماثلة ، وهى اخفاقنا جميعا فى ادارة ممارسة ديمقراطية راشدة
أما عن مداخلاتك التى سردتها فى شكل نقاط فبامكاني الاشارة فى معرض الرد على النقطة الأولي بأن ما وفّر لى تلك القناعة هى عودتك لطرق موضوعات سبق ان رددت عليها وتناولتها بتفصيل مخل ، فى بعض الاحيان ، ما دفعني للاعتقاد بأنك لم تدقق فى قراءة ردودي ، ولعلي مخطيء فلك العذر ، لكنك اذا قمت بمراجعة ردودي المفصلة ثم تعقيباتك فربما ستحصل على نفس الاعتقاد
أما ما قصدته انا فى سياق الاقتباس (بتحريف قليل ) فهو من قبيل قراءة ما بين السطور ، ويبدو أن لك قناعة راسخة بأن المحيط الطائفي الذى تشدد عليه لا يشتمل على أي مثقفين ، وهذا ما فندته فى معرض كتابتي عن التطورات التى حظيت بها هيئة شؤون الانصار ، وتجاوزتها انت بالكامل لتتحدث خارج سياق واقع جديد بدأ يسود اوساط الانصار ، ولعل هذا ما حثني على التفكير فى انك لم تقرأ بوستاتي السابقة او تنكر على الهيئة اجراءتها الديمقراطية ، وفى كل عيب منهجي أميّل الى القراءة العاطفية المرتهنة للتاريخ وحده بدون الاتكاء على حاضر بات يشهد تغييرات ، وكل ما سقته انت منذ البداية يدور حول مفهوم واحد (وان لم تذكره حرفيا ) وهو ان الانصار (مدجنون) لقيادتهم ولا وجود لأى ممارسة ديمقراطية فى داخل الكيان وهذا ما تكذبه الوقائع الحالية ( وان لم تحز على رضائنا الكامل حتي الآن الا اننا ننظر اليها كتطور لافت ) والقطيع كما لا يغيب عن فطنتك هو مصطلح سياسي متداول لا يفيد بالسب او الحط من الشأن وانما يفيد التبعية العمياء ، وهى معان لا اخالها تدور فى خارج الفلك الفكري الذى يسم كتاباتك ، ونعود مجددا لمناقشة الصادق المهدي ، فكتاباتك ايضا عزيزي عبدالعاطي تنبيء عن قراءة مختزلة للرجل ، فأنت ومن خلال كل تعقيباتك لم تشأ أبدا اضفاء الصفة الفكرية والثقافية عليه ، انما ظللت تحلّق فى فضاءاته الطائفية فحسب ، ومنشأه الاسري من دون اعتبار انه كافح وناضل من اجل ان يكون له موطيء قدم بين المثقفين والمفكرين ، بمعني آخر ، نحن كمثقفين فى الحزب لا ننظر اليه بمعزل عن صفته الفكرية والثقافية ، هذه التى تجردها منه بالكامل لتصبه لوحا جامدا فى الاطار الطائفي فحسب ، وبمراجعة كل كتاباتك عزيزي عبدالعاطي لا يجد المرء اية اشارة ولو طفيفية لهذه الصفة ، وكأنى بك تريد محاكمته كمنتم فقط لبيت المهدي ووارث لأمجاده من دون أن تكون له شخصية مستقلة كمفكر ومثقف هى محققة له حتى لو لم يكن منتميا للبيت المهدوي ، فهل تري فى هذه القراءة ما لا ينسجم مع المنطق وما يكلني الى العاطفة فقط ؟
أما ما زعمته أنا من محاولتك نسف الطائفية والايدلوجيات القائمة لجهة حزب تقدمي جديد ، فهو زعم بالنظر الى مداخلاتك يبدو منسجما مع المنطق ، خاصة اذا دققنا فى قراءتك المبتسرة كما يلوح لى ، فكل ما يثار من نقد سياسي وفكري فى العالم لا يعمد الى دراسة الوقائع باجتزائها واخراجها خارج سياقها الظرفي والموضوعي والزمني ، ولا يسرد البيئة المكوّنة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا ، انما هو يؤسس لمنهج يقفز على الواقع بكامله ليقود فى اتجاه حفر جديد ، ينفي الآخر بحسبانه فاسدا بالكامل ، ويستأصله لأنه لم ينجز شيئا لافتا ، ويستحوذ على المستقبل لأن الماضي كله عيب ، ولأن الاخفاقات كلها محصورة فى نطاق فشل المشروع النهضوي المرتهن الى الكيانات القائمة ، انا اتفق معك جزئيا فى هذه النقطة ، لكن وجه الاختلاف ولعله واضح لكل المتابعين يكمن فى رؤيتك بتجاوز كل هذا والقفز عليه ، فى حين اري ان انجاز اصلاح حقيقي من داخل هذا الواقع ممكن ، وجائز تؤكده الارادة ، وتعززه الحتمية التاريخية ، وتدعو اليه ضرورة معاينة الأزمة من جميع جوانبها ، السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية ، انا لا اميل الى تبرئة أى طرف _ بما فيه الشعب السوداني كله _ فالواقع اننا بحاجة لمشروع اصلاحي لا يحفر فى الاحزاب وحدها وانما يحفر فى الذهن السوداني والعقل السوداني والشخصية السودانية ، واذا كنت انت تري ان الاشكال محصور فى الاحزاب واننا سنتطور بمجرد تجاوزها ، فانني اخالفك الرأى وهذا من حقي ، فالمشكلة هى شاملة تشمل عقلنا الجمعي ، وتاريخنا الجمعي ، وبذا فأنا اقرأ الاخفاقات فى محيطها الذى لا يمكن فصله وفى اطارها الشامل ، واؤمن بأن حزبي مسؤول عن هذا الفشل والاخفاق ، ليس لأنه حزب الامة (الفاشل) وانما لأن ظروف ذاتية تخصه وتخص قيادته ، واخري موضوعية تشمل المجتمع السوداني ، والعقل الجمعي هى مسؤولة عن الاخفاق .
عزيزي عادل ، دعنا نعترف بأنك بالفعل اقدمت على وصف المثقفين الذين ينتمون لهذه الاحزاب بأوصاف تجعل منهم مخادعين لذواتهم وللآخرين و(لكن أن يحاولوا خداعنا بأن هذه الأحزاب يمكن اصلاحها ودمقرطتها وتمسؤسها فهذا من قبيل خداع الذات وخداع الآخرين وكان الأحري ان يعلنوا ان انتماءهم عائد لانتماءاتهم الاسرية او ان الحزب الطائفي يوفر امكانية الوصول للسلطة ) اذن كيف يمكن تسمية هذا ؟ انه نعي للمشروعات الاصلاحية فى داخل هذه الاحزاب ، واصرار عجيب على دمغ كل مثقف ينتسب لحزبي الامة والاتحادي بأنه اما جاء يحمل على ظهره انتماءه الاسري أو مهووسا بحب السلطة ، فهل تعيب علىّ أن ارد على هكذا اتهام يجردني من أى بعد أخلاقي او معرفي فى ممارستي السياسية ويسيء الى اما عقلي (بالانتماء الاسري) او اخلاقي ( بحلم الوصول الى السلطة محمولا على اكتاف الجماهير المخدوعة) ، ولماذا لم تشر الى ردي عليك بأن هؤلاء كان فى مقدورهم الذهاب الى القصر الجمهوري مع مبارك الفاضل؟ لماذا فضلوا البقاء مع الصادق المهدي ؟ فالأمر سيان ، بالنسبة للمنتسبين بناء على اساس اسري لا تعوزهم الحجج امام اهليهم بأن هذا (ود المهدي ايضا ) وبالنسبة للحالمين بالسلطة هى فرصة ذهبية لتسنم المناصب الرسمية خاصة أن انتظار وصول الصادق المهدي للسلطة مجددا فى ضوء الظروف الحالية والمستقبل المنظور يبدو حلما خياليا بالنسبة لمن يعمل جاهدا للوصول اليها ، فهل هذه هى التبريرات العاطفية عزيزي عبدالعاطي ؟
أما التهرب من الردود فقد دعوتك مرارا وتكرار للمداخلة على اسئلتي حيال الاعمال الوطنية التى قام بها الامام عبدالرحمن ، وهذا ما اكد عليه الاخ كمال عباس فى قراءته لمسيرة الامام عبدالرحمن ، ودعوتك للنظر فى مجمل الظروف المتشابكة التى قدمت انا لها قراءة مختلفة عن قراءتك ، ودعوتك للرد على قضايا كنت قد اثرتها انت عن المرتزقة وديمقراطية المؤتمر الاخير ، وغيرها من القضايا غير أن اللافت هو عودتك فى كل بوست لطرقها من دون التطرق لوجهات نظري ، ولعل من بينها اسقاطك الصفة الثقافية والفكرية عن الصادق المهدي ، ومحاولاتك لقراءته فى اطار الحاضنة الطائفية فحسب ، دعوتك لاعادة النظر فى الحراك الفكري والديمقراطي فى داخل هيئة شؤون الانصار غير انك لم تعر الامر انتباها ، اما اسئلتك الموجهة الىّ فلا اخال ان سؤالا من اسئلتك لم يجد ردا تفصيليا ، بل وتأييدا لبعض نقاطك النقدية .
ونعود مرة أخري للمثقفين ، انا لا ازعم قط بأن كل المثقفين الذين انتموا لهذه الاحزاب ، مبرؤون من الانتهازية ، لكن التعميم هنا يكون من قبيل العماء عن محاولات جدية يبذلها مثقفون امينون فى اتجاه الاصلاح والتطوير .
اما الفقرة الأخيرة فى مداخلتك عزيزي عبدالعاطي ، فهي مجرد اختلاف فى وجهات النظر ، انت تريدنا ان نذعن لمرئياتك بالكامل ، فاما ادانة واضحة وصريحة بأن حزب الامة هو (حصان طروادة الحركو الوطنية) وان كل تاريخه هو سلسة متوالية من الخيانات والارتزاق والعمالة ، او ان نكون من وجهة نظرك ممارسين لمناورات وتعمية بقصد تبرئة ساحة الحزب تماما من كل ما تنسبه اليه ، والحقيقة عزيزي عبدالعاطي فقد فجعت فى الاسلوب الذى كتبت به فقرتك الأخيرة اذ انطوي ( واتمني ان يكون تقديري خاطئا ) على قدر من الارهاب الفكري بالاشارة الى تقييمك الشخصي لما يحقق الوعي والحكمة ، وما لا يحققها ، وفى اذا كنت سأستمر فى هذا النهج او لا ، ولا ادرك على وجه الدقة ، أىّ صورة ذهنية عني تريد رسمها فى خيالك او لدي الآخرين ، أهي صورة المثقف الذى لا تريد له ان يخالفك الرأي قط ويسلّم بأن حزبه بالفعل هو المسؤول الوحيد عن خراب السياسة السودانية ، وقد لفت نظرك من قبل ان الاوصاف التى اطلقتها على حزب الامة هى تنطبق على الجبهة الاسلامية وحدها ، أم تريد رسم صورة ترضي تصوراتك ومرئياتك من دون ان تخالفك رأيا أو تمس رؤي جعلتها من قبيل الثوابت ولم تتزحزح عنها قيد انملة ؟؟
الحقيقة اخي عادل انا لم اعاملك بشيء من غمط الحق ، فقط كنت ميالا لقراءة ما بين السطور ، وما توحي به العبارات ، وما تدل اليه ، وليس ذلك من قبيل التهجم عليك ، انما بقصد ابراز افكاري فى سياق توضيح للحقائق من دون ان انسب اليك كلمة واحدة لم تقلها ، انما هناك استبطان لبعض المعاني لا يفوت علىّ ، وعموما اخي انا اعتذر منك اذا رأيت فى أيا من مداخلاتي شيئا من التهجم ، او اضفاء العاطفة ، واعتذر منك اذا شعرت فى أى لحظة بأنني انسب اليك ما لم تقله او اذا شعرت بأنني قمت بايقاع ظلم بك .

Post: #186
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-09-2003, 04:58 PM
Parent: #185

الحبيب الاخ دقنة
لن يكون بمقدوري ايراد اى تعليق على ماكتبته سوي عبارة اتمثل بها دائما للمفكر الفرنسي الذائع الصيت فولتير


لست على رأيك لكني على استعداد لأن اضحي بحياتي من اجل ان تقول رأيك

Post: #187
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-09-2003, 06:37 PM
Parent: #186

اخي الحبيب كمال عباس
حسنا يا عزيزي ، فى مبتدأ مداخلتك ، اشرت الى ان بعض ردودي انطوي على محاولة تعميم الاتهامات ، وابعادها عن حزب الأمة والصادق المهدي ، ولعلك فى ايرادك لكلمتي (بعض ردودك) انصفتني اكثر بما فعل الاخ عادل عبدالعاطي ، ولعل الانصاف يكمن فى ايمانك بأن البعض الآخر من ردودي انطوي على نقد صريح لمواقف الحزب ، وذلك ما جردني اياه الاخ الصديق عادل عبدالعاطي ، والواقع عزيزي كمال انا لست ميالا لتبرئة حزبي مما نسبته اليه ، ولست ميالا لاضفاء مثالية فكرية وسياسية عليه ، لكن الرؤية العقلانية تحتم على أن أقرأ تلك الاخفاقات فى ضوء اكثر من ظرف احاط بها ، ويوجب أن نتعمق فى تفكيك الاطر العامة ، والأزمات المتشاكلة التى تناسلت فى بيئة الحكومة الديمقراطية الثالثة ، وفى زعمي بأن شروط داخلية محضة ، فى حزب الأمة ، هى التى أملت تلك الاخفاقات ، خطأ بالغ فى الناحية المنهجية حتي لو لم أكن منتسبا للحزب ، فالحقيقة ان الشروط تقرأ ككل متكامل ، ومنها تتفرع الادانات ، ولا أري بأسا ابدا فى محاكمة الصادق المهدي وحزب الامة فكريا لمعرفة مدي مسؤوليتهما عن اخفاقات أكبر خلال اليدمقراطية الثالثة لعل فى مقدمتها التفريط فى الديمقراطية ، بشرط أن يقرأ كل ذلك من دون ابتسار يتعمد اخضاع الحزب والصادق المهدي لمحكمة ظاهرها الأمانة السياسية والحفر الأمين ، وباطنها فصل الشرط الذاتي والآخر الموضوعي اللذين شكلا ظروف ما للوقوع فى تلك الورطات ، على انني لا أري مانعا فى محاكمة حزب الأمة وحده عن اخطاء تجربته اذا كان ذلك يحقق لنا كاصلاحيين الافادة من وجهات نظر متعددة ومتشاكلة ، ويحقق للحزب نفسه عافية النقد الذاتي ليس من منتسبيه فحسب وانما من عدد من المثقفين الأمينين ايضا ، وبامكاني أن افيد بأن الصادق المهدي بنفسه كتب فى نقد الذات ونقد الحزب فى اعقاب انقلاب الانقاذ ، والقي خطابا احتوي على مؤاخذات وانتباهات عالية فى مجال النقد الذاتي خلال مخاطبته المؤتمر الأخير اشار اليها الزميل فضل الله محمد فى جريدة الخرطوم بعد المؤتمر داعيا الاحزاب الأخري لحذو حزب الأمة ، أما المحاسبة الجماهيرية على أهميتها القصوي فلعلك تتفق معي فى أن الظرف الاستثنائي القائم فى البلاد لا زال يلقي بظلاله لجهة الحد من حركة الاحزاب السياسية فى اتجاه جماهيرها وعدم تمكينها من ادارة فاعلية ديمقراطية كاملة كالتي نحلم بها انا وانت لتنصب فى اتجاه تقديم طروحات نقدية صارمة ، ومحاكمات فكرية ، فالأولويات الآن تتركز على النضال من أجل الديمقراطية ومعالجة المشكلات الكبيرة القائمة ، وسيكون النقد الجماهيري فى صلب أولوياتنا ليس للمحاكمة فحسب ، وانما لرفع درجة الوعي الجماهيري فى داخل الحزب بحقوق أعضاء الحزب وتعميق النقد الذاتي ورفع القداسة ، وهى مسألة فى جوهر الاصلاح كما أراه لتفيد اتجاه تحويل الكم الجماهيري الى كيف ، لكن المبالغة فى هذا الأمر حاليا قد تعود بنتائج معاكسة غير التى نرجوها ، وعلينا الا ننسي بأن تجربة الاصلاح فى الحزب لا زالت فى مبتدأها ، وسيتصورها الكثيرون على أساس أنها حركة تخريب وتمرد كامل أكثر من كونها محاولة للتجديد والاصلاح خاصة فى الظرف الحالي مع بقاء الانقاذ وانشقاق مبارك الفاضل ، والنقد الذاتي فى تقديري (وهو أساس من الأسس الاصلاحية ) لابد من السير فيه بمهل وأناة ، ومن دون انتظار الحصول على نتائج سريعة ، فهو شغل ذهني وجماهيري فى اتجاه فتح العقول ، والتنوير والتثوير ، ومحاسبة الذات ، وخلق مؤسسات حزبية كفؤة ، أما اسئلتك حول الامامة فهي مبررة ومشروعة ، وهل هى تتنافي مع طروحاته التحديثية فى الستينات ، لا املك الا ان اوافقك الرأى ، بل ان هذا ما استند عليه فى معارضتي لهذا الاتجاه ، فضلا عن انها قد تنسف المشروع الحداثي ، لكن من زاوية أخري لا اعتقد أن المهدي سيلقي وراء ظهره كل الافكار الحداثية التى اتسمت بها طروحاته مؤخرا ، فالي أين سيتجه ، فى محيط بات متشوقا للتجديد ، وفى ضوء تحديات كبيرة طرحتها طبيعة الأزمات السودانية القائمة ، وفى مناخ محرض على الحداثة ، وفى ضوء تحديث قطع شوطا بعيدا فى داخل هيئة شؤون الانصار التى سيعتمد عليها فى حال ارادته التخلي عن ثوابته التجديدية ، لعلك توافقني الرأى فى أن الذهنية التى كانت تقود الهيئة تغيرت ، ولا سبيل لجرّها الى الخلف ، بل على العكس ، ذلك سيعطيها قوة دفع ذاتية لمزيد من التطور لا النكوص ، وبات فى مقدور آلاف من الشباب الانصار الذين تخرجوا فى الجامعات ، ونهلوا من علوم مختلفة وتشربوا بثقافات مختلفة أن يقاوموا وبشدة اية عودة او نكوص عن معتقدات الحداثة ، علاوة على أن حراك الساحة السياسية فى السودان يحتم على حزب الأمة التحرك الى الأمام وليس الخلف والا فسينقرض الحزب ، ويتخلي عنه العنصر الشبابي ، ولعلني اشير هنا الى نقطة اثرتها فى اروقة الحزب بوجوب مناقشة انضمام عدد مقدر من الشباب الى حزب الامة جناح مبارك وضرورة رؤية العيوب الذاتية فى الحزب التى قادتهم لذلك عوضا عن المراهنة على رغبتهم فى الالتحاق بالسلطة فحسب ، فعدد منهم اشتكي من معوّقات حقيقية قائمة ، ودعا للاصلاح ، والتجديد ، ولم تبهره اضواء السلطة وحدها ، وفى مثل هذا الاتجاه ايضا ما أراه محفزا كفاية لأن يديم الحداثة ، ويؤيدها ، بغرض تجنب خسارة شرائح واسعة ان لم تنضم لمبارك فستفضل العزوف عن السياسة او اللواذ بأجسام أخري ، فالتحديث والتطوير والتجديد ، ما عاد أمرا يقرره الصادق المهدي وحده ، وانما هو ضرورة قصوى لتلبية حاجات فكرية وسياسية ومواجهة تحديات داخل الحزب وخارجه .
وارجو الا يكون فى اجابتي اى لبس او محاولة للالتفاف
أما اتفاقية السلام السودانية ، فبمقدوري أن اقول بأن الحزب لم يكن ضد جوهر الاتفاق ، وكان سعي مبكرا _ من خلال كوكادام _ لتحقيق السلام ، على أنه طرحت آراء جدية مؤخرا _ ومن بينها آراء شخصية تخصني _ بأن الحزب ارتكب خطأ استراتيجيا بممانعته الاتفاقية بادئا وتذرعه بحاجتها لتعديلات على وجاهة ذلك ومنطقيته ، الا انه من المؤكد عدم القدرة على نفي مماحكة الحزب سياسيا ، وتطلعه لتجريد الاتحاديين جزئيا من فضل ذلك الاتفاق ، هذه الرؤية النقدية يشاطرني فيها الكثيرون داخل الحزب ، وهذا خطأ علينا الاقرار به ، غير أن أهمية التعديلات التى طرأت _ بواسطة الحزب وبقية القوي السياسية _ لا يمكن اسقاطها فى المقابل
موضوع الشريعة هو موضوع فكري مطروح فى أروقة الحزب ، على الرغم من أن المرجعية الفكرية الحالية تقرر بشكل قاطع الانحياز الى دولة مدنية ، وتؤيد هذه المرجعية أخلاقيا وسياسيا رؤيتنا الموثقة فى مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية 1995م ، ما يعني أن رفع أية لافتات دينية هو أمر يتعارض تماما مع مقررات المؤتمر ، فضلا عن أن فكر الصحوة الاسلامية تم تجاوزه بالكامل لجهة الفكرة المدنية ، أما اختلاف وجهات النظر بين اعضاء فى حزب الأمة فهو أمر واضح بين تيارين عريضين يغذيان مرئيات الحزب ، تيار تشبّع بالرؤية المدنية وتوافر على دراستها بشكل معمّق ( من بينه قيادات هيئة شؤون الانصار ) وتيار آخر يستمد رؤيته من الثورة المهدية وبالامكان تسميته بتيار محافظ فى داخل الحزب ، وبالطبع فان طروحات الدولة المدنية قدمت فى عقد التسعينات ، ولم يتوفر لها الانتشار الجماهيري الكافي ولا الشروحات الوافية ، لكي نحكم بأن القاعدة بكاملها تشبعت بها ، وطالما أنها رؤية فكرية ، فانها تحتاج لوقت للانتشار والتبشير بها ، غير أن الموقف الرسمي للحزب _ بعيدا عن رؤية التيارين _ يبقي واضحا من خلال فكرة الدولة المدنية ومن خلال توقيعه لميثاق اسمرا ، على انه بالامكان القول بأن الدولة المدنية خاصة فى العامين الاخيرين ، وتحرك الحزب تجاه جماهيره فى الاقاليم والندوات التى عقدت فضلا عن مجهودات هيئة شؤون الانصار مكنت بعض الشيء من تغلغل الفكرة وما تسميه انت او تعتقد بأنه مزاودة ، اعتقد بأنه حراك فكري ، وحوار لا زال مطروحا .
أما الرد على احتواء طرحنا للشريعة أو لا ، فان المطالبة باجابة (لا أو نعم ) تبدو من قبيل حشر الموضوع فى زاوية نعم او لا من دون شروحات ، اذ يقوم جدل واسع قطعا حول ماهية الشريعة نفسها ، وأولوياتها ، وهل هى تعني الحدود والقوانين فحسب ، أم انها اكثر شمولا واتساعا ، نحن نري أن الشريعة مطبقة طالما أن هناك مسلمين فالزواج على الطريقة الاسلامية والمواريث والعلاقات الاجتماعية هى جزء من الشريعة كما ان العدل والحرية والمساواة وحقوق الانسان هى مقاصد أساسية فيها ، وهى ستتوفر فى أى دولة مدنية تقوم ، كما أن التشريعات الاقتصادية هى محل اجتهاد وتطوير بما يتلائم مع حاجات العصر ومع منفعة الناس فى آن ، وفى ناحية الحكم فاننا نري بأن النظام الديمقراطي لا يتعارض ابدا مع الشريعة ، وهى عموما تنتظيم علاقات الافراد والمجتمعات بما لا يتعارض مع روح الاسلام ، اما فى ناحية القوانين فلعل هناك اقرار بأن دستور السودان سيستمد من الشريعة الاسلامية والاعراف والتقاليد وكريم المعتقدات ، وفى هذا تسليم بأن الاطار العام للدستور كما نطرحه ، لن يصاغ وفق رؤية دينية ، بل مدنية تستمزج الشريعة الاسلامية بالاعراف والتقاليد وكريم المعتقدات لأن ذلك ما نراه ملائما لمجتمع متعدد الاعراق والاديان والثقافات ، أى أن ما نطرحه لا يستبعد الشريعة الاسلامية من تشريعات الدولة ، ويعتبرها روحا عامة تظلل الدستور الى جانب المكونات القانونية الاخري التى أشرت اليها ، وبشكل عام ، اننا لا نبتسر الشريعة فى مجرد قوانين وحدود ، فهي اشمل واكثر اتساعا ، بحيث يكون مقصدها الاساس العدل والمساواة وحقوق الانسان والحرية ذلك موقع القوانين فى طرحنا ، اما الحدود فقد سبق احلتك الى كتاب الصادق المهدي ، وفيه شرح واف لما تبتغيه ، وكنت قد اشرت فى معرض استعراضه الى أن رؤيتنا للحدود وكيفية تطبيقها تستند الى رؤي تقول بأن الحدود لم تشرّع الا للفت النظر الى شدة الجرم ، وليست هناك مطالبة بتطبيقها على الجميع ، وحين يبلغ المجتمع كفاية اقتصادية ، وروحا اجتماعية واخلاقية محددة ، فان الحاجة الى تطبيقها تظل مقتصرة على الشواذ فى المجتمع ، اولئك الذين لا يعتبرون بشدة العقوبة ، ولا يستجيبون للعدالة الاجتماعية والاقتصادية ، ويصرّون على المضي قدما فى طريق الافساد ، وينوّه المهدي فى كتابه الى أن بسط الحدود كقوانين معمول بها ، لم يتم بشكل متكامل فى التاريخ الاسلامي ، وحتي فى عهد الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم جرت مراجعة للزانيات وصفح عن السارقين ، ومحاورة للمرتدين ، أما القتل العمد فلعل القوانين الوضعيه ذاتها لا تختلف فى عقوبته ، اما الحدود الأخري ، فالرؤية الفكرية والاجتهادية التى ارتكزنا عليها تقوم على تضعيف تطبيقها ، وان القصد منها اقامة عدل ومساواة وقيم غائية لا مجرد فصلها عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية بتوفير البيئة المناسبة لبلوغ العفاف (فى ناحية عقوبة الزنا) والكفاية الاقتصادية ( فى حالة السرقة ) وتطبيقها من دون تحقيق تلك الغايات الموضوعة اصلا من اجلها .
ومرة اخري اعتذر اذا كانت اجابتي طويلة ولم تشف غليلك من المعرفة ، ولعلي ادعو الآخرين للادلاء بآرائهم حيال هذه المسألة باعتبارها شائكة ، والكتاب نفسه يحتمل قراءات متعددة ومختلفة ، وعسي الا اكون قد تعسفت فى قراءتي المتواضعة .
بخصوص اشراك الجبهة فى الحكم ، لعلنا عزيزي كمال لا نبتسر القضية فى كون قادتها سدنة وان الصادق رفض اشراك احمد السيد حمد ، فالواقع كان يقول بأن الجبهة الاسلامية كانت مدعوة للمشاركة السياسية لأسباب استراتنيجية بخصوص السلام ، ومواجهة التحديات فى السودان ، فهى الحزب الوحيد الذى ظلّ يغرد خارج السرب ، وظل يهدد الاستقرار بأعماله الدعائية وحملاته المشبوهة ، ولم يكن هناك من مناص من جرجرته الى الحكم ليري صعوبة انزال شعاراته المثالية على ارض الواقع فى ضوء واقع معقد يفوق قدراتها الحالمة وتصوراتها عن الحكم والسلطة ، ولك ان تدرك عزيزي كمال بأن الترابي طيلة الفترة التى قضاها فى الحكم لم يثر مسألة الشريعة الاسلامية او ( الاسلام قبل القوت ) وتوضح بشكل لافت أن تلك الدعاوي ما كانت الا شعارات لدغدغة مشاعر الشارع السوداني ، خاصة بعد الدعاية المكثفة والحملات الاعلامية القوية ، وينبغي الاعتراف بأنه ما كان بد من جذبها لدائرة السلطة كي تخفف من غلوائها قليلا ، وبهدف جعلها على المحك فى تطبيق شعاراتها وهى فى الحكم ، سواء كانت من ناحية القوانين او الاقتصاد او الامن او العلاقات الخارجية او السلام ، وهى كلها موضوعات ادركت الجبهة _ باشتراكها فى السلطة _ انها معضلات كبيرة تواجه الحكومة ، فخففت سقف مطالباتها ، وقللت من اندفاعها المحموم _ ولو ظاهريا بالطبع _ فى اتجاه نسف الديمقراطية بدعوي عجزها عن تحقيق اى شيء وانها _ اى الجبهة _ هى الحزب الوحيد القادر على تحقيق تطلعات الشعب السوداني ، وعلى أية حال عزيزي كمال سنسلّم بأن ذلك كان ارتدادا عن شعارات الانتفاضة ، وان حكومة الصادق كانت مدعوة اكثر لخلق انسجام بين الحزبين يفوّت فرص متاجرة الجبهة بذلك الشكل الدعائي ويمنع تاليا من التنكر لمباديء الانتفاضة واشراكها فى الحكم تلك الخطيئة التى لا تغتفر ، وهى تنسب للصادق المهدي بوصفه رئيسا للوزارة والحكومة الديمقراطية ، وهو الأمر ذاته الذى سأدينه به ، هو وحزب الامة حيال ندوة أمبو واعتقال سيداحمد خليفة ، أما قضية أبو حريرة فلم ألجأ لتبرئة الساحة ، انما تتوجب الاشارة الى انه كان ضحية لسياسة ترضيات واتفاقات لا ترضي اى مثقف او اصلاحي
ولك شكري على اتساع صدرك عزيزي كمال عباس
وانتظر طروحات نقدية اكثر جرأة ، وختاما لعلك تشاطرني الرأى بأن الروح الديمقراطية تملى علينا بأن نقر بأن هذه الادانات تظل ادانات مؤقتة ، الى حين يقوم السيد الصادق المهدي بتقديم دفوعات وشروحات لهذه النقاط ،

