حكايات من الزمن الطراوة ..

حكايات من الزمن الطراوة ..


10-31-2007, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1193850137&rn=0


Post: #1
Title: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 10-31-2007, 06:02 PM

ول وت تِر ـ تيق قِل ـ جُقرن مُن
الجالس في الهواء الطلق لا تصيبه الحمى
مثل دنقلاوي

نعم ..
كانت خيالاتنا تسبح نحو الزمن القادم بأشرعة مفروده ..
ومداركنا البكرة لم تتيبس بعد تحت وطأة لفحات هجير العمر ..
لا نصدق ما يرويه الكبارعلينا فحسب ..
بل نعجب به ونأمل تمثله ( لا قدام ) ..
وإن تعلق تأويله ( بلبن الطير ) ..
زادونا وما بخلوا ..
فاستزدنا ..
وفي خيالنا شفق لا يغيب من حسن الظن ..
كنت مولعا بمجالسهم ..
مستمتعا بالإنصات ..
علي ما بنتابني من خوف وقشعريرة ..
تكوران أطرافي داخل جلبابي أحيانا كثيرة ..
مع ذلك ..
أبقي ساكنا حتي آخر فصول الحكاية ..

(1) السحارة
نصره .. ربما كان هذا إسمها ..
وربما لا ..
غير أنها إشتهرت به ..
ـ اهي دي السحاره ..
قالها مرافقي بطريقة جازمة لا تقبل الشك ..
تلصصتها بتوئده ..
من أخمص قدميها الي مفرق رأسها ..
طولها فارع لا يدانية المعتاد بين أطوال النساء الائي عرفتهن ..
خمرية اللون ..
تحتفظ فوق خديها بشلوخ طوال ..
بدى معها الوجه أطول من المعتاد ..
فتك بتناغم مكوناته أسنان عريضه بارزة بغير تناسق او إنتظام ..
فكها السفلي يبدو ضيّقا عند مقدمته ..
ويتدرج في إتساع الي أن تبرز عظامه عند نهايته ..
ولكن ..
قبل أن تكتمل المشاهد ..
إنسربت من أمامي وغابت في الزحام ..
ليكمل خيالي الغض بقية التفاصيل..
ثوبها الأزرق الطويل ..
قطعا لم تكن نفشته البادية من الخلف بفضل الرياح ..
بل ذاك هو ( ضنبها ) الذي كورته تحت جلبابها حتي لا تراه الأعين ..
قدمها الذي بدى لي مفلطحا وأضخم من المعتاد ..
ربما يساعدها علي الغطس والإنسياب داخل الماء ..
يخترقني صوت مرافقي محزرا ..
ـ عايشه جو البحر ..
ـ تبلع أي زول يقرب ( مِنّه ) ..
لم أفهم إلا مؤخرا أن ( مِنّه ) العائدة للنهر في كلام مرافقي ..
كانت هي المعنية ..
( نصره ) المفترى عليها ..
كانت تجسيما لثقافة الرعب التي شاؤا لنا أن نعيشها ..
بفضلها ..
عشت أخشى السباحة في النهر بمفردي لزمان طويل ..
والغريب ..
كنا نخاف هذه (السحاره ) المزعومة ..
أكثر من خوفنا من ذلك الوحش المفترس المسمي بالتمساح ..
نراه خارج الماء متمددا فوق بساط الرمل الناعم ..
فاغرا فيه للطائر المسمي بالرطانة ( الم تسود) ..
يلتقط رزقه بخفة ورشاقة من بين تلك الأنياب الحداد ..
لايبدو مكترثا بنا ونحن نلهوا سابحين في الماء الي جواره ..
فيدفعنا فضولنا أحيانا لنعتدي عليه رميا بالحصا ..
كم كنا أشقياء .!!
حين يسحب جسده الهائل في بطء ويختفى في الماء لا نكتفي ..
بل نجري في محاذاته ونحن نصرخ ونرميه بالحجارة ..
لو أنه رفع رأسه فوق صفحة الماء قليلا لإلتقط أي منا بسهولة .!!
مازلت أستغرب مغامراتنا المميتة تلك التي ظللنا مهوسين بها ردحا ..
..

Post: #2
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-01-2007, 08:26 AM
Parent: #1

ظل التساؤل الحائر يملؤني ..
ويكبر مع أيام عمري ..
سمعت أحدهم ينسب الأسطورة ..
لسحرة الفرعون ..
الذين هربوا بعد إيمانهم بموسى النبي وتهديد الفرعون بقتلهم ..
فتجمعوا هنا في تلك الجزيرة ..
بينما ربطها آخر بوقائع في تاريخنا الأقرب ..
ـ يخوانا الحكاية دي ماها جات من قصة فرعون موسى ألت القرآن ..
الحكاية دي سوّها ناس الجزيرة دي عشان يخوفوا الجهادية ..
أيوه ..
أنا سمعت ناس حضروا المهدية ..
قالوا الجهادية كانوا بدخلوا البيوت ويشيلوا مونتهم بالقوة ..
أها .. ناس الجزيرة دي لا من غلبتهم الحيله..
رصوا قداحة مليانه أكل فوق طرف البحر ..
بعد الدنيا مغربت رسلوا مرسال للجهادية ..
كانوا قاعدين بالغرب ..
المرسال قال ليهم أكلكم جاهز مرصوص فوق البحر ..
أها .. الجهادية إتلموا في مركب وجو معدين للجزيرة فشان ياكلوا ..
للامن قعدوا للأكل ..
طلعولهم من البحر عدد من الناس لابسين جلود بقر ضنبتها تجر مع الواطه ..
جو هاجمين عليهم ..
الجماعه شالتهم خوفه خلو أكلهم وجرو فللي علي المركب ..
من ديك تاني مافي راجل عتب علي الجزيرة بعد المغرب ..
فشان ساكننها السحاحير ..
..

Post: #3
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-01-2007, 03:32 PM
Parent: #2

ولكن ..
أن تظل الفرية رغم بعدها الأسطوري ..
محطا لتساؤلات بحثية ..
تركت بلا شك في نفوسنا شيئ من حتى .

Post: #4
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Ashrinkale
Date: 11-01-2007, 05:25 PM
Parent: #3

سلام يالملك ولعلك بخير
ولوتر تيقل جقرمن
الترجمة
الضارب الهمبريب ما بشوف حر
موضوع السحارة شيق وجميل وهناك من ذهب إلى أن سحرة فرعون كانوا من تلك الجزيرة.
واصل نحن متابعنك من بعيد

Post: #5
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 11-01-2007, 05:42 PM
Parent: #4

رائع كالعادة يا ملك نتابع بشغف

Post: #6
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 11-01-2007, 06:43 PM
Parent: #5

ود الملك العسل والله مشتاقين كتير , عجبني سردك الشيق واراك وقد نبشت ذاكرتك المكتظة بحكاوي جميلة
ترجع بنا إلي تلك السنوات الماضية الجميلة حيث كنا نلهو ونلعب غير عابئن بالمستقبل وهل في يوم من
الأيام سنكون كبار في السن ... أشياء عجيبة وغريبة والله فعلاً حكايات من الزمن الطراوة والهمبريب
واصل يا شيخ فأحياناً نتنفس معك عبر هذه الحكايات الصغيرة .

Post: #7
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-01-2007, 10:21 PM
Parent: #6

الأخ الكريم
Ashrinkale
ذي ما قلت
الضارب الهمبريب مابشوف حر
او ما بحس بالحر ..
ترجمتك صحيحه ..
اهو طلعت عضم في الترجمة ..
خليك قريب بحتاج ليك في الترجمات الجاية ..
مشكور .

العزيز د. مصطفي ..
لك محبتي وتقديري ..
يسعدني مرورك .

العزيز هاشم ..
صاحب اللغة الشعرية المعطونه بمشاعر الحب والإحسان ..
أكلتنا في اللحن الجديد والا أنا ياتري دقست ؟
قول لصاحبك ود جباره لوما بينت هنى بمرق ليك ضنبى .

Post: #8
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 11-02-2007, 00:44 AM
Parent: #7

العزيز الغالى محمد
نعلك قاصد جزيرة (ناوا)
امى زمان عليها الرحمة كانت بتحكى لينا عنها قصص متل قصتك دى
ولزمن قريب كنا نعتقد ان اهل جزيرة ناوا فعلا سحاحير كما تروى الاسطورة
يبدو لى ان الخيال الشعبى اسهم بدوره فى خلق تلك الاسطورة
ثم ان الشمالية معظمها تمتلئ بقصص متل قصتك هذه
ولعلنا فى بربر كنا نسمع ما يخيفنا
كنا اطفالا بعد
حدثونا ان هناك (سحار ) يلبس توبا ابيض
ذات يوم كنا عائدين من رحلة الى شاطئ النيل فى بربر (تحت)
(الغبش )فى تلك اللحظة جعلنا نخاف
بين رقراق الضوء لمحنا من بعيد شيئا اخافنا
لم نفكر قط فى الوصول اليه لان الاسطورة اقوى
لكنا حين انبلج نور الصباح ذهبنا للتيقن من السحار
فوجدنا (السبيل) حيث الازيار الكبيرة تغطت بورق حمله الريح
اكتشفنا يا لتعاستنا ان السحار لم يكن سوى الزير
لك خالص تحياتى

Post: #9
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-02-2007, 08:04 AM
Parent: #8

سلمي العزيزة ..
إنتِ السحرتينا ياخى بقلمك الرشيق ..
المحكية تطلع منك فايحة بريحة الحبايب..
زهرة القرنفل المعطونه بزيت الكركار ..
أبرى قلمك وخليكى قريب ..
مودتي.

Post: #10
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-02-2007, 08:27 AM
Parent: #9

( 2 ) مَرّن بُورُو
من الحكاوي التي كانوا يخيفوننا بها أيضا حكاية ( مرّن بُرو ) بنت الذرة ..
قيل لنا بأنها تعيش بين القصب داخل حقول الذرة ..
وهي مغرمة بمص أنف من تعثر علية الي أن يموت بين يديها مختنقا ..؟!
كان أشد ما يخيفني الدخول في مزارع الذرة بمفردي ..
وحتي زمن قريب ..
كانت تنتابني الرهبة حين أمر بين مزارع الذرة بمفردي ..
وحين أسمع حفيف أعواد القصب مع حركة الرياح ..
يستبد بي القلق وتسرع خطاى العابرة ..
وإن كانت الحكمة وراء أسطورة السحاره تكمن في درء خطر الغرق عنا..
تبقى الحكمة وراء أسطورة مصاصة الأنوف غامضة ..
بلا مبرر يجلي لأفهامنا كنهها ..
قال لي صاحبي الذي كان يكبرني بسنوات ..
ونحن نعبر طريقا ضيقا بين مزارع الذرة ..
ـ عامنول ولد ناس بله لقوه مجدوع فطيسة بين الضرة ..
قالوا مصته بت الضرة ..
تعرقت أطرافي وأصيبت بالخدر ..
بعد حكايته لم ينبث ببنت شفة ..
ولا أنا ..
غير أنني أذكر تعثره لمرتين في مشيته حتي كاد يسقط ..
..

Post: #11
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-02-2007, 06:22 PM
Parent: #10

أكثر ما كنت أكره .. العطلة الصيفية ..
كانت ترتب عليّ أعباء كثيره لا أستسيغها ..
تحرمني من رفقة أقراني الي النهر..
سحابة نهاري أقضيه في الخلوة نزولا علي رغبة أبي ..
بقية يومي أسرح بالبهائم حتي المغيب ..
إن أبديت تزمرا ..
مسح أبي علي رأسي قائلا :
ياولدي النبى ( ص) كان راعي ..
رعية السعية تعلم الصبر ..
وتعلم الصبر كمال الرجولة..
مع ذلك ..
كنت إشتاط غضبا عندما تزوغ مني نعجة ..
وتغيب بين غابات أعواد القصب ..
يا إلهي ..
عليّ أن أستجمع شجاعتي وأدخل بحثا عن تلك الملعونة ..
مشاعري مبعثرة بين هم العثور عليها قبل أن يداهمني الظلام ..
وبين الخوف من عقابيل السقوط بين يدّي ( مرن بورو ) بنت الذرة ..
وحين أعثر عليها ..
أصب جام غضبي عليها..
حتي الآن ..
لا أدري إن كانت المسكينة ضحية غضبي ام فزعي ..
..

Post: #12
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 11-02-2007, 07:25 PM
Parent: #11

أبو حميد الملك..تحياتي
بنجد دسن ماسيرو
تلج في الميثولوجيا النوبية بحذاقة حريف مقتدر..واصل أمتعك الله..
السحاري يرتبط بذاكرة الطفولة مع شخصية الدقيرداجا التي هي نفسها هي
السحاري كما وصفته بقلمك الرصين..يرتبط لدي حتي الأن بالخوف من الظلمة
في كل أبعادها..
كم نحن في حوجة إلي الكتابة...محبتي
مهتدي بجة

Post: #13
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-03-2007, 09:38 AM
Parent: #12

الأستاذ مهتدى بجه ..
كيفك يا رجل ..
ما زلت في إنتظار وعدك ..
الميثلوجيا النوبية غزيرة وغنية ..
محاولتي هنا مجرد تحفيذ وتحريض او فتح شهية ..
لأقلامنا الشابة لتلج هذا المضمار ..
وتتناوله بكثافة في أعمالها الأدبية ..
ذاك ما نادى به رواد تأصيل الأدب السوداني ..
أسجل إعجابي وتقديري لجهدك في توثيق بعضها
في أعمالك الشعرية الرائعة ..
وفقك الله ..
( تُكُن ورّمَن ) خليك قريب.

Post: #14
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: عادل جبارة
Date: 11-03-2007, 11:12 AM
Parent: #13

Quote: العزيز هاشم ..
صاحب اللغة الشعرية المعطونه بمشاعر الحب والإحسان ..
أكلتنا في اللحن الجديد والا أنا ياتري دقست ؟
قول لصاحبك ود جباره لوما بينت هنى بمرق ليك ضنبى

الحبيب ود الملك
طلعت من ناوا ؟؟؟ لاحول ولا قوة إلا بالله ..
جيرانا في الصحافة من ناوا .. أنا مما كنت في ( الروضة )
لحدي هسه ما بدخل بيتهم ...

حكي جميل وسرد رائع بكل صدق .. أتمنى أن تساهم حكايات زمن الطراوة
أيضا في فك طلاسم الخرافات المتداولة التي كنا نسمعها من كبارنا وقد
أكون وجدت ضالتي بالفعل في تعليل محاولة أهل الجزيرة ليس لتخويف ( الأنصار )
وحدهم بل كل الغرباء ..

عادل جبارة

Post: #15
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 11-03-2007, 12:12 PM
Parent: #14

كم أنت رائع أيها الملك !!!

أعدت إلينا ذكريات الزمن الجميل ,,, شكرا لك ,,,

Post: #16
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-03-2007, 02:42 PM
Parent: #15

الأستاذ الصديق ( امالدود ) عادل ..
Quote: أنا مما كنت في ( الروضة )
لحدي هسه ما بدخل بيتهم ...

تعرف تخاف ؟؟
المحكيات في جل أصقاع السودان تكاد أن تكون متشابهة ..
ثقافة الكجور مثلا ..
لا تتقاطع مع محكيات أصحاب الكرامات
او الخطوة كما يقولون ..
يبدو أن الثقافات جذورها واحده وإن تباينت اللغة ..
أسعدني مرورك ..
ارجاني ياخوى .

Post: #17
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-03-2007, 02:52 PM
Parent: #16

الفضلى عواطف إدريس ..
الصحفية المتميزة ..
أتابع مبضعك السحري حين يجس عللنا الإجتماعية بعناية ..
مرورك ضمخ البوست بشذى الورود المتفتحه..
دامت لك العافية .

