قصيدة سهلة البلع ل.د البوني تسرد احداث الشهرين الماضيين في السودان

قصيدة سهلة البلع ل.د البوني تسرد احداث الشهرين الماضيين في السودان


10-20-2007, 03:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1192891130&rn=0


Post: #1
Title: قصيدة سهلة البلع ل.د البوني تسرد احداث الشهرين الماضيين في السودان
Author: Abubaker Ahmed
Date: 10-20-2007, 03:38 PM

حاطب ليـــــــل

عبد اللطيف البوني


المقامة العيدية

اللهم يا صانع الأكوان
وفالق الحب والريحان،
يا من صمّمت هذا السودان
واخترت له حيزاً من المكان
ومنحته قدراً من الزمان
وأنت تعلم أن عبدك فيه غلبان
يشكو الفاقة والفقر والحرمان
ويبحث عن الحنان،
ولكنه صام شهرك الكريم رمضان
وفطر على الأسودين

وسبح بحمدك
وشكر نعمتك
وتوسل إليك

بليلة القدر أن تجبر كسره
وتزيل ضرره

وتكفيه شر السياسيين
اللاهين
العابثين
الذين هبطوا بالبلاد الى أسفل سافلين
وجعلوا شعبها في زمرة المساكين،

لقد نسى ساستنا يوم الحساب
وتجاهلوا ساعة العقاب

وأصبحت الدنيا أكبر همهم
ونعيمها الزائل غاية علمهم.

اللهم إنك تعلم أننا تلقينا في رمضانك الأخير ضربات رياضية
وأخرى سياسية،
ففي أسبوع واحد خرج هلالنا من المنافسة العربية الصغيرة
ثم الإفريقية الكبيرة،

فحارس المرمى اعتصم
ورئيس النادي بالطلاق قسم،

فعَم الحزن البلاد
ولبس الهلالاب ثوب سواد

فقد كان فريقنا كارباً
ورمحه لاهباً،

فتيانه من الحرير
وبالكأسات جدير

ولكنها سوء الإدارة
وعدم البصارة،

فكان أسبوعاً من الأحزان
وضاعت الفرصة على السودان

وبقي الأمل معقوداً على المريخ
وهو فريق ذو تاريخ،

اللهم عوضنا فيه بالكونفدرالية
واجعل في يديه الكأس العربية

وارفع به اسم السودان في الفضائيات
والزم الهلال الصبر، فالجايات أكتر من الرايحات.

اللهم في أواخر شهرك الكريم لم تراعِ الحكومة حالة الضيم فرفعت سعر الرغيفة
وقالت أكلوا الكسرة الرهيفة،
فكانت على الفقراء صدمة عنيفة،

فلم يقابلوا الأمر بالجهاد
إنما أكلوه على «اللباد»،

فالروح المعنوية منهارة
والعقول محتارة
وغير الصبر لا توجد دبارة.

اللهم ونحن نتحرى رؤية هلال العيد
وبعد كلام شداد الشديد

فاجأتنا الحركة الشعبية لتحرير السودان بقرارات لم تخطر على قلب إنسان
فأعلنت الحردان
وتجميد دستورييها في كل مكان

وقالت إن المؤتمر الوطني عليها جار
وأحرق أصابعها بالنار
وأن ما فعلته بداية الثأر،
فرد عليها المؤتمر قائلاً: سوف ألحسك هذا القرار
وأشوفك نجوم النهار،

فتم تبادل الاتهامات
وتحت الحزام الضربات

والشعب المسكين يتفرج ومصالح البلاد تتبدد فازداد الطين بلة
وفي أبيي ارتفعت العلة
وترسيم الحدود دخل النار في حلة والترتيبات الأمنية قذفتها الجلة،

ورغم كل هذا «صاقرنا» التلفزيونات وتفرجنا على الممثلين والممثلات السودانيات
منهن والأجنبيات،
فشاهدنا يحيى الفخراني وإلهام شاهين والأصدقاء في متاعب وتذكرنا مسلسل دكين وكان الملك فاروق في المسلسلات قمة وهناك آخر يجلب الغُمة.

اللهم إن دارفور ما زالت مُدورة
وثعابينها مكورة
وفي حسكنيتة قتل النيجيريون
وفي مهاجرية احترقت قطاطي المساكين،

فكيف سيكون الحال في سرت
والحكمة انزوت وراية الدواس علت،

وكيف سيتم الاتفاق
ونيفاشا مزقها الشقاق،

وكيف سيكون السيد سلفا الوسيط وهو نفسه «حردان»
ينادي في الجيران
أصلحوا بيننا وبين «الإخوان».

اللهم إنك تعلم أن الجنوب ذاهب
والحال في دارفور لاهب،
فيا من للأمن واهب

أهبنا السلامة
وأكفنا شر الندامة،

فنحن عبادك المغلوبين
وبهذا السودان متمسكين
ولحالته حزنانين
ولسياسييه كارهين،

ولكن ما بيدنا حيلة فأنت خالقنا فعليك اتكلنا فأعد العيد علينا وبلادنا غير «مفرتقة»
وحالتها غير مشفقة.

اللهم هدّي سر دارفور
واجعل الجنوب بالخيرات يمور
والخرطوم بالأفراح «تفور»
والهلال بالكاسات يدور،

اللهم إنّك تعلم أننا أخذنا «كوتتنا» من الشقاء والعذاب وربما كان

الأمر منك عقاباً فلا اعتراض على حكمك، اللهم أقلب الصفحة علينا واخرج غضبك ومقتك عنا ولا تُسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا. آمين يا رب العالمين