الرياضيات والانجليزى وجهان لعقده واحده

الرياضيات والانجليزى وجهان لعقده واحده


11-03-2007, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1194111564&rn=0


Post: #1
Title: الرياضيات والانجليزى وجهان لعقده واحده
Author: منصور الطيب على
Date: 11-03-2007, 06:39 PM

بعيدا عن اجواء مباراة المريخ والصفاقسى التونسى دعونا نستريح مع المقال الظريف للظريف دكتور فتح العليم عبد الله

دكتور فتح العليم عبد الله
هذه الماده أى الرياضيات أحلت قومى دار البوار وطردت كفاءات لا تحصى وعقولا ذات سعه عاليه وحرمت منها الجامعات السودانيهه فقط لانهم لا يجيدونها او لا يحبذونها او ان عدم الحب انجب عدم الاجاده وفى كلتا الحالتين نجد ان الخاسر هو السودان .
كانت اول صدمه لى فى الرياضيات بالمدرسه الاوليه وكان لنا استاذ ذو بأس شديد وسطوه يدخل هذا الرجل الفصل فلا تسمع سوى الانفاس وضربات القلوب . اما العيون فجاحظة فى الافق والاجساد كأنها توابيت مسنده بكنيس يهودى.
فى حصة الحساب الشفاهى يدخل هذا الرجل بين صفين ليخرج بين صفين اخرين وهو يضرب بالسوط على يده اليسرى بلطف بينما يكون ذهنه مشغول بانتقاء الضحيه من التلاميذ , مر الاستاذ بجوارى مثل سمكة القرش فى هدوء شديد يستبطن امرا عظيما . ولما تخطانى شعرت ببعض الارتياح الا ان الفرحة لم تكتمل فقال : قم . فوقفت انتظر القصاص وبادرنى بالسؤال : ماسوره تملأ حوض فى يومين فكم تملؤه ماسورتان ؟ فقلت بكل ثقه : فى اربعة ايام فقال دون ان يلتفت الى : اطلع بره وكرر السؤال على ثلاثه من التعساء فاجابوا نفس الاجابه. وكان نصيب كل واحد منا عشر جلدات بجريد النخل الضكر وهو متين ولدن وشديد الرهز , ترقد منبطحا على الارض وتشعر بالضربه الاولى فقط أما الباقى فسيخبرك به زملاؤك بالداخليه.
كانت الدفعه متميزه جدا وبها فلاسفه جلاوذه ذوو رأى سديد ففى حصة اللغه العربيه كان ا سم الدرس بتول تعود من المدرسه عند الغروب. وبعد انتهاء الدرس كالعاده قال الاستاذ واضح ؟ فأومأ التلاميذ برؤوسهم علامة للرضاء الا ان احد ابناء عرب الهواوير وقف وقال : مادام الدروس بتنتهى الساعه الثانيه ظهرا بتول دى المقعدها للمغرب شنو؟ ادخل جيران التلميذ المنكوب رؤوسهم تحت الادراج مخافة ان يقذفه الاستاذ بشى فيخطئه فيصيب قوما لا ذنب لهم .
كان نصيب ذلك الولد من العقاب غريبا جدا ضربه الاستاذ عشر جلدات بتهمة قذف بتول واهداه ساعه رومر مكافأه على ذكائه ونظرته التفتيشيه الثاقبه وهكذا كان الثواب والعقاب يجتمعان
والرياضيات عموما يكرهها اهل الشمال ربما لان ما يملكونه من متاع وثروه لا يحتاج الى عمليه حسابيه اطلاقا حيث نجد ان اغنى شخص يمتلك عشر نعجات وحمارا ذكرا وبندقيه خرطوش( دى دايره ليها ريا ضيات )؟
اضف الى ذلك فهذه الماده عامره بالمسائل ذات الدم البقرى والتى لا جدوى من من معرفة الاجابه عليها كان يقول لك: تحرك قطار من عطبره فى تمام الساعه العاشره صباحا بسرعة 150 كلم/ الساعه وعندما تجاوز الدامر زاد سرعته الى 180كلم /الساعه فاذا كان الطريق مائل بدرجة (45) درجه فما اسم السواق؟
أو يقول لك تراهن شخصان على ان يغمضا اعينهما اطول فتره ممكنه وبعد عشرة دقائق من بدء العمليه فتح احدهما عينيه فوجد الثانى مفتحا ايضا فأيهما الغلطان؟
اما اذا اردت ان تجمع عفاريت العالم فى كورال على رأس تلميذ فاذكر له الكسور العشريه أو ابقى راجل وقول باى نق تربيع .
فى مروى الثانويه وفى جامعة الخرطوم تأكدت لى حقائق لا أقبل معها نقاشا أو جدلا وهى :
1- أبناء غرب السودان والرباطاب هم احسن الطلاب فى الرياضيات والهندسه.
2- أبناء الشماليه افضل الطلاب فى اللغات والتراث والانقلابات العسكريه .
3- الدين واللغه العربيه يكاد يكونان حكراعلى ابناء الجزيره فهم اهل خلاوى وفقه ومنهم علماء اجلاء فى هذا الصدد.
والملاحظه الثانيه هى الخارطه السياسيه للسودان وقد جاءت قراءتى لها كما يلى :
1- حنتوب ووادى سيدنا والفاشر تصدر للعاصمه أصلب العناصر الاسلاميه
2- مروى الثانويه بها الشيوعيون والبعثيون وهذه الحقيقه كانت مكشوفه لأمن الرئيس السابق نميرى كان اول سؤال يلقى عليك عند اعتقالك انت من ياتو مدرسه؟ فاذا قلت اسلامى من مروى قيل لك كذاب دجال اشر.. والى الان لا اعرف سر التوزيع الجغرافى لخارطة السودان السياسيه وبصراحه ما عاوز اعرف
اما مصيبة الرياضيات الثالثه فهى ان من كان يجيدها تجده بالضروره جاهلا فى اللغات وتحديدا اللغه اللغه الانجليزيه وهذا ايضا سر لا يمكن فك طلاسمه مثل التحنيط عند قدماء السودانيين. اساطين الرياضيات تمد لهم اللغه الانجليزيه لسانها تهكما وتحول دون دخولهم الجامعه . فتسمع المذيع يقول فلان الفلانى كلية القانون جامعة الخرطوم ويتوقف قبوله على نجاحه فى اللغه الانجليزيه.وهذه المشكله حرمت جامعة الخرطوم من عباقره يحسبون دورة الافلاك فى مجراتها وهم على الارض فى ورقه فلسكاب غير مقتنعين بهذا الشرط التعسفى.
وفى زماننا بجامعة الخرطوم كانت الهندسه والرياضيات بجامعة الخرطوم قصرا على الذكور فقط فلا فرق اطلاقا بين هذه الكليات وبين داخليات الاولاد كما انهم كانوا يائسن عاطفيا فان ارادوا النظر الى الخضره والوجه الحسن جاءونا فى الاداب. . أما الان فنجد ان ثلثى هذه الكليات من البنات ولا ادرى هل هى دوره تبادليه بين الذكور والاناث ام انها طفره فى النوع والطاقه وسعة الدماغ ام كل ما قيل خطأ؟