عدت لنطل معا على المشهد الثقافي

إهداء:
إلى بعض من صقلت هذه السنوات العجاف معدنهم وبرت أقلامهم، فجادت قريحتهم بكلمات رسمتنا حزنا يهدينا إلى حزن..وأخص هنا بعض الأقلام التي أبدعت في دنيا النقد الأدبي، وأتساءل أين هم الآن...سامي سالم، أحمد عبدالمكرم، عيدروس،آخرهم زميل البورد الأخ خالد عويس...وغيرهم كثر...ولا يفوتني ذكرة الدكتورة نجاة محمود والتي آمل أن نراهاتعطر سماوات هذه الواحة ، وياريت يا بكري تحاول إستقطاب هؤلاء الإخوة،



القوقعة الفارغة

محمّد المهدي المجذوب





وقفت على سيف البحر الأحمر

الموج أزرق ،، الموج أخضر

الموج أصفر .. الموج أغبر

عيني هناك في الأفق

الموج هناك جامد

الموج حائط مهدّم في صحراء

أحاطب به أمواج الرمال وجمدت عليه

ودار رأسي ،، الموج الموج الموج

****

ورجعت بي عيني

وألقت تحت قدميّ قوقعة فارغة

لقد كانت في أعماق هذا البحر المائج

ومن حركته في الأعماق اتخذت شكلها

واتخذت حياتها ثم دبّت تجري على السيف

ثم فقدت حركتها وبقي الإطار

عيني هناك في الأفق

الموج هناك جامد

الموج حائط مهدم في صحراء

أحاطت به أمواج الرمال وجمدت عليه

أنا ساكن وفي سكوني خواء متعب

وذكرى غامضة

حياتي مليئة بالقواقع الفارغة

وبالأمس القريب دفنت قوقعة فارغة

لقد اتخذت شكلها وحياتها من حياتي

هي الآن ساكنة تحت التراب

هناك في القبور الممتدة عبر الأفق

موج البحر جامدٌ على الأفق البعيد

أنا قوقعة فارغة

وقبري هناك

بلادي لا تدرك ما يدركه الشعراء

في زحمة الحياة رأيت قوقعة فارغة

يخرج من جوفها الخاوي كلامٌ غير مفهوم

الناس أمواج

خشعوا حولها يعجبون ولا يبصرون

***

حتى الشعر، كان الشعر خمراً، أصبح لا يشفى

تذكرت شاعراً عربياً تنبأ

سأل نفسه وقدّ الألم حسّه

إذا طلبت كميت اللون صافية

وجدتها وحبيب النفس مفقود

أصخرة أنا‍!

وهل أبصر أعمى المعرة ؟‍!

محمد المهدي المجذوب

(1919 – 1982)

ولد بالدامر وهو من أسرة المجاذيب المعروفة بالعلم والتصوف.

تخرج في كلية غردون.

صدرت له ثلاثة دواوين:

نار المجاذيب.

الشرافة والهجرة

والبشارة والقربان.

الكمنجات الضائعة

مصطفى سند





.. وطرحت قوس كمنجتي جسراً ببحر الليل

ثم هويت للقاع

متورم العينين تنبض عبر أسماعي

طبول العالم الهدّار: لا تأسى لم فاتوا

فبعض مساكن تبقى وبعض مساكنٍ تنأى

فتدنيها المسافات

تعلّم وحدك التحديق نحو الشمس والمقل النحاسية

مرايا تخطف الأبصار لكن ليلنا الصاحى

وشرفتنا المسائية

على عينيك، فوق رموشك التعبى ستاراتٌ ستارات

يضوع بنفسجُ الرؤيا وتخضرّ النجميات

بكل أناقة الدنيا، تمدّك بالظلال الزرق بالنغم الذي يهتزّ في الريح

بدندنة الأراجيح

بساعات يظلّ الشعر يلهث في مراكضها ويطويها

ويسكب روحه فيها

ويحلب قلبه المطعون فوق دروبها العطشى ليرويها

***

وأهتف أيها المنثال كالأمطار أين زمان تلقانا

بساح الجمر نحرق في سبيلك سوسنات العمر

نضرع، ثم تأبانا

لعلك يا عذاب الليل كنت تزورنا كرهاً

وترحل قبل أن تأتي

ونحن نمزّق الأعصاب، نسمع دمدمات الوحى

خلف ستائر الصمت

ونرقب ساحة الميلاد، برق خلاصنا

المرصود بين الآه والآه

تفرع أيها المنقاد وجهك في دروب الأمس

كان الآمر الناهي

أنا المحروم من د######## لما غامت الرؤيا

ولفّتني المتاهات

سقيت الناس من قلبي، حصاد العمر،

ذوب عروقي الولهى ... بأكوابٍ من النور

أقبل كل من ألقى على الطرقات،

من فرحى وألثم أعين الدور

كمنجاتي التي ضاعت تردد صوتها

المخمور يهدر في بحار الليل، يهدر كالنوافير.

