رمضـان في سسكتشوان:الآبـريه ولون زينب

مقاطعة سسكتشوان هي قلب ما يسمى بأرض البراري ، ذات السهول المخضرة، المنبسطة على مد البصر..لذلك نجد أن شعار المقاطعة هو" ارض السموات الحية" .."Land of Living Skies و يكتب على كا فة لوحات ارقام السيارات..
بها عدة مدن منها سسكتون ، برنس البرت ، سويفت كرنت ،موس جو ، وريجانيا وهي عاصمة المقاطعة..
طقس المقاطعة بارد جدا.. في موسم الجليد" اكتوبر ـ فبراير" تصل درجة الحرارة 45 تحت الصفر ..مئوي..حاليا 12 تحت الصفر..وليلها باهت ..في موسم الصيف يكون اشبه بلون المغربية في السودان..التوقيت عجيب جدا..في الشتاء تشرق الشمس عند التاسعة وتغيب عند الرابعة والنصف..اما في الصيف فتشرق عند الخامسة وتغيب عند العاشرة..وفي كل شهر من اشهر السنة هناك يوم اجازة..
تشتهر المقاطعة بانتاج القمح واليورانيوم والبترول..والسكان خليط من الاجناس..يعني لحم راس..اروبيون..اسيويون..افارقة..لاتين ..اضافة للسكان الاصليين "اهل الدار" وهم مجموعات من الCree ، وماتيهMete..وقليلا من الداكوتا..ومجملهم ما يعرفون بالهنود الحمر..
حكومة المقاطعة يسيطر عليها الديموقراطيون الجدد NDP ..وهي حكومة اشتراكية تقوم فلسفتها السياسية على دعم الخدمات الاساسية من نظام العلاج ، الصحة، التعليم العام ، التامين ، الاتصالات، الكهرباء ، الغاز ، الاسكان وغيرها من البنيات والخدمات..اضافة لتشجيع الهجرة..
الحياة المعيشية في المقاطعة رخيصة نوعا ما ، مقارنة بالحياة في امريكا الشمالية..لكن مستوى الدخل الشخصي منخفض نسبيا..وهناك نظام رعاية اجتماعية"social welfare" لدعم ذوي الحاجة..
مدينة ريجاينا، عاصمة المقاطعة، صغيرة ونظيفة وهادئة..تكون في مساحة الحاج يوسف..وعدد سكانها اقل من ميئتي الف نسمة..في وسطها بحيرة واسكانا..وهنالك مختلف الجاليات..والجالية السودانية قوامها 150 نسمة..وطبعا يقيم بالمدينة اربعة من اعضاء هذا المنتدى العامر..
من الأشياء الطريفة ان البلدية هي المسئولة من تزيين الشوارع في موسم الربيع والصيف..وذلك بوضع مزهريات ضخمة بها زهور طبيعية مختلفة الألوان والأشكال..وذات مرة ادهشني لون زهرة واجتهدت في تحديده واخيرا سألت المدام..فقالت ، مستهزئة من ضحالة معرفتي وثقافتي اللونية ، ده لون زينب يا ابو الشباب..
وفي سري قلت ..الحمد للـه الماقالت لي تركوازي..
البلدية هي مالكة بصات المواصلات الداخلية..ومرات تلقى البص من اول محطة لاخر محطة قايم على راكب واحد فقط..
من قوانين المقاطعة ، لا تباع الخمور والسجائر لمن هم اقل من 18 سنة..ولا يسمح بتعاطي الخمور او التدخين في الاماكن العامة ، المكاتب ، كافة دواوين الحكومة، البنوك ..الخ..بعض المطاعم تخصص جناح للتدخين ، لكن عددها في تناقص مستمر..
اذا ركب البص واحد سكران يقوم السائق بانزاله فورا..و تحارب الدعارة بصورة صارمة..والشرطة تقوم بمطاردة من يقومون بذلك..وتتراوح العقوبة بين سحب رخصة القيادة الى السجن..وفي حالة التكرار تصادر السيارة..وعلى قول اب حراز "قال شريعة قال"..
تخلو مدينة ريجاينا من اتنين:الحمير والجيش..وفي موسم الجليد تخلو تماما من الذباب..
أقرب الجاليات واكثرها حميمية بالنسبة للسودانيين هم الأثيوبيون والارتريون..وهم يتحدثون عن السودان باعجاب واكبار ..وعلى قول احد الاصدقاء الغانين.."when they talk about Sudan, you feel regretful of not being a sudanese"..
الشعب الكندي ، عموما، مهذب ومجامل لدرجة الملل..يااخي ديل لو الواحد فيهم بيتكلم في التلفون تلقاهو مبتسم ..!..يؤمنون ويقدسون خصوصية الناس..سواء كانت دينية ، ثقافية ، شخصية ..الخ..بالضبط زي ما قال استاذنا وشاعرنا محجوب شريف "جاي..وجاي..مافي حاجة ساي..كلو عندو دين ..كلو عندو رأي"..وهم لا يميلون للتحدث الى الغرباء..لكن لو بقى البساط احمدي..فهم الشعب البراي بامتياز..واكثر من يحب التحدث في الطرقات هم كبار السن..وكم مرة حصل الاقي لي واحدة عجوز تقول لي "ممكن ألمس شعرك؟"..و الغالبية العظمى لا تحب السفر..ولا علم لهم الا بحدود مدنهم..يعني عادي تلقى الواحد يبلغ من العمر 90 سنة ويكون ما طلع من المدينة قيد انملة..اذكر ايام احداث سبتمبر واحدة سالتني:هل للسودان حدود مع افغانستان؟