Post: #189
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-10-2003, 07:46 AM
Parent: #186

الاخ خالد

اولا انا لم اقل ان ردودك مراوغة ؛ وانماقلت انها تبريرية واعتذارية ؛ وشتان ما بين الاعتذار والمراوغة

يبدو لي يا خالد انك لا تقرا ما يكتب؛ وانما تقرأ ما في ذهنك ؛ وليست هذه باي حال مسؤوليتي

تقول انك تقرا في ارائي وتستنتج ما فيها ؛ رغم اني لم اقلها حرفيا؛ وليس بك حاجة الي ذلك ؛ لاني موجود ويمكنني ان اشرح ارائي واوضح ما اعني ؛ اذا التبس عليك الامر؛ وقد كتبت في هذا البوست وفي غيره المثير حرفيا؛ مما كان لك ان تناقشه ؛ فلماذا تلجا الي الاستنتاجات والقراءة ما بين السطور؛ وتترك ما هو قوق السطور؟

ازعم انا ان قرائنك غير صحيحة ؛ والتعبيرات عن المحيط الفاسد وقطيع الانصار والارتزاق ودعوة الارتزاق كلها من بنات افكارك ؛ ولا علاقة لي بها ؛ وارجو في المكستقبل ان تتقيد بحرفية اقوالي

عن رايي قي الانصار الذي ايضا – استنتجته - ؛ فقد رددت علي زعم مماثل للاخ ابو ؛ حيث قلت له :
------------

انني لم ازعم قط؛ ان جماهير الانصار او الشعب السوداني هم تبع ومسخرين؛ وانما زعمت ان قيادة حزب الامة قد سخروهم واستغلوهم ؛ سياسيا واقتصاديا وروحيا؛ وما النتيجة الجيدة التي حصل عليها حزب الامة في اخر انتهابات ؛ الا لانعدام البديل؛ وتوهم الناس ان سياتي الهير مع الصادق؛ وانه سيلتزم بما وعدهم به ؛ من كنس اثار مايو ؛ وايقاف الحرب ؛ والغاء قوانين سبتمبر التي لا تساوي الحبر الذذي كتبت به ؛ وايقاف الحرب ؛ وتحقيق التنمية " المستدامة" ؛ والحفاظ علي الديمقراطية

------------

افلم تقرأ ما كتبت ؛ لتلجا الي تحليلاتك الخاصة ؛ ام هي الرغبة في تسجيل نقاط باي طريقة ؟

انني ازعم ان النظام الحالي يستغل اغلب الشعب السوداني ؛ فهل يعني ذلك ان الشعب قطيع وتبع ؛ ويقول الاشتراكيون ان الراسماليين يستغلوا الطبقة العاملة ؛ ايعني ذلك انهم يعتقدوا ان هذه الطيقة قطيع الخ الخ

لقد قلت دائما ان الانصار هم قوة ثورية ؛ وان مصالحهم وآمالهم مع الجديد ومع التغيير ؛ وان حزب الامة بسياساته يحاول ان يتركهم في الجهل والفقر والمرض ؛ ويستغلهم سياسيا وعسكريا؛ ثم بعد ذلك يقمع من يتمرد منهم ؛ وتذكر كيف ضربت حكومة الصادق المهدي تظاهرة سلمية لابناء دارفور في الخرطوم ابان الديمقراطية الثالثة

لا ازال اعتقد ان المثقفين ينتموا لحزب الامة اما لانتماءات اهلهم الانصارية ؛ او لانه يوصل للسلطة ؛ وليس كل وصول للسلطة سلبيا كما تعتقد ؛ وانما العبرة ماذا نفعل بهذه السلطة؛ وقد كتب احد الاحزاب السودانية الواعدة – الحزب الليبرالي السوداني – في ميثاقه ؛ ان غرضه هو الوصول للسلطة ؛ لتحقيق برامجه؛ فتامل

لم تقل لي انت لماذا ينضم المثقين الي حزب الامة ؟

اما عن انهم لم يتبعوا لمبارك الفاضل ؛ فقد كتبت من قبل انهم ليسوا اغبياء ؛ وتبعية مبارك حاليا ؛ هي انضمام لمركب تغرق ؛ ومن الافضل انتطارها حتي تغرق ؛ والتعويل علي مركب آخر

اهذا الامر بهذه الصعوبة لكي يفهم ؟

اما التهرب ؛ فاقول لك مرة اخري اني لا اتهرب ؛ وقد رددت علي العديد من تساؤلاتك ؛ اما الا سئلة التي طرحتها لي ؛ ولم ارد عليها ؛ فهي من البساطة والسذاجة السياسية بحيث لا يعجزني الرد عليها ؛ ولكنك لن تحدد لي متب ارد وكيف ارد ؛ وهل ارد مطلقا ام لا

ثم سالتني ماذا ستكون صورتك في ذهني ؛ واقول لك ان صورتك كانت صورة انسان موضوعي ؛ ومثقف ذو امكانيات عالية وواعدة ؛ اما اذا استمر اسلوبك في وضع الكلمات في فمي ؛ وتقويلي ما لم اقله ؛ والاصرار علي ذلك ؛ قستكون صورتك صورة انسان غير موضوعي ؛ ومثقف وضع امكانياته في خدمة قضية خاسرة وحزب خرب وقيادة طائفية ؛ ولا يتورع عن تزوير كلام الغير ليحقق نقاط في الحوار

اما اعتذارك في النهاية ؛ فلا يزيد عن كونه مجاملة ؛ طالما انك تتمسك وتبرر لكل ما نسبته الي زورا ؛ وما وضعته في فمي ؛ وانا لا احتاج للمجاملات

مع التحية

عادل

Post: #190
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-10-2003, 10:05 AM
Parent: #184

سلام دقنة

ضروري من نفض الغبار عن هذه الحقائق ؛ ومن لا يعرف الماضي يتوه في الحاضر وفي المستقبل

قل لي ماذا حقق الطائفيين لاهل الشرق النبلاء المناضلين ؛ جزاءا لتاييدهم لهم عبر السنوات ؟

لا شي

لاحل غير ان نتركهم في ضلالتهم يعمهون ؛ وان نمسك قضايانا في ايدينا

التحية لك ولكل ذهن حرر نفسه من امراض الطائفية البغيضة

عادل

Post: #188
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-09-2003, 09:57 PM
Parent: #1

الاخ خالد عويس تحيه
اشكرك علي التوضيحات والاضافات التي اتحفتنا بها
وعموما لا لم نسعي لادانه وتجريم حزب الامه بصوره عامه
والسيد الصادق بصوره خاصه المقصود اخي قتل تجاربنا
نقد وتمحيصا وتشخيص مواطن الداء والعله ...حتي نستشرف
افاق واقع سياسي صحي ومعافي..ليس القصد نزع حزب الامه
من مجري التاريخ والاحداث ووضعه علي رفوف المتاحف
باعتباره من مخلفات الماضي ولا مجال له في مستقبل الحياه
السياسيه نسعي لان يلعب \حزب الامه دورا محوريايرضي
تطلعات وطموحات قواعده العريضه ولا يمكن ان يتم ذلك
الا بتحديثه وتطويره ليتماشي مع معطيات العصر ورياح
التغير واعتقد ان هذا واجب قواه الحيه ومثقفيه وبنفس
القدر واجب المثقفين من خارجه فليعمل كل من موقعه
وبحسب قدراته ومساحته في الحركه والمدافعه
اخي ليس قصدنا تجريم الصادق او اسره المهدي هذا اتهام
يضحده ما طرحته سابقا واعني تثميني علي دور الامام
الصديق والذي لم اجد عليه مأخذا جوهريا طيله امامته
ويضحده ابرازي لبعض اشراقات الامام عبد الرحمن اذن
ليس هناك ادانه او موقف مسبق تجاه ال المهدي او تجاه
الحزب
..... لي تعليق بسيط علي موضوع الشريعه
هي يا خالد نريد رؤيتكم لمسأله القوانين الاسلاميه
والحدود وذلك فيما يتعلق بالقانون الجنائي والمدني
وليس الاحوال الشخصيه ..هب ان الظروف المناسبه من
منظوركم تكاملت وعم الرخاء والعدل هل ستطرحون
الحدود والقوانين الدينيه حتي لو كان ذلك نظريا؟؟
ماهو رأيك الشخصي ؟؟وما هو رأي الحزب بصوره قطعيه؟؟
اغفري الحاحي وطرقي لهذه القضيه بصورة حاده
ما أريده الفرز الواضح بعيدا عن الخوف من سيوف التكفير
وفقدان الزخم السياسي لصالح جماعات التطرف والاسلام
السياسي ...

Post: #193
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: kamalabas
Date: 05-10-2003, 03:30 PM
Parent: #1

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاخوه عادل امجد والاخوه ..
ارجوا المساعده في دفع حواري والاخ خالد حول موقف
حزب الامه من الشريعه...
فقد تحدث الاخ خالد كثيرا ولكنه لم يقل شئيا لا لعجز
اعتراه ولكن في نظري لتناقض طرح حزب الامه حول الشريعه
فالحزب يريد ركوب سرج الشريعه والطرح السلفي وفي
نفس الوقت امتطاء سرج وحصان الدوله المدنيه ودستور
المواطنه..
عموما اجتهد الاخ خالد وابرز لنا بعض كتابات الصادق
حول الشريعه غير انه ختم الحوار بالاتي
يقول خالد
ومرة اخري اعتذر اذا كانت اجابتي طويلة ولم تشف غليلك من المعرفة ، ولعلي ادعو الآخرين للادلاء بآرائهم حيال هذه المسألة باعتبارها شائكة ، والكتاب نفسه يحتمل قراءات متعددة ومختلفة ، وعسي الا اكون قد تعسفت فى قراءتي المتواضعة .
انتهي...
وعليه ارجوا الرجوع لاسئلتي وملاحظاتي علي طرح حزب
الامه حول الشريعه وردود خالد عليها وما تعرفونه
مسبقا عن رؤي وطرح الحزب حول الشريعه
وحتي اكون دقيقا وقاطعا اعيد لب السؤالb
ماهو موقع القوانين والحدود الدينيه عند الحزب اذا
تكاملت الظروف المناسبه من وجهه نظر الحزب وتوافرت
الكفايه هل سيطبق الحزب الحدود والقو انين ؟؟
اقول هذا وانا اخشي كما ذكرت اعاده انتاج قوانين
سبتمبر وتسويقه تحت مسمي اخر من جديد تحت ستار سحب
بالبساط من الجبهه والخوف من التاثير علي قواعد الحزب
واللعب علي عواطفهم الدينيه ..المسأله نظري مسأله
مبداء يجب ان تبعد عن المزايدات واللعب علي حبلين
اذن نرجو المساهمه في دفع الحوار لعلكم تكونوا فهمتم
ما لم افهم واطلعتم علي ما لم اطلع حول حزب الامه
والشريعه..

Post: #194
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-10-2003, 04:42 PM
Parent: #193

العزيز عبدالعاطي
فى المبتدأ سأتطرق الى الفقرة الأخيرة المتعلقة باعتذاري ، فالاعتذار هنا لم يكن أبدا من قبيل المجاملة كما فسرته أنت ، لماذا تتباعد بنا الشقة عن روح التسامح ، ولماذا نعتبر دائما أن الاعتذار دليل على المجاملة ، فهو يأتي فى سياق طبيعي للتسامح ، فى اطار اعتذاري منك اذا ما اسشفيت من كلامي غير ما اقصد ، وعموما فان السجال تضمن الاعتذار أم لم يتضمنه لابد أن ينطوي على قدر من التسامح ، والتسامح المقصود هنا ، هو قدرتنا على التراجع مسبقا فى حال تبيّن لنا لاحقا خطأ ما ذهبنا اليه ، وكنت اؤكد تسامحي فى هذا الصدد فى كل مكتوب اضيفه هنا ، وأبدي استعدادي لمراجعة ما أوردتموه ، فى حال تبيّن لى وجاهة ما تطرحون ، انت والاخ كمال عباس وغيركما ، فبالمنطق والحجة والتحليل ، نكون قادرين جماعيا على رؤية اكثر اتساعا ، واكثر تسامحا بحيث لا نتصلب على مواقفنا ومرئياتنا ، ويجوز لي هنا أن أتوقف لأفحص مدي ما رسمته أنا فى المقابل كصورة ذهنية تظل تطاردني بها ، فأنت الى الآن لم تحاول علاج ما أطلقته من تعميمات جزافية طاولت كل تاريخ الحزب ، فأنت قررت مسبقا وفى أول بوست بأن هذا الحزب معطوب وفاسد ، وانه ظل يمثل حصان طروادة بالنسبة للحركة الوطنية ، وهذا التقصّد لا زال متواصلا ومنسجما مع يقينيات متجذرة لديك بأن (قل لى ماذا حقق الطائفيون لأهل الشرق النبلاء المناضلين ) و(أمراض الطائفية البغيضة ) و(لا حل غير أن نتركهم فى ضلالتهم يعمهون) ، هل هذه هى المحاججة العلمية ، والمنهج النقدي المنطقي الذى يتلائم مع باحث مسنود بوجاهة الحجج ، وتساوقها مع معطيات ومكونات بالغة التعقيد قادت للانهيارات الشاملة فى السودان ، أفبدغدغة المشاعر الجهوية ، وتعميم اتهامات تتقاصر تماما عن تفحص المشهد الكامل ، وادانة كل طرف من الأطراف بقدر مشاركته واخفاقه تتبلور الرؤي المستنيرة القاصدة فعلا الاصلاح والتطوير؟
ثم يا عزيزي لم توضح لى السذاجة والبساطة السياسية التى وسمت اسئلتي لك ، والحقيقة أنها لم تكن اسئلة بالمعني الشائع ، انما هى تعقيبات أوردت من خلالها ما يناقض حججك واحتجت الى تجاوب منك حيالها أما بتدعيم حججك ، أو ما يخالف ذلك ، وأراك هنا يا عزيزي لم تملك الا ان تنفعل ، ويعلو صوتك بأن هذه سذاجة سياسية ، وأن بعض ما أرودته أنا كان من قبيل التبسيط السياسي فهلا ضربت لى أمثلة ، كي اتجاوز هذه النقاط ؟
عن أية بساطة سياسية تتحدث عزيزي عبدالعاطي ، وكنت قد سألتك عن كيف عمل حزب الامة طوال تاريخه ضد مصالح الشعب ، وأنه ليس بحزب ، ولا سوداني ، ولا للأمة علاقة به لا من قريب ولا من بعيد ، وكنت سألتك عن كيف هو هذا الحزب تسلطي استعماري وربيب للديكتاتوريات ، وقد نبهك الأخ الكيك فى مبتدأ هذا البوست الى ضرورة النظر الى الصورة من الناحيتين ، كان هذا خلال عرضك لعمالة السيد عبدالرحمن ، باقتطاعك من كل المكتوب بشأن تاريخ السودان الحديث ما يدعم قراءتك فقط ، ويعزز الصورة التى سبق أن رسمتها فى البوست الأول ، وتحاول الى الآن الابقاء عليها رغم أننا أوردنا مراجع مماثلة بل أن بعض مراجعنا كانت هى نفس المراجع التى اوردتها (حسن عابدين كمثال) وفى اطار ردك عليه (اى الكيك ) اشرت الى انتمائك السياسي ونظريتك القائلة بأن الحداثة والتغيير والنظام الدستوري المستقر لن تقوم فى بلادنا دون ( تقديم البديل عن قوى السودان القديم وممارساتها ) وهذا ما ينسف ادعاءك عزيزي بأن زعمي برغبتك فى تجاوز كل القديم والتبشير بحزبك هو محض زعم ليس الا ، فى حين اننى اليوم اؤكده ، فلست فى حاجة لتوكيد رغبتك فى اثبات جدوي البديل لقوى السودان القديم التى لا تستحق الا التشييع باللعنات ، وهل من لعنات أكثر من اجتزاء التاريخ ، وتشويهه بالابتسار المتعمد ، ثم تغافلك عما اوردناه من مراجع تدحض مراجعك ، بل وحقائق لا زالت قائمة ومعروفة للجميع تنسف تماما الادعاء بأن السيد عبدالرحمن على سبيل المثال لا يجوز وصفه تعميما بالخيانة والعمالة ، وقلنا لك أن النقاش المنطقي يحتم عليك أن تدرس (علميا ومنطقيا ) أبعاد هذه الخيانة فى معهد القرش الصناعي ، وفى بيوت الطلاب فى لندن والقاهرة ، وفى احتضانه للأدباء والفنانين والمثقفين ( ودونك السر قدور وكتاباته) ، وفى استعراض الاخ عبدالمحمود لعلاقة اسرته بالجزيرة أبا وعلاقات الانتاج التى كانت قائمة وهى التى تفيد بانتفاء مبدأ السخرة تماما ، وهي محسوسات واقعية تجاوزتها بالكامل لتدور فى فلك (لندعهم فى ضلالهم يعمهون ) و(امراض الطائفية .... البغيضة ) !!
قلت للكيك فى معرض ردك عليه ، بأنك تملك الوثائق والمراجع الكاملة ، ومتأكد تماما مما تكتب ، وانك على استعداد للاعتذار العلني فى حال تبيّن لك خطأ ما ذهبت اليه ، والحقيقة أننا لا نطالبك ابدا باعتذار ، لكنا نطالبك فى المقابل بايراد الحقائق كاملة ، ما لحزب الامة وما عليه ، فالنقد لا يعني اجتزاء التاريخ وغمط الحسنات ، والشفافية تتطلب أن نجهر بكل ما نمتلك من معلومات ، لا أن نواري بعضها ، ونفصح عن بعضها او على أسوأ تقدير ، نتعامي عن حقائق واضحة وضوح الشمس حين يوردها البعض ، وقلت أن رجال ونساء تلك الفترة كانوا ينظرون الى حزب الامة كحزب عميل ، ثم أوردت مثالا على (رجال ونساء تلك الفترة ) عبيد حاج الأمين ، وتعاميت عن دور صالح عبدالقادر أحد ثوار 24 الذى انضم تاليا لحزب الامة وناضل من اجل السودان للسودانيين ، وانضم من بعده ابنه عبدالحميد صالح لنفس الحزب ، فهل هذه هى الحقائق التى تمتلكها ، ولماذا حين لجأت الى الاستعانة بالشعر المكتوب فى تلك الفترة توقفت عند القصائد الهجائية التى كتبت عن الامام فقط ، لماذا لم تخض أكثر فى دراسة شعر الحقيبة لتحصي لنا كم قصيدة كتبت فى مدحه وذكر مناقبه ، وكم شاعر فى تلك الفترة كتب عنه بشكل ايجابي ، واوردت بأن حزب الامة نشأ على قواعد ثلاث ، الملكية فى السودان ( ولم تؤكد الى الآن مرجعيا هذه الفرية ) والعداء لمصر ، وتلك قراءة مغلوطة لسبب أن الحزب لم يعادي مصر وانما كان رافضا مبدأ الاتحاد معها ، ثم السودان للسودانيين وهو ما تحقق فعلا الا أنك حاولت طمس هذا الانجاز بالوثوب الى مغالطات بغية تأكيد أنه مبدأ مزروع بواسطة الانجليز ، واورد الاخ عبدالمحمود شهادات تاريخية حول نشأة الحزب ، وحول اختيار الاسم ، وحول السودان للسودانيين ، ودعوتك أنا لمعاينة النتائج النهائية ، هل تحقق الشعار ام لا ، ودعوتك ايضا للاعتبار بحقائق تاريخية فى الهند الغاندية ، تؤكد ان نهج حزب الامة فى الكفاح السلمي وفى القبول بالمجالس والهيئات التى اسسها الانجليز والمطالبات التدريجية بالجلاء ، لم تكن سمة لحزب الامة وحده فحزب المؤتمر الوطني فى الهند بزعامة المهاتما غاندى ، قام بنفس الخطوات ، ولم نجد مثقفا هنديا يؤاخذ غاندى او حزبه طالما ان اهداف غاندى والمؤتمر المعلنة تحققت برحيل الانجليز !!
قلت ان دعاية الانجليز للحزب ، ودعمهم له جعلت كل مثقف أمين ووطني ينأى بنفسه عن هذا الحزب (المشبوه )!!!!!!!
لن انسب اليك كلاما لم تقله ، لكن قل لى بالله ماذا يعني هذا الكلام ان لم يكن يعني تلويث سمعة كل المثقفين الذين انتسبوا للحزب فى تلك الفترة ، انها باختصار فقرة تصف المحجوب وابراهيم احمد وعبالرحمن على طه وأمين التوم ،وعبدالله عبدالرحمن نقدالله ، وصالح عبدالقادر ( احد ثوار 1924م) والصديق المهدي ( الذى كان داره لاحقا مقرا لكل الاحزاب فى اطار تنسيقها ونضالها ضد عبود ) وغيرهم من مثقفي الحزب ، بأنهم غير أمينيين وغير وطنيين ، فهل تعديت على نصوصك عزيزي عادل مرة أخري أم انني اميل الى البساطة السياسية فى قراءتي لما (فوق السطور) ؟؟
انها نية مبيتة فعلا لتقديم البديل لقوي السودان القديم ، انما بكسر عظامها اولا وطمس كل تاريخها فى وحل الخيانة والعمالة و(اللا وطنية ) !!!
وللمرة الثانية ، هى ليست مزاعم ، وانما ( ولا اعتقد ان حزب الامة سيحظي بفوز فى اى انتخابات قادمة ، وخصوصا ان هناك تنظيمات جديدة فى معقل داره مثل حركة تحرير السودان والتحالف الفيدرالي ) هذه الجملة وردت فى معرض ردك على الهادي ، اذن فان هناك هدف سياسي ، لا يتأتي الا بالتعرض لحزب الامة ودمغه بالخيانة والعمالة والتطاول على كل تاريخه وتجاوز اية اشراقة قد تلوح هنا او هناك !!!!
وفى معرض ردك على الساحر ، اتفقت معه (تماما ) فى ان حزب الامة هو (السبب الرئيس وراء معاناة اهل السودان والوضع الحالي ) ، وفى هذا التوافق مع الاخ الساحر ما يدعو فعلا للسخرية من التبسيط المخل ، والتذرع الغريب ، والنظر الى مشكلات السودان كلها من زاوية واحدة من دون اعمال المشرط التطبيبي فى جراح متخثرة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا ، كأنما كل رزايانا نعلقها على حزب الأمة ، فان قمنا بنسفه من الاساس تحقق الانجاز الاكبر فى تاريخ السودان !!
قلت انك لا تميل الى (شخصنة النقاش ) حين هممت بالرد على الاخ عبدالله الفاضل ، لكنك فى الحقيقة قمت بشخصنة النقاش معه ومع الاخت لنا مهدي ، ووجدت ذريعة جديدة للدوران حول الحوار الاساس عن حزب الامة كجسم سياسي الى التحدث عن انتماء الاخ عبدالله الفاضل والاخت لنا مهدي لآل المهدي ، وبشكل جزافي رحت تتحدث عن عبدالله الفاضل ، وسارة الفاضل ، ومبارك الفاضل ، وكنت تسوق الحجج بقناعة كبيرة وغريبة حول الأمر الى أن تبين لك لاحقا ان سارة الفاضل ليست شقيقة مبارك ، وان عبدالله لا صلة له بسارة ، فهل هذا هو خزان المعلومات حول حزب الامة ، الذى يقوم بتقديم باستنتاجات وفرضيات بناء على تشابه الاسماء فحسب من دون التيقن حتي من صحة ما يذهب اليه وبالطبع كان ذلك من اجل وصف مداخلة عبدالله بالغرض ( والقرابة) !!
وعلى العموم لابد من أن احييك على اعترافك بخطأ الخلط بين هؤلاء ، غير ان العلة تبقي قائمة بأن منهجك تعوزه الدقة ، فى ما اوردت ، فما الذى يمنع عدم الدقة من ان تتسلل الى مجمل القراءة ؟؟
وعدت عزيزي عبدالعاطي للرد على الاخ كمال عباس للتبشير برؤيتك ، فى ان البديل هو (انتماء المثقفين لاحزاب ديمقراطية جديدة ، قائمة على الفكر والمصالح المشروعة والبرامج وان ينخرط المثقفون جديا فى تلك الاحزاب بدلا من الانبطاح امام الطائفيين ) ، فهل بمثل هذه العبارات نؤسس لفهم مشترك للواقع ، ونؤسس أكثر لثقافة احترام الاختيارات واحترام الآخر بدلا من الحط من شأنه واعتباره (منبطحا) ، وهل يلزم أن يؤمن كل المثقفين السودانيين برؤيتك التى تجعل دائرة الاصلاح والتجديد والتطوير فقط محصورة ومرهونة بالمنتمين للاحزاب الجديدة ، وهل فقدنا اية قدرة على احترام المثقفين المنتسبين الى احزاب قديمة ، ويبذلون محاولات اصلاحية جادة ، لمجرد أن رؤاهم تختلف مع رؤانا ، وأنت تطرق على هذا الموضوع بشدة ، ولا تترك للآخرين مجالا لكي يواصلوا فى مسيرة الاصلاح ، وتنظر الى كل التطورات الفكرية والسياسية التى شهدها حزب الامة من زاوية انها معوجة ، ولا تمثل شيئا ، نحن نراها معوجة كذلك ، لكننا نؤمن بأنها تمثل شيئا ، وانها دفعة فى طريق الاصلاح ، وانها تعزز خطواتنا فى هذا الاتجاه ، وانت فى المقابل تنكر (زعمي بأنك تود قيادتنا فى اتجاه الاقرار بكساد البضاعة الرائجة حاليا .. الخ ) وهو حق مشروع لك ولغيرك ، شريطة أن تحترموا خياراتنا ، وأن يعد اتجاهنا الاصلاحي فى هذه الاحزاب محل ثقة ، فى حين أنك تقول (كان خير لكم كمثقفين ان تقوموا بمشروع مستقل للحداثة ) ثم من قال لك أننا كمثقفين اصلاحيين فى حزب الامة بعيدون عن الحاج وراق وحيدر ابراهيم وتلك القوي الحية التى ذكرتها ، اننا فى طور تلاقح فكري ثر مع كل هؤلاء ، ولا نميل ابدا لاحكام العزلة على انفسنا ، بل أننا نفيد جدا من النقد القيّم الذى يقدمونه تجاه حزب الامة ، ونقدك ايضا عزيزي عادل يدخل فى هذا الاطار التلاقحي الذى يفيدنا كثيرا ، وسأكون صريحا كفاية بأنني شخصيا لو شعرت فى لحظة ما بأن مشروع الاصلاح فى حزب الأمة هو عديم النفع ، وليس الا حرثا فى الهواء ، فلن اتردد ابدا فى الانضمام لأى قوى حداثية جديدة ، حق ، او الحركة الشعبية ، او التحالف الفدرالي ، او غيرها بما يتوافق مع آرائي التحديثية .
اذن من هذه القراءة الشاملة عزيزي عبدالعاطي ، هل يمكن الاستمرار فى الزعم بعدم موضوعيتي ؟؟ وهل تري فى كل كتاباتي وانتقاداتي للحزب هنا وفى الصحف السيارة ميلا لعدم الموضوعية ، الم تحو ولو قدرا ضئيلا من الموضوعية والاتجاه الاصلاحي؟
عموما فى ختام هذه المداخلة سأعتذر علنا اذا فهمت من خلال ردودى انني اتجني عليك بوضع كلام فى فمك لم تقله ، والحقيقة اننى لم اقصد ذلك أبدا ، لكن ربما هذا ما فهمته من خلال قراءة شاملة لكل الموضوع ، فعذرا عزيزي اذا لم يكن هذا مرادك ، وليستمر الحوار بأريحية ، وصدر واسع ، من دون ان نضع صورا ذهنية عن بعضنا البعض ، فستبقي صورتك دائما عندي ، صورة مثقف يرغب فعلا فى البحث عن الحقيقة ، وفى العمل جاهدا وبنبل من اجل امته وشعبه ، حتي لو كانت صورتي لديك قد اعترتها ضبابية ، فيقيني أنني الآخر ابحث عن نفس هذه المعاني والقيم ، ودمت


