عناكب القش الاصفر..(قصة قصيرة)

القصة القصيرة(1)
عناكب القش الاصفر..

عند الصباح ، وأنا في حالة من الإغماء الطيني .
قبل أن تطرد الشمس خيوطها تماماً ، تنضح وهجاً وعرقاً .
لتطرح صوتها المسموم تعباً وحرماناً . رأيت روائحاً من الخوف الملتهب..
راودت روأئ ، غرف جنائزية وأشواك يبست اطرافها المتحدبة . بفعل من الرمل .
جثث تتنهد طويلاً ..أه أه أه
لعلها تخفي ماعليها ، من وجع وجوع عنكبوتي تصاب بة ،
في حالة من الاساطير التي تقودها جبرة وقوة..
قال أحد العناكب وكان ضخماً وأسود ، يلملم سمومه على الطرف الأخر من جلده الشفاف :-
ياترى كم تبقى لي من العمر حتى اصارع ؟
قلت له :-
سؤال يستحق الحياة نفسها !
في ذلك الوقت والذي كانت انفاسنا تنزل وتطلع فيه بحركة بطيئة ،
عندما تنشأ العلائق بين جثث الرمل والملح المخدم ،
والعناكب كانت تتنفس وتئن ، بصوتها الواضح والقوي مثل الريح العاتية ،
مسحوقة قواها وميتة..
قالت جموع منها :-
في حالة السير البطئ لانخفي عليكم حالنا الذي يسوء ،
نفورنا ياجموع الكائنات بسبب الإقتتال وضعف الروئ ،
وكنا نود نحن وكعناكب (حقيقة) أن نندعك ونتمرق على الملح نطرد سمومنا ونطيب ،
وإن كلفنا ذلك إقتلاع الجذور.
إلتصاقنا بالأرض إمتصاص رحيق باطنها ، حتى نرتوي .
قال عنكبوت أخر :-
لماذا تمتص اللحاء وتلعقه وحدك ؟
يسحق السوء أهله أولاً..
قلت له :-
أعلم .
وإن كنت تراني هذيل وهش ،
إلا أنني في امس الإحتياج ، للماء الدافي حتى اغتسله ويغتسلني ، وتنبض العروق .
وأنا كائن إنتهازي أرضع عبقها ورحيقها اتركها يابسة الأرض..
ولا افتكر من هم سواي .
وفي بداية كل عام كنت اشارك عناكب ملونة ، تكبر وتشيخ ،
وتقدم ارواحها في الهواء هكذا هوادة ، حتى تشبع ،
وفي أحيان كثيرة قبل أن تسلمها كانت تحاورني قبل أن يدخل علينا الظلام .
قالت العنكبوتة الأم :-
لماذا القسوة علينا ؟
مساكننا تتهدم لتمتد عليها أخريات ، لا تعنيني المرارة كانت ،
وأنا انام غاضبة عليهم ، تعلمت السحق وعمري لم يتجاوز السابعة .
قلت لها وأنا عنكبوت كبير :-
لديك مكانك من الكون الدائري هناك بزرقته وليله المطاط .
سالتتني بعدها والصوت أقرب للسرية عندها ، إن كنت أود ، أن اشاركها ،
صناعة الخيوط ، عندما تبذغها وتطرحها حية امام الملح ،
بعد أن اتناول معها طعامها في ذلك الحين وأنا اتوسط كومة من القش الاصفر .
فالتكبر وتتضخم حتى تزداد غددك قسوة وقوة وإفراز..
وإلا سوف تسحقك الحياة ، وتمارس عليك الذبالة ،
وهي تحتضنني في تلك الازمان البعيدة ،
حينها تصعقني المعاني عندها ، وجدتني أمام شيئين لاثالث لهما .
الإستسلام أو ممارسة الحيلة ،
وكوني اطلب المقام بكبرياء وأنفة ، جهاراً ونهاراً هكذا على ظل الرمل ،
هذا الشي سوف يعرض احشائي للتلف .
لذا تركتها وإتخذت حفري محراباً ،
كنت اقبع فيه طول الوقت حتى تخلو نفسي من الخبايا والمفاجأة المتشبعة بالوجوم .
كنت اذكرها ، أحن إليها ،
ظفرت بنورها وقطعة مما أشتهي من وعيها ، حنين روحي للتعافي ، عندما التصق بجلدهها الاسمر، كنت أذكر غباش ذغبها وضياءها المألوف حين تظفر بلهجتها الحرة وصوتها الأخر كأنه سر للطبيعة ، مفاصلها القوية وجهاز شمها النقار .
كنا ننسى الاشياء ولاننسى عيونها ،
دموع تبلل غصننا المختون عند الاصيل فنخرج انفاسنا ، حتى لا يبقى بينا النفور .
قال العنكبوت الوالد :-
في الروض وأمام كل بيت دارت بيننا الدورات ،
وعلى الرغم من كل الإدعاءات والشجارات المقفلة..
فتحنا بمفاتيح جديدة مدارات تخصنا،
بناءً لاكواخنا المتنوعة والهائلة ، حتى لايتم هدمها باصبع صغير .
رحمة من الله ..
أننا مازلنا كما نحن نصوب أذهاننا حيث الإحاطة بكل شي وإن لم يُقدر.
نرقد على ارضنا وارضهم ونسمي من الاشياء مانريد ..














