هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2003, 03:18 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين


    الأخ الكريم بكري
    وجميع أعضاء هذا المنبر من الأخوان والأخوات
    والأبناء والبنات

    لقد أثلجت صدورنا تعازيكم الحارة في فقدنا الجلل لأخي الحبيب طه أبو قرجة. وينتابني شعور عميق بأن غربتنا، كجمهوريين في وطنناالحبيب السودان، المحمول في أحداقكم ومهجكم، قد بدأت تزول. فقد جاءتنا التعازي من جميع المشارب والمنابت والإتجاهات والأديان فأشعرتنا بأن طه السودان، طه الأمان، طه التحنان، طه الفكر الحر، طه الشعور الحي الخلاق، حي لم يمت وإن غاب عنا جسده. هكذا أنتم بني وطني، وطن الخلد والخالدين، الظافرين بإذن الله

    وقد رأيت أن أشكركم بطريقة أعرف أن طه يقرني عليها. فأقرأوا معي وتأملوا كلماته التالية عن الموت. وقد كتبت هذه الكلمات بمناسبة رحيل أخينا الجمهوري الحبيب الأستاذ جلال الدين الطيب الهادي في شهر يونيو من العام الماضي. طه ياإخوتي بضع من السودان، بضع منكم. حمل آمالكم وأحلامكم فذهب مرضياً عنه مع الأولين، وسنظل نحمد له الصنيع في الآن، وسنعزف تغنيه لقيم الحرية والعدل والسلام من قلوب وحناجر الحاضرين والآخرين.

    وكان طه، كما كتبت ناعياً لكم ولنفسي ولزوجته الفاضلة الأخت نوال الطاهر النيل ولإخوانه محمد وسيف ومكي ولأهله الأماجد، من أميزً تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه وأحبهم إليه. هذه الكلمات الطيبات النيرات تحكي نبلكم يا أهلي، أهل السودان، من نمولى إلى حلفا، فإنكم ملح الأرض. وقد قال عنكم أبيكم الأستاذ محمود:"...لا يغرن أحداً كون السودان جاهلاً خاملاً صغيراً، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة إلتقاء أسباب الأرض بأسباب السماء..." ويومكم الموعود هذا أتٍٍ بلا ريب. فإلى كلمات الغالي طه إسماعيل أبو قرجة الطيبات النيرات أيها الأحباب الأماجد الأحرار .


    ***************************************************************

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سبحان الحي الذي لا يموت

    رحم الله أخانا جلال الدين، الهادي، الطيب، وأسبغ عليه الرضوان، ورحم الله من سبقوه من إخواننا وأخواتنا، وحفظ الله كل البقية الباقية من الإخوان والأخوات .. حفظنا الله جميعاً، كبيرنا وصغيرنا، قديمنا وجديدنا.. وجمعنا، ووحدنا، وجددنا، وبعثنا، وأصلحنا، وأصلح بنا، إنه أكرم مسئول وأسرع مجيب.

    آخر مرة رأيت فيها الأخ جلال كانت حوالي اليوم الثامن عشر من يونيو عام 1995 بمنزله بود مدني، حيث ودعته ثم ودعت الأخ سعيد ومن معهما من إخوان مدني قبيل مغادرتي السودان في الرحلة التي لم أؤوب منها بعد. وتحدثت معه هاتفياً مرتين عقب وفاة الأخ سعيد. اتصلت به لأعزيه، لكني وجدته يعزيني، كما لمست فيه انشغالاً بأحزان آخرين. وفي مكالمتي الثانية والأخيرة معه حدثني أنه سيسافر إلى الخرطوم الأسبوع التالي، وسيقضي بعض الوقت مع إخوان العاصمة.. شكرني على خطاب أرسلته إليه مع الأخ الناجي في يناير الماضي، وقال لي أن الناجي سافر لأهله في ود هاشم، وزاره بعض الإخوان هنالك، وعاد وأخذ شقيقه إلى الخرطوم حيث سيجري (شقيقه) عملية عيون.. حدثني عن الجلسات المتنقلة بمدني.. كما حدثني عن أخبار بعض الإخوان.. أذكر أنه حدثني عن علي أحمد إبراهيم وأنه الآن بالدمازين حيث يدرس مادة التاريخ في جامعة الدمازين، فسألته عن أخينا عباس إبراهيم، فطمأنني عنه.. قلت له أن الأخ بدر الدين السيمت حدثني مرات عن الأخ عباس وعن الأخ المرحوم عبادي.. وذكرت له عبارات الأستاذ التي حكاها لي الأخ بدر الدين عن عباس إبراهيم. حكى الأخ بدر الدين أن الأستاذ قال له مرة:- (نحن الأخوان معانا هنا نلاحظ تغير في حالهم بين الصباح والمساء.. لكن عباس يغيب عننا زمن طويل، وقت نلاقيه، نلقاه في نفس حاله [من الصفاء] لا يتغير). لم يقل لي الأخ جلال أنه سمع تلك العبارة عن الأخ عباس، بل قال عبارة يسيرة تؤكد أن ذلك هو حال الأخ عباس، وأضاف بطريقته المعهودة:- (والله عباس لليوم إذا كلمك عن عبادي تقول خلاه في الروصيرص وجاء).

