دكتور حسن الجزولى -تم العثور على دار فوز -والشول الحلوة ..

اخى دكتور حسن الجزولى لك التحية لمجهودك الرائع فى تاليف -عنف البادية -فى بلد يعز فيه التوثيق والتاليف والكتابة ..ما اكثر المسكوت عنه فى تاريخ السودان المعاصر وحقيقة نحتاج الى معجزة لكشف المستور فيه ..ودار فوز والشول بت حلوة ..اليك هذه المداخلة المتواضعة عن هذه الدار ..


اجرى د. معتصم احمد الحاج مقابلة مع المرحوم محى الدين جمال ابوسيف فى منزله ببرى قبل وفاته بعام -ذكر ان دار فوز تقع فى المسالمة بام درمان وبالتحديد شمال دكان العدنى وقريبا من خلوة الشيخ /حسن البصرى وحسب روايته فان اختيار الدار تم مصادفة حيث اتقى محى الدين فى سوق ام درمان بامراة تسمى -حلوة - تنتمى بصلة القرابة لال بيومى المصرى احد اصدقاء والده بالمسالمة وعرف منها انها استاجرت منزلا فى ذلك الحى لتسكن فيه مع -الشول - ابنتها الوحيدة .وكان البيت واسعا وبه صالون وحوش كبير غير مستغل وقد اتفق محى الدين معها على استئجار ذلك الجزء من المنزل لاستخدامه -منزلة - لسكن اعضاء جمعية اللواء الابيض القادمين من الاقاليم خوفا عليهم من عيون قلم الاستخبارات المترصدة..وكذلك استخدامه كمقر للاجتماعات السرية للجمعية ولممارسة الانشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية اى انه يجمع ما بين الجد والهزل واللهو كما وصفه صاحب الملامح من المجتمع السودانى حسن نجيله..اطلق على المنزل بادئا ذى بدء اسم -صالون محى الدين- ثم اسماه صالح توفيق جبريل شاعر الدهليز - دار الحكمة- وبعده اسماه الرفاق - الكشكول- وذلك لتعدد اهتمام مرتاديه والفوضى وعدم النظام التى تكتنفه احيانا..ثم اتفق اخيرا على تسميته -دار فوز- ومن هنا يتضح ان دار فوز هى اسم المنزل وليس صاحبته ..وقد وصفت - حلوة - انها اسم على مسمى لانها كانت على قدر كبير من الجمال والملاحة وخفة الروح والظرف وقيل انها شامية او ريفية من الريافة وان لها عينان ساحرتان ووجه باسم وانوثة طاغية وظرف مبهر وانشد محى الدين من نظم توفيق صالح فى وصف حلوة ..

وتدير الراس غانية حسنها كالبدر متسق
حليها نفس مهذبة وشباب ريق لبق
فاذا ما اسفرت سبحت نحوها الارواح تستبق
او تفتت بيننا خشعت حولها الاذان والحدق
ونجوم الليل ذاهلة كجفون هدها الارق


استمر الرفاق يجتمعون فى دار فوز واستمروا كذلك فى دفع ايجار الصالون والحوش حتى عام 1929م-حينما تزوجت -حلوة الحلوة- من احد اثرياء ام درمان -وكذلك تزوجت ابنتها الشول -وعندما توفى زوج الحلوة ترك لها بعض العقارات والاموال واوقفت منها اوقافا تكفيرا لها على ما سبق وعاشت بقية حياتها بما ورثت ..وقد ايد رواية محى الدين كما ذكر دكتور معتصم عدد من سكان ام درمان الذين عاصروا تلك الفترة -منهم بابكر القبانى -سعيد خير الله - الشيخ عبد القادر عمر الامام ..

دار فوز تحتاج الى من يكتب ويوثق لها فقد لعبت دورا فى الحركة الوطنية فى العشرينات ..

ولنا عودة..يا عنف البادية..

يا زول كيفنك

الكلام ده بتقلعه من وين

سلم على جناك

نناشد دكتور حسن الجزولي بالعودة الى سودانيزونلاين