الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..

الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..


05-27-2012, 05:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=102&msg=1473039545&rn=0


Post: #1
Title: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-27-2012, 05:50 AM



او لماذا تأجل الصيف السوداني..

كبر


Post: #2
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-27-2012, 05:52 AM
Parent: #1


"مسكلني".. (تكستني)..(ما عندي رصيد)..(ما شحنت)..(توتني).. (بره الشبكة)..(الشبكة تعبانة)..(شريحة)..(موبايلي)..

عبارات اسمعها و يسمعها معي كثيرون و كثيرات..و اقصى ما نسعى اليه (خصوصا نحن الذين تغربنا عن السودان لسنين طويلة) هو ان نفهمها حتى لا نكون خارج الزفة..خصوصا في ظل واقع سريع الخطا..و لكن ماذا ورائها بالضبط؟..هل هي عبارات عابرة.. ام هي لغة تواصل يومية و لها مضامينها و معانيها المفهومة لمن يتعامل بها و معها؟ كيف تطورت هذه اللغة؟..هل الموبايل اصبح جزء من بيئتنا الإجتماعية و الثقافية؟..هل اصبح جزء من خصوصيتنا و برستيجنا؟..ايهم اهم: الحديث عن تغيير السلطة أم الحديث عن تغيير الموبايل و مواكبة الموضة ؟.. كيف وصلنا ، كسودانيين و سودانيات ، الى هذه المرحلة؟..هل حدث التغريب (بالفهم الماركسي)؟..هل حدث التدجين من قبل السلطة ؟..

كبر

Post: #3
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: الطيب شيقوق
Date: 05-27-2012, 07:58 AM
Parent: #2

اللورد كبر

كيف احوالك يا زعيم؟

Quote: "مسكلني".. (تكستني)..(ما عندي رصيد)..(ما شحنت)..(توتني).. (بره الشبكة)..(الشبكة تعبانة)..(شريحة)..(موبايلي)..


شكيت محنك كدى امسك لينا المفردات دي واحدة واحدة واشرحها لينا عشان الواحد ما يمشي السودان ويدقسو الجكس ساي .

Post: #4
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-27-2012, 08:27 PM
Parent: #3

up

Post: #5
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-27-2012, 08:32 PM
Parent: #4


صديقي الطيب..حبابك
كتر خيرك على المرور من هنا..
كدت ان اقول و ما المسئول اعلم من السائل..و لكن..

(مسكلني)..دي جملة مفيدة كاملة (فعل/فاعل/ مفعول به)..و هي ( اعمل لي مس كول)..
Missed call
و هي خدمة مجانية..و الخواجات زمان عندهم حاجة اسمها البيجر..
Pager
و فكرتها تضرب لزول و تقفل بسرعة و رقمك ح يظهر و يقوم يشوف ليهو اقرب تلفون و يرد ليك المكالمة..
في المس كول نفس الفكرة بس مطورة شوية..تقوم تضرب و تخلي التلفون يرن اكثر من مرتين و تقفل..و يقوم الطرف التاني يرد عليك..و هذا يعني احتمال ما عندك زمن تتكلم أو عدد الدقائق في تلفونك (موبايل) غير كافي لمكالمة..
طبعا فكرة المس كول ذكية و افضل من نظام اترك رسالة صوتي ..
Answering machine
لأن ترك الرسالة يعني انك سوف تدفع التكلفة.. اما المس كول فلن تدفع مليم..و برضك تستفيد من تحقيق عملية التواصل..

(تكستني).. و هي برضها جملة مفيدة كاملة (فعل/فاعل/مفعول به)..و هي اعمل لي رسالة قصيرة..و هي..
Text messaging, or texting

و هي فكرة قامت على نظام خدمات الرسائل القصيرة..و في حالة انك مشغول أو لا ترغب في الكلام مع الطرف الآخر.. تقوم تكتب جواب قصير..و هذه الخدمة ، بعكس المس كول ، لازم تدفع عليها..

(توتني) و هي برضك جملة مفيدة (فعل/فاعل/مفعول به) و بتقوم على فكرة التويتر
Twitter
..و هي نظام مدونات قصيرة جدا (زي حكاية القصة القصيرة..و القصة القصيرة جدا)..و مثلها و مثل سودانيز اونلاين بتعمل بوست..و اصدقائك و صديقاتك يطلعوا عليه ..يعني نظام شبكة تواصل اجتماعية سريعة..و الخدمة دي اكتر ناس قاعدين يستفيدوا منها ناس الصحافة في نقل الأخبار بسرعة شديدة..

طبعا ح تتجهجه متلنا.. اذا قامت حكامة قالت ليك (ما عندك سم).. ولا ( غير السم ده)..!!!

و نرجع لاحقا نتم باقي التعريفات..

كبر

Post: #6
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: رشا احمد
Date: 05-27-2012, 08:47 PM
Parent: #5

سلامات كبر ...

غايتو مسكل لي و برا الشبكة و باقي المفردات سمعنا بيها ...

لكن تكسني و توتني دي اول مرة اسمع بيها مع اني اغلب الوقت في السودان

و المفردات دي متوفره في دول الخليج برضو ... لغة تواصل عصرية ^___^

Post: #7
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-28-2012, 06:23 AM
Parent: #6


رشا..حبابك يا صديقة
كتر خيرك على المرور من هنا..

اكيد بعد شوية ح تصل السودان.. مع العلم ان اهل السودان يستخدمون الرسائل القصيرة و التويتر..
و هي مفاهيم اصبحت كونية.. يعني ناس الفلبين مثلا.. عندهم..miskul .. و في بلدان اخرى..
و لكن الشاهد ان الموبايل (مثل الكمبيوتر) له اثر كبير على الثقافات المحلية..و اخرج لغته الخاصة التي اصبحت جزء من التعامل اليومي..

و دمت..
كبر

Post: #8
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-28-2012, 06:47 AM
Parent: #7


في اواخر فترة حكومة الديموقراطية الثالثة (1987-1988 ) كانت بالعاصمة ازمة نقل محلية ، و لأن الخرطوم هي مفتاح سحري لمعظم التغييرات في السودان ، فكان اهل الأمر وقتها يرون أن تحل ازمات اهل الخرطوم حتى تستقر امور الحكومة.. و في ذلك الوقت تم تكليف شركة هولندية لعمل دراسات لتحسين شبكة النقل المحلية (بصات..تاكسي تعاوني..حافلات ..الخ)..فاجرت الشركة بحوث في نطاق مختلف تماما.. حيث اخذ باحثيها يمتطون البصات و الحافلات.. يسألون الناس فردا فردا: انت ماشي وين؟.. و الله ماشي فراش في السجانة.. انتي ماشة وين ؟..و الله اختى وضعت في الحاج يوسف ماشة اسلم عليها..انتا ماشي وين؟.. ماشي ازور حبوبتي في امبدة..و هكذا ..و خرجت الشركة الهولندية بتوصية استغرب لها اهل الشأن وقتها.. فأوصت بان السودان (خصوصا الخرطوم) لا يحتاج الى وسائل نقل متوفرة ، بقدرما يحتاج الى الى شبكة اتصالات فعالة.. و كان من ضمن رؤية تلك الدراسات انه اذا تم تحسين البنيات التحتية للإتصالات..سوف يوفر ذلك كثيرا من الجهود و لن يحتاج الناس الى شبكة نقل كبيرة..!