Post: #18
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-03-2007, 08:43 PM
Parent: #17

قوي البنية ..
جهير الصوت ..
نشط وحيوي ..
ذاك هو الشخص الذي أعجبت به في صباي الباكر ..
عندما أسمع الصبية يرددون وهم علي ظهور حميرهم ..
ـ هي سلام .. هي سلام .. فلان فلان تود غائبيبون ..
ناعين للناس وفاة أحد ما في القرية ..
كنت أراه وحده بعضلاته المفتولة ..
وهمته العالية ..
وقد كسى التراب رأسه ووجهه ويديه ورجليه ..
غارقا داخل حفرة القبر ..
يحفر ..
ويسوي ..
ويقيس بجسده الفارع الرشيق طول (ود اللحد ) وعرضه ..
والآخرون يساعدونه وقوفا علي حافة القبر ..
وحين تحمل لأذني نسمات ليل القرية الوادعة ..
أنغام ( الطنبور ) الشجية ..
فأسري مع السراة ..
أراه هو في مقدمة المتراصين وقوفا وسط الحلبة ..
يصفقون بأكف قوية ..
في رتم تراتيبي يجايل نغمات الطنبور ..
ويدفع دماء الحاضرين طربا يلهب مشاعرهم ..
وحماسا يفتك شعيرات أكفهم الدموية ..
نعم ..
كان حضوره الأول في كل مناسبات القرية ..
أفراحها وأتراحها ..
كان فارسها بلا منازع ..
يقدره الجميع ويهابونه أيضا ..
أكثر ما أعجني فيه حبه وإخلاصه وطاعته العمياء لإمه ..
إن أخطأ في حق أحد ..
كانت الشكوي تأتي لإمه وليس لإبيه ..
فهي الوحيدة القادرة علي ( تكفيته ) أمام الناس..
فيطأطئ لها راسه دون أن ينطق بكلمة او حتي يدافع عن تصرفه ..
واقعة أخرى جعلته في نظري قاهر المستحيلات ..
إعتادت قريتنا علي ترتيب مسابقات للأحصنة والإبل والحمير في الأعياد ..
كان أفكهها عندي سباقات الصبية بحميرهم وهم يجلسون فوق ظهورها العارية بالمقلوب ..
وكانت المفجأة التي سجلتها ذاكرة القرية ..
يوم تحدي صاحبي المذكور مالك إحدى أحصنة السباق ..
قيل أنه سابقه بحمار وكسب الرهان ..!
قد لا تصدقون ..
تاما مثلكم كان من لم يشهد ذلك الحدث الفريد ..
قال بعضهم ..
ـ قطع شك ده كان حصان كارو ساكت ..
ابدا والله .. يقاطع آخر..
كان حصان أصيل ودايما يكسب السبق ..
يرد ثالث ساخرا ..
الشى بس المهرة ما كانت قبلانه تسابق لها حماره ..
..
صاحبي هذا شخصية حقيقية ..
موجوده أيضا بينكم ..
في قراكم ومدنكم وأحيائكم ..
..

متعه الله بالعافية ..
فهو ما زال علي قيد الحياة ..
يقضي سنوات عمره في صمت من عرك الدنيا في صباه ..
وعركته في شيخوخته ..
..



Post: #19
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: خالد حاكم
Date: 11-03-2007, 11:14 PM
Parent: #18

Quote:
( 2 ) مَرّن بُورُو
من الحكاوي التي كانوا يخيفوننا بها أيضا حكاية ( مرّن بُرو ) بنت الذرة ..
قيل لنا بأنها تعيش بين القصب داخل حقول الذرة ..
وهي مغرمة بمص أنف من تعثر علية الي أن يموت بين يديها مختنقا ..؟!
كان أشد ما يخيفني الدخول في مزارع الذرة بمفردي ..
وحتي زمن قريب ..
كانت تنتابني الرهبة حين أمر بين مزارع الذرة بمفردي ..
وحين أسمع حفيف أعواد القصب مع حركة الرياح ..
يستبد بي القلق وتسرع خطاى العابرة ..

محمد الملك
سريناقمندو
وايبونا
والله رجعتنا لذكريات 30 سنة للوراء , الله يديك العافية, واصل متابعين معاك .

Post: #20
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-04-2007, 09:43 AM
Parent: #19

الأخ خالد حاكم ..
عارف أنا البوست ده فتحته وكنت عايزكم تشاركو برضو بذكرياتكم ..
والمواقف الحدثت ليكم من جنس الحكاوي المخيفه ديك ..
تعال قول ..
عارفك عندك الكثير ..
راجيك .

Post: #21
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-04-2007, 12:11 PM
Parent: #20

في المقابل ..
شخصية أخري ..
ضعيفة البنية ..
قصيرة ..
غير أنها حركية ..
لا تخلوا مجالس القرية عن سيرتها ..
عرفوه براديو القرية ..
إنسان هزلي ..
بلسانه لثغة تزيد من درجات إستلطافه ..
وتكسر حدة قبح وجهه وفوضوية هندامه ..
قيل بأنه متزوج بإحدي جميلات القرية ..
رأيتها بعيني ..
وسمعت من إستكثرها علية ..
ـ صحى ذي ما قالو العرس قسمة ..
يعقب عليه آخر ..
ـ لكن الزويل قالو عنده شيتا ماكن ..
ثم يتمتم ..
ـ شغل الحمير قالوا بربى ..
ينظر اليه آخر شذرا كمن يكلم نفسه ..
ـ مالو مابين فينا ..
في ليلة مقمرة شديدة البرد ..
دخل عليه جاره شاكيا ..
رآه يدس أطرافه بعناية تحت ( فروة ) جلدية غزيرة الصوف ..
ياخى شافعك دا مبهدل حمارتى ..
قبال شوية ظبطه ....
رد عليه دون أن يكشف عن وجهه الغطاء ..
ـ في السقيئه ( الصقيعه ) دى !؟
غلطان أنا .. رد عليه جاره غاضبا ..
كان أدخلهم اودة النوم ..
..

Post: #22
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-04-2007, 04:16 PM
Parent: #21


(3) دِيــّل ـ (بكسر الدال وتسكين الياء وتشديدها )

شغل بجدارة خانة المشترك بين ثقافاتنا ..
وإن إختلفت المسميات ..
له وجود كثيف في ثقافات شعوب عديده ..
كتبوا عنه وروجوه له بأفلام ومسلسلات ..
البعض يطلق عليه إسم (البعاتى ) ..
والبعض ( ترب البنية ) ..
والكل متفقون حول المواصفات والمدلول ..
كانت أجسادنا ترتجف خوفا عند سماع حكاياتها ..
والغريب أنهم كانوا يجزمون بصدق مشاهدتهم ..
ولو أنهم كانوا يروون حكايتهم أمامنا نحن الصغار وحدنا
لأمكن الظن بأنهم يريدون تحزيرنا من السير ليلا ..
غير أن مثل هذه الحكايات كانت تروي للكبار ..
ولا يجرؤ احد علي تكذيبها ..
فنثق في صحتها وحدوثها ..
إستمعت لشخص أثق في شجاعته ..
يحكي أمام مجلس ضم عددا من كبار القرية..
ـ أمبارح كنت راجع للبيت نص الليل..
ـ حمارتى لما وصلت عند المقابر ترست فجأة لامن قربت أقع ..
ـ الحمارة وقفت ومددت إطنيها لا قدام ..
ـ شفت شيئ طوييييل رجلينه في الواطه وراسه فوووق في السما..
ـ ملفلف بي قماشه بيييضه ..
ـ شو .. مرا قدامي ..
ـ بعد فات حتين الحماره مشت بي لا قدام ..
قال آخر:
أنه كان عائدا ذات ليلة من قرية أخري مجاورة ..
وفي الطريق شاهد نفس الصوره شبح طويل ملفلف ..
يمضي مسرعا أمامه وهو يطلق أصوات شبية بالصراخ المكتوم ..
ثم غاب في الظلام ..
بسم الله .. بسم الله ..
رددها آخر وهو ينفض حلمة أذنه بيده اليومنى ..
ـ ليه ..
ـ نسيتو كلام جيران بت كلتوم ..
ـ مش حلفوا بي روسينم إنهم شافوا بنيتها الغرقت في البحرعامنول كمين مره داخله علي البيت ..
ـ كمان سمعوها تناضم أمها .!!
يقاطع آخر:
ـ ياخونا الناس الفاكين الخت بقولي المسعله دي كووولها تهيعات ..
ـ يازول ماتصدق ناس التعليم ديل ..
ـ ديلا متل ما بقولو عليهم ناس فلفسه ساكت ..
ـ كلام الله دا قال في جن والا ما قال ؟
يرد آخر :
ـ صدق الله الاظيم ..
ياجماعه أسمعوا ..
أن قُمُورو تُوورل ..
يقولها بالرطانه ويخبط علي رقبته بكفه الأيمن ..
ثم يواصل بالدارجي ..
ـ في ضمتي أنا القدامكم ده ..
ـ كنت راجع للحله قابلتني سيرة كاربه ..
ـ نزلت معاهم أرقص وأصفق وأبشر ..
ـ عترّّت لي حاجه ما خابرها شنو ..
ولسانى نطق .. بسم الله ياساتر ..
لقيت روحى واقف فوق كوم رماد ووسخ !؟
..

Post: #23
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-04-2007, 10:21 PM
Parent: #22

ـ ياجماعه دي أرواح مظاليم ..
قالها شيخ يبدو عليه الوقار ظل صامتا منذ بداية الجلسة ..
تساءل احد الحضور بتلقائية ..
ـ هنى ولا هناك ؟
رمقه الشيخ بنظرة مستنكرة ..
وقبل أن يواصل ..
سمع من يلقي عليهم التحية ..
ـ سلام عليكم ..
ـ وعليكم السلام والرحمة ..
ـ إنتو ملمومين بي جاى وبى غادي البلد مقلوبه ؟
ـ ليه .. انشاء الله خير .. في شنو يا جنا ؟
ـ الجماعه الرجعوا من سوق البندر سمعوا إذاعة امدرمان قالت كان في إنقلاب ..
ـ علا فشل وكتلو ناسه ضُمّ ..
ـ بينهم وليد من الحله القدام ..
ـ لا حول ولا قوة الا بالله ..
ـ الزول يكتلو بلا يكتل ولا يهبش أرض ولا عرض !؟
ـ صحى المظاليم كتروا !!
من الليله ماني معتب برات بيتي بعد المغرب ..
..

Post: #24
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-05-2007, 09:29 AM
Parent: #23

Quote: ـ الزول يكتلو بلا يكتل ولا يهبش أرض ولا عرض !؟
ـ صحى المظاليم كتروا !!
من الليله ماني معتب برات بيتي بعد المغرب ..

شيئ ما إستوقفني اليوم عند عبارات هذا الرجل ..
أهيّ مقولة ـ ما أشبه الليلة بالبارحة ؟؟
سبحان الله ..

Post: #25
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-05-2007, 06:35 PM
Parent: #24

(4 ) وليم تيل سودانى .
طبعا العنوان ده بالنسبه الجيل الحديث مبهم ..
عموما بقول ليهم مدو الصبر ..
..

لم تكن حكاوي القرية كلها أساطير ..
بعضها تعلقت بشخصيات حقيقية عاشت بينهم ..
تداولوا سيرتها صاغرا عن كابر ..
منها سيرة ذلك الرجل الأسطورة ..
إبن عوف ..
من عاصروه من أهل القرية حكوا الكثير عن بطولاته ..
منهم أحد السماكين المسنين في قريتنا ..
رأيته وقد ترك الصيد الذي ظل يمارسه منذ صباه ..
وإتخذ لنفسه ( كشكا ) صغيرا جوار منزله ..
يبيع فيه التوابل وعلب التركين ( الملوحة ) التي يجيد صناعتها ..
كلما وردت سيرة إبن عوف ..
سمعته يقسم أمام الحاضرين ..
بأنه كان يعجزه بكلتا يديه ضم أصابع كفه حين يفردها أمامه !!
علي الرغم من أنه كان في عنفوان شبابه وأصغر منه سنا ..
منه حفظت ذاكرتي تلك الأهزوجة التي أرخت لبطولات الرجل ..
وتغني بها المغنون في زمانه ..

إبـن عـوف ولـدا ما بخــاف
كتـف الـتمسـاح بالخـــلاف
جـابو في مركـب ماهو طـوف
يالمكضـب قـوم أمشى شــوف


كانت صورته تطابق في ذهني صورة ذلك الرامي الأسطورة ..
وليم تيل ..
فقد حكى لنا معلمنا في المرحلة الإبتدائية ..
أن الرجل كان بمقدوره إلتقاط تفاحة ..
بسهمه الخطار من فوق رأس إبنه ..
وكان ابن عفوف يترك المعزة مقيدة علي الشاطئ ..
ويبقى مختبئا الي جوارها داخل حفرة ..
وحين يخرج التمساح ليلتقطها يصيبه في مقتل ..
أما عن قوته البدنية ..
فقد قيل أنها كانت تعادل قوة حصان وربما أزيد ..
فإن أمسك بالحصان عجز تماما عن زحزحته من موقعه شبرا ..
غير أن هذه المقولة لم ينفرد بها وحده ..
فقد قيلت في حق آخرين منهم أحد أجدادي ..
حين أسمعها كنت أحس بالنشوة تسري بين أوصالي ..
ولكن حين أنظر الي عضلاتي ( التبش ) ..
استيقن من صدق ذلك الذي قال ..
( النارتلد الرماد ) ..
..

Post: #26
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Ahmed Alim
Date: 11-05-2007, 07:33 PM
Parent: #1

ٌقريبي الملك

سرن اقمندو

تحية ومحبة لك وانت تحكي لنا من ذاكرة الوجدان النوبي الغني

فهو ملئ بقصص وعادات وحكاوي واساطير وعمران مدهش للغاية.

أذكر دائما توقفي وتأملي للبوابات النوبية المنقوشة برسوم بعضها مفهوم

والبعض الاخر لا تفهم منه شيئا ومكسوة بالوان زاهية جميلة، اسطورة النبي

الخضر الذي يأتي كشحاد، واظن قصة الدوقور احد السحاحير التي تخرج من النيل...


متابع لهذا السرد الجميل.


أرجو من الاخ بكري ابوبكر رفع هذا البوست لان المنتدي يفتقد كثيرا لهذا النوع من البوستات.

Post: #27
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-06-2007, 11:24 AM
Parent: #26

Quote: تحية ومحبة لك وانت تحكي لنا من ذاكرة الوجدان النوبي الغني

فهو ملئ بقصص وعادات وحكاوي واساطير وعمران مدهش للغاية.

أذكر دائما توقفي وتأملي للبوابات النوبية المنقوشة برسوم بعضها مفهوم

والبعض الاخر لا تفهم منه شيئا ومكسوة بالوان زاهية جميلة، اسطورة النبي

الخضر الذي يأتي كشحاد، واظن قصة الدوقور احد السحاحير التي تخرج من النيل...

عزيزى احمد ..
كم أنت جميل ..
لقد نفخت في الذاكرة روعة النقوش وفن العمارة ..
وتجليات (شي هتر) او النبي الخضر في الميثلوجيا النوبية ..
لغرابة الصدف كانت تناقشني إبنتي قبل أيام حول رغبتها في دراسة الهندسة المعمارية ..
قلت لها أشجعك شريطة أن تبحثي في أسرار العمارة النوبية ونقوش بواباتها ..
ولماذا ظلت مباني الدفوفه منتصبة طوال القرون علي الرغم من أنها مباني طينية..
لا أدري سبب إهتمام النوبي ببوابة داره ..
وإصرارة علي بقائها متميزة مهما كانت التكاليف عن بقية المباني ..
سواء في ضخامتها او زينتها ونقوشها ..
تري هل لهذا الأمر علاقة بالمقدسات ؟
صحيح أن التمساح كان ضمن آلهة النوبة ولذا نجده يتوسط كافة نقوش البوابات ..
ولكن ما سر الطبق الصيني الذي يتوسط قمة البوابة ؟
اما الشكل الهرمي الذي يسيطر علي ققم بواباتنا..
لعله مرتبط بأسرار الحياة الأخري والأرواح ..
اما تجليات النبي الخضر المعرف بيننا ب ( شي هتر ) كما تقدم..
لاحظت كثافتها المعارفية بين سكان الشريط النيلي بوجه خاص ..
ولم أجدها تشكل الكثير بين معارف المسلمين في الدول الإسلامية الأخري ..
فهل لذاك علاقة بقصة الرجل الصالح مع سيدنا موسي عليه السلام ؟
خاصة إذا وضعنا في الإعتبار ربط بعض كبار العلماء وقائع الحدث بنهر النيل ..
مقروءة مع المكان والوسط الذي ولد فيه النبي موسي ونشأ..
لعلنا نجد بين القراء من يملكنا معلومات أفضل وأشمل ..
لك خالص الود والمحبة..
وأشكرك علي دعوتك للأخ بكري ..
أتركك في رعاية الله ..
( أرتِن هَسبِر ).