    في مطلع هذا الأسبوع هممت مرتين بمحادثته هاتفياً ، ومددت يدي في المرة الأخيرة نحو الهاتف ثم أرجعتها، لإرجاء المكالمة إلى وقت آخر. وحين قرأت الخبر في الصالون انعقد لساني، وظللت آمل تصحيح الخبر، حتى تأكد. لم أجد ما أقوله حين اتصلت بالأخ عبد اللطيف معزياً. بل أن المكالمة استقبلها أول الأمر الأخ كباشي حميدان، وهو الذي كنت أتساءل عنه سراً في الفترة الأخيرة لطول ما تباعد الزمن بيننا، لكنني لم أزد على تعزيته بعبارات مقتضبة. أرجو أن يزودني الابن محمد هارون أو الأخ عبد الله عثمان بأخبار الأخ كباشي.

    انتابني حزن شديد في آخر الليلة قبل الماضية، فوجدت العبارة التي صدرت بها هذه الرسالة في فمي: (سبحان الحي الذي لا يموت)، فغسلت أحزاني.

    إن وفاة الأخ جلال تسوق المرء إلى الشعور بأن الموت أقرب من قريب.. كما هي تسوق المرء إلى القول بأننا يجب أن نتعايش وأن نتحاب وأن نتواصل وكأن الموت "أمام الزاوية" وليس وراءها كما يقولون. إنني لا أكتب للتعبير عن حزني على فقد الأخ جلال. فرغم أننا سنظل نفتقد الأخ جلال وكل إخواننا وأخواتنا الذين سبقونا، إلا أن عزاءنا فيهم هو أنهم قضوا حياتهم في الفكرة وفي سبيلها.

    إن وفاة الأخ جلال قد ساقتني أيضاً للشعور بأن الحزن على من نفقد من إخواننا وأخواتنا ينبغي أن لا يشغلنا عن نعمة الله علينا. فالحمد لله والشكر لله أنه إذ قبض إليه كراماً، أبقى لنا كراماً. كل أخ وكل أخت، آمن أو آمنت بالأستاذ، واقتنع أو اقتنعت بالفكرة، وعمل أو عملت لها ولو بأقل القليل، هو أو هي نعمة لبقية إخوانه وأخواته. نعمة تستحق الشكر. ومعلوم أن "الشكر قيد النعمة".. وأن "النعمة كالإبل الأوابد، وعقالها الشكر".. إن علينا أن نشكر الله على النعمة التي أبقاها لنا، وأن يكون شكرنا عملاً. أما كيف يكون هذا الشكر العملي، فهذا ما يمكن أن يكون مجال حديث من الإخوان والأخوات. وأقل ما يقال أن الشكر يتمثل في حبنا لبعضنا، ورعايتنا لبعضنا، ورأفتنا ببعضنا. بيد أن هذا الأمر يجب أن يتنزل للحياة اليومية. يجب أن نريح الإخوان الكبار من المشقة اليومية المتصلة، ونتولى طرفاً منها.. يجب أن نهيئ لهم فرص الفحص الطبي الشامل. وأن نصر نحن على ذلك وإن أبوا.. يجب، ويجب.

    لقد اعتدنا أن نفقد بعضنا بالموت، خلال أيام الحركة وبعدها. لكنا خلال أيام الحركة على وجه الخصوص اعتدنا على تحويل مناسبات الوفيات إلى مجالات للحركة، وإلى مناسبات للتدبر واستخلاص العِبَر، وليس للتباكي على من توفي ولا للرثاء ولا للتأبين. جعل الله في يومنا وفي غدنا شيء من ذلك الماضي.

    لقد سألت قبل أيام عن بعض الكتب، منها كتاب "تعلموا كيف تجهزون موتاكم". ورغم أن الكتب الأخرى كنت ابتغيها لبحوث متصلة بموضوعاتها، إلا أن كتاب تعلموا كيف تجزون موتاكم أردت به أن أقف عن قرب على كيفية التجهيز لأعرفها ويعرفها من هم بقربي. ورغم أن الأخ عبد الله عثمان تفضل مشكوراً بإرسال أحد الكتب التي طلبتها، لكن بدا أن لا أحد منا يحوز نسخة من كتاب "تعلموا كيف تجهزون موتاكم". لا أحد. إنني لا أعبر عن دهشة هنا، فكلنا قد خرجنا في ظروف غير مواتية لا يتيسر فيها أخذ أي كتاب، والإخوان بالسودان مطحونون. بيد أني أريد أن أجعل من وفاة الأخ جلال مناسبة للالتصاق أكثر بالموت.. فهو أقرب من قريب، وهو الحق في بحر الباطل المتلاطمة أمواجه هذا. فهل لي أن أطمع بأن يخرج لنا أحدنا هذا الكتاب حتى نشيعه بيننا ونتـقن المعرفة النظرية بمحتواه؟؟ إننا إن التصقنا بالموت، التصقنا بمن غيبهم الموت، والتصقنا بدار الحق، وبالحق.. فالموت هو الحق: (وإنه لحق اليقين) (فسبح باسم ربك العظيم). سبحان الحي الذي لا يموت.

    رحم الله موتانا جميعاً وجزاهم مقعد الصدق، عند مليك مقتدر.
    والسلام عليكم جميعاً،،
    طه إسماعيل
    المنامة 15 يونيو 2002


                  

العنوان الكاتب Date
هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين Haydar Badawi Sadig05-06-03, 03:18 AM
  Re: هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين adil amin05-06-03, 10:28 AM
    Re: هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين Haydar Badawi Sadig05-06-03, 03:06 PM
  Re: هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين Agab Alfaya05-06-03, 07:28 PM
    Re: هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين degna05-07-03, 07:04 AM
      Re: هذا ما قاله الأستاذ طه أبو قرجة عن الموت للجمهوريين Haydar Badawi Sadig05-07-03, 05:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de