الفقر في الوطن غربة

قال الإمام علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه في (نهج البلاغة):


الفقر في الوطن غربة
والغنى في الغربة وطن

كيف تجدون هذه الحكمة من واقع الحال؟

اولا خلينا نرحب بيك د/محمد عبد الله الريح
مع امنياتنا لك باقامة سعيدة هاهنا

بداية,
لك التحية
يا د. محمد..

الغرية, هى الحرمان
و هى الاذية..
و ان تكن فى وطنك
و تشعر بالألم
و الحرمان, فى كل يوم
و فى كل لخظة, مرة
فهذة هى نفسها الغربة..

و نتابع

خالص الود
غادة

اولا التحية للاستاذ ولكل اهل المنبر بعد غيبة امتدت لاسابيع

ويقينا ان الفقر فى الوطن غربة لاجدال
وهو فى الغربة وطن هذه حقيقة ماثلة امامنا الان
ولكن
هل حقيقة ان الامام على ( كرم الله وجهه ) قال ذلك ؟
افيدونا وجزاكم الله خيرا ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أنا مدينة العلم وعلي بابها) وقد كان الإمام علي بن أبي طالب مشهود له بالبلاغة والحكمة وفد قال أقوالاً كثيرة في الفقر من أشهرها(لو كان الفقر رجلاً لقتلته) أو قوله،رضي الله عنه (عجبت لأمرء لا يجد قوت يومه فلا يخرج مقاتلاً شاهراً سيفه).
وفي معنى آخر قال:
إحذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللئيم إذا شبع.

وقد جاء في كتاب نهج البلاغة ص: 478 (دار الكتاب اللبناني - بيروت طبعة 1980)أنه قال:الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن.
وفي صفحة (554) : ليس بلد بأحق بك من بلد. خير البلاد ما حملك.
ومن أقواله أيضاً في ص474) فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه.

تلك اللغة المكثفة الموجزة الحبلى بالحكم هي ما يميز خطابه وبلاغته.

Quote: (عجبت لأمرء لا يجد قوت يومه فلا يخرج مقاتلاً شاهراً سيفه).

يبدو أن المهمشين الفقراء الجياع المحرومين من السلطة " بضم السين أو فتحها " و الثروة قد إستجابوا لتحريض الكرار رضى الله عنه فأشهروا بنادقهم فى كل الجهات ضد القطط السمان قاطنى قصر غردون .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور م.ع. الريح
نرجو أن يطيب لك المقام هنا ... و بالطبع أنت مكسب جيد للمنبر , خاصة و أنك تحمل أفكاراً جريئة و تتطرق دوماً للمسكوت عنه و مازلت أذكر مقالك الصحفى فى أواخر الثمانيات أبان الديمقراطية الثالثة و الذى تنادى فيه صراحة بفصل الجنوب و كان حدثاً ...
أرجو أن تخبرنا عن منبر السلام العادل و الذى أنت عضواً فيه على ما أعتقد ....و عن صحيفة الإنتباهة التى تكتب فيها من حيث التمويل و عن مصير الوطن كرش الفيل و تنبؤاتك للمستقبل القريب و البعيد خاصة بعد ذهاب الجنوب المؤكد
كما أرجو أن تشاركنا بآرائك فى هذا البوست الجرىء
حق تـقـرير المصير لكافة أقاليم السودان

توقفت عن الكتابة في صحيفة الإنتباهة منذ مدة طويلة لأسباب خاصة بي. أما إذا كنت تريد أن تعرف رأيى في الإنفصال فأنا أعتبر الإنفصال وسيلة للتعايش في حالة فشل الوسائل الأخرى وليس غاية نعمل لها. وأري أن الإنفصال بأحقاد يعادل الوحدة بحرب. وما حدث بين اريتريا واثيوبيا خير مثال لإنفصال حدث بأحقاد. وعليه لا يجوز للذين يدعون للإنفصال من الشماليين والجنوبيين على السواء أن يعمقوا الأحقاد في سبيل الإنفصال. فإما وحدة بمعروف أو انفصال بإحسان. واليوم وبعد دخول دارفور والشرق في تعقيدات المسألة السودانية فإنني أرى أن يطور الإنفصاليون خطابهم الى صيغة تأخذ في اعتبارها أفضل السبل للتعايش بين الأقاليم المختلفة وهذا في نظري لا يتم إلا بعد أن نجد معادلة للحكم الفدرالي مثلما هو موجود في الأمارات العربية المتحدة وقد كتبت رأيي هذا من قبل في مقال نشر بهذا الموقع عنوانه(الخروج من عنق الزجاجة.. كيف؟) يمكنك الرجوع إليه. والسياسة الحكيمة في نظري هي فن الممكن لتحقيق المستحيل. وإذا كانت الأمور تتغير وتستجد مستجدات كل يوم لا يمكن أن تبقى القناعات (محنطة) في قالب واحد لا تتزحزح عنه. وأي فكر سياسي لا يتطور محكوم عليه بالفناء.. هكذا أومن. ولك شكري وتقديري