عزيزي كمال عباس
لى عودة للتعقيب

Post: #195
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-10-2003, 05:19 PM
Parent: #194

الحبيب الاخ عادل عبدالعاطي
عثرت على هذا المقال الذى نشر فى جريدة الحرية فى مطلع فبراير الماضي وكنت وعدت سابقا بنشر مقالات فى اتجاه الاصلاح ، وهناك مقالات اخري لم اوفق فى استخراجها من الشبكة العنكبوتية حتي الآن ، مع وعد قائم بأنها ستجد طريقها للمنبر للمناقشة لاحقا

المؤتمر العام لحزب الأمة:
الخيار الديمقراطي العسير !!

· خالد عويس
[email protected]


يستعد حزب الأمة هذه الأيام لعقد مؤتمره العام فى ظل تحديات داخلية وخارجية تحتم عليه شفافية عالية فى التعاطى مع القضايا التى ينتظر أن يناقشها المؤتمر لتجاوز حالة "التوهان" التى يعانيها منذ فترة ، ولكسر رتابة الأداء التنظيمى والمؤسسى الذى جعل الحزب متأخرا عن تحويل كمه الجماهيرى الضخم الى كيف مؤهل وقادر على التأثير على فاعليات الحزب السياسية بل والمضى قدما لاطلاق طاقات كامنة فى مجال المؤسسات المدنية التى بشّر بها مفكره الأول السيد الصادق المهدى غير أن الماكينة التنظيمية الضعيفة أقعدت الحزب عن تحقيق أىّ تقدم فى هذا الاتجاه .
والواقع أن ما يلّح على الذهن فى الظرف الراهن هو أن يكتسب حزب الأمة تجربة جديدة فى النقد الذاتى الصارم والمراجعات الأمينة لتطال كل تاريخه وقياداته لتقويم مغالطات تاريخية حاقت بمسيرته ، فالقيادة الحالية لابد أن تحاسب على التقصير الذى أودى بحكومتين منتخبتين نتيجة لخلل اختيار الكوادر وغياب "قرون الاستشعار" وضعف كفاءة ادارة الأزمات فى أثناء تسلم الحزب مقاليد القيادة السياسية فى السودان ، علاوة على السلحفائية التى صبغت الاداء التنظيمى والآفاق المسدودة نتيجة بقاء قيادات بعينها فى المكتب السياسى لثلاثة عقود متواصلة ما يخالف حتما منطق التاريخ والتقدم ويحصر الصراع الطبيعى داخل الحزب فى نواحى جهوية وقبلية متخلفة لانعدام فرص بذل طروحات سياسية وفكرية جديدة تضخ الدماء فى شرايين الحزب التى تيبست ، ولابد من محاسبة القيادة على انغماسها فى صراعات جهوية واقليمية أدت لتشظى الحزب وخلقت تكتلات مرفوضة تجافى التطور والنزعة القومية الواجبة ، ولابد من مساءلتها على اجترارها المدونات النظرية للسيد الصادق المهدى من دون أن تبذل جهدا واضحا فى اتجاه قولبة فكر وسطى يتناول الجوانب الأخرى التى يتوجب اكمالها فى كتب السيد المهدى ، علاوة على تقصيرها فى تأسيس منظمات مدنية تستوعب الطاقات الهادرة لجماهير الحزب وتفعيلها فى حقول أخرى غير السياسة اضافة الى أنها عبثت بمقدرات الحركة الطلابية والشباب وقادتهم الى مستنقع النزاعات التقليدية القديمة وهذا خلل يتحمل الطلاب والشباب جزء منه كونهم يمثلون جيلا جديدا للاصلاح ما كان ينبغى له أن ينقاد لهكذا صراعات ، لكن الواجب يقتضى كذلك بانصاف القيادة الحالية فى بعض الجوانب اذ أنها حافظت على الخيار الديمقراطى للحزب فى مجال المشاركة السياسية ناهيك عن أنها أستطاعت الامساك بخيوط العمل المدنى من دون أن تجر رجل الحزب لدوامة العنف التى أقعدت مجتمعات أخرى فى الشرق الأوسط . ويحمد لرئيس الحزب بالذات تمسكه بالخيار المدنى فى المطالبة بالحقوق السياسية واستبعاده خيارات العنف وحضوره المميز على مستوى الساحات الفكرية والسياسية والإعلامية، غير أن جهده ظلّ مبتورا في ظل آلة حزبية كسيحة تجتر مقولاته ولا تعمد إلى مجاراة ما يطرح من أفكار إلى درجة أصبح معها المتأمل لحال الحزب يستشعر ديكتاتورية لزعيم أوحد يناضل في مجال الفكر ويناور في مجال السياسة ويكافح إعلاميا مؤديا الوظائف كافة وجاعلا من نفسه مؤسسة كاملة حلت محل المؤسسة الحزبية لأنها ببساطة غير موجودة ولأن المحيطين بالسيد المهدى أكتفوا بأداء أدوار هامشية محدودة ولم يتجرأوا البتة على اطلاق مبادرات كان يمليها التاريخ ولم يطوروا آليات النقد الذاتى بحق زعيم الحزب وبحق مسيرة الحزب ، وبطبيعة الحال فان الحاجة أضحت ماسة لإعادة النظر في الهياكل القيادية التي تشرف على الحزب وتفعيل الأطر الرقابية "الجماهيرية" التي تمكن من إقصاء العناصر الضعيفة وفقا لآلية ديمقراطية تسلط سيفا على التهاون والاسترخاء الممل الذي يمارسه بعض القياديين على مقاعد محجوزة منذ 30 سنة ، والواقع أن ما قرره د. عمر نور الدائم عن عزمه اعتزال القيادة هو قرار يجد الترحيب والمباركة ويدعونا لدعوة مجايليه جملة من الشيوخ في القيادة للاكتفاء بالفترات الطويلة التي أمضوها وجعلت من الأجيال اللاحقة أجيال " محنطة" في وضع الصفوف الثانية والثالثة بل واستلاف آليات الصراع القديم بكاملها والتمحور حول قيادات جهوية أو مسنودة بالمال في انتظار الوثوب إلى الصف الأول والغريب أنه بالنظر إلى الذهنية التي تحكم الصراعات وأسس الترقي في داخل الحزب، يلاحظ أن العقلية التي تسترشد بها الأجيال اللاحقة هي ذاتها التي طبعت الحزب بطابعها منذ 30 سنة وانه ما من فارق كبير بين شيخ في الستين وشاب في العشرين نظرا لأن أدوات الصراع لم تتطور واستند الجميع إلى مرجعية فكرية اكتسبت نوعا من القداسة تلك هي التي يطرحها زعيم الحزب ، والأغرب من ذلك أن الحراك الفكري والسياسي لزعيم الحزب أكثر حداثة وعصرانية وتقدمية من أغلب الشباب الذين ظهرت بينهم بوادر صحية في العمل السياسي والميدان الفكري في اتجاه الإصلاح ما لبثت أن دجنت لجهة المؤسسة القديمة وعاد صراع المصالح والمحاور المعروفة ليحدث التفافات واسعة نشأت معها جملة انهيارات وتراجعات خطيرة وسط الشباب وكان مؤداها انحسار الظاهرة الصحية التي كانت تحسب للمؤسسية والبناء التنظيمي ونكران الذات ، وبقدر لومى للشباب أجد "الكبار" متورطين إلى درجة خيانة مصالح الحزب في استمالة الشباب وترغيبهم في المحاور القديمة حفاظا على المصالح الذاتية واستباقا لثورة هائلة كان من الممكن إحداثها بواسطة أجيال جديدة ضخت دماء صحية في شرايين الحزب ثم ما لبث أن تراجع اتجاه الاصلاح لتفرخ ظروف بعينها بيئة ملائمة للتدجين والسلحفائية والقصور الفكرى .
الامتحان الديمقراطي الذي سيخوضه حزب الأمة لن يكون سهلا، فالمرجعية المدنية التي اعتمدها الحزب تحتم عليه أن يكون مؤسسة مدنية ترفد الحياة السياسية السودانية بمرئيات مغايرة على المستوى النظري وتغذيه بتجربة ثرة على مستوى التطبيق العملي وهو الأصعب وكنت تطرقت لهذا الأمر في مجال نقدي لأطروحة الدولة المدنية في سلسلة مقالات نشرتها قبل عام جريدة "الزمان" اللندنية ولفتّ من خلالها إلى حجم التناقض بين تقدمية الدولة المدنية كأطروحة نظرية والواقع التقليدي المتخلف الذي يعانيه الحزب على مستوى المؤسسة وعجزه عن المضي قدما في تأسيس نفسه كمنظمة سياسية مدنية معنية بتعميق ثقافة الديمقراطية والسلام ونازعة إلى تكوين روافد ثقافية ومنظمات مختلفة في إطار المجتمع المدني ، بل وعاجزة عن تحويل الكم إلى كيف ، وليس بالضرورة أن يشرع زعيم الحزب هياكل وآليات مرتكزات العمل المدني ، فالحزب في حاجة لمبادرات فردية وجماعية إبداعية تنمى اتجاهات التفكير الحر وتخترق جدار الكاريزما الموّظفة سلبيا لاقعاد المؤسسية وتنشّط القدرات لاستقطاب جهد جماعي يضع حزب الأمة فى اطار مقدراته الحقيقية .
من ناحية أخرى تطرح قضية الامامة التى حسمت مؤخرا بالانتخاب اشكالات حادة ليس على مستوى الأسرة المهدية فحسب وانما على مستوى أهم وهو قدرة الحزب بعد تجديده أو "تمسكه" بطابعه الطائفى المنغلق نوعا ما على حوار الفئات الأخرى واستطاعته تشكيل ملامح حداثية فى هذا الواقع ، اضافة الى قداسة الامامة لدى الأنصار بما يتقاطع مع مقتضيات الحراك السياسى وفرص "الرأى والرأى الآخر" فهل بالامكان معارضة رأى الامام الذى هو زعيم الحزب وكيف يحل السيد الصادق المهدى التناقضات بين القداسة التى يفرضها المنصب الدينى ومقتضيات تفكيك القداسة و"الكاريزما" السياسى التى يحتمها الحراك السياسى والمتطلبات الحداثية ؟!
أما الانتقادات التى وجهتها أطراف فى أسرة المهدى فى أعقاب انتخاب السيد الصادق اماما للأنصار فأيا كانت الاعتراضات على النواحى الاجرائية فان ذلك للحقيقة والتاريخ لا يضع تلك الأطراف فى مجال مقارنة مع الرجل فى هذا المضمار بالذات ، ويبدو أن بعض لا زالوا يعيشون فى كهوف التاريخ ويحسبون أن شرف الانتماء لبيت المهدى وحده سيضعهم فى مصاف فكرية رفيعة كالتى يتمتع بها رجل استطاع أن يحرك الركود الفكرى وتمكن من أن يواكب المستجدات على مختلف الصعد وكفى به مشاركته القيّمة فى الورشة الفكرية التى دعت لها مؤسسة الفكر العربى مؤخرا فى القاهرة ، وسفره " جدلية الأصل والعصر" الذى طرح فى وقت أضحت فيه الحاجة ماسة ومحسوسة لاجراء مراجعات معمقة للفكر الاسلامى وقدرته على التوائم مع العصر ومتغيراته ، فماذا كان سيفعل هؤلاء فى القاهرة باسم الأنصار سوى اجادة وضع العمائم على الرؤوس والتهيوء للكاميرات ؟
ثم ان الامامة ستتقاطع من ناحية ثانية مع مؤسسية الأنصار التى ترقت مؤخرا وأضحت منظمة دينية تعتمد نهجا مؤسسيا ومنضبطا بشكل جعل منها أكثر تأثيرا وديناميكية من الحزب فما هى السقوف التى ستحكم امام الأنصار وهل سيكون بمثابة مرجعية فقهية وتكملة للبناء القيادى داخل كيان الأنصار أم ستلقى الامامة بظلالها على العملية السياسية وتجعل من رأى الامام رأيا فصلا لا يقبل النقض ؟! والحقيقة اننى استمتعت الى السيد الصادق المهدى بعد اختياره اماما للأنصار _ عبر قناة الجزيرة _ غير أن ما قاله _ وهو كلام مختصر _ لا يوفر التطمينات اللازمة والمسألة برمتها فى حاجة لحوارات أكثر حول تقاطعات الامامة مع القيادة السياسية التى ينبغى أن يعاد النظر فى وضعها وأطرها .
ليس المطلوب أن يجتمع الناس غداة المؤتمر للاستماع إلى خطب إنشائية تقرر الواقع وتحسّن صورته، وليس المطلوب أن يستقبل القادة بالتصفيق والهتافات وحشد مظاهر القوة والجماهيرية، وليس المطلوب أن تؤثر الأحداث والانشقاقات الأخيرة على مجريات المؤتمر فالواجب أن يكون المؤتمر نقطة انطلاقة لمسيرة علمية وحداثية يخطو بها حزب الأمة نحو آفاق أرحب وهو يضع بالاعتبار نقاط في غاية الأهمية يمكن تلخيصها في الآتي:
أولا: أن تنبري الأوراق المقدمة لمشكلات الحزب المزمنة بالنقد الصارم والتقويم بقصد مواكبة تطلعات الجماهير والتنبه لمجريات الأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة التي لن يكون السودان معزولا عن نتائجها، وأن تتصدى بالدراسة لظاهرات مستفحلة وجب أن تستأصل أهل الحزب أدرى بها .
ثانيا: ينبغي أن يراجع أداء القيادة مراجعة منصفة بدء من تكريس عزلة الحزب عن المثقفين وعجزه عن استقطاب القوى الجنوبية ما يضع علامات استفهام كبرى ويشكك فى قوميته المفترضة، مرورا بمحطات تاريخية لابد أن تفحص بعناية بما فيها أخطاء الحزب أثناء مايو والديمقراطية الثالثة نهاية بفترة الإنقاذ ، اضافة لرد الاعتبار للسيد محمد أحمد محجوب كمثقف مستنير وقيادى بارز حاق به تجاهل رهيب من قبل حزب الأمة علاوة على مراجعة شاملة لحقبة الاستقلال وأخطاء الحزب خلالها متمثلة فى تسليم الحكم للعسكر فى 1958م والتراجع عن الالتزامات السياسية تجاه الجنوبيين ما خلف أزمة السودان فى جنوبه .
ثالثا: حسم قضايا التمويل والإعلام والاتجاه لوضع خطط علمية استراتيجية فيما يختص بهما .
رابعا: توجيه الصراع ليتخذ إطارا فكريا عوضا عن تلبسه الحالات العرقية والجهوية في كل مرة.
خامسا: مناقشة قضية الجهوية مناقشة مستفيضة وتوجيه اللوم لمن قاد التمحورات الجهوية ولا أخال أن الأسماء المتورطة بعيدة عن بال من سيقدمون أوراق أثناء مداولات المؤتمر.
سادسا: تشكيل هيئة تعنى بالدراسات في كل الجوانب وتلتفت للشأن الاستراتيجي كأهم شأن ينبغي أن تركز عليه مؤسسة سياسية عصرانية لمواجهة التحديات المستقبلية المتوقعة وكسر قوقعة التفكير المرحلي.
سابعا: العناية بتأهيل الكوادر في مختلف المجالات وتخصيص جزء من ميزانية الحزب لابتعاث كوادر وتأهيلها في الخارج علاوة على توجيه أقصى اهتمام للجانب الاعلامى كأهم جانب يحكم الصراعات الداخلية و الإقليمية والدولية في عالم اليوم.
ثامنا: العناية بتأسيس مراكز ثقافية ومؤسسات منفصلة تعنى بشؤون المجتمع المدني وثقافة السلام، إضافة للاهتمام الذي يجب أن يوجه للقطاعات الحيوية في المجتمع وخاصة الطلاب والمرأة .
تاسعا: اختيار قيادة جديدة ومؤهلة لا تقوم على الترضيات والبيوتات والجهوية بقدر تمتعها بحس وطني وقومي يتلاءم مع المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد.
عاشرا : تصفية الجيوب الطائفية والصبغة السياسية التى تحول دون انخراط شرائح كثيرة فى جسم الحزب .
فهل سيثمر مؤتمر حزب الأمة عن بشارات بقدرة الأحزاب السودانية على التجديد والتقدم، أم سيكون مهرجانا خطابيا ومناسبة لإظهار العضلات وإطلاق بالونات سياسية في الهواء من دون تحقيق نتيجة واحدة مرجوة ؟
على حزب الأمة وهو يستعد لهذه المناسبة الكبيرة أن يضع بعين الاعتبار أن نتيجة هذا المؤتمر ستترتب عليها تحولات في السياسة السودانية بكاملها، علاوة على قدرة الخطاب السياسي لحزب الأمة على طرح مرئيات جديدة والوصول إلى شرائح أكبر وتوسيع قاعدته الجماهيرية وفق ديناميكية جديدة توفرها مقدرات تضخها الأفكار والدماء الجدية، فهل سيكون حزب الأمة على قدر التحدي والحوار الديمقراطي ليجعل من تجربته في المؤتمر مفتاحا سحريا لتغييرات واسعة في الساحة السياسية أم ستتمكن "الدماء القديمة" من حقن المستقبل برؤاها لتعطل حركة التطور ؟

· كاتب وصحفي سوداني مقيم في الرياض




واتمني ان يجد المقال حظه من الجدل والنقاش هنا كما وجده فى الاوساط الداخلية لحزب الامة

Post: #196
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Deng
Date: 05-10-2003, 05:24 PM
Parent: #1

للجميع.

ويبقى السؤال الأهم هنا, هل التغير الذي تم مؤخرا في حزب الأمة قد يغير الأوضاع داخل الحزب أم سوف يواصل الصادق المهدي العك السياسي الذي أتبعه منذ نشأته؟

Deng.

Post: #197
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-10-2003, 05:33 PM
Parent: #196

مرة اخري الحبيب عادل عبدالعاطي ، هذا هو الفصل الأول من كتاب لى لا زال فى طور الاعداد والكتابة ، اسمه ( السودان : اختلال البني وامكانية الحداثة) ، اتمني ان اجد طريقي قريبا الى خارج السعودية لأتمكن من استكمال فصوله ، لأنني عاجز عن استكمالها هنا لأسباب مزاجية بحتة ، ورأيت ضرورة نشر هذا الفصل هنا ، للتدليل على رؤيتي الشمولية للأزمة ، وانني احاول قدر الامكان اضافة شيء من موقعي السياسي وموقعي الثقافي ، وأحاول قدر الامكان الى توجيه نقد ذاتي معمّق لمختلف أوجه النشاطات السودانية ، وفى الفصول اللاحقة التى نشر جزء منها فى صحيفة الزمان ، ركّزت على نقد صارم لحزب الأمة ، والمقالات موجودة بحوزتي ، غير انها طويلة جدا ، وأخشي انني لا استطيع اعادة كتابتها الآن هنا ، لضياعها من جهاز الكمبيوتر واحتفاظي فقط بارشيف الصحيفة ( الزمان) على انني سأحاول وسعي لأجل نشرها هنا لتجد حظها من النقد والملاحظات ، واتمني ان احصل ايضا على ملاحظاتكم انت والاخ كمال عباس على هذين المقالين فى ما يتعلق بدور حزب الأمة فى هذه القضايا ، ليس ما يخص السياسة وحدها وانما الاجتماع والثقافة كذلك ، من اجل ان تتسع الرؤية وتحدث التلاقحات المطلوبة لتكوين رأي سياسي وثقافي معمّق حيال دور الحزب فى هذه القضايا ، مع اعتذاري المسبق عن الاطالة



الأبعاد الثقافية للأزمة السودانية



افتراضات كثيرة وجدت طريقها إلي الواقع السوداني في أعقاب توقيع تفاهم ضاحية مشاكوس قرب العاصمة الكينية نيروبي، إذ فتح التفاهم الباب علي مصراعيه أمام خيار الانفصال الأمر الذي دفع أطراف سودانية وعربية عدة لطرح تخوّفات خشية أن يؤدي انفصال جنوب السودان إلي نتائج وخيمة، أولي هذه النتائج ما سيواجهه الأمن القومي العربي من تحديات نظرا لحساسية العوامل الجيوسياسية في السودان والبعد المائي المهم الذي سيضع مصالح مصر العليا في مهب الرياح، وثانيها أن السماح بانفصال الجنوب سيشجع اثنيات أخري في القارة الأفريقية والعالم العربي علي المطالبة بالانفصال الشيء الذي سيكون مدعاة لتقسيمات مستقبلية في المنطقة، وثالثها أن الانفصال سيؤدي إلي إضعاف السودان وإهدار قدراته الاقتصادية التي يستمد بعضها من الجنوب علاوة علي التنازع الحاصل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية علي مناطق إضافية تتعدي الحدود المعروفة لعام 1956م !
وفي واقع الأمر فان الناظر بعمق إلي الأزمة السودانية سيجد أنها تأسست تراكميا علي أخطاء تاريخية ارتكبها الساسة في الشمال والجنوب أدت لإفراغ شعار "الوحدة الوطنية" من مضامينه، فالأحزاب السودانية كلها انحرفت عن مساراتها القومية لتحصر رؤاها الفكرية ومناوراتها السياسية في إطار إقليمي ضيّق، وعازلة "الآخر" عن المشاركة الفعلية في الفاعلية السياسية بما يخدم خط الوحدة ويرسّخ القناعات الايجابية بجدواها.
يصعب الجزم قطعا بأن الكيانات الاثنية والجهوية في السودان حظت بذات القدر من تكافؤ الفرص والتذويب الكامل في النسيج القومي، عدا عن أن التاريخ السوداني بتشوهاته رفد التجربة المعاصرة بعناصر خلل أدامت وجودها في الحاضر السياسي والاجتماعي، وغذته بعوامل التفريق، ما يلزم إعادة النظر في كثير من مدوّنات التاريخ وكيفية النظر إليه، إذ لطالما عني السودانيون عناية فائقة بترسيم تاريخهم علي نحو متشظ ولم يتناولوه بمعايير نقدية تجافي النزعات المذهبية والاثنية والسياسية إلا فيما ندر، وواقع الأمر فان الأمر يتطلب قدرا من الجرأة و"الشفافية" في نقد الشخوص التاريخية وإبانة أدوارها في استفحال الأزمة، بيد أن الجهود السياسية اتجهت إلي تبرئة التاريخ من أوجه الخلل، فالذين وجهوا عنايتهم إلي تحقيق مطلب الاستقلال لم يعملوا علي وضع مشروع استراتيجي للسودان يعقب مرحلة استقلاله عن بريطانيا، ورغم أن جهودهم الجبارة أثمرت عن ميلاد الدولة السودانية الحديثة، إلا أن غياب المنهج الاستراتيجي أجهض تجربة المجتمع المدني بعد عامين فقط وهي ردة تاريخية يحاسب عليها "حزب الأمة" الذي فتح الباب واسعا أمام استدراج المؤسسة العسكرية للعبة السياسة السودانية، الأمر الذي جعلته الكيانات السياسية ديدنا لها وهي تقلّص المساحات المدنية وتسمح بإقحام العسكر في السلطة، ما أدي تاليا إلي إجهاض المشروع المدني بكامله في ضوء إقدام الحزب الشيوعي السوداني علي الإطاحة بالحكومة المنتخبة في مايو 1969م كنتيجة لمحاولات تغييبه عن ساحة العمل السياسي الجماهيري والتحرش به قضائيا ودستوريا، ثم عنّ للجبهة الإسلامية القومية فعل نفس الشيء في يونية 1989م، وكانت اللعبة في معظمها تدار من قبل اثنيات محددة أعطت لنفسها الحق في تداول السلطة في ما بينها عازلة الآخر وواصفة محاولاته للترقي بأنها " محاولات عنصرية" وهو أمر أكدّه الأب فيليب عباس غبوش رئيس الحزب القومي السوداني في ندوة له بعد منتصف الثمانينات في الخرطوم بعد أن اتهمت مجموعة من العسكريين تنتمي إلي منطقة جبال النوبة بالتخطيط لانقلاب عسكري، والحقيقة أن الشعور بالتهميش _ الذي وضح في خطاب غبوش _ لا ينحصر في جبال النوبة أو الجنوب فحسب، إنما يشمل مناطق كثيرة كجبال الأنقسنا شرقي السودان، والبجة في الشرق، بل أن عناصر شمالية من المجموعات الاثنية المتهمة بالهيمنة تشعر بأنها مبعدة عن لعب أي دور وأن مناطق بأكملها في شمال السودان لم تحظ بالخدمات الأساسية اللازمة !!
تعمّقت في السنوات الأخيرة رؤى تميل إلي تقسيم السودان إلي "مركز" و"هامش"، فالمركز بحسب هؤلاء يحتكر السلطة والثروة ويهيمن علي الخطاب الثقافي في السودان، ويديم نسقه القائم علي البعد العروبي الإسلامي بالتشديد علي والتمسك بسلطته (السياسية _ الثقافية _ الاجتماعية _ والدينية ) الأمر الذي يجعل المواجهة حتمية بين الهوّيات السودانية المتشاكلة بين عربية _ إسلامية وأفريقانية وسودانوية. بلغت المواجهة ذروتها بوصول الإسلام الراديكالي إلي السلطة صبيحة الجمعة 30 يونية 1989م، إذ تراجع المشروع القومي بكامله لجهة "المشروع الحضاري" القائم علي أسس دينية وثقافة أحادية في ظل مجتمع متعدد !
وكانت أوضح صورة للاختلاف البائن بين الثقافات متمثلة بتحوّل الحرب من مواجهة سياسية إلي مواجهة دينية استتبعت تصعيدا في النبرات الثقافية والاثنية والمجتمعية وأحدثت شروخ في جدار الوحدة الوطنية بحسبان أن إطار الدولة التي حددته الإنقاذ، طارد للعناصر الأفريقية والمسيحية !
في المقابل، فان خطاب النخب السياسية الجنوبية لم يخل من إقصاء للآخر متمثلا بالثقافتين العربية والإسلامية، ولم يتجرد من مقابلة بعض المصطلحات المهينة في الشمال من شاكلة "عبد" و"خادم" بمصطلحات "مندكرو" و" وأولاد عرب" وغيرها من النعوت التي تعمّق مدلولات سالبة تهدم الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء لسودان يسع الجميع !!