في مثل هذه الاجواء الاجتماعية..اكيد تكون لرمضان مفارقات وطرائف..اهمها طبعا مفارقة التوقيت آنفة الذكر..وبالطبع يكون رمضان مناسبة لنحكي لهم عن عاداتنا وتقاليدنا الرمضانية..ومثلما ذكرت الكنديين لا يحبون التدخل فيما لا يعنيهم..لكن لو فتحوا معاك يحلك الحـلا بلـه..
طبعا اول يوم في رمضان ..دايما حزين..لأنه يثير كثير من الذكريات والشجون..خصوصا لمة الناس..والآبـريه..والسلطانيات..والرحمتـات..واشياء اخرى كثيرة وحميمة..
عادي جدا ، في السودان ، يصادفك زمن الفطور في الشارع ..لكن حينما يكون ذلك في الغربة ..تبدو المسألة اكثر حزنا حينها..
اول يوم من رمضان في هذه السنة صادفني في العمل..في زمن الافطار ، اخرجت افطاري..والبركة في ناس البيت..احتوى على مشروب الحلومر..طبعا مسالة اساسية انشاء اللـه مرة في الشهر..بس الآبريه يظهر ويشرف..
اقتربت مني مجموعة من اصدقاء العمل..طبعا تعجبهم وتستعجبهم الحكاوي التي احكيها لهم عن السودان..
مرة سـألني راندي ، وهو منحدر من اصول اسكوتلندية، وقال:هل يمكنني الذهاب الى السودان؟سمعت ان الرجل عندكم يمكن له التزوج من 25 امرأة..!!..ضحكت انا وقلت له يمكن ان تذهب..وصححت له الجزء الاخر من المعلومة..لكنه ابتهج جدا لحكاية مثنى وثلاث ورباع..
بام ،Pam، وهو اسم الدلع لباميلا ، لها طرائف عجيبة مع الصلاة..سالتني مرة عنها..فشرحت لها كيفيتها..وعادت بعد ايام باستنتاجات مدهشة..فقالت لي..لقد وجدت ان حركات صلاتكم تسمح بتحريك كل عضلات الجسم..يعني لها فوائد رياضية عظيمة..
اما بات ، Pat،( تصغير باتريشا للنساء وباتريك للرجال)..كذا مرة تسألني عن معتقدي الديني..وقبل الاجابة عليها ، تخبط رأسها قائلة:ما اغباني ، اسمك محمد ولا يمكن ان تكون يهودي..
المهم..اخرجت افطاري.. وعزمتهم على تناول مشروب الحلومر..وهم يحبون التعليق استحسانا..(Mm'm..very intereseting.. wow! it's spicy"..واتنهتزتها انا فرصة لأحكي لهم عن هذا المشروب الخلاسي..كيفية اعداده..من الزريعة لغاية البهارات..انتهاءا بجماعية العواسة..واستغربوا لعدم اضافة الوان او نكهات اصطناعية..وجدتني احكي عن الآبـريه بصورة انا ذاتي ما قادر اصدقها..خصوصا النكهة الاجتماعية للمشروب..ومبدأ موية رمضان ، التي تقوم ام العروس بتجهيزها لزوج بنتها المرتقب..ومسالة ضرورة تقديمها قبل رمضان بفترة معقولة..
قالت Pam..تسألني: هل تقصد انكم تشربون هذا المشروب في شهر واحد في كل العام؟..وقبل ان اجيب عليها..قاطعني راندي قائلا: انه مكلف جدا..وعمليا لايمكن تجهيزه بصورة مستمرة..
واضافت Pat..قائلة..انهم يقدسون قيمهم الدينيه..
صححتها انا قائلا.الحلو مر ليس بواجب ديني..وانما هو عادة من عادات المجتمع السوداني في التغذية..
ردت متسائلة:اذن لماذا لا تكثرون من شرابه في الاشهر الاخرى؟..
طبعا ما عندي قدرة على مصاقرة هذه الراديكالية الموغلة في عقلانيتها..
سالني باول..Pual..قائلا..هل من واجب الخليلة(girlfriend) تقديم موية رمضان لخليلها(boyfriend)؟
و اجتهدت في ان اقنعه بانه لا توجد مثل هذه العلاقات في مجتمعنا بالمفهوم الموجود في المجتمع الكندي..ولكن زميلة العمل او الدراسة يمكن ان تفعل ذلك من اجل زميلها..
قال راندي..انكم متشددون في بعض الاحيان..ولكن كيف تسمحون بتعدد الزوجات و تعترضون على علاقات الcommon law؟..
و كالعادة حسمته بات نيابة عني قائلة..هذا يدخل في اطار الخصوصية الثقافية والدينية..