و حينما جاءت حكومة الإنقاذ وجدت مثل هذه الدراسات موجودة..و اضافت عليها فلسفة الخصخصة و تحويل شركات القطاع العام الى قطاع خاص حتى تكون اكثر فاعلية و التخفيف على الدولة..و من ضمن القطاعات التي استهدفتها الإنقاذ هو قطاع الإتصالات..فقامت سوداتل على انقاض الشركة السودانية للإتصال.. ثم تطور الأمر و دخلت شركات اجنبية في المنافسة المحلية مثل شركة زين..و شركة ام تي ان..فهذه الشركات جاءت ووجدت بنية تحتية و اضافت عليها.. ثم وسعت نشاطها في السودان..و من هنا دخل الموبايل كوسيلة للإتصال و التواصل السريع..و لم يقف الأمر هناك .. و انما خلقت ملامح ثقافة اخذت طريقها في الإنتشار..و اختفت الجوابات و ثقافتها الموثقة في الغناء السوداني (عبر الأثير بكتب سطور لست هواي و ارسلا..و رسلت ليك اجمل خطاب لليلة ردك ما وصل..و جانا الخبر شايلو النسيم..ثم كانت اخر اغنية توثق لتلك الظاهرة هي اغنية اخر خبر كتبو في جواب..)..و الأهم اختفت ظاهرة الإسهاب في الكتابة (سوف نتطرق لها في مبحث لاحق)..كواحدة من ادوات التعبير عن الذات..

كبر

Post: #9
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: محمد قرشي عباس
Date: 05-28-2012, 03:33 PM
Parent: #8

متابعة لصيقة لهذا الموضوع الجميل

لو أن الجهد المبذول في التحليل السياسي توجه للثقافي
لعرف التحليل السياسي وجه الصواب و صار فعالا

لا يمكن التنظير على وحي المتخيل من الواقع دون الإنتباه له بالدراسة

Post: #10
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-29-2012, 02:58 AM
Parent: #9


محمد قرشي..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور من هنا..
يعلم الله يا محمد.. انت بالذات واحد من الناس الكنا دايرين نستنجد بيهم و يجوا بجاي يصارف معانا هذه الملاخظات..
التغريب يا صديقي حاصل سواء قهرا ام اختيارا..و لكن لا يعفى هذا من مسئولية تأمل الواقع و التغيرات التي حدثت فيه..
و السياسي بالطبع يا صديقي تاجر مثله و مثل شركات الإتصال.. يسوق اموره بما يظنه يخدم مصالحه الضيقة..و نحاول بقدر المستطاع ان نسقط قناعنا السياسي (ان وجد)..و نعطى الذات فرصة للتأمل المستقل..
خليك قريب يا صديقي..و يا ريت تعزم لينا كل من ترى فيه الرغبة لتأمل هذه الظاهرة.. فالثقافة زوايا عديدة..يدخلها المهني ..الطالب.. المنظر..السياسي.. الأخلاقي.. الخ..و كلهم سيقدمون تصور قد يفيد كثيرا في رسم الصورة النهائية أو شبه النهائية..
و دمت..
كبر

Post: #11
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-29-2012, 03:00 AM
Parent: #10


الموبايل: صدفة وجود ام فلسفة و تخطيط؟:

خلاصة الدراسات المشار اليه ، ذهبت في منحى طريف.. اذ ان الحكومة وقتها كانت تظن أن اهم الأزمات هي ازمة النقل الداخلي في الخرطوم..و من الخلاصات أن عشرة في المئة تقريبا اجابوا بانهم يستغلون النقل للذهاب للعمل..و الغالبية العظمي (تسعين في المئة) كانت تذهب في مشاوير غير منتجة بالمرة..و قد تسبب ازمة اسرية لمن يريدون زيارتهم..غير الضغوط النفسية و الإجتماعية الأخرى..
في برنامجها الثلاثي الأول كانت فكرة الإنقاذ التركيز على قطاع الإتصالات (اخذوا الأمر بجدية فائقة)..و ذلك بسبب تحقيق طفرة في مجال التنمية الإجتماعية و الإقتصادية..و قامت بنية صناعة الإتصالات في السودان على ثلاث محاور: جهة مسئولة عن السياسات و التشريعات (وزارة الإتصالات و تقنية المعلومات) ، جهة منظمة لصناعة الإتصالات (الهيئة القومية للإتصالات) ، جهة التشغيل و تقديم الخدمات..
بالتالي ظهرت شركات مثل:
الشركة السودانية للإتصالات المحدودة – سوداتل
زين موبايل السودان..
كنار للإتصالات
الهيئة القومية للإتصالات
بشائر للإتصالات..
اشراف كوم للإتصالات
سيدكو تيلكيوم..(ثريا)..

و اصبحت صناعة الإتصالات تنحو وجهة التخصص الدقيق..و اكثرها فعالية و في نفس الوقت اصغرها حجما هو الموبايل..فاصبح الموبايل اداة للتحكم و تغيير المزاج الفردي..و بالتالي تأسيس ثقافة جديدة في طريقها للتبلور..و ان كانت ملامحمها اصبحت واضحة للغاية..
و بالطبع أي تحليل للظاهرة و ثقافتها لا يستطيع أن يتجاوز مسألة التاسيس تلك (تخطيط ، تنفيذ ، و الأثر المطلوب احداثه كتغيير اجتماعي..)
كبر


Post: #12
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: قرشى محمد عبدون
Date: 05-29-2012, 02:50 PM
Parent: #11

أستاذ كبر وضيوفه..سلام

Quote:
فالثقافة زوايا عديدة..يدخلها المهني ..الطالب.. المنظر..السياسي.. الأخلاقي.. الخ..و كلهم سيقدمون تصور قد يفيد كثيرا في رسم الصورة النهائية أو شبه النهائية..


الموضوع دا فعلا جميل وزواياه متعددة ..من الوهلة الاولى الواحد بفتكر إنو ممكن يعلق مباشرة
عن موضوع الموبايل لكن فى الحقيقة الموضوع دا واسع شديد
انت طبعا حددت الموبايل وخصيت السودان فقط لكن المشكلة إنو جهاز الموبايل
جهاز بقى عالمى وعلى حسب منظراتية التكنولوجيا الموبايل بيعتبر الاقوى والاكثر تاثيرا على المجتمع
اكتر من الانترنت وتوابعه..لكن الماقدرت افهمو هل انت تتحسر على تباطؤ اللغة والمصطلحات والتعريب
والاستهلاك أم على الحتمية التكنولوجية و على دور التكنولوجيا فى ظل ظل الانظمة الديكتاتورى وكيفية
توظيفها للقمع والتحكم على المجتمع..بالنسبة للغة شوف مثلا مجتمع الاطباء السودانيين (يا دكتورقرشى ماتزعل :) )
بستخدمو مصطلحات عجيبة جدا
زى الهواويس House officers ..ويقولو ليك الزول دا لسع (جى بى) General probationer ..
او زى الزول دا شغال (اوبس) OBS - obstetrician وحاجات كتيرة زى دى
هسع المشكلة دى مشكلة منو ؟ الاطباء ام المجتمع المتخلف


Quote:
و اصبحت صناعة الإتصالات تنحو وجهة التخصص الدقيق..و اكثرها فعالية و في نفس الوقت
اصغرها حجما هو الموبايل..فاصبح الموبايل اداة للتحكم و تغيير المزاج الفردي..و بالتالي
تأسيس ثقافة جديدة في طريقها للتبلور..و ان كانت ملامحمها اصبحت واضحة للغاية..
و بالطبع أي تحليل للظاهرة و ثقافتها لا يستطيع أن يتجاوز مسألة التاسيس تلك (تخطيط ، تنفيذ ، و الأثر المطلوب احداثه كتغيير اجتماعي..)



