ال "غناء" - على أنغام أوركسترا "الخرطوم"

والتحية للأعزاء فى "الخرطوم" الندية

لأحمد عبد المكرم
وهو يسبح مؤتلقا فى "مدارات الثقافة"

ليكتمل بهاء فضاء الخرطوم

غِناءٌ
فى حدائق وجهِها
تأتلفُ العصافيرُ
تكتبُ
على خدِ الصباحِ
الذى
فى كلِ يومٍ
يُفتّح أبوابَ الضياءِ
ثم
يخلعُ شمسَه
عند بابِ الوردِ
لتأتلقَ الأزاهيرُ

يغمسُ نومَه
فى نهلِها العبيرِ
ليرتدى كسوةَ الرحيقِ

هناك
فى حدائق وجهِها
تدفقُ العصافيرُ
مواعيدَ بوحِها
تذكاراً
عن العشِِ العتيقِ
تدفنُ العصافيرُ
مَواتَ جرحِها
وما تبقى
من دموعِ ليلِها الصديقِ

ليلُنا الذى
كلما مددنا صوبَه
حرقةَ العيونِ
ترجلَ عن سوادِ حزنِه
أناخَ راحلةَ الجراحِ
ونام فينا
ونحن
بين يقظةِ الأنينِ
مطلقِ السراحِ
وغفوةِ الظنونِ
نجوسُ وسط نومِنا
أو
فوقَ موتنا المباحِ
حيث كلُ حلمٍ فيه أخرسٌ
يناوشُ الهتافَ
يستعيرُ
حرقةَ الصياحِ
وصيحةَ الحريقِ

فى حدائق وجههِا
نبعٌ بُنّى الطعمِ
يسكنُ الصفاءُ لونَه
يمنحُ السماءَ لونَها
وإرتواءَ نبضِها
وكحلَ جفنِها الخجولِ
نبعٌ
يسكنٌ غيرَ بعيدٍ عنه
حقلٌ
يمتزجٌ نداهُ
بروح القهوةِ
وبعضَ حليبٍ من ثدى الألقِ
قمرٌ يمتهن النشوةَ
يغزلُ أفقَ العشقِ
بفضةِ إبتسامِها
ونشوةِ الفصولِ
ولأجلِ وجهِها
نهرٌ من صندلِ الليلِ
الموشى بالبريقِ
هبّ بشوقِه
همّ بها
وهمّت به
هبّ بشوقِه
وسيّجَ
بضفائرِ المساءِ
كرنفالَ زهوِها
فأعلنت سنابلُ البهاءِ
أن الضوءَ
إسمُها
أن البنفسجَ
رسمُها
وأننا
فى جدرانِ الطيفِ
ننحت المنى
سفناً تنتعلُ الموجَ
يباركنا ظلٌ أخضرٌ
يربضُ وسط ركامِ الصيفِ
يباركنا النهرُ
فى حدائق وجهِها
ترتاحُ الأيامُ
تتمددُ فوق أسُرةِ النهارِ
تحتفلُ الأعوامُ
بأعيادِ التفتحِ
فى أرجاءِ وجهِها النضارِ
تبتهجُ الأنسامُ
بنوافذٍ تهاتفُ الشموسَ
أن تعالى، فهنا
حيثُ حدائق وجهِها
تورقُ أحلامُ العشبِ
تدُس نداءَ الشوقِ
بعيداً
فى مهجِ الأسرارِ
فى حدائق وجهِها
عمّدنا البهاءُ
باركنا النهرُ
مدّ من بين القصائدِ وجهَه
وقالَ
هاكم إشربوا
مدادَ عشقِكم
قال إذهبوا
فأنتمُ العشاقُ
أنتمُ التعساءُ

لوجهها أولا

ثم
لوجه النهر

حشدٌ من نورٍ
حقلٌ من دجنةِ النهارِ
بحرٌ من النزيفِ
ينتفضُ بوارُ الحلمِ
خائباً
يرفع لغةَ الصمتِ هتافاً
يفتح أبوابَ الدهرِ
لتمرَ قوافلُ الخريفِ
فوق يباب الصبرِ
وسطَ وهادٍ من عدمٍ
من بينِ ركامِ الأعيادِ
ما زال النهرُ
حلماً يحبو
ضل طريقَ اللقيا
يشدُ شراع الموتِ
يوصدُ بابَ الميلادِ

ثم

لوجه القراءة

المزيد منها

فى الخرطوم

أو جلسة فى ملتقى النيلين

و

على النجيلة جلسنا
طربنا واتآنسنا
وعن الهوى اتحادثنا

أو لأغنى فى حضرة حدائق وجهها البهى

الاخ المطر
سلام.
القصيدة جميلة بلا شك ومليئة بالمعانى والاحاسيس.
فقط اود ان تقدم لنا نبذة عن الشاعر فالاسم لايبدو لى سودانيا.كما اننى لم اقرأ له من قبل.
لك الود
والف باقة ورد

العزيز
المعتمد

تحايا عالية الصوت والوجه
وتقدير أعلى على مرورك الجميل

Quote: فقط اود ان تقدم لنا نبذة عن الشاعر فالاسم لايبدو لى سودانيا.كما اننى لم اقرأ له من قبل.

الشاعر يا صديقى إسمه

أبوذر بابكر محمد

وهو قطعا سودانى، بل وموغل فى سودانيته
ومن مواليد "ودراوه" وهى بلدة ترتاح على ذراع النيل الأزرق اليمنى

يحب الجمال والكسرة والموسيقى واللون الأزرق وأغنيات أبوداود

وهو أيضا زميل لكم هنا فى المنتدى ويكتب بإسم

THE RAIN

المطر

تيمنا بمداد السماء، أو ما تهبه الغيمات حين ترسل عشقها للأرض

ومجددا لك المودة والتحية بكامل عطرها يا معتمد