أو...هكذا غني علي الـمك و رحل

أو...هكذا غني علي الـمك و رحل

هذا الـمقال نشرته بجريدة الخرطوم بالقاهرة في العام(يوم السبت/20/8/94)وسأعيد نشره هنا علي حلقات بإهداء خاص الي كل يتامي الـمنافي وأنا منهم..فمنهم من ذهب الي الضفة الاخري كحسين شريف وعمر خيري و عمر الدوش ومنهم من ينتظر عند ثقب(ألإبره)بأن يرجع إليها(بسطام)

شفيفا كان يجلس في الصف الأمامي..والتأريخ كان في الخرطوم(1990) والـمناسبة كانت(ألإحتفال)برحيل الشاعر محمد عبدالحي..والحضور كان( كل)جيل الحداثة أو جيل الحساسية الجديده و علي الـمك بينهم.. يرتدي(تي شيرت) أصفر.وعقد الجلاد كانت تغني رائعة شيخناالبرعي(كن ناصحا وأمبنا غير ذي ريب). وفرقة(السمندل) كانت بتعزف(لي في الـمسالـمه.. غزال).. وجيل الحداثة وعلي الـمك بينهم يتـمايلون في الكراسي شجنا.. وعبدالحي يستقبلهم وفي الفم نصف إبتسامه من خلال(البورتريه)الذي رسمه له الفنان{صلاح سليمان}

فعندما إنتهي ذلك ألإحتفال إنزوي بي في الركن الشرقي لقاعة{الشارقه) وقال لي بصوته(الغليظ) ذاك ( عليكم الله يا (كارلوس) لامن اموت إحتفلوا بي بـمثل هذا الإحتفال..فلا تؤبنونني فأنا أكره عبارات(كان الفقيد دمث الأخلاق)

فإستدار الزمان دورة.. فهربنا نحن للـمنافي ننشد وطنا وحثيثا ذهب(علي الـمك ) للـمقابر يبتغي يقينا.. فما إلتقينا لنقيم الإحتفال ونرقص في ساحها هذه(العازة) والتي نثرتنا للفضاءات بذور إغتراب
فعبدالحي عندما رحل كنا هناك..وكان خالد الكد ومسعود وكمبال ومحمد خلـف وإتحاد الكتاب.. وبالجملة كان علي الـمك بيننا يحتسي قهوته الـ(بدون) في نجيلة إتحاد الكتاب يستمع بإنتباه لفصيحنا الطيب صالح وهو يلقي درسا عن الأخلاق والادب محاورا سذاجة مصطفي بشارة وفهمه لهذا الـموضوع..(نواصل)

اذكر هذا اليوم الراثع جيدا اخي عبدالله رحم الله استاذنا البروف علي المك

ألأخ وسام

لك التقدير فالإحتفال كان بقاعة الشارقة وكان من بين الحضور الأستاذة عائشة موسي زوجة عبدالحي ثـم وضاح وشيراز ابناء عبد الحي.. وأتذكر بألـم وأنا اقف بالـمنصة مستعرضا برامج الإحتفال أن صعد الي الـمنصة عبدالواحد كمبال وسلـمني وريقة وعندما فضضتها علـمت ان عبدالرحيم ابو زكري قد ذهب هو الآخر للضفة الأخري.. فإبتدرت الاحتفالية ناعيا رفيق عبدالحي بـمصلحة الثقافة بقصيدة:-(يا أيها الراحل في الليل وحيداإنتظرني)

ود الشيخ .. حيث ان بكري سيقوم بارشفة كل المواضيع غدا الرجو ان تنبهه بان يبقي هذا الموضوع ليكون خيطا متصلا
مودتي

الاخ ابوبكر
طلبت من بكري ذلك...وعزاؤنالكم في فاجعة كجبار

الأستاذ/ عبد الله الشَّيْخ
تحايا وهدايا وسلامْ ..

أشكُرُ لكَ حديثَكَ الطيِّبَ عنِ الرَّاحلِ
المقيمِ بين قلوبِنا .. البروفيسور / علي المك ..
فأنا أغْبِطُكَ على تلكَ اللَّحظاتِ التي عشتَها بيْنَ
أُولَئِكَ الرَّكْبِ الجميلِ والقِممِ الشَّماءِ والذينَ
أنِفَ ذكرُهم عبرَ جَميلِ كَلِمِكَ .. وعلى طريقةِ
اللَّكْنةِ الإنجليزيَّة أقولْ :

I think you are lucky enough.

فلكَ شُكْري جُلُّه
بيدَ أنِّيَ لي طلبٌ بسيطٌ آملُ أنْ تجِدَ لهُ
مَوْضعاً بيْنَ دَفَّاتِ ذاكرتِك ..
وهوَ أنِّي أُمَنِّيَ نفْسِيَ منذُ زمنٍ بعيدٍ
بأنْ تُصَافِحَ عيْنايَ الصغيرتانِ كلَّ كتاباتِ
الرَّاحلِ البروفيسور / علي المك ..
مثل / وهلْ أبصرَ أعمى المعرَّةِ ؟
وغيْرِها .. حيثُ لمْ أجدْها في مكتبتِه
على هذا الموْقع .. وكلُّ الموجودِ
هو عبارةٌ عنْ تعليقاتٍ حَوْلَها ..
فليتَكَ كنتَ الطارِقَ لِهاتيكَ الأعين
لتَزدادَ حِدَّةُ الإبْصارِ عندي ..
وأَكُـ شاكِراً جدَّاً لكَ ولِجمالِ
حَرْفِكْ ..
لكَ التحايا وعميقُ الإحترامْ .


أخوك الصَّغيرُ / محمَّدزين ...

أخي الصغير محمد زين

شكرا لإحتفاءك بـمبدع في قامة ابوالـمك...هنالك كتاب صدر بالخرطوم هذا الصيف يحتوي الأعمال الادبية الكاملة لعلي الـمك واشرف علي تحريره الاخ الشاعر الياس فتح الرحمن ..فمن جانبي سأرسل لك بعض القصص

فعندما رحل عبدالحي كنا جمع من الـمشاكسين والـمشاكسات..نشغل حيزا بـمصلحة الثقافة قبل ان نحال للصالح العام بحجة اننا خونه وطابور خامس ومندسين كمان..فقررنا ان نحتفل برحيل الشاعر عبدالحي(لا) أن نؤبنه..فالتأبين خيال مختون..والإحتفال أفق وإحتمال وصيرورة..أو..هكذا كان عبدالحي..فأقمنا له جلسة ثقافية بداخل(ديوان)الشيخ إسماعين سيد الربابه..ذلكم الشيخ الغرقان والذي يـمثل كل الثقافات السودانية (مسيحيوها ومسلميها)دونما خجل

***

ففي داخل ذلكم الديوان إستعرضنا تجليات عبد الحي الثقافية في مجالات الشعر والمسرح والغناء والتشكيل والنقد..فكانت عند مدخل الديوان خطابات الشاعر(الـجذوب) البديعة والنزقة بينه وبين عبدالحي..ثـم خطابات الناقد خالد الـمبارك حول (تخلقات) قصيدة (العودةالي سنار)إلتي أسماها عبد الحي بأنها(أعظم فشل)شعري إسوة بقصيدة(الأرض اليباب)للشاعر(جيمس جويس)