عرضنا في الجزء الأول إلي المركز والهامش، فالمهمشون في السودان تعمّق لديهم شعور بالعزلة الاقتصادية والسياسية وأن ثقافتهم تم تذويبها لجهة المركز الذي استأثر بالسلطة والثروة، لكن مفهوم "المركز" بحد ذاته يجر إلي طرح إشكالية أخري، فالمركز بمعناه الجغرافي يعني أواسط السودان وشماله، وبمعناه الثقافي يشمل شرائح مقدرة من غرب البلاد سماتها الثقافية العربية أشد وضوحا من بعض مناطق الشمال ذات النسق الثقافي الهجين بين "النوبية" و"العربية"، بل أن العجمة التي يتميز بها لسان أهل الشمال علاوة علي مظاهر الحضارات القديمة التي لا زالت تميّز ثقافتهم تدلل بوضوح إلي حجم التهميش الذي يعانون منه، وقدر لمثقفين جنوبيين أن يكونوا جزء من " نخبة المركز"، فكيف يصح الافتراض بأن النظرة الحالية للمركز والهامش هي محل ثقة ؟
الواقع أن النخب السودانية هي التي تشكل "المركز" ارتهانا لمصالح أملت عليها إنشاء تحالف تاريخي دجّن السودان في إطار ثقافة فرضت آلياتها من خلال السلطة والثروة واستوعب مجاميع ثقافية محددة، بيد أن تلك الثقافة استندت إلي النسق الثقافي لوسط السودان وشماله من دون الأخذ بالاعتبار تباين الثقافات حتى في المنطقة الجغرافية التي اعتمدتها كثقافة للسودان، والحقيقة أن تلك النخب لم تع خطورة عزل الثقافات الأخرى وتطويعها لصالح ثقافة أحادية علي وحدة السودان القائمة علي التنوع.
بعض يميلون إلي تفسير الوحدة علي أنها وحدة جغرافية تبقي علي كامل التراب السوداني، غير أن الوحدة لا يمكن ابتسارها في معني جغرافي ضيّق لا يحيط بالعناصر الدينية والثقافية والمجتمعية، لكن في الوقت ذاته فان النخبة السودانية المتحالفة استلفت ثقافة الوسط للتعبير عن قومية مصطنعة تواري بها نزعتها الأحادية، ولعل الحكم بهذه الغلظة لا يكون دقيقا إذا ملنا لمحاكمة النخبة بناء علي حيثيات تورطها في تعمد إقصاء الثقافات الأخرى، ففي الواقع أدت جملة اختلالات في النسيج الاجتماعي السوداني إلي سيادة تلك الثقافة و"قمعها" الثقافات الأخرى، ولا يمكن تبرئة الشرائح المجتمعية المستندة إلي القبيلة والجهة من مآلات الحراك المجتمعي والثقافي في السودان، بل أن النسيج القومي بكامله لا زال يعاني هشاشة واضحة دفعت المجاميع المختلفة إلي التحصن خلف لافتات القبائل والجهات ولم يقو الشعور القومي علي مغالبة التشظيات حتي داخل الكيانات السياسية التي نشأت في مبتدأها أكثر قومية مما هي عليه الآن.
تطالب مجاميع ثقافية مختلفة بحقها في التعبير عن نفسها ورفع الغطاء الثقافي " الإسلامي العروبي" الذي يكبح نموها في السودان، ويمنع ملاقحاتها المثمرة، ويذهب بعض بعيدا في المطالبة بإزاحة النسق العروبي بكامله لجهة اعتماد ثقافة أو "مجموعة ثقافات افريقية" بحتة، ويبدو الصراع وكأنه اعتمد آلية ديكتاتورية لفصل الثقافات السودانية ومنازعاتها لتسيّد المشهد السوداني من دون الأخذ في الاعتبار ضرورات إفساح المجال لخيار عقلاني يتمثل بحوار الثقافات وتصالحها واكتشاف تأريخها المتلاقح في السودان وإمكانية أن تسود السودان ثقافات متعددة تعبر من خلال مجاميعها المتباينة عن ثقافة سودانية ذات ملمح متعدد يعبّر عن " كل السودان" بدون اختزال معني الثقافة السودانية في الماعون العربي أو الأفريقي.
انفجار الصراع في 1955م لم يكن متولدا عن الشعور بالغبن الذي يحس به الجنوبيون فحسب، إنما مورس قدر من التهميش بحق الجنوبيين أثناء تأسيس الدولة السودانية المستقلة ولم يكن الساسة الجنوبيون مشمولون في المحادثات التي أجرتها الكيانات السياسية الشمالية مع حكومتي بريطانيا ومصر، والواقع أن السياسة التي استخدمها البريطانيون بقفل المناطق الجنوبية من البلاد في وجه الشماليين، قوّت التنافر الذي ارتهن بالأساس إلي مأزق تاريخ الرق والعبودية رغم أنها ممارسات صبغت القبائل المنيعة في الشمال والجنوب علي حد سواء، "أورد البروفسير محمد عمر بشير في كتابه The Southern Sudan: Background to conflict حقائق عن اعتداءات أوقعتها قبائل كبيرة في الجنوب علي قبائل أصغر"، وتتخوّف ذات القبائل حاليا من أن أيّ خطوة انفصالية في السودان ستوقع بها أذي غير محدود، فالاستعلاء العرقي والثقافي لا يسم تعامل الشمال بالجنوب وحده، إنما يشكّل أساس لتعامل قبائل جنوبية تجاه أخري أيضا !!
اذن ، فان الأمانة الأخلاقية تقتضى الاعتراف بالحاجة السودانية العارمة الى اجراء اصلاحات لا تطال السياسة وحدها وانما تطال كل بنيتنا الاجتماعية والثقافية والمعرفية استجابة لمنطق التطور الطبيعى ولابد من تلمس دروب المستقبل وفق رؤية متعمقة تعالج خلل الشخصية الجمعية المنسحب على مجاميعنا الاثنية والثقافية والسياسية نشدانا لمجتمع مدنى يتأسس على غير المغالبة وعلى دعائم تستبعد تماما ثقافة العنف والقهر وتحل محلها ثقافة الحوار الحقيقى وتسعى لتأمين مؤسسات مدنية مقتدرة تحفر فى المرئيات الفكرية والسياسية لازالة التناقضات التى تغشى حياتنا المعاصرة وتجعلها محصنة فى تجاويف النزعات الماضوية والمحافظة السمجة على عناصر ثقافية ومعرفية ما عادت تقوى على البقاء فى واقع العصر الحالى ، فالديمقراطيات السابقة لم تكن الا ميدانا للحرث السياسى فحسب ولم تتجه لتجذير الوعى الديمقراطى والحقوقى والحوار بنواحيه المختلفة ، والفرد السودانى لا تزيد عنده ثقافة الديمقراطية عن سلوك القطيع الذى يمارس أمام صناديق الاقتراع من دون ايمان راسخ بحقوقه وحقوق "الآخر" والثقافة المدنية التى ينبغى أن تسود .



حقائب المفاوضات والتركة التاريخية الثقيلة

لا يمكن قطعا لأيّ باحث أو كاتب مهتم بالشأن السوداني اقصاء عناصر الاشعال التي قادت تدريجيا لأن تكون الأزمة السودانية عصيّة علي الحل الي هذا الحد ، والواقع أنه لا يمكن تبرئة الواقع السوداني ولا الجغرافية السياسية المحيطة به من تداعيات الأزمة ، ثمة ملاحظات تتبادر الي الذهن حين الشروع في دراسة هذا النوع من الأزمات المزمنة .
الأبعاد التاريخية التي القت بظلالها الكثيفة علي طبيعة العلاقات في المجتمع السوداني ، هشاشة التكوين القومي وحداثة الدولة ، الجذران العرقيان الاساسيان في السودان اللذان استتبعا التفافات ثقافية ودينية أفضت الي نشوء محورين متصارعين ، دور النخب السياسية والثقافية في الشمال والجنوب في تذويب أو (تعميق) النعرات العنصرية والجهوية ، طبيعة التعاطي و(الايمان) بالديمقراطية المتناسلة من الاسرة والمدرسة وصولا الي الانسجة السياسية والثقافية ، وتجذّر ثقافة حقوق الانسان بمعانيها العميقة التي تتجاوز المحكيات والمأثورات السياسية الي نزعة قومية ملتزمة بحقوق الانسان فعلا ، المدوّنات التاريخية ومدي شمولها للحقب التاريخية كافة لإبانة الملامح الكاملة ل(شخصية السودان) ، مسألة الهوّية والتساؤلات المتعلقة بها ، الروافد الخارجية التي غذت الصراع ، المرارات التي خلّفتها الممارسة السياسية والاجتماعية الخاطئة بحق المجاميع المهمشة ، قسمة السلطة والثروة ، التركيبة السياسية وأشكال الانتماء البدائية التي أفرغت الكيانات السياسية من مضامينها القومية الرامية الي اقرار حالة من الانتماء القومي ، الخلل التربوي المتمثل في ثقافة تقوم علي التفرقة والتمييز ، كلها _ الي جانب غيرها _ عوامل تتطلب بحوث معمّقة ونقدا سياسيا واجتماعيا علي نحو صارم يهدم الأنساق القديمة ، ويؤسس لمجتمع حديث قائم علي معادلة التعدد ، وحق المجموعات كافة في التعبير عن نفسها بآليات حضارية .
لكن الوصول الي هذا المستوي الحضاري الذي نطمح اليه يحتاج وقفة طويلة مع النفس ، ومراجعات ذات شروط محددة تلغي ذهنية التفوق والامتياز لجهة أن يستنهض جانب الشفافية والاعتراف بالارث الثقيل من التقاليد والمرئيات التي أقعدت مجتمعنا عن النهوض ، وجعلته مجتمعا أسيرا لتاريخ مشوّه ينبغي أن نتداركه .
السودانيون مدعوون بطبيعة الحال الي القفز علي النسق الذي رسّخ ثقافة الكراهية و"العنف" و" عقدة التفوق" ، الي نموذج يقوم بالأساس علي اعتراف صادق بالدور الجماعي الذي لعبه الجميع في الشمال والجنوب وأدي لأن نقف الآن في مواجهة تحدي الانفصال ، الذي لن تنحصر آثاره في الخسارة الجغرافية والديمغرافية أو حتي ثروات الجنوب كما ينظر بعض الي الأمر من زاوية المصالح ، انما تتعدي الآثار الي خلخلة نفسية واجتماعية وسياسية يصعب التغلب عليها ، وستنشأ جملة مشكلات جديدة ومستحدثة في أعقاب الانفصال .
لن أخوض في تعقب التاريخ واعادة المكرورات حوله باستتباع المعاهدات المختلفة والاتفاقات التي انفرط عقدها قبل أن يجف حبرها ، لأن الواقع يقول بأن معظم الاتفاقات كانت "صفقات" سياسية لدعم موقف أو مساندة نظام أو ترضية فصيل جنوبي ، في حين أن الأزمة تجبرنا علي وضع أصابعنا علي موضع الجرح المتخثر في طول الوطن وعرضه ، وتلزمنا بأن نكف عن المناورات والتكسب الرخيص الذي يدفع ثمنه أبرياء في الجنوب والشمال ، وأجد نفسي مضطرا لأن أجهر بأن السياسة السودانية تخلو من البعد الانساني ، وهذا ينطبق علي الجميع ، لأن محصلة الاستنزاف البشري والمادي طيلة خمسين عاما لم تدفع واحدا منا للاعتراف بخطئه ، بل علي العكس ، يتجرأ الجميع ساسة ومثقفون علي طرح دفوعات مستميتة عن مواقف مخزية ، ولابد من التأكيد علي أننا (كلنا) كنا ولا زلنا جلادين لأطفال الجنوب ، وأجد من المخزي أن يقدم (كيفن كارتر) مصور وكالة رويترز للأنباء علي الانتحار بعد مضي شهور معدودة علي التقاطه صورة لطفل (سوداني) يزحف منهكا في اتجاه مخيم للأغذية يتعقبه نسر في انتظار مأدبة (انسانية) في 1994م في حين عجز مثقفونا وساستنا وحتي شارعنا السوداني عن المطالبة بوقف الحرب وانقاذ اطفال الجنوب مهما كان الثمن ، وأيا كانت التضحيات ، فالساسة مشغولون بصراع السلطة والنخب معنية باستنزاف كل طاقات الوطن لمصلحتها ، والشارع السوداني يجد في ارتفاع أسعار الخبز والوقود ذرائع كافية للتظاهر والصدام ( في ما يسمي ثورة!!) ولا يجد مسوغا واحدا في فناء 2 مليون نسمة للضغط علي الاطراف كافة من أجل وقف الحرب .
هل نتهم الساسة وحدهم بالعجز في هذه الحالة ؟
هل تحرك منبر سوداني واحد من أجل انقاذ أطفال السودان ؟
هل تدفقنا الي الشارع مرة واحدة من أجل معني واحد يطابق (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان) ؟
علام التشدق بريادتنا ومدائننا الفاضلة اذن ؟
هل نجد الجرأة الكافية للاعتراف بأننا نتشدق بالمساواة في حين أن صالونات النخب الشمالية تعج بالتوصيفات المخزية لأهل الجنوب علي شاكلة (عبيد) و(خدم) ؟
وهل يجد الجنوبيون الجرأة الكافية للتخلص من ارث توصيفاتهم للشماليين ب( مندكرو) و(أولاد عرب) وهل يجدون الجرأة في الاعتراف بأن مناطق كاملة في أرجاء السودان المختلفة عانت تجاهلا ومظالم تاريخية بأكثر مما عانوه ؟
ان الثقة التي يتحدثون عنها لن تتأسس علي غير (الانسانية) بمعناها العميق الذي يختزل الألوان والأعراق والأديان والثقافات في معني واحد ... هو الانسان ، فلننظر الي تجربة جنوب افريقيا بقيادة السيد نيلسون مانديلا ، وكيف أنه أحل في مجتمع مروّع بالتمييز ثقافة العنف بثقافة السلام والتسامح وكيف نشأت الثقة ، لم تستجلب هذه المعاني بمرئيات نظرية ، بل بإيمان عميق بأن الوطن للجميع ، وأن علي الجميع أن يؤمنوا بوطنهم وبأبناء وطنهم لكي يعيشوا في ظل مناخ متسامح ، فهل نكون علي قدر التحدي ؟


مفاهمات واشنطن هل تقر وضعا جديدا ؟

الآن ...، وقد بلغت المسألة السودانية درجة من التعقيد واستدعت جهدا اقليميا ودوليا لاحتوائها ، يتحتم علي الأطراف كافة تلمس درب لمستقبل أفضل ، ورتق الجراح والفظاعات التي ارتكبت بواسطة جميع القوي الفاعلة في المجتمع والأخري "الميّتة" التي لم تؤد دورا محسوسا ، وطرح رؤي جديدة تتواكب مع اتجاهنا لوحدة سودانية لابد أن نعمل لها وفق ارادة حقيقية ، هذه الوحدة لا يمكن أن تتم _ خلال 6 سنوات فقط _ اذ لم يجر تحوّل ديمقراطي حقيقي ليس في جسم النظام وحده ، انما في جميع تكويناتنا السياسية ، ولابد من اشراك جميع القوي السياسية والمجتمعية في المسيرة التفاوضية وصولا الي سلام يرضي الاطراف كافة ، وينبغي أن تكون نظرتنا أكثر شمولية في استباق المشكلات المستقبلية التي قد تطرأ جراء اندفاعنا في سلام ثنائي يحقق منفعة وقتية ، ويخلّف آثار سالبة علي المدي البعيد باقصائه الاطراف الأخري ، وينبغي الا تكون الفاعليات القادمة حكرا علي الساسة وحدهم ، اذ يجب الانتباه لدور المثقفين والعمال والطلاب والنقابات وكل شرائح الشعب السوداني لأن ارادة أمة كاملة هي التي تصنع سلاما دائما وتكفل حقوق الانسان وتؤسس لديمقراطية " راشدة" .
والواقع أن حرص واشنطن على ادامة الحوار بين الخرطوم والحركة الشعبية هو مسعى تحمد عليه الادارة الامريكية لكن لابد أن يتنبه السودانيون الى جملة حقائق أولاها أن هذا الجهد المتواصل يصب لجهة المصالح الأمريكية المستقبلية فى المنطقة وفى السودان على وجه الخصوص فما هو حجم التقاطعات بين المصالح السودانية والامريكية ؟
الحقيقة الثانية هى أن الأمر حتى الآن لا يدعو الى ارتياح كبير نظرا للتجاهل الذى منيت به قوى سياسية واجتماعية فاعلة فى السودان بعد أن استبعدت تماما من مجريات الحوار الدائر حول مستقبل السودان ما يجعل هذا المستقبل محكوما بمدى رضى هذه القوى عما تتمخض عنه المباحثات الثنائية ، وتتلخص الحقيقة الثالثة فى أن الحوار الوطنى الداخلى بين الفصائل المختلفة لم يأخذ اطارا جديا حتى الآن ما ينذر بادامة الوضع القائم واستمرار التطاحن السياسى وأكثر العواقب سوء فى هذه الحالة هو الوضع الرمادى الذى يصبغ الخرطوم بين ارادتها فى التغيير نحو الديمقراطية وبين المظاهر السالبة التى تعكس قدرا من الاحجام عن تحقيق خطوات واسعة فى هذا الاتجاه علاوة على أن هذه الحالة ستمكن المنظومات السياسية قاطبة من الالتفاف على المطالبات العاجلة بالاصلاح والتجديد بدعوى أن الوضع الحالى هو وضع مواجهة يستحيل معه الاصلاح ، أما الحقيقة الرابعة فهى أن الحوار الحالى هو حوار صفوى يدور بين القيادات فحسب ولم تبدأ مؤسسات المجتمع المدنى فى فتح فرص الحوار الواسعة بين الشرائح السودانية المختلفة ويتجه الأمر لأن يبلغ مرحلة القرارات من دون اشراك الفاعليات الجماهيرية ، فهل يضمن القادة السياسيين نجاحا لمفاوضات استبعد عنها الشعب السودانى برمته ؟
لا يعوزنى تأكيد تفاؤلى بالمنعطف الجديد فى علاقة الخرطوم بالحركة الشعبية ، فالمسألة فى اطارها كخطوة متقدمة تدعو الى قدر من التشبث بأمل يكاد أن ينبلج ليضع ملامح خاتمة لواحدة من اسوأ حروب التاريخ وأقذرها ، غير أن العوامل التى أشرت اليها تجعل من قراءة المستقبل بشكل متفائل تماما أمرا عسيرا فى ضوء معطيات تقلص فرص النجاح ما لم يتدارك الجانبان خطئهما باستبعاد الأطراف السياسية الأخرى والاعتراف بالجوانب الأخرى للمشكلة وكونها اضحت مشكلة لا تنسحب على جغرافية بعينها بقدرما هى مشكلة تكوين قومى مختزل ودولة تجاهد لأن تكون مدنية ومجتمع يحتاج لتغييرات هائلة ليتأقلم على اثنياته المختلفة ويذوبها فى اطار تعددى موحد .



















Post: #203
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-11-2003, 09:56 PM
Parent: #196

الاخ دينق

اي تغييرات تتحدث عنها
كل هذه تغييرات شكلية لا تغير من طبيعة هذا الحزب الطائفي

حزب الامة = امام الانصار = الصادق المهدي

كل المثقفين الذين يتحدثوا عن الاصلاح والمؤسسية ؛ لم يملكوا ولو لذرء الرماد في العيون ؛ ان يقدموا مرشحا لمنافسة الرجل ؛ بعدا ان قضي 40 عاما في قيادتهم ؛ وبعد ان اصبح اماما وملك السلطة الروحية علي الانصار

هل يخدعك الكلام المعسول ؛ ام التحجج بالظروف الموضوعية والذاتية ؛ وغيرها من خطل القول ؟

الصادق المهدي وحزب الامة الان هما اشد سؤئا منهما في الستينات ؛ ويحاولوا ان يرجهوا لنا الطائفية في اكثر صورها تخلفا ومواتا

اعني زعامة الاسرة الواحدة + جمع السلطتين الزمنية زالروحية

ثم يجد من ضعاف المثقين من يطبل له ؛ كمقالات كمال الجزولي الاخيرة ؟

هل يلدغ " المؤمن " وغير المؤمن ؛ من جحر مرتين ؟

الي متي نتحمل هذا الرجل ونرجسيته وفشله ورغبته المريضة في حكم السودان والسودانيين ؟

الي متي يظل مثقونا والعارفين منا يتصرفوت وكان في فمهم ماء ؟؟


سيواصل الصادق المهدي العك الي ابد الابدين ؛وان مات فسيواصل ابنائه من بعده

كل ذلك سيستمر طالما وجد من يدافع عنه بمثل هذا الحماس ؛ كما نري في هذا البوست

ومن يبرر لفشله وتاريخه القاتم وتاريخ حزبه الاقتم

وطالما سكت مثقفونا عن الحق كالشياطين الخرس

واذا كان المال السايب يعلم السرقة
فان السياسة السايبة والفكر التابع تنتج الصادق المهدي

عادل

Post: #198
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: سونيل
Date: 05-10-2003, 09:45 PM
Parent: #1

