عسكر وحرامية

عسكر وحرامية


06-12-2002, 12:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1023880006&rn=0


Post: #1
Title: عسكر وحرامية
Author: Al-Masafaa
Date: 06-12-2002, 12:06 PM

Osman Mirghani
Rayaam Newspaper

عرض علىَّ أحد القراء الكرام فاتورة طالبته بها سوداتل . يظهر فيها مبلغ أشير اليه بأنه لصالح صندوق دعم الطلاب .. وقد سمعنا قبل ذلك من السيد والي الخرطوم أنهم سيضعون رسماً للنفايات يستقطع بواسطة فاتورة الهاتف أيضاً.

وبغض النظر عن الرسوم والجهات التي تستفيد منها أو مقدارها فإن مثل هذا المسلك سيفتح على شركة الاتصالات (سوداتل) باباً غير محسوب قد يأتي يوم وتصبح فيه أداة جباية رئيسية لمختلف الخدمات والرسوم وربما التبرعات (الاجبارية).

وسوداتل شركة خاصة لها ادارة تدرك اسباب وحيثيات مثل هذا المسلك ، لكن وبعيداً عن أية نوايا طيبة أوأي حيثيات أخرى فإن المحصلة التي يفضي لها مثل هذا المسلك . هي مزيد من اهدار ثقة المواطن في المؤسسات التي تحوم حول جيبه ، خاصة تلك التي تجمع لصالحها هذه التبرعات.
خلط الأوراق والمسارات يهز مصداقية التعامل الرسمي بين المواطن ومؤسسات الدولة وقد كان الدين الاسلامي دقيقاً في تعريف الحقوق والواجبات وقسم الاعمال الى فرض ونافلة فعندما تلزم الحكومة المواطن (بالتبرع) عنوة واقتداراً من خلال خدمة مستقلة لا علاقة لها بالأمر فإن الاحتجاج يحتقن في ضمير المواطن وإن دفع المبلغ عن يد وهو صاغر.

وقد أراني نفس المواطن إيصالات دفعها لاكمال اجراءات في وزارة سيادية وكان من بينها تذكرة مالية سيئة الطباعة كتب عليها «تبرع لجمعية القرآن الكريم» ومثل هذا المسلك فيه ظلم للقرآن الكريم الذي باسمه تعتسف هذه الأموال دون رضي أصحابها فيدفعونها وهم كارهون لاكراههم على التبرع بها .. والقرآن الكريم أطهر من أن تجمع اليه أموال الناس بالباطل..

قد تستمريء الحكومة ومؤسساتها مثل هذا الاسلوب السهل في أجبار المواطن على اخراج أمواله لكنها تجمع مع هذه الأموال لعنات الناس وسخطهم وتغرس في نفوسهم أحاسيس الظلم التي تجعلهم يمقتون ليس الذي يستفيد من الأموال فحسب بل اليد التي تجمع له هذه الأموال .. حتى ولو كانت (سوداتل) حان الوقت لتأسيس دولة راشدة منسجمة مع ضمير شعبها .. تفصل بين أوراق تعاملها الجماهيري فيحس المواطن بالثقة الكاملة في كل ما تفعله أو تدعو .. لكن الأمعان في التماس الطرق السهلة للجباية سيورد المجتمع والدولة مآلات وعرة تجعل العلاقة بينها دائماً علاقة «عسكر وحرامية».