تمثال الحرية السوداني ؟

خلال تاريخ السودان الطويل منذ الاستقلال مرورا بكل الحكومات العسكرية والديمقراطية هنالك شخصيات وطنية وسياسية قدمت الكثير جدا للسودان وظلت مواقفها ثابتة من قضايا الحريات وحقوق الانسان والديمقراطية وناضلت ضد الأنظمة العسكرية طوال حياتها دون أن تتلوث يدها بمصافحة الأنظمة العسكرية أو تشارك في مهزلة انتهاك الحريات أو القتل او التعذيب والتشريد التي طالت القيادات السياسية في الأنظمة العسكرية ولا هي تورطت في المؤامرات السياسية التي دارت حتي خلال العهود الديموقراطية ...

في ظل حكومة الجبهة الاسلامية كان الانهيار كبيرا وفقدت الأحزاب السودانية عددا من القيادات التي يفترض انها رموز للعمل الديموقراطي وانضمت الي النظام الاسلاموعسكري سواء الذين انضموا منذ السنوات الأولي لنظام او الذين جاؤوا لاحقاً ... ولكنه كان الانهيار الأكبر حيث فقدت كل الأحزاب السودانية عدد كبير من قياداتها سواء بالانضمام المباشر او بالإتفاقيات المنفرد ...

وخلال كل هذه التحولات ظل هنالك عدد من القيادات علي مواقفه المبدأية تجاه النظام القائم الآن وتجاه الأنظمة السابقة لم ينحني ولم ينكسر ولم يصالح امام جبروت الضغط العالي للتحالفات والتحولات السياسية والترغيب الترهيب الذي قادته الانظمة المتعاقبة لم يشارك أو يتورط في مصادرة الحريات وحقوق أبناء الوطن بل ظل وفيا لمعتقداته ..

فمن يا تري من قادتنا من يستحق ان يصنع له تمثال يمكن ان يكون رمزا للحرية والديموقراطية منذ استقلال السودان وحتي اليوم؟

definitely not this mafia gang leader


thanks gafar

تحياتي يا دكتور مصطفي ...

في ظل حديثنا المتواصل حول هذه المافيا الاسلامية ننسي أن هنالك الكثيرين من قدموا تنفسهم وحياتهم في سبيل حريتنا وما نحظي به الان مهما تضاءل مقداره ...

هؤلاء يجب علينا ان نتوقف بعض الوقت لنذكرهم حتي لا ي(.........)يهم النسيان ويطوي مواقفهم في ظل كل هذا السقوط المتواتر لرموزنا وقياداتنا .. أما المافيا الاسلامية السودانية ... فمجرد مافحتهم يعتبر سقوطا ناهيك عن تقييم مواقفهم ...

Quote: فمن يا تري من قادتنا من يستحق ان يصنع له تمثال يمكن ان يكون رمزا للحرية والديموقراطية منذ استقلال السودان وحتي اليوم؟

تعرف يا جعفر بشير...
اقرا في الموضوع علي امل اني القاك جبت اسم ... و طبعا جهزت نفسي اني اقول ليك الديناصور ده صفتو و صفتو... لكن لقيتك حريف و ما جبت اسم...
و بحرفنه زياده كمان ... وجهت سؤال "من يا تري"
انا في زائ نضع تمثال لامراه تقديرا لعدم مشاركتها في اي انقلاب من قبل ... او لم نري اسم امراه في اي مجلس عسكري انقلابي من قبل...
بس جيبو لينا المجلس الاربعيني بتاع الجماعه ديل عشان نتاكد...

العزيز محجوب علي ...

أليس الأمر مخيفا بالنسبة لك ... .. الخوف من احتمال ان أرض السودان لم تنجب من تنحني الحرية له تقديرا واحتراماً ... من ألا تجد من لم تتلوث يداه بالدماء او المصادرات أو القمع أو التواطؤ او الخوف من الاتجد من تعطيه صوتك في اقرب انتخابات (اذا الله حيانا) صوتك ... هذا الصوت الذي انهك واهلك من لعن الظلام ..

عموما وانا اكتب كنت اتساءل حول من هو الذي يستحق تمثال الحرية ... لم اتوصل الي شيئ بعد لانني بدأت التفكير في قياداتنا بعد ان انتهيت من الكتابة ... وانا علي يقين ان هنالك من يستحق ... فالسودان برغم مافيه لن يخلو ...

تحياتي الي ان توضع الشخصية الأولي قريبا ...

