الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)

الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)


11-03-2007, 12:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1194090538&rn=0


Post: #1
Title: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: khalid kamtoor
Date: 11-03-2007, 12:48 PM

من دروس الأزمة (3)
الحاج وراق

* يورد اهم كاتب من كتاب الانقاذ... اسحق فضل الله - ببساطة ان قرنق ذهب الى جهنم! في مخالفة صريحة لروحية السلام، ولمطلوبات الاحترام الواجب للشريك لآخر، حيث المزعوم ذهابه الى جهنم، مؤسس الحركة الشعبية، وقائدها منذ تأسيسها وحتى رحيله، ورمزها المعنوي الاول، والأهم انه موقع اتفاقية السلام مع المؤتمر الوطني..!
وحتى لو صدقنا بأن اسحق عٌين قيِّماً على بوابات الدار الآخرة ، فصار يحدد أينا في الجنة وأينا في جهنم، او صدقنا تأولاته المستلفة من مناخات الحروب الصليبية في القرون الوسطى - التي لا تتفق وآيات صريحة في القرآن الكريم عن اهل الكتاب، ولا تتفق وروح العصر، ولا مع اجواء السلام، بل ولا يمكنه نفسه ان يتبناها بصدقية واتساق الى منتهاها ومع جميع مترتباتها ! لأنه من مترتبات تلك التأويلات عدم الاقرار بولاية غير المسلم على المسلم ! واسحق وغيره من الانقاذيين، ومهما بلغت بهم لوثات الهوس، لا يستطيعون رفض ولاية الفريق سلفاكير! ثم ان تأويلاتهم تستدعي السيف او الجزية عن يد وهم صاغرون، ولكن الدولة الوطنية المعاصرة لا يمكن ان تقوم على اي منهما، بل وان الانقاذ، أياً تكن مترتبات ايديولوجيتها، عاجزة عن اختيار كليهما!- ولكن لوصدقنا مزاعمه فيما ذهب اليه، فكان مطالبا ، غض النظر عن قناعاته الأخروية،والتي لا يمكن التحقق منها، التقيد في تعامله الذي يمكن التحقق منه، بالتوجيه القرآني الذي يطالب بألا يُجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ! وأحسن لمن يعرف أوليات اللغة العربية للتفضيل، أي غاية الحسن، فترى يدخل في منتهى الحسن توزيع الموتى على جهنم وسقر..؟!
* ولتبيان المفارقة، تخيل لو أن احد مسيحيي الحركة الشعبية، بحسب تأويل وثوقي شبيه لديانته، زعم بعد رحيل المرحوم د. مجذوب الخليفة بأنه ذهب الى جهنم، !! لصاحت (الانتباهة) واإسلاماه! ولعقد مجلس الصحافة جلسة طارئة في نفس اليوم وقرر ايقاف الصحيفة التي نشرت المقالة الى اجل غير مسمى ! ولتحركت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة وفتحت بلاغا ضد الكاتب تحت المادة (130) بزعم انه لوث الصحة العامة (!) وأمرت بحبسه الى حين اكتمال التحقيق! وليس بعيدا ان تتحرك عناصر من الدفاع الشعبي او اية قوات اخرى لا تجرؤ وزارة الداخلية على تفتيش اسلحتها وامطرت مباني الصحيفة بزخات من رصاص (المجاهدين)!! بل وربما وُجد الكاتب مقطوع الرأس في احدى فلوات الخرطوم!
وقطعا انه من متطلبات العدالة أن تعامل الآخرين كما تود ان يعاملوك، بذلك تقضي كافة الاديان السماوية ، والقيم الانسانية، وبذلك وجه الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه، حتى في مواجهة المشركين، بألا نسيء الى آلهتهم حتى لا يسيئوا الى إلهنا!.
ولذا فان الممارسة الإعلامية التي لا تراعي للموت حرمة ، ولا تراعي حرمة القيم الانسانية، ولا القيم الدينية لتجعل من سؤال الطيب صالح (من اين أتى هؤلاء) سؤالا اكثر جذرية وراهنية وإلحاحاً.
والجدير بالملاحظة انه حين يُساء الى رموز الحركة الشعبية، الذين في ذات الوقت رموز في مؤسسات حكومة الوحدة الوطنية ، فما من جهاز رسمي يتحرك! والسبب لا يحتاج الى تفكير ، فقد حولت الانقاذ الدولة الى ضيعة خاصة بها! وضعية كانت في السابق، ولكنها لا تزال ما بعد اتفاقية السلام ، تمد لسانها في سخرية صلفة لمطلوبات الشراكة!
وبالنتيجة فان الدولة القائمة - مؤسسات واجهزة وقوانين وخطابا واعلاما - دولة اقصائية احتكارية ، لا تتناقض ومطلوبات الشراكة وحسب، وانما تتناقض بصورة تدعو للرثاء، بل وللغثيان، مع مطلوبات البناء الوطني!