بالنسبة للتكنولوجيا السؤال هو هل التكنولوجيا هى التى تقود التأريخ ؟ هل التكنولوجيا حتمية ؟
طبعا يا استاذ كبر فى فلاسفة بارزين زى ناس مارشال مكلوان ووليم ريموند وكثر و جدل كثيف
فى التكنولوجيا والاعلام والمجتمع..طبعا عبارة مكلوان المثيرة هى
(The medium is the massage) وهو طبعا يعتقد ان مثلا الموبايل ذاتو فى عضمو هو الرسالة
بغض النظر عن المحتوى ..هو فى زمنو طبعا كان بقصد التلفزيون تقريبا
وفلسفتو اصلا قائمة على إنو التكنولوجيا هى التى تبنى وتعيد بناء كيف انو البشرية تسعى
لانشطتها اليومية فى مجتمعاتها المتشكلة على حسب التكنولوجيا المتوافرة او المتاحة

وايضا على حسب ما قرأت الامريكان والاوربيين فى القرن التاسع عشر
جسو باقى العالم كلو على حسب الالة العندهم وقسمو العالم يا برابرة يا متحضريين
وانو الالة هى الخلتهم امريكان وخلتهم مختلفين عن باقى العالم

المهم كدى خلونا نقلب الموبايل دا على السياق السودانى يمكن نصل لخلاصات
ونقول مع مكلوان : ان التكنولوجيا عديمة القيمة مالم نمنحها معان ثقافية

فتحت قبل فترة موضوع قريب من دا عن الانترنت والتكنولوجيا
لكن كلام الصغار ما بنسمع فى المنبر دا :)

تسلم يا استاذ ونشارك تانى لو فى فرقة

Post: #13
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 03:55 AM
Parent: #12



قرشي..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور من هنا..و نتمنى ان تساعدك الظروف..و تجادعنا شوية شوية..

نعم اتفق معك أن الظاهرة اصبحت ظاهرة كونية ، و ان المجتمع السوداني مثله و مثل مجتمعات كثيرة اختصر المسافات و المحطات : التلفزيون ، الفيديو، الميديا الكبيرة حجما و اثرا..الخ..و لكن الظاهرة لم تخضع بعد للتحليل و محاولة فهمها..و بالتالي توظيفها بصورة تعود بالفائدة للجميع..فهذا مجرد حجر صغير في البركة الراكدة..

ابدا ليس هناك تحسر على شئ البتة..ولا استحسان..و انما هي محاولة يائسة لفهم ظاهرة احدثت اثرها و سوف تحدث اثر اكبر..فهنا نحاول ان نستخدم الوصف للظاهرة و لأثارها..لأننا نزعم أن واحدة من اشكالات السودان (خصوصا في السابق) ان الناس لا تعرف بعضها البعض..و اليوم يمكن ان نمد البساط قليلا و نقول الناس لا تعرف المجتمع الذي تتحرك فيه ، خصوصا من يدعى انه يريد أن يغير في السودان..فالتغيير امر مهم للغاية..و سواءا سعى فرد لإحداثه بالقوة أو ترك للزمن لكي يحدثه.. فهو سوف يحدث ..

لا استطيع ان اجزم الآن بحتمية التكنولوجيا (فهذا حديث يحتاج اثباتات كثيرة و مقاربات اكثر)..اما التكنولوجيا في ظل الحكومات (سواءا كانت ديكتاتورية أو ديموقراطية) فهي قد اصبحت تلعب دورا كبيرا للغاية.. الديكتاتور يستخدمها في التدجين..و الديموقراطي يستخدمها في التدجين..و الكل يسعى لتحقيق اثار مضبوطة الصياغة و معلومة الأدوات و النتائج..

بالنسبة للمصطلحات.. اتفق معك أن اي وسط (اطباء ، محامون ، مهندسون ، ناس كورة ، فنانين ، طلاب.. الخ)..دوما ما يخلق ثقافة مفرداته الخاصة و يعمل على شيوعها.. لكن هذه الظاهرة تظل محدودة للغاية في اثرها وفي نطاقها الذي تعمل فيه..و هنا يأتي الفرق.. فالموبايل يستخدمه الدكتور/ة ، ست الشاي ، الحنانة ، المشاط/ة ، التاجر/ة ، المحامي/ة ، المهندس/ة ، الطالب/ة ، القاعد/ة في البيت..و هنا اتسع النطاق و الأثر..و هو ما اخذ يشكل ملامح ثقافة شعبية كبيرة (قد تتميز بالعالمية حتى)..

فعلا الكندي مارشال كانت له مقاربات (ظنها البعض نبوءات و تحقق البعض منها)..و هو الذي تنسب اليه فكرة (العالم سيصبح قرية)..فقط هو يتحدث عن ثقافة و اعادة انتاجها ، و ذلك لمقارباته للمجتمع ما بعد الصناعي في نورث امريكا و اوربا..اما الواقع السوداني فلم تكن لنا ثقافة حتى نعيد انتاجها (وفقا لمبادئ علاقة الإنتاج كما قال بها ماركس)..و انما هناك ثقافة جديدة تريد أن تفرض نفسها و تجد لها موقع..

الخوف يا قرشي كلام مارشال ينعكس (اب سايد داون) في السودان ، لأن التكنولوجيا هي التي تخلق ثقافتها..و هنا سوف نحتاج شغل كتير عشان نعطي التكنولوجيا قيمة ثقافية من عندنا (يعني تدجين التكنولوجيا لصالح ثقافتنا)..
مثل هذه المواضيع قد لا تجد القبول الآن .زببساطة لأنها غير مفكر فيها.. العالم كلها..
Well Connected
و مستمتعة للطيس بالكونكشن (بحسب جيل دولوز)
لكن لا يمنع هذا من المعاينة و التذكير بين الفينة و الأخرى..و المسالة ما يتخيل لي مرتبطة بالعمر ..و ما تسمع الفصاحة دي يا قرشي.. انا القدامك ده لا املك موبايل..ولا رغبة لي املك موبايل.. لأنو لو حدث هذا فلن استطيع ان اكون محايد (طبعا اليومين ديل بعض العباقرة اكتشف صدفة حيادنا في جامعة الخرطوم ، و عامل فيها اكتشف اعظم اكتشاف و قاعد يبتزانا بيهو.. اها عشان ديل و الزيهم..بنحاول نشوف المجتمع و الواقع..عشان نقدر نقدم ليهم حاجة تنفعهم) تجاه الظواهر..لأنني ببساطة بكون فقدة الإرادة الحرة المعتبرة..

و نشوفك دوما يا قرشي..

كبر

Post: #14
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 04:02 AM
Parent: #13


الزمن ، الخصوصية ، و الإقتصاد:


في موقع شبكة الشروق (15مايو2012)..و انا اقرأ اخبار السودان ، وجدت خبر عن وزارة الإتصالات و تقانة المعلومات ، حيث افاد الوزير المسئول أن في السودان اثنين و عشرين مليون مشترك في الهاتف السيار..!!!

