غاب الأديب الحكيم .. والفارس الشيخ عبد العزيز التويجري.. فقيد أمة!!

غاب الأديب الحكيم .. والفارس الشيخ عبد العزيز التويجري.. فقيد أمة!!


06-14-2007, 06:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1181800297&rn=0


Post: #1
Title: غاب الأديب الحكيم .. والفارس الشيخ عبد العزيز التويجري.. فقيد أمة!!
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 06-14-2007, 06:51 AM

غاب الأديب الحكيم .. والفارس الوالد الشيخ عبد العزيز التويجري!!

الفقد عظيم .. إنه فقد أمة بأكملها .. إلى الأديب الأريب الشيخ عبدالله عبد المحسن التويجري – أطال الله عمره.. وإلى أبناء الفقيد أخصهم جميعاً بالعزاء فكلنا في الفقد سواء.. وإلى أخي عبدالله عبد العزيز.. يا من جمعتني بكم دروب الحياة ومنافي الكون فأسعدتموني يوذاك ، يوم نهلت من معين الرجال الحكماء ، حينها أدركت حقاً أن الرجال معادن ومنهم المعادن نادرة النادرة .. ففي زماننا هذا، الحكماء أندر نوادرهم الفقيد.

نميقة رثاء
د. ابوبكر يوسف إبراهيم - السودان
فارس ترجل من صهودة جواده
في ليل مدلهم
أرخى اللجام!!
وقال : لكم الحكمة ميراثي
وهي من أصْبَغتْ بالبرد رأسي
ونالت مني العمر جله وكله
وأدمى طول السُرى قدمي
فما بين [ اليمامة والدهناء ]
كنت أقتفي أثرٌ وأبحث عن ضالتي
وعن سر طموح الرجال
وبحثاً صعدت قمم الجبال
وتحدثتُ مع المتنبيء
سامرته الليالي الطوال
فأخبرني عن كيف توأد الآمال!!
وكيف تُنال بعيدة المنال
أخبرني عن عدم الإستسلام
لقهر الرجال!!

أبا عبد المحسن
الأحزان عمت ربوع الوطن العربي،
وإنسان الوطن العربي.
توشح الكلم بالسواد
أطرق المذياع في أسى
وبكى التلفاز ليل الأسى
بكت ربوع الأوطان
من (تل الزعتر) حتى (غالة)
ومن ( البستان) حتى (طنجة)
من حمص الله حتى بغداد
وفي الخرطوم،
سكن تيار النيل عن الإبحار شمال
وتسربل ليل السودان وشاح الأحزان
إمتلأت مآقيه دموع
فقد كنت يا حكيم يعرب
للتاريخ مستصحب
كنت تفند لنا تاريخ هوازن
و حروب تغلب
كأن التاريخ كائن حي
كنا نستقي منك الحكمة
ترويها مشوقة كحكايا وأحاجي جد
للأبناء .. وللأحفاد
كنت تخاف لوم الزمن
فكنت تُعَلِم .. كنت تلقن
كنت ضوء القنديل
في الليالي الحالكات
وكنت الماضي والحاضر
وثاقب رؤية حبلى بما هو آت
يا رقيق الحواشي
كنت العطف على الضعاف
يا كريم يا مغراف
يا قلب عامر بالحب
[أضجر الركب من عناء الطريق؟]

أبا عبد المحسن
حين كنا نجلس في حضرتكم
كنت خادم الضيف
وكنت تكره الظلم والحيف
يومها تعلمنا أول فصول الحكمة:
[ حكيم القوم خادمهم ]
يا شيخاً عركته السنون
بحثاً عن الحقيقة
ومدريٌْء للشبهات ، للظنون
فأعطى وأجزل
فأورث الأجيال الحكمة
وأسدى
فما أعطى وأكدى!!
أعطيت التجارب في عصارة
كنوز المعارف.. وتلال الأدب
ولم تيأس من عاديات الزمن
كنت فينا يا شيخنا وما زلت
تاريخ العرب
وحكمة تمشي على الدرب
مجبولة من تراث الخزرج
من روابي نجد
وسهول تهامة
وتاريخ تغلب
يا من بكتك الرجال
وبكتك النساء والصبايا
وكل اليتامي
والأيامى
واللطام .. والعجايا
حزناً على يد تمتد بخير السجايا
كنت عطاء متجدد
فكر
وحكمة وأدب!!
ما أسعد المتنبيء اليوم!!
فقد كان يشتهي أن يلتقيك
يتجاذب معك الحديث
ويسألك عن صقور البوادي
وعن بدو القرن الحادي والعشرين
وعن خيمته التي تركها
هناك في جوف الصحراء
وعن بعيره إن كان قد تناسل؟
وعن عباءته المقصبة
إن كانت كما تركها رهينة الخزانة!!

أبا عبد المحسن
أعلم أن لك عتب علي
حين وخزت سيرته مع كافور
قلت لي بحكمة الشيخ الوقور:
أكنا هناك معه وقتها؟
أندري كيف كان الحال؟
نحن لا نجلد الغائب
ولا نتشفى مما يصيبه لغاية
ولا نذكر إلا محاسن موتانا
( تلك الأيام نداواها بين الناس).. الآية
إنه جورالزمان والعاديات المصائب!!
فلنستعذ بالله من قهر الرجال!!

أبا عبد المحسن
أبكيك اليوم يا سيد الرجال
يا من تعلمت منه درساً:
- أن حكيم القوم خادمهم -
قلت : تجلي لي معنى الحكمة
قلت :وخادمهم؟
رددت: سيدهم حيث تستطيب نفسه العطاء!!
وأردفت سائلاً : وشيخهم؟!!
قال: [هَرِم احدودب ظهره فانحنى يلتقط الحكمة من دروب الحياة ] !!

Post: #2
Title: Re: غاب الأديب الحكيم .. والفارس الشيخ عبد العزيز التويجري.. فقيد أمة!!
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 06-14-2007, 09:45 AM
Parent: #1

اخي الحبيب دكتور ابوبكر , تحية إجلال وإحترام فأنت رجل شفيف ولم تنسي الشيح

عبدالعزيز التويجري له الرحمة وأحسن الله عزاء ابناءه واهله , فقد ابت قريحتك

إلإ ان تقول شعراً في رثاء الشيخ وهذه هي شيمة الشعراء وشيمة الرجال الأوفياء

أمد الله في إيامك يا دكتور ابوبكر ومتعك بالصحة والعافية , ودعنا نستفيد من

تجاربك في الحياة , فأنت كألارض الطيبة لا تنبت الإ طيب .

لك الشكر أجزله يا دكتور وانت تجسد صورة السوداني الإصيل الذي لم ينسي جميل

هذا الوطن الذي نعيش علي خيراته وننعم بأمنه .