عصا أميركية غليظة للسودان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عصا أميركية غليظة للسودان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


06-01-2007, 10:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1180690974&rn=0


Post: #1
Title: عصا أميركية غليظة للسودان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
Author: jini
Date: 06-01-2007, 10:42 AM

Quote: عصا أميركية غليظة للسودان

التحية التي يتلقاها الزائرون للقصر الرئاسي في الخرطوم هي ممارسة في الترهيب. فأنت تمر عبر مجموعة من الحرس يرتدون زيا عسكريا ابيض اللون ويحملون مدافع كلاشنيكوف ثم تحت زوجين من انياب الفيل الضخمة، ثم عبر مواقع لمدافع رشاشة. ويذكر الضيوف بانهم دخلوا القصر الذي اعيد تشييده، والذي قتل فيه الجنرال تشارلز غوردون ـ الاب البريطاني للتدخل الانساني ـ في الانتفاضة الاسلامية التي وقعت في القرن التاسع عشر.

فبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، اصبح النظام في الخرطوم، الذي كان يحمي اسامة بن لادن، متعاونا فجأة ـ يخشى من تكرار مصير افغانستان. وعندما قابلت الرئيس عمر حسن البشير في عام 2005، تلاشى الخوف. وشعر النظام انه محمي من الضغوط بعلاقاته القوية مع الصين (سوق النفط الرئيسي) وبالتضامن مع الحكومات العربية. ورفض البشير اتهامات التطهير العرقي في اقليم دارفور باعتبارها «عمليات دفاع مشروعة» ودعا الى انهاء العقوبات الاقتصادية الاميركية ضد بلاده.

وخلال زيارتي لدارفور بعد ذلك، قمت بجولة في الجحيم. فهذه «العمليات الدفاعية» تشمل استخدام مليشيات محلية لتدمير القرى واحدة بعد الاخرى، وإرسال ملايين الي مخيمات مزدحمة.

وخلال تلك الزيارة كان من الواضح أن وجود 15 ألفا الى 20 ألفا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والمزودة بطائرات الهليكوبتر الهجومية وتفويض لحماية المدنيين، يمكن أن يؤدي الى نتيجة. وقد جرت المصادقة على تلك المهمة أخيرا من جانب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. ولكن زعماء النظام أعاقوا نشر تلك القوة خشية أن تستخدم في النهاية لاعتقالهم بتهم الابادة الجماعية.

وفي داخل الادارة الاميركية يعتبر معظم المسؤولين الجهود الجديدة وعلى رأسها تشديد بوش العقوبات ضد الحكومة السودانية والاتجاه لتدويل العقوبات من جانب مجلس الأمن تجاه رفض الحكومة السودانية للقرارات غير كافية لوحدها. ولكن الاستخدام الفعال لهذه العصا، أي رفض البنوك التعامل مع الحسابات السودانية التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات، يمكن أن يؤدي الى نتائج أخرى في المستقبل.

وقد جرت معارضة العقوبات الجديدة من جانب الأمين العام للأمم المتحدة والصينيين والسعوديين والمصريين الذين يريدون جميعا «قليلا من الأسابيع الأخرى» للقيام بمعجزات دبلوماسية. ولكن هناك أيضا تحالفا واسعا من أجل اجراء اقوى يشمل الولايات المتحدة وبريطانيا والدنمارك وبعض الدول الأفريقية، والآن فرنسا. فحكومة نيكولا ساركوزي الجديدة تعيد النظر بسياستها بشأن دارفور.

وارتباطا بالجولة الجديدة من العقوبات تصبح الخيارات أكثر صعوبة. ويتمثل احد الخيارات في الابقاء على العقوبات وإجراء مفاوضات بين الحكومة والمتمردين والانتظار حتى تنضج الظروف لسلام حقيقي.

والمشكلة مع انتظار السلام كما عبر احد المسؤولين في الادارة هي ان «النظام لا يستجيب الا الى الضغط. وليس لديه سجل في الاستجابة للخطوات الايجابية». ولهذا فان الخيار الآخر يتمثل في الشروع بالتحرك على سلم التصعيد الذي يفرض قبول قوة الأمم المتحدة ونزع سلاح المليشيات.

وكلما كان التهديد باستخدام القوة هذا أكثر مصداقية كان أكثر احتمالا ان يخضع النظام بدون استخدام القوة.

وإذا ما أخذنا بالحسبان التعهدات الأخرى فإن الجيش الأميركي يعارض حتى التخطيط لمثل هذه الطوارئ.

والخيار هنا بعيد عن الوضوح. فالتصعيد له مخاطره. وإذا لم يتحقق بأفضل الأشكال فان من الأفضل عدم الشروع به. ومن المفهوم ان اميركا تشعر بالقلق والانشغال. ولكن هناك سؤالا معلقا فوق تاريخ زماننا: هل نحن مرهقون الى الحد الذي يعوقنا عن مقاومة الابادة الجماعية؟

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»