Post: #28
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-06-2007, 06:07 PM
Parent: #27

مما حُُكيّّ عنه أيضا ..
أنه كان مبحرا بمركبه ذات يوم ..
فعلقت المركب بالرمال في منطقة ضحلة قبالة الشاطئ ..
نزل الي الماء ليدفعها ..
فإذا بتمساح ضخم يقف منتصبا علي خلفيتيه أمامه ..
فما كان منه إلا أن إحتضن التمساح وضمه الي صدره وشده بكلتا يديه ..
وجاء به الي الشاطئ ..
وأخذ ينادي في الناس ليساعدوه ..
رأي الذين تجمعوا حوله ذلك المشهد ..
أعتقد بعضهم أنه تمساح ميت ..
غير أنهم فوجؤا ونفروا بعيدا ..
عندما رؤا زيله يتلاعب بين قدمي الرجل وعيناه تبرقان ..
وفكه يرقد فوق كتف بن عفوف الأيمن متجاوزا عنقه ..
ـ ياخونا المصيبه دي حيه ..
صاح أحدهم ..
ـ ياجماعة ما تخافوا شغلانتي موضّبه ..
قالها بن عوف ليطمئنهم ..
لجأ لجزع نخله أحاطها بيديه فأصبح التمساح بينه وبين الجزع ..
صاح فيهم ..
ـ ياجماعه ساعدوني بي سلبه ..
ـ لفوها بيني وبين التمساح واكربوه تمام مع النخله ..
قيل أن البعض تشجع في أداء المهمة بعد تردد ..
ورغم نجاحهم في إكمال المهمة ..
ظلت أطراف بعضهم ترتجف وهم بين صفوف المتفرجين ..
جثامين تلك التماسيخ الضخمة المحشوة بالتبن ..
التي رأيتها معلقة فوق بوابتي مركزي دنقلا وأرقو حتي زمان قريب ..
قيل أنها كانت شاهدا علي بطولات الرجل ..
رحمه الله .
..

Post: #29
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-07-2007, 07:00 AM
Parent: #28

ليس بن عوف وحده من ألجمت بطولاته ألس القرويين ..
فهنالك أيضا ممن بهروا بثباتهم وحسن تصرفهم في الملمات عقولنا ..
منهم ذلك الرجل الذي لم أعد أذكر إسمه الآن ..
زرته وأنا طالب في المرحلة الوسطي ضمن زمرة زائريه ..
كان يرقد مستشفيا بإحدى عنابر مستشفي دنقلا ..
رأيت بعيني عظام زراعه وقد حفيت بعد أن قضم التمساح لحمها..
قال للحاضرين وهو يروي أحداث ذلك اليوم المروع ..
ـ طلعت العصير أجيب لي قش للغنيمات ..
ـ وقعت عيني علي كليقه قش قايمه غزيره حوالين حجر جو البحر..
ـ علا كانت ما بعيدة من القيف ..
ـ حقيقه لله ..
يمسح علي شفتيه الجافتين بكم قميصه ثم يواصل ..
ـ عجبتي شديد ذي ما بقولو ياهو المكتوب ..
ـ خضت المويه لامن وصلتها ..
ـ أها .. وكتين قعدت ومديت منجلي أقطع ..
ـ حسيت قوة شديده خلاس طبقت فوق ايدي ونترتني جو المويه ..
ـ سبحان الله وانا نازل علي الموية كتمت نفسي ..
ـ ثواني كده ـ ظنيتها يوم بحالو ـ حسيت جتتى ذي معصوره تحت ايد التمساح ..
ـ أها .. إذكرت منجلي وحسيت به بين أصابعي ..
ـ جبدت روحي وبي آخر الفضلي طعنته بالمنجل ..
ـ الطعنه علي بختى الظاهر حصّلت حتيته لينه في جسمه ..
ـ نفضني بعيد ..
ـ الحمد الله لقيت الهوا ملي صدري وجتتي إتخبتت بالواطه ..
ـ فتحت عيني لقيت روحي فوق القيفه ..
ـ عاينت للبحر ..
ـ لقيت التمساح زعلان يلحس في دمي الناتر فوق الموية .
ـ الحمد الله لسع مكتوبا لي لقمه آكلها ..
..

Post: #30
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-07-2007, 05:27 PM
Parent: #29

ما بين قـلّو ـ و قاقـول ..

لم يكن الرجال وحدهم من إستأثروا بذاكرة القرية ..
بل النساء أيضا ..
بينهن عديدات كن يعملن في شتى المجالات ..
زراعه ، صيد أسماك ، تجارة ، تربية الضأن ..
غير أن إحداهن نالت النصيب الأوفر ..
كانت موصوفة بالجرأة والثبات ..
( وزينة رجال ) كما كان يحلوا للنساء وصفها ..
ترمي شباك صيد السمك لوحدها وتبيع حصيلتها في الأحياء ..
تجيد السباحة في النهر بدرجة تفوق قدرات بعض الرجال ..
قيل لنا ذات مرة ..
كانت تسبح قادمة من جزيرة صغيرة مهجوره ..
تدفع أمامها رزمة مربوطه من أعواد الحطب ..
جلبته من الجزيرة لحاجتها في بناء زريبة لبهائمها ..
أحست وهي سابحة بشيئ ما يتبعها ..
إستبانته تماما ..
إنه تمساح يترصدها ..
كانت تعلم أنه لن يهاجمها مالم تبلغ مكانا ضحلا ..
مضت سابحة في ثبات تدفع أمامها كتلة الحطب ..
عندما قاربت الشاطئ ..
غطست تحت كتلة الحطب ..
ثم أطلقت الكتله ليحملها التيار ..
وسبحت غاطسة الي أن بلغت الشط ..
حين خرجت ..
شاهدت التمساح ما زال يتبع كتلة الحطب ..
فقررت إغاظته ..
وقفت قرب الماء تصفق وتهزأ بصوت مرتفع إنتبه له التمساح ..
خبط بيده غاضبا كتلة الحطب فتبعثرت قطعا فوق الماء ..
ثم جاءها يشق التيار ..
..



..





..






طبعا هربت ..
..

قيل لنا أنها وحدها من دون النساء..
كان الرجال يسمحون لها بارتياد ( قعداتهم ) في المناسبات ..
لا تستنكف تدخين سجارة قامشه إن مدها بها احد..
وتشرب كافة أنواع الخمور البلدية ..
مريسة ، دكاي او النبيذ المعتق ، عرقي بلح ..
قيل أنها وحدها كانت تشرب ربع زجاجة عرقي ..
وتمضي لحالها دون هزيان ..
في كافة مناسبات ختان البنات ..
يسند لها أصعب المهام ..
الإمساك بالفتاة أثناء العملية ..
ربما لهذا السبب ظلت شخصيتها تراوح مخيلتي بين الإعجاب والكره ..
يضيق صدري فجأة عندما تهرش ذاكرتي أحداث ذلك الصباح الشتوي ..
كنت أدس أطرافي بعناية ..
تحت غطاء يبعث فيهن الدفئ ويمنحني نوما رائقا ..
فإذا بأذني تلتقط صرخا ت مكتومة ..
حسبتها جزء من حلم مخيف رأيت فيه إحدى شقيقاتي تصرخ مستغيثه من قعر بئر ..
إنتفضت مزعورا من فوق ( عنقريبي) ..
رميت غطائي وإنطلقت باحثا عندما تردد الصراخ في إذني ..
لم اجد احد في الغرفة ..
ولا الغرف الأخري ..
دلفت مسرعا الي الحوش ..
فإذا بأذني تصطك مرة أخرى بصراخ مكتوم ..
نعم ..
هي أختي ..
يا إلهي ..
تيبست أطرافي عندما حشرت رأسي لمصدر الصوت بين نسوة تجمعن في الطرف القصي من الحوش ..
هي من وقع بصري عليها ..
بين يديها تتلوى أختي ..
يخرج صراخها المكتوم من فمها الذي سدته تلك المرأة بيدها ..
لولا اقتلعتني إحداهن واعادتني للغرفة وسدت بابها عليّ ..
لفلقت رأسها بحجر ..
منذ أن إطّلعت علي رواية (كنج سلمّون ماينز) في المرحلة الوسطي ..
ظلت ذاكرتي تربط بين بطلتها وبطلتنا !!
..
سامحها الله ورحمها رحمة واسعة.

Post: #31
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: خالد حاكم
Date: 11-07-2007, 05:50 PM
Parent: #30

الملك
سلامات
والله انت زول رائع , وزى ما بيقول فيصل خليل انا بجى برتاح هنا, لانو بتذكرنى البلد بحكاويك وقصصك الجميلة , قصص وحكاوى الزمن الذى لا يتكرر, وبالنسبة لدعوتك لى بالمشاركة بما عندى , اقول ليك الذاكرة بقت خربة , بالاضافة لذلك ما عندى امكانياتك فى الحكى , عشان كده خلينى اكون مستمع ساكت معاك .
واصل يا عزيزى متابعين معاك.

Post: #32
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-08-2007, 01:05 AM
Parent: #31

الأخ خالد ..
ياخي مشكور علي كلماتك الطيبات ..
آمل أن أكون عند حسن ظنك وظن الأخوة والأخوات..
Quote: وبالنسبة لدعوتك لى بالمشاركة بما عندى , اقول ليك الذاكرة بقت خربة

ياراجل ..
ذاكرتك منوره البورد بمكنوناتها الثمينه ..
دامت لك العافية .

Post: #33
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-08-2007, 06:10 PM
Parent: #32

(4) البرنجي
قبل أن يستغله آل حجار مسما لمنتوجهم المحلي من السجائر ..
سمعته وعقلت معناه..
دون أن أعلم وقتها الي أي من لغات العالم ينتمي ..
كنّي به أحد أميز المزارعين في قريتنا ..
كناه حسب ما علمت ..
أحد رجالات القرية الذين عادوا اليها من إغتراب طويل ..
بعد أن تجاوز العمر عقوده الست ..
ما زالت تقاطيعه وهيئته العامة ..
مضبوطة في الذاكرة رغم ما علاها من عفار صراع الحياة ..
بأنفه المعقوف ..
وسمرته الداكنة ..
وذنده العريض ..
وسرواله الطويل المكفكف عند سرته ..
لم أره يوما إلا و( منجله) ملك يمينه ..
الصورة الفتوغرافية الأولي والآخيرة في حياته ..
التي كان قد أنعم بها عليه أحد السواح ..
أخذت له وهو يقف جوار حلقة دولاب ساقية شاهرا منجله في وجه الكاميرا ..
عيناه الغارقتان في محجريهما تحت حاجبين كثين ..
توحيان عن ذهن متوقد ورؤية بصيرة ..
فهو العارف المكين بطبغرافية الأرض ..
وفصول السنه ..
ومواسم الزرع والحصاد بمسمياتها القبطية والسريانية ..
برمودا ، كيهكي ، أمشير .. الخ ..
حين يراه الناس وقد شرع في تسوية أرض حواشته ..
وبدأ في رفع ( تقاند ) أحواضها ..
تبعوه ..
لانهم مدركون أنه الأوفر معرفة ..
حتي عندما يعجز أحد المزارعين في ضبط مقاييس الطول والعرض المناسبين لحوض الزرع ..
او تسوية أرضها ليرتوا الزرع بصورة متساوية ..
يستدعونه هو ..
فيمسك بعود آلة الواسوق ..
حين يفرغ من مهمته ..
يبدو الحوض منبسطا كقطعة أرض مبلوطة بمحارة عامل ماهر ..
وحده العارف والقادر علي قياس وتحديد كميات الماء التي تكفي لري الزرعة داخل الحوض ..
نعم ..
هو وحده الذي إمتلك بصرة وحدة للقياسات تعمل بطاقة حاسوب دماغه ..
لذا كانت حواشته دائما تسجل الرقم الأول عند الحصاد ..
عشرون جوالا من القمح في مساحة لا تزيد عن الفدان ..
كان رقما لا يفرحه ..
كثيرون إعتقدوا أن بيديه بركة ..
بعضهم عللها بنيته الطيبة ونفسه الخالية من الحسد ..
وآخرون عزوا نجاحاته لحرصه وجديته ..
سمعته دائما يقول بالرطانه لمن يسأل عن سر نجاحه المستمر ..
اورر نوّرتي كُو ..
أي .. أن للزرع حياة وروح يحس ويتفاعل مع روح الإنسان ..
سبحان الله ..
هل تكشف لكم مثلي ..
ذلك الفهم العميق الذي لا يتوفر الا لمن له معارف بالعلوم البيولوجية ؟
من أين وكيف نالها هذا الذي نحسبه أميا بمفاهيمنا العصرية ؟
تري كم من الباحثين في مؤسساتنا العلمية أدركوا هذا الفهم ؟
ام تراهم ما زالوا يستصغرون معارف موروثنا الشفهي؟
هدانا الله وررحمه ..
فقد صدق من كناه ..
..

Post: #34
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-08-2007, 10:36 PM
Parent: #33

هيييييييييييييع كاسر قيدو واصل في هذا الابداع فنحن متابعون

Post: #35
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-09-2007, 09:00 AM
Parent: #34

ود شيقوق ..
حمد الله علي سلامة العودة ..
Quote: هيييييييييييييع كاسر قيدو

تقول شـنو ..
غاب أب شنب ..
قلنا ننم شويه حد ما يجو سياده ..
اها.. ما عجبتك نمة بن عوف الفوق دي ..؟
عجبتك والا ما عجبتك ننم علي كيفنا ..
إن عربي ولا رطانه والا حتي انقليزي ..
..
يمين نورت ..
اسند بى جاي ..

Post: #36
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 11-09-2007, 09:14 AM
Parent: #35


ود الملك سلام , لمن كنا صغار بنلعب نط الحبل برضك؟؟

Post: #37
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: ماجدة عوض خوجلى
Date: 11-09-2007, 10:31 AM
Parent: #1

تحياتى محمد
انا غايتو عن نفسى كنت انا السحار بزاتو وصفاته
دايما بقلع بالسحار حقى او الكنت بتخيل انو حقى طبعا التخيل ده كان لمن كنت صغيرة
لكن طبعا لمن كبرت وعرفت حقى الحقيقى وين برضو كنت يقلوعو عن طريق السحار ومن اقرب
الاقربين بدا باكبر زول الى اصغر زول فى البيت وفى زوار البيت وديل كانو بمثلو الغالبيه
الغظمى لزيارات السحار الليلية .
انا مابحب اى انسان مهما كانت درجه قرابته وصلته يستولى على السرير بتاعى او مخدتى او الغطا بتاعى ويستعمله
حتى ولو كنت ماموجوده وسبحان الله كنت لو فى زول قعد فيه بس مش كمان اخد راحته ورقد انا كنت بعرفو طوالى
وطوالى بدخلو من ضمن من يرغب السحار بزيارته ومكان بيحله من الزيارة اى حاجه او اى ظرف حتى ولو رجع
من مكانو الجا منو برضو السحار بينتظرو بالزيارة للجيه التانيه
والسحار ده كان عبارة عن كيس مرتبه ابيض قمت بس عملت ليه فتحه مكان العيون ولمن البسو كنت بلبس
بلف راسى بعمة علشان الراس يكون كبير وفى يوم المقرر فيه الزيارة بنوم اول زول فى البيت والنوم بيكون
جوة فى اوضتى مافى الحوش وسريرى بيكون الشرك للمراد تطفيشه نهائيا من هذا السرير وبعد مااتاكد انو كلهم راحو فى سابع نومه تبتدى زيارة الشبح اول بلمسه لمسات على خفيف فى الرجلين وبعد كده يتطور الامر من الرجلين الى اليدين وفى عينه طبعا الا عديل تجرها من شعرا وشديد حتنا تحس بيك وتصحى وبمجرد مايفتحو العيون مابيلقو حاجه لانو الشبح بيكون ادسا المهم الحاجه دى تستمر كده الى ان يظهر الشبح عيانا
ويعملو ليهو حركتين تهديد على خفيف وبسرعة يختفى نهائيا والى ان يستطيع من قام الشبح بزيارته
النطق يكون كل شئ قد رجع الى مكانه وانا رجعت سرير ونمت كانى نايمه لى اسبوع وتكون النتيجه سريعه
بشكل خرافى مع اول ظهور الفجر نسمع عن مواعيد بتاعت مستشفى للضيف كانت منسيه او اى سبب يتيح المخارجه
باسرعة فرصة ممكنه من هذا المكان المسكون وطبعا الحاجه اتكررت كتيرالى ان تم تطفيش كل من تسول له نفسه
الاستيلاء على سريرى وحتى اهلى بقو يقومو بعمل المستحيل علشان مافى زول يقعد اوينوم فيه طبعا خوفا من انتشار اشاعه انو فى شبح حايم فى البيت حتى ولوانا ماموجودة ومرات كتيرة كنت بكون فى سفر لمن ارجع ولدى كان هو البيفتن لى عن احوال حاجاتى فى غيابى
تسلم يارب

Post: #38
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-09-2007, 05:21 PM
Parent: #37

العزيز هاشم ..
Quote: لمن كنا صغار بنلعب نط الحبل برضك؟؟

ياسلام يا اولاد الخرتوم ..
لما إنت وصاحبك اللدود بودوكم الروضه ..
نحن روضتنا كانت خلوة ..
ولما بلعبوكم نط الحبل ..
كنا بنلعب بالتراب بالكدنداره .. عارفها ؟
ونصطاد ابوالزنان .. عارفه ؟
عشان نربط رجله فوق قصبه ونخليه يطير يعمل مروحه ..
وإنت لما ينهروك في الروضه وتمد شلاضيمك ودميعاتك ينزلن .
نحن دموعنا ما كانت بتنزل الا بعد يعلقوا رجلينا في الفلقه .. عارفها ؟
عرفت ليه نحن جلدنا ومخنا تخين وعندجيه كمان ..
وماطلعنا زيكم شفيفين ..