أستاذنا
وبسمتك فينا وجاء
ونحن وفقرنا الكان معانا ولسا مبارينا
وحيث في بلادنا الفقر وسادة للنائم ووكاء للقائم الحائم
لقد كتبت بحث التخرج عن الفقر وخاصة بين العمال الزراعيين والعمال غير المهنيين وهذه العينة من العمال تحتل جل قوى العمل

وقد أطلعت على بعض البحوث التي أجرها نفر من أولاد جون في قطاع السكة الحديد عن الحياة المعيشية للعامل وكيفية تحديد مستوى المعيشة ومتطلبات العمال وكيفية تحديد أجورهم..
كذلك دراسة عن الفقر بين العمال الزراعيين في منطقة القاش وحوض نهر عطبرة وكيف أن الزراعة في تلك المنطقة لا ترقى لمستوى الكفاف وكيف أن العمال يزودون طوال حياتهم من أجل اصطياد النادر

كذلك بعض الدراسات عن السياسة العامة للعمل وخاصة للوضع الحياتي للمجتمعات الريفية في فترة العشرينات من القرن الماضي وكيف أن النظام الاجتماعي مهدد بالكامل في حالة اتباع سياسة عمل معينة بدون النظر للوضع الإجتماعي مثال أن الدراسة تطالب النظام السياسي بعدم التسرع في تطبيق تحرير الرقيق في ظل أنهم يعيشون في وضع يجعلهم بدون عمل في حالة تركهم لمواقعهم لدى ملاك الأرض وفي نفس الوقت لم توفر الدولة فرص التوظيف الكافية أو لا توجد فرص للتدريب غير المهن الزراعية التي كانوا عليها..

كذلك نظرت الدراسة إلى هجرة العمالة الزراعية إلى المدن بحثاً عن عمل في الوقت الذي لا توفر المدن فرص العمل أو تملك الوسائل لإستيعاب تلك العمالة في مهن معينة، لذلك تكدس العمال الزراعيين في المدن لا يصب في صالح المدينة نفسها حيث أن سبل العيش سوف تتجه إلى مستوى لا يفوق مستوى الفقر وأن الوضع لا يمكن التحكم فيه بواسطة المجالس البلدية في ذلك الوقت التي توفر أغلب الوظائف للعمال في المدن

نالت مدينة عطبرة ومدينة كسلا اهتمام أكثر في الدراسة وأوضحت أن المدينتين تعيشان تحت مستوى الفقر وأن العمال السكة الحديد الذين يعتبرون أحسن حال من العمال الزراعيين الذين لا يجدون أسواق لمحصولاتهم ، فهم كذلك يعيشون تحت مستوى الفقر بعائلاتهم وأن المدينة غير قادرة على استيعاب الهجرة التي نمت بإنفضاض العمال الزراعيين ( الأرقاء ) من قراهم إلى المدينة لعدم ملكيتهم لأراض يعيشون عليها..

كل ذلك لم يجد أية حلول طوال القرن الماضي

واستفحلت الأمور وأصبحت أكثر تعقيداً من مشاكل ديك عوض الله الذي لا يرحم ولا يترك من يرحم

Quote: الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن كيف تجدون هذه الحكمة من واقع الحال؟

يادكتور

نجدها كده:

فــي الحــالتـــــين انـــــا ضـــــــايــــــع

أو

أنا الــــــــــــ في الـــدنيـا مـا مـرتــــــاح

dear dr
thank you for this post
about poverty
the question which need an answer is
why are we poor?
why are we poor?


do you think at all the reason we are poor in the Sudan because some one stole our wealth and became a fat big islamist mafia cat?
if you do not mind i would like to put this poem from usataz nazzar gabbani as i do believe our previous and current oil wealth is stolen by the islamist ingaz mafia gang
thank you for the space you allowed me in your post
dr mustafa mahmoud
by the way i did welcome you here in the post put by hisham habbani
again you are very welcomed indeed



to all who think they are related to God


1

إلا دَعَا الناسَ إلى المسجدِ ..

