إبراهيم الذي طشَّا - عبداللطيف أحمد

إبراهيم الذي طشَّا - عبداللطيف أحمد


09-27-2007, 02:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1190900674&rn=0


Post: #1
Title: إبراهيم الذي طشَّا - عبداللطيف أحمد
Author: خالد سند
Date: 09-27-2007, 02:44 PM

عبداللطيف أحمدمن الاقلام الشابة الصاعدة نحوالنجومية بسرعة



إبراهيم شاب طموح مثله مثل كل شباب البلد، (تخرج في الجامعة ولم يجد عملاً حتى الآن)، أوصافه كالآتي يحمل البكلاريوس مع مرتبة الشرف الأولى، لديه دبلوم تمهيدي ماجستير، ويحمل رخصة دولية لقيادة الكمبيوتر، يرتدي دِبلة بلون فضي في (بُنصر) يده اليمنى، ويحمل أحلاماً وطموحات كبيرة، مصاب بمرض (يأسي) حاد.. الرجاء ممن يتعرف عليه الاتصال بأقرب مركز.
هذا هو ما فكر فيه والد إبراهيم الذي طشَّا للخارج حاملاً معه كل آمال الأسرة في تغيير البيت، أو بنائه على أضعف الإيمان..
توجه صوب الخليج بعد أن باع كل ما خرجت به أسرته من حطام الوظيفة، مع الوعد بأن كل شهر (تسدد ليّ).. كان كل ما يحمله في رأسه عن الخليج رؤيته لجارهم الذي أتى في اجازة سنوية وهو يحمل شنطاً وهدايا تنوء بحملها البكاسي أولات الخمسة شناكل.. كان إبراهيم يعرف جارهم (مر من هنا) من أثر العطر الزاكي الذي يضعه.. وما زاد من دافعه لدخول معترك الغربة والاغتراب خطيبته التي ترتبط بصداقة قوية بخطيبة ذاك المغترب الذي قيل إنه يعمل هناك في وظيفة محترمة مع انه لا يملك ربع شهادات ابراهيم الدراسية.
في أول يوم وصول إبراهيم الذي طشَّا، وجد أن شباب الاغتراب قد اعدوا له برنامج احتفال حافلاً، تتكون فقراته من عدة ألعاب لورق الكوتشينة على عدة مجموعات الغالبية العظمى فيهم عطالة عن العمل، ويحلمون بأن باكر سيكون أجمل.
أما الفقرة الرئيسة لبرنامج الاستقبال فقد كانت (حلة) تغص بالسبكة المحترمة، جلس إبراهيم خلف إحدى المجموعات بعد أن أخرج لهم كل مستلزمات الحلة من كزبرة وشمار، وشطة، ودكوة من داخل شنطته التي حملتها به والدته حاجة بدرية، وهو يرد على تساؤلات البعض عن البلد وكيف حالها، وهو يجاوبهم بالأمور ماشة، والناس أهو عايشة.. ورويداً رويداً أخذت طريقة اللعب تزداد سخونة، ونسوا تماماً إبراهيم الجالس في الخلف.. وبعد نهاية (العشرة) بدأ النقاش (البيزنطي) الذي عادة ما يكون شبه يومي.. حيث بدأه الأول قائلاً: شخصياً خلاص فضل لي زي أربعة سنين كدا ألم فيهم حق الروزا وأرجع طوالي.. الغربة دي ياخي بقت حكاية فارغة، وما فيها مستقبل.
يرد عليه آخر: أنا كمان ما فضل لي كتير كلها تلات سنين اتمتم القريشات العندي عشان أعمل لي هايس كدا وارجع، قالوا الهايس هناك بشتغل ترحيل بالشيء الفلاني، واذا اشتغلت بيها في الموقف تكسبك دهب.
ليتدخل الثالث قائلاً: انا بقى طموحاتي اقل من طموحاتكم الكبيرة دي.. انا كل الفضل لي في الغربة دي ما اكتر من سنتين اتم قروش الصندوق الداخلو مع ناس الشغل واشيل صرفتي الأخيرة وامشي اعمل لي حافلة نيسان موديل 82 كدا تشيل لي مصاريف البيت.
بعد أن انتهى الثالث من سرد حكايته سمع الجميع صوت بكاء حار مصحوب بنحيب أقرب للولولة، هب الجميع مذعورين نحو مصدر الصوت مسرعين ليجدوه إبراهيم القادم الجديد في كشوفات الغربة، اندهشوا من طريقة بكائه فقد وضعوا في حسبانهم أنها دموع فراق الحبيبة والأهل والحبان وهم يقولون له: يازول وفر دموعك دي.. لسا انت يادوبك في أول الدرب لازم تصبر. لكن كل محاولاتهم لتهدئته باءت بالفشل بل ازداد إبراهيم بكاءً، وبعد جهد جهيد بذلوا فيه قصارى جهدهم أخذ يهدأ رويداً رويداً إلى أن توقف عن البكاء، سأله احدهم: مالك يازول شفقتنا؟!.
يرد عليه إبراهيم بصوت مخنوق: انا البكاني قصصكم الانتو بتحكوا فيها دي عن مشاريع الحافلات!!
- مالا الحافلات كمان؟!
يرد عليهم بعد أن نظر إليهم ملياً:
- أصلي أنا بعت الحافلة وجيت!!

Post: #2
Title: Re: إبراهيم الذي طشَّا - عبداللطيف أحمد
Author: جلال ناصر
Date: 09-27-2007, 03:31 PM
Parent: #1

الحبيب خالد سند

الشوق كاتلنا ليك وللنيمه

بعدين نحنا نرجع ولا شنو

انا اصلى زى ابراهيم



أصلي أنا بعت الحافلة وجيت!!


سلام للاحباب طرفك


جلال ناصر

Post: #3
Title: Re: إبراهيم الذي طشَّا - عبداللطيف أحمد
Author: خالد سند
Date: 09-28-2007, 02:51 PM
Parent: #2

الحبيب جلال

نحن برضو قاعدين جوة وبعنا الحافلة


صاحبك احمد البشير ضرب اديس ابابا

سلام للجميع