فقط الحوار يحسم القضيه

فقط الحوار يحسم القضيه


03-11-2002, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=1&msg=1015866142&rn=0


Post: #1
Title: فقط الحوار يحسم القضيه
Author: waleed500
Date: 03-11-2002, 06:02 PM

الحوار فن راقي.. وعندما نقول بأنه فن فنحن نقصد أن نميزه عن العلم من حيث أنه موهبة ربانية أكثر من أن يكون علماً مكتسباً.. ولا نشك أن للحوار أسس علمية قد تكون مكتسبة كمادة الحوار ومعرفة طبيعة النفوس المتحاور معها.. ولكن دراسة هذه الأمور لا تكفي أن يكون الإنسان محاوراً جيداً، بل كثيراً ما نرى أن هناك من يدرس هذه الأمور لجيل من الطلاب لكنه لا يتقن الحوار عملياً..
والقدرة على الحوار أو المجادلة الحسنة -بالتعبير القرآني- هي ميزة لا بد أن تتوفر لكل من يتصدى للدعوة لأي مبدأ أو عقيدة.. وهي الوسيلة المهيمنة على كل وسائل الدعوة التي تتضمنها الآية الكريمة "أدع إلى ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".. وذلك للأسباب التالية:
1. طبيعة الإنسان المجادلة كما تعبر عنه الآية الكريمة "وكان الإنسان أكثر شيء جدلا"..
2. قابليتها للشمولية والنفوذ إلى جميع أصناف البشر.. فالدعوة بالحكمة هي لطلاب الحكمة وما أندرهم في عالم البشر! والموعظة لمن يقبل الوعظ.. ومن يتقبله اليوم بوجود الغرور والكبرياء عند الإنسان؟.. فيظل إذاً أسلوب المجادلة الحسنة التي تلائم طبع البشر ولا تعترض غروره..
3. اتفاق العقول على الخضوع لصاحب المنطق الأقوى "ولله الحجة البالغة".. ولذلك كان الحوار لغة المتمكنين من العقيدة وبها يسودون أقوامهم.. وأي داعية -لأي مبدأ أو عقيدة- عليه أن يكون مقداماً في ساحة الحوار ولا يمكن أن يتقبل منه الخوف من الحوار أو محاولة تجنبه.. فمن يترصد للدعوة بدون أن يملك زمام الحوار العقلاني ودفته أمام أي "عقل" سليم فهو إما مخادع أو غير مؤهل لمنصب الداعية.. ومن خلال القرآن الكريم نجد أن معظم مواقف الحسم في أي دعوة هي عادة عن طريق المجادلة أو الحوار... ونهايتهاهي تحقق النصر والهزيمة للحق والباطل على الترتيب سواء كان ذلك التحقق عن طريق الإقرار والخضوع من الباطل للحق، أو بالتعنت المفضوح -الذي يعد في واقعه صورة أخرى لهزيمة الباطل-كالذي نراه في نهاية حوار النبي إبراهيم عليه السلام مع النمرود، أو في تقهقر الباطل وكف شره كما في حوار الرسول صلى الله عليه وآله مع نصارى نجران والذي انتهى بالمباهلة وتسليم الجزية.. وفي كل تلك الحالات كانت العاقبة للحق وبه قد سطع البرهان الجلي لكل طالب للحق، وتحققت الآية الكريمة "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً".. خلاصة الحديث أن الحوار أو مجرد طلب الحوار بثقة هو الحسم لأي قضية -عند التأمل-.. فعندها تكون النتيجة أحد أمرين إما أن يقبل الطرف الآخر هذا الحوار وبعده تتضح الحقيقة، أو يرفضها بأي مبرر كان وهذا دليل العجز.. وهل يعجز الحق أبداً عن الرد؟ إذاً فعندما نقرر أنه الباطل بكل ثقة فلن نخطئ الصواب.. هل ترون الآن كيف أن تحليل القضايا بعمق يجعل الوصول إلى الحقيقة أمراً متيسراً للجميع؟ نعم الحق دوماً أوضح من الشمس ولكن فقط لطالبيه