الدعوة المهدية في السودان جسدت تطلعات المسلمين في القرن التاسع عشر للبعث الإسلامي والتحرير من الاستعمار، وفي السودان حققت أهم أهدافها إذ حررت البلاد، ووحدتها، وأحيت الإسلام فيها، وصنعت لشعبها بطولات شهرتهم في أركان العالم الأربعة.
وفي مواجهة الغزو الاستعماري للسودان وما صحبه من آلة عسكرية قاهرة استطاع الإمام عبد الرحمن أن يتخذ أسلوب الحكيم فاستطاع أن يجدد الدعوة بعد زوال الدولة، وأن يدير السياسة بأسلوب العصر الحديث فأقام كيانا سياسيا جامعا للأنصار وغيرهم ممن أيد مبدأ السودان للسودانيين فأنجز الكيان الديني إصلاحا دينيا، واجتماعيا، وثقافيا، وأنجز الكيان السياسي تطلعات الشعب السوداني للاستقلال والسيادة الوطنية، وكان نهجه تجسيدا لتطلعات التوفيق بين التراث والحداثة الذي تمناه كثيرون في القرن العشرين. نهجا واصله خليفتاه الإمامان الصديق والهادي. ثم تعرض كياننا السياسي والديني للمحنة الثالثة ( الأولى على يد كتشنر- الثانية على يد الفريق إبراهيم عبود- والثالثة جعفر نميري) المحنة الثالثة شابهت الأولى في العصف بالكيان باسم شعارات وأساليب مستوردة.ولكن الكيان نهض بعدها وصمد للمحنة الرابعة التي أصابته على يد ( الإنقاذ).
إن كياننا الديني والسياسي الحالي هو الهبة الثالثة من رماد الإحراق والتقويض. إنها هبة استلهمت إنجازات الماضي ولكنها خاطبت الحاضر والمستقبل، فالكيان الديني تحول إلى هيئة ذات دليل أساسي يحكمها ويوجه نشاطها. والكيان السياسي جدد نفسه شكلا وموضوعا باسم حزب الأمة القومي الجديد وبرنامج إصلاح وتجديد ثم برنامج نهج الصحوة.
إن إخلاص النية، والتجرد، والاستعداد لاستيعاب المستجدات والتفاعل معها، هي العوامل التي استهدت بمقولة الإمام المهدي: “لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال" واستطاعت أن تطور أهدافها الاجتماعية، ووسائلها وتنمو، وتتمدد في المراحل التاريخية المختلفة.
لقد استطاع حزب الأمة الذي استمد إلهامه من نفحات تلك الدعوة وتجاوزها أن يتجاوب تجاوبا حيا مع المستجدات وأن يحقق للبلاد إنجازات هامة هي:
كان واضحا أن الإمبراطوريات الحديثة كالبريطانية تتسم بظاهرتين جديدتين:
الأولى: البأس العسكري المدعوم بآلة نارية وتنظيمية حديثة.
الثانية: نظام حكم ديمقراطي قابل لتلاقح الرأي والرأي الآخر وللضغط السياسي. لذلك قبلت الحركات الوطنية في المستعمرات أسلوب التدرج الدستوري. هذا الأسلوب وما صحبه من التعبئة السياسية اتخذه حزب الأمة في السودان ومع وجود قوى سياسية سودانية رفضته فإنه كان أقصر وأسلم طريق نحو الحكم الذاتي فالاستقلال الوطني.
استطاع حزب الأمة أن يحافظ على مركزه الانتخابي الأول في كافة انتخابات السودان العامة، وكانت نسبته صاعدة مع الزمن. والتزم الحزب في فترات الحكم التي شارك فيها بالنهج الديمقراطي، والمحافظة على السيادة الوطنية، والحقوق الدستورية، وبعفة اليد، والتزم بالاولويات التنموية والخدمية التي أيدتها القاعدة الشعبية.
‌وعندما وقعت البلاد تحت حكم استبدادي بسبب أزمة داخلية فيه وأزمة الائتلاف الأول، ثم بسبب مغامرات الأحزاب العقائدية، في أعوام: 1958، 1969، 1989، فإن حزب الأمة كان الرقم الأول في التصدي للحكومات الاستبدادية مما أهّله لقيادة المعارضة الديمقراطية للنظم العسكرية ومكنه من بلورة إرادة المعارضة في مواثيق الثورة الديمقراطية: ميثاق ثورة أكتوبر الوطني في 1964م، والميثاق الوطني للانتفاضة رجب/ أبريل 1985م.
اختلفت القوى السياسية السودانية في نظرتها لمسألة جنوب السودان ووقع استقطاب حاد بين أهل الشمال وأهل الجنوب. وفي هذا المجال، كان حزب الأمة صاحب كل الآراء الجديدة التي عبرت عن إدراك شمالي لتظلم الجنوبيين كما يلي:
الإدراك المبكر أن المسألة سياسية، ثقافية، اقتصادية وليست مجرد أمنية، وأن حلها يجب أن يكون في نطاق واسع لا مجرد الاحتواء العسكري. كان هذا في أبريل 1964م.
القيام بالدور الأكبر في هندسة مشروعات الحل السياسي للمسألة:
في مؤتمر المائدة المستديرة في 1965م.
في لجنة الاثني عشر في 1966م.
في مؤتمر كافة الأحزاب السودانية في 1967م.
في مؤتمر كوكادام في 1986م.
- في لجنة الوفاق الوطني 1987م.
- بلورة برنامج القصر الانتقالي 1989م.
- اعتماد المواطنة أساسا للحقوق الدستورية في أبريل 1993
- الموافقة على مطلب الوحدة الطوعية عبر تقرير المصير في 1993م.
- قرارات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية في يونيو 1995م
عندما وقع انقلاب 30 يونيو 1989م فإن الحزب المدبر له ( الجبهة الإسلامية القومية) استهدف كافة القوى السياسية الأخرى لا سيما حزب الأمة وكيان الأنصار. استطعنا في وجه هذا النظام الانقلابي أن نكون مع الآخرين التجمع الوطني الديمقراطي لجمع كافة القوى السياسية في معارضته.
اتسم حكم "الإنقاذ" بشراسة فاقت النظم الاستبدادية التي سبقته فصعدنا المعارضة ضده بأساليب غير مسبوقة حتى أمكن تكوين تحالف سوداني، إقليمي، دولي ضد النظام. وشهد السودان مواجهات شاملة حاصرت النظام وعزلته.وكان دور جيش الأمة للتحرير هو الأول بين الفصائل الشمالية المسلحة واستحدث أساليب تخطيط واقتحام جديدة على المقاومة المسلحة وأكثر فاعلية. وفي 1997 بعد عملية تهتدون1 قرر النظام التخلي عن نهجه الاستئصالي وأعلن توجهات جديدة تجاوب فيها مع ما كانت تنادي به المعارضة وجسدته قرارات أسمرا 1995م. أعلن قبول المواطنة أساسا للحقوق الدستورية. وقبول الوحدة الطوعية أساسا للمصير الوطني. وقبول التعددية الفكرية والسياسية، والتداول السلمي للسلطة.
هذا التحول المبدئي في مواقف النظام تلقيناه في البداية بارتياب لأن مصداقية النظام عندنا كانت متدنية. ولم تكن هناك آلية حوار مأمونة مع النظام، فآلية الإيقاد التي نشطت منذ عام 1994م كانت حلبة لحوار الطرشان وكانت قاصرة على النظام والحركة الشعبية. لذلك شجعنا الاستعداد المصري والليبي للإقدام على مبادرة جديدة فأقدمت ليبيا وتجاوبت معها مصر وولدت المبادرة المشتركة في أغسطس 1998م. ومع أن المبادرة المشتركة حظيت بتجاوب كل أطراف النزاع إلا أن بعض الفصائل كانت منذ البداية تضمر لها رفضا مبطنا جعل حركتها بطيئة جدا.
بعد عام إلا قليلا من المبادرة المشتركة تجاوبنا مع وساطات الحوار الثنائي مع النظام فكان لقاء جنيف2 في مايو 1999م ولقاء جيبوتي3 في نوفمبر 1999م.
هذا التوجه نحو الحوار الثنائي استنكره زملاؤنا في التجمع الوطني الديمقراطي ولكننا دافعنا عنه بحرية كل فصيل في التحرك السياسي ما دام ملتزما بالقرارات المشتركة.
ولكن تداعيات الاختلاف في التجمع أدت إلى مفارقة حزب الأمة له في سبتمبر 2000م واتجه حزب الأمة عبر الحوار الثنائي لاتفاق نداء الوطن في نوفمبر 1999 ثم العودة للبلاد وتصفية العمل الخارجي والعمل المسلح.
بعد عام من مفارقة حزب الأمة للتجمع اتضح لبقية فصائل التجمع أن قراءة حزب الأمة للموقف كانت صحيحة لذلك اتجهت قرارات التجمع نحو إعطاء أولوية للحل السياسي الشامل المتفاوض عليه.
لذلك حاولنا تعزيز هذا الاتجاه فأثمرت المحاولة اللقاء مع رئيس الحركة الشعبية د. جون قرنق في أبوجا بحضرة ووساطة الرئيس النيجيري أباسانجو في 3 مايو 2001م . كذلك وقعنا مع رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي اتفاق "نداء السودان" بتاريخ 1 مارس 2001م. ومع جدية المساعي اتضح أن هناك اتجاها داخل التجمع يظهر الالتزام بالحل السياسي الشامل عبر التفاوض ولكنه يواصل التمسك بالخيارات الأخرى لا سيما العمل العسكري.
بعد أن اكتملت عودة قيادة حزب الأمة للداخل واصلنا الحوار مع النظام والتعبئة السياسية والشعبية والعمل على بناء الذات عبر تنظيم الحزب
لم يكن ترحيب النظام بحزب الأمة في مستوى نداء الوطن وكان داخل النظام اتجاه يعلن الموافقة على نداء الوطن ولكنه يضع ما استطاع من التعتيم الإعلامي على طوفان العودة إلى غيرها من العقبات.
اندفع عمل حزب الأمة التنظيمي ولكن قعد به أن النظام الذي صادر من حزبنا ما قيمته 4.5 مليون دولار لم يسدد إلا ربعها، وعاقبنا النظام الإريتري على موقفنا السياسي بحجز ما قيمته 2.5 مليون دولار من سياراتنا. هذه الإمكانيات كانت رصيدنا المهيأ للتمكين من الحملة التنظيمية والتحضير لمؤتمر الحزب العام في 26 يناير 2001م كما قدرنا.
واندفع عمل حزب الأمة التعبوي الشعبي والسياسي من أجل الأجندة الوطنية. هذه الحملة كان متوقعا أن تكون أكثر عطاءا لولا إحجام القوى السياسية الأخرى فلا هي واصلت نشاطا عبر التجمع في الخارج ولا نشاطا تعبويا في الداخل وعلى كثرة مناشدتنا كانت الاستجابة محدودة. أما التفاوض مع النظام فقد قطع شوطا معتبرا في مجال الاتفاق على أسس اتفاقية السلام، وعلى مسألة الدين والدولة، ولكنه تعثر حول قضايا الإصلاح الدستوري الديمقراطي المطلوب والإصلاح القانوني المطلوب للالتزام بالحريات العامة وكفالتها.
وفي فبراير2001 عقدت أجهزة حزب الأمة القيادية سلسلة اجتماعات بحث فيها تفاصيل ما بلغه الحوار مع النظام وما يتوقع لهذا الحوار من نتائج وأصدر الحزب في 18 فبراير 2001م قرارا جامعا إجماعيا بيانه:4
أولا: ضرورة إضافة التوضيحات الآتية عبر مزيد من التفاوض.
المبادئ المذكورة واردة بصورة معممة ينبغي توضيحها بما ورد في الملاحق لإزالة الغموض.
يوضح موضوع الدستور بأننا سوف نعيد كتابته بعد اتفاقية السلام وإن التعديلات المذكورة للمرحلة.
نظام رئاسي على النمط الفرنسي.
الاقتصاد يذكر : القومية- الحياد- رفع المعاناة- الخدمات- الرعاية الاجتماعية.
القوانين المقيدة للحريات والمراجعات تذكر.
استقلال الجامعات وليس الأكاديمي.
موضوع المظالم لم ينص عليه كما في نداء.
هذا النص وتعديلاته يدعى البرنامج الوطني ويوقع عليه.

ثانيا: هنالك قضايا وطنية تعلو على المصالح الذاتية والحزبية وتوجب التضامن من أجلها هي:
نبذ العنف واعتبار ذلك أساسا لحماية الحريات.
تكوين آلية قومية (أحزاب ومستقلون) للتعاون والتشاور بشأن القضايا الدستورية وقضايا الحريات.. الخ والعمل لاستقطاب الرأي الوطني حول ذلك.
تكوين آلية قومية لتحقيق السلام العادل وتفعيل كافة وسائل تحقيقه.
عهد التضامن الوطني هذا يعلن ويوثق.
ثالثا: إقرار مبدأ المشاركة بعد استكمال الاتفاق على البرنامج الوطني والاتفاق على توقيتات وآليات التنفيذ.
أن تكون المشاركة على أحد أساسين:
الأول: في إطار انتخابات حرة في المستويات المختلفة بعد الاتفاق على قوانينها ونزاهتها وفيما عدا الأجهزة الانتخابية تكون المشاركة في إطار دولة الوطن.
الثاني: في إطار قومي مجمع عليه.

Post: #199
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: سونيل
Date: 05-10-2003, 09:55 PM
Parent: #198

الديمقراطية المستدامة
أطروحة حزب الأمة1
مقدمة:

الحضارات الانسانية الكبرى: الفرعونية، والكلدانية، والسومرية، والبابلية، والاشورية، والفينيقية، والصينية، والفارسية، والهندية، واليونانية، والرومانية .. والاديان العالمية الكبرى: الهندوسية، والبوذية، والكنفوشية، واليهودية، والمسيحية .. هى التى عمرت ونورت الربع المعمور من العالم القديم واورثته قيمة الحضارية، وفلسفاته، واديانه، ونظمه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التى سادت لخمسة آلاف عاما حتى القرن السابع الميلادى.

منذ القرن الميلادى حتى القرن السابع عشر أى لمدة الف عام هيمنت على العالم المعمور الحضارة الاسلامية العربية والاسلامية التركية والاسلامية الفارسية والاسلامية الهندية.

منذ القرن التاسع عشر الميلادى حدثت فى الغرب ثلاث طفرات هامة هى:

ثورة سياسية ادت الى بلورة الدولة القومية منذ 1684م.
ثورة ثقافية حققت عصر النهضة الذى بلغ مداه فى القرن الثامن عشر.
ثورة اقتصادية هى الثورة الصناعية بلغت مداها فى القرن التاسع عشر.
هذه الثورات ادت الى تقويض المجتمع التقليدى القديم وادت الى حرية البحث العملى والتكنولوجى بصورة لم يعهد الانسان مثلها فى تاريخه. وادت الى قفزة نوعية فى قدرات الانسان الانتاجية، وقدراته فى الاتصال والمواصلات. وادت الى تطوير نظام سياسى حقق لاول مرة التداول السلمى للسلطة، واخضاع القوات المسلحة للقرار المدنى وكفالة حقوق الانسان وحرياته الاساسية. أى ادت الى قيام النظام الديمقراطى.

العالم الغير غربى وقف فى الحال الحضارى والاجتماعى الذى كان سائدا فى العالم قبل الطفرات الثلاث التى شهدها الغرب فحقق بها الحضارة الغربية الحديثة.

الحضارة الغربية الحديثة ابطلت مفاهيم ونظم العالم القديم فى الغرب نفسه وواجهت الاجزاء الاخرى من العالم وحضاراتها ونظمها الموروثة بمفاهيم ونظم وقدرات لا قبل لها بها فاخضعتها لها اخضاعا تاما عن طريق الاستعمار واقامت فيها الامبراطوريات الاوربية الحديثة: البريطانية، والفرنسية، والالمانية، والهولندية، والاسبانية، والبرتغالية.

ونتيجة لتطورات معينة داخل الامبراطوريات، ونتيجة للصراع فيما بينها، ونتيجة للنزاع بين المستعمرين والشعوب المغلوبة، تراجعت الامبراطوريات لتخلفها الدول المستقلة الجديدة فى اسيا، وافريقيا، وامريكا اللاتينية، وجزر الهند الغربية.

كانت اجراءات انتقال السلطة من الايدى الاستعمارية الى الايدى الوطنية فى الغالب سلمية. وكانت نظم الحكم الانتقالية ثم المستقلة فى الغالب مصممة قياسا على نظام الحكم فى الوطن الام أى ديمقراطية.

القواعد الخمسة:

الديمقراطية فى الغرب تنامت ثم نضجت عبر اكثر من قرن من الزمان. وسبقتها او تزامنت معها الثورات الثلاث: السياسية، والثقافية، والاقتصادية. لكنها فى التربة الاسيوية والافريقية غرست بصورة فوقية ودون ان تسبقها او تتزامن معها الثورات السياسية، والثقافية، والاقتصادية. هذه الحقيقة تفسر لنا الى حد كبير لماذا تعثرت الديمقراطية فى بلدان آسيا وافريقيا.

القاعدة الاولى التى يجوز لنا استنتاجها هى: الديمقراطية فى الدول التى كانت مستعمرة نظام وافد وقد طبق دون ان تسبقه او تصحبه المقدمات السياسية، والثقافية، والاقتصادية كما كان الحال فى الغرب. مشاكل غرس الديمقراطية، صحبتها مشاكل تخلف الانتماء القومى وضعفه امام انتماءات طائفية، وقبلية، وجهوية فانعكس ذلك سلبا على استقرار الحكم.

القاعدة الثانية: عدم استقرار الحكم فى ظروف الحرب الباردة التى تمددت آثارها فى كل مكان فى الفترة ما بين 48 – 1991 جعل بلدان العالم الثالث عرضة لتدخلات اجنبية من المعسكر الشرقى او الغربى. عثرات الديمقراطية، وعدم استقرار الحكم، والتدخلات الاجنبية ادت فى اكثرية بلدان العالم الثالث الى وقوع انقلابات عسكرية او مدنية غيرت نظم الحكم الديمقراطية الى نظم اوتقراطية ذات انتماء واضح لاحد طرفى الحرب الباردة.. هذه قاعدة ثانية.

القاعدة الثالثة: ولكن بصرف النظر عن عوامل الحرب الباردة، فان هشاشة التكوين القومى للبلدان المعنية، ورخاوة مؤسسات الدولة الحديثة فيها، وتقاصر قدراتها الاقتصادية عن تلبية ضرورات الحياة، وهى من اعراض الاقدام على الديمقراطية قبل ان تسبقها المقدمات المذكورة سابقا، عوامل فاعلة فى تعرية النظم الديمقراطية واغراء البدائل الاتوقراطية لبسط سلطانها.

دراسة تاريخ الانقلابات العسكرية او المدنية والنظم الاتوقراطية التى اقامتها فى آسيا، وافريقيا، وامريكا اللاتينية تفصح عن الحقائق الاتية:

الانقلابات العسكرية والنظم الاوتقراطية التى تقيمها صالحة كوسائل احتجاج على قصور النظم الديمقراطية، وصالحة كوسائل للتعبير عن الاهداف الوطنية المنشودة، وصالحة للتعبير عن تطلعات النخب الفكرية والسياسية الحديثة.
النظم الاوتقراطية صالحة فى اقامة شكل مستقر للحكم مدافع عن الاستقرار بوسائل حديثة مستمدة من احكام واجهزة الدولة البوليسية كما اتقنها فى اليمين موسيلينى وفى اليسار ستالين.
اذا كنا ذكرنا ان الديمقراطية وافدة فان الاوتوقراطية ايضا وافدة وان اتفقت مع بعض النظم التقليدية فى نفي الرأى الاخر.
سجلت الاوتوقراطية اخفاقا ملموسا فى اربعة مجالات هى:
اخفاق فى مهمة البناء القوى للبلاد لانها تحاول القفز فوق الواقع تدفع الرأى الاخر والولاءات التقليدية الى استقطاب حاد يجعل الاختلافات عداوات.
اخفاق فى بناء الدولة الحديثة لأنها تجعل مؤسسات الدولة كالخدمة المدنية، والقضاء وغيرها ادوات لسلطانها فتفرغها من محتواها الوظيفى وتحاول جعلها روافد لحزب السلطة.
هنالك علاقة تلازم بين الديمبقراطية والتنمية فاغنى بلدان العالم ديمقراطية وافقر بلدان العالم اوتقراطية. وفى عام 1993 نشرت مجلة الايكونمست Economist دراسة احصت دول العالم ونظمها ومستواها التنموى واثبتت تلازما واضحا بين درجة الديمقراطية والمستوى التنموى. هذا التلازم منطقى لان من شروط التنمية احترام قوانين الاقتصاد واقامة العلاقات الاقتصادية مع العالم على اسس موضوعية. هذا الشرطان تهدمهما الاوتقراطية وتكفلهما الديمكقراطية.
الاوتقراطية تهزم نفسها لانها تنطلق من استخدام القوات المسلحة اداة للسلطة. والقوات المسلحة كفاءتها فى انضباطها وتدريبها فاذا اقحمت فى مجال السياسة فرطت فى ذلك وترهلت مثلما حدث للمشير عبد الحكيم عامر 1967، وجيش كولونيلات اليونان 1980، وجيش الارجنتين 1981، وجيش عمر البشير الان. الاوتقراطية تقوم على الكفاءة العسكرية ولكنها حتما تستنزفها.
القاعدة الرابعة: مهما كان اخفاق التجارب الديمقراطية، فان التجارب الاوتقراطية اكثر اخفاقا وهى الى ذلك اكثر خطورة لسببين هما:

زيادة حدة المشاكل الوطنية وتحويل الاختلاف حولها الى عداوات وفتح الباب لتمزيق الوطن.
ابطال الضبط والربط فى القوات المسلحة يودى بكفاءتها ويبطل دورها الاساسى كصمام امان لوحدة الوطن وسيادته.
القاعدة الخامسة: اعداء الديمقراطية فى اوربا ركزوا على سلبياتها داعين لبدائل يمينية ويسارية لها .. قال خرتشوف: التاريخ معنا وسوف ندفنكم! لكن الديمقراطية اثبتت انها مع سلبياتها قادرة على هزيمة النازية فى الحرب الساخنة وهزيمة الشيوعية فى الحرب الباردة. قال تشرشل: الديمقراطية اسوا نظام اذا استثنينا النظم الاخرى (أى انها الافضل اذا قورنت بغيرها). لقد ركز اعداء الديمقراطية فى العالم الثالث من دكتاتوريين، واوتقراطين، وشمولين، ومستبدين، وجلادين، على اخفاقاتها لكى يفسحوا المجال لنظمهم البديلة. ولكن الاستقراء التاريخى يثبت ان نظمهم اكثر اخفاقا وخطرا على مصالح الشعوب والاوطان.

عتبت على سلم فلما هجرته وجربت اقواما بكيت على سلم!

البندول الحزين

إن الفرق الأوضح بين الديمقراطية والديكتاتورية في كون الأولى نظام يقوم على احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ويسمح لجميع الآراء أن تعبر عن نفسها، وللشعب أن يختار من يحكمه. بينما الثانية تقيم نظاما يصادر تلك الحريات والحقوق ويستند على الدولة البوليسية، ليدعم اسمتراريته في الحكم ويحمي نفسه من الرأي الآخر. في هذا الصدد لا يختلف اثنان أن الديمقراطية أفضل من الديكتاتورية. ولكن، وفي بقية الأوجه نشأ جدل بين النخب المثقفة حول النظام الأفضل للحكم في بلداننا، وشاعت عند العديدين مقولة: المستبد العادل، الذي يستطيع أن يتجاوز فوضى الديمقراطية، ويقيم بالقوة النظام الذي يحقق الإنجاز الوطني في جميع المجالات التنموية والتأصيلية وغيرها.

الدكتاتوريات السودانية تحاول إلقاء اللوم على الديمقراطيات السودانية. الحقيقة هي أن عمر الديمقراطيات اقل من عشر سنوات منذ الاستقلال بينما عمر الدكتاتوريات اكثر من ثلاثين سنة، ويمكن تقديم البرهان أن تخريب السودان من صنع الدكتاتورية الثانية والثالثة عبر حكمهما الذي زاد عن ربع قرن. لقد أوضحت في كتابي "الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة" أن النظم الاوتقراطية الثلاثة تردت من الأقل سوءا إلى الأسوأ. بينما تدرجت النظم الديمقراطية الثلاثة من الحسن إلى الأحسن. وأوضحت أننا إذا أخذنا الأداء في مجالات: التأصيل التشريعي، والسلام، والاقتصاد، والعلاقات الخارجية مقياسا فإن أداء الديمقراطيات كان متفوقا.2

عدد كبير من البلدان الافريقية شهد تأرجحا حزينا بين نظام ديمقراطى لبرالى يستمر لفترة من الزمان ثم تنقلب عليه القوات المسلحة فتحكم لفترة اطول ثم يطاح ليعقبها نظام ديمقراطى وهكذا دواليك.

هكذا كان الحال فى اكبر بلدين فى افريقيا من حيث عدد السكان نيجيريا ومن حيث مساحة الارض السودان.

لقد تعاقب على البلدين ستة نظم حكم ثلاثتها مدنية والاخرى عسكرية.

الدرس المستفاد من التاريخ السياسى لهذين البلدين هو ان النظم الديمقراطية وان تفاوتت فى ادائها تجد نفسها محاصرة بهشاشة التكوين القومى، وضعف مؤسسات الدولة الحديثة، وتعاظم المطالب الاقتصادية، وتجد ايديها مغلولة بقيود دستورية وقانونية فيضعف اداؤها ويعصف بها الانقلابيون.

النظم الاوتقراطية تستطيع فور استيلائها على السلطة كسر القيود الدستورية والقانونية واسكات الاصوات الاخرى واقامة دولة بوليسية. ولكن هذا الاستقرار الظاهرى لا يحل القضايا الوطنية بل يزيدها تأزما.

الاخفاقات والقهر يولدان انفجارا يطيح بالنظام عاجلا او اجلا.

النظم الاوتقراطية تحقق الاستقرار الظاهرى بثمن باهظ جدا لانها تفتح جبهة قتالية مع شعبها على حد تعبير امين هويدى. هذا الاستقرار الظاهرى الباهظ الثمن يتربع فوق بركان يعصف به وان طال الامد كما حدث لنظام جعفر نميرى ونظام سياد برى.

ويقام النظام الديمقراطى على انقاض العهد المباد.

هذه الظاهرة البندولية صحبت نظم الحكم فى كثير من البلدان الافريقية وتصورها تجربتا السودان ونيجيريا اصدق تصوير. الظاهرة البندولية واكبت الحرب الباردة واستمرت حتى يومنا هذا ففى النيجر، وقامبيا، وسيراليون انقلب القوات المسلحة على حكومات منتخبة فى الاعوام: 1992، 1995، 1997.

السودان من اغنى واعمق البلدان العربية والافريقية تجارب فى التعامل مع الديمقراطية والاوتقراطية، ومع مغامرات اليسار واليمين، ومع الحرب الاهلية، ومع مقاومة الاستبداد.

هذه التجارب الحلوة والمرة تجعل السودان من اكثر البلدان خبرة ذميمة فى اقامة الدولة البوليسية والمحافظة عليها وحميدة فى اقامة الديمقراطية والمحافظة عليها.

نعم الديمقراطية هي النظام الذي يوفر احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة، ونعم هي النظام الأفضل في كل ملفات الإنجاز الوطني، ولكن الديمقراطية في بلداننا تحمل بذور فنائها في جبتها وتتسبب في الظاهرة البندولية الحزينة. نعرض هنا لمشاكل الديمقراطية ومعوقات الأداء الديمقراطي، ثم نخلص إلى المعادلة الحل: الديمقراطية المستدامة بصفتها دواء دائنا المزمن: عدم الاستقرار السياسي ، فالتجارب السودانية تؤهل شعب السودان لفك هذه الطلاسم واكتشاف معادلة تحقق الديمقراطية وتحافظ عليها وتوقف هذا البندول الحزين.

الأحزاب والصفوة في السودان

الحزب السياسي هو آلة الديمقراطية التي تتم عن طريقها المشاركة الفكرية، والسياسية، والمنافسة بين الاختيارات المطروحة، وتدريب الكوادر السياسية، وتصعيد القيادات، والتنافس بينها أمام القواعد الحزبية وأمام الرأي العام. هذا هو التصور النظري الذي قلما يطابق الواقع الفعلي.

إن هذه الفجوة بين النظرية والواقع أتاحت المجال لمفكرين ومنظرين يمقتون الأحزاب والحزبية وينادون بديمقراطية لا حزبية.

