فى ضيافة محمد محمد خير -الطب والزلابية

فى ضيافة محمد محمد خير -الطب والزلابية


03-13-2002, 03:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1016029606&rn=0


Post: #1
Title: فى ضيافة محمد محمد خير -الطب والزلابية
Author: wadazza
Date: 03-13-2002, 03:26 PM





من أقاصي الدنيا
الطب والزلابية
محمد محمد خير



تأملات في الزمن

يا منزلاً عبث الزمانُ بأهله

فأبادهم بتفرق لا يجمع

أين الذين عهدتهم بك مرة

كان الزمان بهم يضر وينفع

أيام لا يغشى لذكرك مربع

إلا وفيه للمكارم مرتع

ذهب الذين يُعاش في أكفانهم

وبقى الذين حياتهم لا تنفعُ

(إسحق بن إبراهيم الموصلي)

ثلاثُ يعز الصبر عند حلولها

ويذهب عنها قول كل لبيب

خروج اضطرار من بلاد تحبها

وفرقة أخوان، وفقد حبيب

(زهير بن أبي سلمى)

لا شييء يجمع بين الطب والزلابية ولكنهما يجتمعان الآن في صلح فريد على يد طبيب سوداني يعيش الآن في كندا جاء صديق (د.ع) لمدينة مونتريال قبل عامين مشاركاً في مؤتمر علمي نظمته إحدى المنظمات المهتمة بالختان وآثاره السالبة ولما كان صديقي أخصائي طب السناء والولادة وأحد الناشطين فيما يسمونه (F.G.M) قدمت له الدعوة التي صادفت رغبته في أن يصيب منها منافع أخرى، فعقب نهاية المؤتمر تقدم بطلب لجوء سياسي واتصل بي من هناك فرحبت بمقدمه لترنتو، وكنت الاحظ أنه شديد الثقة بأنه سيجد فرصة لمزاولة الطب هنا، ولم أكن بي رغبة لإحباطه بيد أني كنت أشير له بأن ذلك يتطلب وقتاً قد يمتد لسنوات، ومر العام الأول وصديقي ينكب للامتحان الأول الذي أصاب فيه النجاح بجدارة، ثم العام الثاني وكان النجاح نصيبه أيضا ودخل العام الثالث حيث الامتحان الأخير، وبما أنه الأخير فرسومه المالية تتكلف مبالغ أكبر من الامتحانين التمهيدين وذلك ما يعني بأن يزاول عملاً حتى يوفر تلك الرسوم العالية.
خرج صديق النطاسي البارع ليبحث عن العمل وكان يوافيني بما توصل إليه، اعتذرت له كل شركات الحراسة ورفضته كل محلات البيتزا، ولم تتقبله طلمبات البنزين قبولاً حسناً، وما استطاع سبيلاً لمنشآت خدمات النظافة رغم أنها من إيمانه العميق، طاف صديق بكل سوح المتاح ليظفر بمهنة في أقصى قوام الهامش فلم يجد من كان حين يتصل بي أحس أن تهدلاً من آهات غليظة تملأ سماعة التلفون يقابلها وجيب ينتجه قلبي الذي يصيخ النياط لتلك الآهات.
وذات مرة أحسست أن صوته مرتاح فنما لمشاعري أنه ربما ظفر بوظيفة طيبة لكنه قال لي وكأنه قد أسر كل العالم في حيازته قال لي أنه وجد عملاً بكافتريا عربية متخصصة في الزلابية وكان يمتدح تلك الوظيفة لأنه أخبرني عبر استطراد متكامل بأن مهمته تنحصر فقط في رمي العجائن في الزيت وإمهالها لتكتسب ذلك اللون الجامع بين الأصفر والزيتي ثم إخراجها من الزيت المقلي للطبق الكبير لتنتظر عربياً به (هوم سك) لتستقر في أمعائه المقطعة بالحنين،
والمشدودة بما يفعله بنا الغرب.

د.غ الآن في أقصى حالات السعادة، العجائن مكومة ويده تتحرك بين العجينة والزيت بتناغم فريد، والمكان يعج بالعرب تختلط (هاي باش لونك) مثلما يجتمع اطلب بالزلابية.!!

د. غ من مناطق عزة بغرب السودان، قوم أنفة وأفصاح، رعوا التقاليد العربية وطورها، التحق بكلية الطب بجامعة الخرطوم بعد اجتيازه (الجنرال كورس) لكلية العلوم وعمل طبيباً بالسودان وطاف أقاليمه تخصص في طب النساء والولادة وسافر لمصر للتحضير للماجستير وفي تلك الأيام (هبت ثورة الإنقاذ) فأنقذته من الماجستير بفصله من الخدمة.

