بنك الطعام يحتفل بعامه الاول على شرف البطون المتخمة

مال حال هذا البلد؟ كلما مررت بشارع او زقاق ضيق اى مكان مهما كان تقودك اليه قدماك فلن ترى سوى منظر لنساء من بلدى اغلقت امامهن كل الطرق ودمعة تسكن اعينهن يمددن اليك يدهن فى انكسار؟ وشيخ هرم جفت من عروقه نقطة الدم الذى تبقيه على قيد الحياة ونظرة متمزقة بين الاحتفاظ بكرامته والموت جوعا او السؤال الذى يجرح احساسه كبنى الادمين؟ او طفل واطفال يتجولون عز الهجير يسكنون مقالب الزبالة عل فيها ما يسد الرمق؟ او يمشى من خلفك يستجير بك من تضوره يمسك اطرافك عسى ان تجود ببعض ما عندك وياليته يكفى، وبقايانا من فتاتنا لا تسع ان تتكور لقمة سائغة، يحزننى وسط هذا فى مرات كثيرة اتحسس ما بيدى او جيبى فلا اجد ما قد اساهم به فى مسح تلك النظرة البائسة.
فى العام الماضى تم انشاء ما يسمى ببنك الطعام بمبادرة من منظمة العون الاسلامى البريطانى احياء لقيم التكافل والموروثات الاجتماعية بين افراد المجتمع السودانى كانت الفكرة بهدف شحذ همم الخيريين من ابناء الشعب السودانى لدعم الفقراء والمحتاجين ومدهم بالطعام وذلك بالاستفادة من الطعام لدى الأسر الغنية والميسورة الحال والمؤسسات الكبرى التى تعمل فى مجال الفندقة والسياحة والمطاعم والكافتريات واعداد الوجبات وتوزيعها للفقراء والمساكين والمحتاجين وعابرى السبيل والذى دعى الي حفل تدشينه احد المشردين لافتتاحه فماذا جنى هذا الطفل من حينها؟ .
قالوا ان اهداف هذا البنك المساهمة فى توفير الطعام للمشردين والمتسولين وشرائح المجتمع الضعيفة مما يغنيهم مشقة البحث عن فضلات المطاعم والبيوت هذا فى حد ذاته عمل خير جليل يجزى عليه الخيرين غير اننى ولست ضد الفكرة اصلا ولكن الخبر اليوم بان هذا البنك يقيم حفل افطار بالمطعم الاميرى ببرى على شرف وزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم سامية هبانى، دفعنى لاسطر عدد من التساؤلات حتى اننى هممت بالذهاب الى هناك لارى بنفسى كيف يحتفل بنك تم انشاؤه من اجل الفقراء باطعام البطون المتخمة فى مطعم خمسة نجوم وكم يكلف ثمن هذا البزخ؟ وماذا سيأكلون على موائدهم؟ ومنظر كل من حوته المقدمة اعلاه يسكننى ولماذا لا يفكر القائمون على امر هذا البنك فى ايجاد سبيل للخروج من ازمة الفقر فى بلد يبحث الكثيرون من أبنائه عن لقمة فى مقالب الزبالة يدسون اياديهم خفية بين الاكياس بحثاً عما يمكن أن يقيم وأدهم ، اين منظر جيوش المحرومين من النازحين الذين يتوسدون الثرى في الطرقات ومواقع المباني تحت التشييد امام موائد الدعوة هذه؟ اترى ستكون حاضرة ببطونها التى التصقت بظهورها؟
اما كان اجدى لوزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم سامية هبانى ان تبادر واصحاب تلك الدعوة بالتبرع بمبلغها لشراء البان وادوية يحتاجها اطفال المايقوما الذين يموتون بمعدل ثلاثين طفلا فى الشهر مأساة لو حدثت فى اى دولة اخرى لما باتت دون التحقيق فى اسبابها
ثم ماذا بعد؟ الحرقة تأكلنى ارصدة هذا البنك هى دموع واهات وحاجة محرومين، دفتر طعامكم صك مردود غير قابل للصرف فى صرافات الكرامة والانسانية التى تتشرف الاف المرات ان تدفن ايايدها بين مقالب الزبالة ولا ان تمدها الى السراب النتن.
نجلاء الماحى

لو أن الوزيرة تبرعت بتلك الوجبة (خمسة نجوم) لبعض فقراء، لكان ذلك أثقل في ميزان حسناتها.

عموما الفكرة كويسة (كدي بس فكري في كمية الطعام الذي يدلقه المتخمون في الفنادق وفي البيوت في الزبالة، بينما يتضور الملايين جوعا) وقد رأيتها تنفذ هنا حيث أقيم.

لكن

أولا: ما في ثقة في المنفذين لهذا المشروع، لانهم جزء من المشكلة وليسو طرفا في الحل. وفي الغالب الأعم يستخدمون ذلك في سبيل الدعاية وFundrasing

ثانيا: هي ممكن تحل مشكلة صغيرة في كوم كبير من المشاكل. ولذلك المهم دوما التعامل مع المشكلة الكبري وليس أعراضها، والمشكلة هنا هي الفقر الذي يؤدي بدوره إلي المجاعة، سببه شنو والسببه منو؟ وهل للسياسات الإقتصادية والسياسية أي دور(زي سياسات تمويل الزراعة وتسويقها مثلا، أو سياسات التخديم، أو الفساد المخطط ومقنن... والقائمة تطول).

Quote: اما كان اجدى لوزيرة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم سامية هبانى ان تبادر واصحاب تلك الدعوة بالتبرع بمبلغها لشراء البان وادوية يحتاجها اطفال المايقوما الذين يموتون بمعدل ثلاثين طفلا فى الشهر مأساة لو حدثت فى اى دولة اخرى لما باتت دون التحقيق فى اسبابها ثم ماذا بعد؟

الاخت نجلاء
من شدة المصايب و تواليها علينا .. و تقاعسنا كمجموعةبشر أو مجتمع على عمل أى شئ .. بل و اذا كان هناك شئ يصطدم بمئات العراقيل من القوانين و اللوائح و ال ال ال ..الى الفشل ..
أصبحت أمورنا كلها محلك سر و تمشى بقدرة القادر ..
ناس فوق و ناس تحت .. ناس بتضحك و ناس بتبكى بدون سبب.. جيعان بيضحك و غنيان بيبكى .. مرضان بيموت و مرضان ما لاقى دوا و مرضان جيعان و متر الارض بمية و خمسمية و يمكن الف دولار (أقصد يورو)و ناس تشترى و ناس تبيع.. و قصة بلد ..عجيب ...جدا !!!