يومَ الجمعَهْ ..

وقالَ في خطبتِهِ العَصْماءْ

بأنَّهُ من أولياءِ اللهْ ...

وأصْفِياءِ الله ..

وأصدقاءِ اللهْ ...

2

لهذه المدينةِ المقهورةِ ،

المكْسورةِ ،

الحزينهْ ...

إلا ادَّعى ، بأنه المُمَثِّلُ الشخصيُّ ،

والناطقِ باسْم اللهْ ..

فهلْ من المسموحِ ،

أنْ أسأله تعالى ..

هل أنت قد أعطيتهمْ وكالةً

مختومةً .. مُوقَّعَهْ ؟ ..

كي يجلسوا على رقاب شعبِنَا

إلى الأبدْ ....

هل أنت قد أمرتهمْ

أن يخربوا هذا البلدْ ؟

ويسحقونا كالصراصيرِ ،

بأمر اللهْ ..

ويضربونا بالبساطيرِ ،

بأمر الله ...

فإنْ سأَلتَ حاكماً منهمْ

مَنِ الذي ولاكَ في الدنيا على أمورنا ؟

قال لنا : يا جَهَلَهْ ..

أما علمتمُ أنني ..

أصبحتُ صِهْرَ اللهْ ؟؟

3

أريد أن أصرخَ:

هل أنت عيَّنْتَ وزيرَ المالْ ؟

إذنْ .. لماذا انْفَجَر الفقرُ ؟

لماذا انفجرَ الصَبْرُ ؟

لماذا ساءتِ الأحوال ؟

وأصبحَ الصَحْنُ الرئيسيُّ هو الزِّبالَهْ ...

وأصبحَ العصفورُ في بلادنا ..

لا يجِدُ النِخَالَهْ ...

فهل غَلاءُ الخُبْز ..

شأنٌ من شؤونِ اللهْ ؟؟

وهل غَلاءُ الفولِ ؟. والحُمُّصِ ..

والطُرْشيِّ ..

والجَرْجيرِ ..

شأنٌ من شؤون اللهْ ؟...

وهل غلاءُ الموتْ، والأكفانِ،

شأنٌ من شُؤون الله ؟

إذَنْ لماذا يأكلُ الكبارُ كافياراً

ونحن نأكلُ النِعَالْ ؟

إذنْ .. لماذا يشربُ الضُبَّاطُ وسْكياً

ونحنُ نشربُ الأوْحالْ؟

إذنْ.. لماذا لا يفرّقُ الفقيرُ في بلادنا

بين رغيفِ الخُبْزِ .. والهلالْ ...

إذنْ.. لماذا في بطون أمهاتِهِمْ

ينتحرُ الأطفال؟...

4

أريدُ أن أسألَهُ تعالى.

هل أنتَ قد علَّمْتَهُمْ

ويغسلوا دماغَنا ..

ويستبُوا نساءنا ..

ويركبونَا بدل الحميرِ والخُيُولْ ..

أريد أن أسألهُ تعالى

هل أنتَ قد أمرتَهُمْ ؟

أن يكسروا عظامنا ..

ويكسروا أقلامنا ...

ويقتلوا الفاعل والمفعول

ويمنعوا الأزهار أن تنبُتَ في الحُقولْ ؟؟.

5

أريد أن أسألَ:

يا الله ..

هل أنتَ قد أعطيتهُمْ

ليشتروا فرسايَ .. والمملكةَ المُتَّحِدةْ

ويشتروا بابلَ.. والحدائقَ المُعَلَّقَهْ

ويَشْتَرُوا الصحافةَ المُرْتَزِقَةْ ...

هل أنت قد أعطيتهم شِكَّاً على بياضْ ؟

ليشتروا التاجَ البريطاني .. والقصورْ ..

ويشتروا النساءَ في الأقفاص ، كالطيورْ

والقَمَرَ الأخضرَ في سماء نيسابورْ ؟؟

6

أريدُ أن أسْألَ:

يا الله..

هل أنتَ قد صاهَرْتَهُمْ

حقاً؟..

يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟

أريدُ أن أسْألَ:

يا الله..

هل أنتَ قد صاهَرْتَهُمْ

حقاً؟..

