الرجل الأسود .. في البيت الأبيض

الرجل الأسود .. في البيت الأبيض


05-16-2007, 08:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=100&msg=1179301629&rn=0


Post: #1
Title: الرجل الأسود .. في البيت الأبيض
Author: عبده عبدا لحميد جاد الله
Date: 05-16-2007, 08:47 AM

الرجل الأسود في البيت الأبيض
الشرق الأوسط - سمير عطا الله
الاربعـاء 28 ربيـع الثانـى 1428 هـ 16 مايو 2007 العدد 10396

نشأت ضعيفاً وخاسراً. ومنذ نشأتي وقفت مع الضعفاء والخاسرين. مع الجزائريين والفلسطينيين. ومع السود والفقراء. وضد كل أشكال التكبر والتعجرف والتمييز، وفي عام 1968 أو 1969 عثرت على قصة امرأة تدعى روزا باركس دخلت تاريخ البشرية لأنها كانت أول «زنجية» تخرق قانون التمييز في أميركا. صعدت إلى الباص واتخذت لنفسها مقعدا في الصف الأمامي بدل أن تتجه فورا إلى المقاعد الخلفية المخصصة للعبيد! ومنذ حوالي العام قرأت أن روزا باركس قد توفيت. وخامرني شعور غريب بأنني أشارك في جنازتها.

لقد منحتني تلك المرأة البسيطة دون أن تدري، «سبقاً» صحافياً دون أن أقصد. فقد كنت أول صحافي عربي أثار قضيتها في بلاده. أو هذا ما أعتقد. أو أرجح.

أمس حضرت على القناة الرابعة في إم. بي. سي حوارا أجراه كبار كتاب أميركا مع المرشح الرئاسي الأسمر باراك اوباما. وتذكرت كم قطع الرجل الأسود خلال عملي الصحافي من الأشواط في عالم الرجل الأبيض.

كنت أشعر بالتقزز من أخبار الفتى الأبيض في جنوب أفريقيا ثم رأيت نلسون مانديللا يخرج من الأسر ويشرف على إحدى أهم المصالحات والمسامحات في التاريخ الإنساني. وشعرت بحزن وغضب حقيقيين لمقتل مارتن لوثر كنغ الذي اغتيل لصد حركة التحرر التي يقودها، ثم رأيت كولن باول وزيرا للخارجية. وها هو الآن الرجل باراك اوباما، يقدم نفسه على أنه ألمع المرشحين، لولا السمرة والشعر الأجعد. وشعرت بزهو وأنا أرى رجالا مثل جورج ول، يتصرفون بما يشبه الخضوع في حضرة السناتور اوباما.

من صفوف طويلة من العبودية والفقر والاضطهاد يتقدم الرجل الأسود نحو البيت الأبيض. لم يعد الأميركي الأسود عبدا ولا رقا ولا فقرا، بل أصبح كفاءة تتقدم مرفوعة الرأس لكي تقود عالما من البيض. وقد اختفت من المشهد الاميركي تلك الوجوه العنصرية التي كانت تدعو إلى التمييز والحقد. ولم يعد لها منبر ولا مكان. ولا يقدم اوباما نفسه على أنه سوف ينتقم من سنوات العبودية والمرارة. على العكس. إنه مرشح المصالحة بين العرقين والبشرتين والتاريخين.

وهو رجل هادئ. بالغ الهدوء. ولا مكان في نفسه أو في سلوكه للذين اعتقدوا أن قضية الحرية تخاض بالزعيق والصراخ والوعيد. إنه ينافس المرشحين البيض بالبرامج التي يطرحها، بالمعرفة، بالدعوة إلى المساواة، بالتشديد على أن الفقر والمرض والخوف والقلق لا تميز بين الألوان.

هذا الرجل الأسود قادم من كلية القانون في هارفارد. أنيق ووسيم مثل سدني بواتييه، عامل الكاراج الذي أصبح أشهر وجه أسمر على الشاشة. والأكثر احتراما بين رجال هوليوود. للمرشح اوباما كتاب بعنوان «أحلام أخذتها من أبي» وقد لا يحقق حلم والده بالوصول. لكنه بالتأكيد بداية الحقيقة التي لم يكن يتخيلها أحد.



الرجل الأسود في البيت الأبيض

Post: #2
Title: Re: الرجل الأسود .. في البيت الأبيض
Author: البحيراوي
Date: 05-16-2007, 09:41 AM
Parent: #1

العزيز عبده عبد الحميد تحياتي

بالنظر لواقع هؤلاء القوم نجد هناك تقدم واضح في قضية الحقوق المدنية والسياسية للإنسان مع وجود بعض السلبيات . لكن نحن والله بعيدين بالحيل حيث نظرة المجتمع الجمعية لابد من تشربها بقيم التسامح وقبول الآخر وتساوي الحقوق والواجبات .


