|
Re: دعوة للأخ بكري أبوبكر لاتخاذ موقفٍ حازم ضد أصحاب الدعاوى العنصرية، فلنوقع هنا معاً (Re: محمد الامين احمد)
|
الاستاذة العزيزة / نجاة محمد علي
لك التحايا و السلام الكثير
اعتقد يا عزيزتي نجاة, ان هذا المنبر, يمثل لنا بصورة او بأخري سودانا مصغر و ربما مكبر, و في السودان , ما زلنا نعيش في عصور الظلام, بالرغم من تأريخ الحركة السياسية السودانية الطويل, فضلا عن تأريخ منظمات مجتمعنا المدني الكثيرة, فنحن ما زلنا ارض بكر, للكثير من الازمات التي يعاني منها بنو البشر, و ما العنصرية باشكالها المختلفة , الا احد وجوه هذه الازمات المتعددة.
نعم هنالك وعي نسبي في السودان, بالكثير من القضايا التي اقعدت السودان سنينا عددا, و نعم هنالك من يحملون مشاعل التنوير في وطننا العزيز السودان, و هنالك بالمقابل من يحملن مشاعل التنوير في السودان, و لكن بالرغم من ذلك , فما زلنا في بداية الطريق, و اعني به طريق الخلاص من هذه الالام و المآسي , فقد عانينا ما فيه الكفاية و يزيد.
دعوتك للاخ بكري ابو بكر دعوة حق اريد بها حق, و لكن بكري ابوبكر, ليس في مقدوره, بمفرده ان يحل هذه القضايا العويصة التي فشلت حركتنا السياسية السودانية, بمختلف مدارسها الفكرية في حلها, فبكري لا يملك عصاة موسي السحرية, فالحل في اعتقادي يأتي من خلال عملية جراحية معقدة, و ستكلل حتما بالنجاح, في يوم من الايام, و لكن قطع شك, لن يعيش هذا الجيل , هذه الحقبة المرتجاة, و لكنه, ربما يساهم , في وضع لبنات هذا الحل المنشود, و مهما وضعنا من قوانين (رادعة) مع تحفظي الكبير علي مفردة (الردع) هذه, فان المشكل سيظل موجود عن يميننا و عن شمالنا و بين ظهرانينا, لان المشكل معقد, و يحتاج الي اكثر من وقت. لان كلمة وقت بسيطة .
الاخ/ علاء الدين, لم يأت من المريخ, فهو شخص صاحب ثقافة عنصرية, بكل ما تحمل هذه المفردة من معني و من اذي, و قد لاحظنا ذلك في اكثر من بوست, و لا ندري لماذا اقام الناس الدنيا و لم يقعدوها هذه المرة, بينما لم نر الكثير من الاقلام في بوستات سابقة لعلاء الدين يوسف, ضد اخرين في هذا المنبر, و هذا ما يجعلني اقول, ان هنالك الكثير من انتقاء البوستات في هذا المنبر, فالمواقف لا تأتي من الرفض المبدئي للعنصرية او غيرها من الامراض و لكن المهم عند الناس, من تعنصر علي من و كيف و متي؟ و حتي اكون دقيقا اقول ان علاء الدين يوسف قد مارس العنصرية علي خليل ابراهيم, فاين كانت هذه الاقلام التي تطالب بالمواقف الحازمة و غيرها؟ اذا كانت القضية قضية مبدأ رفض الناس للعنصرية و ليس الانتقاء في اتخاذ مواقف الضد و المع؟
و هذا الموقف الانتقائي من علاء الدين, يقودني الي موقف الناس الانتقائي من حريات الاخرين, فالحرية للجميع و بالجميع, ففي فترة اختطاف مواطن سوداني و سجنه في الامارات العربية المتحدة, لم نر هذه الاقلام التي كنا نعتقد بانها مع حريات الاخرين من حيث المبدأ !! فالقضية كبيرة و عويصة, و تحتاج الي كفاح كل الناس, بما فيهم علاء الدين نفسه, الشخص الذي جلجل هذا المنبر , هذا المساء.
