موضوع الطرب

موضوع الطرب


08-30-2005, 01:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=104&msg=1137439827&rn=3


Post: #1
Title: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-30-2005, 01:38 PM
Parent: #0

هل هو حالة إنتشاء لحظى ينتهى بزوال السبب، بمعنى أنه أنه إستجابة لفعل خارجى منجز يتجه ليخاطب أحدى الحواس المستقبلة ليتم قبوله ثم التفاعل داخليا بينه وبين ماعون الحس الشعورى، ومن ثم الصدور فى شكل نتيجة نهائية "إحساس" نسميه الطرب، ينقضى ويزول بزوال الفعل المسبب؟
أم هو جزء وجدانى أصيل وثابت يظل قابعا منتظرا لمحفز خارجى، أو داخلى، ليتم التفاعل ثم النتيجة النهائية، وهل ثمة أثر باق يخلف الأثر الرئيسى، بمعنى هل يتبقى جزء، صغير أو كبير، من ذلك الإحساس؟ وإن كانت الإجابة بنعم، فما هى المدة التى يظل فيها ذلك الأثر مستيقظا فى عمق الإحساس بعد إنتهاء المؤثر؟ هل تعتمد مدة بقاء نفس الإحساس وبنفس مكوناته الناتجة، هل تعتمد على مدى قوة تأثير المحسوس به؟ هل يتحكم فى ذلك قوة مباعث ذلك الإحساس داخليا؟

كلها أسئلة

الطرب معنى شاسع وكبير، وربما إرتبطت المفردة ومعناها الأقرب، إرتباطا وثيقا بالغناء والموسيقى دون غيرهما، أى بفعل أو أفعال تخاطب حاسة السمع فى المقام الأول، مع إمكانية ربط المسموع مع المرئى فى حالات الفنون الموسيقية الممتزجة بألأداء الجسدى التعبيرى، ويشمل ذلك فن الباليه والأوبرا والعروض الكوريغرافية الأخرى، ومن ثم تتشارك أكثر من حاسة واحدة كممر ومدخل للفعل المنتج الى داخل الشعور، وهما هنا السمع والبصر.

ولكن هل يقتصر معنى الطرب فقط على هذين الفعلين/الإحساسين، دون غيرها؟

إذا كانت الإجابة بنعم مرة أخرى، ماذا نسمى إذن الحالة الشعورية التى تعترى المرء حين مشاهدة/قراءة لوحة فنية مدهشة وأخاذة، أو حتى رؤية ومشاهدة وتأمل منظر طبيعى فاتن، أليس هى ذات النشوة أو نفس الإحساس بإعجاب فوق العادة، بغض النظر عن الفعل المسبب، متحركا كان أو ثابتا؟
وإذا وسعنا دائرة الأفعال المسببة أكثر، لتشمل كل ضروب الإبداع الإنسانى، من رياضة وإبتكارات وأدب ومسرح الخ الصنوف الإبداعية، ألا يدخل كل ذلك فى إطار ما يخلق ويولد الطرب؟
فالألعاب الرياضية بضروبها المتنوعة، تحوى خلقا عبقريا جميلا، فالألعاب التى تعتمد على الأداء الحركى الجسدى، أو ما تعارف على تسميته ب "الجمباز" ولست متأكدا من أصل المفردة وإن كان فيها رائحة اللاتينية، وقد يكون ثمة قرابة فى الأصل مع المفردة اللاتينية
Gymnasium
التى تعنى أرض التدريب، وبقية ألعاب القوى، اليس فيها ما يطرب حقا؟
أو بماذا نسمى تلكم الحالة الشعورية القوية التى تتولد حين الإستماع أو قراءة نص شعرى مذهل، أو حين الإستغراق والإبحار فى قراءة رواية تنبض بالحياة والمعنى؟
فإذا تساوى الإحساس المتولد فى فى كل هذه الحالات، فإذن يمكننا الآن تمديد معنى الطرب ليشملها جميعا، طالما أن الإحساس المتولد هو ذاته.