بحيراوي

Post: #3
Title: Re: الرجل الأسود .. في البيت الأبيض
Author: عبده عبدا لحميد جاد الله
Date: 05-16-2007, 09:57 AM
Parent: #2

العزيز البحيراوي
تحية طيبة
Quote: بالنظر لواقع هؤلاء القوم نجد هناك تقدم واضح في قضية الحقوق المدنية والسياسية للإنسان مع وجود بعض السلبيات . لكن نحن والله بعيدين بالحيل حيث نظرة المجتمع الجمعية لابد من تشربها بقيم التسامح وقبول الآخر وتساوي الحقوق والواجبات

اوفقك تماماً نحن نحتاج الى الى وقت وجهد كبيرين لنصل الى هذا الفهم المتقدم

Post: #4
Title: Re: الرجل الأسود .. في البيت الأبيض
Author: عبده عبدا لحميد جاد الله
Date: 05-16-2007, 03:54 PM
Parent: #3

الأستاذ سمير عطاالله كتب سلسلة من المقالات اشاد فيها بالأعلام السود الأمريكين
وكذلك الأفارقة والمقال ادناه مثال آخر:

Quote: سيدتي أوبرا

هناك اثنان، بين أشهر مقدمي البرامج التلفزيونية الأميركية: أوبرا وينفري، السمراء، والرجل الأبيض جيري شبرنغر. الأولى، السيدة وينفري، تقدم في برنامجها النصائح للعائلات، تشارك الناس همومها، تحاول العثور على حلول لأصحاب المشاكل، تنشر بين مشاهديها (10 ملايين كل يوم)، ثقافة مدّ يد العون للآخرين، تؤيد القضايا الإنسانية، تدمع أحياناً مع ضيوفها ومع مشاعرهم.

الثاني، الأبيض جيري شبرنغر، يقدم البُلَهاء والداعرين والداعرات، ويعرض «الخيانات» في ما بينهم، ويروّج للتعري القبيح، وينشر «ثقافة» الانحطاط والانحلال والتدهور الخُلقي والتشوه الفكري والهبوط الاجتماعي.

يفوق دخل أوبرا وينفري دخل أي نجم آخر من نجوم التلفزيون الأميركي، وتصرف الكثير من هذا الدخل في عمل الخير. وآخر ما قامت به، إنشاء مدرسة للبنات في جنوب أفريقيا تكلفتها 22 مليون دولار. والذي يريد أن يساعد أفريقيا يجب أن يرسل إليها العلم والتوعية وليس السلاح والحروب والملصقات الضخمة التي تحمل صورته وتدعو لعبادته. ومن أصدقاء أوبرا وينفري، التي ترسل لأهل بشرتها العلم، الرجل الذهبي العاجي نيلسون مانديلا. الأفريقي الذي حرر بلده وترك الحكم قبل اليوم الأخير من انتهاء الولاية. الأفريقي الذي أمضى ربع قرن في السجن، ثم خرج يعرض المصالحة وليس يطلب الثأر. وبدا بعض الرؤساء العرب مضحكين عندما لبسوا قمصاناً تشبه قميصه. نيلسون مانديلا لا يُقلَّد بالقمصان المعرّقة. يُقلَّد بالارتقاء إلى أعلى ما يمكن أن تتحمله النفس البشرية في رفضها للانتقام والتحكم والتسلط وإلغاء كل الحقوق البشرية. لقد استعار ميشال عون اللون البرتقالي من الثورة المدنية الأوكرانية، دون أن يتكبد فتح «ألبوم» الألوان واختيار لون آخر. لكن استعارة الألوان عمل مخالف للحقوق المحفوظة. كذلك استعارة القمصان. ويظل نيلسون مانديلا عملاق أفريقيا في قارة استعمرها الرجل الأبيض وعبث بها مزوروها والقابضون على ثرواتها وأموالها ورقاب شعوبها.

تخلو أميركا من الألقاب النبيلة، كما في بريطانيا. ولولا ذلك، كان يجب أن تُمنح أوبرا وينفري مرتبة ليدي أو بارونة أو كونتيسة، فماذا أنبل مما تقوم به من عمل. يجب على الدول أن تعيد تلك الألقاب التقديرية. وعندما نال بورهان ياموك، «نوبل»، قال: «لقد أصبحت الآن باشا حقيقياً».

أوبرا وينفري سيدة جميلة سمراء. وجيري شبرنغر أبيض قبيح، يجب إرساله، هو، ومخرج برنامجه، ومنتجه، إلى الكلاب.. وكذلك ضيوفه، وأخشى أن الكلاب لن تقبل بمثل هذا المستوى!