و لا يعني هذا الخبر ان اثنين وعشرين مليون من سكان السودان يمتلكون موبايل او خدمات اتصال..و انما الواقع يؤكد ان الفرد الواحد قد يمتلك اكثر من اشتراك في خدمة الموبايل..و مهما يكن عدد الأفراد الحقيقي الذين يملكون موبايل ، الإ ان هذا العدد كافي لخلق ثقافته و احداث التأثيرات اللازمة لهذه الثقافة.. في تقرير اعدته شركة اريكسون شريك زين السودان (2009)* أن من بعض المظاهر التي صاحبت وجود الموبايل في الحياة السودانية.. سهولة الإتصال لأعمال تجارية.. سهولة الإتصال لمساءل اجتماعية..و ان هناك تمييز واضح بين الفئات العمرية و تعاملها مع الموبايل..الشباب يسعى لمواكبة الموضة و التحدث عن التكنولوجيا في ذات نفسها.. متقدمي السن يرون ان هناك جنون جماعي في المجتمع و ان كل احد اخذ يحدث نفسه..و في نفس الوقت يدركون أن الموبايل اصبح اداة متابعة للإطفال..يعني الطالبة التي تذهب الى الجامعة يمكن ان تكون على حالة اتصال دائمة باسرتها و توضح اين هي الآن و ماذا تحتاج..الشباب يتبارى في حيازة اخر الصيحات في الصناعة..و اخر الصيحات في الخدمات الميسرة..و اصبحت البدائل متعددة و متوفرة..سواء كان ذلك على اساس نوع الخدمة المقدمة أو على اساس الزمن للخدمة ( فالزمن مهم للغاية.. شركة تمنح زمن اطول بسعر اقل..و هكذا)..و من نقطة الزمن..ذكرت الدراسة أن السودانيين تغير مفهمومهم للزمن..و هذا التغيير لأن الزمن اصبح جزء من السلعة..زمان كان الحضور في المواعيد قد يكون مشكلة كبيرة لغالبية السودانيين و السودانيات..و ذلك في تقديرنا لأنه لم يكن هناك باعث قوي يجعلنا نحترم الزمن و نقدر قيمته..و هذه الوضعية اختلفت في زمن الموبايل لسبب بسيط لأننا اصبحنا ندفع المال لشراء الزمن (خدمة الإتصال التي تقوم على اصغر وحدة زمنية: الثانية)..و بالتالي ، دون ان نشعر ، اصبحنا ندرك قيمة الزمن..

كبر



* Economic Impact of Mobile Communications in Sudan (2009


]http://www.ericsson.com/res/thecompany/docs/s..._economic_report.pdf

Post: #15
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 04:05 AM
Parent: #14



من المسائل التي اشارت لها الدراسة المذكورة.. انه قد نمت حساسية عالية تجاه الخصوصية و مفهومها..في السابق الخصوصية عندنا كانت تنحصر في بيتك .. مكتبك.. معملك..زنزانتك..الخ..و لكن في حضور الموبايل.. اصبحت الخصوصية ترتبط ارتباط مباشر بموبايلك..حينما تتحدث دون ان تشعر تجد نفسك ابتعدت قليلا عن الناس بحثا عن مكان اكثر هدوءا وحماية من تطفل الأخرين حتى لا يسمعوا حديثك..بالمقابل..احيانا تجد نفسك دون ان تشعر تتحرك بعيدا حتى تتيح لمستخدم الموبايل قليلا من البراح..و هذه اشارة رمزية انك لا ترغب في التطفل على خصوصية الناس..

ذكرنا عرضا في بداية الكلام أن الجوابات اختفت.. خصوصا الجوابات الحميمة التي تفصح عن مشاعر من يكتبها (رجلا أو امرأة)..فالجواب كان في السابق يحتاج الى هدوء و مكان خاص جدا لسكب النبضات فيه..و التصحيح و التحرير المستمر حتى تخرج الكلمات بالصورة المطلوبة..و هنا نذكر ظاهرة كان يتحدث عنها طلاب و طالبات مؤتمر الطلاب المستقلين في تنظيراتهم و تحليلاتهم الثقافية..حيث توقفوا في عبارة صغيرة مفتاحية تكتب كثيرا في الجوابات (اذا دار محور سؤالكم عنا فنحن بخير لا ينقصنا شيئا سوى عدم مشاهدتكم المرضية)..و بالرغم ان تلك المجموعة كانت تتندر من التركيب الخاطئ للجملة و اصرار الناس على تكرارها بالرغم من وجود الخطأ التركيبي الواضح.. ألإ ان المجموعة اخذت التحليل خطوة اعمق.. حيث ذهبت الى أنه ليس صدفة ان يتحدث جيل سوداني كامل بنفس الطريقة..و يفكر بنفس الطريقة..و ان تيسر للأصدقاء و الصديقات من اهل مؤتمر الطلاب المستقلين اليوم فرضة لمعاينة الواقع الثقافي سيجدون الكثير الكثير الذي يتطلب تفكير..فالجواب الآن اصبح شبه معدوم الوجود..و قد تكاد خدمات البريد منحصرة فقط في الخطابات الحكومية الرسمية او التعامل بين الشركات..و لكن على المستوى الشعبي..فقد اصبحت الرسائل اقصر كثيرا..لا تتعدى السطر او السطرين..و ان كتب مثل (الرسائل العصرية ، زهرة الأغاني ، ) اصبحت معدومة تماما..و بلغ الأمر الحد الذي يمكن أن ترسل فيه الإغنية متكاملة (كلمة ، لحن ، اداء ، صورة..الخ).. اما فيما يتصل بالخصوصية..فاصبح الأمر اكثر مباشرة..مثلا بدل ان تسكب عبارات كثيرة و تطنب اطنابا مبالغا فيه..تجد نفسك محصور في كلمات محددة..و السبب يبدو واضحا للغاية.. فالجواب التقليدي لا يكلفك سوي ورقة تقلعها من احد الكراسات و طابعة بريد قليلة الثمن..اما في عهد الموابل.. فانت تدفع لكل كلمة تكتبها في رسالة قصيرة ..SMS
.. و بالتالي كلما اسهبت و اطنبت يعني هذا انك سوف تدفع اكثر..
اضافة للإحساس بقيمة الزمن سواءا من جانبك او من جانب الطرف المتلقي..لاحظ في الزمن السابق الجواب لا يكلف المتلقي شئ اطلاقا (خصوصا في ناحية المال)..و اليوم اصبح الجواب يكلف المرسل و المتلقي معا..

كبر


Post: #16
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 04:11 AM
Parent: #15



في زمن الموبايل.. اصبحت رسائل الحب و الشوق (ان وجد)..لا تحتاج الإنزواء المادي وراء الأستار..و انتظار الجميع الإبتعاد حتى تجد الفرصة لتعبر عن ذاتك..و انما الأمر يحتاج فقط ان تدي الناس ضهرك..و تكتب و تستقبل ما تشاء من رسائل حب..و هنا التعبير عن الذات اخذ مناحي جديدة قد تصل حد كسر القيم التقليدية و قيودها في مسألة الإفصاح عن الذات بصورة حميمة..و انكسر حاجز الخوف تجاه التقاليد..و في ادق التفاصيل الحميمة..و المسالة لم تعد مرتبطة بحيز جغرافي محدود (كالمدينة الواحدة مثلا) و انما حيز بقدرما تستطيع أن تدفع مقابل الخدمة (محلية اقليمية ، دولية)..

اذن هي ثلاثة مفاهيم ثقافية تغييرت: الزمن ، الخصوصية و الإقتصاد في الكلام (لأنك ح تدفع فيجب ان تقتصد في كلامك)..