وهل من قاتلٍ لشعبِهِ

يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟

اذيك يادكتور وعساك عصي الدمع ؟

اولاً بالتبادي اود ان ارسل في "الفضاء" محبتي الكبيرة
واعجابي بكتاباتك ونفسها الساخر اللطيف وباعجابي بحكاية الطبيعة
والحياة البرية وكده ...

فعلا الفقر في الوطن غربة ، وما الغربة واذلال وقهر ومهانة
والفقر ذلة ومهانة وعجز وقمع ، أقصد الافقار "بفعل " النخب "الاجتماعية" المستبدة المستغلة
لعرق الانسان وجهده التي تراكم اموالها من افقار الناس واستغلالهم .

Quote: الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن

Quote: لو كان الفقر رجلاً لقتلته

Quote: عجبت لأمرء لا يجد قوت يومه فلا يخرج مقاتلاً شاهراً سيفه

Quote: إحذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللئيم إذا شبع

.

Quote: ليس بلد بأحق بك من بلد. خير البلاد ما حملك

Quote: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه

أهو كلام

شوف يا دكتور أى كلام إتقال عندو بكون مناسبة خاصة بيه

ولما تختلف الظروف بختلف الكلام

لو مارسنا " الحول اللغوى - ان جاز التعبير " لقرأناها :
الغربة فى الوطن فقر ، مع مجازية كلا المفهومين!!!

الكتور والأديب الكبير

اهلا وسهلا مرحبا وإليك ما قاله واحد من الوطن

هذا أنا وذا موطني
هذا الجميل المعضلة
أودعت سري ماله
وفقدت فيه البوصلة
فإذا المطامح ذاهلات
والأماني مجندلة
وإذا التغرب في الوطن
قدري ولب المشكلة.

في أيام الإغتراب أذكر أنني كتبت في (حكايات في الزمن الضائع) تحت عنوان وطن:

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. وعندما أقلعت سفينتي وهبت الرياح على صواريها وتناثرت قطرات المياه على وجهي وتذوقت طعم الملح في لساني تساءلت: ماذا يا ترى تشتهي السفن وهي تمخر أعالي البحار؟ .. أجابتني سمكة صغيرة : تشتهي وطناً بخلت الرياح أن تجود به.

تشكراتي

نعم، الفقر في الوطن غربة، وغنى سارقي قوت الشعب في السودان فقر أخلاقي متقع!!

فهل من مدكر!!

كلا لا وزر، ثم كلا لا وزر!!

الدكتور محمد عبد الله الريح
سلام واحترام
كان صديقي الذي إمتدت غربته لأكثر من عشرين عاماً دائماً يقول:
إن البلاد التي يتوفر لك فيها العمل والعلاج والتعليم هي وطنك وإن لم تكن وطنك الأم ، فما فائدة الأوطان إن لم يتوفر للمواطن فيها هذه الضروريات الأساسية؟ وكان يقول خليك من قول الشعراء في الأوطان:


وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق

وطني وإن شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي

فهذا كلام يكذبه واقع الحال في كثير من الأوطان.
فيا ترى هل في هذا الكلام شيء من الأنانية أم أنه نظرة واقعية؟

ازيك يا دكتور

والله ما قايل بنتلاقى في الدنيا دي تاني


كويس الشفناك طيب

وتحياتي للجميع

ومليون مرحب في الوطن الفضائي


اخوك
جمال السنوسي

يا مصيبة!!!
جمال السنوسي... يا جمال دنيانا

والله ما قايلين تاني بنتلاقى في هذا البورد الذي هو دنيا بحالها؟
ود الإخيدر طبعاً جاي منكم خلاص... قنع منكم ظاهر وباطن. أما صاحبك شمس الدين فبخير واليومين دي هو وأنا شغالين في كتابي الذي طبعته للأطفال (صالح بطل البحر المالح) عن بيئة البحر الأحمر وهو بحول النص القصصي الى نص شعري لكي يؤديه طلاب البحر الأحمر في عيد الإستقلال. أما كباشي فنلتقي به من وقت لآخر..

تعال يا أخي قضي معنا الصيف الجميل تحت درجة حرارة 50 في الضل. وكما قال المرحوم طلعت فريد (حر يسيح مخ الضب).

تحياتي لمن بقى من حرافيش جدة.

أهلا باستاذنا الجليل ونأمل أن تطول إقامتك بيننا لننهل منكم الكثير..