الأطـرف..حينما حكيت للمدام عن هذه الدردشة..اندهشت..ثم سـألتني ..اها المرة الجاية ناوي تودي ليهم مديدة كمان؟
صمت انا لحظة..
ثم قلت..
افضل اودي ليهم عصيدة بملاح تقلية..

كل سـنة وانتو بخير
كبر

الأخ المبدع كبر
كل عام وأنت والأسرة الكريمة بخير وعافية ، أظرف حاجة دخلت مقالك ده بسبب العنوان فأنا مصاب بفوبيا الأسماء والغلوتيات والكلمات الصعبة والتي تصل لدرجة الغلوتيه مثل ساسكاتشوان وماساشوسيتس وبالتأكيد قراءة مثل هذه الكلمات أو الأسماء بلغتها الأصلية أسهل ملايين المرات من قراءتها بلغتنا العربية والرطانية حتى.
ويخيل إلى أنني إذا قلت ساسكاتشوان ستة مرات متتالية أو ماساشوسيتس 4 مرات بسرعة سوف أغلط تماما مثل قولي البنبر بنبر طندب أو وقبر حرب بمكان غفر وليس قرب قبر حرب قبر.
طبعاً كعهدى طلعت بره الموضوع وسامحونا فنحن في نهار رمضان ورمضان في بلادي حراية القايله

العزيز كبر، رمضان كريم

والله حكايات طريفة وظريفة، وبلدكم تشبه على ما يبدو هولندا في الكثير، اللهم الا كبر المساحة مع قلة السكان
فهنا عندنا زحمة خلق ما ليها حد في بلد ميكروسكوبية "تقريبا مساحة محلية جبل أولياء"!!