Post: #39
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-09-2007, 06:13 PM
Parent: #38

مججوده الرائعه ..
Quote: انا غايتو عن نفسى كنت انا السحار بزاتو وصفاته

بالغتي ..
اوع تكوني لسع بتعمليها ..
وانا اقوا البنيه دي واخيتها العاجبن شنو في أبان ضنبا ديلك
عارفه لوما سماحتكن الظاهره كنت شكيت يكون فيكن عرق ..
عندى صاحبى بروفسير في الجامعه هنا ..
قال امه كانت تحزره يرجع بي حلة الدناقله بعد المغرب ..
بعد دا عرس دنقلاوية ..
قلت ليه يعني ما خفت ؟
قال لي :
باين ليك ما تحسستها اول ليلة
الله يسلمك .

Post: #40
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-09-2007, 07:33 PM
Parent: #39

(5) كُركُر ..

الكُركٌر .. هو فحل النعاج ..
وهو نعت ساخر يمس الناعتين والمنعوت ..
قيل أنه بعد وفاة بن عوف ..
زادت التماسيح في جورها وتعديها علي الخلق ..
فلجأ الناس الي (الفقرا) علهم ـ بمعارفهم اللدنية ـ يمنعون عنهم هذا البلاء ..
نجح البعض وفشل الكثيرون وفق ما أرخت حكاوى القرية..
ممن نجحوا فقير ( كلمسيد ) ..
قيل أنه طلب من أحد حيرانه ذات يوم ..
أن يملأ له إبريق الوضوء من النهر ..
ذهب الصبي بالإبريق ولم يعد ..
بعد برهة من الوقت أمر الشيخ حيرانه بالبحث عن الصبي ..
عادوا اليه بلا نتيجة ..
لا أثر له في بيوت الأحياء المجاورة ..
ولا وجود للإبريق الذي كان يحمله في أي مكان..
عندها لم يعد أمام الشيخ إحتمال آخر سوي أن تمساحا خطفه ..
فالصبي يافع ليس في مقدوره العودة وحده لذويه القاطنين في بلدة بعيدة ..
نزل الشيخ الي الشاطئ ..
إستقبل القبلة وصلي ركعتين لله ..
ثم جسا فوق رمال الشاطئ قريبا من مياه النهر ..
طلب من حيرانه أن يجمعوا له كميات من الحصا ..
صار يقرأ علي كل واحدة منها ثم يتفل عليها ويلقيها في النهر ..
مضي علي هذا النحو الي أن كادت تغرب الشمس ..
مع بدايات المغيب ..
بدأت التماسيح تأتي وتتمدد علي الرمل الي جواره واحدة تلو أخرى ..
واصل الشيخ عمله بجد وأجتهاد ..
وما أن بدأ الليل يرخي سدوله ..
حتي جاء تمساح ضخم يزحف ببطء ..
إستوي بين ركبتي الشيخ الجاسية علي الرمل ..
نهض الشيخ وأعتلى ظهره وصلي لله ركعتين ..
حين ترجل ..
بدأ التمساح يفرغ كل ما في أحشائه ..
قزف بكمية من الأسماك اولا ..
ثم بإلإبريق ..
وأخيرت القي بجثة الصبي سالمة ..
حملها الشيخ ومضي ..
ما أن إبتعد قليلا حتي عادت التماسيح كلها الي الماء ..
إلا ذاك ..
تيبس في مكانه كالحجر ..
قيل أن الموقع غدى مزارا لمن يودون التأكد من كرامات الرجل ..
بجانب ذاك ..
تناولت حكاوي القرية محاولات آخرين بالسخرية ..
منها حكاية كُركُر المذكور ..
قيل أن تمساحا إختطف خروف جاره في ليلة عيد الأضحي ..
فجاءه جاره شاكيا التمساح الذي حرمه واولادة من خروف العيد ..
تحمس الرجل لنصرة جاره ..
ووعده بالإنتقام من ذلك التمساح اللعين ..
فهو يملك بندقية ..
إنصرف الرجل مسرورا وذهب يرقب ظهور التمساح علي الشاطئ ..
وما أن راه يأتي ويتمدد فوق الرمل ..
حتي إنطلق مسرعا يبلغ عنه ..
أعد الرجل بندقيته وحشاها بالبارود وبعض الخرق ..
جا ء الي النهر يتهادي يتبعه صاحب الخروف الضحية ..
علي الرمل شاهدا تمساحين يتجاوران بعد أن كان واحدا ..
جسيا علي الأرض وصارا يحبوان بهدوء في إتجاه التمساحين ..
عندما أصبحا في مرمي نار البندقيه ..
أطلق رصاصة أحدثت دويا هائلا تردد صداها مع حواف قيف النهر ..
أفزع الدوي الهائل أحدهم ..
إنتفض من مرقده محاولا الهرب ..
..

Post: #41
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-10-2007, 01:27 PM
Parent: #40

قال له رفيقه ..
نوم نومك ..
دا بنق كُركُر ..
..

Post: #42
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Muna Khugali
Date: 11-10-2007, 01:34 PM
Parent: #41

أنا تخصصي سحاحير..ممكن اجيب ليك صور منهم؟

Post: #43
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 11-10-2007, 01:47 PM
Parent: #42

حكي لي أحدهم البارحة ممن يكبرني سنا أنهم كانوا ينادون قبل السباحة في
النيل بالدنقلاوية
كلمسيد كلمسيد إن ألوميقي آرو أي بورانقي دولو وهي تعني
كلمسيد كلمسيد أمسك تماسيحك نحن دايرين نعوم.
أتساءل عزيزي ما هي أخبار تمساح النيل فقد صار زمان لم نسمع عنه شيئا
أتمني أن لا يكون في طريقه إلي الإنقراض رغم بشاعته و ما يجلبه من مصائب.
واصل أمتعك الله.
مهتدي بجة

Post: #44
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 11-10-2007, 02:36 PM
Parent: #43

عزيزي أفكر في مخابرتك منذ البارحة لكني أفتقدت رقم هاتفك و لم يجديني
البحث رجاء إرساله علي الخاص أو علي إيميلي إن كان لا زال لديك.تحياتي
و إلي لقاء.

Post: #45
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-10-2007, 11:28 PM
Parent: #44

يا منى مالك عليّ ..
أنااااااا ..
فلاحتك بس عليّ ..
أناااا ..
البوست ده حارسنه فقرا ..
بيهم ولا بلاهم منوره ياستي .

Post: #46
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Muna Khugali
Date: 11-11-2007, 01:51 AM
Parent: #45

Quote: يا منى مالك عليّ ..
أنااااااا ..
فلاحتك بس عليّ ..
أناااا ..
البوست ده حارسنه فقرا ..
بيهم ولا بلاهم منوره ياستي .




الليله..عرفت كيف؟

المره الجايه بجيب ليك ابو رجل مسلوخه ياكلك وانت نايم..بس!

Post: #47
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-11-2007, 07:46 AM
Parent: #46

مالك يا ود المك عايز ترجعني السودان

انا بالجد عدت من السودان بعد افراغ شحنات عاطفية تملكتني في بلاد الغربة وهاانذا اتصفح هذا البوست ليعيدني الى المربع الاول يعني زى الواحد الكان متلهف لل ...... وارتاح وتاني عادت اليه الاشواق - فما اشبه بوستيك بشجر الطلح !!!!!! وهو يطلق ازاهيره الصفراء لتعود الفراشات والنحل تحتسي من رحيقه لتصنع لنا منه العسل الجميل .

لك عميق مودتى

Post: #48
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-11-2007, 08:47 AM
Parent: #46

Quote: اسند بى جاي ..


ياني الساند والماشى فيها مشية القيد حرن كية على المابينا يا ود المك اخوى

Post: #49
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: سيف الدين عيسى مختار
Date: 11-11-2007, 10:32 AM
Parent: #48

الأخ العزيز ود الملك

ما أجمل هذا السرد الجميل لحكايات ترسخت في الأذهان وشكلت الذاكرة الجمعية لأبناء هذه المنطقة من السودان، وهي حكايات ان ربطنها بالمعتقد الديني القديم للمنطقة وخاصة تأليه بعض أنواع الحيوانات وخاصة الطوطمية منها مثل (مرن برو) أو (اددلوم) واعتقد أنهما لفظتان مترادفتان لمعني واحد، وذلك أن أن هذا الحيوان الخرافي في الأساطير الشعبية كان يختفي في مزارع اذلرة التي كانت في الغالب تقام على شاطيء النهر، فاذا انتهى من فريسته بمص دمائها هرب الى النهر. وهذه الأسطورة رائجة ومترسخة في الأذهان، وأحسب أن (اددلوم( تترجم ب(ولد التمساح) اذ أن اد ف يالنوبية القديمة تقابل(تود) ، ومنها اسم (ادريس) عليه السلام أي (الولد العطر) ومن ذلك أيضا تقديس أنواع معينة من الأشجار مثل (السدر) أو ذلك النوع من السدر المسمى بالنوبية بال(قندى) وهنالك قصص مخيفة واساطير تروى عما أصاب أولئك الذين حاولوا قطع أغصان تلك الأشجار، وأرى أن لتلك الساطير علاقة قوية بالمعتقدات الدينية القديمة وليس ببعيد منها (سدرة المنتهى) الواردة في القرآن، تماما مثل تلك الأساطير التي تحكي عن القوة الأسطورية لبعض الأشخاص، وما زالت القصص التي تروى عن جدنا الكبير أامباب حاج) أو الرجل الأسطورة، وهنا تحضرني طرفة، فقد كان عمنا عهبد العزيز مانجل شاعرا فصيحا في النوبية وكان يحكي قصة جدنا (أمباب حاج) الذي اقام ساقية بمفرده وأكل عجلا كاملا مع احتساء كميات مهولة من برم المريسة وبمفرده أيضا، فقلت له ( اذا افترضنا أن جدنا هذا كان بهذه القوة الاسطورية فانه كان أنانيا، فكيف يأكل عجلا حنيذا بمفرده والناس من حوله جوعى؟) ، مقابل هذه القوة الجسمانية هنالك القوزة الروحية لبعض مشائخ الدين مثل الشيخ كلمسيد الذي يقال اأنه حين اختطف تمساح أحد حيرانه مسخه الى حجر ما يزال تمثاله موجودا حتى الان في منطقة كلمسيد جنوبي الزورات، فتأمل

التحية لك على هذا السرد الأنيق
سيف الدين عيسى مختار

Post: #50
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-11-2007, 11:17 AM
Parent: #49

الأخ مهتدي ..
Quote: أتساءل عزيزي ما هي أخبار تمساح النيل فقد صار زمان لم نسمع عنه شيئا

طبعا التماسيح قلت بشده ولم يعد لها أثر بسبب الخزانات والصيد الجائر..
الخوف علي مهنة صيادي السمك نفسهم الي جواركم بعد قيام خزان مروي ..
اليك ايميلي لتبعث لي فيه ..

لك تقديري ...

Post: #51
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-11-2007, 02:02 PM
Parent: #50

مني ..
الله يديك العافية ..
Quote: الليله..عرفت كيف؟

ده كبيرهم الذي علمهم السحر .. مش ؟

Post: #52
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-11-2007, 02:09 PM
Parent: #51

الأستاذ الفاضل الطيب ..
Quote: كية على المابينا يا ود المك اخوى

إسمك الطيب .. معقول بس ؟
طلتك بالدنيا يا شيخ العرب ..

Post: #53
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-11-2007, 02:17 PM
Parent: #52

ود العمده ..
كيف حالك ..
Quote: (مرن برو) أو (اددلوم) واعتقد أنهما لفظتان مترادفتان لمعني واحد، وذلك أن أن هذا الحيوان الخرافي في الأساطير الشعبية كان يختفي في مزارع اذلرة التي كانت في الغالب تقام على شاطيء النهر، فاذا انتهى من فريسته بمص دمائها هرب الى النهر. وهذه الأسطورة رائجة ومترسخة في الأذهان، وأحسب أن (اددلوم( تترجم ب(ولد التمساح) اذ أن اد ف يالنوبية القديمة تقابل(تود) ، ومنها اسم (ادريس) عليه السلام أي (الولد العطر) ومن ذلك أيضا تقديس أنواع معينة من الأشجار مثل (السدر) أو ذلك النوع من السدر المسمى بالنوبية بال(قندى) وهنالك قصص مخيفة واساطير تروى عما أصاب أولئك الذين حاولوا قطع أغصان تلك الأشجار، وأرى أن لتلك الساطير علاقة قوية بالمعتقدات الدينية القديمة وليس ببعيد منها (سدرة المنتهى) الواردة في القرآن، تماما مثل تلك الأساطير التي تحكي عن القوة الأسطورية لبعض الأشخاص، وما زالت القصص التي تروى عن جدنا الكبير أامباب حاج) أو الرجل الأسطورة، وهنا تحضرني طرفة، فقد كان عمنا عهبد العزيز مانجل شاعرا فصيحا في النوبية وكان يحكي قصة جدنا (أمباب حاج) الذي اقام ساقية بمفرده وأكل عجلا كاملا مع احتساء كميات مهولة من برم المريسة وبمفرده أيضا، فقلت له ( اذا افترضنا أن جدنا هذا كان بهذه القوة الاسطورية فانه كان أنانيا، فكيف يأكل عجلا حنيذا بمفرده والناس من حوله جوعى؟) ، مقابل هذه القوة الجسمانية هنالك القوزة الروحية لبعض مشائخ الدين مثل الشيخ كلمسيد الذي يقال اأنه حين اختطف تمساح أحد حيرانه مسخه الى حجر ما يزال تمثاله موجودا حتى الان في منطقة كلمسيد جنوبي الزورات، فتأمل

شكرا علي الإضافة الثرة ..
واطمع في المزيد ..
افتح لوح الذاكره فكرامات امباب حاج كثيره ..
لا تبخل علينا بها .

Post: #54
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-11-2007, 02:24 PM
Parent: #53

(6 ) تين باب .

