بـيـتر نيوت كوك ... عبد الله النعيم ... عبد الوهاب الأفندي

بـيـتر نيوت كوك ... عبد الله النعيم ... عبد الوهاب الأفندي

قـد يبدو الرابط بين الثلاثة سوريالياًً. ولكن في مسرح الملهاة الحياتي، كل شيء ممكن. لنبدأ العرض:
* * *

المكان : جامعة الخرطوم، كلية القانون، السنة النهائية.
الزمان : صباح السبت 19 يناير 1985.

كان صباحاً إستـشعر الجميع ثـقله. إلتـقى جمعنا خارج قاعة المحاضرات التي تتسع لنحو ستين شخصاً. كانت أجواء الغربة تطوِّق المكان الذي بدأ غريباً لدرجة الإندهاش. دلفنا جميعاً إلى قاعة المحاضرات ورغم وجودنا بداخلها شعرنا بفراغ عريض. لم تكن القاعة هي ذات القاعة التي فارقناها نهار الخميس 17 يناير 1985. شعرنا بغربة داخلية غير متـناهية وتلمسنا وجوه بعض للتأكد من أن دواليب الحياة ما زالت تدور. كان صباحاً بهيماً وكانت الكآبة ترسم ظلالها على الجميع، والإنهاك بادياً على الجميع. أحس كل فرد منا آنذاك بأنه الجاني والمجني عليه، أنه القاتل والمقتول. وكان أول حكم أصدرناه ونحن على أعتاب التخرج بأن السودان لن يعود كما كان، وكانت الحـيـثـيات مقـتـضبة لدرجة الغضب :- إنها بداية الملهاة.

وكعادته وإنضباطه دخل علينا دكتور بيتر نيوت كوك (PETER NYOT KOKE) ليلقي محاضرته العادية في فقه القانون (JURISPRUDENCE). لم أرَ دكتور بيتر حزينـاً في حياتي كما كان في ذلك الصباح الرتيب الـموسوم بالضعف الإنساني وعدم القدرة على فعل شيء. لم يتعرض دكتور بـيتر في ذلك الصباح لجون أوستن (John Austin) وتعريفه للقانون وتمييزه بين القانون والأخلاق، ولم يطرق آفاق جون لوك LOCKE) JOHN) قائد التنوير في إنكلترا ومقالته التي تتعلق بفهم الإنسان، ولم يسترجع مباديء جيرمي بـنـثـام (JEREMY BENTHAM) في الأخلاق والتشريع، ولم يستعرض مسلَّمات كانْت KANT ، ولم يستعرض عـقد جان جاك روسو الاجتماعي – وربطه بأفكار توماس هوبز (HOBBES)، ولم ... ولم ...

