الحاج وراق حول مجزرة كجبار: الحقيقة كمهدد أمني!

الحاج وراق حول مجزرة كجبار: الحقيقة كمهدد أمني!


06-20-2007, 12:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1182339290&rn=1


Post: #1
Title: الحاج وراق حول مجزرة كجبار: الحقيقة كمهدد أمني!
Author: مكي النور
Date: 06-20-2007, 12:34 PM
Parent: #0

مسارب الضي
الحقيقة كمهدد أمني!


* لايزال الصحفيون الأربعة ـ أبو عبيدة عوض (رأى الشعب)، والفاتح عبد الله (السوداني)، وقذافي عبد المطلب (الأيام)، وابو القاسم فرحنا (ألوان) ـ لايزالون معتقلين لليوم السابع لدى جهاز الامن والمخابرات!
وقد اعتقلوا منذ ليلة الاربعاء الماضية وهم في طريقهم لتغطية أحداث كجبار! واذا كانت الحكومات الراشدة لا تخشى المتظاهرين سلمياً،لسبب بديهي حيث الذين يتظاهرون يعتمدون وبمحض اختيارهم وسائل غير العنف، فكان من باب أولى ألا تخشى اية حكومة راشدة التغطية الصحفية لتظاهرة سلمية! ودع عنك كفالة الدستور لحرية الصحافة وحرية تلقي المعلومات، بل ان قانون الصحافة القائم قبل الدستورالديمقراطي الحالي والذي صاغته الانقاذ بنفسها ولوحدها، ينص على الحق في تلقي المعلومات! ثم ان لوائح الانقاذ تطالبها بإخطار اتحاد الصحفيين حين تزمع اعتقال أي صحفي، وهذا ما لم يتم حتى بعد اليوم السابع لاعتقال الصحفيين الاربعة!
فلماذا تصادم الدوائر المتنفذة في الانقاذ الدستور وقوانينها، بل وتدخل في مواجهة مع الصحفيين، وهي في غنى عنها حالياً، اذ تواجه عقابيل حرائقها المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وداخلياً وخارجيا؟! في الامر غرابة!
ولكن الحقيقة التي بدأت تتكشف عن احداث كجبار تبطل العجب، وتثبت بأن دوائر متنفذة معينة لديها ما تخشاه من تغطية صحفية نزيهة تكشف حقيقة ما جرى هناك، حقيقة ليست في صالح رواية هذه الدوائر عن الاحداث، وتخشى ان يفصح عنها الصحفيون الاربعة!
* ودون مواربة، فالحقيقة التي تود هذه الدوائر التغطية عليها ان ما حدث في كجبار يشكل جريمة وحشية يندي لها جبين كل سوداني شريف، ففي التقرير الطبي الصادر عن مستشفى (فريق) بتاريخ 14/6 الى قاضي محكمة دلقو عن تشريح المصابين في الاحداث، يرد عن تشريح جثة الشهيد/ الصادق سالم محمد خير (.... بعد اجراء التشريح توجد اصابة في الرأس في الجزء الخلفي (لاحظ الجزء الخلفي!) من الجمجمة عبارة عن مدخل لطلق ناري بقطر 1 سم... المخرج للطلق الناري خلال العين اليمنى من الخد الايمن بطول 8 سم وعرض 7 سم...)!
لاحظ لم يكتف القتلة بالتصويب على رأس متظاهر أعزل، وانما صوبوا نحو رأسه من الخلف!!
ويرد أيضاً وفي ذات التقرير الطبي عن تشريح جثة الشهيد/ عثمان محمد فقير محمد سيد أحمد (....توجد اصابة بطلق ناري اسفل لوحة الكتف اليسرى بقطر 1 سم مع وجود حرق بسيط حول الجرح، ويوجد مخرج الطلق الناري في أعلى الصدر من الجهة اليمنى بطول 4 سم وعرض 2 سم...)!!
وهنا أيضاً لم يتم التصويب نحو الصدر وحسب، وانما الى الصدر من الخلف!! يا سبحان الله!!
* اذن فالتقرير الطبي يجلي الامر، فاستمرار اعتقال الصحفيين انما يهدف للتغطية على حقيقة ما جرى، وبذلك فكأنما يريد جهاز الامن القول بأن اعتقالهم انما بسبب ان الحقيقة التي يعرفونها تشكل تهديدا للامن الوطني!! والسؤال الطبيعي هنا: أي أمن؟ أمن المواطن ام امن القتلة؟! وتتأكد بصورة جلية مقولة نيلسون مانديلا الباهرة بأن الامن للاقلية انما يشكل غيابا لأمن الاغلبية، وهي صيغة، عادة ما تنتهي الى غياب الامن للجميع!!
وعلى كل، فإن اولئك الذين تهدد امنهم الحقيقة لا يمكن ان ينعموا بالامن الحقيقي أبداً!!
ومصداق ذلك ان الحقيقة لا يمكن اخفاؤها الا الى حين، وهذا ما يشهد عليه تسرب التقرير الطبي نفسه!!
* وكذلك مما يؤكد بأن أمن المعادين للحقيقة أمن مؤقت وعابر، الحركة التي انتظمت المجتمع الصحفي هذه الايام، فلأول مرة في تاريخ الصحافة في ظل الانقاذ لم يشارك شباب الصحفيين في الاحتجاج، وحسب، وانما امسكوا كليا وحصريا بزمام القيادة، فهم الذين بادروا بالتظاهرة الى مجلس الصحافة، ونظموا المؤتمر الصحفي، وصاغوا بيانات الاستنكار، وبلوروا مقررات التضامن ـ بأن يتم نشر صور المعتقلين الاربعة يوميا، مع الدعوة لاطلاق سراحهم، ومقاطعة انباء الحكومة، وامهال السلطات 48 ساعة لاطلاق سراح زملائهم والا الدخول في اضراب شامل، غض النظر عن موقف الناشرين ورؤساء التحرير! وكذلك شباب الصحفيين هم الذين بادروا بمذكرة المراسلين البرلمانيين! مما يؤكد بأن معركة الدفاع عن حرية وكرامة وشرف المهنة قد تحولت الى معركة تيار قاعدي عريض وكاسح، لا يمكن السيطرة عليه باعتقال قيادات ما، او احتواؤها او تهديدها! صحيح انه لاتزال للسلطات امكانية ما، للتخريب والحرب النفسية، كمثل الادعاء بأجندة سياسية ما لتضامن الصحفيين، او كالدعوة التي بثتها بعض عناصرهم لضرب وحدة المجتمع الصحفي بالتفريق بين الكتاب والصحفيين! ولكن مثل هذه الأساليب ستهزمها التجربة العملية للصحفيين، والأهم، انه حين تتحول الحرية الى طلب قاعدي، فإن انتصارها الحتمي ليس سوى مسألة زمن!!
www.alsahafa.sd