في إحتفالات تخرجنا من الجامعة ..
صدح المرحوم الفنان سيد خليفة برائعته التي يقول فيها ..
أهدى ليك خاتم جعران
عقد لولى بالمرجان
للأسف لا أعرف شاعرها ..
وبينما كان الحضور يميلون طربا ويشاركون بفاعلية ..
تاهت بي ذاكرتي اللعينة لسنوات طويلة خلت ..
كنت خلا لها ألعب (بالتراب) كما يردد أطفال الروضه اليوم ..
علي الرغم من أن أكثرهم لم يعيشوا ذاك الواقع المترب ..
نعم ..
أذكر تماما ذلك اليوم الذي وقعت عيني فيه علي شيئ يشابه الجعران ..
كنت في طفولتي لا أخاف الجعارين ..
نعرفها بإسم ( الكُكُنداره )..
مؤخرا عرفت أن إسمها جعرانه ..
كنت لا أتردد في حملها عندما أراها تسير بهدوء واثق ..
فهي كانت معلومة عندي بأنها من الحشرات المسالمة ..
غير أن ذلك لا يعني إقلاعي عن ممارسات خطره كانت أشبه بالهواية ..
منها إغراقي لأي جحر صغير أراه في حايط بيتنا بالماء ..
علي أمل أن يكون بالجحر عقرب ..
فالماء يدفع العقرب للخروج ..
أحيانا كنت أقضي صباحي متنقلا بين الجحور يتبعني إبريق أبي ..
لا يرتاح بالي ما لم تنجح المساعي وأظفر بواحدة أبرطشها بنعلي ..
او أهشم رأسها بحجر ..
زاد كرهي لهذه الحشرة اللعينة منذ أن لدغت أمي يوما وهي تكنس الحوش ..
عندما التقطت ماظننته جعران بادئ الأمر ..
زاد ت حيرتي ..
فالشكل شبيه بالجعران ..
ولكن هيكله حجري صلد وليس هشا مثل هيكل الجعران الميت ..
لونه أيضا يميل للخضرة بينما الجعران الذي ألفته سواده فاحم ..
حملته مسرعا لأمي ..
ما أن رأته حتي خطفته من يدي ..
ولكي تبرر لي عجلتها قالت ..
ـ إذا وقع منك في الأرض تاني ما بتلقاه ..
عندما لمحت في عينيي تعجبا .
واصلت قائله ..
إنت ما شفته ماشي ؟
حسع إذا ختيته ح يمشي والعقارب بتاكلو..
صدقتها ..
لان كافة هياكل الجعارين الميته التي رأيتها ..
قيل لي بأنها ضحايا العقارب ..
إبتعدت عن أمي وهي تجذب (محفضتها ) وتدس الجعرانه ..
عرفت مؤخرا أن ذاك الذي عثرت علية ..
كان حجرا من المرمر الأخضر الغامق العزيز ..
إعتاد الفراعنة علي نحته وتشكيله في هذا الشكل ..
يكتبون علي ظهره طلاسم بالهيروغلوفية ..
يتخذونها تميمة معروفة في الرطانة بإسم ( تين باب ) ..
..
عندما إنتبهت ..
وعادت ذاكرتي لحاضرها ..
كان الفنان يلوح بيده مرددا ..
اودعكم ..
أودعكم ..
أودع كيف ..

Post: #55
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-11-2007, 07:43 PM
Parent: #54

معاك يا الحبيب واصل لينا بس نتفرغ ونجيك بحكاوينا حت ود ام بعلو ذاتو جاييك اتشمر لينا ساى

Post: #56
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-12-2007, 10:16 AM
Parent: #55

Quote: ونجيك بحكاوينا حت ود ام بعلو ذاتو

ودشيقوق ..
سلام عليكم ..
مش قلنالك بنم لامن يجو سياده ؟
اها .. قلعت خيمتي وجيت انصبها فوق بطن حوشك وارجاك ..
..
ما حكيت عنه ثقافة جيل ربما إرتبطت بمنطقة محدوده ..
غير انها ثقافة لم يسمع بها ويعايشها الأبناء ..
أرجو أن يفتح هذا البوست شهية الأخوة من المناطق الأخرى ليمتعونا..
مرحبا بكم .

Post: #57
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-12-2007, 11:43 AM
Parent: #56

ود المك

Quote: ما حكيت عنه ثقافة جيل ربما إرتبطت بمنطقة محدوده ..
غير انها ثقافة لم يسمع بها ويعايشها الأبناء ..


يا حليل ايام زمان وقت كنا بنقوم من الصباح نتبع امهاتنا لحليب الغنم وكانت الغنماية الكافرة بمسكها ليك من قرونها وامي تحلب ساااااااااااااى وبعد تنتهي تقول لى حاك يا ولدى اشرب اتبيّض واروح ماسك ليك الكورية اشرب زييييييييين لحدى اللبن يملا لي كضيماتي بجاى وبجاى واروع مترع عااااااااااااااااااع .

يلا نمشى البيت وانا تابعها ليك ناقز ولابس حجاب قديم ومسوّد يتدلي على بطنى وعلى عراقي الدمورية الاتغير لونو وصار زى لون التراب .

بكون طبعا حفيان تطعني الضريسة واصيح وتجى امى راجعة لى تطلع الشوكة ونمشى تاااااااني .

نواصل

Post: #58
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-12-2007, 06:41 PM
Parent: #57

ود شيقوق ..

Quote: ولابس حجاب قديم ومسوّد يتدلي على بطنى وعلى عراقي الدمورية الاتغير لونو وصار زى لون التراب .

والله بالله كت عندي متيله ..
علا ملان بقع ..
وسببها اكل الدفيق ..
كنا نقوم بتقشير الجزء الأخضر لإزالة حموضته ..
فتتساقط علي العراقي وتملاه بقع ما تطلع بالغسيل ..
طبعا ما بسألك شنو بعد العراقي ..
لاني عارف الباقي كله حفيان متل كرعيك ..
الله يديك العافية .
واصل..

Post: #59
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-12-2007, 08:33 PM
Parent: #58

الاخ ود المك

زمن الطراوة كان ايضا بفنه الخاص فكلما نسمع اغنية اليوم تعود بذاكرتنا الى ايام الصغر والراديو ابي اريل المرفوع في القناية فوووووووق وكنا نسمع لابراهيم عوض وعثمان حسين وبقية عمالقة الفن .

ابراهيم عوض يا ود المك يمثل ظاهرة فريدة فى عالم الاغنية السودانية وقد شكل ظهوره فى العام 1953م حدثاً مهماً فى الساحة الفنية إذ تزامن ظهوره مع إتفاقية الحكم الذاتى ، واستطاع أن يعبّر عن هذه المرحلة بذكاء فقدم أغنية (أبسمى ياأيامى ) للشاعر عبد الرحمن الريح والتى عبرت عن الزمان الجديد ، وأصبح بالتالى أبراهيم عوض هو صوت الزمان الجديد ، ووأصل مشواره الفنى بنفس الذكاء والحدس الذى بدأ به مسيرتة فغنى للفرح ، وغنى للحزن ، وغنى للوطن .. وأستطاع أن يكون فناناً للشيب والشباب على السواء بفضل أغنياته التى تلائم كل الأذواق .
بهذه الكلمات إبتدر المؤلفان الدكتور عبد اللطيف البونى ، والأستاذ طارق شريفالناقد الفنى كتابهما المشترك عن الفنان إبراهيم عوض ، والذى دفعا به الى المكتبة السودانية مضيقين توثيقاً جديداً لسيرة الفنانين السودانيين .
والكتاب الذى حمل عنوان ( أبراهيم عوض ? خمسون عاماً من الغناء العذب ) يرصد بشئ من الدقة مسيرة فنان أثرى مسيرة الأغنية السودانية ، وجاء ميلاده فى مدينة أم درمان التى خرج منها الى العالم الفسيح ، والى منصة الأحداث .. ولم ينس الكتاب فى بحثه الأصول والجذور والمكونات التى شكلت مسيرة ذلك الفنان ، ومجموعة شعرائه الذين ذودوه بالمفردات الشعرية الأنيقة أمثال الشاعر عبد الرحمن الريح ، وسيف الدين الدسوقى ، والطاهر ابراهيم ، ولم يتجاوز الكتاب أسماء شكلت مسيرة اللحن ، والغناء العذب ، التى شكلتها مجموعة أخرى من الشعراء الذين مدّوا جسور التواصل مع ابراهيم عوض . كما قدّم الكتاب شهادات للتاريخ بأقلا كوكبة من مبدعى السودان الأفذاذ حيث كتب الإعلامى الكبير ذوالنون بشرى مقالة بعنوان ( ابراهيم عوض نصف قرن من الإبداع ) ولم يغب التحليل الفنى إذ سطر الدكتور الماحى سليمان ، وأنس العاقب تحليلاً نقدياً عن أغنياته فى دليل على جودة ماقدمه من إبداع غنائى ، مشيرين الى أن ابراهيم عوض كان سفيراً الفن السودانى .
وفى قصة ابراهيم عوض نموذج للفنان العصامى الذى نشأ فى أسرة متوسطة الحال ، وكان والده يتمنى أن يراه صاحب ورشة كبيرة ، وكثيراً ماكان يحدثه عن مستقبل الصناعة فى السودان ويروى له قصصاً كثيرة عن ثراء أصحاب الورش . ولكن ابراهيم عوض كان حلمه يتجه الى المجد والشهرة فى دنيا الغناء والطرب . ألحقه والده بالعمل فى ورشة الأسطى ناصر بشير ، وتعلم على يديه مهنة البرادة ، وكان الأسطى ناصر يترك له حرية الحضور والإنصراف من الورشة . أخذ ابراهيم عوض فى تلك الفترة يداوم على الإستماع لأغنيات الفنانيين أحمد\ المصطفى ، وابراهيم الكاشف ، وحسن عطية من خلال الإذاعة ، فكان يهرب من العمل ويسرع الى أقرب راديو ليستمع الى هؤلاء الفنانيين ، وحفظ مجموعة من هذه الأغانى وأخذ يرددها فى مكان عمله ، وساعده ضجيج الماكينات على تربية صوته وصقله وتدريب حنجرته على الأداء القوى . وعندما شعر بأن الفن يجرى فعلاً فى دمه قرر الإشتغال بالفن وشجعه المحيطون به ، وفى هذه الفترة إشترى عوداً بمبلغ (75) قرشاً وأخفاه فى منزله خوفاً من أن يراه والده ، وتعرف على شاب يقطن معه فى نفس الحى يدعى على سالم علمه أصول العزف على العود ، وأخذ يصحبه فى الحفلات ومنازل الأفراح يعزف له العود وإبراهيم يغنى . وساعده على الإنطلاق سكنه فى حى العرب الذى كان يعجّ بالنجوم فى مختلف ضروب الإبداع ، فقد كان الحى يضم أساطين الفن أمثال سيد عبد العزيز ? عبد الرحمن الريح ? عبيد عبد الرحمن ? على ابو الجود ? ميرغنى المأمون ? احمد حسن جمعة ? التاج مصطفى ? والجابرى وغيرهم ..
يرجع الفضل الأول فى دخول الإذاعة السودانية الى الشاعر الكبير عبد الرحمن الريح الذى شجعه ورعاه ، وألف ثلاثة أغنيات دفعة واحدة وكانت من ألحانه . فى العام 1953م خضع لإختبار اللجنة الممتحنة لدخول الإذاعة وغنى ابراهيم عوض أغنياته الثلاث لتجيز اللجنة صوته ضمن فنانيين أخرين هما سيد خليفة ، وصلاح محمد عيسى لتبدأ مسيرته الحقيقية .. وحرك بعدها ابراهيم عوض الساحة الفنية بأغنيات من إنتاجه الخاص ، فألتف حوله الشباب ، وأصبح ظاهرة فنية جديدة من خلال غنائة ، وزيه الذى كان منتهى الأناقة ، وتسريحة شعره ، وسنّ الذهب التى كان يضعها على أسنانه . وأطلقت عليه الصحافة لقب الفنان الذرى لسرعة إنتشاره التى لم يستطع أى فنان ان يجاريها فيه . وأدخل نمطاً جديداً على الأغنية السودانية حيث كان النمط السائد حينها الأغنية الكبيرة المصحوبة فى نهايتها بأغنية خفيفة تسمى ( الكسرة ) ولكن رأى البعض ان يتم الفصل بين الأغنية الخفيفة لتصير أغنية قائمة بذاتها ليلقى هذا الإتجاه معارضة شديدة ، ولكنه أصبح واقعاً فى النهاية ، ليجئ دور ابراهيم عوض بأغانيه الخفيفة التى سرت فى كل إتجاه ونموذجاً لها ( أبيت الناس ) و(حبيبى جننى ) و ( لوبعدى برضيه ) لتصبح الأغنية الخفيفة نقطة تحول فى مسيرة ابراهيم عوض الغنائية ليرددها الشعب السودانى بأسره . وظل بعدها ابراهيم عوض حريصاً على التجديد والتجويد فى كل شئ وخاصة فى الألحان ، والآلات الموسيقية الحديثة المتطورة على الأوركسترا السودانية ، ويعتبر من أوائل الفنانين الذين أدخلوا آلة (البنقز ) فى فرقته الموسيقية على يد الموسيقار خميس جوهر الذى درس الموسيقى فى القاهرة . كما ادخل ابراهيم عوض آلة الاكورديون عبر الموسيقار عبد اللطيف خضر ، وهوجم ابراهيم عوض وأتهمته الصحافة بانه يريد أن يحول الأغنية السودانية الى أغنية جاز ، لكنه صمد حتى النهاية بل وتواصل تحديثه بإدخال آلتى الجيتار والأورغ . وسافر ابراهيم عوض الى القاهرة فى اول زيارة له ليشارك فى فيلم ( إسماعيل يس طرزان ) وذلك بأغنية ( إظهر وبان عليك الأمان ) ، وفى عام 1958 م الف له الشاعر الغنائى المصرى فتحى قورة أغنية بعنوان ( على موج البحر ) وأرادت إذاعة ركن السودان غنتاج هذه الأغنية لتكون نواة للتكامل الفنى لوادى النيل ، وتصادف وجود ابراهيم عوض بالقاهرة فتحمس للأغنية ورشحوا له الفنانة سعاد مكاوى لتصاحبه بالغناء ، وأسند تلحين الأغنية للموسيقار الملحن محمود الشريف الذى صاغ لها لحناً جميلاً معبراً ن وهكذا كانت هذه أول أغنية تكامل بين السودان ومصر والتى فتحت الباب لعشرات الأغانى المشتركة بعد ذلك .
شارك ابراهيم عوض باغنياته فى كل الأحداث الوطنية التى مرت على السودان ن ولعل أغنيته الشهيرة من كلمات الشاعر سيف الدين الدسوقى من أخلد الأغنيات التى تغنت بها الأجيال وهى أغنية ( احب مكان .. وطنى السودان ) .
إن القارئ لكتاب ابراهيم عوض ? خمسون عاماً من الغناء العذب يشعر بعد الفراغ من قراءته ان الفنان ابراهيم عوض إستطاع أن يكون عنواناً مشرقاً للفن ، ومرآة عكست وجهاً ناصع البياض للوطن .

محبتي

اخوك
ود شيقوق

Post: #60
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: abdelwahab hijazi
Date: 11-12-2007, 10:30 PM
Parent: #1

.


دسان فنجري يا ود الملك،
متعك الله بالصحة والعافية،
السوراوية يحكون عن "أبنعوف" الشيء الكثير وعن أبنائه بالمثل.
أما حكاويهم عن أنفسهم فأعجب.
سمعت أن أحدهم كان لا يقف لسانه عن تلاوة القرآن والذكر حتى أنه إذا أراد قضاء حاجته وضع بعض ما يلبس بين فكيه حتى يمنع نفسه عن الذكر وهو دون وضوء. والرجل معروف باسمه وصفته.
ومنهن من كانت تركب الخيل وتأبى الرجال وتجاهد في جيوش المهدية حتى أن آخر أزواجها وهو من أنجبت منه حلف أن لا يعقد عليها إلا بعد أن تحلف على بنية الشيخ الأكبر بالقرية أنها لن تعود إلى الجهاد.
ومنهم رجل كان يتصدى للعشرات حتى أنهم كانوا يرونه وكأنه قد سد عليهم الأفق كله.
وسنمسك عن ذكر الأسماء حتى لا نضطر إلى مثل قولك: صحي النار تلد الرماد.

في رأي لأحد مشايخنا أن فرية نسب سحرة فرعون إلى الدناقلة لا عيب فيها بل فخر لهم. إذ أنهم ثبتوا على إيمانهم رقم التقطيع من خلاف والتمثيل بهم والصلب على جذوع النخل:
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (*) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (*) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (*) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (*)

وفوق ذاك فهم قوم حضارة ومدنية إذ أنهم أهل مدائن:
(قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ )

كيف لقيت النجر ده؟!


.