أفرد دكتور بيتر تلك المحاضرة الصباحية للحديث عن هموم وأحزان الوطن في قالب قانوني وأخلاقي. تحدَّث دكتور بيتر أولاً عن محاكمة الأستاذ محمود محمد طه وفنَّد لنا تلك المحاكمة المهزلة التي أفضت إلى إعدامه في صباح اليوم السابق مباشرة، الجمعة 18 يناير 1985، كما بـيَّن لنا مخالفة المحاكمة لإجراءات القانون والدستور السائِدَيْن آنذاك. ثُـمَّ عـرَّج بنا للحديث عن دكتور عبداللَّهِ أحمد النعيم، وهذا هو بيت القصيد في سياقـنا هذا. كانت تجمع بين النعيم وبيتر علاقة الزمالة بكلية القانون، جامعة الخرطوم. ذكر لنا دكتور بيتر أنه لم يتـشرف بمعرفة الأستـاذ محمود معرفة شخصية كما أنه لم يلتـقه، ولكن شخصاً مثله أستطاع أن يقدم للمجتمع السوداني تلاميذاً على شاكلة النعيم الأخلاقية لا بدَّ أن يكون إنساناً عظيماً بكل المقايـيس. ثُـمَّ ذكر لنا أن دكتور النعيم كان الأوَّل في تاريخ جامعة الخرطوم الذي تم إبتعاثه في بـعثة دراسية إلى خارج السودان ثـمَّ أعاد إلى خزينة الجامعة فائض مخصصات االبعثة الدراسـية عند إنتهائه منها. لم يستغل النعيم فائض المخصصات المالية في شراء عربة أو أثاث منزلي كما أنه لم يستغل ذلك الفائض المالي لمصلحته الشخصية بغية مواجهة الضغوط الإجتماعية والتي ولا شك، وهو أستاذ جامعي، في أنها كانت كثيرة وثـقيلة. كان النعيم من التربية الأخلاقية والتواضع بحيث أنه آثر أن يمتطي دراجةً عادية وهو الأستاذ الجامعي بدلاً من إستغلال فائض مخصصات دراسية، يقيناً لن يسأله أحد عنها، لشراء سيارة. هذا الأنموذج الأخلاقي الرفيع أُهديه إلى الأفندي الذي يرى براءة في إستيلاء مسئولي نظام الإنقاذ على فائض مخصصات السفر إلى الخارج في رحلاتهم الرسمية بدلاً من إرجاعها إلى خزانة الدولة. وشَـتَّان بين الأنموذجين. ولكن العذر كله للأفندي، فالقيم الأخلاقية سقطت عن تنظيم الجبهة حين "آثر التنظيم الولوج إلى عالم السياسة على حساب الأخلاق والقيم، لا في إطارهما" [ص 172-175 من كتاب الأفندي: الثورة والإصلاح السياسي في السودان].


= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = == = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
خـلـفـيـة:

القطعة أعلاه هي ختام لفصل بعنوان (جلب المصالح ...أم درء المفاسد؟)، جاء في معرض تعليـق لي مـطـوَّل على كتاب عبد الوهاب الأفندي: الثورة والإصلاح السياسي في السودان. للأسف لم أتمكن من نشر التعليق او مشروع الكتاب في عام 95.

فنجد من ضمن ما يتحدث عنه الأفندي في كتابه إستيلاء مسؤولي نظام الترابي/البشير على فائض مخصصات السفر إلى خارج السودان ويسوقها الأفندي كدليل على نزاهة (أولي الأمر). يقول الأفندي أنه وفي مواجهة الضغوط الإجتماعية والتي " تـتـضاعف عشرات المرات في حالة الوزير أو رئيس الجمهورية " يعتمد بعض المسئولين "على فائض مخصصات السفر إلى الخارج في الرحلات الرسمية "، [ص 176 من ذات كتاب الأفندي]. وكما هو معلوم فإن مخصصات رئيس الجمهورية والوزراء تكون دائماً مخصصات عالية القيمة ومجزية عند سفرهم إلى الخارج مما يعني أن فائضها يكون مجزياً بصورة كبـيرة. وحسب تعبير الأفندي فإن رئيس الجمهورية، البشير، والوزراء يستولون على ذلك الفائض بدلاً من إعادته إلى الخزانة العامة وذلك لمواجهة الضغوط الإجتماعية الواقعة عليهم. فإذا كان الأفندي يرى في هـذا السلوك المشين ممارسة حميدة تستحق الإشادة منه ويعتمدها كدليل على نزاهةِ أُولي الأمر، فإنها تشكل في رأي كل حصيف سرقة علنية وممارسة غير أخلاقية تستوجب ليس الإدانة فحسب بل والمحاسبة أيضاً.

