نعم ...التنمية لكردفان مقال للمستشار الإعلامي لسفارة السودان بالرياض

نعم ...التنمية لكردفان مقال للمستشار الإعلامي لسفارة السودان بالرياض


11-12-2007, 11:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1194907846&rn=0


Post: #1
Title: نعم ...التنمية لكردفان مقال للمستشار الإعلامي لسفارة السودان بالرياض
Author: ghariba
Date: 11-12-2007, 11:50 PM

نعم ...التنمية لكردفان
كانت أمسية رائعة تليق بالعنوان الذي اختير لها ، وقليلة هي العناوين والأسماء التي تتناسب مع المسميات في زماننا هذا و استحضر هنا شطر البيت القائل ( ألقاب مملكة في غير موضعها .....) فالليلة كانت يوم احتفالي أسري أقامته الهيئة الوطنية لتنمية كردفان الكبرى بالرياض بالمملكة العربية السعودية مساء الخميس الماضي24 شعبان 1428ه الموافق 6/9/2007.كان الإعداد والحضور جيدين للغاية وهذا دأب الجالية السودانية بالرياض لا تتوافر على أمر إلا وأتقنت صنعه وأقبلت عليه بهمة عالية وتجرد كامل كأنما هو شغلها الشاغل وما عندهم سواه من صنوف الدهر وما أكثرها.
أثق في أن القائمون على أمر الهيئة لديهم الكثير من الشواغل التي تقض مضاجعهم حينما شرعوا في تكوينها ، إلا أنهم اختاروا الأسرة الصغيرة الكردفانية ليبدءوا بها باعتبارها النواة التي يقوم عليها العمل والخلية التي تتشكل منها المجموعة المستهدفة، فقدموا المفيد عن الهيئة أهدافها ومهامها ووسائلها، وكانوا واضحين أن هدفهم هو التنمية وأكثر وضوحا في أن أهدافهم أبعد ما تكون عن القبلية ووسائلهم تنبذ العنف طابعها السلم ....
حينما يدلف الحديث لموضوع العنف يكون ذو شجون ويجبرك على التوقف.... فقد كان الأسى يملأنا مساء ذاك اليوم وأحداث (ود بندة ) لونت أطياف الحنين للوطن بلون أحمر قاني....وغصة في الحلوق ....وتساؤل أقل من برئ ما ذنب من ذبحوا غدرا و ذويهم لم يفجعون ؟؟؟ وما علاقة ذلك بالتهميش والعدل والتحرير. أم أن أرواح الخلق وأموالهم غدت نهبا لمتكسبي السياسة وسماسرة الصراعات .صدورهم تغلي غضبا و عيونهم مبيضة من الحزن ولكنهم تجملوا وتحملوا وأعلنوا النفير ومدوا يد الإخاء بيضاء لذويهم فكانت ملحمة العطاء وكان سرادقهم باستراحة المجد أن (ود بندة) بل وكل كردفان في سويداء قلوب أهل السودان. وأحسب أنهم أفشلوا مخطط الجرجرة لأتون الصراع وجلسوا بحنكة ودراية لتقليب الأمر وتنسيق الجهود لضمان عدم تكرار الجرم المفضوح .
أعود للهيئة والتنمية وكردفان (الكبرى) مذكرا بأن مثل هذه الجهود مخاضها عسير في زمان أعز ما فيه الإجماع ،أو قل التوافق، وأرخص وأسهل شيء فيه التنازع والخلاف. كما إن المنبر يسيل له لعاب أصحاب الغرض والنفوذ الذين يتربصون به ليصب في خانة مصالحهم الضيقة والتي هي أبعد ما يكون عن مصلحة الكردفانيين حضرا وبادية.