الفروق الاخرى ان الدعارة هنا شئ قانوني ومقنن والنساء معروضات في الفترينات بشكل مقزز ومهين للكرامة الانسانية، وهولندا مشهورة ايضا ان الحشيش هنا مسموح تعاطيه وممنوع فقط تجارته ـ لغير الكوفي شوب المرخص لهذا الغرض
الفرق الكبير الاخر ان الهولنديين يحبون السفر جدا جدا، والبند الاول وربما الاخير في ميزانية اي اسرة او فرد هو التوفير استعدادا للاجازة او الاجازتين ـ صيف وشتاء ـ والتخطيط لها منذ عام او اكثر وهم يرتادون كل البلدان من اندونيسيا الى امريكا ومن ايسلنده الى جنوب افريقيا وطبعا اسبانيا والبرتغال وفرنسا واليونان هذه من الاشياء البديهية والاساسية، ويزورون استراليا وكندا كثيرا ليس للاجازة فقط ولكن لان الكثير من العوائل لها ابناء مهاجرين هناك
ويحبون انواع الطعام وما عندهم قشة مرة، اكثر ما يسرهم ان تدعوهم الى وجبة او مشروب من بلد اخر، ولانهم مشهورين بالحرص الشديد والبخل "من هنا كلمة دوتش اي ان يدفع كل واحد حسابه لوحده" لهذا فهم يستغربون جدا من كرم الاجانب الذين يدعوك الواحد منهم لطعام وشراب كثير ومجانا دون سابق صداقة او دعوة مماثلة، بل اكثر شئ يدهشهم ان يدخل عليك الواحد بالصدفة اثناء الاكل او قبله بقليل فتعزمه على الاكل!! هذا شئ غريب جدا بالنسبة لهم، لان الواحد منهم سواء في بيته او في الشغل لا يمكن يدعو واحد أخر حتى لو كان أعز صديق الى طعامه!! واذا صادفت مواعيد الاكل ، برضو مافي طريقة، فهو مصنوع بمقدار لأهل البيت فقط لا غير!
رغم اسفارهم الكثيرة ووجود الاجانب معهم الا انهم مازالوا جاهلين جدا للشعوب الاخري ويستقون معلوماتهم من برامج التلفزيون المتحيزة او التي تبالغ في تصوير الغرائب بشكل مثير ومنحرف. ورغم حرية الراي والتدين والتعبير واحترام قناعات الاخرين لكن هناك تحول يميني في الاعوام الاخيرة جعل كراهية الاجانب امرا ظاهرا ويزداد حدة مع الزمن
نسيت: مما يدهشهم جدا، ان السودانيين يعرفون بعضهم. الواحد منهم لا يعرف جاره القريب ولا زملاءه في الشغل، ونحن نعرف جميع السودانيين حتى المقيمين في مدن بعيدة عنا، واذا صادفوا معنا ضيوفا سودانيين قالوا لنا: أهؤلاء أهلكم؟ فنجيب: لا، يقولون: إذن أصدقاء قدامي! فنقول: كلا، تعارفنا بالامس في محطة القطارات! فيهزون رؤوسهم باستغراب لرجل يدخل في بيته ناسا لم يقابلهم الا بالامس، وكمان يعزمهم اكل؟؟ وكمان مجانا؟؟!!

يا حليل السودان. تصور كيف يكون الحال لو...

صـديقي ومولاي الملاعمر..حبابك
كتر خيرك وكل سنة وانت بخير
طبعا هناك ما يستعجب ..طيب قول دي تلاتة مرات Kawakatoose..وتنطق كوا كا توز..وهو اسم مدينة صغيرة مخصصة لأهل الدار..First Nation Reserve..
واذكر زمان كان عندي حبوب..كل ما تشوف ليها خواجة..تقول ليك..زول عيون خضر تقول جاي من قوليك..وكنت اظنها من اخوات سقط لقط..وبلاد الواق واق..و ام طرقا عراض..لكن كانت دهشة عظيمة عندما اكتشفت وجود مدينة صغيرة في هذه المقاطعة اسمها..Gull Lake..واكيد يوم ح اقابل لي واحد عجوز..ويقول لي لاقيت جدك الشيخ معلا ابو امخيان في مركز لقاوة..
صحيح يا صديقي شق الديار علم