فكانَ لزامـاً علىَّ أنْ أختم فصل (جلب المصالح ... أم درءِ المفاسد)، بالحديث عن فائـض مخصصات أخرى تسمو فيها النفس البشرية وترتسم فيها معاني التربية الأخلاقية. فكانت القطعة أعلاه في حق عبد الله النعيم والأستاذ محمود محمد طه.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

هـدفـانِ عـنـَّا لي من نشر هذا المقال الآن:
- الاستعداد لتخليد ذكرى الأستاذ محمود وبدء العد التنازلي لتلك الذكرى. فـهي ذكرى إنسان عظيم بكل المقاييس، جـاد بنفسه من من أجل مبادئه ودفاعــه عن حق الشعب السوداني في أنْ تحكمه قوانين تليق به.
- أنْ يـنـقلنا درس الأستاذ النعيم بسمو نفسه وترفعها وتواضعها إلى العام الجديد بقيمٍ جديدةٍ تسودُ فيها قيم الإنسانية والحق، في ظل (العراك) العدمي الدائر في المنبر. فهنالك دروسٌ مستضاءة، فـلـنـبقِ عليها.

آمل أنْ يـنـتـقـل هذا البوست إلى العام الجديد. على الأقل حتى 18 يناير 2005.

مع أسمى آيات الشكر.

إسـمـعـيـل

Thanks for a wonderful and a refereshing post

merfi

شكراً على الإطلاع على الموضوع وكلماتك الحميمة.

نماذج النعيم وبيتر هي ما نحتاج إليه في هذه المرحلة. ذلك التقدير الذي يحمله بيتر للأستاذ محمود من خلال النعيم لهو تقدير عظيم من إنسان يعرف كيف يقيــِّـم الأمور بعدل، ويعطي كل ذي حقٍ حقه.

مع أسمى آيات الشكر

العزيز اسمعيل..

سلام ومودة..

بالفعل مقال يستحق ان يستمر معنا للسنوات وليس السنة الجاية..

هل الأستاذ بيتر نيوت معكم في انجلترا..؟

تحياتي..

بارك الله لك حسن صـنيعك يامولانا اسمعيل .

فشتان ما بين موقف وموقف !!!!.

أنه درس بليغ يقدمه هذا الرجل الأصيل

لمن يعتبرون .. ولكن أين هم هؤلاء الأن ؟؟؟.

تحياتي لك وشكري على هذه اللفتة البارعة

منك في زمن كثر فيه الجحود الأعمى

ومظاهر الوطينةالزائفة!!!.

خضرعطا المنان

العزيز خضر

النعيم وبيتر موجودان ولكن بعيداً عن الأضواء. يعملان في صمت من أجل تكريس قيم ومباديء حقوق الإنسان وجعلها واقـعـاً معاشاً وحقيقيـاً. وأمثالهم كثــرٌ. ليت هذه النافذة تفتح مجالاً للحديث عن أناسِ آخرين في روعة النعيم وبيتر. ولمَ لا؟

تسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص وتجاربهم الإيجاية مهم في هذه المرحلة بالتحديد حتى لا تـطـغـى وتســود الثــقـافة الإنـقـاذيــة بقـبـحـها. وأنتم معشر الصحفيين لكم دور كبير في هذا الأمر. ليـتـنـا نسمع تجارب مماثلة.

مع أسمى آيات الشكر.

العزيزة رجــاء

شكراً على الكلمات المشجعة. وحـقـاً علينا أنْ نضيء مثـل هذه الصفحات المشرقة. رجال في قامــة الأستاذ محمود وبيتر والنعيم يجب ألاَّ يطمسهم تيار الغـث والـثـقافة السائدة.

دروس من تواضع النعيم وعـفـتـه وتعـفـفـه، وتقــدير منصف من بيتر لإنسان لم يره ولكن يعرفه حق المعرفة من خلال سلوكيات النعيم.

فــهل يتـعـظ المنبريون بأنَّ الإنسان يُـعـرف من سلوكه ومن مدى تأثير وإنعكاس سلوكه على الآخرين.

بيتر حسب معلوماتي يتواجد في ألمانيا منذ مدة طويلة، ولا توجد صعوبة في الحصول على عنوانو إذا رغبتي في ذلك.