Post: #61
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-13-2007, 08:03 AM
Parent: #60

ياسلام عليك يا استاذ الطيب شيقوق ..
نثرت علي الزمن الطراوة ما أضفي علية نكهة خاصة ..
وضمخه بأريج عطاء ثر لأحد قاماتنا الفنية..
إبراهيم عوض ..
رقم فني مطبوع بين تلافيف ذكريات جيل ما بعد الإستقلال ..
حباه الله بعزيمة لا تلين ..
وموهبة طوعت قناة الزمن اليابسة ..
عبّد طريق الفن والإبداع الموسيقي علي خطى من سبقوه من عماليق الفن ..
فسلكته أجيال لاحقه وصقلته علما ومعرفة ..
إبراهيم عوض ..
يازمن وقف شوية..
رحمه الله.
..
واصل

Post: #62
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-13-2007, 02:51 PM
Parent: #61

أخي عبد الوهاب ..
Quote: كيف لقيت النجر ده؟!

رائع يالفنجري ..
أكيد عندك بواقي ..
جيبهاوتعال ..

Post: #63
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Muna Khugali
Date: 11-13-2007, 03:35 PM
Parent: #62


Post: #64
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-13-2007, 07:17 PM
Parent: #63

ود المك الجميل

آآآآآآآآآآه من زمن الطراوة زمن الابداع الفني والادبي والثقافي

خليك معاى هنا وبس لمزيد من المتعة عن زمن الطرواة

مريا ، صلاح احمد ابراهيم وحمد الريح - هل كان اللقاء مج...ا قالت ليلي المغربي؟

Post: #65
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-13-2007, 08:34 PM
Parent: #63

منى ..
دي حكايتك ؟
عرفناك مغرمة ب ديلك ..
كمان ضميتى دي لحديقتك.. ؟؟
بتناديها بإسمها والا بتدلعيها ..؟
بومويا ـ مثلا وكده ..

Post: #66
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-13-2007, 08:37 PM
Parent: #65

أستاذ الطيب ..
دائما إضافتك متميزه ..
تنم عن زوق راقي ونفس شفافة ..
واصل يا الحبيب .

Post: #67
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-13-2007, 08:43 PM
Parent: #66

(5) الكُوج
بالطبع كثيرون منكم لم يسمع بالمسمى ..
لعل البعض من غير الرطانة ..
يفسرونه بلفظ ( الكُج ) الذي إعتادوا علي إستخدامه تعبيرا عن تشاؤمهم قائلين..
ـ فلان ده كُج ..
ولا أدري لاي من لغاتنا المحلية ينتمي لفظ ( الكُج ) هذا..
اما الكُوج الذي اعنيه فمقابله بالعربية الدارجة هو ( القنبور )..
لا أدري إن كان من حسن طالعي أن جئت الإبن الأول للأسرة بعد عدد من البنات ..
كتب لإثنتين منهن فقط الحياة ..
ربنا يديهن العافية ..
لذا ..
كنت في مرحلة من عمري محط تقدير الجميع لحد ما..
خاصة عمتي عليها رحمة الله ..
كانت تعزني كثيرا ..
لم أسمعها يوما تناديني بإسمي ..
بل كانت دائما تناديني ( ساتي ألي ) أي ساتي علي ..
كنت أظن أن جدي الذي سميت عليه جاءت تسميته تيمنا بباشا مصر ..
وأنفرجت أساريري عندما أعلمتني أن التسمية جاءت تيمنا بإسم جده لإمه الشيخ ساتي علي ..
صاحب المزار المعروف بمنطقة لبب ..
لاحظت أنني كنت الوحيد بين أقراني له ( كُوج ) ..
والكُوج عبارة عن ثلاثه خصلات من شعر الرأس تترك دون حلاقه ..
فيبدو منظر رأسك حليقا إلا من ثلاثة خصلات متفرقات..
إحداهن عند مقدمة الرأس والأخرتين عند المؤخرة ..
يبدو المنظر مضحكا لمن لا يألفه ..
كثيرا ما تزمرت محتجا علي هذا المفروض عليّ ..
ولكن دون جدوي ..
أكثر ما كان يزعجني ..
حين أصبح (كُوجي ) هذا نقطة ضعفي أمام أقراني ..
فما أن أتشاجر مع أحدهم إلا وأسرعت يداه نحوه ..
لذا كان شكلي عند الشجار يبدو كهيئة الديك ..
أبرز صدري الي الأمام ورأسي الي الخلف وانطلق مهاجما ..
أقضي جل وقت الشجار محاولا غل يد خصمي حتي لا تبلغ أي من (قنابيري ) الثلاثه ..
غدت تلك عادتي ..
بل إستمرت طويلا حتي بعد أن إنتهت صلاحيتها القانونية ..
وتم قصه في إحتفال أمه الصبية وعدد من صويحبات أمي ..
عند قبة الشيخ عبد الكريم ابو رابه ..
يومها تخاتف الصبية ( قراصة ) مخبوزه بالبلح ..
تعرف ب ( السق ) لها أيضا ثلاثه رؤس شبيهة بالقنبور ..
أعدتها أمى وجلبتها وفاء بنذرها ..
غير أنني ما أحسست بقيمة ( قنابيري ) تلك إلا بعد أن فقدتهن ..
تبدلت معاملة الكثيرين حولي ..
لم أعد محط إهتمامهم ورعايتهم كما بدى ليّ ..
حتي علاقتي مع أقراني سادها الوئام ..
ولا أدري إن أقلعت أنا ..
ام هم أقلعوا عن التحرش بي ..
ولكن ..
تملكتني الحسرة فيما بعد ..
عندما طالعتني سيرة شمسون الجبار ..
تمنيت لو لم أفقدهن ..
فربما ..
مين عارف ؟
..

Post: #68
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-13-2007, 08:56 PM
Parent: #67

Quote: أقضي جل وقت الشجار محاولا غل يد خصمي حتي لا تبلغ أي من (قنابيري ) الثلاثه ..


الله يمسخك يا المطموس كتلتني بضحكة لحدى وقعت من العنقريب تااااااااااح

انت مسلط عديل كده يا ود المك ابو قنابير

Post: #69
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-14-2007, 03:25 AM
Parent: #68

Quote: ود المك ابو قنابير

أنا غايتو قنابيري إتفكيت منهن قبال الطهور ..
كعب الرجو بيهن الطهور حد ما وصلوا رابعه ابتدائي ..

Post: #70
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-14-2007, 11:52 AM
Parent: #69

Quote: كعب الرجو بيهن الطهور حد ما وصلوا رابعه ابتدائي ..


انت قائل قنابير وبس كمان معاهن حجبات في الضراع وقت اتل يدى لا فوق كركبتهن تجيب الضهبان

هييييييييييييييع انا الكلس

Post: #71
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-14-2007, 05:33 PM
Parent: #70

ظلت سيرة الكُوج ـ القنبور وذكراه تلازمنا حتي بعد أن قام لنا ضرس العقل ..
حيث أضحي مثلا يدل علي ( غشامة ) مرحلة الطفولة ..
فكنا نقول لمن يحاول إستهبالنا ..
إنت شايف في رأسى قنبور ؟
..

حد فيكم عنده ؟
..

من كان منكم بقنبور ..


..



..




..



فاليسعد بحسن قراءته لتصرفات الآخرين ..

عندك رأي تاني يا شيخ العرب ؟

Post: #72
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-14-2007, 09:10 PM
Parent: #71

Quote: عندك رأي تاني يا شيخ العرب ؟


حرم ما عندي عجبتني كلمة غشامة والرجل الغشيم بتشديد الياء وكسرها ما فيهو عمار والرجل التكيسة مافيهو مروة والرجل الني ما عليه تكل والراجل الاضينة اخير عدمه .

Post: #73
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Ahmed Alim
Date: 11-14-2007, 10:45 PM
Parent: #1

الرائع الملك،

حكى عالم الاثار بروفسر هيرمان بل في الندوة التي اقامها النادي النوبي بهولندا قبل فترة، بانه و في أحدي جولاته حول قرى دنقلا برفقة الباحث د. محمد جلال هاشم، التقى باحد اهلنا الدناقلة وسأله عن مقولة (الدنقلاوي حلاب التيس) و كيفية قولها بالنوبية و اصلها؟ فقال له الدنقلاوي نحن لا نقول مثل هذه الكلام ابدا .

هل لهذه المقولة حسب علمك اصل في الاساطير والحكاوي النوبية ام انها من باب التعالي على النوبيين مثل برابرة ورطاانة،،
تعرف ياخوي بقيت ما قادر ابلع استخدام رطانة بدلاً عن اللغة النوبية ..


نتلهف لكل ماهو جديد بهذا الخيط المميز.


عميق مودتي.

أحمد عالم

Post: #74
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 11-15-2007, 06:35 AM
Parent: #73

Quote: (الدنقلاوي حلاب التيس)


اها يا اخوى جاتك بى ضقلها دحين انعدل واحمد ده يا اخوى عايز يورطك مع الرطانة بس .

Post: #75
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 11-15-2007, 01:11 PM
Parent: #74

الأخوان احمد والطيب ..
سلام كتتتتير ..
بالمناسبه كلمة ( سلام ) في معارفنا كان يتجاوز معناها
مجرد التصافح بالأيدي الي تبادل القبل ..
فكان يقال سلم ليه فوق خده ..
..
احمد ..
ياخوي جبت ليّ الهوا ..
شايف شيخ العرب جاء قعد ليّ من خمسه صباحا ..
..
حسب معرفتي ليس لهذه العبارة مقابل في اللغة الدنقلاوية ..
لكنها مشابهة لمثل دنقلاوي آخر يختلف مغزاه عن تلك العبارة ..
يقول المثل ( قُرُن أكَنَ ـ جُرِى وى يَرَّن ) تعريبها ـ ( أقول ليه تور ـ يقولي أحلبو ) ..
وكان يقال لمن يصر علي تنفيذ شيئ رغم وجود إستحاله ..
وربما تم تحريف عبارات المثل من قبل البدو القاطنين في مناطق التماس عن مغزاه..
وإستخدموه للمكايدة ردا علي عبارة كان يصفهم بها الدناقله تقول ..
( أرب جرب ) أي العربي المجرب ـ إشارة لداء الجرب ..
العبارتان رغم تداولهما لم ترتبان آثارا سالبة علي العلاقات بين الدناقله والبدو..
اوتقطع حبال الود والتواصل او تعكر صفو التعايش ..
بمعنى أن تداولهما كان الغالب فيه طابع المزاح ليس أكثر ..
..
لمن لديه إضافه او تعديل الباب مفتوح .

Post: #76
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 11-17-2007, 09:23 PM
Parent: #75

أبو حميد الملك.
إشتقنا لحكاياتك.

Post: #78
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Ahmed Alim
Date: 12-04-2007, 09:57 AM
Parent: #75

Quote: ياخوي جبت ليّ الهوا ..
شايف شيخ العرب جاء قعد ليّ من خمسه صباحا ..


شـيخ الـعرب دا كـايسوا مـعاك سـاكت يا زول وحـظك كـويس انوا الـماسنجر مـاشـغال كـان وريـتوا كلام كـتير

أحـد الـظرفاء بـيقول عـن هـذه الـمقولة الـقديمة إنها كـناية عـن ذكـائهم فـي الـتجارة وبـيعرفوا يـمرقوا الـقروش كـيف وطـبعا الـدناقلة مـارسـوا الـتجارة مـن ازمـنة بـعيدة.

بـعدين انـته دايـرنا نـدفع لـيك ولا شـنو عـشان تـواصل لـينا فـي الـسرد الـجميل دا..



خـالص مـودتي

Post: #77
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Ahmed Alim
Date: 11-27-2007, 09:20 PM
Parent: #1

عـزيزنا ود الـملك

كـدي الـواحد يـشيل نـفسو من الـبحّيت والـغطسة الـعملتها عـشان أنـكت الـبوست الـجميل دا


ولـنا عـودة

Post: #79
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-04-2007, 11:17 AM
Parent: #77

يا العزيز ود المك


يا حليل ايام زمان


زمان كنا بنشيل الود

وندي الود

وفي عينينا كان يكبر حناناً

زاد وفات الحد

*********

زمان ما عشنا في غربة

ولا قاسينا نتوحد

وهسع رحنا نتوجع

نعيد بالحسرة

نتأسف .. نتأسف

على الماضي

اللي ما بيرجع

على الفرقة

الزمانها طويل



عميق مودتي
شيقوق

Post: #80
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: ابو جهينة
Date: 12-04-2007, 11:54 AM
Parent: #79

ممتع يا ملك

Quote: قال لي صاحبي الذي كان يكبرني بسنوات ..
ونحن نعبر طريقا ضيقا بين مزارع الذرة ..
ـ عامنول ولد ناس بله لقوه مجدوع فطيسة بين الضرة ..
قالوا مصته بت الضرة ..


أظن الأسطورة دي قام بتأليفها و نشرها ترابْلتْنا الأشاوس خوفا على محصول الذرة من شيطنتْنا ..

و لكنني مثلك كنت أخاف أن أمر مجرد مرور قبالة حقول الذرة

دمتم

واصل

Post: #81
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-04-2007, 04:08 PM
Parent: #80

الاعزاء ..
مهتدي
احمد
الطيب
ابوجهينه ..
طيب الله خواطركم ..
لكن زي ما سامعين الأرشفه علي الأبواب ..
قلت آخد نفس استعدادا للعام الجديد وكل عام وانتم بألف خير .

Post: #82
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: عبدالأله زمراوي
Date: 12-04-2007, 04:21 PM
Parent: #81

Quote:
ول وت تِر ـ تيق قِل ـ جُقرن مُن
الجالس في الهواء الطلق لا تصيبه الحمى
مثل دنقلاوي


مولانا..

لماذا لم أقرأ هذه الحكايات الا هذا الصباح. فعلا الزمن (طراوة) والحكي (حلاوة)!

هذا المثل الذي أوردته في المقدمة يمكن تحويره للمحسية كالتالي:

ول وتلا تيق كلو-جوقرنق مو![/B]

وسآتيك بخيوط نوبية كانت تشكل لنا المأوى واللهو البرىء بأذن الله..

واصل في سردك الممتع ومعك شيقوف حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود!

Post: #83
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 12-05-2007, 06:37 AM
Parent: #82

ود الـمـلـك الـدنـيـا حـلـوة يـلا اديـهـا شـويـة هـجـيـج !!!!


Post: #84
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-05-2007, 07:06 AM
Parent: #83

Quote: ود الـمـلـك الـدنـيـا حـلـوة يـلا اديـهـا شـويـة هـجـيـج !!!!


هيييييييييع كيفتني كيف يديك العافية يا هشومي

بس اوع الزول ده يقوم يارشف البوست ده من هسع قبال نكمل انجمامتنا فيهو .

Post: #85
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-05-2007, 11:30 AM
Parent: #84

ود المك

هاشم

ود المنسي

شاعرنا محمد بابكر الدرويش كتب زماااااااان عن ضرسه العزيز وقال :




يا الضرس الأصم اللي السنين مدخور

أتاريك منتهي بالسوس بقيت منخور

في الدنيا أم قدود أنا كنت بيك فخور

ما بهمّك عضم لو كان دواخلو صخور

**

حليل ضرسي العزيز الإنفقد يا عبوش(2)

واسوني الجميع وفيك عزّتني بت غبوش (3)

كم قشيت فراخ ما قنعت يوم من بوش

بنات سنار بكن عملن عزاك في كبوش(4)

**

الليلة الضرس فارقني يا باسبار (5)

حليل ابن الأصول ضرسي العزيز البار

يا الضرس الأصم اللي اللحم هبّار

خطير ساعة الرخاء وعند الفلس صبّار

**

في يوم العرس يهرج تقول طاحونة

ما بحب في الصُفر إلاّ الملانة صحونة

زمان بنقش بيك الخِشنة والمسحونة

ظهر جيل ناس نزار(6) من الطريق زحّونه

**

تمام أنجز خدمتو لا اشتكى ولا كلّ

ما قالو اعتذر من دعوة حاشا وكلا

يوم ردم الصحون وبالسمك نتسلّى

زي لمح البرق سيفاً سنين في السلة

**

كم فارم قلوب كبدة وكلاوي وشيّة

وكم عزموك بنات العاصمة في المنشّية

يا الخليت وراك كم من كفت محشيّة

في الرتب الزمان تستاهل الباشيّة

**

يا الضرس الأصم اللي الحجر بتصادم

كم كاسر عضم ولي فتّة دايماً هادم

وكت حصل القدر وبناكا صار متهادم

مثبوت ليك جميل لي بطني نعم الخادم

**

كم أفنيت دجاج ما بين مبيّض ولاحم

وكم قشيت صُفر جاهز لأيّ ملاحم

أفراخ الحمام ما كنت ليهن راحم

في نسف الضلع ما ليك شريك ومزاحم

**

يمسي الليل بدين يصبح مهدِّن وهاضم

وللبصل الكبار في مرارتو قارش وراضم

مرات حسّو فوق ومرة بضرب كاضم

وراك وشي الجميل أصبح حُفر وكراضم

**

للقرآن بتتلي دايماً تصلي تصوم

مرات تنزلق من زَلّة ماك معصوم

يا الخيرك كتير عند الله ما مخصوم

كم صالحت ناس كانت أعادي خصوم

**

بنات الدندر العزّن كتير في ضرسي

شاحد الله الكريم يحضرن جديدي وعرسي

للحافظ فنون أدب الحياء والدرسِ

حوى سورة (البروج) و(العصرِ) ثمّ (الكرسي)

**

تيلاد الكرام الْ ليكا ما هجّنَ

ويبكنك سنوناً كنت ليهن جُنّة

وكت حصل القدر بسرعة ليك لجّنا

في وداعة الكريم نتلاقى جوّه الجنّة

Post: #86
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-05-2007, 04:09 PM
Parent: #85

الإخوان ..
زمراوي ..
هاشم ..
ود شيقوق ..
إنتو جبتو الرتينه ولعتوها بي جاي
ورابنها وانا ما جايب خبر ..
مضوين دايما بانوار عقولكم ..
ربنا يديكم العافية .

