زهير السراج: للإصلاح.. ولاء صلاح!!

مناظير
للإصلاح.. ولاء صلاح!!

زهير السراج
كُتب في: 2007-04-24

[email protected]


* اختيار (ولاء صلاح الدين) كأول طالبة تجلس على قمة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم أو أية جامعة سودانية أخرى، لم يكن مصادفة، ولم يأت اعتباطاً، وليس انقلاباً أحمر كما وصفته إحدى الصحف، وإنما تطور طبيعي لنضال المرأة السودانية داخل وخارج الجامعة، ومقاومتها لكل أشكال الظلم، خاصاً في بكريات عهد الانقاذ التي حاولت أن تحبس المرأة في سجن الأفكار الانغلاقية والرجعية والظلامية، ولكن المقاومة العنيفة التي أظهرتها المرأة السودانية، سواء ربة البيت أو العاملة، أو الطالبة، كان لها دور حاسم في الانتصار على تلك المحاولات البائسة الفاشلة التي بلغ من فرط عدوانيتها وكراهيتها للمرأة، مطاردتها في الأسواق، والتربص بها خارج حرم الجامعات بدعوى المحافظة على المظهر العام، وكأن المرأة عورة أو عدو لا بد أن يتربّص لها المتربصون في كل مكان ويقضون عليها أو على حريتها، ويرمونها في سجن كبير يصنعونه بخيالهم المريض، ويترجمونه إلى واقع أليم بالقوانين التعسفية، والممارسات القمعية، والتربص والمطاردات، ولكن هيهات فقد وقفت المرأة بالمرصاد لكل من وقف لها بالمرصاد.. لقنته الهزيمة تلو الهزيمة، حتى أصابه اليأس، إلا من بعض محاولات فاشلة يقوم بها من حين لآخر.. معروفة المصير!
* (ولاء صلاح الدين) كان لا بد أن تعتلي قمة العمل النقابي الطلابي بجامعة الخرطوم، كتطور طبيعي لمسيرة المرأة ومكانتها التي انتزعتها بكل شجاعة وصبر من براثن أعداء المرأة، الذين يحاولون الترويج لمفاهيم متخلِّفة يزعمون أنها مستمدة من الدين الحنيف، البرئ من مزاعمهم وترهاتهم، لتقييد المرأة، وتحجيمها، وتسخيرها لخدمتهم، وإحكام قبضتهم على الدولة، والاستئثار بالسلطة والثروة.. لأنهم يدركون ويعرفون تماماً، أنه بدون تلجيم المرأة وتحجيمها وامتلاكها، لن يحققوا أهدافهم أبداً.. لأنها المدرسة التي يتعلَّم منها الناس النضال، ولأنها الحصن الذي يحتمون به من أعداء التقدم والاستنارة، ولأنها الشمس التي يخترقون بها حجب الظلام، لذلك، كانت المرأة ولا تزال هي الهدف الأول للظلاميين والمنكفئين وأعداء الحرية.. للسيطرة على المجتمع، واشاعة الخوف والأفكار الرجعية فيه.. لذا لم يكن غريباً أن تصف بعض الصحف التي توالي الرجعية، اختيار ولاء صلاح لرئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بأنه انقلاب قام به الشيوعيون على حلفائهم من التنظيمات الأخرى، في محاولة رخيصة ومفضوحة لشق الصف الطلابي الذي استطاع للمرة الرابعة الانتصار لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!!
* لقد صعدت (ولاء) لقمة التنظيم النقابي الطلابي بجامعة الخرطوم، ليس بسبب انقلاب قادة الشيوعيين بجامعة الخرطوم، ولكن لأنه النتيجة الطبيعية والمنطقية لنضال المرأة السودانية ضد كل أنواع الظلم والشمولية والتعسف على مرِّ التاريخ القديم والحديث!!
* المرأة التي كانت ملكة في العصور القديمة، والمرأة التي كافحت الاستعمار.. والمرأة التي دخلت البرلمان.. قبل أن تدخله النساء في معظم دول العالم، والمرأة البسيطة التي تبيع الشاي والطواقي لتربي أجيالا، وتواجه من أجل ذلك العنت والمشقة والتعسف والمطاردات وقوانين القهر والقمع والتسلط، والمرأة التي عانت في دارفور.. ولا تزال تعاني المذلة في معسكرات النزوج واللجوء والغربة عن الوطن والأهل، والمرأة التي قالت (لا) بالصوت العالي.. لكل أنظمة القهر والاستبداد.. عندما كان الهمس يخيف أشجع الرجال!!
* نعم، إنه انقلاب.. ولكن على الظلم والظلامية والرجعية والاسبداد.. وخطوة كبيرة نحو الاصلاح.. وإلى الأمام يا ولاء صلاح!

http://alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=1288&col_id=70&bk=1

للإصلاح.. ولاء صلاح





شكرا يامكى

Quote: [* المرأة التي كانت ملكة في العصور القديمة، والمرأة التي كافحت الاستعمار.. والمرأة التي دخلت البرلمان.. قبل أن تدخله النساء في معظم دول العالم، والمرأة البسيطة التي تبيع الشاي والطواقي لتربي أجيالا، وتواجه من أجل ذلك العنت والمشقة والتعسف والمطاردات وقوانين القهر والقمع والتسلط، ]

مقال رصين ,لكاتب كبير .

******************

نعم كانت الانقاذ تسير في الطريق المماثل لطالبان ولكن نضالات الشعب السوداني فرملت استبدادها وقذفت بأحلامها الواهنة الرجعية في مزبلة التاريخ أمثال هذه الاحتفائيات بانتصار المرأة السودانية أينما كانت يجد عندنا السرور لأنه نتاج نضال وعمل شاق طوال سنين القهر الانقاذية ...أسفت وأنا أقرأ لتعليق في صحيفة هنا في ارض الغربة كاتب التعليق يدعي وطنية زائفة ويوجه سهامه للدكتور السراج بأنه لايرى في السودان الا القبح ويدعي ان ذلك يحرجه فكم أسفت لتلك السطحية في النظر وانا أدعوه ذلك المعلق أن يقرأ الاشراقات هاهنا.شكرآ كثيرآ للدكتور زهير السراج المنافح والمنازع والمناضل من أجل وطن حر ديمقراطي ومتقدم وشكرآ لك مكي المور ان اتحت لنا الاستنارة ...رفاعي حجر

سلام وشكر لمشاركتكم يا أصدقاء

عمر إدريس
شهاب الفاتح
دكتور مصطفى
الرفاعى عبد العاطى.