ماذا لو أنفقت هذه العشرات من المليارات على الجوعى والعطشى والعراة والحفاة والمرضى بأفريقيا!!

أصـــداء (1)

ابوبكر يوسف إبراهيم

هذه العشرات من المليارات لو أنفقت على إطعام الجوعى وري العطاشى وكسوة العراة والحفاة في أفريقيا وكان لدارفور منها نصيب لكان أجدى!!

عجيب أمر الإدارة الأمريكية التي تتباكى على حقوق الإنسان وتدعى نشر الديمقراطية وحرية العبادة والتعبير وعدم التمييز بين البشر في العالم، مثلما هو الحال حين نشرها في العراق وأفغانستان!! .. من المفارقات المضحكة المبكية أن الإدارة إعتمدت مساعدات عسكرية بعشرات المليارات لدعم الأنظمة المعتدلة في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها إسرائيل!! ... أليست نكتة أن تمول أمريكا حروبها من جيوب الآخرين في حين أنها تنفخ تحت الرماد لتضرم أوار الفتن النائمة لتخيف الجيران من بعضهم البعض حتى تندلع النيران بين الشعوب المسلمة المتجاورة؟!! هل من يسعى للسلام يتاجر بالسلاح حتى يقتل بنو البشر بعضهم بعضاً وخاصة في الدول العربية والإسلامية؟ ماذا تسمي أمريكا مسلسل الإبادة الذي تقوم به إسرائيل أمام شاشات الفضائيات ومرأى من العالم وما يسمى بالمجتمع الدولي ونرى جثماين الشهداء تشيع؟

وأنا أقرأ نبأ هذه المليارات التي تنفق تساءلت :كيف سيكون حال دارفور وأهلها لو أن أمريكا والغرب ومنه فرنسا وألمانيا وهولندا وبقية دول الإتحاد الأوروبي - والتي تتدخل بثقلها في مناطق بعينها - إستثمرت كل هذه المليارات التي دفعتها لأمراء الحرب وتزويد ميليشاتهم بالسلاح وكذا وسائل النقل والإتصال والإعاشة وكذلك الإنفاق على قوات حفظ السلام الإفريقية وما سيليها من القوات الهجين في مشروعات البنى التحتية والخدمية ؟ بالطبع سيفقد كل هذا الجيش العرمرم الحالي والذين معظمهم من المتعطلين في بلادهم وأيضاً منسوبو القوات الأفريقية وموظفو المنظمة الأممية والقوات الهجين التي ستأتي المرتبات والإمتيازات التي لا حصر لها وأول هذه المشاهد هو ما شاهدناه من تهيئة السكن والعيشة المناسبة ( ضع تحت المناسبة ألف خط).. وسيظل أهل دارفور في الخيام وهم يقفون في معسكرات النازحين واللآجئين ينتظرون الفتات.

نود أن نسأل سؤال بريء كم تكلفة إعاشة ومرتبات العسكر والمدنييين المنتمون للمنظمة الأممية وهيئات الإغاثة وكم هو ما يصرف على النازحين واللآجئين؟!
سؤال آخر بريء أو – قل ساذج – من هذا المتطوع الكريم السخي ذو الأيادي البيضاء الذي يموّل كل حركات التمرد في دارفور؟ من يدفع تكاليف وقيمة هذه المهمات العسكرية والأسلحة واللآندكروزرات وأجهزة إتصال الثريا والإعاشة ..وهلمجرا!! من هو رجل البر والتقوى والإحسان هذا الذي يدفع تكاليف تنقل قادة هذه الحركات والعيش في باريس وألمانيا في فنادق الخمس نجوم؟

أرجو أن لا يقول لنا أحد أن التمويل أتى أو يأتي من تبرعات مواطني دارفور، وهم الذين شُرد معظمهم من قراهم بإيعاز من هؤلاء أصحاب المصالح والذين هم مرتهنون لأجندة الخارج ، مواطني دارفور الذين نزحوا من قراهم ليصبحوا أسارى في معسكرات الإغاثة !! إذا ما قيل لنا هذا الإدعاء فهذا يعني أننا فعلاً سذجاً !!