مع أسمى آيات الشكر.

شكرآ يا اسماعيل التاج على هذه الكتابة الكاشفة، والمبينة لنفاق السياسة، واستغلال الدين لتصفية الخصومة السياسية بقتل المختلفين، وتكفيرهم. ولقد ذكرت أنت، فى هذا السياق، استاذين لنا جليلين، وقديمين فى كلية القانون. كنا نحترمهما، وما زلنا، لأنهما كانا خبيرين فى مادتيهما، وكانا يتمتعان برحابة الصدر، لا يضيقان بنقاش، ولا ينفران من اختلاف. بيتر نيوت كوك، وعبد الله النعيم، نموذجان قلّ أن يتكررا فى تاريخ مؤسساتنا الاكاديمية. ليس لاسباب تتعلق بنبوغهما الشخصى واحترامهما للحرية الاكاديمية، فحسب، ولكن لأنّ الوطن نفسه لم يعد ذاك الطليق، الحر من العقد.
ولقد كتبت انت كتابآ حسنآ فى شأن الوطن والجامعة حين صار الحلف بين الديكتاتورية المايوية، والجبهة الاسلامية هو الدستور، وهو القانون، وهو السلطة القابضة، المانعة، المانحة فى سودان الثمانينات، الى ان هيأ لهم فائض نفوذهم ومنعتهم الاجهاز على التجربة الدستورية والديمقراطية فى 30 يونيو 1989 ..
ولقد حفزتنى كتابتك الحالية أن أعود الى اوراق قديمات كتبتها باللغة الانقليزية عن موضوعات من ذات النسق، عن مصائر الوطن وقبضة العسكر التاريخية على مقدرات البلاد. اسمح لى هنا ان انقل مقتطفات منها.ــــــــــــــــــــــــــ
1st of august 2001
nine soldiers out of ten are born fools. why? do you remember Dr. Peter Newt Kok, professor of jurisprudence at the faculty of law, university of khartoum? do you remember his famous lecture about the syllabi taught in the military college in sudan? how the military doctrine is instilled, and the military point of view is nurtured? it was a very illuminating lecture. it shed light and insight on a rarely discussed subject. how a soldier is removed from the values of the civil society. how civic activities, and preoccupations, were ridiculed and despised. how the soldier was made to feel different. and look different in a uniform that is the symbol of discipline and orderliness, in contrast to the chaos of civil life.

ومقتطف اخر من نفس الدراسة:

militarism is not just professional training or career, or institutional. it could be a mind-set.
a way of looking at the world. a structural adjustment program for life within life. and gradually, and by the passage of time, and submission to routine, and hierarchical division of labor, militarism would become the norm.

وسوف اعود لمناقشة بعض الافكار الهامة الواردة فى مقالتك، وكذلك النقاط ذات الصلة فى مساهمتى المتواضعة..

الأخ عادل محمد عثمان

تحياتي

وسعيد بنفضك لأضابير مكتبتك واتحافنا بهذا العمل الممتاز. كلي شوق الآن لمعرفة بقية ما تحتويه الأوراق.

برغم تعقيداتها كمادة، جعل بيتر من (الجيورزبرودنس) مادة سلسلة ورائعة. ما زلتُ أذكر نقاشاتنا حول قتل الرحمة (Euthanasia)، والـ (Positive Law).

وها أنت ذا تعيد لنا قالب الحكي في صورة جميلة أخرى. وجميل إثارة هذا الموضوع (فقهياً) وربما نصل في نهاية الأمر إلى ضرورة (تمدين) الحياة العسكرية بدلاً عن (عسكرة) الحياة المدنية.

في إنتظار المزيد.

مع أسمى آيات الشكر.