ظاهرة الإقتصاد في الكلام..اخذت تتبدى في حقول اخرى.. مثلا منتديات النقاش السودانية على الشبكة العنكوبتية..فهنا يلاحظ ان الغالبية تسعى للإختصار في كلامها (تكتب: كلمة ، سطر.. بالكثير فقرة)..و في نفس الوقت هناك ضيق كبير تجاه الكتابة الطويلة (ظاهرة الإسهاب التقليدية)..و كثيرا ما تجلى الصراع بين رؤيتين تجاه هذا الأمر: رؤية تقليدية ترى أن الإسهاب مسألة مهمة و مفيدة لعرض الفكرة بصورة اوضح و اوسع..و رؤية ترى أن الإسهاب يجعل الفرد يشعر بالملل و يفقد القدرة على متابعة الموضوع..

فالشخص الذي يضيق بالإسهاب لم يتوصل لهذا الضيق جزافا ، و انما هناك ماكينة اكبر منه و من قدرته فرضت عليه ان يسير بصورة معينة (طبعا لخدمة اجندة قد لا يدركها مثل هذا الفرد)..و من عمل الماكينة هي خلق الإتصال على اسس سريعة ، فعالة ، قصيرة مقتصدة ، و مدفوعة الثمن..!!!
في نفس الوقت هناك عوامل سيكولوجية ملازمة لمسألة الإقتصاد في الكلام..الكتابة التقليدية و القراة التقليدية كانتا تتميزان بالتعالي (نعم التعالي)..و كل منهما تحتاج خصوصية في الوقت..في المكان .. في الزمان..و في المزاج..و في زمن الموبايل الخصوصية قد تغيرت كثيرا..و بالتالي الكتابة و القراءة نفسها ما عادت تحتاج الى نفس الخصوصية التقليدية.. يعني انت تقرأ موضوع في سودانيز اونلاين..و في نفس الوقت يمكنك ان تستقبل رسائل قصيرة و مكالمات عبر الموبايل..بعضها قد يشكل اولوية اكبر من مسألة المتابعة و الكتابة و القراءة..و بعضها قد يكون مزعجا (تطفل مثلا)..فمثل هذا الفرد..و مثل هذا المزاج.. تجده يميل اكثر الى الإقتصاد في الكلام و في التلقي حتى..و كل ذلك يقوم على فكرة أنه تمت برمجته بصورة معينة..خصوصا مسألة أن تدفع للكلام الذي تقوله..

فحينما يختصر احدهم جملة مفيدة كاملة (اعمل لي مس كول)..في كلمة (مسكلني)..فهذا الفرد حدثت ازحات كثيرة في حياته و مزاجه و طريقة تفكيره و فرضت عليه المواكبة الثقافية و التكنولوجية..و بالتالي دون ان يشعر يجد نفسه مفروضا عليه احترام قيمة الزمن ، الخصوصية ، و الإقتصاد في الكلام..و مثل هذه الأمور لا يتم احترامها بارادة حرة..وانما هي ارادة مكبلة بدفع الثمن و هو المال..!!

مثل، هذا هو تحول ثقافي في المفهوم و في التعامل مع المفهوم على ارض الواقع..

كبر

Post: #17
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Abutalib Elgorashi
Date: 05-30-2012, 09:15 AM
Parent: #16

بوست مفيد ومتابعين

شايف القرشيين كتروا عليك

Post: #18
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: jafar hashim
Date: 05-30-2012, 12:26 PM
Parent: #17

الأخ كبر .. تحية طيبة
من ملاحظاتي عن تأثير الموبايل وسرعة انتشاره ولنأخذ الخرطوم مثلاً كما قلت باعتبارها المرآة التي تعكس الحال:
في نهاية التسعينات وفي 2000 و2001 كان من يحمل موبايل يعتبر شخص متميز ويشار له بالبنان ويقال عنه " فلان عندو موبايل" ولما واحد في الحافلة موبايلو يضرب الحافلة كلها تسمع وصاحبنا يطلع الموبايل بنبسط باعتبارو الوحيد العندو موبايل...
تلف الأيام وتدور....
في 2002 و2003 أصبح 90% من الناس عندهم موبايل..
ولما تكون في الحافلة وتسمع نغمة النوكيا ((ترلم ترللم ترللم))) تلاحظ الركاب كلهم قعدو يدخلوا يديهم في جيوبهم بحثاً عن الموبايل .. كل واحد متخيل موبايلو ضرب..

ملاحظة تانية برضو من تأثير الموبايل والتكنولوجيا
زميلنا ذو اليد كان عمل حملة للضغط على إحدى الشركات واظنها زين دي ذاااتها... وكان السبب سعر المحادثات بالثانية ... زميل آخر بالمنبر شغال في الشرككة دي قال ليهو (انت خسرت الشركة حوالي عشر مليون) ما عارف جنيه والا دينار والا شنو كدا بالقديم والا الجديد ما عارف.. المهم عشر مليون (لمن أراد التأكد الرجوع لبوستات ذو اليد).

أخيراً سؤال واستفسار برئ يخطر على البال : في زمن تسعير النظر والسمع والاعلانات البصرية والسمعية والدعايات: هل البوست دا والريبورت الدراسة التي تفضلت بنشرها وإشراكنا فيها ، مع ما فيها من فوائد ومعلومات مهمة كثيرة ، هل هذا بمقابل وأخونا شغال في الشركة وعامل دعاية مجانية أم الحكاية لله في لله؟؟؟

Post: #19
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 07:24 PM
Parent: #18

ابوطالب القرشي..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور من هنا..و مرحب بكل القرشيين في المنبر..

كبر

Post: #20
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 07:33 PM
Parent: #19


جعفر..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور من هنا..
مثل هذه الملاحظات هي التي نحتاج رصدها و تثبيتها..و نحن نتحرك في حقل سيوسيولوجيا الثقافة حتى تكون نقاط تساعد الباحثين و الباحثات..و نحتاج جهد الجميع: ناس الإقتصاد ، السيكولوجيا ، السيكولوجيا الإجتماعية ، الثقافة ، السيوسيولوجيا ، الأخلاق ..الخ..

في سنة 2005 سافرت زوجتي و معها البنيات الى السودان..و حينما عادت اخذت تحدثني عن طرائف كنت اظنها مثل الحلم او الفيلم أو الخيال حتى.. فحكت لي عن الفرد الذي يجلس في مقدمة الحافلة و يتصل على اخر يجلس في نهاية الحافلة ويقول له ما تدفع يا فلان و انا دفعت ليك..!
و لأنها كانت تريد ان تتصل باسرتي في الأقاليم (هي من ناس العاصمة طبعا) كانت تبحث عن موبايل يوفر لها هذه الخدمة..و اشترت واحد (كان يسمى الطوبة)..وواجهت نقد من بنات و اولاد الأسرة..و منهم من يقول لها ..دي فضيحة تشيلي ليك موبايل زي ده قدام الناس (لاحظ مفهوم الفضيحة ذاتو تغير كيف؟!!)..و كانت اول سؤال واجهته و هي قادمة من كندا: موبايلك وين يا خالتو..!!!

