سمير عطا الله فى قول على ذكرى عن حسن سعيد الكرمى والطيب صالح!

سمير عطا الله فى قول على ذكرى عن حسن سعيد الكرمى والطيب صالح!


05-17-2007, 06:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1179423088&rn=0


Post: #1
Title: سمير عطا الله فى قول على ذكرى عن حسن سعيد الكرمى والطيب صالح!
Author: jini
Date: 05-17-2007, 06:31 PM

Quote: قول على ذكرى

كان حسن الكرمي صاحب أحب برنامج إذاعي إلى قلوب الناس: «قول على قول». وكان العرب ينتظرونه كما كان البريطانيون ينتظرون «رسالة من أميركا».

أي بتشوق مطرد ومعرفة مسبقة بأن «قول على قول» لا يبارى ولا يجارى. ولذلك لم يحاول كثيرون تقليد حسن الكرمي وشغفه باللغة العربية. والقلائل الذين حاولوا، تراجعوا سريعا وأدبروا. وبوفاة العلامة الفلسطيني تنطوي مرحلة كانت فيها الإذاعة هي المعلم والمربي وناقل الأخبار. ولسبب أو لأسباب لا ندريها كان جيل الإذاعة جيلا فلسطينيا بالدرجة الأولى. وكان أيضاً جيل الـ «بي. بي. سي» التي نشأت في فلسطين تحت اسم «الشرق الأدنى» ولمعت فيها أسماء مثل فيلمون وهبي وسليم اللوزي في بدايات عمله الصحافي، وعمالقة فلسطينيين مثل رشاد البيبي وصبحي أبو لغد وشريف العلمي وكامل قسطندي ومصطفى أبو غربية. وعندما ترك هؤلاء «الشرق الأدنى» عام 1956 احتجاجاً على العدوان الثلاثي، توزعوا على العالم العربي يبنون إذاعاته الحديثة، بما فيها إذاعة لبنان. وسوف يظل لبنان مديناً لرجال مثل حليم الرومي وصبري الشريف، رائدي العلم الموسيقي. وقد استعان الأخوان رحباني بصبري الشريف حتى وفاته، يهذب الألحان ويوزع الموسيقى ويصحح الخطأ حتى لو كان همسة غير مسموعة في لحن صاخب.

الغريب أنه باستثناء مرحلة السويس، ظلت الـ «بي. بي. سي» هي الإذاعة الأولى لدى الناس. وخصوصاً الإذاعة الأكثر مصداقية. فمنها كنت تسمع أفضل الشعراء والأدباء العرب. ومنها كنت تسمع أفضل مختارات التراث ومنها كنت تسمع أفضل المقرئين. وكانت الـ «بي. بي. سي» تملأ بيوت العرب في القرى والمدن والصحارى، يستعيدون في أمسياتهم ما سمعوا منها، ثم يتهمونها بالدس والاستعمار والكذب. وفي قراراتهم كانوا يعرفون أنها لا تجرؤ على الكذب، ليس من أجل العرب بل من أجل مواطنيها البريطانيين. وحرصت الـ «بي. بي. سي» على أن يكون العاملون فيها من جميع الجنسيات، مركزة بالدرجة الأولى على الفلسطينيين، لأنهم في تلك المرحلة كانوا أكثر العرب معرفة باللغة الإنجليزية. وكان اللبنانيون ولا يزالون أقلية، بعكس ما هو الحال في إذاعة «مونتي كارلو». وكان أبرز اسم عرفته على مر السنين الطيب صالح، الذي حمل اسم السودان إلى كل مكان لكنه أمضى معظم عمره خارجه. وفيما نقل الطيب صالح إلى لغات العالم واعتبر أحد أعلام الرواية العربية، قررت مجموعة من ضباط الخرطوم منع كتبه. كما منعت السلطة الفلسطينية كتب ادوارد سعيد. ولن يعرف أحد في العالم أسماء ضباط الخرطوم، فيما لا تزال كتب الطيب صالح تباع كأنها صدرت اليوم.