صـديقي واستاذي ..الصاوي حبابك
كتر خيرك..وهذا ماكنت اتوقعه من هذا البوست..وذلك بان يحفز الناس للدردشة وتبادل المواقف الطريفة والظريفة..لكن الظاهر الناس دي اما مجلودة..ويااما نحن بنأذن في لاس فيغاس..
اعجبتني ما ذكرته عن تفاصيل الهولنديين..خصوصا حكاية الدوتش..
بالمناسبة امبارح كانت انتخابات المقاطعة..وعاد الديموقراطيين الجدد لحكومة المقاطعة..واطرف حاجة..حينما بدأ رئيس الحزب خطاب شكره..اثنى على سائق البص الذي طاف بهم المقاطعة اثناء الدعاية الانتخابية..وبالتالي ح يكون في الحكومة للدورة الرابعة على التـــوالي..طبعا المدام ضحكت بشدة على حكاية التوالي دي..
المقاطعة تحرم بيع وتداول الحشيش او القنب الهندي(marjuana)..وهي من المقاطعات المتشددة في معارضة القانون الذي يسمح بزواج المثليين ..
طبعا الواحد كان مبهور بليلة البارحة..وحكاية الفرز المبثوث على الهواء وتقلبات الدوائر ..والنتيجة اعلنت على الملأ بعد ثلاث ساعات من انتهاء عملية الاقتراع..
كتر خيرك تاني..وياريت نسمع منك اكتر..وزي ماقال اهلنا..الونسة طولة عمر..
وفعلا..تخيل كيف الحال لو ما كنت سـوداني
دمتم
كل سنة وانتو بخير
كبر

الاستاذ كبر
والاخوة المتداخلون الكرام
سلام للجميع
ورمضان كريم اعاده الله علي الجميع باليمن والخير والبركة
كما توقعت تماما فى بوستات الاخ كبر حكاية ممتعة تذكرنى بحبوباتى ..يسلم قلمك لنا
مدينتكم يبدو انها تشبه مدينتنا فى الكثير غير انى وبحكم قلة الفترة الزمنية التى عشتها هنا حيث لم اكمل عامى الاول بعد فلا ادرى الكثير عن تفاصيلها ..ولكن يبدو لى ان الشعبين الامريكى والكندى يتميزان بالمجاملة التى تثير الحنق كما ذكرت فنحن دوما فى الشارع فى حالة توزيع الابتسامات والرد على التحايا للجميع..كذلك يشتركون فى جهلهم بالعالم الخارجى فكل الامريكان الذين قابلتهم لا يعرفون السودان ما عدا سائق تاكسي وحيد اول ما قلنا ليهو من السودان سالنا مباشرة عن اسامة بن لادن هل كان عايش هناك ؟ مديرتى فى العمل تتكلم عن السودان باعتباره افريقيا وكل مرة اشرح ليها انه ده قطر وديك قارة لكن مصرة..احدهم مرة سالنى لما عرف انى من السودان ان كنت اعرف فلان الفلانى فهو ايضا من افريقيا من غانا؟وكانما افريقيا حى من احياء امدرمان..كذلك جهلهم الغريب بالاديان الاخرى فهم عادة ما يسالوننى عن الحجاب ولم انا البس هكذا وبعدها يبدأ الحديث عن الاسلام لاكتشف دوما مفارقات غريبة فى فهمهم فمرة سالتنى احداهن هل نحن نصلى ولما اجبت بنعم قالت لى ولكنى اراك تعملين يوم الاحد فمتى تصلين ؟وكان من المدهش لها اننا نصلى فى غير يوم الاحد ..كذلك سالت احداهن كيف انا مسلمة واقود السيارة؟ واواجه يوميا بمثل هذا النوع من الاسئلة
احد المواقف الطريفة عندما راتنى زميلة اكتب نصا بالعربى لا تتخيلوا مدى الدهشة التى اصابتها كون اننا نكتب من اليمين للشمال او backwords على حسب قولها وصرت انا يوميا فى حالة مناداتى لاعمل عرض كتابة بالعربى لاشخاص هى حكت لهم عن الكتابة الغريبة...لكن عموما الامريكان طيبين جدا وفى حالهم جدا
رمضان هنا قطعا لايشبه السودان فى شئ ..بدأت الاختلافات من ثبوت الشهر ففى الوقت الذى يتحلق الجميع حول تلفزيون السودان كنا هنا نتابع موقع الانترنت الخاص بالمسجد لنعلم هل نصوم ام لا؟كثيرا ما يقابلنا الافطار فى الشارع ..المظهر الوحيد الذى يشعرك برمضان هو صلاة التراويح فالمسلمين فى مدينتنا عددهم ضخم جدا ولنا مسجد يؤمه الجميع فى التراويح والاعياد ..المسلمون هنا من كل انحاء العالم امريكان بيض وسود اسيويين وافارقة من الصومال والكنغو واريتريا بالاضافة للسودانيينوعرب من مصر وفلسطين وسوريا فالصلاة عندنا مثل الحج تجمع عالمى
لولاها لما احسسنا لرمضان طعما هنا

