«محمد وردى فنان لكل الاجيال» ، كتاب جديد!

يا ليت من كان يعرف طريقا لهذا الكتاب أن يدلنا عليه. تأريخ من الفن الجميل والنضال الطويل. هكذا سيؤرح للفنان القومي محمد وردي. وهكذا يقول كتاب المرحوم الصحفي عبده يوسف نصر في جزئه الأول كما أوردته جريدة الصحافة اليوم. فالى الجزء الأول من الكتاب!


نقلا عن جريدة الصحافة الغراء بتاريخ 29 أبريل 2007

«محمد وردى فنان لكل الاجيال» هو عنوان الجزء الاول من كتاب يحكى بعض ملامح تاريخ الفنان الكبير محمد وردى ومسيرته الفنية والوطنية. وهو من تأليف الكاتب الصحافى الراحل عبده يوسف صالح نصر. وقد صدر ضمن منشورات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية. وجاء ممهورا بإهداء رقيق من شقيقة المؤلف الى روحه، ولكل الذين تنبض قلوبهم بعشق الفنان الكبير. ولعل اهمية الكتاب تكمن فى انه سفر شيق يحاول تسليط الضوء على كواليس وردى الذى يستعد للاحتفال بيوبيله الذهبي فى التاسع عشر من يوليو القادم.
الفصل الاول من الكتاب يتناول قصة ميلاده فى قرية صواردة فى عام 1932م، ونشأته ودراسته الاولية فى مدرسة عبرى، وتعلمه اسرار الطمبور على يد احد ابناء المناصير ويدعى حسن عبادى. ويروى الكاتب قصة وردى وناظر المدرسة ابراهيم عمر النحاس، الذى كان يمر على الداخليات ويقف قرب غرفة وردى اذا كان يغنى، ويضرب الشباك بعصاه وعندما يفتح وردى النافذة يقول له «ما تخاف يا محمد انتى بتقول شنو» فيجيبه وردى « بمدح» ويرد الناظر «امدح صوتك سمح». وفى هذا الفصل يبرز الدور الذى لعبه عمه صالح وردى الذى كان يملك مكتبة ضخمة تحتوى على امهات الكتب، فى تشكيل خلفيته الفنية والثقافية، ورحلته الثانية الى مصر وعودته وتوليه للتدريس فى مدرسة صواردة الصغرى التى تم تشييدها بالعون الذاتى، وفرضوا على كل تلميذ دفع مبلغ قرشين فى الشهر، ومن مجموع 48 طالبا كان وردى يحصل على راتب قدره تسعة جنيهات. ولم يخل الامر من جدل ومناكفة، فعندما تذهب لجنة المدرسة لجمع القرشين، كان هناك من يحتج على انه دفع الشهر الماضى، وعندما يغضب احدهم لان وردى ضرب احد ابنائه لا يتورع عن القول «نحن دافعين تقلك فلوس عشان تعلم الولد داء مش عشان تضربه». وواصل وردى العمل فى المدرسة وتم اعتماده فى العام التالى براتب قدره احد عشر جنيها، وتلقى العديد من الكورسات التدريبية، وكان يغنى فى الحفلات. وواصل مسيرته المهنية رغم الصعوبات، واصبح ناظرا لمدرسة صواردة التى تحولت الى اولية، ونقل بعدها ليفتح مدرسة فى «سعد نفتى» بالمحس، وتعلم العزف على العود فى قرية تدعى «اشكيت» واشترت له لجنة المدرسة أول عود بمبلغ ثلاثة جنيهات وبدأ بتعلم العزف من خلال متابعته لبرنامج «ما يطلبه المستمعون» واقتنى راديو فى عام 1952م دفع فيه مبلغ خمسة جنيهات قسطاً أولاً، وساعدته الكراسات التى كانت ترد إليه من الخرطوم من البروفيسور نجم الدين محمد شريف وخاله بدر علي، وفيها الاغانى المكتوبة مثل «هل تدرى يا نعسان» وغيرها، الى جانب استماعه الى الاسطوانات السودانية والمصرية عن طريق خاله عثمان أحمد بدر.
وانتقل وردى الى مدرسة التدريب فى شندى، ومكث فيها الى يوليو 1957م، ومن الطلاب الذين درسهم الفنان الطيب عبد الله الذي اصبح فنان المدينة. وهناك التقى بالفنان ابراهيم عوض الذى كان وردى معجبا به للغاية. وكانت المناسبة ان نادى الممرضين خطط لاحضار ابراهيم عوض لكى يقيم حفلات، وطلب منهم وردى ان يسمحوا له بلقائه نظير توزيع التذاكر لهم. وبالفعل اعطوه «200» تذكرة نجح فى توزيعها كلها. وفى يوم الحفل رفضوا فى البداية ان يقابل ابراهيم عوض، ثم سمحوا له بعد ذلك، وكان ابراهيم عوض يرتدى بدلة سوداء تلمع وكرافتة حمراء، وفى ثوانٍ قال وردى كل ما يريد قوله «انت فنان عظيم وانا احبك جدا واقوم بتقليدك، والناس تقول ان صوتى جميل، فمن فضلك هل ممكن ادخل الاذاعة؟». لكن الرد كان محبطا، اذ قال له ابراهيم عوض إن مسألة الاذاعة دى صعبة جدا..!!
الاسبوع القادم نواصل الحديث عن لقاء وردى بالعميد احمد المصطفى، وتقدمه لامتحان الاذاعة، ولقائه الاول بالشاعر اسماعيل حسن بالصدفة فى بيت فرح، وقصة أغنيتي «يا طير يا طاير» و«الليلة يا سمراء» الاغنيتان اللتان قدمهما فى حفلة حية فى الاذاعة فى التاسع عشر من يوليو 1957م.

Quote: ه عمه صالح وردى الذى كان يملك مكتبة ضخمة تحتوى على امهات الكتب، فى تشكيل خلفيته الفنية والثقافية

غايتو يا زمراوى ..وردى ده غنا ..شفنا
علا ثقافة ضخمة دى ما شفناها

تاج السر..

عمه فعلا كان كنزا معرفيا وقد قرأ الأستاذ أمهات الكتب قبل أن يغني. ولا يخفى عليك انه كان مدرسا للغة العربية حتى فصله بعد يوليو 1971.

يا زمراوى
كيف انك يا رجل
المجهود الفنى لمحمد وردى يتعدى الذين سبقوه جملة و اللاحقين حتى
أشعار آخر..و لا يتأتى ذلك الا على خلفية ثقافية مهولة
اعتقد اننى قصدت ان وردى لم يعرف بالذرابة التى ميزت غيره
كابلى , مصطفى سيد احمد و حتى محمد الأمين , و لكن يبدو ان
لكل طريقته فى استبطان اشياءه, وردى سيظل فناننا الأول رغم
( درابه) بعض الأحيان, و لكننى اعود فأقول ..شنو يعنى , هنالك الكثيرين
من المتحذلقين الذين أوفوا ( النقة) حقها و لم يدركوا طرفا من عباءة عطاءه الفنى العظيم