هل يستولد الطرب أم يتوالد تلقائيا؟

بمعنى، هل لبد من محرك مستقل لإحداث الطرب، أم أنه من الممكن له أن يحدث دون الحاجة لوجود ذلك المحرك الشعورى؟

أعتقد أنه من الضرورى بداهة وجود المحرك الخارجى، إذ لبد للحس الوجدانى من محفز أو دافع لإحداث النشوة الممرحلة وصولا الى قمتها، لتسمى بعدئذ طربا، وحتى حين يطرب الشخص نفسه، بأى فعل كان، فهو عندها يكون هو المحرك الخارجى كطرف أول، مع ثبات المتلقى الداخلى فيهن ليمثل الطرف الثانى

هل الطرب يعنى ذروة الإعجاب؟

أظن أن الطرب، كحالة وجدانية تستحوذ فى لحظة ما على كل المخرجات والدفق الشعورى، لا تعنى بالضرورة الإعجاب بشئ ما، فقد تكتمل مقومات الإعجاب بذلك الشئ ويتكامل فعل الإعجاب، دون الوصول الى مرحلة الطرب.

هل يحدث الطرب الناتج من مسبب واحد، بذات الطبيعة والقوة فى حال تكراره بعد مسافات زمنية قد تطول أو تقصر؟

بمعنى هل يكون الإحساس المتولد الآن مثلا من الإستماع الى قطعة موسيقية أحدثت طربا، هو ذاته إذا تم الإستماع لنفس القطعة بعد فترة إنقطاع زمنى؟ أم أن ذلك يتأثر نقصا وزيادة، بتغير الظرف الزمانى والمكانى أو كليهما؟
وهل يخضع ذلك ايضا للمزاج أو الحالة النفيسة للشخص المتلقى؟

والسؤال المهم، هل يمكن أن يكون الطرب حالة فردية أم هناك إمكانية لجماعية الطرب؟
ففى إحدى روائع كتاب الغناء السودانى الجميل، يقول الشاعر وأعتقد من غير تأكيد أنه، محمد البشير عتيق، يقول فيها

نحن كان مجلسنا عامر بى طرب
بى نشوة بى رقة وشعور

فهل كان ذلك الطرب طربه هو، أم عم ذلك الطرب وعرش فوق كل أهل ذلك المجلس؟
وهل ما يطرب زيد من الناس، بالضرورة أن يطرب عمر؟ أو لماذا تتباين وتتنوع وتتمايز مسببات الطرب لدى كل شخص.

الإجابة مؤكدا، هى بالنفى، فلكل شخص مكون وجدانى يختلف عما هو عند الآخرين، رغما عن إمكانية حدوث نفس الأثر، بدرجات متفاوتة لدى أكثر من شخص، فالآلاف أو الملايين قد يطربون لغناء عبد العزيز محمد داود أو فيروز أو أبو عركى أو بافاروتى، أو تطربهم مشاهدة لوحات إبراهيم الصلحى أو بابلو بيكاسو أو فان غوخ، أو فنيات بيليه أو مارادونا فى كرة القدم، أو مشاهدة منظر الغروب من على ضفة نهر، أو قراءة أشعار محمود درويش أو مشاهدة أفلام أنتونى هوبكنز أو سيدنى بواتيه أو مسرحيات لورانس أوليفيه، وأنا حين يطربنى الإستماع الى معانى وترنيمات من "شاشاى" من "ود حيمور الرفاعى" قد أتشارك نفس الإحساس مع من يجلس بقربى ساعتها؟ ولكن يظل لكل فرد منهم مدخله المختلف ووعيه وحسه الوجدانى المغاير

ويظل الطرب، مكونا ومدخلا جماليا فريد، وحسا بديعيا يجمل الحياة، ويزيح قليلا من قبحها

وايضا يبقى السؤال ماثلا

من/ما أنت أيها الطرب؟

Post: #2
Title: Re: موضوع الطرب
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 08-30-2005, 02:46 PM
Parent: #1

الاخ أبو ذر ...

إستمتعت جدا بما تناولته هنا من عميق إبحار في الموضوع ...

وأظنني سأمدد ٌإقامتي في هذا البوست !!

وأرجو ألا يكن لديك مانع في هذا !!

تحياتي لك ..


أبو النيز

Post: #3
Title: Re: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-30-2005, 03:22 PM
Parent: #2

الأخ
ناذر

تحايا وتقدير

أتمنى أن يكون فى الموضوع بعض إمتاع وفائدة للجميع

فهو شئ من تأملات لا أظنها توفيه حقه

أما عن الإقامة
فهذا بالتأكيد حق مشروع لأى شخص
طالما أن الموضوع قد نشر هنا
ولم أعد أنا المالك الوحيد
ولا أعودأمتلك سوى الفكرة

وأسعد قطعا بإقامتك
وكل الزملاء الأعزاء

ولك التحية

Post: #4
Title: Re: موضوع الطرب
Author: معتصم دفع الله
Date: 08-30-2005, 05:59 PM
Parent: #1