هبة الحسين

Quote: دموع تبلل غصننا المختون عند الاصيل فنخرج انفاسنا ، حتى لا يبقى بينا النفور

حمدالله على سلامة العودة
بعد الغياب الذي طال
يا عاشقة الحزن الجميل

لك التحية والاحترام والمودة

خالد

الاستاذ خالد ..
اهلاً وسهلاً ..
والله يسلمك من كل بلية..
شكراً لي متابعتك دايماً..

خالد الطيب...
برغم شناة الفضيحة اللغوية بسبب الزين إبن النبي والزال الممدود ..
إلا انني هذا مااريده علني أتعلم ..!!
وشكر خالص ليك ..
كنت أبحث عنك أنا..
ولدي مجموعة قصصية من عشرة قصص..
سوف أعلن عنها لاول مرة هنا في المنبر كل أسبوع تقريباً وحقيقة هذا ماأوده .
رغم أضداد الكي بورد ..المعلنة معي..
الا..أنني اعترف بمشكلة الحرفين الغبيين..(الظاهر ده يرجع للمدارس الابتدائية السبعة الدرست فيها)
إلا جانب بعض الهمزاواااااااااااات إن كانت هكذا صحيحة..(همزاوات نفسها)

وياريت تتابع
والصديق عاطف خيري يقول لي الاخطاء اللغوية أفة اللغة..( وهي تتغذاني)..إلا انني لا اتعلم..
حاراجع تاني..
ملحوظة:

تبذغها اعني البذوغ أي الخروج..
والزبالة أعني العفن..
وبالجد شكر غير محدود وبرضو ياريت تكون عجبتك..
وتديني من وقتك كمان..

هبة الحسين

خالد الطيب
تحياتي
من السياق المقصود راودت رؤاي ..

القلم الجميل هبة الحسين
المطلوب المزيد والتنويع فيما سيأتي من قصص وتوقعي نقدا بناءا يفيدك ويفيد قراءك في حالة مواصلتك ولا تتوقفي من أول تجربة فالفكرة جميلة وأستخدام المفردات فيه درجة كبيرة من الإتقان وأختيارك للفئة البوردابية التي تستهدفها القصة من القراء وفي البورد مافيه من جهابزة اللغة والقصة يمثل تحدي كبير وأنا على ثقة من قدرتك على التعامل مع هذا التحدي..

في إنتظار بقية الكتابات

على سبيل التحية.

عبد الحميد البرنس..
التحية ليك..
وفرح مرورك..

هبة الحسين..

عثمان حسن الزبير..
طيب ..
أنا في ورطة يعني..أسي..
لكن بالجد أنا النقد البناء ده وتحديداً في مجال القصة دايراهو ..
وكتبت بين قوسين (قصة قصيرة) قاصدة أنكت الناس ديل.
لانو بي صراحة دي تجربة أولى على الهواء..
دايماً كنت أكتب شعر حر غير مضبوط بقوانين خالص..
ونثر أيضاً..
حتى التصنيف نفسه لا احبه..
بس كلامك تمام .. ويخلي الناس تجتهد..
شكراً بالجد ..

النقد من حيث البنية والتركيب والجماليات..
من بلاغة وحس ..
طريقة الحوار بين الاسطر..
المفردات في حدها ..
القصة باكملها..
أود أن اعلم ..
الراي...
هبة الحسين..
شاكرة

[B وين ناس القصة ..؟؟

Quote: وين ناس القصة ..؟؟

إلى حين عودهم

لهم
جميعاً
هذاالخبز

عبد الله داش..
شكراً عميق..
ونحن دوماً نفعل..
أن نمني نفسنا..
بخبز وحياة..
أعشاش أرحب ..وأكواخ..
لا تنزل المياه على رؤسنا من خلالها وتتركنا في الصقيع..
وأن نتابع مافات علينا ..
نرسلها حتى في القصص ..تلك الاشياء
ل.. نطيب..
ولاتنفصل أرواحنا عما نحن عليه..
روحنا والتي علقت ..
هناك حيث التقطيع ..
والتفشيل ..والإنكسارات ..
التي لاتنسينا الاههههه...

سعد ..دخولك أيضاً لو تعرف الناس معنى المساتدة..