وأقول لحاديي الركب إن الهدف نبيل وأنتم أنبل والمسير قاصد وكردفان منا هي الأعز فهي فسيفساء الوطنية ومسقط رأس محرري السودان من الترك والفرنجة وعرين الفروسية ورواق الفن وسلة الرزق الوفير باطنها يزاحم ظاهرها زيتا وحقولا وتمني وأنعام ولبن ولحم طير مما يشتهون. وسماحة الإنسان الصفي والخل الوفي. كردفان دار الهجرة فيها أمن المهدي ونصر بالرجال و في (قدير) كانت بداية الرواية ، عربا ونوبة حملوا رايات النصر ودكوا حصون الكفر ورأس غردون كان مهر الثورة الغالي.كردفان سهول للأبَالة ومرحال للبقَارة وبادية للنشوق ومنبت للجزو وحضارة في ذات الوقت تتغنى بكل جديد فيها عروس الرمال وحورية الجبال فهنيئا لها بهذه الثلة الوفية والتي أمسكت بالراية التي ما سقطت أبدا.
موضوع التنمية يهم القاصي والداني سيما المغتربون فقد سكبوا عرقا غاليا ودفعوا بسخاء وتواصلوا رغم البعد وحملوا الهم سويا مع من بقي مع العقاب وقبضوا على جمر القضية. والتواصي بموضوع التنمية هو المخرج الوحيد من الأزمة التي نعيش فيها ويمكن أن يتم دون رفع رايات القتال التي تفني ولا تذر وبتنسيق الجهود لا إقصاء الأخر الذي هو أنت وأنا .ويمكن أن نبدأ بنقل التجارب والخبرات التي تراكمت وأنتجت هذه النهضة التي تنعم بها هذه البلاد التي تستضيفنا بكرم و يشهد بها القاصي والداني ويشهد لنا بالفضل فيها أهل الفضل من أهل هذه البلاد ، وتمتد العملية لتشمل العودة الطوعية للعقول والكوادر المدربة وكذلك استقطاب رأس المال لتفجير ثروات كردفان و تشغيل طاقاتها البشرية وإنسانها المعطاء واستجلاب التقنية لتوظف في النهضة و إكمال البنى التحتية.أن المستوى الاتحادي يجب أن يتم تنويره بهذا الجهد المتصل. ولا أذيع سرا إن قلت إن قيادة المملكة الحكيمة تولي السودان اهتمامها ورعايتها والمؤشرات على ذلك كثيرة آخر ذلك وليس الأخير التبرع السخي لمتأثري الفيضانات والسيول التي ضربت السودان ووقفتها مع الحكومة السودانية لتجاوز محنة دارفور فلكم أن تطرقوا كل باب فالأبواب مشرعة بحكم تواصل القيادتين في المملكة والسودان بالتنسيق مع سفارتكم التي أعلنت وقفتها معكم في مسعاكم وشاهدنا في ذلك الوفد الرفيع الذي شهد يومكم المشهود وكان حاضرا جنب بجنب مع أبناء ود بندة يكفكفون الدمع بقيادة المصباح ذاك القائد الهمام و حضور أحمدا دليلكم للمنافع وتاجنا والزين و كاربنا سفير العز والوقار والذي قضى إجازته عين مغمضة وأخرى على هم العباد شهيد وكان يتابع الأحداث معنا بل كان سباقا وحضورا إذ نغيب... ومن بعدهم الكاتب الفقير، اذ أعلنوا جميعهم أنهم معكم في السراء والضراء ، معكم في نفيركم( ود بندة)دعما ماديا محسوسا كما تعهد يسن القائم بأعمال الخير و مساندة معنوية تطيب النفوس وتهدأ الخواطر أدى واجبها الجميع.
أجد كردفان مؤهلة لوصل الجميع بالجميع فهي صرة الوطن وموضع القلب منه فهلا سارت تقود الركب وتحدوه ليكمل مسعاه وينال مبتغاه ولنا عودة اذ تفيض بأضلعنا ما لا يسعه ما يتيحه "باقرنا" الحبيب .
أسامة محجوب حسن
المستشار الإعلامي لسفارة السودان بالرياض
الرياض الأحد 27 شعبان 1428هـالموافق 9/ سبتمبر/2007