"سونى" -- وردة دارفور و أغنية الحلم

كان الوقت خريفا صبيا، ممعنا فى دفق النشوة، وقد بدأت أصابع الغيوم تغزل مفارش الخضرة وتبسطها على الأديم الموشى ببقايا إصفرار ظل منتبها منذ موسم خلا، وأبى إلا أن ينتظر مقدم المطر

كنا مجموعة من أصدقاء أصفياء، قررنا الذهاب الى حيث تلكم الملهمة العذبة الشهية

كان الوقت محبة وصفاء، وكانت الدنيا لا تزال تهب طعمها الكامل

ظلت العربة القوية تنساب على أرض ندية، ونحن نولى الأرواح شطر الشمال تاركين "نيالا" ليس خلفنا، بل على ركن قريب فى القلب، فقد كانت ملامح قصة عشق جميلة قد بدأت للتو بين القلب وذاك الوادى الحبيب

بدأنا المسير شمالا، وكانت أهازيج "ود أب قزه" لا تزال ممسكة بشرفة الطرب النقى فى نفوسنا

هذى هى دارفور

دار إلفة عجيبة، ساحة حب إلهى زاهى وكامل المعنى

أناس معطونون برحيق ختامه أصالة وجمال مطلق فى الروح والهيئة، دار تهبك نفسها دونما عناء، كرم وزلفى لوجه الله والمحبة، ولا تملك سوى أن تحنى هامة الدم شكرا وعرفانا لهم، إنهم الأهل، إذا أردنا أن نهب الكلمة معناها الأصيل

مشوار بين وهاد وهضاب، تتراءى وكأنها تلوح بأيديها وتغريك الود، وددت والله لو أن نترجل ونحتضن تلك البقاع الباسمة

الى الأعلى كانت السحب تظلل موكب الفرح ذاك، توفر ظلا ملونا، معطرا بعبق نسمات ليست كمثيلاتها، ولا عجب فهى آتية من ربوع تشبعت بأريج سماوى وطيبة أرض ونفوس لا يدانيها سوء

وفجأة لاحت العروس

أطلت علينا وهى تتربع على ذرى شامخة، كا، الإله قد سكب كل ما تبقى من خضرة عليها، ووهبها ذلك الحسن العالى

يا للسحر ويا للعجب

كان أكثرنا إندهاشا، ذلك الفنان، أو مشروع الفنان آنذاك، صديقنا الحميم "صلاح سليمان" فقد رأيناه فجأة وهو ينتصب واقفا على ظهر العربة، واضعا كفيه على رأسه وهو يصيح

الللللللللللللللللللللللللللللللللله

ودونما شعور منا أيضا، أخذنا بعبقرية وسحر المكان

أهذى هى أنت يا "سونى"؟

أهكذا دائما يحتوى شرق الأشياء على كل السحر؟

أطلت شمس الظهيرة بوجهها المذهب من بين بعض غيوم، وكأنها تقول

ألم أقل لكم، ألم أخبركم عن هذه العروس

وصل الركب، وقد سبقه هيام ووله معلن، ها قد أتيناك يا "سونى"، ركابنا الشوق والمحبة وكل التقدير والمعزة لك ولأهلك

نثر الود كما لم يكن من قبل

"عافية"

"سلام"

"عافية"

تبادلنا التحايا وأعلنا محبتنا للناس والمكان، إشتعل المدى فرحا، ةتسربت الخضرة من حيث هى الى عمق الدواخل، تؤصل روابط العلاقة وتؤكد رسوخ اليقين بأنا نحن هم وهم نحن، فمن العسير أن ينسكب كل هذا الإحساس دون مجاملة أو قصد، أن تنداح مثل هذه المشاعر دونما قصد أو سابق قرار، إلا أن يكون ما بالدواخل متماثلا، وإلا أن يكون الحب نابعا من أقصى بحيرات الصدق القابعة داخل النفوس

"فى سونى بى شرق الجبل تشعر كأنك جوه جنة"

هكذا غنى المغنى، وهكذا رددنا نحن معه

قلت لصلاح، لم لا تجسد لنا هذا الشلال القادم من حدائق القمر يا صلاح

أذكر أن قال لى

هذا الشلال، وهذه البقعة، قصيدة، بل ملحمة عصية على السرد، وكيف سيتأتى للوحة واحدة أن تحتوى كل هذا السحر الفردوسى

وقد صدق

أشياء ومناظر لا تستطيع وصفها مهما أوتيت من سعة فى الخيال، جمال كامل القسمات، الأرض مطرزة بألوان الزهور والأعشاب التى لا يمكنك مقاومة الخوف من أن تدوس عليها، وأنت سائر يعترض خطواتك مجرى مياه كوثرية الملامح، من اين أتت أو الى أين تذهب، لن تعرف ابدا، فما عليك سوى أن تغريها السلام والحب وتمضى