الماطر أبوذر

تحياتي ..
حقيقة موضوع شيق وجميل ..
لا يمكن أن نجرد الإحساس من حياتنا ..
فكل شئ عندنا محسوس وظاهر نتفاعل معه ..
والطرب حالة خاصة من الإحساس يتملك الإنسان ..
وينتابه شعور بالنشوة والإنتشاء ..
ودا بيظهر في حالات كثيرة حولنا ..
ولكثرة ما بنا من أحزان يتحول هذا الطرب لشئ لحظي ..
بعدها تعود الحالة إلى وضعها الغير طبيعي ..
وهو حالة الحزن ..
لذلك يكون الفرح عمره قصير عندنا ..

يقول الشاعر عمر البنا ..
لو مر نسيمك على ألف ميل ..
يخلي العالم طرباُ تميل ..
يا أهيف يا ذو الطرف الكحيل ..
يا الصدرك عالي وخصرك نحيل ..
مناي في الدنيا قبل الرحيل ..
أرى شخصك لكن. مستحيل ..

ويقول الشاعر أبوصلاح ..

وهبة بي مزيكتو إتحكره ..
كم أطرب أفكارنا وسكره ..

وردت كلمة الطرب في الكثير من الأغاني السودانية ..
وأعتقد بأنها تشبيه بليغ لحالة النشوة التي تنتاب الإنسان ..

محبتي ..

Post: #6
Title: Re: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-30-2005, 11:35 PM
Parent: #4

معتصم

صباحك يوم يقاس بدهور

أطن أن الطرب، هذا الشئ/المعنى الجميل
هو توأم الجمال
كيفما كان ومن حيثما جاء

أنا مثلا
تطربنى أنغام ضحكتك
لأنها تخبرنى بأن العالم لا يزال يمتلك طعمه الأول الشهى

سمعت ابوداود

على النجيلة جلسنا
طربنا واتآنسنا
وعن الهوى "اتحادسنا"

والله حلفت يا معتصم ما أدخل ال "ث" فى اتحادسنا
عشان خاطر ابوداود وخاطر تطريبه العجيب ده

ودمت طيبا ومطربا وحلوا يا صديقى

Post: #7
Title: Re: موضوع الطرب
Author: معتصم دفع الله
Date: 08-31-2005, 05:32 AM
Parent: #6

يا مطر إن شاء الله تتعلى ما تتدلى ..

بالله عليك أسمع معاي عباد الشمس ..
بي صوت الراحل مصطفى سيد أحمد ..
وأطرب معاي وإنطرب ..

Post: #9
Title: Re: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-31-2005, 09:16 AM
Parent: #7

فعلا يا معتصم

مصطفى سيد أحمد من القلة النادرة الذين تتكامل لديهم كل أدوات ومقومات التطريب

صوتا وأداءا ومفردة وموسيقى

وشكرا بلا حد، وبحجم هذا الطرب العالى

Post: #5
Title: Re: موضوع الطرب
Author: Elmosley
Date: 08-30-2005, 06:42 PM
Parent: #1

لقد طربنا للموضع ذات نفسه يامطر

Post: #8
Title: Re: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-31-2005, 08:56 AM
Parent: #5

إزيك يا موصلى

أنت أحد الذين يجملون حياة الناس

إسماً ومعنى

ومن لدنك تنبع أنهار الطرب الجميل

Post: #10
Title: Re: موضوع الطرب
Author: waleedi399
Date: 08-31-2005, 09:38 AM
Parent: #5

..
.
نزل المطـر
وبرد الجــو
وذهب العـطش
وشرب اهل البلد
..
.
اليومين دي شايف المطر منتشي خالص وطربان على الاخر
ربنا يديم عليك هذا المد المستمر وتتحفنا بالجديد المبتكر
..
.
يا مطـر عز الحريق^^^^يا مصابيح الطريق
يا المراكبية البتجبد من فك الموج الغريق
..
.
خالص حـبي واحترامي،،،
.
..

Post: #11
Title: Re: موضوع الطرب
Author: أبوذر بابكر
Date: 09-01-2005, 01:31 PM
Parent: #10

العزيز
وليد

شكرا كتير على حضورك اللطيف

من ضمن المحاولات للدخول الى قلب الأشياء
خاصة الأشياء الجميلة
العندها دور فى خلق الجمال
فى حياتنا قليلة الجمال والفرح

ود وتقدير ومحبة ليك يا وليد