Post: #87
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 12-05-2007, 07:43 PM
Parent: #86

Quote: الجالس في الهواء الطلق لا تصيبه الحمى/QUOTE]
وهواك ياملك طلق ونظيف .. وجالسين معاك ومحكرين فى هذا الهواء !

واصل ياملك .

Post: #88
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 12-06-2007, 06:42 AM
Parent: #87

أخي الملك !!!

معزتي ,,,

تاني مرة أدخل البوست الجميل دة ! لأنه جاذب وبيريح الأعصاب

تعجبني حكاياتك سواء كانت في زمن الطراوة أو عز الهجير فأنت يا عزيزي تملك المقدرة على جذب

القاريئ بما تملكه من وأدوات الإبداع التي تهيمن على مشاعر القاريئ فيظل متمسكا بتلابيب حكاياتك

رغما عنه ,, شكرا لهذا الجمال.

Post: #89
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-06-2007, 07:06 AM
Parent: #88

ود المك

Quote: أخي الملك !!!

معزتي ,,,

تاني مرة أدخل البوست الجميل دة ! لأنه جاذب وبيريح الأعصاب

تعجبني حكاياتك سواء كانت في زمن الطراوة أو عز الهجير فأنت يا عزيزي تملك المقدرة على جذب

القاريئ بما تملكه من وأدوات الإبداع التي تهيمن على مشاعر القاريئ فيظل متمسكا بتلابيب حكاياتك

رغما عنه ,, شكرا لهذا الجمال.



العواطف دى ما بتضع قلمها الا في بوستات البخات وده الكلام البجيب ليها الهواء ذااااااااااااااتو

يالله شنق واقدل يا الحبيب

انت العواطف بوستاتي الخشنة ديك ما عاجباك ولا شنو ؟

أعلى ....

Post: #90
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: عواطف ادريس اسماعيل
Date: 12-06-2007, 09:39 AM
Parent: #89

إبن شيقوق !!!

يالغالي تمر السوق ,,,

بوستاتك والله بتعجبني شديد لكن خايفة الأسد يهجم علي وياكلني أصلي مهجومة ومرجومة الأيام دي ,,,

Post: #91
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-06-2007, 10:24 AM
Parent: #90

عواطف اختى

كيفنك

Quote: بوستاتك والله بتعجبني شديد لكن خايفة الأسد يهجم علي وياكلني أصلي مهجومة ومرجومة الأيام دي ,,,


يا جبل ما يهزك ريح

Post: #92
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 12-07-2007, 10:17 AM
Parent: #1

UP

Post: #93
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-08-2007, 07:23 PM
Parent: #92

ود المك

والله انا في الغربة كلما انتكي براااااااااااااى واحكل كراع في كراع واعاين فوق لسقف الشقة بقول ود شيقوق افو افو افو افو امانة ما ربك غضب عليك يا حليل عرش بيوت أهلك النجاض البعلقوا فيهو تواريب الهواميك فوووووق ( العنكوليب والعشريف والتبش ) ويا حليل المزارعيين الصحي صحي زى حاج احمد الرفاعي القلتو لي يا اسحاق اخوى مما كملوا حشهم ربطوا حديد نجاماتهم وملوداتهم وواسوقهم في شوال ماهل و مرات كمان يعلقوهو في اضان شعبة امينة البيت وما بنزلوهو الا الرشاش ووقت يجوا يدلوهو يلقوا ليك ابو الدنان سكن في قرينات الشوال .

قمت طلعت برة البناية مع الصباح مع طلعة الشمس اتلفت جاى وجاى وجاى غير الهنود والبنغال ما لقيت الحبة تاني رجعت بتكلم مع نفسي ود شيقوق حليلك هسع قدلة زى دى ما تستاهل تكون قدلة زولا وسط عولو بشهّل في حالو لسدرة الخلاء وتقوم أم أولاده النجيضة تشهلو بملاح ورق بكمونية بايت ليهو يومين معلق في المشلعيب وعليهو كسرة بااااااااايتة نصفها لين ونصفها يابس ويختوا ليك جنبو ليمونة صفّرة عينة الليمون البقع براهو من فروعو وكتين يستوى . وكان بخيت تكون كسرتك حمّرة والطاحونة فاطة فيها تلاتة اربعة حبات وتقوم كدى تنعدل متوجه حواشتك .

تقوم تتذكر انك نسيت التمباك وتاني ترجع لدكان الشريف عبد اللطيف تملأ حقتك وتخمش ليك سفة من حقتو ( بضم الحاء) قبال يسلمك حقتك وتقوم تطلع القروش ومنتظره يرجّع ليك باقيك وتقوم تاخد ليك ترة لى وراء وتلفض السفة زى لفضة الخرطوش للجبخانة وقت عقد الزواج وتجي تقول ليهو ( اديني الباقي يا حاج)


Post: #94
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-09-2007, 01:36 AM
Parent: #93

الأكارم ..
مامون ..
عواطف ..
الطيب ..
ناذر ..
آسف لتأخير الرد ..
لكم مني كل التقدير ومشكورين علي المتابعة والمداخلات .

Post: #95
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-09-2007, 01:42 AM
Parent: #93

الأكارم ..
مامون ..
عواطف ..
الطيب ..
ناذر ..
آسف لتأخير الرد عليكم..
مني لكم كل التقدير ومشكورين علي المتابعة والمداخلات .
أنا كنت حقيقة قايل الموضوع ماشي للأرشفة ..
لكن عشان خاطر متابعتكم ومداخلات الإخوة الأعزاء السبقوقكم أشارككم بهذه الحكاية ..
..

Post: #96
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-09-2007, 02:04 AM
Parent: #95

ليلة في ذاكرة الطفولة .
ما زلت اتبينها بوضوح ..
بألوانها وأشخاصها وأحداثها ..
بل أحس بنسمات ليلها العليلة ..
تلامس وجهي وتداعب خصلات ( قنابيري الثلاثه) ..
تلك هي الليلة الإحتفالية التي أقامتها القرية ..
كثيرا ما سألت نفسي ..
ما سر بقاء الصور التي إلتقطتها ذاكرة طفولتي جلية وغضة ..
رغم سنوات العمر واحداثها التي تبعت !؟
اذكر تماما عصر ذلك اليوم الذي تجمع فيه صبية القرية وشبابها ..
يحمل بعضهم اعواد قصيرة علقت بها اعلام متحدة الألوان ..
يطوفون بين أذقة القرية ودروبها المتعرجة ..
وهم يرددون كلمات لا افقه مغزاها خلف شاب يتقدم المسيرة ..
تبعتهم مع ( كورجة ) من أقراني ..
نسعي بكل جهد لترديد كلمات (الهتيفة) ولكن تخذلنا اللغة ..
كنا لتونا في المراحل البدائية للنطق بالعربية ناهيك من إدراك معانيها ..
مع ذلك نحاول ..
ولكن ..
كل ما أذكره أننا كنا نتفق مع البقية حول كلمتين من الكلمات المتتالية التي يطلقها الركب في المقدمة ..
ـ آشا .. السودان ..
حتي إسم ( السودان ) تخرجه حناجرنا بلكنة تأتي معها ( الواو ) مشدودة ( سوّدان )..
اما بقية الكلام فحدث ولا حرج ..
كل منا يتمتم بها كيفما يشاء ..
بعد سنوات تلت أدركت صيغة ومعنى ذلك الهتاف الذي تصايحنا به ليلتها ..
ـ عاش السودان حرا مستقلا ..
ظللنا ندور بها حول أحياء القرية الي أن غربت الشمس ..
فإذا بالجميع يدلفون لبيت من بيوت القرية ..
في باحة ( الحوش ) الواسع ..
تجمع عدد من رجالات القرية ..
شيبهم وشبابهم ونساءهم وأطفالهم ..
بينهم رأيت والدي علية الرحمة ..
ووالدتي أطال الله عمرها..
وشقيقتاي الائي يكبرننى بقليل ..
اول ما شد إنتباهي عدد من ( الفوانيس ) لونت زجاجاتها بالأصفر والأخضر والأزرق ..
بعضها وضعت متراصة فوق ( مصطبة ) يجلس حولها الحضور ..
وبعضها علقت علي الأسوار ..
بجانب عدد من ( الرتاين ) تضفي علي الساحة مساحة معقوله من الضوء تسمح بتبين الأشيان دون تفاصيلها الدقيقة ..
فجأة رأيت أختاي يصعدان علي المصطبه ..
ثم سمعت أبي يناديني ..
ـ هاك يا محمد علي ..
أمسك العلم دا واطلع أقيق بين إخواتك ..
ثم هز أصبعه في وجهي كعادته عندما يريد تنبيهي بضرورة الحرص والجدية ..
اـ ارفعه فوق لي راسك .. اوعاك ترخيه والا يقع منك ..
اومأت برأسي كناية عن إلتزامي بتعليماته وانا أتسلم منه العلم ..
ـ ياللا ياشاطر ..
قالها وهو يساعدني في الصعود علي المصطبة ..
توسطت شقيقتاي وانا ارفع العلم عاليا بكلتا يداي فوق هامتي ..
أرفع رأسي لأنظر اليه تارة ..
واتحول للنظر في وجه والدي تارة أخرى ..
كاني أسأله بنظراتي ..
ـ شايفنى كيف يابوي ؟
كانت أذناي تلتقطان اصوات شقيقتاي وهن يرددن كلمات تخرج من حنجرتهن رخيمة نظيمة ومموسقة ..
لم اسمع بها قبلا ..
ولم أدرك كنهها إلا مؤخرا وأنا في الصف الثاني من المرحلة الأولية ..
أنه نشيد العلم ..
كن يؤدينه في تلك الأمسية إحتفالا بالعيد الثاني لإستقلال بلادنا ..
ظللت بدوري اردده بذات لحنه ذاك في كل مناسبة أختير فيها لأدائه ..

علمى أنـت رجـائي
أنت عـنوان الـولاء
* *
أنت رمـز للإبــاء
ونشـيـد الأوفيـاء
* *
لونك الأخضـر زرع
لونك الأزرق مـاء
* *
لونك الأصـفر أرض
يفتديها الأوفياء
* *
كم فؤاد هام فيك
وشـهـيد يرتديـك
* *
لم يمت من يفتديك
خالدا طـول البقاء
* *

حين إسترجعت ذاكرتي تلك الليلة ..
تساءلت ..
من ياتري الذي أوعز لؤلئك البسطاء في قريتنا المنسية ..
ودفعهم ليقيموا ذلك اليوم الإحتفالي بأحد أعياد إستقلال بلادنا ..!؟
وما الذي منعهم من تكراره ؟
لقد كان جهدا إعلاميا تنويريا علي بساطة مظهره ..
غرس في وجداننا اول بذرة لمعنى الإحتفاء بالحرية .

..

ياللا يا ناذر وهاشم بتقنياتكم نزلوا نشيد من أناشيد الإستقلال
خلونا نفتتح إحتفالات ذكراه .

Post: #97
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-09-2007, 06:19 AM
Parent: #96

ولعل الاحتياج الدائم لعمر الطفوله وزمن الصبا والعمر والتجارب والمراحل تاخذ الانسان فى تجوال ملزم وتتشتت فى سماء الكون احاسيس الالفه والامان..وذلك الطهر البراءه...وذكريات الطفوله والدراسه لن تنمحى من خيال الذاكره ابدا..حتى تفاصيل الاشكال قد تغيب الاسماء لكن هنالك اسماء حفرت فى اخاديد الذاكره لن تنمحى..ويبدا الطواف الذى فى اجتراره يمنح دعشات تلك الانسام ويجدد خلايا الروح ويوصل مسافات العمر ليبقى ذلك الارتباط هو حلم الخيال الامانى والاحلام..وكل منا يريد ان يعود الى زمن الطفوله ورفقة الصبا عله يستطيع تعديل واصلاح مدى الرؤيا فى مستقبل عالم مضطرب..لان امان اللحظه وقتها كان قائما على احساس ذلك الامان فى البيت والحله والقريه والطريق والمدرسه ..وكان تلك رياح الزمن الجميل .

ظلت حناجرنا الغضة لأكثر من خمسين عاماً تردد نشيداً شجياً فى كل المدن والقرى والبوادى السودانية بحماس وغبطة وحبور فى آخر كل حصة للجغرافيا فى السنة الثالثة الابتدائية ... كان هذا النشيد الذى شد نياط القلوب بأوتار لا ترتخي بكل بقاع الوطن من القولد حتى يامبيو ومن محمد قول حتى بابنوسة وفعل فى النفوس فعل السحر . ولا يزال يتوهج فينا نحن الكبار بعد مرور عشرات السنين ويبعث حنيناً وروحاً وطنية متأججة فى كل الأجيال آآآآآآآآآآآآآآآآآه :

فى القولد التقيت بالصديـق أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا وكــم سمعت اورو والودا
***
ودعته والأهل والعشيرة ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل من ماء بئر جره بالعجـل
***
ومن هناك قمت للجفيـل ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على مختلف المحصول بالحب إمتلا
ومرةً بارحت دار اهـلى لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
***
ما زلت فى رحلاتى السعيدة حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعــم البفره وهو لذيذ كطعام الكســـره
***
وبعدها استمــر بى رحيلى حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر وذقت ماء لا كماء النهــــر
****
رحلــت من قول لودْ سلفاب لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر بدقة ليسلم المســـــافر
***
كل له فى عيشه طريقـة ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى ما يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدي بالسعي مني كــي تنال المجدا


وكان حب الوطن متجذر في اعماقنا وكانت :

بلادى بلادى فداك دمى
وهبت حياتي فدى فاسلمي
غرامك اول ما في الفؤاد
ونجواك اخر ما في دمي
ساحلف باسمك ما قد حييت
تعيش بلادي ويحيي الوطن

محبتي

Post: #98
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-09-2007, 10:26 AM
Parent: #97

ابدأ من حيث إنتهيت ..
Quote: محبتي

نعم ..
تلك هي التي جمعت بيننا ..
وقوّت اواصر الإخاء والموده بين أجيالنا ..
منذ عهود الطفوله البكرة وبدايات سلم المعرفة ..
Quote: هنالك اسماء حفرت فى اخاديد الذاكره لن تنمحى..ويبدا الطواف الذى فى اجتراره يمنح دعشات تلك الانسام ويجدد خلايا الروح ويوصل مسافات العمر ليبقى ذلك الارتباط هو حلم الخيال الامانى والاحلام..وكل منا يريد ان يعود الى زمن الطفوله ورفقة الصبا عله يستطيع تعديل واصلاح مدى الرؤيا فى مستقبل عالم مضطرب..لان امان اللحظه وقتها كان قائما على احساس ذلك الامان فى البيت والحله والقريه والطريق والمدرسه ..وكان تلك رياح الزمن الجميل .

تسلم أستاذنا الطيب .

Post: #99
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-09-2007, 11:43 AM
Parent: #98

Quote: ابدأ من حيث إنتهيت ..