التحق بالجامعة الأمريكية باحثاً وكان يدبر قوته من ريع البحوث المتصلة بأوراقه العلمية في مجال الختان ولكن ذلك لا يتيسر كل شهر، سافر لدولة عربية شقيقة وزاول مهنته من جديد غير أن تلك الدولة المعروفة بأمزجتها الثورية نادت بتخفيض أجور الأطباء ذات شطحة من تجلياتها القومية فعاد. د. غ للقاهرة ليرتب سفراً جديداً.

سافر لأسمرا ليعالج الجرحى من قوات حزب كبير وظل مدة عام كامل ينتظر جريحاً يضمده فلم يجد كان الجيش بحاجة لقرار سياسي للاقتحام لكن القرار انتهى بصلح في جيبوتي فعاد الجيش سالماً دون جريح. ذهب ليعالج الجرحى فعاد مجروحاً!

فقد د. غ آخر آماله للعودة للسودان من بوابة اسمرا فولى وجهة شطر المنافي ظاناً أن بحوثه العلمية في ميدان الختان الفرعوني ستسعفه بحياة رغدة في الأراضي الجديدة إلى أن جرب فعرف وقنع بالزلابية... سيظل على حال (اللقيمات) مدة عام كامل حتى يتدبر الرسومل ويحتاج لعام آخر للتحضير للامتحان النهائي وعندما يحرز نجاحه الباهر كعاداته يحتاج لزمن آخر للتقديم لمناطق الشدة في كندا الواقعة شمال غرب البراري حيث الثلج المستدام مدة تسعة أشهر والشمس التي لا تغيب مدة ثلاثة أشهر والنأي والنوح واللوعة والهنود الحمر.

لماذا كل هذا؟ هل فاضت بلادنا بالأطباء حتى تلاحق من هم بالبعثات لتنتهي خدمتهم؟ وما ذنب دافع الضرائب الذي صعد بدكتور غ حتى أوصله مرتبة التخصص ومن الخاسر شعبنا أم الحكومة أم دكتور (غ)؟؟ هذه حالة واحدة من ألوف الحالات التي كانت الإنقاذ أحد أسبابها المباشرة يوم كانت تعلن أنها لا تريد (دقيق فينا) ويوم كان الشيخ يتقدم الجموع الهاتفة بسقوط أمريكا التي دنا عذابها وقتئذٍ

أنها رسالة أبعث بها لكل من كان وراء تشريد العاملين وتصفية جهاز الدولة ليعمل ضميره ويقف على تداعيات قراره قبل أن يستجيب هؤلاء لدعوات العودة وبناء الوطن.

بلاد نبتها طلح وعُشر

وأغلب صيدها رخم وبوم

دكتور (غ) ينهمك في تصنيع الزلابية تمهيداً لشق الطريق الوعر لاجتياز معادلة الطب في كندا والإنقاذ تعبد الطريق لأمريكا بعد أن دنا دانفورث!!!؟؟




Post: #2
Title: Re: فى ضيافة محمد محمد خير -الطب والزلابية
Author: bunbun
Date: 03-13-2002, 10:15 PM
Parent: #1

معاناة الدكتور هي واحدة من الاف الحالات التي تسببت فيها ثورة الانقاذ .. فهل ستحاسب ام عفا الله عما سلف .. لا بد ان تتدبر حكومة ما بعد الانقاذ امر هذه الحالات (المنقذين بالتشريد من الخدمة )ورد حقوقهم المعنوية والمادية التي عايشوها في سنوات القحط
التحية للدكتور ولمحمد محمد خير ولود عزة

Post: #3
Title: عما قريب
Author: wadazza
Date: 03-14-2002, 07:07 AM
Parent: #1

المحاسبة ماسكة دفتر
من ورق نيل من سبيطة
بكرة ياماالناس حتلعن
أفسد الناس فى البسيطة


...................
...................
تحياتى بن وصباح جميل...والله قربت
وقريب جدا يا غبار الخرطوم جاك شعر...




ويا بنفسج عالى غالى وبرتقالى
أمشو انتو أنا البقيف





تحياتى
ود عزة

Post: #4
Title: Re: عما قريب
Author: alsara
Date: 03-15-2002, 03:24 PM
Parent: #3




لا أستطيع أن أعود ماشيا فالبحر لم يعد مطية الشراع
لكن قدرتي على الرجوع لا تحدها البحار
في خاطر يطيف بي أعود
على جناح غنوة كسولة أعود
ولو غرقت في الذي مضى
لثمت طفلة تركتها وأم
ورفقة يضرجون مفرق الطريق دم.
لكن عودة مع الخيال لا تفيد

Post: #5
Title: وطن
Author: wadazza
Date: 03-15-2002, 03:37 PM
Parent: #1

وطن يبحث عن وطن...فأيهما المفقود؟؟؟؟


تحياتى يا السارة



ود عزة