صــديقتي هالة..حبــابك
كتر خيرك..
طبعا قصة اللغة العربية دي مرت بي..كنت في الصيف الماضي اعمل في مكتب محاماة حكومي..شفتي الروقة كيف..يعني الحكومة هي المسئولة من توفير خدمات المحاماة لذوي الحاجة..المهم يازولة..اول حاجة بديت بيها حولت بعض الدوريات والمراجع لمكتبي..لأن القصة قايمة على مبدأ تاكلك نارك..قمت بترتيب الكتب بالتسلسل من اليمين للشمال..طبعا موضوع عادي..وبعد يومين زارني الboss لمناقشة قضية خارج المدينة..فجأة سالني..منو الرص المراجع ديل..فقلت انا..وحاولت بسرعة افهم شنو الماظبوط..لكن..ما فهمت..فشرح لي ان الرصة دي مقلوبة..المهم وقعت لي القصة..والراجل كان حكيم..فسالني عن اللغة وشرحت ليهو الحاصل..وفهم الموقف..لكن بقيت انا ولغتي العربية نكتة الصيف..
اما راندي الاسكوتش..علق قائلا..these guys are rightists more than the right..ودهـ كلو بسبب الكتابة من اليمين للشمال..
اما مسألة الحجاب والزي القومي..فيها ماسي ومفارقات..يعني هناك بعض المسلمات اشترط عليهن المخدمين نزع الحجاب..لكن كتر خير جماعات الضغط التي دافعت عنهن واكدت مسالة التعددية الثقافية..multiculturalism..
والمدام ليها طرايف مع التوب السوداني..خصوصا في الصيف..يعني عادي جدا البنات يوقفوها نص الحديقة عشان تديهم شدة في التوب..غايتو انا اقترحت عليها..تعمل زي العجلاتية في السودان وتؤجر توبها بالساعة..
الحكاوي كتيرة وطريفة..
ولو جنبك شريط لعقدالجلاد اسمعي لي معاك اغنيتهم التي يقول مطلعها..
الغربة انشاءاللـه تعقري..
يا تعدمي الشيك الخضري
واللـه شلتي العيال من بدري..

وكتر خير ناس عقد الجلاد ..هم اكتر الناس البيدروا بحالنا..
ودمتي يازولة
كل سنة وانتي بخير
كبر

حباب كبر والله يكون في عونك مع البرد والظلام المبكر. تعرف انا زمان كنت بستغرب للخواجات وبقول الدلع العليهم شنو، لمن يدرسونا انو في حاجة اسمها مرض الكآبة الشتوية التي يسببها قلة الضوء وقصر النهار، لكن اخوك، خاصة انني رجل مداري من صحراء كردفان، صرت من كبار مرضي الكآبة الشتوية، والله الواحد تقول شغال بالتمثيل الضوئي، اول ما النهار يقصر تلقى النشاط قل والمعنويات هبطت "وهي اصلها ما ناقصة" بسبب الليل الطويل الذي ما آن له ان ينجلي، وفهمت يا دوب النشيد بتاع اولى ابتدائي بتاع "بلدتي بلدتي بهجة النظر" وفيها قوله: أبصر الضحى وهو منتشر، والله الظاهر المرحوم عبد الله الطيب او ربما عبد الرحمن افندي على طه كتب القصيدة وهو مبعوث في اقصي شمال سكوتلندة!! هنا لا تري اي ضحي ولا حتى نص نهار او حراية القايلة التي غني عليها المرحوم ابا