طبعا هي زولة كانت متوقعة اسئلة من شكل اخر: شنو الممكن تساعدي بيهو في تحسين دخل الأسر؟..و هي كانت بتفكر تشتري كم مكنة خياطة لأخواتها..ولا عربية حافلة في خط مواصلات عام.. عشان الناس تشتغل و تعمل دخل و ترفع عليها شوية من حكاية المراسيل..و الفكرة دي جات لأنو لمن مرقنا من السودان كان عندنا ناس كتيرة (من الأسرتين) مشت الخليج..و كنا بنشوف الناس لمن ترجع..يعني بتجيب هدايا و بتدفع قروش..و دي حكاية كنا بنتخيل انها مدعاة للكسل.. لأن الأفضل ان تجمع المصاريف و يتعمل بيها مشروع صغير لتحسين الدخل بدل الصرف الإستهلاكي العابر..
فحينما وصلت اكتشفت ان الناس مفاهيمها اتغيرت خالص..و حست هي بالحرج..و قامت عملت تخريجة طريفة..و قالت لناس الأسرة: في كندا الزول العندو موبايل هو زول مشرد و ما عندو عنوان ثابت.. لأن اي زول في كندا لازم يكون عندك عنوان ثابت (بيت) و تلفون ثابت..عشان تعرف تقضي امورك..
في الدلنج..كانت تحدثني عن خدمة التاكسي التي تشبه خدمة كندا..و هي عسكا لخدمات التاكسي في مدن السودان مثل الخرطوم ، مدني ، الأبيض ، كوستى.. لازم تضرب تلفون لسائق التاكسي عشان يجيك و يوصلك..طبعا في الخرطوم مثلا..بتقيف في الشارع و اول تاكسي عابر بتأشر ليهو و بيقوم يقيف ليك..
اهلي رعاوية بقر في غرب كردفان..و مرة اتصلت على الفريق..و اسال عن اخبار الناس..اها قريبي اسمو جبارة.. سالت وين جبارة.. الجماعة قالوا لي جبارة الليلة سارح مع البقر لكن ياهو رقم الموبايل بتاعو و ممكن تتصل عليهو..و فعلا اتصلت..و الراجل كان في الفلاة مع البقر..

مثل هذه الظواهر و غيرها كثر هي التي جعلتني افكر باستمرار عن اثر الموبايل في حياة الناس هناك..و مؤكد من كل انحاء السودان هناك طرائف يمكن أن تجمع و من خلالها يتم تبيان ملامح الثقافة التي بدأت تتشكل..

بالطبع التحليل لازال في بداياته..و هناك ارتباطات كبيرة محتاجة التوضيح.. يعني ابسط حاجة الموبايل تكنلوجيا..و التكنولوجيا ابسط حاجة (في التعامل معها و بها) يحتاج الى تعليم على الأقل مستوى محو الأمية..و هناك البعض معنا هنا في الغربة لا يستطيع ان يتصور ان في السودان توسع في التعليم العالي و اصبحت في السودان جامعات كثيرة..و بالنسبة لنا (فيما يختص بالتحليل هنا) مثل هذه الجامعات هي رصيد الإستهلاك المحتمل لخدمات الإتصال..
في الغرب (نورث امريكا مثلا)..الحاجات بتكون ماشة بالترتيب..تلفون..تلفزيون ..فيديو..العاب فيديو..ميديا ضخمة..لغاية الأسمارت فون ..ووصل الأمر ان الفرد يمكن ان يكون شايل ليهو موبايل..و ممكن يتصل على النت.. على حسابك في البنك.. ايداع في الحساب.. تحويل لحساب اخر..فالموبايل جمع الوسائل التقليدية السابقة (تلفون ، تلفزيون ، فيديو ، جريدة..الخ) في جهاز صغير يمكن ان تحمله في جيبك..و كلها امور يعتقد فيها تسهيل حياة الفرد..اما في السودان فحدث الإختزال للمسافات و المحطات.. شخص لم يسمع بالتلفزيون في طيلة حياته..و لكن يملك موبايل..

نواصل..

كبر


Post: #21
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 05-30-2012, 07:40 PM
Parent: #20



بالنسبة لملاحظتك عن تجربة اخونا ذو اليد سليمان..و اقولها لك صراحة.. قرأت البوستات..ولم اكن اعرف عنها الكثير(طريقة النقاش و المواضيع التي يتناقش فيها الناس)..و قد يكون هناك مثلي اناس كثر استغلق عليهم مثل ذلك الرطين..لأنو الحديث يتحدث عن تفاصيل دقيقة في واقع قد لا تعرف عنه الكثير (و هذا واحد من اسباب فتح هذا الخيط)..و لكن بصورة عامة يمكن ان نستخلص ما حدث من تغيير في فهم الحقوق في ذات نفسها..فبينما نحن نتحدث عن خطوط عامة : ديموقراطية..مشاركة سياسية..حقوق اساسية ..حريات عامة..حق الملكية.. البعض الآخر يتحدث عن حقوق مثل الخدمات الميسرة بصورة عادلة..فهناك فرد يرى ان حساب الزمن في الإتصالات يجب ان يكون بالدقيقة..و اخر يرى ان الثانية افضل..و كل منهما يقدم مبررات لدعم نقاشه..اضافة لذلك..هناك نقطة مهمة في دخول الأخ الذي قال ان الشركة خسرت عشرات الملايين..فالمسالة كما اراها لا تنحصر في الخسارة و الربح..و انما في ماكينة اكبر..و اليوم لو راجعت القوانين و التشريعات المنظمة لصناعة الإتصالات في السودان ستجد أن هذه الأمور المشارك الأساسي فيها هو مقدم الخدمة (التاجر)..و بالتأكيد مثل هذا الطرف هو الذي يفرض على الدولة صياغة قوانين و تشريعات و لوائح تخدم مصالحه..في نفس الوقت اخونا المواطن (ذو اليد مثلا) بيكون مكشوف الضهر..و ليس هناك ما يحميه..و مؤكد بعد شوية ح تظهر جماعات ضغط من المواطنين و تطالب بالتعديل في التشريعات لما يفيد مصالح المواطن..!

و اليوم لو كنت سياسي و داير اقدم خطاب ناجح..لازم اجيب لي ناس بتفهم في الإتصالات..و تصيغ لي اجندة تتعلق بالإتصالات.. ببساطة لأن الخدمة منتشرة في السودان..و اصبحت جزء من حياة الناس..و هسع ده خلي واحد سياسي يقوم يعمل ليهو شعار: لو استلمت الحكومة..حساب الزمن في الموبايل يكون دقيتين.. يعني تدفع على هذا الأساس كحد ادني..و بالتالي ممكن تدي الناس فسحة دقيقة و نص مجانا..مش جايز تاني يوم لو مرقت مظاهرة.. أي زول او زولة عندو موبايل ممكن يمرق معاك.. لأنو عندو مصلحة مباشرة في التغيير..!!!!

سؤالك جميل للغاية يا جعفر و مهم جدا..و بيساعدنا نربط التفكير مع بعض..و الناس تفكر معانا..دراسة اركسون/زين..اشرت لها و اثبت مرجعها هنا و ذلك لتثبيت نقاط معينة..فقبل الدراسة عملت مراجعة لكل اسامي الشركات التي تعمل في صناعة الإتصالات في السودان..و قريت مواقع الكثير منها.. فالملاحظة أن الكلام عن الإتصالات وصياغة خطاب عام عنها في المجتمع السوداني..حتى الأن يأتي من مصدرين: مصدر الحكومة (طبعا عندها اجندة انها حققت تنمية و اعمال ملموسة)..ومصدر الشركات نفسها (التاجر)..و هذه خطابها يتركز في المظاهر الإيجابية ولا تنسى ان تسوق نفسها لإقناع المواطن بان الإتصالات اصبحت مهمة مثل لقمة العيش.. اما خطاب المستهلك و رؤيته فهذه غائبة تماما.. و كذا الأثار السلبية لصناعة الإتصالات (مشاكل صحية ، مشاكل اجتماعية ، مشاكل اخلاقية ، مشاكل اقتصادية..و اهم مشكلة هي ادمان الموبايل في ذات نفسو) فمثل هذه الأمور لا يتحدث عنها من يريد التسويق لأموره (سواءا حكومة أو شركات)..