العزيز إسماعيل
في أواخر السبعينات ولأكثر من عام كنت جمهوريا ملتزما و رغم إبتعادي من الفكرة منذ ذلك الحين إلا أنني اؤمن إن تاثير الفكرة وتاثير المجتمع الجمهوري ما زال له أثره الواضح في مستوي سلوكي اليومي و ما زلت أدين لهم بالفضل الكثير.
الحقيقة إني لم أجد حتى الان تطابقا في الفكر و السلوك يضاهي سلوك الاخوان الجمهوريين من تسامح و إحترام الاخر و المثابرة في تطوير ذاتهم .
رغم إختلافي اليوم مع الفكرة إلا إني دوما أفتخر باني يوما كنت من تلاميذ ألاستاذ. فاقول لكل من أعجب بسلوك د.عبدالله النعيم إنه ليس بمستغرب فالتقشف والأمانة و التواضع هي خصال اصيلة وسط الجمهوريين.....ولكل الجمهوريين ودي و إحترامي

الأخ مجدي

شكراً على هذه الإضاءة بحق الأخوان الجمهوريين. فالجميع، عدا الجبهة طبعاً، يكن لهم وللأخوات الجمهوريات الاحترام والتقدير. ويشهد لهم الجميع بطيب الخصال والتهذيب عند الحديث والصبر الذي لا يعرف حدوداً. ولَــكـَـم تعرضوا/ن لأفعال طائشة وغير كريمة فكان المنطق سبيلهم والحجة حال لسانهم. كل الزملاء والأصدقاء الذين انخرطوا في ركاب الفكرة الجمهورية زادتهم تواضعاً وقبولاً. فالتربية كانت إحدى ركائز الفكرة. ولقد طبقوها بحق.

مع أسمى آيات الشكر.

الأستاذ اسماعيل التاج،

تحيه طيبه،

بيتر كوك ، التقيته فى النصف الأول من هذا العام فى مؤتمر السودان على مفترق الطرق .
تعارفتا، وبعد انتهاء المؤتمر اقضى معى عدة ايام فى منزلى المتواضع ببوسطن الى حين سفره الى نيروبى ثم الى رمبيك فى الأراضى المحرره حيث يقيم.

فور حضوره من الفندق الى المنزل طلب بيتر جلابيه وسفنجه ، لأنهما يذكراه السودان على حد تعبيره ، وطلب منى ومن الصديقه امل قرنى التى شاركتنا المؤتمر و (التخييم) ، وقد هرب الصديق جوك مع اصدقاء ذوى منزل غايه فى (الفخامه) ، طلب بروفيسور بيتر الا نناديه بدكتور كوك، انما بيتر فقط ، ففعلنا. بعد ارتداءه الجلابيه والسفنجه وكسر حاجز الكلفه اياه، كانت الجلابيه قصيره فقلت : ده شنو يادكتور، انته بقيت انصار سنه ولا شتو؟ فضحك الرجل بانبساط.

د/ بيتر له ابتسامه مميزه ، تصحبه وهو يتحدث عن السودان بالتزام نادرا مالايلاحظه من يجلس أمامه .

تحدث بيتر كوك عن احتمالات السلام فى السودان و الوحده ، ولدكتور بيتر أراء جاده فى هذين القضيتين.

و تحدث قليلا عن مرافعته فى قضية الشهيد الأستاذ محمود محمد طه.

لم اتعرق على الدكتور عبد الله النعيم شخصيا، وان كنت اعرف بعضا مما نشر، كما حدثتنى العزيزه ندى عنه بعض الشىء ، وكذلك لدى الكثير من الأصدقاء الاعزاء من الجمهوريين، وان تأتى ببيتر كوك وعبد الله النعيم يا اخ اسماعيل لهى بالتوامه الموفقه.

اثناء تواجده فى بوسصن زرنا عدة اماكن ، اهمها (هارفارد اسكوير) حيث المكتبات العظيمه، طلب د/ بيتر الكثير من كتب القانون، وحتى امتلات حقيبته.