مصطفى سند


(1936 - )

ولد بأمدرمان، ودرس بها وبالأبيض وبالخرطوم بحري.

عمل بمصلحة البريد والبرق.

صدرت له عدة دواوين منها:

البحر القديم

ملامح من الوجه القديم.



=======================
التحايا والشكر الجزيل لكل من شاركنا فرحتنا بمؤيد
ولا أستثني أحدا
ولا أستثني احدا

العزيزة آبنوسة .. شكرا على المساهمة الرائعة
أسمحى لى أن أجيب على بعض اسئلتك
عن الأساتذة
سامى سالم: خنقته هموم الغربة والمهجر وبرودة صقيع كندا القاسية ، وزادت مسئولياته الأسرية فهو الآن أب لطفلين .. لذا فقد ابتعد عن الساحة قليلا
احمد عبدالمكرم موجود حاليا بالسودان وترك الكتابة بجريدة الخرطوم لأنه إختلف مع إدارة الجريدة ، وانضم لمركز عبدالكريم ميرغنى وتفرغ للعمل به ، و بالمناسبة احمد كان قد احتفل بعقد قرانه قبل حوالى 3 أشهر أو يزيد قليلا
أما مجذوب عيدروس : فقد آثر فى زمن كسر الأقلام وخنق الكلمة الحرة الرجوع للريف للتأمل بصفاء والعيش مع البسطاء

فتناكم بى عافية ..مارد

ابنوسة


ام مؤيد


حمدلله على سلامة الطلة من جديد

حقيقى افتقدنا اسهاماتك العالية الجودة و الدسامة

اكتبى .... فأنا متابع بشغف و اهتمام لهذه القصائد الحلوة لمبدعينا

العمالقة ..... و يا ليتك تواصلين

الأخ الأستاذ مارد
سعدت كثيرا برسائلك للغالي نادوس، وسعدت بإكتشافي لهذه القربى، وإضافتك عما لشهد ومحمد ومؤيد
الأخ كوستا
شكرا للإطراء، وبلاشك إيماني بقدرتنا كمجتمع سوداني على الفعل الجميل لا تحدها حدود،
ولنتبادل ما خبرناه كتابة أو معايشة
ودمتم أخياني وأخواتي
وبالمناسبة يا كوستا فلكوستي معزة خاصة في نفسي، فهي التي اهدتني هذا النادوس

آبنوستنا الرائعة .. أنت .. ونادوس ، وشهد، وحمودى ، ومؤيد.. أمنياتى لكم جميعا بالسعادة وموفور الصحة .. تسلموا لينا .. وتسلمى ياغالية

مارد .. فتناكم بى عافية

الأخت أبنوسة
مرحبا بك مجدداً وحمداً لله على السلامة ومبروك المولود
أضف إلى ما ذكرتي الأستاذ الدكتور/ محمد المهدي بشري فإن لديه إسهامات ثرة في مجال النقد الأدبي وإن كانت المعلومة التي سمعتها صحيحة فقد أطر دراسته بعمل رسالته في أدب الطيب صالح ونال على أساسها هذه الإجازة، ومرحباً بكل الاخوة والأساتذة النقاد وأضم صوتي إلى صوتكم المنادي

التحايا ليكم جميعا
الأخ مارد،
وبالمناسبة يا مارد شكرا على ما وفرته من معلومات زادتني فخرا وشرفا
بالإنتماء لكم، وكم حزنت على عدم إلتقائي بالحاجة الشاعرة آمنة بت مصطفى

الأخ صلاح درار
لك الشكر لتشريفك هذا البوست وبالمناسبة الأستاذ محمد المهدي بشرى قد إلتقيته في الدوحة خلال الشهر الماضي حيث اتى لعلاج إبنته وقد قام خلال هذه الفترة بتقديم ندوة رائعة عن الطيب صالح، وكذلك كانت لي معه جلسة قصيرة كنت أمني نفسي أن تطول.
وهوالآن بالخرطوم