النقطة الثانية.. اركسون دي يتخيل لي شركة امريكية و الشركات الأمريكية كما تعلم ممنوعة تعمل بزنس في السودان و مافي طريقة الإ تدخل عن طريق شريك..و لو ملاحظ التقرير اشار لوضع الإعتبار لمسائل حقوق الإنسان في السودان.. لأن الشركات الأمريكية ممنوعة من العمل في السودان على اساس انتهاكات حقوق الإنسان في السودان..!!

و الخيط يا صديقي ليس لله في لله..و انما هو من اجل خلق اهتمام بثقافة الموبايل..و نقف فيه بجانب المواطن (المستهلك)..فالفكرة تعليمية..و سوف اكون فرحان للغاية لو من مداخل و تفاكير هذا البوست مرقت فكرة تلهم جماعة سودانية تقوم تعمل ليها لوبي لحماية مستخدمي الموبايل..او توسيع نطاق جمعية حماية المستهلك (دي لغاية الليلة الإستهلاك عندها منحصر في الخبز و اللحمة و البنزين..و ناسية استهلاك الموبايل الذي يكلف الكثير و من جيوب الجميع..غني و فقير)..
لم تدفع لي جهة لأقوم بهذا التحليل..و اظن ان اكثر من يرفض هذا الخيط هو شركات الإتصال و الهيئة القومية للإتصالات.. لأنو ح يخرب ليها الرصة شوية..و ده عندي اخير من اسقاط مدينة أو حكومة عدييل..!!!

و نشوفك يا جعفر..
كبر

Post: #22
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-01-2012, 09:27 PM
Parent: #21


تغلغل ثقافة الموبايل في المجتمع السوداني ، له مظاهر اخرى تتعدى الفرد و تشمل الجماعات. و هنا سوف نستعرض اربعة محاور : الموبايل و الحرب ، الموبايل و حقوق الإنسان ، الموبايل و الأدب ، و الموبايل و الجريمة.

كبر


Post: #23
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-01-2012, 09:29 PM
Parent: #22



الموبايل و الحرب:

المتابع لواقع السودان ، يلاحظ انه و على مدى الثلاثين سنة الماضية لم يخلو من حرب. فالحرب اصبحت واقعة لها اثارها العديدة ، سواءا كانت اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية ، او سياسية أو اخلاقية. و في ظل هذه الحروب الممتدة تطورت صناعة الإتصالات في السودان و التي انتجت الموبايل ليكون اداة لصيقة بالفرد السوداني. في الشبكة العنكبوتية يلاحظ المرء أن هناك جهات كثيرة تصدر بيانات و بلاغات عسكرية بين الفينة و الأخرى ، خصوصا اهل الحركات المسلحة في دارفور ، و يلاحظ في نهاية كل بيان يكتب اسم الشخص المسئول و رقم موبايل و اشارة الى نوع الموبايل (غالبا ثريا). فهذه الإشارة تفيد أن اهل الحركات المسلحة يتصلون على بعضهم البعض عن طريق الموبايل ، و في نفس الوقت يتصلون على اسرهم عن طريق الموبايل..و لكن السؤال الذي يطرأ : كيف يتم تنظيم مثل هذه الخدمة؟.. فالفرضية الأولية تقول بأن أي جهاز موبايل فيه شريحة صغيرة تحمل المعلومات الأولية للمالك أو المستخدم ، و في نفس الوقت أي خدمة موبايل تشترط وجود طرفين: بائع جهاز و خدمة (شركة/شركات) و مشتري (مالك/ مستخدم). فالسؤال هنا: هل يدفع اهل الحركات المسلحة رسوم خدمة الإتصال للشركات المشغلة مباشرة؟ هل يتم ذلك عن طريق وسيط؟ كيف تتحصل الشركات المشغلة على رسوم مثل هذه الخدمات؟..الملاحظة الثانية ، ان المشغل الذي تستخدمه الحكومة قد يكون هو نفس المشغل الذي تستخدمه الحركات المسلحة..

و ان كانت بعض شركات الإتصال (خصوصا بعض المشغلين) تعلن انها تضع اعتبارات كثيرة لمسائل حقوق الإنسان في السودان ، فان البديهة الأساسية أن الحرب ظاهرة تضر بحقوق الإنسان و توفر اسباب كثيرة لإنتهاكات حقوق الإنسان ، فكيف تسنى الأمر لمثل هذه الشركات أن تثري من الحرب نظير استخدام خدماتها ، بمعنى اخر كيف تنسى لمثل هذه الشركات أن تثري من وجود ظواهر تتمظهر فيها انتهاكات حقوق الإنسان؟..هل يعني هذا ان مثل هذه الشركات تساهم في استمرار الحرب السودانية السودانية بطريقة أو بأخرى؟..

كبر


Post: #24
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-01-2012, 09:36 PM
Parent: #23



الموبايل و حقوق الإنسان:

و ان كان الموبايل يشكل حضورا سلبيا في المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان (عن طريق الحرب السودانية السودانية) الإ انه ايضا يشكل حضورا ايجابيا في المساهمة في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان و بالتالي خلق رقابة شعبية كبيرة و رأي عام سوداني يتفاعل مع الأحداث لحظة بلحظة..و الشواهد كثيرة التي توضح استخدام الموبايل في تصوير حدث يشكل انتهاك من انتهاكات حقوق الإنسان التي تحتاج المعالجة الفورية.. مثلا الفيديو الشهير الذي نشر في اليوتوب و فيه عملية جلد قضائي لمحكومة (فتاة الكبجاب). فالموبايل ساهم مساهمة كبيرة في وضع هذه القضية امام المشهد العام سواءا كان محلي او اقليمي او دولي..

و ايضا من المظاهر الأخرى ، أن الموبايل منح مساحة كبيرة لحرية التعبير الشعبية.. و شاهدنا كثيرا فيديوهات تتحدث فيها بعض الضحايا عن الإنتهاكات التي طالتها..مثل قضية الفنانة التشكلية صفية محمد اسحق ، شهادات بعض من متظاهري و متظاهرات يناير..و غيرها من الشهادات التي يدلي بها الكثير من الناشطين و الناشطات..

مثل هذه الإستخدامات للموبايل بالتأكيد هي مساءل ايجابية في خلق المراقبة الشعبية تجاه اداء الحكومة و اجهزتها ، الإ ان هذه الإستخدامات تواجه بتحديات اخرى..مثلا جهاز الأمن الوطني السوداني ، صرف الكثير(سواءا من خزينة الدولة أو من الشركات المتبرعة بالتدريب) لتدريب افراده في التعامل مع مثل هذه الإستخدامات ، و اصبح فرد الأمن حينما يلقى القبض على ناشط أو ناشطة أو ل خطوة هي الإستجواب عن الموبايل و التدخل في سحب الذاكرة أو مراجعة صيحفة الإتصالات التي تمت أو الجهات التي يتصل بها مالك او مستخدم الموبايل..اضافة لذلك التدخل المباشر في سحب أي ادلة مصورة تحمل في طياتها الكشف لجريمة من جرائم انتهاكات حقوق الإنسان. و يلاحظ هنا ، انه و في كل الأحوال لا يتجرأ فرد من جهاز الأمن الوطني على الأضرار التي قد تصيب الشركات المنتجة و المشغلة..

