هناك .. حيث الزمن المُعَنْوَنْ بالجنون ....... نص

هناك .. حيث الزمن المعنون .. مددت أصابعي .. رفعت أستار الضباب لأراك .. هيكلاً واضحاً .. واقفاً على تلك الصخرة . شوه الشيطان معالمك .. إقتلع عيناك .. أخرسك .. صمّ أذنيك .. حطّم منابع الإحساس فيك .. أخفى جميع حواسك .. بعدها فتح تلك العلبة المستديرة .. أفرغ محتوياتها الحارة .. جعلك باختصار بلا جدوى .. تماماً كشعب هذا الوطن .
ترددت في الدخول أكثر نحو هذا المكان .. طاوعتني نفسي .. فاستدرت للخروج .. "إنتظرووووووووووا"
شدّتني هذه الصرخة وبعدها أنين مكبوت .. تسمرّت قدماي .. دارت كل الأفكار الممكنة .. أأعود ؟ فقط لأرى من أين جاءت تلك الصرخة .. أم أتناسى الأمر .. حسمت أمري واستدرت مرة أخرى للخروج من هذا الزمن ..
"لااااااااااااا" سمعتها بصورة أوضح .. هزّني ألمها .. طاوعتني نفسي مرة اخرى وعدت
رفعت ذاك الهيكل عن مكانه ورميته خارج الزمن ، زححت الصخرة التي كان يقف عليها فتأكد لي أن الصوت أسفلها .. ظهرت تلك البقعة السوداء .. جثوت على ركبتي .. قربّت أذني منها .. سمعت الأنات عن قرب .. أبدلت السمع بالنظر ..
رأيت بلداً .. يحمل بيده تلك القرية الجميلة .. حيث العينان الواسعتان .. والفم الضيق .. بدون شعر .. ولا حتى أذنان ولا أنف .. ما هذا ؟
فقط عينان وفم ؟ "تشويه خلقي" أراد الله بها ذلك .. وهي من كانت تصرخ ..
مدها البلد لي لآخذها منه .. ولكن كيف وإلى إين ؟
لقد قال البلد أن أباها كان وافقاً فوق تلك الصخرة قبل ثلاثين عاماً خرج ليناجي ربه أن يأخذها .. أو يرمي لها ببقية أجزائها العالقة ..
وهكذا مرت الأعوام ولم يعد .. وهي كما هي ..
أخذت منّي الحيرة مأخذ .. هل أخبرهم أنه لا أمل من عودة أبيها .. وأن من خرج ليناجي ربه ليرمي لها ببقية اشياءها سُلب كل الأشياء ..
ماذا ؟ والفضول .. أخذني الفضول لأعرف ما يدور أسفلي .. نزلت بعد أن أخذت الإذن للنزول طبعاً .. فأصحاب هذا العالم ايضاً يتعاملون ببطاقات المرور وكلمات السر .. لكنها ليست بأكبر كلمة السر "لا تكذب"


للسرد بقية

إذن نحن في الانتظار!

ونحن كذلك !!!!

أستاذي القدير

شرف لي قدومك وترقبك لباقي الكلمات

لك التجلة

إيمان

شكرا على قدومك

(2)

طلبت منهم أن أرى كل شيء حولهم .. لأن إقامتي على ما تبدو ستكون قصيرة جداً .. كان البلد وطفلته المئنة دليلاي في تلك الجولة ..
أغرب شيء أن لغتهم لا تختلف كثيراً عنّا .. بل هي نفسها مع فارق كبير أنهم يتحدثون بكل حرية .. يعبّرون عن ذاتهم دون خوف .. لايستعينون بأي عامل مساعد لتوصيل مفاهيمهم أو توضيح رغباتهم أو المطالبة بحقوقهم أو تاويل كلامهم .. ولا حتّى إيماءات .. أما نحن فإن اختفت العوامل المساعدة كالقلم مثلاً لن يفهم أحد ما نقول .. أليس هذا صحيحاً ؟ .....ماذا ؟

سرنا في شوارع الزمن المليئة بالحجارة السوداء .. لفت نظري أن في نهاية كل شارع نمشيه لافتة كتب عليها "لحياةٍ أفضل" ..
لا أحد تحت الأشجار الظليلة يبرم الورقة المحشوة باليأس القاتل .. ولا بجوار حائط الزمن يدلق فائضه عليه .. لا شباب يمشون بصورة غريبة .. أو يصففون شعرهم بما لا يطاق .. أو يتشبهون بجواري الملك .. أو يمارسون الجنس على الطرقات نظراً أم فعلاً محسوساً .. ليرمون بعده بتلك المخلوقات خارجاً لتنمو .. وتنمو .. وتنمو
وتصبح رؤوساً لا هوية لها .. وتتكاثر الرؤوس لتصبح قبيلة لا ملة لها .. لا قانون يحكمها .. لا ربٌّ يلطف بها ويرعاها .. وماذا ؟
يصبحون كهذا الأنين الذي سبق ..



وللسرد بقية

وانا في الانتظار يا بت ابووووووووووووووووووووي

يا ود أبوي

قد يطول انتظارك قليلاً ..

لا تقلق ..

عبير سلام

وشوقين
شحتفتينا عليك كملها وريحي بالنا
الله يديك العافية

فيصل الراقي

حمد الله على السلامة

ستكتمل حين اكتمال الحرف بين سطورنا

أسجل اسمي في محضر الانتظار

حسام

وأنا أيضاً أنتظركم