من أهم نقاط الضعف في الديمقراطية السودانية وجود جزء من الصفوة الفكرية والثقافية السودانية ذات الموقف السلبي من الحزبية والديمقراطية القائمة عليها. هذا الموقف السلبي مهما كانت مبرراته يشكل معينا ثرا للمتآمرين على الديمقراطية من انقلابيين وشموليين وأوصياء. ما هي أسباب هذه السلبيات ؟

كثير من حملة الشهادات والمؤهلات الأكاديمية والمهنية في العالم الثالث يشعرون بنوع من التعالي نحو المجتمع المحيط بهم. انه تعال يظهر أحيانا في تعاملهم مع أسرهم الخاصة خصوصا إذا كانت تلك الأسر ريفية أو بدوية أو من الشرائح الحضرية الأمية. الأحزاب السودانية ذات الوزن الشعبي مرآة للواقع الاجتماعي السوداني بولاءاته الدينية، والقبلية، الجهوية. لا غرو أن يشعر كثير من أفراد الصفوة المثقفة بالتعالي على هذه الأحزاب. هؤلاء يشعرون بأنهم أكثر أهلية للقيادة السياسية أي طموح وصايا لا يمر عبر الواقع الاجتماعي الماثل.
العسكريون لا سيما حملة البراءة Commission عرضة لمثل تلك المشاعر. ولكن عددا كبيرا من هؤلاء يستخفون بكل ما هو مدني استخفاف هو جزء من التباهي بالعسكرية الذي يقابله انتقاص الآخرين من شأنها الصفوية، والتباهي بالعسكرية، يصحبهما إحساس بالقوة تورثه علوية الأمر المطاع وحماسية النيران التي يستطيع توجيهها الضباط لتطويع الإرادة المضادة. هذه العوامل تخلق وهما لدى كثير من العسكريين أن حل المشاكل متوقف على إصدار الأوامر. هذا المزاج العسكري يوهم أصحابه أن الخلاص بيدهم وتطويع الكم المدني المجبول أصلا على الجدل الفارغ والاسترخاء.
الأحزاب العقائدية اليسارية، أو اليمينية، أو القومية تنتمي أصلا لحركات تستمد من تراث اللينينية أو الموسولينية أو الناصرية أو البعثية وهي وان اختلفت في أطروحاتها واحتربت فيما بينها تتفق في التعامل الجراحي مع الواقع الاجتماعي. لذلك لم يكن مستغربا أن يكون اتجاه الأحزاب العقائدية السودانية وهي تستمد كوادرها وقواعدها من القوى الحديثة وأفكارها من الأيديولوجيات المذكورة أن تهجم على الواقع الاجتماعي لاستنهاضه ببرامجها الثورية وأن تتعامل مع الأحزاب السياسية ذات الوزن الشعبي كعقبات في طريق الإصلاح المنشود وأن تستبطئ الطريق الانتخابي للسلطة السياسية التي سوف تمكنها من تطبيق برامجها التي سوف تفعل فعل السحر في إعادة صياغة الإنسان السوداني!!
المطلوب هو اختصار الطريق للسلطة السياسية بوسائل ثورية سواء كانت تلك الوسائل انقلابية مدنية باستغلال النقابات والصحف أو انقلابات عسكرية باستغلال الضباط.
الحسب الاجتماعي والسياسي في السودان تمحور حول القبيلة والكيان العشائري، والطريقة أو الكيان الديني. هذه الكيانات ترسخت في المجتمع السوداني منذ سلطنات الفونج، الفور، وتقلي، والمسبعات،وغيرها واستمرت عبر العهود التي حكمت السودان حتى أن الإمام المهدي أشار لأصحاب الجاه الموروث هؤلاء بأبناء المراتب. وفي عهد الحكم البريطاني المسمى الحكم الثنائي - وهي ثنائية في الشكل أحادية في الحقيقة- زاد نفوذ الكيانات الدينية عبر مؤسسة السادة الثلاثة*. وازداد نفوذ الكيانات القبلية عن طريق قانون الإدارة الأهلية الذي قنن واقعا موروثا وطوره مما خلق ولاء للأسر صاحبة الزعامة. وكرست آلية التوارث استمرار الولاء للزعامات الدينية والقبلية. هؤلاء الزعماء صاروا بمثابة أعيان البلد بحق التوارث والوراثة وهم يعتقدون أنهم أسياد البلد سيادة يقرها لهم كثيرون من أبناء الطائفة أو القبيلة. لقد اعترف لهم الحكم البريطاني بمكانة وجعلهم محل مشورته. وعندما انفتح الخريجون على العمل السياسي فانهم تحالفوا معهم لتكوين الأحزاب، وحتى النظم التي أعلنت معاداتها لمكانتهم السياسية والاجتماعية عادت لاسترضائهم إن قبلوا التعاون معها. هذه الحقائق خلقت لدى بعض هؤلاء شعور بوصاية مستحقة على البلاد.
حركة 1924 استمدت قيادتها وتأييدها من القوى الاجتماعية الحديثة التي أفرزها الحكم الثنائي بعد المهدية. استطاع الحكم الاستعماري ضربها وعزلها بسهولة.
حركة الخريجين في بدايتها كانت حركة ثقافية اجتماعية. وربما توهم بعض رجال حكومة السودان الاستعمارية استخدامها لموازنة نفوذ بعض القادة الدينين – الإمام عبد الرحمن – لشعورهم أن طموحه صار أكبر من المجال المتاح له في تقديراتهم.
ونتيجة لعوامل عدة أهمها الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945) تعاظم وعي الخريجين السياسي. واستشعارهم لواجباتهم الوطنية. لذلك قرر مؤتمر الخريجين العام تخطى الحدود المعهودة وتقديم مذكرته السياسية التاريخية في عام 1942. اقتحام مجال السياسة، واختلاف الخريجين حول مصير البلاد هما السببان اللذان أديا لانفتاح متبادل بين الخريجين والكيانات الدينية ذات الوزن الشعبي، هذا الانفتاح أدى لتحالف بين طرفيه تكونت على أساسه الأحزاب السياسية السودانية ذات الوزن الشعبي.
الصراع بين أصحاب الوصايات والاعتبارات المفصلة هنا من شأنه أن يحرم البلاد الاستقرار السياسي ويخلق أزمة حكم في البلاد تؤرق الديمقراطية والدكتاتورية ما لم يحدث أحد أمرين :
هيمنة حاسمة لإحدى الوصايات فتقيم الحكم بأمرها.
التراضي على وسيلة ترجيح تحتكم للشعب في آلية ديمقراطية تقيم الحكم وتحدد كيفية مساءلة الحكام وكيفية التناوب على الحكم.
إن أزمة الحكم في السودان منذ الاستقلال نتيجة مباشرة لإخفاق إحدى الوصايات في حسم الأمر لصالحها وتأمين سلطانها الدكتاتوري. وإخفاق الجسم السياسي السوداني في اتخاذ أساس ديمقراطي للشرعية تقبله كافة الأطراف.

معوقات الأداء الديمقراطي

دعايات النظم الدكتاتورية في السودان شوهت سمعة الأحزاب السياسية ذات الوزن الشعبي بأكثر مما يقتضيه النقد الموضوعي لأنها تصورت أن نسف الأحزاب سوف يفتح لها الطريق لفرض وصايتها.

1. أول وسائل التشويه : الحديث عن الأحزاب كأنها شئ واحد.

* الأحزاب الشعبية سيما الأمة والاتحادي الديمقراطي هي التي تعاملت بأسلوب ناجح مع دولتي الحكم الثنائي. واستطاعت بمواقف حازمة ومناورات ذكية أن تقود البلاد إلى الحكم الذاتي، والحكم الانتقالي، والجلاء، والسودنة، والاستقلال المبرأ من الشوائب.

وهي التي التزمت بإجراء انتخابات عامة ومحلية نزيهة ووضعت الانتخابات في أيد مستقلة من توجيه السلطة التنفيذية. وهي التي التزمت باحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. والتزمت بحياد الخدمة المدنية، وبقومية القوات المسلحة، وبقوانين مؤسسات التعليم، وباستقلال القضاء، وباحترام مؤسسات الدولة الحديثة، وبدولة الرعاية الاجتماعية في السودان.

والتزمت بمقاومة الحكومات الاتوقراطية وامتنعت عن التآمر ضد النظام الديمقراطي. نعم هناك شبهات :

شبهة دور حزب الأمة في انقلاب 17 نوفمبر 1958. كان حزب الأمة يعاني من انقسام حاد عام 1958 بين تيار يقوده أمين عام الحزب ويرى أن مصلحة البلاد تقتضي أن يستمر الحزب مؤتلفا مع حزب الشعب الديمقراطي. وتيار أخر يقوده رئيس الحزب يرى عكس ذلك وأن مصلحة البلاد والحزب توجب الائتلاف مع الحزب الوطني الاتحادي. وكان الاختلاف حول الموضوع حادا لدرجة جمع توقيعات نواب الحزب في البرلمان لتأييد هذا التيار أو ذاك. وجاءت معلومات لأمين عام الحزب وهو في الوقت نفسه رئيس الوزراء أن الحزب الوطني الاتحادي مجتهد للوصول للحكم سواء كان ذلك عن طريق الائتلاف مع حزب الأمة أو التآمر لذلك قرر تسليم الحكم لقيادة القوات المسلحة واتفق معها على أن يكون الإجراء مؤقتا ريثما يزول الخطر الذي تصوره. التيار الآخر في الحزب وهو الأقوى اعتبر الانقلاب موجها ضده لذلك أعلن رئيس حزب الأمة بطلان الانقلاب وأعتبر أن تأييد راعي الحزب للانقلاب مبني على سوء فهم. وسرعان ما اكتشف راعي الحزب وأمين عام الحزب أن الفكرة من أساسها كانت خاطئة وتضامن أمين عام الحزب مع مقدمي المذكرة الشهيرة من ساسة البلاد. كان الانقلاب على حزب الأمة مثلما كان على القوى السياسية الأخرى.
شبهة دور الاتحادي الديمقراطي في تأييد نظام الفريق إبراهيم عبود بعد قيامه، ثم تأييد نظام جعفر نميري. نعم أيدت شريحة من الاتحادي الديمقراطي ذينك النظامين ولكن شريحة أخرى من الحزب ساهمت بحماسة في معارضة النظامين وشاركت في إسقاطهما.
2. الحديث عن الحزبين الكبيرين كأنهما توأمان ليس صحيحا. لقد تعرضا لانقسامات لأسباب مختلفة واتخذا خطين مختلفين نحو التطوير والتحديث. ينبغي إخضاع كافة أحزاب السودان لدراسة فاحصة لمعرفة الإيجابيات ودعمها ومعرفة السلبيات واستئصالها.

3. بصرف النظر عن ما للحزبين الكبيرين وما عليهما فإن ثمة عوامل في النظام الديمقراطي الليبرالي خلقت في ظروف السودان أزمة سلطة فأعاقت الديمقراطية.

أولا : التركيبة الفعلية للمجتمع السوداني حالت دون حصول أحد الأحزاب على أغلبية مطلقة تفضي إلى قيادة تنفيذية قوية. اللهم إلا في العام الأول لحكومة الرئيس إسماعيل الأزهري الأولى 1954 – 1955.

نتيجة لذلك صارت حكومات السودان الائتلافية تعاني من معارضة داخلية قوية تكاد تشل حركتها وظهر هذا الشلل في عدد من الحالات :

اقتضت ضرورات الائتلاف أن يكون رئيس الحزب الأكثر نوابا رئيس الوزراء. وأن يكون رئيس الحزب الآخر أو ( ممثله) رئيس مجلس السيادة والمجلس نفسه حسب مقتضيات الديمقراطية المعيارية يملك ولا حكم. ولكن في الواقع كان الرئيس المعني ممثلا لقمة حزب سياسي مؤتلف وذا نصيب في السلطة التنفيذية فصار يباشر مهاما تنفيذية فخلق ذلك ثنائية بين مجلس السادة ومجلس الوزراء انعكست سلبا على قيادة البلاد التنفيذية.
اختلف الحزبان المؤتلفان حول جهاز أمن السودان مما عرقل قيام الجهاز لمدة عامين عاشتهما البلاد مكشوفة أمنيا.
الخلاف حول جهاز أمن السودان بعضه مبدئي لأن بعض الساسة وانطلاقا من مثاليات ليبرالية رأوا عدم الحاجة لجهاز أمن خاص خارج نطاق الشرطة العادية وهو الرأي الذي ساد منذ الحكومة الانتقالية التي حلت جهاز الأمن القومي وامتنعت عن تكوين جهاز بديل. ثم تركز الخلاف حول تبعية الجهاز لحساسيته وللنفوذ الذي يتيحه لمن يتبع له.
‌المجلس العسكري الانتقالي ( 1985 – 1986) عدل قانون القوات المسلحة الموروث من عهد جعفر نميري بقانون جعل القوات المسلحة أشبه ما تكون بجهاز مستقل عن السلطة التنفيذية في البلاد وحجم وزير الدفاع ليصبح مجرد حلقة وصل بين قيادة القوات المسلحة ووزارة المالية. هذا القانون همّش السلطة التنفيذية في البلاد وأبعد القوات المسلحة من أي رقابة سياسية مما فتح المجال واسعا للتآمر السياسي داخلها.
لقد شعرت الحكومة الائتلافية الديمقراطية بهذا الخلل وخططت لتعدله ولكن التنافس بين الحزبين حال دون الإسراع بسد هذه الثغرة.
حصلت الجبهة الإسلامية على إمكانات مادية واسعة من جماعات وأفراد خليجيين … واستخدمت إمكاناتها في إقامة إعلام صحافي قوي يملك ست صحف ويتخذ نهجا واضحا لاستنزاف الديمقراطية عن طريق الإثارة والمبالغة والإشاعة والنكتة والأكاذيب.القانون العادي كان عاجزا تماما عن احتواء هذا الافتراء. وكل من لجأ إليه للإنصاف لم يجد ضالته. بل كان القانون العادي يشكل حماية لهذا الافتراء مما جعل القضاة يأمرون بإعادة إصدار صحف أوقفتها الحكومة إداريا لمبالغتها في الكذب والإثارة ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.
ههنا وقع اختلاف بين طرفي الائتلاف حول إصدار قانون يعطي صلاحيات خاصة لضبط الصحافة لأن فريقا قال هذا يتناقض مع حرية الصحافة لذلك تعثر إصدار قانون للصحافة ينظم حريتها ويحول دون استغلالها.

ثانيا : حرية التنظيم هي إحدى الحريات الأساسية. وأثناء الفترة الانتقالية ( 1985 – 1986) رأينا أن يتولى الحكم التجمع النقابي لتنصرف الأحزاب لتنظيم شئونها والاستعداد للانتخابات العامة. لكن في الفترة الانتقالية وأثناء حكم التجمع النقابي خضع ممثلو التجمع في الحكومة لضغط قاعدي أدى لسن قوانين نقابية منحت النقابات نفوذا كبيرا. وفتحت باب استغلال للتسلق السياسي. وفجرت بينها مباريات مطلبيه بلا حدود.

كان المتوقع أن تلتزم الفترة الانتقالية بميثاق الانتفاضة وخلاصته : تصفية آثار نظام مايو، وإصدار قانون القصاص الشعبي لمعاقبة السدنة، وإلغاء قوانين سبتمبر 1983، وإنهاء الحرب الأهلية باتفاقية سلام عادل، كان المتوقع أن تلتزم الحكومة الانتقالية بهذا الميثاق وتدير البلاد لعام ثم تجرى انتخابات عامة حرة.

الحكومة الانتقالية قامت ببعض إجراءات تصفية آثار النظام المايوي ولكن فيما عدا ذلك عزفت عن استخدام شرعيتها الثورية لتنفيذ باقي بنود الميثاق الوطني كما ينبغي، عزفت عن إصدار قانون القصاص الشعبي وقدمت سدنة النظام المايوي للمحاكمة حسب القانون العادي، وعزفت عن إلغاء قوانين سبتمبر 1983. ولم تجد من القوات المسلحة تجاوبا يؤدي لإنهاء الحرب بل اعتبرت المقاومة المسلحة الحكم الانتقالي امتدادا لمايو. لقد التزمت السلطة الانتقالية بإجراء الانتخابات العامة الحرة في موعدها. ولكنها تركت للحكومة المنتخبة ورثة مثقلة بتمدد نقابي أو سلطان نقابي ( Trade Union power) وتسابق مطلبي حاصرا الحكومة المنتخبة.

ثالثا استقلال القضاء أحد أركان الديمقراطية ولكي يحافظ القضاء على استقلاله فإن عليه أن يراعي توازنات في التعامل مع المناطق الرمادية ما بينه وبين السلطة التنفيذية وما بينه وبين السلطة التشريعية. لأن عدم مراعاة هذه التوازنات يجر القضاء إلى مواقف تقوض النظام الديمقراطي نفسه. القضاة أنفسهم من حيث الكفاءة والسلوك ينبغي أن يكونوا أهلا للاستقلال فلا يستغلون سلطاتهم هذه أبدا لأغراض شخصية أو حزبية.

هذه الشروط لم تتوافر للقضاء في ظل الديمقراطية الثالثة وتصرف عدد من القضاة بصورة حزبية. كما أن قانون الهيئة القضائية الذي وضعته لنفسها في فترة التيه الانتقالي جعل الهيئة القضائية فوق السلطة التنفيذية من حيث حرمان وزير المالية أن يكون عضوا في مجلس القضاء العالي للمشاركة في تقديرات ميزانية الهيئة القضائية. بل صار الوضع القانوني هو أن يقرر مجلس القضاء العالي دون مراعاة لأية إمكانيات مالية ميزانيته وما على الحكومة إلا التنفيذ. هذا الوضع جعل الهيئة القضائية بعيدة عن أي ضوابط تفرضها الإمكانات المالية. كما أن كادر القضاء الذي يقرره المجلس صار حافزا لفئات أخرى من الحقوقيين في ديوان النائب العام للمطالبة بتطبيق تلقائي لامتيازات القضاء عليهم وإلا أضربوا. وجاءت مطالبة نقابة الأطباء التي رأت أن تكون على قمة الكادر الحكومي لأن الأطباء هم الأكثر امتيازا وأطول تأهيلا. وقال المهندسون أنهم عصب التنمية في البلاد مما يؤهلهم لصدارة الكادر الحكومي. وقال الأساتذة انهم هم أولى بالصدارة لأنهم علموا الجميع.ينبغي أن يراعى استقلال القضاء توازنات تحكم المناطق الرمادية بين السلطات، وتراعي مؤهلات خاصة للقضاة , وتراعي مسئولية السلطة التنفيذية عن المال العام. وإلا استنزف استقلال القضاء بصورته المعيارية الديمقراطية نفسها.

رابعا : أخيرا وليس آخرا يمكن أن نقول إن أهم عامل ساهم في عدم استقرار الحكم في السودان هو الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 1963.

الحرب الأهلية ما بين ( 1963 – 1983) كانت حربا محدودة للغاية وتخللتها أعوام من السلام ( 1972 – 1983) في تلك الحرب كان عدد قوات أنانيا الأولى لا يزيد عن ثلاثة آلاف. ولم تجد دعما من دولة أجنبية. ولم تستطع في أية مرحلة من مراحل الحرب أن فاستولى على حامية أو مدينة داخل جنوب السودان.

وكان الشرطة والإداريون وسائر كوادر الخدمة المدنية غالبا من الشماليين المنحازين تماما للمجهود الحربي الذي تقوم به القوات المسلحة.

هذا كله تغير تماما في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 1983 بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان.

الجيش الشعبي وجد من البداية دعما خارجيا وأيده حلف عدن المكون لتوه من اليمن الجنوبية وليبيا وأثيوبيا تحت مظلة الاتحاد السوفيتي. وحجم قواته بلغ بسرعة عشرة أضعاف قوات أنانيا الأولى. واحتل بسرعة مواقع وحاميات في الجنوب.

هذا الموقف العسكري والسياسي والدبلوماسي شكل تحديا خطيرا لنظام مايو وساهم مساهمة كبيرة في إسقاطه. كان المتوقع حسبما جاء في ميثاق الانتفاضة أن الحرب الأهلية سوف تنتهي بموجب اتفاقية سلام عادل تبرم أثناء الفترة الانتقالية.

هذا التوقع استحال تحقيقه لعدة أسباب ونتيجة لذلك ورث النظام الديمقراطي حربا أهلية أخطر عشرات المرات من الحرب الأهلية التي عاشتها الديمقراطية الثانية ( 1965 – 1969).

كان الموقف الصحيح للديمقراطية العائدة في أبريل 1986 هو التوصل الفوري لاتفاقية سلام أو تعليق الحريات الأساسية لحكم البلاد بقانون الطوارئ حتى نهاية الحرب وإقامة السلام. لكن في عام 1986 وبعد ظهور نتائج الانتخابات العامة مباشرة راهن ثاني وثالث أكبر حزبين في البلاد على رفض إعلان كوكادام الصادر في مارس 1986 كأساس للسلام. اتفق الحزبان المذكوران على الآتي :

لا لإلغاء قوانين سبتمبر. لا لإعلان كوكادام، لا لقانون القصاص الشعبي، واتفق الحزبان أن يدخلا الحكومة معا أو يقفا في المعارضة معا. هذا الاتفاق قفل الطريق أمام اتفاقية سلام تقوم على إعلان كوكادام وتجيزها الجمعية التأسيسية.

وكانت البلاد حديثة عهد بحكم قهري وتتطلع لممارسة الحريات الأساسية بصورة مبالغ فيها، لذلك لم يكن ورادا تعليق بعض الحريات الأساسية ريثما يتحقق السلام.

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

أقلمة الديمقراطية

البلاد الديمقراطية العريقة كلها اضطرت إلى إدخال عوامل ثقافية واجتماعية في ممارساتها ومؤسساتها الديمقراطية، عوامل أقلمة ثقافية واجتماعية لممارسات ومؤسسات الديمقراطية، ففي بريطانيا – مثلا – لعبت الكنيسة الانجليكانية دورا في حماية هوية الدولة من الهيمنة الكاثوليكية، لذلك الحق الكيان الكنسي بالدولة وتطورت الديمقراطية البريطانية مستصحبة تلك الحقيقة، وفي أمريكا أدى اتساع الإقليم والتنوع البشرى والجغرافي والكسبي إلى درجة عالية من اللامركزية جسدها النظام الفدرالي. إن تعدد الولايات وتنوعها واتجاه صلاحياتها الولائية نحو النفور من المركز أدى إلى ضرورة تقوية السلطة التنفيذية وحمياتها من عوامل التعرية والتقلب.

البلاد حديثة العهد بالديمقراطية لم تراع هذه الحقائق واتجهت لنقل الديمقراطية حرفيا من النظم الغربية. لكن الغرب وطن الديمقراطية الذي طور نظرياتها والتزم بمبادئها أقلمها لتلائم ظروف الواقع.

العلمانية الغربية فلسفة تفصل الدين من الدولة. هذا الفصل النظري نجده عمليا مؤقلما في الواقع. ففي بريطانيا يوجد فصل بين الدين والدولة دون أن يمنع ذلك أن تكون الملكة رأس الدولة والكنيسة في آن واحد. ودون أن يمنع ذلك مجلس اللوردات وهو مجلس له دور تشريعي وقضائي أن يكون ثلث أعضائه من رجالات الكنيسة بحكم مناصبهم. كل دول أوروبا وهي تفصل بين الدين والدولة ترسم الصليب على أعلامها. وفي كثير من دول أوربا تسمى الأحزاب ذات الوزن الشعبي نفسها ديمقراطية مسيحية. وحتى في أمريكا حيث الفصل بين الدولة أكبر صرامة يفسح الواقع مساحات للتعبير الديني في المجال السياسي ابتداء من النص في العملة الوطنية – الدولار – " على الله توكلنا " إلى إجراء القسم على الكتاب المقدس لرجالات الدولة وفي المحاكم إلى العلاقات الوثيقة بين الجماعات الدينية والأحزاب السياسية، إلى اللوبي الديني في البيت الأبيض والكونغرس.
الفصل بين السلطات هو أحد أركان الديمقراطية. ولكن إذا تأملنا السلطات وهي التنفيذية، التشريعية، والقضائية والإعلامية، لوجدنا أن هناك مناطق رمادية وعوامل تداخل تحول دون أن تمارس هذه السلطات اختصاصاتها كأنما كل في فلك يسبحون بل تقوم في الواقع توازنات تجعل كافة مؤسسات الدولة الديمقراطية تعمل في انسجام.
تلتزم البلدان الديمقراطية بسيادة القانون وبالحريات الأساسية، ولكنها في الواقع تقيم أجهزة أمن واستخبارات عالية الكفاءة وربما تجاوزت سيادة القانون وبعض الحريات الأساسية لكي تحمي النظام الديمقراطي من أعدائه في الداخل والخارج.
إن كفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية مع الضوابط المذكورة قائمة في البلدان الديمقراطية. لكن إذا تعرض الوطن إلى خطر في ظروف الحرب أو الثورة فإنها تتخذ إجراءات استثنائية وتعلق بعض الحريات الأساسية لفترة معينة.
المبادئ النظرية الواضحة في المثل العليا هي التي أسميها الديمقراطية المعيارية أو قل النمطية. هذه الديمقراطية المعيارية موجودة في الكتب والمراجع وقد تأثر بها بعض مفكرينا وساستنا لذلك جعلوها لهم مرجعية وباسمها حرصوا على ديمقراطية بعيدة عن الواقع بحيث لا تستطيع البقاء والدفاع عن نفسها.

الديمقراطية المعيارية كمفاهيم مجردة ضرورية للفهم والدراسة والتحليل ولكنها كما تضعها النظريات لا توجد في الواقع. في كل وجوه الحياة هالك فروق بين الثقافة المثالية Ideal Culture والثقافة الممارسة Real Culture.

انه فرق يمنع إلغاء أحدهما ولا يجوز للذين يتناولون الأمور بجدية أن يغفلوه.

هناك عوامل في الواقع الحضاري والاجتماعي ينبغي للديمقراطية أن تستصحبها لكي تحافظ على نفسها. هذه الحقيقة ينطلق منها أعداء الديمقراطية من دكتاتوريين، وشموليين، وطغاة ويطلقون على أنظمتهم وممارساتهم عبارة ديمقراطية، لذلك سمى ستالين دستوره في عام 1936 ديمقراطيا. وسمى نظام مايو 1969 دولته جمهورية السودان الديمقراطية. هذا تزييف الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا. قال تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم).

لقد لاحظ بعض المفكرين مشاكل الديمقراطية المعيارية في العالم الثالث ولاحظوا كيف تؤدي الديمقراطية المعيارية هذه حتما إلى الضعف ممهدة للانقضاض عليها.

لذلك اقترح الأستاذ على مزروعي بعض الخيارات : اقترح إقامة نطام حكم رئاسي يشترط أن يكون المرشحون للانتخاب فيه لا حزبيين. على أن يكون البرلمان منتخبا على أساس تنافس حزبي. واقترح نظاما آخر سماه الدايارشية Diarchy وهو يوفق بين رئاسة مدنية منتخبة ودور مشارك للقوات المسلحة. وقال إن الديمقراطية المعيارية تؤدي حتما لضعف فانقلاب. والانقلاب يؤدي حتما لاستبداد فانفجار، ولا بد من حل وسط يحقق الاستقرار في البلدان الأفريقية ويتطور إلى أحسن مع الأيام.

هذه الآراء تشبه ما يحدث في كثير من البلدان التي أدخلت على حياتها السياسية ممارسات ديمقراطية محدودة، ممارسات يمكن أن نسميها الديمقراطية النسبية.

هنالك اليوم ديمقراطية نسبية في عدد من البلدان. فالنظام الذي أقامته ثورة 1952 في مصر أدخل على نفسه تعديلات ديمقراطية. كذلك فعل النظام الذي أقامته ثورة 1962 في اليمن.

هنالك نظم ملكية حققت استقلال بلدانها وأقامت الدولة فيها وأدخلت على نظامها الملكي تعديلات ديمقراطية كالمملكة المغربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الكويت.

هذه الدول في الطريق لإقامة ملكية دستورية. هناك محاولات يقوم بها نظام الإنقاذ في السودان في اتجاه هذه الديمقراطية النسبية ولكن مع الفارق. الدول المذكورة هنا بدأت من شرعية ثورة أو نظام ملكي لتتطور نحو الديمقراطية النسبية.

ثورة مصر حققت شرعيتها بإنهاء نظام ملكي فاسد وإجلاء الوجود الأجنبي من أرض مصر. ثورة اليمن حققت شرعيتها بإنهاء نظام إمامي منكفئ وتوحيد اليمن.

النظام الملكي المغربي حقق استقلال البلاد وأسس الدولة فيها.كذلك النظام الملكي في الأردن، وكذلك النظام الأميري الكويتي، هذه الدول اكتسبت شرعيتها من إنجازات تاريخية حقيقية.