ودكتور بيتر مهتم بشكل خاص بقضايا ال(class action) لم اكن تلميذا لدكتور بيتر، ولكن فى الأيام القليله التى قضيناها معا تعلمت منه الكثير جدا ، فدكتور بيتر رجل هادى فى ثقه عظيمه، والتزامه الوطنى لايمكن لأحد ان يخطئه.

فشكرا يا استاذ اسماعيل على هذا البوست.

الأخ خالد كودي

شكراً على هذه الاضاءة في حق الأستاذ بيتر نيوت كوك. وهو كذلك من التواضع والقدرة على التواصل مع الناس. كان بيتر أحد الأساتذة المقربين إلى طلاب القانون. فـفي بداية حياتـنا الطالبية بكلية القانون عام 81/82، انقسمت شلة الصداقة التي جمعتنا إلى فئتين، فئة ترى في بيتر الأب الروحي، وفئة ترى ذلك في أستاذ آخر.

وفي بداية الثمانينات كان الحوار السياسي منصباً بصورة كبيرة حول تقسيم الاقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم بدلاً عن إقليم واحد كما نصت اتفافية أديس أبابا وانعكس في دستور عام 1973، ومدى تعارض ذلك القرار مع الاتفاقية والدستور. وكان صدر بيتر متسعاً لسماع كافة الآراء حتى التي لا توافقـه في رأيه بشأن التـقـسيم. وهنالك كثيرٌ من الجوانب الإنسانية في حياة بيتر، نجحت يا أخ خالد في تسليط الضوء على بعضها. فالتواضع ميزتـه وطريقة حديثـه فيها كثير من الحميمية ويعطيك الإحساس بأنك تعرفه منذ مدة طويلة. على أنـه كان لا يتحدث عن إنتماءاته السياسية، ربما نتيجة للظرف السياسي المحتقن في بداية الثمانينات، أو لأنَّ ظرفٍ ما لم يتأتَ لذلك.

وما ذكرته يا أخ خالد يستحق التوقف عنده من أجل التـأمل والتمعن في شخصية هذا الإنسان الرائع الذي يعيش الآن في رمبيك، الأراضي المحررة، في تواضع والتصاق بأرض وقضية الوطن.

فلا غرو لرجـلٍ بهذه المواصفات أنْ يتحدث عن النعيم بتلك الصورة. نعم بينهما الكثير من القواسم المشتركة.

مع أسمى آيات الشكر.

شكرا يا إسماعيل.. والتحية للدكتور بيتر نيوت كوك والدكتور عبد الله النعيم.. لقد سعدت بالتعرف على الدكتور بيتر في أواخر التسعينات خلال مؤتمر ضم السودانيين في مدينة هيرمانزبورغ الألمانية.. وقد قرأت بعض كتاباته..

المحترم اسماعيل التاج
شكرا على هذاالفيض المتدفق من الانسانية ان كانت تفي شكرا0
لك الود وللاساتذة الاجلاء بيتر كوت وعبد الله النعيم اسمى آيات الاحترام0

عبد الخالق السر

الأخ عطبراوي

شكراً يا عزيزي على المرور. وهل أوفينا النعيم وبيتر حقهما؟؟ أنظر إلى الذي يُـكتب بحق الجمهوريين ونعرة العنصرية التي تطفح على المنبر. ولكن علينا في الاستمرار في نهج كتابي يوضح أنَّ خارج المنبر أناس في مثل نقـاء النعيم وروعة بيتر. وأنهما عينة من السودان الذي نأمل أنْ يكون.

أمنيات غوالٍ بمقدم العام الجديد.

مع أسمى آيات الشكر.

الأخ ياسر
أتمنى أنْ يتمكن بيتر من الكتابة عن محاكمة الأستاذ محمود عندما تسمح له الظروف بذلك. وكنت اعلم أنه متواجد بألمانيا إلى أنْ جاء التصحيح من الأخ خالد كودي مشكوراً.