أذكر أنني قرأت لكم أستاذي قصيدة (ودع كفيلك) والتي نشرت بجريدة الخرطوم ذات إصدارة
ألا ترى أستاذي أنها تمجد فكرة العز أهل وتدعو المغتربين للعودة بغض النظر عن العائد المادي ومستوى المعيشة ..

ومرحبا بكم مرة أخرى

الفقر حالة ذهنية، وكذلك الغنى!

كان الأستاذ محمود محمد طه بعيش في منزل من الطين. ولم تكن في منزله ثلاجة ولا دش في الحمام، ولا جهاز تلفزيون!!! ولكنه كان غنياً بعلمه وتواضعه وحبه للفقراء، الذين اختار أن يصطف في صفهم. هذا، وهو المهندس البارع الذي كان بإمكانه أن يعيش بأفضل مما يعيش المهووسون بالدين والدنيا من سارقي قوت الشعب. كان يمكنه أن يعيش من عرق جبينه، من رزق حلال، بأفضل مما يعيش هؤلاء الأثرياء، رقيقو الدين، الباطشون بالفقراء، الماصون لدماء أهليهم.

حكي عن الأستاذ محمود محمد طه أنه مر بمزاد معلن لبيع بيت كانت تسكنه أسرة فقيرة رحل عنها معيلها فجاءة، فلم تجد الأسرة بداً من بيع البيب لتسدد للبنك القرض الذي بني به. فسأل الأستاذ عما يجري. فنور بالحاصل. فما كان منه إلا أن إشترى البيت في التو وأبقاه في ملكية السيدة المكلومة وأبنائها، وهو المستأجر لمنزل متواضع في حي المرابيع في كوستي وقتها. نعم، كان عمله كمهندس يدر عليه دخلاً كثيراً كثيراً كثيراً. ولكنه كان ينفق كل ما زاد عن حاجته الحاضرة. وتلك الحاجة لم تتجاوز لقيمات يأكلها وجلابية يلبسها، وعنقريب يرقد عليه. وكان من رواد منزله ذاك في كوستي من الدراويش والهائمين على وجوههم بلا مأوى ولا عائل. وكان بعض هؤاء يقيمون لفترات متطاولة في ذلك المنزل المتواضع.

وقيل عن الأستاذ أنه كان يطبب المجزومين في كوستي بيديه الشريفتين في منزله ذاك، باستخدام الماء الدافئ مع المطهرات، وبتوفير الغذاء الجيد للمجزومين. كان يفعل ذلك بسعادة بالغة، كأنه يستمع لموسيقى ناعمة المغنى. وقد كانت تلك هي الموسيقي العلوية التي جعلته يتبسم للموت في آخر المعزوفات، التي لم تكن آخراً باية حال.

هكذا كان الغنى، مع الفقر، الذي كان يسعى إليه الأستاذ محمود. كان يعاف الثراء، وإن كان حلالاً. ذلك لأنه كان يرى شعبه جائعاً، مهاناً، مضاماً، مريضاً، جاهلاً، خاملاً، صغيراً بين الأمم!!

وقد آن لكم، أحبتي القراء، أن تعرفوا بأنه لم يمت إلا لكم، ولم يعش إلا بكم، وهو حي الآن فيكم، في غضتكم على الظلم. فقد كان منظر الظلم في عينيه شنيعاً. ذلك لأن الظلم هو والد الفقر. والفقر سيد الرذائل، بلا منازع.

والفقر في الوطن غربة!!

نواصل!!!

شكراً

القصيدة المذكورة كتبها الشاعر الساخر الأستاذ محمد عثمان بلال بجدة فله منا أزكى التحيات. وإذا أردت أن تعود الى الوطن فما أحلى الرجوع إليه. وفقكم الله وحفظكم من كل مكروه وكفاكم شر ما أهمكم.

سلامات د.محمد عبدالله الريح وهلا بيك في المنبر
الفقر في الوطن غربة
والغنى في الغربة وطن

كيف تجدون هذه الحكمة من واقع الحال؟

علي كده اغلبيه الشعب السوداني مغترب لانهم فقزاء
واغلبيه المغتربين بلا وطن لانهم لم يصلو بعد للغني
الله اكون في عوننا وونستعيض ونقول
انما الغني هو غني النفس
والقناعه كنذ لا يفني
ورد الله غربه المغترب ومنحنا الاوطان