هذه النظم الملكية والجمهورية التي أدخلت إصلاحات بحيث استحقت أن توصف بالديمقراطية النسبية انطلقت من نظم لها شرعيتها وهي كلها متحركة من أوضاع قليلة الحرية إلى أوضاع أكثر حرية.

هذه الصفات بعيدة جدا عن نظام الإنقاذ في السودان فهو لم يحقق للسودان تحولا تاريخيا إيجابيا لا استقلال البلاد، ولا تحريرها، ولا توحيدها، بل أعماله كلها تصب في خانة السلبيات.

والنظام لم يتحرك من خانة أقل حرية إلى خانة أكثر حرية، فالنظام الذي أطاح به كان يكفل الحريات الأساسية، لذلك لا يجوز أن يضاف ما يحاول نظام السودان الحالي القيام به إلى عشيرة الديمقراطيات النسبية.

مكاسب الشعب السوداني التاريخية وعدم وجود شرعية لثورة أو لبيت مالك تشكل نقطة بداية تؤكدان أنه لا مكان في السودان للنسبية التي تجد قبولا في بلدان أخرى ظروفها مختلفة.

الديمقراطية المستدامة

لا مكان في السودان اليوم للدكتاتورية ولا للشمولية ولا للاستبداد بكل مسمياته الصريحة والمستترة.

ولا مكان في أفريقيا كقارة تضم السودان للدكتاتورية فجنوب ووسط أفريقيا اتجه بحماسة نحو الديمقراطية، وحتى البلدان في شرق القارة وقرنها التي تمر بظروف ثورية استثنائية تقيم ديمقراطيات نسبية وتجعل التطور الديمقراطي أحد أهدافها. وقد تقرر في منظمة الاتحاد الإفريقي اليوم ألا يعترف بأي نظام يقوم بعد انقلاب عسكري على حكم مدني منتخب.

المطلب الديمقراطي يلون الشارع السياسي العربي حيث تشكل الديمقراطيات النسبية تيارا صاعدا،وأذكر أنني في آخر لقاء لي مع الأستاذ ميشيل عفلق في بغداد عام 1987 قلت له أنى لي مآخذ على فكر البعث أهمها أنه همّش قضية الحرية فأدى هذا التهميش إلى تقويض المبادئ الأخرى. وافقني على هذا النقد وقال أنه سوف يكتب في هذا الموضوع الهام. والناصريون اليوم يحاولون جهد المستطاع التخلي عن الأحادية والتطلع للديمقراطية.

أما الفكر الإسلامي فعلى لسان كثير من قادته ومفكريه انحازوا للديمقراطية وتقبلوا مقتضاها : التعددية، والتداول السلمي للسلطة، والمواطنة، والعلاقات الدولية القائمة على السلام والتعاون الدولي بل كثير من رجال الدولة منهم اختطوا ممارسات ديمقراطية عملية كحزب الرفاه في تركيا. والانتخابات العامة الأخيرة في إيران هذه التطورات الديمقراطية في حلقات انتمائنا الأفريقية والعربية، والإسلامية، تتناسب مع التطلع السوداني الملح والمستمر للديمقراطية وتواكب موجة عالمية توشك أن تجعل الديمقراطية شرطا لازما للتعامل الدولي والتعاون بين الدول.

إذا كانت الديمقراطية المعيارية غير صالحة للسودان، والديمقراطية النسبية دون طموح أهله، فما هي الديمقراطية الصالحة للسودان ؟

إنها الديمقراطية المستدامة Sustainable Democracy وهي ديمقراطية تلتزم بمبادئ الديمقراطية الجوهرية وتسمح بالتزامات وأحكام تؤقلمها لتلائم ظروف السودان الثقافية والاجتماعية.

مرتكزات الديمقراطية المستدامة

التوازن من أهم مقتضيات الديمقراطية المستدامة والتوازن يعني وجود أحكام قائمة على التراضي والقبول المتبادل لأنها لا يمكن أن تحسم بأصوات الأكثرية ,

القضايا التي يجب الاتفاق عليها وحسمها قبل الممارسة الديمقراطية لتكون لها سياجا وأساسا للتراضي سبع قضايا هي:

الدين والدولة.
الهوية.
السلام.
شرعية الحكم.
النظام الاقتصادي.
القوات المسلحة.
العلاقات الخارجية.
الدين والدولة

كثير من المسلمين يعتقدون أن للإسلام نظاما معينا للحكم. الحقيقة هي ليس للإسلام نظام معين للحكم، بل هناك مبادئ سياسية جاء بها الإسلام ويوجب الالتزام بها.

إذا كان هناك نظام معين للحكم جاء به الإسلام فإن ذلك يقتضي إن الإسلام يدعو إلى دولة دينية أي ثيوقراطية. الدولة في الإسلام مدنية لأن رئيسها يختاره الناس وهم الذين يحاسبونه.

يجب التخلي بوضوح عن الدولة الدينية أولا لأنها مؤسسة غير إسلامية وثانيا لأنها تعزل المواطنين غير المسلمين.

آخرون يقتدون بالفكر الأوروبي والأمريكي وينادون بالعلمانية. العلمانية ليست مجرد فكرة لتحقيق المساواة بين المواطنين على اختلاف أديانهم وأعراقهم ونوعهم.. إنها اتجاه فلسفي ومعرفي يقول انه لا معنى للأشياء إلا المشاهدة بالحواس في هذا الزمان والمكان. هذا الاتجاه الفلسفي ترفضه الأديان وكثير من الفلسفات الوضعية وفرضه على الناس تعسف وظلم. لذلك ينبغي أن نقول بوضوح لا للدولة الدينية ولا للعلمانية.

أما الدولة فنسميها ديمقراطية وكذلك الدستور وهي عبارة محايدة لا تقتضي معنى دينيا معينا يعزل أصحاب الأديان الأخرى. ولا معنى فلسفيا معينا يرفضه المتدينون وأصحاب الفلسفات المثالية والغيبية.

الدولة ديمقراطية والحقوق الدستورية فيها تنشأ من المواطنة بحيث يستمتع الناس بحقوقهم الدستورية لمجرد المواطنة لأن الوطن للجميع.

المواطن المتدين، في أي ملة، يتأثر بعقيدته في كافة نواحي الحياة وهذا حق من حقوق الإنسان إذا حرم الإنسان منه سوف يقاوم ذلك الحرمان. علق مارك تالي - مراسل هيئة الإذاعة البريطانية على الانتخابات العامة في الهند التي نال فيها حزب الأصولية الهندوسية حزب جاناتا أصواتا بلغت نصف أصوات حزب المؤتمر الهندي- قائلا : إن مبالغة السياسة الهندية السائدة في اتجاهها العلماني استفزت مشاعر المؤمنين فعبروا عن احتجاجهم بالتصويت لحزب جاناتا.

المؤمن بعقيدة إسلامية أو مسيحية سوف تتأثر حياته بذلك الإيمان وسوف يسعى لتأييد الأحكام التي تتماشى مع عقيدته. لا سيما المسلم الذي تلزمه عقيدته بالشريعة الإسلامية.

إن النص على أن المواطنة هي مصدر الحقوق الدستورية وأن الوطن للجميع لا يتعارض مع حرية المؤمنين في السعي للتعبير عن قيم ومقاصد دينهم إذا التزموا بالآتي التزاما قاطعا : -

حقوق المواطنين الآخرين الدستورية والقانونية.
الحرية الدينية لكل ملة وحق أصحابها في السعي للتعبير عن قيمها ومقاصدها بالوسائل الديمقراطية.
ديمقراطية التشريع وتجنب الأحكام التي تنتقص من حقوق الآخرين.
علاقات دولية تقوم على السلام العادل والتعاون بين الدول.
الهوية

حرص كثير منا على اعتبار أن هوية السودان إسلامية عربية، هذا النص الذي عبر عنه نظام الإنقاذ بصورة حزبية ضيقة خلق استقطابا سياسيا وفكريا في السودان هو المسئول عن استثارة الاتجاهات الانفصالية.

أغلبية أهل السودان مسلمون وثقافة أغلبيتهم عربية ولكن السودان متعدد الأديان والثقافات.

السودان قطر عربي أفريقي متعدد الأديان والثقافات وينبغي أن نجعل هذا التعريف أساسا لهوية السودان كأساس يحترمه الجميع. هذا الواقع يقتضي اعتبار اللغة العربية لغة التخاطب الوطنية، واللغة الانجليزية هي لغة التخاطب الوافدة. على ألا يمنع ذلك تشجيع تعليم اللغات الوطنية الأخرى وتشجيع تعلم اللغات الوافدة الأخرى.

السلام

إن للتباين والتباغض بين الشمال والجنوب أسبابا تاريخية قديمة، جيرها الاستعمار وأضاف إليها عوامل تنافر جديدة. وزادتها عيوب السودنة وتقصير الحكومات الوطنية الديمقراطية، وعمقتها حماقات النظم العسكرية،ورسختها ردود الفعل الغاضبة من الأطراف المتضررة.

نتيجة لتلك العوامل اندلعت وتجددت الحرب الأهلية في السودان فأقامت جسورا من العداوة المرارة والغضب. يمكننا أن نذكر أسبابا كثيرة للحرب الأهلية في السودان، لكن هنالك سببان أساسيان لها هما :

الأول : تظلم العناصر التي حملت السلاح من فرض هوية ثقافية عليها.

الثاني : تظلم نفس تلك العناصر من أنها سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا مهمشة.

لقد توصلت القوى السياسية السودانية عبر حوارات ومؤتمرات في قمتها مؤتمر القضايا المصيرية في 1995 بأسمرا إلى تحديد قواعد لإنهاء الحرب الأهلية وتأسيس السلام العادل، تلك القواعد ينبغي احترامها دون حاجة لتداول آخر هي:

أن تكون المواطنة هي أساس الحقوق الدستورية في البلاد.
الديمقراطية هي أساس شرعية الحكم.
تحقيق مشاركة عادلة للعناصر المهمشة في الحكم المركزي.
أن يكون الحكم في أقاليم السودان لا مركزيا.
التوزيع العادل للثروة.
إعادة هيكلة القوات المسلحة ليكون تكوينها متوازنا.
تقرير المصير كمخرج من أزمة الثقة الموجودة وكتجديد لعقد التراضي.
شرعية الحكم

الالتزام بالديمقراطية أساسا لحكم البلاد مع مراعاة الآتي :

سد الثغرات التي كشفت عنها التجارب انتقالا من الصورة المعيارية إلى الصورة المستدامة.
استصحاب الديمقراطية لمبادئ تحقق التوازن هي : -
احترام القطعيات الدينية واحترام حرية الأديان والتعايش السلمي بينها.
الاعتراف بالتنوع الثقافي في البلاد واحترامه.
المشاركة العادلة للمجموعات الوطنية المهمشة في السلطة.
اعتبار للقوى الحديثة يتناسب مع حقيقة أن وزنها الفكري والسياسي يزيد على وزنها العددي.
النظام الاقتصادي

استبعاد فكرتي المفاصلة الطبقية والتخطيط المركزي والالتزام بالتنمية عبر آلية السوق الحر مع مراعاة المبادئ الآتية :

دور الدولة في تنمية البنية التحتية.
رعاية الشرائح الفقيرة.
العدالة الاجتماعية والجهوية.
استصحاب إيجابيات العولمة وصد سلبياتها.
القوات المسلحة

التخلي عن العسكرية بشكلها المتوارث لأنه :

يفتقد للتوازن القومي.
مشوه حربيا.
مترهل.
تضخم مع ظروف الحرب.
لذلك يعاد بناء القوات المسلحة وفق الأسس الآتية :

تناسب تركيبها مع الوزن الديمغرافي.
كفالة قوميتها.
تأمين انضباطها.
ضبط حجمها مراعاة لظروف السلام والإمكانات المالية.
استيعاب قوات التحرير بصورة مدروسة ومناسبة لهذه المبادئ.
مراجعة مواقع ثكناتها لتتناسب مع مهامها الدفاعية.
كفالة طاعتها لقرارات الشرعية الدستورية.
حمايتها من المغامرين العسكريين والمدنيين.
العلاقات الخارجية

تقوم العلاقات الخارجية على الآتي:

الالتزام بميثاق تنظيم العلاقات الخاصة بين السودان ومصر.
الالتزام بمواثيق التكامل الأمني والتنموي بين السودان وجيرانه في حوض النيل وحوض البحر الأحمر خاصة أثيوبيا وإريتريا ويوغندا.
إبرام اتفاقيات ومواثيق لتنظيم المصالح المشتركة بين السودان وجيرانه العرب والأفارقة.
التزام السودان المتوازن بحلقات انتمائه العربية، والأفريقية، والإسلامية.
التزام السودان بالشرعية الدولية.
هذه النقاط السبع الخاصة بالدين والدولة – الهوية – السلام – شرعية الحكم –النظام الاقتصادي – القوات المسلحة – العلاقات الخارجية. تتضمن الميثاق الوطني الذي يقوم على أساسه بناء الوطن والذي يجوز الاختلاف عليه لأن قضاياه من نوع يحسمه التراضي لا أصوات الأكثرية.

الأحزاب السياسية

التنظيمات السياسية التي تعلن الالتزام بهذا الميثاق الوطني يجوز لها أن تسجل نفسها بالأسماء التي تختارها مادامت لا تتناقض في مضمونها مع ما نص عليه الميثاق.

بالنسبة للأحزاب الحالية : يؤخذ على حزب الأمة القيد الأنصاري، على الاتحادي الديمقراطي القيد الختمي، وعلى الحركة الشعبية لتحرير السودان القيد القبلي، وعلى الحزب الشيوعي القيد الماركسي، وعلى الأحزاب الإسلامية الحديثة القيد الثيوقراطي،وعلى أحزاب العروبة القيد القومي،وعلى الأحزاب الأفريقية القيد العرقي.

حتى إن صحت هذه المآخذ فإن الواقع لا يمكن أن يلغى بالقانون ولا بجرة قلم ولكن تطالب الأحزاب بتطوير نفسها في اتجاه أربعة أمور هي:

مبادئ الميثاق الوطني.
الانفتاح القومي.
الانفتاح الديمقراطي في تكويناتها.
شفافية مصادر التمويل.
على قانون تسجيل الأحزاب أن يضع أحكاما واضحة يلتزم بها الحزب المعني. وتتكون بموجب أحكام هذا القانون محكمة خاصة بالأحزاب السياسية للنظر في أية مخالفات وإنزال العقوبة المستحقة.

النقابات

النقابة تكوين حديث ذو حقوق وواجبات.انه شخصية اعتبارية تمثل قاعدتها وتدافع عن حقوقها ومصالحها. لقد حققت الحركة النقابية في السودان مكاسب كهيئات مكونة ديمقراطية، ومدافعة عن أعضائها، ومشاركة في السياسة الإنتاجية لوحدة انتسابها. ومرتبطة في اتحاد مع النقابات المماثلة.ومشتركة في مناقشات السياسة الاقتصادية العليا للبلاد. هذه المكاسب جزء من تطور السودان الاجتماعي تستصحبه الديمقراطية المستدامة.ولكن الحركة النقابية في عهد الديمقراطية الثالثة وقعت في عيوب كان لها دورها في تقويض الديمقراطية وفتح المجال للنظام الذي سلب الحركة النقابية كافة حقوقها وحولها إلى أدوات تطبيل للسلطة. تلك العيوب هي :

الاستخدام التعسفي لسلاح الإضراب.
الانفلات المطلبي.
الاستغلال لصالح متسلقي السلطة والانقلاب المدني.
فيما يلي تسعة نقاط تتصدر الميثاق الاجتماعي الذي تلتزم به الحركة النقابية السودانية التزاما حازما. هي :

حماية مكتسبات الحركة النقابية السودانية المذكورة أعلاه.
كفالة ديمقراطية التكوين النقابي ابتداء من تسجيل الأعضاء إلى سلامة الترشيح والتصويت.
قيام سياسة الأجور على الأسس الآتية : تغطية ضرورات المعيشة – جزاء الكفاءة – مراعاة الإنتاجية – احتواء التضخم – تحديد نسبة مئوية من الدخل القومي كمؤشر لا يجوز لفاتورة الأجور أن تتخلف عنه أو تتخطاه.
الالتزام بمراحل التفاوض الحر بين النقابة والجهة المستخدمة وقبول نتائج التحكيم.
تنظيم حق الإضراب حتى لا يكون إلا بعد انقطاع كل السبل الأخرى.
المشاركة في الأنشطة النقابية العالمية لا سيما منظمة العمل الدولية.
تشجيع الأنشطة التدريبية والتثقيفية.
تشجيع الأنشطة التعاونية والاستثمارات النقابية والمؤسسات النقابية الخدمية ,
استئصال كافة محاولات الانحراف بالحركة النقابية عن دورها واستخدامها للانقلاب المدني.
تلتزم التكوينات النقابية بهذا الميثاق الاجتماعي وتسجل وفق أحكام قانون خاص بها. وتتكون محكمة نقابية خاصة لتنظر في المخالفات النقابية وإنزال العقوبات المحددة.

الصحافة

قامت الجبهة الإسلامية القومية بانقلاب يونيو 89 عن طريق تآمر عسكري. ولكنها مهدت له عن طريق تآمر صحفي.

حصلت الجبهة الإسلامية القومية على أموال من مصادر غير سودانية بدعوى استخدامها لأغراض دينية وإنسانية لكنها استخدمت جزءا كبيرا منها في تمويل صحافة هدفها تشويه الديمقراطية وسوء استغلال الحرية. لقد وقعنا في خطأين ساهما في فتح المجال لهذا التآمر الصحافي هما : -

الخطأ الأول : كانت صحيفتا الأيام والصحافة تصدران باسمرار أثناء الفترة الديمقراطية بتمويل حكومي. ولكننا تأثرا بمفهوم الديمقراطية المعيارية رأينا إلا تستمر الحكومة في الإنفاق على الصحيفتين. واتصلنا بأصحابهما الأصليين فوعدوا بمواصلة إصدارهما دون أن ينفذوا الوعد مما خلق فراغا صحافيا ملأته صحافة التآمر.

الخطأ الثاني : مفاهيم الديمقراطية المعيارية أدت إلى اختلاف في الحكومة لأن أصحاب هذا الرأي رأوا عدم وضع أي قيود قانونية خاصة بالصحافة لضبطها.لذلك انفتح المجال للإفساد الصحافي دون مساءلة.

الصحافة سلطة رابعة في الديمقراطية وقيامها بدور بناء لا غنى عنه لعافية النظام الديمقراطي. ينبغي التزام الصحافة بميثاق صحافي يتضمن الآتي:

الصحافة السلطة الرابعة وهي مهنة ذات رسالة في الإعلام، والأخبار، والتوعية الفكرية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والنقد، والتحليل، والإمتاع الأدبي، الإبداع الفني. إنها مرآة المجتمع وبوصلة تحركه.
الالتزام بمبادئ الميثاق الوطني للمساهمة في بناء الوطن.
الالتزام بالموضوعية،والصدق، والأمانة، والامتناع عن الكذب والإثارة.
أن تكون الصحف ذات جدوى مالية وأن تتضح شفافية مصادر تمويلها.
للصحافة ضوابط مهنية وخلقية لا يرخص لأصحابها الانتساب للمهنة إلا إذا استوفوها.
تمنح الدولة تسهيلات للصحافة كمهنة وكصناعة.
يضم الصحافيين تنظيم نقابي ديمقراطي يدافع عن مصالحهم ويحقق لهم منافع تعاونية استثمارية وخدمية.
يصدر قانون للصحافة والمطبوعات يوجب الالتزام بالميثاق الصحافي ويحدد أحكام التصديق لإصدار الصحف والمجلات والدوريات. وتكون أحكام القانون محكمة خاصة للصحافة للمحاسبة على التجاوزات.

الأمن

منذ سقوط نظام جعفر نميري تقرر حل جهاز الأمن القومي. ولم تتخذ الحكومة الانتقالية له بديلا، واستمر غياب جهاز الأمن لمدة عامين من عمر الحكومة الديمقراطية. كان أهم أسباب الإعراض عن تكوين جهاز الأمن هو مفاهيم الديمقراطية المعيارية التي لا ترى داعيا لأجهزة أمن عدا الشرطة العادية.

الديمقراطيات العريقة في الغرب خالفت هذه المفاهيم المعيارية وأقامت أجهزة أمن فعالة بلغت فاعليتها درجة استفزت المفكرين اللبراليين فرموها بأنها حكومات خفية غير خاضعة للمراقبة التشريعية.

الديمقراطية كنظام أكثر حاجة من غيره لإقامة أجهزة أمن قوية لأنها إذا لم تلتزم بالحريات تفتح المجال للمتآمرين والمخربين في الداخل والخارج.

لذلك يجب أن تقام أجهزة أمن قوية للداخل والخارج لتقوم بجمع وتحليل المعلومات بهدف حماية أمن الوطن والمواطن والدولة. الشرط الوحيد الذي يجب أن يراعى هو إلا يكون لهذا الجهاز صلاحيات تنفيذية كالاعتقال والعقوبة بصورة تخالف القانون.

أزمة السلطة التنفيذية

مفاهيم الديمقراطيات المعيارية خلعت أسنان الديمقراطية وجعلتها عرضة للانقلاب المدني والعسكري.

أبدى كثير من الساسة السودانيين حرصا شديدا على اختيار نظام الحكم البرلماني وعلى رأسه مجلس السيادة ومجلس الوزراء. في هذا النوع من الحكم يفترض أن يكون مجلس السيادة رمزيا وأن يتولى مجلس الوزراء كامل السلطة التنفيذية. هذا ما تقوله المرجعية المعيارية. لكن الواقع السوداني حال دون الالتزام بهذه المرجعية. نتيجة لذلك حدث تجاذب في ممارسة السلطة التنفيذية أضعف أداءها.

في كل العهود الديمقراطية التي مرت على السودان ظهرت بوضوح أزمة في السلطة التنفيذية سببها ائتلافية الحكم بين حزبين أو أحزاب متنافسة مما خلق معارضة داخل مجلس الوزراء وصيغة مجلس السيادة ومجلس الوزراء.

إننا إذا عدنا لتلك الصيغة مع عزمنا على زيادة درجة اللامركزية في حكم البلاد لتتخذ شكلا على الأقل فدراليا فإن دواعي أزمة السلطة سوف يزيد هذا بينما تحتاج البلاد بعد خراب الإنقاذ إلى هيئة تنفيذية قوية للتعامل مع قضايا الداخل والخارج. ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا عن طريق نظام رئاسي ليتولى السلطة التنفيذية شخص ينتخبه الشعب انتخابا حرا مباشرا لفترة من الزمن في إطار الدستور الديمقراطي.

هذه المقترحات الواردة في هذه الدراسة مستمدة من دراسة لتاريخ الديمقراطية في العالم. ومن ممارسة الحكم في عهد الديمقراطية الثانية لمدة عام وفي عهد الديمقراطية الثالثة لمدة ثلاثة أعوام.

لقد صار السودان هشا جدا فلا يحتمل مزيدا من التقلبات ونحن مطالبون إلا نكرر الأنماط القديمة كأننا لا نتعلم من تجاربنا ومن تجارب الآخرين.

إنني أقولها دون أدنى شك أننا لو عدنا للديمقراطية الثالثة حذوك النعل بالنعل لعاد الانقلابيون وان رفعوا شعارات أخري.

إن الديمقراطية الراجحة و العائدة في السودان، وفي سائر أركان عالم الجنوب تنتظر منا ومن تجاربنا دروسا تواجه بها أمرين : تحقيق الديمقراطية والمحافظة عليها والأمر الأول اسهل كثيرا من الثاني.

السبيل الوحيد أمامنا هو أن نعي تجاربنا وتجارب الآخرين ونتخذ التعديلات اللازمة لتنظيم ممارسة الحريات الأساسية وإقامة ديمقراطية مستدامة.

وإلا فسوف يكون قدرنا هو الاستمرار في دوامة الديمقراطية المعيارية والتآمر الانقلابي.

إننا ساعون الآن في مسيرة الحل السياسي الشامل في السودان لتحقيق عمليتي السلام والتحول الديمقراطي عبر الحوار مع النظام والتفاوض الجاد. وفي سبيل ذلك فقد نقلنا ثقل حزبنا القيادي إلى الداخل لنعبئ الجماهير للحل ولنفاوض النظام حوله. وحتى ولو فشلنا في ذلك فإننا نكون قد عبأنا الجماهير بصورة لا رجعة بعدها عن عمليتي السلام والدمقرطة إلا بمواجهة السيل الجماهيري الجارف. ولكننا نضع نصب أعيننا أن الديمقراطية القادمة يجب أن تكون مستدامة، وأن تتجنب مزالق التجارب السابقة، وإلا عدنا لدائرة الجحيم من جديد.

لقد درست هذه التجربة أهلها دروسا لا غنى عنها فيما يتعلق بالتطبيق الديمقراطي من جهة، وفيما يتعلق بالتطبيق الإسلامي من جهة أخرى. إنني أستخلص كل تلك الدروس، وأستعين بأدوات الاجتهاد الإسلامي المستنير، لأخلص إلى ثلاثة نداءات أراها مضيئة لمسيرة المسلمين للتعامل فيما بينهم( نداء المهتدين)، وللتعامل مع أهل الملل الأخرى (نداء الإيمانيين)، وللتعامل مع كافة عقلاء العالم (نداء الحضارات).. هذه النداءات ترد في الجزء القادم من الكتاب.

الخلاصة:

ليس هناك أساس في السودان لتقوم شرعية الحكم على الوراثة ، كذلك فإن كل المحاولات لتأسيس الشرعية علي الدكتاتورية ظل يلازمها عدم الاستقرار وكانت لها نتائج كارثية، إذن ليس هناك بديل للديمقراطية كأساس للحكم في السودان . ولكن بالرغم من ذلك فقد تم تقويض الحكومات الديمقراطية ثلاث مرات وخلافا للأسباب العامة التي تؤدي لتقويض الديمقراطية في ظروف التخلف فإن هناك ثمانية أسباب محددة يجب معالجتها لجعل الديمقراطية مستدامة وهي :

1- الحرب الأهلية المستمرة :

والحرب حتى في أكثر الديمقراطيات رسوخا تتطلب إجراءات وتدابير يتم بموجبها تعليق العديد من أوجه الأداء الديمقراطي . وقد أثرت الحرب الأهلية علي الحكومات الديمقراطية سلبا لأنها زادت من النفوذ العسكري واستنزفت الموارد المادية و البشرية فحرمت التنمية من الاستفادة من هذه الموارد . وكذلك زادت المخاطر الأمنية مما تطلب زيادة التدابير في مواجهتها . وبصفة عامة فإن الحرب الأهلية لاسيما حينما تشمل أقاليم كاملة فإنها تكلف الحكومات الديمقراطية ثمنا غاليا وتعطل أداءها .