الموضوع يشمل النساء والرجال والمسالة ليست في قيادة انقلاب عسكري ولكنها ايضا في التواطؤ مع الانظمة العسكرية خصوصا وتاريخ السودان ملئ بالقيادات النسائية التي شاركت في اهم أحداثه ... وناضلت من اجل الحريات وتواطأت مع الانظمة العسكرية ...

جعفر.... نخللي العتب واللوم على جنب...نخش في الموضوع

قبل فترة راودتني فكرة مجنونة عن الإعداد ليوم عن النضال السلمي، to promote
the concept of non violence بكل رموزه أمثال غاندي و مارتن لوثر كينج القابضين على جمر النضال السلمي، لأنه حقا درب قلة من يستطيعون المشي فيه،بكل ما فيه من رمي بالضعف أو السلبية أو الخيانة أو الخطل...الخ من النعوت التي وصف بها هؤلاء القادة.
وفكرت أن يقسم الاحتفال إلى sections يتحدث عن أشكال العنف مثلا: الفقر عنف، التمييز الجنسي عنف، السلبية apathyواللامبالاة عنف....المهم في ختام ذلك اليوم تتوج شخصية تكون رمز للنضال السلمي السوداني، هذه الشخصية عليهانموذج لابتكار وسائل النضال السلمي، عليها أن تكون حازمة في موقفها تجاه العنف، أن لا تكون شاركت في أو شجعت أي أعمال عنف، ان لا تكون قد بررت له من قبل، أن لا تكون قد اولت أي أعمال عنف اذان صماء...بحثت في تاريخنا ولم أجد..حتى ضاعت الفكرة، حتى هتف لي أنه ربما كنت أبحث في المكان الخاطئ...أبحث في تاريخنا في ماضينا ماذا عن حاضرنا...ثلاث شخصيات تحديدا، وليس للعرق صلة بالموضوع
ايمانويل جال...شاب ولد من رحم العنف...واختار أن ينزع السلاح ويرفع الميكرفون ويغني للسلام
ماريو بول، طفل ولد في مخلفات العنف من معسكرات النازحين، قضى طفولته مشردا في شوارع الخرطوم، حتى اهتدى إلى الجيتار، وأصبح يغني لمن لا صوت لهم، مع أول زغاريد السلام حزم أمتعته واتجه جنوبا، يزرع أرضه القديمة، يدرس أيضا في المدارس الخاوية يقول هو يذكر الأطفال بأغاني أجداده للمطر والحصاد، ويأتي هنا ليسجل الأغاني وينشر الفرح

أخيرا ديريك ألفريد..مدير كوتو... الذي استطاع أن ينتزع من المعسكرات البؤس والألم ليترجمه رقصا ومسرحا وموسيقى

هذه الأسماء ستولد اسماءا اخرى عندما نبحث في حاضرنا، اخترتهم لأن كل الظروف تهيئهم لاحتضان العنف، فاختاروا السلام...عليهم السلام

تحياتي ميسون

الانتقال من اقصي اليسار الي اقصي اليمين الي الوسط هي ثيمة في الشخصية السودانية التي تعتبر متقلبة الي حد مزعج فلا افهم كيف أن يمينيا يتجه نحو اليسار أو العكس ثم يسار يتجه الي الاحزاب الطائفية أو الي الاحزاب الاسلامية ... ان تغيير القناعات الفكرية ليس قرار يتم اتخاذه لان الافكار المتبناة اصلا لم تكن قرار بل حصيلة تجربة طويلة من القراءات والحوارات ...

مسالة المواقف ليست فقط في اعلي القمم القيادية حتي علي مستوي إحياءنا نعرف جيدا من كان ينتمي الي ماذا او يعتقد فيم ...

الاتجاه الخاطئ ربما ليس في التاريخ فقط ولكن ربما يكون في المقياس الذي وضعناه والمعايير التي نطلبها .. ربما تكون حالمة أو ليست واقعية بل ملائكية أكثر منها بشرية ...

علي ذلك يا ستي فمن الواضح ان هؤلاء الملائكة الذين نبحث عنهم اما انهم رحلوا عنا او اننا حكمنا علي تجربة محددة ...

يعني بالعربي يا ميسون أي واحد يتجاوز عمره 30 سنة مفروض يمنع من الممارسة السياسية ... عشان نقدر نلقي تجارب مكتملة دون الانزلاق ...

النضال السلمي هو طريق صعب جدا وفي واقع مثل السودان يكون رجل مثل غاندي غير مرغوب فيه حتي من جانب المعارضة نفسها ... وعموما اتمني ان يتم اقتراح شخص ما سواء بالنسبة للنضال السلمي او للحرية عموما

تحياتي وسلامي للجميع