غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر

غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر


01-19-2003, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=11&msg=1072375690&rn=0


Post: #1
Title: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: ود شاموق
Date: 01-19-2003, 01:59 PM

غناء العزلة
ضد العزلة

الصادق الرضي





كما يتسرب الضوء شفيفاً

صوب سطح البحر

وهو محملاً بروائح القمر النبىَّ

خلاصة السحر

غناء النشوة الكبرى،

وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء،

تتصاعد الأرواح في الأمواج

وهي ترتل الفضة

شيئاً من خواص الماء

خيطاً من دخان الرغو

في همس المزامير

ووشوشة الغناء على شفاه الحور

إذا يسبحن بين القاع والسطح

فضاء الرهبة الصدفية

اللالون

حيث الصمت فاتحة الوجود الداخلى

لدولة البحر وقانون المياه

خذ من شعاع الشمس نافذة

وحلق في فضاءات الغياب

الى رحيل أبدى

لامكان الآن لك

والله يسكن بالأماكن كلها

وجهاً يضوء بالأزقة

شارعاً يمتد في كسرة الخبز- الطعام المستحيل

الى ثياب الفقراء-

ماذا يلوح بالنوافذ؟!

هل ترى منديل عاشقة؟

بلون البحر

دمع صبابة في نهد عاشقة

بطعم النار

يقطر

والعصافير اكتمال للندى

في شرفة الحلم

تسد الأفق

تبحث عن طفولتها بذاكرة الفضاء الرحب

والفجر المُعلب في رفوف الصمت

واللغة الخفية للغناء على مسام العشب

والشجر المخبأ في تماثيل الشجر

الحزن لايتخير الدمع ثياباً

كي يسمى بالقواميس بكاءً

هو شيئ يتعرى في فتات الروح

يَعبُر من نوافير الدم الكبرى

ويهرب من حدود المادة السوداء

شيئ ليس يفنى في محيط اللون

أو يبدو هلاماً في مساحات العدم

الحزن فينا كائن يمشى على ساقين,

دائرة تطوف فى فراغ الكون,

تمحو من شعاع الصمت

ذاكرة السكون المطمئنة

كيف ترفض الجدائل فضة في الضوء

ترفض الفقاقيع التى

مابين امرأة الرزاز

إشارة للريح فى المطر الصبى

إضاءة فى الماء

خيطاً من حبيبات االندى

سحراً

صلاة

هيكلاً

قوس قزح؟!

ذلك سر الكون

أن تبصر في كل حسن

آية لله

والسحر الإلهى المهيب

ذلك سر العدل

أن تتفجر الأشياء

تفصح عن قداستها

ترى في الشئ ما كان إحتمالاً

ثم تنفتح الكنوز

الأرض كانت تدخر القمح

لأطفال لها

فقراء لايتوسدون سوى التراب,

قل للذين يوزعون الظلم - باسم الله - فى الطرقات

إن الله في نار الدموع

وفى صفوف الخبز

والعربات

والأسواق

والغرف الدمار

البحر ... ياصوت النساء الأمهات ,

القحط ... ياصمت الرجال الأمهات,

الله حىلايموت

كيف إستوى ماكان بالأمس هواءً نتناً

ريحاًًًً بغيضاً

بما كان هواء طيباً

ريحاً يؤسس معطيات الشارع الكبرى

عبيراً ضد تلك الرائحة

ما أشبه الليلة بالبارحة!

كل ماكنا نغنيه

على شارع النيل

تغيّب

وانطوى في الموج منسياً

حطاماً

فى المرافئ أو طعاماً للطحالب

فى إنزلاق الصوت للقاع

وفى صمت المسافات القصيّة

نحن فى ساعة الحزن

وميقات الفجيعة

والفراغ العاطفى

الوطنى

الآن لن نبكى

ولكن من يساوم بالغد الآتى,

ماذا سوف نخسر

نحن رتبنا بلاداً

لاتقابل غير وجه الذات بالمرآة

إمرأةً هي اللغة الرماد ..

تخون عاشقها ولا تخشى مصابيح النهار ..

لا تثق بالقلب

إن العشق يؤذى

بينما يجدى التحرك فى السكون

فى مساحات الأنا

وعى التكون

وإبتكار الفرد مجموعاً

يوازى سلطة الإطلاق

تحديد الموضع بالإشارة نحوها بالإسم

تفتيت الهلام

وإختراق السر

فتح نوافذ الأشياء

تكريس التفاصيل الدقيقة

قوة

تنسف الأحلام والذكرى

وأشباه الحبيبات - الدمى والأصدقاء!