نعم (محبتي)

بدايتك ايها الحبيب صغيرة في شكلها ولكنها تتمدد من حيث المضمون الى ما لا نهاية

Post: #100
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-10-2007, 09:24 PM
Parent: #1

سيد الناس فوووووووووووووووووق

Post: #101
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 12-10-2007, 09:44 PM
Parent: #100

up



Post: #102
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-10-2007, 11:25 PM
Parent: #101

الأخوان أستاذ شيقوق ود. مصطفي ..
لكما التقدير ..
شكرا يا دكتور علي باقة الود التي تعبر عن أناقتك ..
كل عام وانتم بخير .

Post: #103
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: محمد على طه الملك
Date: 12-10-2007, 11:28 PM
Parent: #102

طلقها لأجل ( قرقُوشه )
وردتها حصة المدونات
.

مفارقة ما زالت تهرش ذاكرتي ..
وتدفعني لأتأمل مليا فلسفة تلك القيم التي أراد أن يغرسها منهج التعليم علي أيامنا ..
كانت حصة الطبيعة من الحصص المحببة الي نفسي ..
لا أدري ..
ربما بسبب معلمها الذي كان يشدنا بأسلوبه وطريقته المتفردة الشبيهة بالأداء التمثيلي ..
اوبسبب المادة والمنهج الذي كان يقوي فينا رغبة إكتشاف البيئة المحيطة بتنوعها الحياتي ..
كنت أهوي كثيرا حصتي الطبية والتاريخ ..
ولا أدري القاسم المشترك بينهما ..
غير أن كرهي لمادة الرياضيات حال دون رغبتي في مواصلة داراسة مادة الأحياء فيما بعد..
ما زلت أغفل الحكمة وراء ضرورة إقتران دراسة مادة الرياضيات مع مادة الأحياء ..

المهم ..
أرفف فصلنا الثالث كلها كانت مليئة بهياكل الطيور والحشرات التي جمعناها ..
( برطمانيات ) كبيرة وصغيرة بها عقارب وزواحف حية ..
جراد وجنادب وفراشات جميلة ..
عند زيارتي الأولي لمتحف السودان الطبيعي ..
تذكرت فصلنا الثالث في المرحلة الإبتدائية ..
كان معلم حصة الطبيعة حريصا علي تخصيص حصة اسبوعية..
يستمع خلالها لما دوناه خلال الأسبوع من ملاحظات بكراسة المدونات ..
كانت في حقيقتها حصة ممتعة ..
منا من كان يقدم معلومات حسنة وملاحظات ذكية ..
ومنا من كان يملأ خانات المدونة بملاحظات تثير الضحك وتبرهن علي الإنصرافية..
ـ امبارح حمارتنا (عشقوها ) ..
غير أن الملفت كان ما دونه أحد التلاميذ ببراءة وتلقائية ..
ـ اول امبارح أبوي شاكل أمى عشان ما عملت ليه القرقوش !!
وطردها من البيت ..!!
توقف المعلم عند هذه المدونه ..
بدأ يستوضح التلميذ عن حاله وأحوال أسرته الآن ..
ثم عرض علينا فكرة ..
ـ الحصة الجاية نمشى كلنا زيارة لوالد التلميذ ..
عايزين نزور حواشته ونشوف انواع المزروعات العنده ..
هكذ بررها لنا بذكاء..
في اليوم المحدد ذهبنا برفقة المعلم للحواشة ..
إستقبلنا أبو زميلنا بكل ترحاب وقضينا وقتا نطوف معه حول مزرعته ..
يسأله معلمنا عن مسميات المزروعات والأشجار الموجودة والآلات الزراعية التي يستخدمها ومن أين يجلبها ومهام كل آلة ..
كنا بالطبع نعلم الكثير مما قاله ..
ـ الشتله دي شتلة (بطنجان) بازنجان اسود..
ـ الزرعه دي عارفنها؟
أجاب أحد التلاميذ ..
ـ ايوه .. تبش ..
لالا.. رد والد التلميذ ..
صحي هي بتشبه التبش لكن دا قرع ..
ـ المنجل ده بعملو لينا (الحداحيد) الحدادين ..
طيب يا بوي بشرشرو كده كيف ..
سأل أحد التلاميذ ..
الاسنان دي بعملوها بالمبرد ..
أجاب المزارع ..
..
قرابة الساعه قضيناها نطوف داخل المزرعة ..
ثم ..
توجهنا مع والد التلميذ لداره ..
أحضرا لنا ( جردلين ) بهما عصير ليمون وعددا من الأكواب ..
جلسنا علي الأرض بعد أن شربنا ..
وجلس الأستاذ ووالد التلميذ علي ( عنقريب )..
طلب الأستاذ من التلميذ أن يقف ويتلو ملاحظته التي دونها ..
بادئ الأمر إرتبك التلميذ ووقف صامتا ينظر لوجه أبيه تارة ومعلمه تارة أخري ..
نهره والده قائلا ..
ـ مالك ياولد واقف تجم ؟
ـ ماك سامع الأفندي بقولك أقرا ؟
أخرج التلميذ كراسة مدوناته من ( خرطايته ) المعلقة علي رقبته ..
وتلي ما كتبه ..
عندما إنتهي ..
وقف المعلم وتحدث ..
ـ زيارتي وهؤلاء التلاميذ زملاء إبنك لحواشتك ودارك اليوم كانت بسبب هذه الملاحظة التي دونها إبنك ..
كلنا تألمنا معه وشاركناه مرارة الإحساس عندما يفقد صبي في عمرة معاني الإلفة والحياة المستقرة بين والديه ..
حضرنا ليك ونحن طمعانين في عفوك ومرافقتا الآن لدار والدتة لردها لدارها ..
صمت والد التلميذ برهة ثم قال :
ـ والله عيبه عليّ أردك يالأفندي إنت وأصحاب ولدي وخاطركم مكسور ..
توجهنا علي التو لمنزل جد زميلنا لإمه دون سابق موعد وبرفقتنا والد التلميذ ..
إستقبلنا الجد بترحاب ..
عندما قص عليه المعلم كل الحكاية وقال في نهايتها مشير لوالد التلميذ ..
ـ أهو ده جاء معانا عشان يرد مرته ..
..
غادرنا المنزل والإبتسامات لا تسع فرحة الجميع ..
خاصة زميلنا صاحب المشكلة..
عاد معنا يتقافذ بيننا ويشوت بقدمه كل حجر أمامه..

..

Post: #104
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-13-2007, 09:14 AM
Parent: #103

معاك يا فنجري

Post: #105
Title: Re: حكايات من الزمن الطراوة ..
Author: الطيب شيقوق
Date: 12-14-2007, 07:53 AM
Parent: #104

مولانا ود المك

الذين يعرفون عبد المجيد إمام، يعرفون فيه هيبته وقوة شخصيته، والذين شهدوه في مواقف الشدة يعرفون حزمه وحسمه، كما يعرفون صوته الجهوري الطاغي في مثل تلك اللحظات. يوم المواجهة في الرابع والعشرين من أكتوبر، كان صوت عبد المجيد إمام هو صوت الحسم لواقع المجابهة بين سلطة نوفمبر، وسلطة الجماهير التي كانت لحظتها في حالة التكوين. كان عبد المجيد ورفاقه على وشك السير بمذكرة المحامين والقضاة إلى المجلس الأعلى حينما اعترضتهم ثلة من جنود الشرطة قفلت الطريق. طلب منهم الضابط الملازم (وقتها)، قرشي فارس، بأن ينصرفوا لأن لديه تعليمات بعدم السماح للموكب بالتقدم. ولما كانت للقضاء سلطة على الضباط، صاح عبد المجيد إمام في قرشي فارس بصوت رددت صداه ساحة القضاء كلها «أنا عبد المجيدإمام قاضي المحكمة العليا، بهذا أمرك بالانصراف بجنودك فورا».
وقال قرشي فارس بعد ذلك بزمان، إنه لم يكن هناك لحظتها من هو أسعد منه وهو يصيح رداً على القاضي الأكتوبري.. «حاضر سعادتك»، وينصرف بجنوده، فقد كان ضابط الشرطة حائر النفس بين واجب المهنة وحتمية الالتزام بالإرادة الشعبية..
كانت تلك اللحظات هي لحظات حاسمة في تاريخ السياسة السودانية. فقد دكت كلمات عبد المجيد إمام حائط الرهبة الذي كانت تقف وراءه سلطة نوفمبر، وأعلت صوت القانون.
كان انصياع قرشي فارس لتعليمات القاضي هو رداً للأمور إلى نصابها.. وتعبيراً عن سيادة حكم القانون حتى في أحلك اللحظات وأكثرها ظلاماً.. فعبد المجيد كان لحظتها يمثل سلطة القانون التي سلبت منذ حكم رجال نوفمبر بقانون الدفاع.. وكانت صيحته في قرشي فارس هي صيحة الحق.. وكان انصياع قرشي هو الإيذان بأن الحق حتماً يعلو ويسود.
جبهة الهيئات:
الميلاد من رحم الدم
الذين وقفوا أمام القصر متأهبين للتوجه نحو القصر حاملين المذكرة كانوا جبهة الهيئات، ذلك التنظيم الذي ولد من رحم الدم، من بعد تشييع القرشي. تلاقى قادة الهيئات، من قضاة ومحامين وأساتذة وعمال وموظفين، تلاقوا جميعاً على وجوب مواجهة البطش، فلما تلفتوا يبحثون عن قيادة سياسية فلم يجدوا أحداً منها في الساحة، فأعلنوا أنفسهم قيادة..
وهكذا كان ميلاد جبهة الهيئات..
كان القضاة ثاني فئة -بعد أساتذة الجامعة المستقيلين- تخرج على سلطة النظام، وهي تصوغ عريضتها الدامغة التي كانت توشك أن تسير بها مع المحامين، لتسلمها لعبود. وكان نص العريضة مرافعة قانونية ضد النظام كله. فقد دمغت العريضة تصرف السلطة مع الطلاب، وردت على بيان وزير الداخلية، مؤكدة أن الطلاب لم يخالفوا قانوناً طالما كانت الداخليات هي مكان انعقاد الندوات. وقالت العريضة إن تصرف الشرطة جاء دون إذن من قاضٍ وهو مايستوجب المحاسبة. وطالبت العريضة بمعاقبة المسؤلين حتى ولو كانوا أعضاء بالمجلس الأعلى.. ثم ختمت المذكرة قائلة..
لن ندوس على ضمائرنا ونسكت على هذا الأمر الخطير.
المواجهة العصيبة بين القانون والقوة المسلحة
بانصراف قرشي فارس، أسرعت السلطة باستبدال الجنود بوحدة عسكرية، سدت أمام القضاة والمحامين الطريق، وبدت لحظة من لحظات المواجهة الرمزية بين سلطة القانون وسلطة الجيش..
وبما كان عليه الموقف من تأزم.. حبس الناس أنفاسهم في باحة الهيئة القضائية، ووقفوا ينتظرون المآل الخطير.. تحت إصرار القضاة والمحامين على سير موكبهم، وإصرار وحدات الجيش على وجود تعليمات صريحة بعدم السماح به. ولما زادت حدة الموقف وكادت الكارثة تقع تدخل رئيس القضاء، محمد أحمد أبو رنات، فطلب من المجلس الأعلى بالسماح للموكب بالتقدم واستلام المذكرة منه حقناً للدم، وتداركاً للمآلات الخطيرة المحتملة.
ميلاد الإضراب السياسي
في تلك اللحظات العصيبة نفسها ولد العصيان المدني، أو الإضراب السياسي. إذ رأى المحتشدون أمام الهيئة القضائية، من أساتذة وقضاة ومحامين وعمال ومهنيين، أن السبيل الوحيد لمواجهة القوة المسلحة التي توشك أن تحصد رجال العدالة ورجال العلم والقيادات المهنية الوطنية، هو الركون إلى عصيانها بالسلاح المدني الوحيد: الإضراب.
و لابد من الإقرار هنا بأن الحزب الشيوعي كان هو رافع راية الإضراب السياسي منذ العام 1961، فقد نادى من خلال منشوراته وبياناته بأن تعتمد المعارضة السياسية لنظام نوفمبر الإضراب السياسي وسيلة لإسقاط نظام نوفمبر. بيد أن ضعف انفعال القوى السياسية مع اقتراحه ذلك قاده إلى التخلي حتى عن جبهة الهيئات في وقت لاحق. وكان الذين رفعوا اقتراح الإضراب السياسي من عناصر الشيوعيين في جبهة الهيئات، وقد كانوا كثراً بحكم السيطرة النقابية للشيوعيين في تلك الأيام. وكان من الطبيعي أن يكون أول الذين نادوا بالإضراب السياسي في تجمع الهيئات يساريين من مثل عابدين إسماعيل وطه بعشر واللذين كانا في قيادة جبهة الهيئات. ومن خلال مكبرات الصوت، وأمام الهيئة القضائية أعلن الإضراب السياسي في ذلك الموكب الرهيب، وطلب من كل العاملين وفي كل موقع أن يلتزموا بيوتهم وألا يعودوا إلا بسقوط النظام..
كانت سلطة الجماهير آخذة في التشكل لحظتها، وكانت القيادات البديلة للقيادة السياسية قد بدأت في التبلور.. وكان نظام نوفمبر قد بدأ في الترنح.. وقتها هبت الأحزاب من غفوتها..
جبهة الأحزاب.. تستيقظ
وتتجمع في السراي
مع تصاعد المد الجماهيري وفيضان الطرقات بالمظاهرات الجماهيرية الهادرة في مواجهة سلطة نوفمبر، كانت الأحزاب تستيقظ من سباتها العميق وتحاول ما استطاعت أن تلاحق مد الجماهير الهادر.. صحيح أن معظم السياسيين البارزين شاركوا في المواجهات منذ لحظتها الأولى، ولكن بعضاً من أولئك السياسيين كالمحجوب وزروق وأحمد السيد حمد مثلاً شاركوا بوصفهم محامين في نقاباتهم، ولم يكونوا يتعاملون مع جبهة الهيئات بصفاتهم الحزبية. كما أن الأقطاب كانوا في قلب الأحداث بواقع مكانتهم الاجتماعية كقيادات دينية أو اجتماعية أكثر من كونها قيادة أحزاب.
فكما ذكرنا من قبل، كانت المعارضة الحزبية لنوفمبر قد تضعضعت منذ موت السيد الصديق المهدي، وانسحاب الحزب الشوعي من الجبهة في نهايات العام 1962، ولكن مع تصاعد أحداث ندوة أكتوبر بجامعة الخرطوم، ومع بروز كيان المهنيين الذي تبلور في جبهة الهيئات التي وجدت نفسها قيادة فعلية لحركة المعارضة الجماهيرية لنظام نوفمبر، مع هذا التطور الجديد، استيقظت الأحزاب إلى حقيقة أن الهيئة الجديدة تكاد تسحب البساط من تحت أقدامها.. ومن ثم سارعت لتدارك الموقف.. فأصدر الحزب الشيوعي أول بياناته حول الأحداث في الثامن والعشرين من أكتوبر، بعد التصاعد الخطير الذي أدى لإطلاق النار أمام القصر.. فيما عرف بعده بمذبحة القصر. كما أصدر السيد على الميرغني بياناً شديد الضبابية ينادي الحكومة بأن «تحافظ على شعور الشعب وتحقق أهدافه»، وينادي الشعب بأن«يهدأ ويستجيب لنداء العقلاء». وأصدر السيدان الهادي المهدي، وإسماعيل الأزهري بيانات منفصلة، طالبت بعودة الديموقراطية، ودعت الجيش إلى استعمال الحكمة وحقن الدماء، بالعودة إلى الثكنات.. ثم التقى من بعد ذلك أقطاب الأحزاب السياسية في قبة المهدي بأمدرمان، وبذلك أعادوا إحياء جبهة الأحزاب التي كادت تموت خلال العامين السابقين..
وبقيام جبهة الأحزاب، وجدت الجماهير نفسها منقسمة بين قيادتين، قيادة جبهة الهيئات التي اتخذت من دار أساتذة الخرطوم مقراً لها، وقيادة تجمع الأحزاب التي اتخذت قبة المهدي مقراً..
وبين هذين الموقعين وبين القصر الجمهوري، ورئاسة الجيش كانت أحداث الأيام الثلاثة الأخيرة من عمر نظام نوفمبر تحت التشكيل..
وكان أهم عوامل ذلك التشكل هو ما كان يجري داخل المؤسسة العسكرية..
وكان أهم ما يجري هناك هو دور الضباط الصغار..
الضباط الأحرار..

نقلا عن جريدة الصحافة