محنة الاستشفاء وأسعار الدواء الخرافية

محنة الاستشفاء وأسعار الدواء الخرافية


04-06-2002, 07:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1018116626&rn=0


Post: #1
Title: محنة الاستشفاء وأسعار الدواء الخرافية
Author: bunbun
Date: 04-06-2002, 07:10 PM

محنة الاستشفاء وأسعار الدواء الخرافية

تاج السر مكي

فجأة بدأ العد التنازلي تدهورا في خدمات العلاج وخلت المستشفيات من الممرض ذلك الناشط الذي كان يعرف قيمة مطالبه الخاصة وشروط خدمته بعيدا عن مسؤولياته الإنسانية تجاه المريض فهو يخوض المهالك في أوساط (كرينتينات) الأوبئة غير آبه ما تصيبه من عدوى .. غاب ذلك الممرض الإنسان وجاء مكانه شخص يتأفف إذا دعوته لواجبه الذي كان يقوم به قديما راضيا دون جهد استدعاء أو إلحاح .. وأحس الطبيب بأن راتبه لا يمسك عنه الحاجة الضرورية ولا يبقيه في المجتمع متمتعا بذلك الموقع الممتاز ... فهو مطالب كغيره من كرام المواطنين بدفع ايجار منزل أصبح خرافيا ولا يمكنه ذلك الراتب المتواضع من البقاء على حياة كريمة تجعله يتحفز باكرا فرحة لخدمة إنسانية تستدعي كل مشاعره وعطفه ومعرفته لمريض فقير يتقيأ وتتسخ ملابسه الرثة ويجلس أهلوه من الفقراء حائرين ومشفقين.

يأتي أطباء الامتياز الذين يسعون إلى تكوين خبرات ومعرفة بالأدواء والأمراض على الطبيعة والاختصاصيون بمعارفهم الثرة وخبرتهم الطويلة ولكنهم في النهاية مطالبون بدفع إيجارات خرافية بما فيها إيجار العيادة مع الاحتفاظ بمركز اجتماعي تفرضه عليه متطلبات المجتمع فكيف له أن يفي بكل ذلك إذا وهب نفسه كما كان يفعل للحالات المرضية التي تستحق بالفعل الاهتمام والرأفة وقررت الدولة العلاج بأسعار متدرجة وانفجرت من بعد ذلك مأساة الإنسان السوداني وأصبحت أسقامه خاضعة للاتجار .. وصار يزحف إلى دار الشفاء بعد أن يملأ جيوبه بمدخرات الأسرة وأحيانا بآخر ما تبقى له من مال وكل ما يمكن عرضه في الأسواق من ممتلكات ضرورية فالمقاعد والمناضد ومعدات الأكل وبترينات العفش التي تتباهى ربات المنازل من السودانيات لا تكون لها قيمة أمام شبح الموت الذي يورث الأحزان والأسى.

في مستشفيات عامة مات المواطنون بالملاريا وهو مرض قديم عرفه السودانيون منذ القدم وشفوا منه بالعرديب ومنقوع (القرض) وزيت السمسم ثم من بعد ذلك بفضل أبنائهم من الأطباء ومواطنيهم من الممرضين وأصحاب مختلف المهن الصحية .. وفي مستشفياتنا زهقت أرواح المرضى (باليرقان) و(التايفويد) وحمى السحائي عندما اعتبروه عرضا لأمراض أخرى.

زحف المرضى إلى مستشفيات بلادهم فلم يسمح لهم بدخول العمليات إلا بعد أن يدفعوا تلك الإتاوات الجديدة فالإيصال المالي يلصق على أغطية النقالة المهترئة التي تذهب بالمريض إلى غرفة العمليات .. فالطبيب يتعامل مع ذلك الإيصال المالي دون الإنسان الذي يرقد سقيما تحت الأغطية التي تحمل إيصالا برقم يتساوى مع قيمة الإنسان قسرا في نظر من كانوا يمدون يد الرحمة بلا ثمن .. إنها مأساة إنسان السودان في الألفية الثالثة

نقلا عن سودانيل


التعليق
إذا كنا نلوم العاملين بالحقل الصحي من اطباء وممرضين وغيرهم للا مبالتهم بحالات المواطنيين المرضية ، فتقصير المسؤولين في الحكومة أشد وطأة من الذي رفع سعر الدواء؟
ومن المسؤل عن جرائم الادوية الفاسدة
وما قصة المحاليل الوريدية ببعيدة عن الازهان
ومن الذي غيب ادوات العمليات عن غرف العمليات
ومن المسؤل عن تدني أجور العاملين بالقطاع الصحي
ومن المسؤل عن فصل خيرة اطباء بلادي للصالح العام
من المسؤل عن تعزيب الاطباء والزج بهم في بيوت الاشباح
لمجرد الخلاف الفكري بينهم والحكومة
(إستشهد الطبيب علي فضل من جراء التعزيب )
اين العلاج المجان وكروت التأمين الصحي
من المسؤل عن حرائق الامدادات الطبية
واين نتائج التحقيق في سبب تلك الحرائق
الخ الاسئلة المشروعة التي تفصح اجاباتها
عن سبب محنة الاستشفاء