إلى مولانا زمراوي وآخرون - كما قال ود المكي......

عبد الإله زمراوي

الظلمُ في ليِل البلاَدِ يذوبُ تِرياقاً
يَفرُ جحيمُه بَراً وبحرًا!
يصطلي الياقوتُ والمرُجَانُ،
والسفنُ المليئة بالبشائرِ
َتختفي عن ناظرينا!
والصباَيا يشرئبُ الحزنُ
والآهاتُ والأشجانُ تنُسَّج في المُقَلْ
ترنو إلى البحِر الخرُافي الممدَّد والسفُن!
ما عاَد ليلُكِ يا بلادُ
نوافذاً ومداخلاً وسرادقاً
ها نحَنُ بالإنقاذ
والإفلاسِ نغَتالُ العواطَف خُلْسَة وسوانحا!

وقد قلتُ ذات مساء حزين:

هناك في قعر طاحونةالقلق
خالد أحمد بابكر

فاتحة:
وقد يأتي غريبُ القلبِ والشفتينِ
والقدمينِ والأرضِ
فيعرف: أيما قلقٍ
ويعرف: أيّما رفضٍ شقيتُ به
ولمْ أقْضِ؟

«1»
ما ننفكُ نَنْشُدُ روعةَ الصبح البهيجِ
يعطرُ السوح الرحيبة بالهيام البكرِ
والكَلِم المُعَبِّر بالهتاف وبالحياة الحانية
وهْمٌ تفَتّقَ عن خيالٍ جامحٍ لفتىً يلملم من
براكين النهار بشارتين من الورودِ
له وأخرى لصاحبه الرفيقِ العذبِ
والخل الخليق
ويسأل ظله: هل يا تُرى مازلت قربي
في المضيق؟
أم أعجبتك حياة من باعوا الحقيقةَ
واستعانوا بالصديق على الصديق؟

«2»
فيا رفيقي في الملمات الكبيرةِ
والذهول
مَنْ غيرُ هذا الوجه يُشرقُ بالتفاؤلِ
حين تحتدم الخطوب؟
مَنْ غيره، نلقاه عند منعرج الدروب؟
أما والله قد كنت الخليل
وحُزتَ أوسمة الجدارة والقَبُول
ماذا أقول؟
الآنَ تستعصي الحلول
ويَدُبُّ في صدري سُقام الغربةِ الملعون
والشوقُ المعذَّبُ والشجون
والنيلُ يبعدُ ألف ميل
شتان ما بين الهزيمة والمثول

«4»
على رَحَى طاحونة القلقِ الجديبِ تموتُ
الأمنيات، تقصُّ بالحسراتِ والليل الهُلاميّ
المُريعْ
في قعرها المجنون
تختبئ الأفاعي والظنون
شمعاتنا انطفأتْ وغادرَ ضوؤها متسللاً،
مترنحاً، كأنه البطل الصريع

صديق اللغة زمراوي... ها أنا أحييك في هذا المساء الشتائي في عاصمتنا (الكئيبة) الخرطوم التي لا تضاهي روعتها البائسة روعة(سياتل)... ولا يضاهي أريجها الغباري السقيم حلاوة أجمل مدن الدنيا.... أقول لك ذلك بكل الصدق وبرغم الوسخ والنفوس المجرمة التي تسلقت سطوحها على حين غرة، وفي غفلة.... لكننا لم نغفل بعد يا صديقي. ونغني مع يوسف الموصلي:

مهما فيك طولت صابر
يا سنين عمري الشقية
مهما طال فيك حظي عاثر
دوبت عمري الأسية
ما بقول أنا راح أواني
عارفو ببسم لي زماني
وسعدي برجع ليا تاني بالأماني السندسية

بكرة بصبح ذكريات
حالي داك الكنت فيهو
تملى آمالي العراض
كل دربا أقتفيه
بكرة تجمعني الصلات
بعزيزاً أصطفيه

وترجع أيامي الصفية
لسه حافظ للوصية
وسعدي يرجع ليا تاني
بالأماني.... السندسية

أصلي من فيض المشاعر
ديمة آسراني المحنة
كل مناي ترتاح حروفي
في فؤاد طاوياه أنة

Quote: صديق اللغة زمراوي... ها أنا أحييك في هذا المساء الشتائي في عاصمتنا (الكئيبة) الخرطوم التي لا تضاهي روعتها البائسة روعة(سياتل)... ولا يضاهي أريجها الغباري السقيم حلاوة أجمل مدن الدنيا.... أقول لك ذلك بكل الصدق وبرغم الوسخ والنفوس المجرمة التي تسلقت سطوحها على حين غرة، وفي غفلة.... لكننا لم نغفل بعد يا صديقي. ونغني مع يوسف الموصلي:

الصديق الأديب خالد..

وأنا أهديك نصا يبين لك ليلي بعيدا عن الوطن!


ليلي يكحل نجمه
صخب الشتاء
فأذا النجوم تجاسرت
وتناثرت حولي
وأقبلت السماء،
وتهامست أجزاء قلبي
بالأنين وبعض زفرات الرجاء!
ماتت فراشاتي الحزينة
حسرة وخبا الضياء!

*****

قلنا لكم
لا تتركوني للسباع
تهش عن جسدي
ذؤابات الرجاء
قلنا لكم
قلبي على وطن
تناثر حزنه شرقا وغربا
والفراشات الجميلة
غبن في شفق العزاء!

*****

*****

صلى عليك الأنبياء
فما ورثنا غير
أسباب الشقاء!
وكأن ما كان الممات،
يشق ليل الصمت
يرفل في البهاء!


*****

*****

خذني الى العشب الظليل
فقد رماني الدهر
في غار يظلل
شمسه ارق الحياء!
وما زال الفؤاد
على الضفاف
يزيح صفصاف الشتاء!

*****