وكل عام وأنت والجميع بخير.

مع أسمى آيات الشكر.

Salam Ismael


Good writing about people who deserve it

الأخ عصام جبر الله

شكراً للمرور وهكذا كان أساتذة الجامعة صفحات مضيئة وقيم إنسانية جميلة وكلاهما يستحقان وقــفة تقدير. من حسن حظنا أننا حضرنا زمنهما.

أمنياتي لك بعام سعيد وحافل بالانجاز.

مع أسمى آيات الشكر.

عرفنا انه دا الفال الراجي المنبر من اشتراك

يسلم قلمك

العزيزة أماني

مثل إضاءة النعيم يحتاج لها هذا المنبر الذي يرى بعض عضويته في (القشــور) مظهراً دينياً، بينما يتشبع آخرون بقيم إنسانية فاضلة ويعملون على عكسها في سلوكهم اليومي. أمثال النعيم ضرورة قيمية فيها الكثير من التواضع والعـفـة مقارنة بالسلوك الطاغي في سودان اليوم.

هكذا يكون الأساتذة.

تحياتي مع أمنياتي ببدء عام ميلادي تتحقق فيه الطموحات.

مع أسمى آيات الشكر.

بورترية للأستاذ محمود محمد طـه
من رسم الصديق معتز بدوي في منتصف هذا العام كهدية للصديق سيف محمد عبد الرحيم.

الاخ أسماعيل،

كل عام وانت بخير واتمنى أن نلتقى ثانيه فى لندن،

و معذره لعدم المشاركه بتفاصيل أكبر فى هذا البوست لظروف خارج ارادتى.

كما ذكرت فى المداخله اعلاه ، الدكتور بيتر تحدث طويلا عن الوحده واحتمالات الأنفصال، احد النقاط التى شدتنى فى حديثه اننا كسودانيين لانعرف بعضنا البعض جيدا، وان المثقفين و المتعلمين و (التكنقراط) السودانيين الذين يؤمنوا بوحدة الشمال والجنوب يمكن أن يكون لهم دور مؤثر و فعال فى هذا الأتجاه، حيث ان الجنوب يحتاج الى الكثير من العمال المدنيين ذوى الخبره لأدارة المؤسسات المدنيه ، وأعادة البناء.

ولم ينس الدكتور بيتر ان يقدم الدعوه لكل من صادف من الاصدقاء لزياره رمبيك، وطبعا الجنوب ، كان دائما عندما يتحدث عن ادارة الأراضى المحررة يختم حديثه ب(تعال شوف براك) ...

صديقي العزيز اسمعين ،

اسف جدا للتاخير في دخول البوست لقول كلمة وفاء في اساتذتنا الاجلاء :

بيتر نيوت كوك وعبد الله احمد النعيم ،

نعم اتذكر تلك الوقفة التاريخية للدكتور بيتر نيوت كوك في قضية الاستاذ محمود

يا لها من ايام ،

لا زلت اذكر محاضرات بيتر التي كنا نتسابق اليها في عز الشتاء ،

كانت المحاضرة الوحيدة التي تمتلي فيها القاعة،

لقد جعل من مادة فلسفة القانون اصعب مادة في الكلية حكاية ممتعة ،

جعل منها مونة القانون التي تربطنا بالفلسفة والتاريخ والاجتماع والسياسة

لا زلت اذكر تشريحه لقوانين سبتمبر وتطبيقات محاكم الطواريء وهي طازجة

وطرحه لنا مواضيع الساعة لمناقشتها مثل الارهاب الديني عقب مقتل انديرا غاندي

والقتل الرحيم والاجهاض التي كان يحتد حولها الجدل في اروبا وامريكا في ذلك الوقت ،

التحية لك وهؤلاء الاساتذة الاجلاء

وعام جديد سعيد