2- التوازن الاجتماعي:

المسألة الثانية هي مسألة التعامل بمبدأ التوازن لاستيعاب كل القوى الاجتماعية . فالديمقراطية ليست مجرد قوة انتخابية تقرر في القضايا علي أساس أغلبية الأصوات وفي تجربتنا السودانية هناك قوتان اجتماعيتان فشل نظام الصوت الواحد للشخص الواحد في استيعابهما بكفاءة هما :

القوى الاجتماعية الحديثة والتي في ظروف التخلف الوطني تشكل أقلية تشعر بأن هذا النوع من الديمقراطية لا يعطيها صوتا مساويا لقوتها الاجتماعية مما جعل قطاعات عديدة من هذه القوى الاجتماعية الحديثة تشكك في شرعية نظام الصوت الواحد للشخص الواحد .
الأقليات الثقافية ذات الوعي بهويتها المتميزة تشعر بأن النظام القائم علي الأغلبية بصورة أو أخرى يشكل ضغطا عليها. ولتجاوز هذا القصور فمن الواجب تأهيل الديمقراطية بتدابير تجعلها متوازنة لتمتص هذه الإحباطات بدون أن تضر بصورة كبيرة بمبدأ الصوت الواحد للشخص الواحد في الديمقراطية النيابية .
3- مسألة الإصلاح الحزبي:

أغلبية الأحزاب السودانية متأثرة بولاءات دينية وقبلية ولكنها في هذا الصدد أقل طائفية من الأحزاب السياسية في كثير من بلاد الشرق الأوسط وأقل قبلية من كثير من الأحزاب الأفريقية . ويهدف قانون تنظيم الأحزاب السياسية إلي جعلها أكثر قومية وأكثر ديمقراطية وبقدر ما تكون قوميتها وديمقراطيتها منقوصة يكون نقصان شرعيتها. و في المقابل : هناك الأحزاب السياسية العقائدية : الإسلاموية، الشيوعية، العروبية و الأفريقانية، هذه الأحزاب في حقيقتها مرتبطة بأيديولوجيات شمولية و هي بهذا تشكل تهديدا على الديمقراطية إذ تستغل الحقوق التي تكفلها لها الديمقراطية لتقويضها. لذلك يجب أن يهدف الإصلاح السياسي للأحزاب لتقويمها وجعلها قومية وديمقراطية. وغنى عن القول أن الاختلافات بين الأحزاب ستستمر وذلك لاختلاف مبادئها ولاختلاف القوى الاجتماعية التي تمثلها، فهي بهذا الفهم لا ينبغي أن تكون مصدر إزعاج إذ هي جوهر الديمقراطية.

4. النقابات:

النقابات من مكونات المجتمع المدني الأساسية في الديمقراطية، ولها وظيفتها المشروعة. وقد لعبت النقابات السودانية أدوارا شبه سياسية في الكفاح ضد الاستعمار والديكتاتورية، وهذا النوع من الأدوار الوطنية مبرر، ولكن الأحزاب العقائدية وبعض الطامحين حاولوا استغلال النقابات لعمل انقلاب مدني ضد الحكومات المنتخبة ديمقراطيا، وهذا يشكل خطرا على الديمقراطية يجب احتواؤه سياسيا وقانونيا.

5. الصحافة:

تعتبر حرية الصحافة من أعمدة الأساس في الديمقراطية. وفي السودان تصرفت الصحافة بقدر عال من المسئولية في الديمقراطيتين الأولى والثانية، وكونت صناعة منتعشة وأجهزة إعلام فائقة الحيوية ولكن في الديمقراطية الثالثة انتكس أداؤها واتسمت بعدم المسئولية بل ولعبت دورا أساسيا في تقويض الديمقراطية. وفي الديمقراطية المستدامة، الواجب وضع سياسة وسن تشريع لتأسيس صحافة حرة وصحية، أي فشل في هذا الأمر سيقوض النظام الديمقراطي.

6. القضاء.

يعتبر استقلال القضاء معلما من معالم النظام الديمقراطي، وهو مع ذلك أمر لازم وحيوي إذ يحدد -في كثير من الأحيان- مستقبل النظام الديمقراطي. يجب على القضاء أن يراعي وظائف أجهزة الدولة الأخرى دون أن يتنازل عن صلاحياته الشرعية كما ينبغي على قضاته أن يلتزموا الحياد السياسي لتجنب الانحراف عن مبدأ استقلال القضاء. إن إصلاح القضاء على ضوء تجارب الماضي ضرورة للديمقراطية المستدامة.

7. القوات المسلحة.

بلغ التطور السياسي الحديث ذروة عالية بتحقيق إنجازين عظيمين هما: التداول السلمي للسلطة السياسية وخضوع القوات المسلحة للقيادة المدنية المنتخبة. أما في السودان فقد درجت القوات المسلحة على تقليد ضحت في أثنائه بانضباطها وسببت الأذى للبلاد، ذلك التقليد هو التدخل السياسي والتغول على القرار المدني الشرعي. يمكن حماية الديمقراطية حينما تخضع القوات المسلحة لقيادة الحكومة المنتخبة عبر سياسة وتشريع محددين، وعندما يتم تقييدها بوسائل مناسبة منعا للانقلابات.

ساهمت كل العوامل المذكورة أعلاه في إضعاف الحكومات الديمقراطية (أعني السلطة التنفيذية) مؤسسيا. وفي التجربة السودانية هناك عوامل أخرى تضعف الحكم الديمقراطي أكثر فأكثر وهي:

طبيعة الحكم الائتلافي: فعلى طوال تاريخ الحكومات الديمقراطية لم ينجح حزب في نيل الأغلبية التي تمكنه من الحكم منفردا لذلك اتجهت الأحزاب للائتلاف. والحكومات الائتلافية بطبيعتها ضعيفة ومما يضعفها أكثر في السودان هو اقتسام شركاء الائتلاف لمجلس الوزراء ومجلس السيادة، فتذهب رئاسة الوزارة للحزب الأكبر ورئاسة مجلس الدولة للحزب الآخر. والدستور البرلماني الذي هو أساس توزيع السلطات بين أجهزة الدولة يعطي السلطة لمجلس الوزراء بينما يجعل مجلس رأس الدولة مثل ملكة بريطانيا -يملك ولا يحكم- وهذا المفهوم غريب جدا على الثقافة المحلية لدرجة أنه لا توجد ترجمة عربية ذات معنى له. لذلك ظل الحزب الأصغر يستغل موقعه في مجلس رأس الدولة ليعوض ضعف موقفه في مجلس الوزراء.
قوة السلطة التنفيذية: نسبة للضعف المتواصل والأزمات الكثيرة الملازمة للحكومات الديمقراطية في السودان، فإن البلاد بحاجة لتقوية السلطة التنفيذية لا سيما في ظل اللامركزية وحتى الفيدرالية. والنمط الفيدرالي من اللامركزية هو ما دفع الآباء المؤسسين الذين وضعوا الدستور الأمريكي أن يبتدعوا النظام الرئاسي القوي. وبالنسبة لنا فإن أي عودة للمؤسسات السابقة للديمقراطية كما عرفت ومورست ستعيد إنتاج الأزمة وتضعف الديمقراطية وتغري المغامرين للإطاحة بها وباختصار فإن الجهاز التنفيذي القوي في السودان شرط وضرورة من ضرورات الديمقراطية المستدامة.

--------------------------------------------------------------------------------

1 هذه الأطروحة مأخوذة من ورقتين أساسيتين كتبهما رئيس الحزب السيد الصادق المهدي وتمت إجازتهما من أجهزة الحزب المعنية. الأولى هي ورقة: التجربة السودانية والحريات الأساسية، والتي قدمها في ورشة حزب الأمة الفكرية الخامسة المقامة بالقاهرة في أبريل 1997م. والثانية هي ورقة: مولد السودان الثاني في مهد حقوق الإنسان المستدامة، والتي قدمها لمؤتمر "حقوق الإنسان في فترة الانتقال" الذي عقد بكمبالا في فبراير 1999م.


الناس ثلاثة أموات في أوطاني
والميت معناه قتيل
قسم يقتله أصحاب الفيل
وقسم تقتله إسرائيل
وقسم تقتله عربائيل
وهي بلاد تمتد من الكعبة للنيل
والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
والله اشتقنا واشتقنا
أنقذنا يا عزرائيل
سونيل اسم يتكون من السودان والنيل
***************
آنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم
أنا لا أهجو سوئ كل عتل وزنيم
وأنا ارفض أن أرى ارض الله غابه
واري فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
وضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فني
غير آني
كلما أطلقت حرفا
أطلق الوالي كلابه

**************

يمشي الفقير وكل شي ضده
والناس تقلق دونه أبوابها
وتراه ممقوتا وليس بمذنب
يلقي العداوة لا يري أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني
حنت إلية وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا
نبحت عليه وكشرت أنيابها
******************

Post: #200
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: خالد عويس
Date: 05-11-2003, 01:14 PM
Parent: #199

عزيزي كمال عباس
لديّ الصراحة الكافية للقول بأن هذا الموضوع بالذات لم يثر بالقدر الكافي فى داخل أروقة الحزب ، ولم يحظ بالنقاش المعمّق الذى يقود الى استخلاص نتائج نهائية حوله ، ولعلك اذ تثيره بكل هذا القدر من الالحاح المحمود تنبه بالفعل لأهمية اخضاعه لحوارات داخلية مستفيضة ، فالمحاور الفكرية المتعلقة به والتى طرحها كتاب ( العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي فى الاسلام ) فى حاجة الى مزيد من الجدل الفكري والفقهي ، وبما يتناسب مع الحاجات السودانية خاصة فى هذا الصدد ، اذ أثبتت التجارب أن الاجتهاد الفقهي فى حد ذاته مطلوب منه أن يؤدي وظائف تختلف باختلاف الجغرافية والظروف الزمكانية ، علاوة على الجدل المثار والقائم الى الآن فى طول العالم الاسلامي وعرضه حول ذات الموضوعة ، وهو جدل سأزعم انه لم يحسم حتي الآن ، ففى حين يميل بعض الى اضفاء قداسة على الاجراء القانوني نفسه بخصوص الحدود وصبغها بصبغة التقيد الحرفي بتطبيقها فى شتي الظروف امتثالا للمشيئة الالهية ، تختلف تفسيرات البعض الآخر ، ولعل هذا ما ذهب اليه كتاب (الصادق المهدي) فى شروحاته الضافية حول المسألة بحسبان أن المقصود بالفعل هو المقاصد النهائية للشريعة الاسلامية ، وهي التي حددها بالعدل والحرية والمساواة وحقوق الانسان ، فضلا عن أن الصادق المهدي يشير الى مراجع فقهية تقول بأن المعني من الحدود هو تبيان فداحة الجرائم ، والتنبيه الى أن شدة العقوبة تضاهي شناعتها ، وأن المقصود من التشريع هو لفت النظر الى هذه الجوانب وليس التقيد حرفيا بتطبيقها ، الأمر الذى لم يحدث بالفعل فى التاريخ الاسلامي الا مرات معدودة وفى حالات استثنائية ، وقد عطلّت حدود بالفعل فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفى عهود لاحقة ، فى ظروف وملابسات معروفة ، هى تشبه ظروفنا الحالية لعدم الحصول على المجتمع المثالي الذى يعاقب الشواذ فقط فى حال جنوحهم ، والغاية من هذا تحقيق مجتمع فاضل ، لا الأخذ حرفيا بالحدود ، ويدلل الى هذا (ادرءوا الحدود بالشبهات ) والشبهات فى حدود عدة لا يمكن تجاوزها بسهولة ، وهى متوفرة بشكل يدعم الرؤية القائلة بأن الحدود شرّعت لتبيان وقعها على النفس ، وتحذيرها من الوقوع فى اثم يغضب الله ، والمقصود بذلك التطهير الذاتي فى اطار مجتمع قائم بالفعل بواجباته ووظائفه ، وأميل أنا شخصيا للاعتقاد حسب فهمي المتناسل عن قراءتي للمهدي ، للاعتقاد جازما بأن رؤاه تميل الى قراءة معالجة الانحرافات فى المجتمع بصيغ متعددة ، أولاها الايمان الذى يخلق السياج الحامي الأول ، وثانيها الأخلاق ، وهي ايضا تخلق السياج الثاني الحامي ، غير ان هذه السياجات لابد من تعزيزها بأخريات تتمثل فى العدل الاجتماعي الذى يطول تفصيله حسب رؤية الحزب ، ويتضمن الحؤول دون وقوع السرقة مثلا او الزنا بأساليب الحماية منهما باقرار حقوق عدلية ، وتوفير العفاف ، وفى ظل هذا ، سيكون المجتمع أقرب الى التعافي ، وستنحصر دائرة الانحرافات فى نطاق ضيّق جدا ، ورغم هذا ، فلن يتعين التطبيق فورا على كلّ من ينحرف ، فالقصد ليس الانتقام ، وهذا أساس فى فهمنا للحدود ، وانما التقويم ، الذي تسبقه معالجات اجتماعية معمّقة ، وبالطبع فان قاعدة اساسية يستند عليها المهدي فى كتابه ( ادرءوا الحدود بالشبهات) ما يؤدي الى تضعيف الأخذ فورا بالتطبيق ، واتباع السبل كافة لتجنب ذلك علما بأن بعض الانحرافات التى تستوجب الحدود ، توجب الاعتراف الفردي رغبة فى التطهير لاستحالة الحصول على قرائن اخري بخلاف الاعتراف كجريمة الزنا ، وحتي بعد الاعتراف الفردي بها ، لابد من مراجعة المعترف او المعترفة لكى يسمح له بالتراجع عن اعترافه كما حدث فى ايام الرسول صلى الله عليه وسلم ، اما فى حالات السرقة ، فللجهات القانونية أن تتدرج فى تطبيق العقوبة ، وتحاول اصلاح الانحرافات مترافقة مع البعد الاجتماعي والاقتصادي فى العلاج ، وهذا لا يعني تطبيق العقوبة الا على الشاذين جدا ، الذين وفر لهم المجتمع كل السبل لحياة كريمة ، وعاقبهم لأكثر من مرة بعد هذا على السرقة بعقوبات مخففة ، يتعين تطبيق العقوبة عليهم فى آخر المطاف كحل نهائي لحماية المجتمع بعد أن تبين صعوبة اصلاحهم ، اذن عزيزي كمال عباس ، فان قاعدتنا هى مقاصد الشريعة ، وهى واجب البحث عنها بأساليب مختلفة ، وتضييق التطبيق الى أقصي حد ، نظرا لأن مقاصد الشريعة لا تكمن فى انتقام المجتمع من المنحرفين وانما معالجة انحرافاتهم فى اطر متعددة يشارك فيها المجتمع نفسه ، واتمني ان تجد قراءتي اضافات وشروحات .

Post: #201
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: إسماعيل وراق
Date: 05-11-2003, 07:01 PM
Parent: #200

بدأت خطوات الزمان أكثر سرعة من ضربات الآلة التي نطبع بها فواتير كشف حسابنالممارساتناالسياسية.. تغير كثير من الفهم السائد في السابق ولكن الكثير منا لا يزال ممسكاً على عنقه.. تلك المفاهيم التي ساهمت في شل بعض أجزاء أجسامنا السياسية.. مفاهيم متدثرة بأيديولوجيات هلامية واهية وافدة نخرت في الجسم السوداني حتى أعياها التعب.
نعم أخي عبد العاطي أرى فيك وفي جيلنا هذا بريق أمل ينتشل السودان مما هو فيه من إشكال وداء عضال شريطة إلتزامنا الحوار البناء الهادف في أطروحاتنا وإعترافنا ببعضنا البعض وأن لكل منا حرية الإختيار والتعبير عن رأيه وفق الأسس الموضوعية بعيداً عن الغوغائية والتهريج والتجريح.
أخي عادل يبدو أنك لم تفهم ما وددت أن أقوله – ربما – عندما قلت بالنص (يبدو أن الذهنية المسيطرة عليك هي نفس ذهنية المتسلطين على رقابنا من إنقاذيين وربما يكونوا أقل خطراً). ثم طرحت عليّ أسئلة من صياغها يتضح إنك لم تفهم ما أعنيه.. أخي عادل قصدت من ذلك أن الإنقاذ عندما أتت إلى السلطة كانت مكشرة أنيابها لأكل ما سواها حتى تخلو لها الساحة لعرض بضاعتها البائرة.. بدأت الإنقاذ تنكل بكل الأحزاب السياسية ممثلة في قياداتها وكوادرها تارةً بالقتل وتارةً بالتشريد والحبس في معتقلاتها الظلامية... ولكن بدأت الإنقاذ تعي الدرس وهنا أتت عملية الإعتراف بالغير والجلوس معه من أجل الحوار فبدأت مع الحركة الشعبية وتلتها بقية الأحزاب السياسية... قصدت من هذا السرد أخي عادل أن الذهنية الشمولية والإستصالية لا تخدم قضيتنا وتقعد بنا سنوات عديدة ونظل نتقاتل كالثيران وهذا ما أردت إبعادك عنه.
أراك أخي عادل تقول أنك لست من أصحاب المنهج الإستصالي هذا كلام جميل وربما يدفع بالحوار إلى الإمام إذا إلتزمنا بهذا النهج عملياً ولكن أخي ما هو تفسير لما ورد في مقدمتك لهذا البوست (يشكل الحزب المسمى بحزب الأمة، جرحاً في الجسد السوداني ويبدو لنا وصفه في الحركة الوطنية، كحصان طروادة يخدع الصف الوطني، ليلحق به الهزيمة، ويحقق وسطه مصالح الأعداء). فلنغفر لك ذلك نزولاً للحد الأدني لدفع عجلة الحوار ولكن ما هو تفسيرك أيضاً لقولك (أن هذا الحزب عمل ضد مصالح الأمة وأنه ليس بحزب، ولا سوداني، ولا للأمة علاقة من قريب أو بعيد. وأنه كياني تسلطي وإستعماري وربيب للديكتاتوريات وحليف لها). أليست كل هذه ذهنية إستصالية تحاول إبعاد الغير أو إن شئت قل قتلهم لتبني لها واقعاً ومجداً على إنقاضهم. أخي عادل ما زلت مقتنعاً بأن عقليتك إستصالية إلا إذا ثبت لنا العكس من ذلك اللهم إلا إذا كنا لا نفهم اللغة التي تكتب بها.
أخي عادل أدعوك من أجل دفع الحوار بطريقة بناءة وموضوعية ومنهجية يجب علينا أن نلتزم بالحد الأدني من مقتضيات وأدبيات الحوار وهنا أرجو إجابتي على هذه الأسئلة:
أولاً: هل حزب الأمة ليس بحزب وما هو التعريف الذي تستند عليه في ذلك؟
ثانياً: هل حزب الأمة ليس بسوداني (هنا أقصد كل الأبعاد لكلمة سوداني)؟. وما هو معيارك للسودانوية؟
أخي عادل بعد إجابتك على هذه الأسئلة والتي سوف ينبني عليها شكل الحوار سوف أقوم بالرد على تساؤلاتك التي أوردتها.. وإلى الملتقى أتمنى لك كل خير.،،

Post: #202
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: Abdel Aati
Date: 05-11-2003, 09:42 PM
Parent: #201

الاخ وراق والجميع

معذرة للانقطاع لظروف طارئه

في ظني ان "حزب "الامة ليس بحزب لان الحزب مؤسسة مدنية سياسية مفتوحة ؛ تقوم علي اساس البرامج والمصالح المشتركة لعضويتها ؛ وحزب الامة تجمع اسري طائفي يخدم مصالح اسرة محددة وليس له برنامج ثابت محدد بل اراء متقلبة متعددة بقدر تقلبات زعيم هذا التجمع

في رايي ان "حزب" الامة ليس بسوداني لانه قام علي اكتاف الاستعمار كما اوضحت الوثائق والتاريخ ؛ الا من روايات مؤرخي هذا "الحزب "؛ ولانه وقف ضد كل نهوض وطني ؛ ولانه خرب النضال ضد الاستعمار ؛ ولانه صالح ويصالح ثلاثة ديكتاتوريات حكمت ؛ ولانه اخضع قضايا وطنية لتحالفات خارجية مشبوهة ؛ وهو بهذا يخرج نفسه عن صف السودانية

في زعمي ان "حزب" الامة يعبر عن مصلحة اسرة واحدة في السودان وطموحها للتسيد علي الاخرين ؛ رغم فشلها في تقديم اي برنامج تنموي - تنويري للشعب ؛ وهو بذلك بعيد عن مصالح الامة ؛ وليس للامة علاقة له من قريب او بعيد ؛ والدليل ما يجري بدارفور - معقله التاريخي - الان

لا ادعو الي قتل او سجن او استئصال الحزب او مؤيديه ؛ وانمما ادعو لفضح تاريخه القاتم وحاضره التائه ؛ علي امل ان ينفض منه الشعب السوداني ؛ وجماهير الانصار الصابرة ؛ وجموع المثقفين الوطنيين ؛ وتبني مؤسساتها الحقيقية المعبرة عنها ؛ وتترك الطائفيين لحكم التاريخ


لي عودة في القريب لكل ما كتب
الرجاء الصبر

عادل

Post: #204
Title: Re: حزب الامة ..حصان طروادة الحركة الوطنية السودانية
Author: إسماعيل وراق
Date: 05-12-2003, 11:30 AM
Parent: #202

عزيزي/ كمال عباس
لك التحية.،،
إجابة لأسئلتك للأخ خالد عويس عن موقف حزب الأمة من الشريعة، أورد إليك رؤية الحزب مستنداً على ما قاله الإمام الصادق المهدي بالنص في كتابه "جدلية الأصل والعصر" وهو كتاب قيم جدير بالقراءة لما يحويه من أراء مستنيرة.
ملاحظة: هنالك بعض الأختصارات وأتمنى ألا تخل بالمعنى.
ولك محبتي.،،

إذا كان المجتمع مسلماً فانه يطبق الشريعة ولو جزئياً. فالشهادة وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج لمن أستطاع إليه سبيلا تطبيق لأركان الإسلام الخمسة. ولكن كثيراً من المجتمعات الإسلامية طبقت فيها قوانين جنائية ومدنية مستمدة من القوانين الأوربية وهي قوانين لصيقة بتراث أوربا الحضاري والديني لذلك صار التطلع لإستبدالها بأحكام الشريعة طلباً طبيعياً وجزءاً لا يتجزأ من حركة التأصيل الذي يتطلع إليه المجتمع الحي.
مساوئ تجارب التطبيق الحديثة:
أن شعار تطبيق الشريعة المشروع أرتبط بتجارب محددة أنحرفت به وجعلته مدخلاً لمساوئ أساءت للشريعة وفتحت أبواباً للمفاسد.
هناك خمسة مساوئ أقترنت بهذا الشعار في التجارب الحديثة.
أولاً: الإستغلال السياسي لأغراض السلطة السياسية الغاشمة – وأستدل السيد الصادق هنا بتجربة باكستان – ضياء الحق – وتجربة قوانين سبتمبر بالسودان عام 1983م – نميري.
ثانياً: أقترن الشعار بشحنات عاطفية جردته من التحضير المدروس، ففي السودان أحتفل جعفر نميري 1984م بمرور عام من تطبيق (الشريعة) ودعا عدداً من علماء المسلمين فباركوا عمله وأحتفلوا إحتفالاً صاخباً، ولكن بعد سقوط نظام نميري دعوت عدداً من العلماء من كل أنحاء العالم الإسلامي لزيارة السودان 1997م وكان بعضهم من الذين حضروا للسودان في عام 1983م وعرضت عليهم تفاصيل تطبيق "الشريعة" في السودان فدرسوا التجربة وكتبوا تقريراً قالوا فيه كان التطبيق معيباً في جوهره وفي صياغته وفي ممارسته. وعندما سألنا السيد/ صلاح أبو إسماعيل – وقد كان من المباركين للتجربة عام 1983م.. ما هذا التناقض في موقفه؟.. قال في عام 1983م زفتنا العاطفة ولم ندرس الوثائق ولا الحقائق، بل قيل لنا طبقنا الشريعة قفلنا مبروك. وفي نفس الوتيرة العاطفية قال لي أحد حكام الولايات التي أعلنت تطبيق الشريعة 2001م لقد أعلنا ذلك ولم نحضر شيئاً.. فالناس عاطفياً يريدون هذا ولا نستطيع أن نتخلف.
ثالثاً: العقوبة في الإسلام ليست معزولة ولكنها جزء لا يتجزأ من منظومة كاملة. فالإسلام يحاضر الجريمة الجريمة بالإيمان، والتربية، وتعبئة الرأي العام، ونفي الحاجة، والعبادات، ثم العقوبة. أما القفز فوق حلقات هذه المنظومة إلى الردع فعبث لا طائل منه.
رابعاً: والإسلام يوجب قيام نظام إجتماعي فيه الشورى، والعدالة، والتكافل، والرحمة، وهذه الأولويات ثم تأتي العقوبة على نحو ما قاله الشيخ أبو الأعلى المودودي: إن الإسلام يشرع قبل كل شيئ بغرس الإيمان في القلوب. ثم يأخذ في تقويم سلوكهم فيأخذ ما يمكن من الأساليب والوسائل في خلق رأي عام قوي لتنمية المعروفات وسحق المنكرات. ويقيم نظاماً للإجتماع والإقتصاد والسياسة. ويضيق مجال العمل السيئ. ويسهل مجال العمل الحسن. ويسد جميع الأبواب التي بها تنمو الفواحش وتنشر الجرائم. وأخيراً بعد كل ذلك هو يستخدم العصا لقمع كل خبيث يرفع رأسه في المجتمع ومن أظلم ممن يتحدث عن الإسلام فيجعل أخر تدابير الإسلام أولها ويمسح الحلقات الوسطانية مسحاً إساءة لسمعة الإسلام وتشويهاً لديباجته الوضاءة.
خامساً: إقتران تطبيق "الشريعة" بحزب أو رأي فرد يجلعه يستخدم عبارات غير مشروعة في كل معارض له أو لحزبه يرمى بالبغي وكل خروج عليه يستوجب الجهاد وهذه العبارات تزيد من حدة المواجهات وتعطيها بعداً دينياً غير مسموح به.
دراسة التجارب المتعلقة بتطبيق الشريعة في الأونة الأخيرة تزودنا بالدروس الأتية:
أولاً: هامش الإلتزام الإسلامي واحداً للجميع بل هو واسع يبدأ من حالة ما أكره على كلمة الكفر فقالها وقلبه مطمئن بالإيمان إلى (من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه... الأية). المعنى المتعلق بهذا الهامش العريض منثور في كل النصوص النقلية والهامش يبدأ من (فأتقوا الله ما أستطعتم ... الأية) إلى (أتقوا الله حق تقاته ... الأية) ومن التوجيه للمسلمين في مكة (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ... الأية) إلى الإذن قبيل الهجرة (إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير .. الأية).
ثانياً: العقوبات في الإسلام جزء من منظومة سداسية (الإيمان، التربية، تعبئة الرأي العام، نفي الحاجة، العبادات، ثم العقوبة) لإحتواء الجريمة لا يجوز أن تفصل من منظومتها.
ثالثاً: العقوبات في الإٍسلام أخر حلقة في أولويات تشمل إقامة نظام الحرية والعدالة والتكافل والشورى ولا يجوز أن تصبح أولى الحلقات.
رابعاً: لا يحق لسلطة سياسية أن تعلن الجهاد وتقيم الحدود ما لم تكن هي نفسها شرعية التكوين ولا تكون شرعية التكوين إلا إذا كانت قائمة برضا الناس وإختيارهم (وامرهم شورى بينهم).