الناس هناك لهم طعم الأرض وطيبها وطيبتها، لهم شموخ ذلك الجبل وعلو هامته ولهم سمو معناه وأصالة تاريخه

هناك وعلى ذلك الجبل، قامت الممالك تشرح وتفسر معنى العزة والقوة والأصالة للآخرين، هناك التحمت السحنات وتمازحت القسمات وعملت الدنيا كيف يكون الكرم والنبل

وهناك الآن، يموت أؤلئك الأخيار دون ذنب أقترفوه سوى أنهم أرادوا أن ينحت إسمهم على خد ذلك الجبل، ليس إمعانا فى شهوة التملك والإستحواذ، بل تكريسا لإنسانية مغيبة وحقوق مضيعة

هناك، تركنا والله جزءا من الروح، تطوف وتحى الأهل، وتركنا قسما من الحلم، ونرجو الآن أن يزور مضاجع الأطفال وينثر فوق حدائق نومهم، الأمل والفرح والحلم أن تشرق الشمس وتهب الورد والفراش، القلم واللوح والكراس، أن تهديهم لحظة أمن وطمأنينة وسلام، تحمل بيد سلة مملوءة بخبز المحبة ومحبة الخبز

فلتسكن هناك يا حلمنا القديم
خذ مكانك
على ضفاف الجرح والنواح
حدث الأطفال عنا
إنا قد سئمنا الخوف
ضع غناءك
أمام عيونهم
وبسمة فى وسامة الصباح



ولك الله والمحبة يا دارفور

ولنا الخذلان والأسى

ايها الماطر
سلام للذي يقطن رؤاك ويدوزنك
وشكرا جزيل لنبعك الصافي الجميل
والجنزبيل يسربلك
دارفور ما خطت خطاي من الالم
وما اقترفت رؤاي من المحن
اقول:
وطني:
لعبة اقتدار
او تكنولجيا
الاحتضار...
باي جهة يدار
يصير
مائدة...
للفمار...!
فمااراي...!

العزيزة علية

تحايا بعلو وسمو ذلك الجبل

الرمز والمعنى

رمز العلو والشموخ
ومعنى الجمال

وتحايا لكل الأهل فى دارفور، نبعث معها الأمنيات لهم بكل ما هو طيب

ودمتِ

أبوذر

واخرا عاود مطر العشم الهطول

أستاذنا الموصلى

تتحفنا دوما بحضورك الزاهى مموسق الوقع

تقديرى والمعزة لك

أبوذر

عليك الله يا المطر لو الطيار داك شاف سوني
وقرأ كلامك دا كان قدر نفذ الامر الفظيع داك

والف شكر لك على هذا السرد الدافي

الحبيب أبا ذر

لك التحية والود ..

Quote: وهناك الآن، يموت أؤلئك الأخيار دون ذنب أقترفوه سوى أنهم أرادوا أن ينحت إسمهم على خد ذلك الجبل، ليس إمعانا فى شهوة التملك والإستحواذ، بل تكريسا لإنسانية مغيبة وحقوق مضيعة

أكتب يا عزيزي ليتهم يعلمون أن هؤلاء الأخيار يموتون دون ذنب إقترفوه ..
وليظل صوتنا عالياُ أوقفوا هذه الحرب اللعينة والتي قضت على الأخضر واليابس ..
لتنبت وردة ..
وتعلو البسمة ..
ونعيش في سلام ..

دمت يا غالي

الغالى الصديق

معتصم دفع الله

يسكننا الأسى وتعشعش فى النفس حسرات والله

ما ابشع ظلم أولى القربى، خاصة عندما يقع على من لا يستحق

هذا هو أضعف إيماننا، وليس لنا سوى الدعاء والأمنيات، أن ينصلح حال الوطن، وقبله أن تنصلح العقول

تحياتى وتقديرى الكثير لك يا معتصم ودمت جميلا

أبوذر

أمانى العزيزة

كيف الحال والأحوال

يا ريت يا أمانى كل الناس يعرفوا دارفور وأهل دارفور

ولعنة الله على الفتنة والحرب

بالمناسبة، وين العزيز أسامة "أبومهيار" وغيبته طالت والله ونحن أشواقنا طالت برضه، تحياتى ليهو بالله لما يناغمكم

ودمتِ

أبوذر

وهاهى المدن اليوم يغطيها الدخان..

وتخرج النسوة الى صفوف..اللجوء..باثوابهن الملونه..وهم يمسكن باصابع الاطفال الذين انجبتهن..فى مواسم الدعاش..وعيونهم ياكلها الذباب ..والغد المجهول..

كيف تضيع القرى وسفوح الجبال تحت ازيز الطائرات ..والقنابل الصديقه..كيف؟؟ هذه عبقرية الحروب..

مقابل كل شجرة وكل منزل..حريق..

دخان

ولا مكان..

