أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة

أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة


12-08-2007, 11:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1197110271&rn=0


Post: #1
Title: أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة
Author: محمد جميل أحمد
Date: 12-08-2007, 11:37 AM

أعياد

حَوَش الدروب تسوقنا أحلام
شهوتنا القديمة لم نزل نسري على
حسكٍ يدمِّي نشوة الأشواق فينا كلما
اخترم الزمان رتابة المنفى، وحلق
طائر الأعياد بالذكرى ينقر دوحة النسيان
مثل البرتقال تلون الشفق الذي
نامت على أهدابه شرف المساء الساحلي
الأمس فرحتنا تكركر في المساءات
التي غربت ، وهذا الدهر يوم واحد
تغدو على عتباته وتروح شمس الحائرين
أين المحارة يا زمان الطيلسان ؟
أخرّت في المنفى صباح العاشقين
وبابك الليلي مهجور تغص به نفايات
الدروب ، لبست أحذية الصدى للحالمين
السُّود ، إذ تمشي ومن حلـَك ٍ إلى حلـَكَ ٍ
تخُبُّ خيولـُـنا رَهـَقا ً، ولا فرح ٌ يرفُّ على
السراب كرقصة البحار حـّدق في يباس
الأرض ، لا زمنٌ يفضُّ لنا شبابيك
الهوى المختوم في الشُرفات ، لا
شفق ٌ يخيـِّمُ ريشه القاني ويلهمنا
أحاديث الخلود
أعيادُنا زمنٌ تكُبُّ رمادَه الأشواقُ
بعض ٌ من بطاقات البريد ، وفرحة ٌ أو
دمعة ٌ في العام نكتمها بجوف الملح، نسرق
من صبابتها بقية عمرنا المشحون في المنفى
بقاطرة العبيد.
الليل وجهُ الدرب ، سِكة ُ عابرين بخفـِّة ِ الأشواقُ
من شرك ٍإلى شرك ٍتـَشدُّ
وعودَنا الآهات ، تفضحنا
صباح العيد : إذ يتلفت الغرباءُ
بالذكرى : هناك الأمس
والأطفال يحتفلون ، والدنيا نشيد
قدر يقطر بالسواد سماءنا
لا وجه في المنفى يذكرنا صباح
العيد ، لا شجر يُـؤنِّسُ وحشة َ
الصحراء خلف جدارنا و
الصمت خيبتنا ، تـدنـْـدِنْ بالأناشيد
التي تجْـترُّ في الذكرى نداء
الحالمين الراحلين من البعيد:
( عيدٌ بأيِّ حَال ٍ عُدتَ يا عِيدُ )
والبـِيدُ في الدرب تـنـفي ركْبـَها البيدُ
( أمَّا الأحبَّة ُ " فا" لأوطان " دُونـَهم )
كما السَّرابٍ ، أضلتـّـها المواعِـيدُ
ولربما تقسو رياح العمر
لكن الهوى قدر ٌ ينازع قبضة المنفى
دروب الشعر ضيـِّـقة ٌعلى المعنى
وبعض كناية الشعراء جَمْجَمة ٌ
تقولُ ولا تقولُ.
الناس في المنفى سرابٌ مُدْبـِرُ الراياتِ
يحتفلون بالذكرى كما يمشون
في الدنيا وينتبهون في الأعياد
كالموتى .
وخلف الأرض واجهة ٌ تـُحَـدِّقُ في
البـِنـَاياتِ التي غَرقـَتْ
وخلف البحر أشرعة من الأطفال
يحتفلون بالذكرى وينتظرون
خلف الليل أغنية ٌ ترجِّعُ لحنها
في " الليل عاد "
ولقد يعود مع الصدى شَبَحٌ
يـنـَثُّ العطرَ في الكلمات من شَجَن ٍ
إلى شجن ويقنع بالحكايا
في مساء الذكريات .

Post: #2
Title: Re: أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-08-2007, 01:21 PM
Parent: #1

صديقي محمد ..
من أجمل فلسفات حبك ( بفتح الحاء ) القصيد ..
أن تبدأ بالنهايات وتنتهي بالبدايات ..
Quote: ولقد يعود مع الصدى شَبَحٌ
يـنـَثُّ العطرَ في الكلمات من شَجَن ٍ
إلى شجن ويقنع بالحكايا
في مساء الذكريات .

فمحفظة الحكايا هي التي عجز ( المغول ) عن مصادرتها ..
لك تقديري .

Post: #3
Title: Re: أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة
Author: محمد جميل أحمد
Date: 12-08-2007, 02:46 PM
Parent: #2

عزيزي محمد علي طه ...
رأيك سديد فالتدوير في النص الشعري عادة يتبع المعنى ويكون دالا عليه ، بيد أن الأجمل هو أن يكون هذا نابع من ذات الشاعر المبدعة ، لا ذاته الواعية فمنافذ الإبداع هي التي تحكم تأويله ... نعم لأن الحكايا هي جمال الكلام الحميم . إنها أشبه بفلسفة الضحك لدى ميخائيل باختين ، لا يمكن لأحد أن يتحكم عليها
مودتي

Post: #4
Title: Re: أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة
Author: عماد شمت
Date: 12-08-2007, 08:13 PM
Parent: #3

الليل وجهُ الدرب ، سِكة ُ عابرين بخفـِّة ِ الأشواقُ
من شرك ٍإلى شرك ٍتـَشدُّ
وعودَنا الآهات ، تفضحنا
صباح العيد : إذ يتلفت الغرباءُ
بالذكرى : هناك الأمس
والأطفال يحتفلون ، والدنيا نشيد
قدر يقطر بالسواد سماءنا
لا وجه في المنفى يذكرنا صباح
العيد ، لا شجر يُـؤنِّسُ وحشة َ
الصحراء خلف جدارنا و
الصمت خيبتنا ، تـدنـْـدِنْ بالأناشيد
التي تجْـترُّ في الذكرى نداء
الحالمين الراحلين من البعيد:
( عيدٌ بأيِّ حَال ٍ عُدتَ يا عِيدُ )
والبـِيدُ في الدرب تـنـفي ركْبـَها البيدُ
( أمَّا الأحبَّة ُ " فا" لأوطان " دُونـَهم )
كما السَّرابٍ ، أضلتـّـها المواعِـيدُ
ولربما تقسو رياح العمر
لكن الهوى قدر ٌ ينازع قبضة المنفى

شكرا ياجميل مسست كل اوتار الحنين وصحيت الذكري النائمه

وها نحن في جبال الغربة وثلوج الالب نقاوم النسيان ومتاعب الغربة..

لك كل الحب والوداد

Post: #5
Title: Re: أعياد ـ قصيدة ... إلى العابرين في الضفاف البعيدة
Author: محمد جميل أحمد
Date: 12-08-2007, 09:27 PM
Parent: #4

نعم ياعزيزي عماد إنه الحنين إلى الوطن : مرض الترحال الدائم في دنيا الله
أنتم في الجبال والبرد ، ونحن في البيداء الخاوية إلا من النفط المتدفق ، (لكن الهوى قدر ينازع قبضة المنفي) ياصديقي
كل الود والمحبة
جميل