هبة

هبة الحسين
هذا خيال عجيب وغريب. وكافكاوى. ميتامورفوسى.
هذا رعب بديع.
بين القصة والشعر تتأرجح كوابيس النص ولغته القوية والجديدة.
الكلمات أول قراءتها تتحول الى مشاهد وصور.
تتحول إلى رعب. وتكشف الى حد الألم خواء الشرط الانسانى الغبى والذليل.
وتكشف عن طفيلية وانتهازية بعض العناكب. وتفلسف بعضها.
واليأس الذى يقود بعضها الى الجنون والشعور الحاد الممض بالعبث واللاجدوى..

هبة؟

عادل..
دايماً كنت أحب أن أخبر بعض من هم حولي..
أشياء..أحسها..بعين أخرى أشاهد منها..
وإن كانت في شكل عرض مرعب..نفسي أنا أخشاه وأخشى الكافكاويين أيضاً..
عندما ..تجد نفسك دائرة..
كأنها صنعت في العام 990م..
من حديد خام غير محسن..
حبيت كلامك ..وشكراً ليك..أنا فعلاً أريد أن اعلم عن مااكتب في عيون الناس..

Quote: B][ وتكشف الى حد الألم خواء الشرط الانسانى الغبى والذليل. وتكشف عن طفيلية وانتهازية بعض العناكب. وتفلسف بعضها. واليأس الذى يقود بعضها الى الجنون والشعور الحاد.. الممض بالعبث واللاجدوى..

كيفك هبة


مشتاقين....


كل الود

سلام ياجميلة ..
اتمنى تتمتعي معاي بالكتابات..
ووينك؟؟

ولي ناس أعزهم في حياتي ..
لا أحب أن ارسل الكتابات للتصحيح ..علني..أتعلمها لوحدي..
ولدي القدرة ايضاً..واعرف الاخطاء..بحب ورضاً..
ولكن عندما تكون ممن يستحق..(أو لديه دراية حقيقة بالموضوع)..






هبة الحسين

وكنا نود نحن وكعناكب (حقيقة) أن نندعك ونتمرق على الملح نطرد سمومنا ونطيب ،
وإن كلفنا ذلك إقتلاع الجذور.
إلتصاقنا بالأرض إمتصاص رحيق باطنها ، حتى نرتوي .
قال عنكبوت أخر :-
لماذا تمتص اللحاء وتلعقه وحدك ؟
يسحق السوء أهله أولاً..

يا للقصيدة التى تكتبين
شكرا لكى لانك قلتى ما وودناه طويلا

ياسلوم ..
ياريتك تكوني قريتي كل الكلام الفوق ده
عشان تتابعي معاي القصص الكاملة ...
ياجميلة..



هبة

عمل جيد السبك... متوازن كعمود قهوه!! صباحيه.
يتحمل كل الرموز داخله....
اشتم فيه رائحة فرانز كافكا.. القاص الالماني...
انه ضجيج هادئي..
الي الامام يا صديقه
ابراهيم..

إبراهيم ..كوجان
كتر خيرك..
وشاكرة لدعمك
ووصفك..
برضو تابع باقي القص ..
وقول..



هبة

الأخت هبة الحسين
سلام على روحك الطيبة

أعترف دائما بأن محاولاتى للقراءة لا تعدو أن تكون ، سوى قراءة مشتبكة فى منطقة الإبداع ذاتها وليست قراءة نقدية بالمعنى المتعارف عليه ، والتى أكرهها ، وأتصور أصحابها ، كأناس يحملون أجولة يعبئون فيها ما يسرسبه .. المساكين المسكونون بأوجاع القصة القصيرة ... قل هى كتابة موازية لمنجز فنى

أعتقد أن هذه المنطقه التى اختارتهاهبة الحسين لتطل منها علينا هى منطقة للقصة القصيرة الهادفة اتى لا تطؤها إلا الكبار ، ذلك االأدب الذى الذى يحملنا إلى جوهر وروح العالم أو الوجود لكن القصة القصيرة ستبقى دالة على ذاتها ، دون حاجة إلى إشارات ، ستبقى الورطة.. التجربة.. الكتابة .. والمنجز .....وليس بطاقات و نتائج ومانشيتات أدبية .. أو بيانات إشارية على وجودأديبة كبيرة تولد من رحم المعاناة .... وعلى كلٍ قرأت عن عناكبك وأياً كان لونها فقد لسعنى منها جمالياتها..

Quote: ستبقى الورطة.. التجربة.. الكتابة .. والمنجز ..... وليس بطاقات و نتائج ومانشيتات أدبية .. أو بيانات إشارية على وجودأديبة كبيرة تولد من رحم المعاناة .... وعلى كلٍ قرأت عن عناكبك وأياً كان لونها فقد لسعنى منها جمالياتها..

الاخ.. أبو بكر يوسف ..
إختصر ت علي كلام كتير ..
بي وصفك للكتابة في حدها ..
أنا شاكرة ليك ..
واللسع هو مااريدة..
وإن كانت بلا طعم كتاباتي ..
فلا معنى حتى لمسك القلم..
شكراً..

هذا يعني أن الجنون باقي..




هبة الحسين