لا تثق بالقلب

كى يتصاعد الضوء على كل المساحات

وحدق جيداً

إختر مكانك واحترق حيث انتهيت

أنت منسوب الدم الآن,

وأنت الإشتعال - النار

مجمرة الغضب

أنت إذاً ضياء اللحظة الآتى

أنا أنت

نحن الناس والشارع

والعواميد التي تمتد بالأسفلت

صوتي, صوتك

المشروخ في صدأ المقاعد

وإنهيار البرلمان

لم أقل أن الفضيحة

قد تراءت تحت أكمام الجلاليب

تعرّت في تلافيف العمامة

وامتداد اللحيّة الزيف

لماذا لم تقل ؟!

أن العمارات إستطالت

أفرغت أطفالك الجوعى على وسخ الرصيف!

أنت تعرف أنهم يقفون ضدك

ضدنا

ضدى

أعرف اننى سأظل ضد السلطة اللاوعى

نحن الآن في عمق القضية

مركز النار

وبالهامش تبقى

سلطة اللغة الخفية كى تعلق بالفراغ

نعم سننسى كل ما يأتون من فعل

وقول

سوف نصلبهم عرايا بالمسامير

على بوابة التاريخ ..

ثم نعبى الأيام النسيان

والصمت الخرافى المهيب

لست من نور لتغفر

أنت من طين لتبنى

فأبنى لى بيتاً

لنا

لك

للصغار القادمين

إن يك للعدل فى الأرض وجود

فليكن دمنا هو المقياس

إن تكن السماء مقابلاً للأرض

فلتكن الدماء مقابلاً للأرض

قال الله كونوا

ثم كنا

هل تحققنا تماماً

من وجود الذات في أرواحنا

ضد التكون

وانطلاق الكائنات

نحن نخرج عن حصار العزلة الكبرى

لنكتب عن غناء العزلة الكبرى

ولكنا نصاب بضربة حزن

أوان خروجنا فى داخل الصمت

وفى جوف السؤال؟

Post: #2
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: azza
Date: 01-19-2003, 03:01 PM
Parent: #1


تسلم يا زوق قبيل نزلتها في بوست سيمنشيال
ما ترشحامعانا

Post: #3
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: Elmosley
Date: 01-19-2003, 03:39 PM
Parent: #1

نتغق معك يامهيره
فهي رائعه بحق وشطرا ياود شاموق

Post: #4
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: ود شاموق
Date: 01-19-2003, 06:27 PM
Parent: #3

من يصدقني إن قلت لكم الحقيقة

هذا ليس شعراً، هذا سحر، لم اجرب التنويم المغناطيسي من قبل، ولا أدري ما هو، ولكن وصف من جربه يشبه تلك الحالة التي انتابتني حينما قرأت هذه القصيدة لأول مرة. حين أنتهيت من قراءتها، أفقت نعم أفقت ولا أقول انتهيت، أفقت من شيء يشبه الغيبوبة.

شعر لا يشبه الشعر، وقول ليس كالقول

Post: #5
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: HAMZA SULIMAN
Date: 01-19-2003, 08:15 PM
Parent: #4

يا ود شاموق يا راقى
الصادق الرضى شاعر شاعر
فنان
فى جلسه مع الاستاذ النور عثمان ابكر
قال فى 3 شعراء فى السودان
المجذوب
الصادق الرضى
محمد محمد خير
لك حبى يا رائع بروعه الشعر الجميل

Post: #6
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: ود شاموق
Date: 01-19-2003, 09:33 PM
Parent: #5

والله يا أستاذ حمزة الباقين شعراء
لكن دا ما شاعر
دا ساحر
بيجيب الكلام دا من وين ؟
كلمات غير متوفرة
بتاتاً في قواميس الشعر

Post: #7
Title: Re: غناء العزلة ضد العزلة، ما أروع وادي عبقر
Author: سكر
Date: 01-23-2003, 08:48 PM
Parent: #1

مصطفى سيد احمد الرائع دوما هو من اغدق علينا رهافه الاحساس بهذه القصيده عندما غناها بصوته الشجي


رحمه الله