هنالك الكثير من بوستات الانتلجنسياالسودانية, ذات الاحكام المطلقة علي كل الناس, فمثلا بوست يدعي صاحبه العلمانية و العلم, يضع كل اهل الشمال في سلة واحدة, و يسمي ذلك بالمثقف الشمالي و الاسلاموعروبي ...الخ, و لا يحرك دعاة الحرية و العلمانية ساكن, بل تجدهم يقفون في صف المدافعين عن هكذا احكام , لها علاقة بطرح هؤلاء العلمانيين الجدد, حتي وصلنا الي مرحلة من اراد ان يكون علمانيا صرفا, ما عليه الا وضع اهل الشمال في سلة واحدة, و يستوي في ذلك عبد الخالق محجوب و الشفيع احمد الشيخ و حسن الترابي و عمر البشير و الصادق المهدي و نجاة محمد علي و سعاد الفاتح البدوي و عبد الله بولا و حسن مكي...الخ, شريطة ان يضيف عبارة (الاسلاموعروبية) حتي ينال علي اثرها شهادة العلمانيين العليا, بالاضافة الي دعاة السودان الجديد. هذا هو وضعنا الحالي في هذا المنبر الذي جلجله علاء الدين يوسف , مع ان هنالك الكثيرين و الكثيرات من امثال علاء الدين يوسف و لكن علاء غير محظوظ هذه المرة, لان الجماعة نزلوا فيه بثقلهم, و ليس ناس زعيط و معيط و نطاط الحيط!! كما حدث له في السابق.
اتفق مع الرأي القائل, ان فصل الناس من هذا المنبر, ليس هو الحل, لان الحل يكمن في ان يتخلي الناس, عن عقليات الشللية العلمانية او الاسلامية او الجهوية او الاستاذية او الطلابية او القائمة علي صاحبي و صاحبك و صديقي و صديقك و زميلي و زميلك و استاذي و استاذك...الخ, فلنتفق علي مبدئية المواقف اولا, و من ثم نتفق علي قوانين تحكمنا انطلاقا من الاعلان العالمي لحقوق الانسان و من كل المواثق الدولية ذات العلاقة, و ان نترك هذه الطبطبات و المجاملات و المدح , اذا كنا نريد منبرا سليما و خال من الامراض التي يعاني منها الان.
لان اقحام بكري ابو بكر كساحر لحل هذه الامراض, ما هو الا نوع من انواع الهروب الامامي من المشاكل التي نعاني منها الان, فبارك الله في بكري ابو بكر, فقد اتاح لنا برلمانا في الفضاء لكي نتعلم فيه ممارسة العمل الديمقراطي, و من خلال التعلم عن طريق التجربة و الخطأ سنخرج من هذا النفق المظلم, لاننا قد لمحنا شيئا من الضوء في نهاية هذا النفق المظلم, لذلك لا و الف لا لدعاوي الاقصاء و لا الف لا لدعاوي شنق الناس في الفضاء علي حد تعبير احد دعاة السودان الجديد, الصحفي الحر احمد حنين.
الاستاذة نجاة نأسف للاسهاب و التطويل و لكن هذه هي وجهة نظري في الموضوع, فان اصبت فلي اجران و ان اخطأت فلي اجر المحاولة و معا من اجل انسان السودان ,و اوقع مع من ينادون برفض كل الدعاوي التي من شأنها عرقلة مسيرة العمل الديمقراطي في السودان, و ما المنبر الحر, الا احد هذه المحطات العاملة لتحقيق هذا الهدف الكبير , فدعونا نحلم بوطن حر و ديمقراطي. و ننادي كذلك بنشر ثقافة التسامح في كل شيء, فاختلاف الرأي يجب الا يفسد للود قضية.
|
|
|
|
|
|