طرائف التوب السوداني مكررة عندنا هنا بحذافيرها، فهو يعجبهم جدا كشئ متميز، وكثيرا ما يوقفون زوجتى لسؤالها عنه، ولكن الحجاب قصة اخري، الحجاب هنا معناها اجنبية، ومسلمة وارهابية، ومتخلفة ومغلقة العقل ومهضومة الحق "اكيد زوجها او ابوها جابرها عليه". والطريف ان زوجتى لم تكن تلبس لا الحجاب ولا التوب في السودان، عشااااان كان الجبهجية عبر النظام العام يفرضونه فرضا، ولبسته هنا طائعة مختارة. والحجاب هنا معناها ايضا مغربية، لان المغاربة كتار جدا وهم بجانب الاتراك يشكلون اكبر جاليتين اجنبيتين وكمان مسلمتين في نفس الوقت، والمغاربة هنا مشهورين بالاجرام، وقهر النساء بالضرب والحبس في البيوت، وممارسة نوع من الاسلام لا يحببه للاخرين بل ينفر منه للاسف. عانت زوجتى كثيرا جدا من الحكاية دي، فهي تخبر كل من يسمع، انها ليست مغربية، وانها تلبس الحجاب طوعا لا اكراها وانها اختارته هنا في اوروبا وليس في السودان حيث القهر الديني والثقافي!! ولان زوجتى طبيبة فقد صادف مرة ان تعاملت مع مريضة عجوز، وكانت العجوز لئيمة جدا، ولكن بعد شفائها صارت صديقة لزوجتي واخبرتها انها كانت تخاف من السود والمحجبات والمسلمين "تخيل كل صفات الكراهية مجتمعة عندنا والحمد لله" وقالت لها انها لم تكن في حياتها تتصور ان تترك شخصا اسود يلمسها، دعك عن مسلمة ومحجبة كمان، المهم المراة صارت شوية شوية تفهم ان الدنيا ليست كلها بس ابيض واسود وان في كل دين وبلد وجنس يوجد الخير والشرير، والكلام جاب الكلام وتونسوا عن اسرائيل وفلسطين، والمراة طبعا كأغلب الناس هنا من انصار اسرائيل وتعرف ان الفلسطينيين ارهابيين يفجرون المطاعم والبصات ليقتلون اليهود الابرياء!! المهم بعد بعض الحوارات والتاريخ وكذا، لانت المراة قليلا ثم تحولت 180 درجة، وقبل يومين قالت لزوجتى، وكان ابنها حاضرا: انا اكره هؤلاء الاسرائيليين الارهابيين، انهم يستخدمون الطائرات والدبابات لضرب اطفال لا سلاح لهم سوي حجارة صغيرة هي اقرب للمظاهرة منها للقتال!! فنظر ابنها الى زوجتى نظرة عميقة وهو مندهش لهذا التحول الخطير والكبير في امه التي يعرفها 70 عاما مدافعة عن اسرائيل.
المهم الناس هنا محدودي المعلومات عن العالم الخارجي، ويشكلهم الاعلام بسهولة، ولكن ببعض المجهود يمكن الدخول فيهم بالراحة وبود وبطريقة متسامحة ومتحضرة ومتفاهمة، وتوصيل الحقائق او قل وجه العملة الاخر لهم.
قرات امس ان 60 في المائة من الاوروبيين قالوا انهم يعتبرون اسرائيل اكبر خطر على السلام العالمي ومعها الولايات المتحدة، وهذا تحول ايجابي وكبير يجب تعزيزه بالمعلومات ما دام اعلامنا ضعيفا وليس مهنيا ولا يجد الاهتمام والاحترام "حتى من اهل البلد نفسها!"

أغنية حكامتنا الشهيرة رقية بت الشريف كانت اصلا تقول
طيارة ليبيا تخسري
من قدام تنكسري
تعدمي الشيكة الخدري
شلتي عيال من بدري

والحقيقة الشالت العيال في هذا الزمان ليست الشيكة الخضراء فقط ولا الطيارة فقط، فما اخرج الناس من بلادهم الا أمر جلل عظيم جعلهم يتشتتون في المنافي في بلاد تموت من البرد حيتانها وناسها زاتهم،، مش طيرها عجمي انما ناسها زاتهم، والله يجازي الكانوا السبب بركة رمضان واهل الصلاح. آمين