و السؤال الذي يتبادر في مثل حالات القبض بواسطة جهاز الأمن على ناشط او ناشطة ..فكيف يكون الأمر مع شركة التشغيل؟.. بصورة اخرى.. اذا افترضنا أن المستخدم (الناشط/ة) لديه خط مباشر ثابت ، و يدفع على اساس الشهر..فهل الدفع يتأثر بالإنقطاع بسبب الإعتقال لأكثر من شهر مثلا؟..
و ان كانت فكرة حماية حقوق الإنسان تقوم على الكشف عن الإنتهاكات و اشهاد الراي العام عليها ، فاننا يمكن أن نقول أن ثقافة الموبايل و حضوره اللصيق في الواقع السوداني قد ساهم كثيرا في هذه الناحية ، و يمكن أن يكون اكثر فعالية ان اصبح الأمر ثقافة شعبية واسعة..

كبر


Post: #25
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-01-2012, 09:45 PM
Parent: #24

بعد فتح هذا الخيط..ثم فتح خيوط اخرى ذات صلة بالفكرة هنا..منها خيط الصديق انور دفع الله ..و خيط الصديق امبدة..و نرفقها هنا..حتى تساهم في خلق تصور متكامل عن ثقافة الموبايل..

هل أتاكم نبأ تيداكس خرطوم 2012 والتفكير الايجابي؟ Positive Thinking

تساءلت الصديقة رشا عن فكرة التويتر و انتشارها في السودان..
و تم فتح هذا الخيط بواسطة الصديق امبدة
مغردون سودانيون...Sudanese Tweeters

و دمتم..

كبر

Post: #26
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: عباس محمود
Date: 06-01-2012, 10:16 PM
Parent: #25

Kabar

لك التحية والسلام


سا بقا ايام عز السكة حديد في السودان قال احد الأدباء ( السكة حديد قصرت المسافات )


حاليا ممكن نقول ( الموبايل اختزل المسافات ) .

Post: #27
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-02-2012, 03:05 AM
Parent: #26

عباس..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور من هنا..

فعلا الموبايل اختزل حاجات كتيرة .. اهمها الزمن الحضاري (على قول دكتور بكري خليل)..
المسافات و القيم و الثقافة..و كلها يتم استبدالها باشياء جديدة.. و سرعة الإستجابة و التكييف..

كبر

Post: #28
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-02-2012, 03:09 AM
Parent: #27

واحدة من التجارب المؤثرة التي لعب فيها الموبايل دور كبير ..



كبر

Post: #29
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: Kabar
Date: 06-02-2012, 03:12 AM
Parent: #28



الموبايل و الأدب/الإبداع:


يلاحظ كثير من السودانيين و السودانيات ، أن شركات الإتصال في السودان (خصوصا المشغلين)..تحاول ان تكون قريبة من المجتمع و ذلك عبر مشاريع اجتماعية و صحية تظهر في شكل حملات تذهب الى الأحياء و القرى و المدن حتى. مثل هذه الأفعال الإجتماعية هي جيدة و طيبة و لكنها لا تخلو من كونها اعلان و دعاية للشركة المعنية. و المتابع لموقع شركات اتصال كسوداتل يلاحظ انها تسرد كثير من الأعمال التي قدمتها للمجتمع السوداني و هي مشاريع متنوعة بما فيها التبرع بست و ثلاثين مليون جنيه لإحتفالات حكومية (الحكومة السودانية مشارك في سوداتل).

لكن الأثر الأكبر تمثل في دخول شركات الإتصال في الأدب و الإبداع ، هنا تجدر الإشارة الى تظاهرتين : الأولى تبني شركة زين سودان لجائزة اسمتها جائزة الطيب صالح للإبداع ، و هي الجائزة التي شارك فيها الأديب دكتور بشرى الفاضل و اثار امر اشتراكه ما اثار من نقاشات. و التظاهرة الثانية هي ظاهرة تيداكس و التي تتبناها شركة..MTN
و فيها تتيح فرصة للخطابة و التعبير عن الذات..خصوصا للشباب من الجنسين الذين يحملون افكارا بناءة قد تساهم في تطوير المستقبل الى الأفضل..
مثل هذه المظاهر هي رسالة من شركات الإتصال للمجتمع و تريد من عبرها أن تقول انها تهتم باحداث التنمية و التحولات الإيجابية في المجتمع..و بالطبع عبرها تعلن عن نفسها و عن خدماتها و هي تتنافس في الدخول الى جيب المستهلك بطريقة أو بأخرى..
و لكن الخطورة الأوضح من مثل هذا التدخل في الأدب و الإبداع ، أن شرط الحرية انتفى تماما. فمعروف ان الأدب الحقيقي يقوم على حرية الكاتب في التفكير و الكتابة. و مثل هذا التدخل من قبل شركات الموبايل (الإتصالات طبعا) يريد ان يروج للأدب المرضي عنه ، و الرضا المقصود طبعا هو رضا الدولة و حكومتها..و بالتأكيد رضا الدولة قد يكلف المبدع تنازلات كثيرة اهمها تقييد حريته كمبدع..و يكلف المجتمع السوداني تجربة ادب و ابداع مدجنة للغاية..

كبر


Post: #30
Title: Re: الموبايل: ملاحظات عن التغيير الثقافي في السودان..
Author: حسن محمود
Date: 06-21-2012, 08:21 AM
Parent: #29

استاذنا / محمد كبر ... خالص التحايا والود

بوست ممتع و مميز .. من اجل التوثيق والمواكبة ..ارفد البوست بخبر ورد اليوم يحتوي على احصاء حديث وهام عن نسبة المشتركين بخدمة الموبايل بصحيفةالسوداني 21-6-2012م
..ولكن استغربت طلب هيئة الاتصالات من الشركات وقف الدقائق المجانية هل من حقها ذلك؟
ونتيجة لسياسات التقشف الاخيرة التى اتخذتها الحكومة تمت زيادة كبيرة على تعريفة المكالمات
وبالاضافة الى زيادة تعريفة المواصلات .. القصة كدة باظت ( ازمة مواصلات واتصالات) وفي البال دراسة وتوصيات الشركة الهولندية التي تحدثت عنها في مطلع البوست حول تحسين شبكةالمواصلات الداخلية. .
---

(72%) من السودانيين يستخدمون الموبايل
الخرطوم: سوسن محجوب
كشفت الهيئة القومية للاتصالات عن زيادة مستخدمي الهاتف السيار الى (72%) فيما بلغ عدد مستخدميه فى ولاية الخرطوم (100%) فيما بلغت وسط الفئة العمرية (15) سنة نسبة 67%.
وعزت الهيئة قرارها بمنع شركات الاتصالات من منح دقائق مجانية ليلا الى نتيجة دراسة قامت بها وسط شريحة كبيرة من الأسر السودانية؛ أكدت سلبية هذه الدقائق خاصة وسط الشباب والطلاب فى وقت كشفت فيه أن نحو (52) جنيها هي متوسط ما ينفقه الفرد في المكالمات شهريا.
وقالت مدير إدارة الدراسات والبحوث بالهيئة القومية للاتصالات علاء حمدى إن عددا من أولياء الأمور الذين شملهم البحث أبدوا تذمرا واضحا من الدقائق المجانية التى تمنحها عدد من شركات الاتصالات بعد الثانية عشرة ليلاً.
وأضافت فى مؤتمر صحفي للهيئة أمس خصص للحديث عن المسح القومي لحساب مؤشرات تكنلوجيا المعلومات أن المسح ستعلن نتيجته في أغسطس القادم وسيملك للجهات ذات الصلة حتى تتمكن من وضع الخطط والبرامج.