رمضان دخل (العضم) يا جماعة

رمضان دخل (العضم) يا جماعة


10-02-2007, 05:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1191344094&rn=0


Post: #1
Title: رمضان دخل (العضم) يا جماعة
Author: Amir Omer
Date: 10-02-2007, 05:54 PM

فوجئت بواحد من أصحابي وأنا بتكلم معاه أنو مسكتوا العَبْرَة وصوتو أختنق وقرَّب يجعر لي بصوت عالي وهو بتكلم عن بداية العشرة الأواخر وكيف أنو رمضان ح يوحشنا!!

طبعا أنا أحترت وقلت يا إما الراجل دا (فعلا) صادق في مشاعره ودا معناه إنو عندي مشكلة كبيرة جدا في أحاسيسي أو أنو رمضان أصبح مظهر إجتماعي أكثر من عقيدة أو كمان الراجل دا بحاول يوصل لي رساله مفادها أنه راجل مؤمن جداً جداً وأنا زول مخستك ساكت. على العموم لو كان عايز يوصل لي أني مخستك فأنا ما ح أزعل لأني وبكل صراحة ما حصل جاني إحساس بأنو رمضان ممكن يوحشني لدرجة إني أبكي ، بل على العكس تماما بشيل (همّْ) لما يقرب لدرجة أني ممكن أجيب ألة حاسبة وأقعد أحسب بالدقيقة الزمن اللي ح أقضيه في صحبة رمضان ، وبكون مبسوط جداً لما رمضان يقرب ينتهي. رمضان بالنسبة لي هو :
1. إنتهاك للنوم وعدم توازن في حياتي الطبيعية ، فالشغل مواعيدو ثابتة وقومة الساعة 6:30 صباحاً برضو ثابته لكن المشكلة إنو رمضان أرتبط معانا بالسهر وخلاص. بالتالي بنوم ساعات أقل كتير من الساعات اللي بنومها في الأيام العادية مع حرمان من كل أنواع المكيفات (قهوة ، شاي ، سجاير) وطبعا دا يؤدي إلى إنحراف حاد في المزاج يستمر خلال الشهر كلو لا بتعدلو قهوة لا سيجارة ولا حتة شيشة بحريني
2. حرمان من قهوة الصباح (في أكبر Mug في المطبخ) ودا في حد ذاته عذاب يستدعي أن لا إذرف الدمعات لرحيل رمضان أو أنبسط شديد بقدومه.
3. تخمة من التلفزيون وبرامجه ربما تمتد إلى رمضان القادم
4. كترة الزوغان من الشغل بحج واهية ولو ما في حجة نختلق الحجج ، ودا كلو عشان الواحد صايم.
5. الشراهة و(الزلعة) البتدخل الواحد ما بين الأفطار والسحور .. الواحد في الفترة دي بيأكل ما عشان أنو جيعان لكن عشان دا الوقت (المسموح) بالأكل فيه! بعد مرات بكون ماري مرور عادي بالمطبخ وبدون ما أحس ألاقي نفسي فتحت التلاجة وقعدت أتغزل وأقزقز بي حاجات تنتهي علاقتي بيها بإنتهاء رمضان . وبرضو كمية كدا بتاعت عصاير الواحد يقرطع وهو داخل وطالع لحدي ما يحس أنو بطنو بقت أتقل من شنط السودانين في المطارات.
6. زمان لما كنت شغال في الخليج كنت بنبسط ما عشان رمضان نفسه لكن عشان أوقات الشغل بتتغير وبتكون أقصر والحاجة التانية الكانت بتبسطني أنو عندنا أجازة العيد اللي هي كانت فترة كافية لإستعادة عدم التوازن اللي بعملوا رمضان. أما الأن فالوضع لا يحتمل رمضان أصلاً.

أتذكر زمان كانوا بيدرسونا إنو الحكمة من الصيام هي إننا نحس بالفقراء العايشين في ضنك وما لاقين اللقمة وممكن يجوعوا بالأيام أو حتى يموتوا من الجوع. رمضان أو الصيام مهمته أنه يساعدنا ننمي جوانا الإحساس بالناس دي والمفروض أن يليَّين قلوبنا عشان نتذكرهم ونتعطف عليهم بالمال والهدوم والأكل وخلافه. رغم إننا فعلا بنصوم اليوم كلو لكن أعتقد أننا ما عمرنا ح نحس بالأحساس بتاع الفقراء ديل والسبب بسيط وهو أننا مهما صُمْنَا ح نكون متأكدين وواثقين أنو لما تجي مواعيد الفطور ح نأكل. يعني ضامنين أننا ح نلقى الناكلو وجوعنا دا مجرد جوع مؤقت ولفترة محدودة يعني لو كملناها نوم ساكت ح نصحى نلقى الأكل جاهز. أما الفقير فلا يستطيع النوم بسبب الجوع نفسه وبسبب أن ليس هناك ما يضمن له أن يصحى ليجد ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات.
أضف على دا كمان أنو رمضان بالنسبة لينا يعني أنو اليوم مقلوب والواحد يومو ببدأ بعد مدفع الفطور حيث يبدأ في الإنتعاش وتحريك الريموت كنترول بمهارة وسلاسة شديدة ناسياً أو متناسياً الهدف من صيامه ثلثي اليوم! طبعا دا غير مسألة تهذيب النفس ، والصوم عن فاحش القول وبذئ الكلام (خلال) اليوم وإستخدام ما لذ وطاب من الألفاظ (بعد) الإفطار مرفقة بجملة "اللهم إني صائم" الشهيرة.

على العموم قد أكون مخطئا وقد أكون مصيباً في أننا لم نصل بعد لتلك الدرجة من الأيمان البتخلينا نبكي ونجعر ونقول أوحشتنا يا رمضان ، لكني متأكد دون أدنى شك إننا فاهمين موضوع رمضان دا غلط.