وتصوموا وتفطروا على خير مع الود والتحية

صـديقي الصـاوي ..حـبابك
على ذكر حـراية القايلة..اذكر في اول موسم جليد..كانت السـماء صـافية..والشمس ناصعة..بحسن نية قلت خلاص الليلة ح يكون يوم دافي شوية..وخرجت..واكتشفت اغرب حقيقة..بانو كلما كانت السما صافية..كلما كان الجو أبرد..وكلما الجليد نازل كلما كان الجو ادفأ قليلا..حكيت لصديقي سوداني بانو شمس البلد دي غرتني..ضحك وقال..يا أخوي دي شمس مضروبة سـاكت..
من الطرائف ان سكان الدائرة القطبية..يبنون قطاطيهم من الجليد..وذلك لأن درجة الحرارة بداخلها تكون صفر..اي ادفأ من الحرارة في خارجها!!
زمان كان سكان الدائرة القطبية يعرفون بالأسكيمـو..لكن صار ذلك ممنوعا..اسوة بقصة السود والهنود الحمر..يعني السود اصبحوا..African Canadians..والهنود الحمر اصبحوا..First Nation or Aboriginal..اما الأسكيمو فاصبحوا ..Inuit ..
طبعا الميديا تشكل وعي الرأي العام..وهم يصدقون كلام الاعلام اكتر من تصديقهم لكلام الساسة..واغلب الصراعات في العالم يجهلون اطرافها تماما..على شاكلة احد أئمة امبدة حينما دعا قائلا..اللهم انصر البوسنة على الهرسك..
طبعا اكتر الحاجات ازعاجا لمن الواحد منهم يسافر خارج كندا..يعني يمكن يحكي بيها لمدة تلاتين سنة..
وبمناسبة العمر..الكنديين من الشعوب المعمرة..وعادي تلقى ناس الخمسينات اخر تشبب..
و في بداية سنوات حياتهم..يلهثون خلف كنز المال..وبعدالمعاش تلقاهم يادوب اكتشفوا متعة الدنيا..وهاك يا كبكبة في اخر العمر..
شكرا على اسم الحكامة..ولازلت أؤمن بفصاحة اهلنا البدو وقدرتهم الباهرة في اقتصاد الجملة والتكثيف العالي..ومعانيهم التي نعجز في مضاهاتها..
ودمت
كبر

الاستاذ كبر ...
سرد جميل جدا ،وحكاوى بسيطة تكشف ابعاد عميقة عن مجتمعات مختلفة ومغايرة. وبالمناسبة رغم الاختلاف فانك تجد
طبائع البشر واحدة ومتماثلة.
.......................
عن امريكا ....طبعا نحن سود....والخوف من السود موجود.
.......................
والشعب الامريكى طيب جدا وكل زول في حالو.....ولكن تجد
احيانا سلوكا عدائيا ، يكون بسبب الافكار المسبقة والتصورات وهذه تحتاج الي تعامل شخصي ومستمر.
......................
اذكر انى مرة كنت مسافرا بسيارتى في رحلة استغرقت 8 ساعات ، وانى تهت في احدى الطرق السريعة ، فتوجهت الي اقرب مدينة لاسأل عن طريق محدد ، وتوقفت في ساحة للمبيعات بلازا ، ولم اجد سوى امرأة ومعها اطفالها يسيرون ، فتوجهت صوبها وقلت:
excuse me madam,how can i get to the 70 east
...........................
ماشوف ليك الا المراة واولادها يقوموا جارين .....فروا كما تفر الحمر المستنفرة...
......................
طبعا قعدت اضحك من المنظر....وقلت ياربي فينى شنو غلط......
shereef

صـديقي امدرماني..حبابك
كتر خيرك..
طبعا المفارقة كتيرة..والحاجة أمريكا ينطبق عليها مثلناالفصيح..عايره وادوها سـوط..خصوصا بعد احداث سبتمبر..
اما قصة التنميط (stereotype )..فهي قاسم مشترك..يعني انت اسود..فيفترض فيك سـوء النية على طول..والعنصرية موجودة ..والكنديين..الواحد فيهم لو عايز يسمعك كلام فارغ..اول حاجة يبتسم وبعدين يقول ليك..
بعض المقاطعات ..مثل مقاطعة ألبرتا..العنصرية فيها اكثر وضوحا..وبالمناسبة اهل هذا المقاطعة عندهم احساس تام بانهم مفروض يكونوا جزء من امريكا..وعندهم نزعة انفصالية..بس هسع منتظرين مصير كويبك..يعني لو انفصلت هم برضو ح ينفصلوا..
وبهذه المقاطعة كل شركات البترول الضخمة..ومنها شركة تلسمان..
شكرا يا حبيب وياريت نسمع منك تاني

ودمت
كبر

up