* وقد يقول قائل إن اسحق انما كاتب فرد ، ولكن الحقيقة انه كاتب الانقاذ الاول ، وفيما كتب فانه تعبير عن ظاهرة ، عن مناخ الانقاذ النفسي والفكري والسياسي والاعلامي!
تماماً كما أن ياسر عرمان تعبير عن مناخات الحركة الشعبية، والمقارنة بينهما بلا أساس، ولكنها ضرورية في هذا السياق، وليست في صالح الأول، لأنه حين توفى د. مجذوب الخليفة، وكان حينها عرمان في أمريكا، معتزلاً ومكتئباً من المناخات المثيرة للغثيان في البلاد، أرسل من هناك رسالة تعزية الى أسرة الراحل وإلى حزبه، وقال في تعزيته بأن الراحل كان (مخلصاً لمبادئه)، لفظة مهذبة، توقر الموت، وإذ تشير إلى الاختلاف، فانها في ذات الوقت تذكر للراحل منقبة الاخلاص.
والخلاصة واضحة، ان المناخ النفسي والفكري والسياسي والاعلامي الذي تشيعه الدوائر المتنفذة في الانقاذ، والذي ربما كان ملائماً في أيام هوجة الحرب، قد انتهت فترة صلاحيته الآن، والأهم أن هذا المناخ ليضع الانقاذ كأحد أهم معيقات استدامة السلام، وكأسوأ معيقات البناء الوطني!
* وعلى ذكر ياسر عرمان فان الهجمة الاعلامية المنظمة عليه وعلى قيادات الحركة الآخرين - فاقان أموم، مالك عقار، د. منصور خالد، دينق ألور، لوكا بيونق، وغيرهم، لتؤكد ما ذهبت إليه في الحلقة السابقة بأن متنفذي الانقاذ لا يقبلون بالحركة الشعبية إلا بعد تدجينها وتخفيضها إلى مستوى حزب من أحزاب التوالي!
ولو لم يكن الأمر كذلك لقبل المؤتمر الوطني بقيادات الحركة الشعبية، كما هم، وكما يقرر ويفرزهم تنظيمهم، ولم يكن ليسعى للتدخل في الشؤون الداخلية للحركة، فيستزلم ويلمع القيادات المستسلمة والمتواطئة معه، في حين يشهر ويسئ للقيادات التي لا تزال وفية لرؤية الحركة وتحظى بتأييد جماهيرها الواسع!
وإذا حق للمؤتمر الوطني أن يحدد قيادات الطرف الآخر، فما معنى الحديث بعدها عن شراكة، وماذا تبقى للحركة الشعبية، بل وماذا تبقى من الاتفاقية؟!
* وما أسهل الحديث عن بناء الثقة، ولكن ما أصعب تطابق القول مع الممارسة لدى الانقاذ!
كيف يمكن بناء الثقة وقيادات الحركة الشعبية تتعرض لحملات تشهير منظمة ومفتوحة بلا سقوف سياسية أو أخلاقية؟! وكيف تصدق مثل هذه القيادات أياً من دعاوي المؤتمر الوطني، فيما يتعلق بعوائد النفط مثلاً، اذا كانت هذه القيادات، تلمس لمس اليد، ويومياً ، أكاذيب المؤتمر الوطني عنها هي نفسها؟! وليته الكذب وحده، وانما كذلك الابتزاز!
* خذ، كمثال، الافتراء التافه عن أن عرمان قتل طالباً في جامعة القاهرة الفرع في الثمانينات! حادثة معروفة، شهودها لازالوا أحياء، وقد أدلى عدد منهم بشهادتهم ، من بينهم اسلاميون، كلبابة الفضل، وقد أكدوا جميعاً بألا علاقة شخصية البتة لياسر عرمان بحادثة القتل. ولكن دوائر في الانقاذ تريد استخدام هذا الافتراء سلاحاً للاغتيال المعنوي، بل وللابتزاز، وفي هذا الاتجاه، تمت اتصالات وبذلت وعود مالية لتحريك إجراءات!!
ولنفترض جدلاً بأن هذا الافتراء حقيقة، ترى عرمان الجدير بالمحاكمة، في تهمة قتل طالب في عراك طلابي، أم الجديرون حقاً بالمحاكمة أولئك الذين خططوا أو وجهوا أو نفذوا مقتل الآلاف؟! مسكينة أيتها البلاد - فيك يعتلي الجلادون منصات الادعاء واطلاق الأحكام!!
ومرة أخرى لو أن للانقاذ رشداً سياسياً لأدركت بأن مصلحتها ليست في نبش الملفات القديمة، وانما في اشاعة مناخ جديد، مناخ التعافي والتصالح! ولكن من من بينهم يفهم؟! بل ومن يعطيه حبك المؤامرات الصغيرة ونسج أحابيل الايقاع والابتزاز فسحة للتدبر والاستشراف؟!
والمهم من كل ذلك، أن عرمان المتأكد من كذبهم عنه شخصياً، لن يصدق أمراً يأتيه منهم، حتى ولو كان حقيقة، هذه هي النتيجة، وهذا هو نموذج الانقاذ في بناء الثقة، أي نموذج محمود الكذاب!!
وأواصل بإذنه تعالى.
الصحافة السبت 3 نوفمبر 2007م
http://www.alsahafa.info/index.php?type=6&issue_id=1247&col_id=5&bk=1[/B]

