مداعباتٌ لأقاصي العُزلةْ

مداعباتٌ لأقاصي العُزلةْ


12-17-2007, 12:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1197889387&rn=0


Post: #1
Title: مداعباتٌ لأقاصي العُزلةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-17-2007, 12:03 PM

إلى صاحبي أبي ذر بابكر، مُتمنطقاً وسامَ العُزلةِ ليمنحنا الرحيقَ...



في أقصى أقبيةِ الروحِ..
تشعلُّ ذاكِرةُ الضوءِ نوافِذَها،
فتُغمسَّ ريحُ الشوقِ نشوتَها العجلى في الشمسِ،
تتثني...
وتُحلقّ قدماها،
خارِجَ حدِّ الصوتْ.



الريحُ راوغتْ موجَ الأشجانِ،
بدتْ لوهلةٍ،
بحيزِ الألحانِ،
استمهلتها ضحكةٌ اعتلتْ خدَّ أحلامٍ حارِقةٍ،
سكنتْ دفةَ الألوانِ،
داخِلَ كرنفالاتِ السّكوتْ.


الأماسي تقضي وقتَها،
تقضمُ نسجَها،
بينما الأيادي التي اشتغلتْ:
سِكةَ سفرٍ إلى الأماني..
تنهدتْ أشجانُها،
وتهاوتْ،
وألقتْ ما فيها من شحوبٍ،
إلى الحنايا المُبللةِ بالشذى،
هُنااااااك...
بين جنباتِ البيوتْ.


تيبسّ النّهارُ،
وتراقصتْ على وسائدِ الجمرِ:
الأفكارُ...
مُشتعلةً إثرّ مُلامسةٍ لثقابِ الروحِ،
ماطلتْ أطيافَ الهوى،
والتمّتْ بفرشٍ يبابٍ،
داعبتْ مفاصِلَهُ:
ذبذباتُ النوى،
غِبطةٌ ملساءُ...
فتوازى في سماءِ الوهجِ:
غرغرةٌ لريقِ اللحظةِ الكُبرى،
والتباساتُ المروقْ.




والحنايا المُبللةُ
-كدأبِها-
ضاحكةً مُستبشرةْ،
كأنما عليها خيطٌ من نسجِ الأسرارِ،
يلتفُّ بجيدِّها...
يُبلسِّمُ في الأرواحِ الهارِبةِ
الحُروقْ.


10/12/2007م