شكرا يا مطر..على هطولك الحزين..

العزيزة تماضر

كان هناك صفاء من نوع نادر

تحت كل غيمة، كانت تنبت حكايات من ود وإلفة وتجانس بديع

وتجاه كل شجرة، فى كل بيت، وداخل كل قلب، تنسج ملامحم من الحياة الجميلة القانعة المغنية والمغنّية

والآن إنقلب الحال، رفعت أقلام الصفاء وجفت صحف المحبة

وحين تسحب المحبة نفسها من بين الأرواح

لايبقى سوى الكره، والكره طريق الفناء

ولكم الله أولا يا أهلنا فى دارفور، ولكم محبتنا ثانيا

دمتِ يا خنساء

أبوذر

THE RAIN
التحايا لك ..
ولاهل دارفور ..ولسوني عروس الجبل..
منذ ايام تملكتني فكرة الكتابة عن تلك المناطق ..بجبل مرة ..
وبما ان اللغة لا تقوى على وصفها..فلا زلت ابحث في اشيائي عن صور تدعم الحديث ..وسأعدكم بذلك ..
كلما قرات موضوعاً عن دارفور تحضرني تلك التلال ..نيرتتي ..قلول ..مارتجلو ..مالدونق ..ساورا ..زالنجي ..قارسيلا..وما بينها ..
وبالطبع تلك الوجوه التي تستقبلك بالسلام ..
عافية ..طيبين ..عافية ..طيبين ..
**** لعن الله الظلم والغبن وآلة الحرب اللعينة ..التي جعلت من تلك
من تلك التلال (التي اشتاقها) جعلت منها دياراً للمأساة..والخراب ..

تحياتي ..
ولي عودة

قيسان

جدي الريل أبوكزيمة ..
تعال نتمشى فى الغيمة ..
غيمة ريد ..
تصب فى رهيد ..
شواطيها الخضر ديمة ..

..

عبدالرحمن عبدالله .. شاعر الأغنية .. جبل مرة .. جدي .. ريل وموال طويل ..
تعال نتمشى فى الغيمة ..
تعال نتمشى فى دارفور ..
لك الله يا دارفور ..

تشكر يا أباذر .. وأنت كالمطر أينما سار أنبت الزهر

شتات

التحايا والود يا صلاح

والأمنيات أن تعم المحبة والتفهم والتفاهم، وأن تصفو العقول والأرواح وأن تعود دارفور وكل ديار الوطن الحبيب كما كانت وأجمل

والمعزة

العزيز قيسان

كل المعزة والود

ليتك والله تزين جنبات هذا الموضوع ببعض الصور، عسى أن يرى من لم يشاهد تلكم البقاع، فردوس الله فى أرضنا، هناك حيث كل شى يحفه الجمال والسحر

أنا لدى مجموعة كاملة موثقة عن كل زاوية فى سونى، لكن كل هذه المجموعة موجودة الآن فى السودان، وربما قد نسعد يوما ونحن نقيم كرنفالا للفرح بحل كل معضلات ومشاكل أهلنا فى درافور، ونعرض تلك الصور وما حوت

سلمت يا قيسان ولك التحايا العذبة

أبوذر

مثلما قال صديقك "صلاح"..
الللللللللللللللللللللللللللللللللله
الللللللللللللللللللللللللللللللللله
الأولى لجمال سوني،،
والثانية للدمار الذي حاق بأهلنا هناك..

العزيزة رجاء

تحياتى والسلام

والله يا رجاء سونى هذه مثل قطعة فى الخيال، وغيرها كثير فى تلكم الديار الجميلة، فطبيعة دارفور وأهلها، شئ مختلف وتستحق ويستحقون كل محبة وتقدير، مهما كان الخلاف والإختلاف

تقديرى يا رجاء

أبوذر

الاخ الشاعر المطر

ها انت تتدفق مطرا
اذ تركض برجلك في ذلك الوادي
حيث اغدقت الطبيعة
وحيث جنان الارض المخضلة
وحيث

Quote: دار إلفة عجيبة، ساحة حب إلهى زاهى وكامل المعنى أناس معطونون برحيق ختامه أصالة وجمال مطلق فى الروح والهيئة، دار تهبك نفسها دونما عناء، كرم وزلفى لوجه الله والمحبة، ولا تملك سوى أن تحنى هامة الدم شكرا وعرفانا لهم، إنهم الأهل، إذا أردنا أن نهب الكلمة معناها الأصيل

في رحلة طلابية ايام الدراسة زرت نيالا وكنت اتمنى لو ان الرحلة امتدت الى جبل مرة ولكن
لم يبق لي الا ان انشد مع عالم عباس في " ازوم" واتغنى مع عركي وكابلي وخليل اسماعيل في " جبل مرة"
وها انت تهدينا هذه الساحة الجميلة

فشكرا
وشكرا