Post: #2
Title: Re: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: Zoal Wahid
Date: 11-03-2007, 01:04 PM
Parent: #1

Quote: وحتى لو صدقنا بأن اسحق عٌين قيِّماً على بوابات الدار الآخرة ، فصار يحدد أينا في الجنة وأينا في جهنم،

قرأت قبل فترة طويلة قصة رجل جليس لاحد الانبياء، وجاء خبر موت شخص ما، فقال ذلك الرجل والله لن يدخل فلان الجنة بل
سيدخل النار.
فاوحى الله الى نبيه ان قل لجليسك اني قد غفرت للميت وادخلته الجنة واني سادخله هو النار.

Post: #3
Title: Re: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: Zoal Wahid
Date: 11-03-2007, 01:19 PM
Parent: #1

Quote: وعلى ذكر ياسر عرمان فان الهجمة الاعلامية المنظمة عليه وعلى قيادات الحركة الآخرين - فاقان أموم، مالك عقار، د. منصور خالد، دينق ألور، لوكا بيونق، وغيرهم، لتؤكد ما ذهبت إليه في الحلقة السابقة بأن متنفذي الانقاذ لا يقبلون بالحركة الشعبية إلا بعد تدجينها وتخفيضها إلى مستوى حزب من أحزاب التوالي!
ولو لم يكن الأمر كذلك لقبل المؤتمر الوطني بقيادات الحركة الشعبية، كما هم، وكما يقرر ويفرزهم تنظيمهم، ولم يكن ليسعى للتدخل في الشؤون الداخلية للحركة، فيستزلم ويلمع القيادات المستسلمة والمتواطئة معه، في حين يشهر ويسئ للقيادات التي لا تزال وفية لرؤية الحركة وتحظى بتأييد جماهيرها الواسع!

اهدي تلك الفقرات للمحلل ضياء بلال الذي اكن له تقديرا كبيرا واتمنى ان يترفع قلمه المبدع

Post: #4
Title: Re: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: ابراهيم عدلان
Date: 11-03-2007, 04:17 PM
Parent: #1

Quote: ولتبيان المفارقة، تخيل لو أن احد مسيحيي الحركة الشعبية، بحسب تأويل وثوقي شبيه لديانته، زعم بعد رحيل المرحوم د. مجذوب الخليفة بأنه ذهب الى جهنم، !! لصاحت (الانتباهة) واإسلاماه! ولعقد مجلس الصحافة جلسة طارئة في نفس اليوم وقرر ايقاف الصحيفة التي نشرت المقالة الى اجل غير مسمى ! ولتحركت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة وفتحت بلاغا ضد الكاتب تحت المادة (130) بزعم انه لوث الصحة العامة (!) وأمرت بحبسه الى حين اكتمال التحقيق! وليس بعيدا ان تتحرك عناصر من الدفاع الشعبي او اية قوات اخرى لا تجرؤ وزارة الداخلية على تفتيش اسلحتها وامطرت مباني الصحيفة بزخات من رصاص (المجاهدين)!! بل وربما وُجد الكاتب مقطوع الرأس في احدى فلوات الخرطوم!


صدقت يا وراق

Post: #5
Title: Re: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 11-03-2007, 10:10 PM
Parent: #4

Quote: حينها عرمان في أمريكا، معتزلاً ومكتئباً من المناخات المثيرة للغثيان في البلاد، أرسل من هناك رسالة تعزية الى أسرة الراحل وإلى حزبه، وقال في تعزيته بأن الراحل كان (مخلصاً لمبادئه)، لفظة مهذبة، توقر الموت، وإذ تشير إلى الاختلاف، فانها في ذات الوقت تذكر للراحل منقبة الاخلاص

التحية للانسان القائد المخلص لمبادئه ياسر سعيد عرمان


Post: #6
Title: Re: الحاج وراق (من دروس الأزمة) (3)
Author: ahmad almalik
Date: 11-04-2007, 09:39 AM
Parent: #1

شكرا لك اخ خالد على نشر مقال الاستاذ وراق ،

مقال قيم للغاية يفضح العقلية السطحية الإنتهازية التي تتحكم في مصائر شعبنا دون أية رؤية أو قيم أو إحترام حتى لانسان هذا الوطن، إحترام لو وجد لما إضطررنا أساسا لتصنيف الناس بحسب معتقداتهم ومن ثم توزيع صكوك الدخول الى الجنة أو النار اليهم.

عقلية تستهين بإنسان هذا الوطن وتنظر اليه بنفس النظرة التي ولدت مع الإنقاذ: انسان غير واع يمكن التلاعب بعواطفه واتجاه سيره باستغلال العاطفة الدينية.

كان يكفينا الايمان بالانتماء الى هذا الوطن صكا وحيدا للدخول الى جنة تعايشه السلمي وذاك ما تدعو اليه حقا كل الشرائع وليس منظري السلاطين .