معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالزنديق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2003, 04:54 PM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز (Re: emadblake)

    هاشم كرار ـــ حديث في المسكوت عنه!

    استهلالات: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه اثم قلبه"‚ "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا‚ اعدلوا هو أقرب للتقوى"‚ ــ قرآن كريم ــ ــ أحد العارفين ــ 3 ــ علمني جدي أن أتلو أورادي‚ أتحصن قبل النوم‚ أقابل آمالي بأول يوم في الشهر‚ وأدعو: يا رب الأخضر واليابس ‚‚ المتغيِّر والثابت‚ فصل الأشياء هواك‚ علمني فراسة كشف المنظور‚ حببني في الخير‚ أحلل عقدة خوف في قلبي‚ رطب بالصدق لساني لا ألبس حقا بالباطل‚ بالباطل لا أرمي أحدا ــ واختمني برضاك! كان بصيرا جدي ‚‚ يحكي ان المدد الخير كان يبيض ويفرخ في دينابه‚ يا ضارع وجه الأرض حنيفاً نضاحا بالحب الخلاق‚ كن يقظا‚ اسرح عينيك براق‚ فالساحة عاطلة من الخضرة والأطفال ‚‚ والرؤية لا تنبىء بالخير! عبدالمنعم رحمه الله‚ شاعر سوداني صديق‚ : تَّلبثت‚ ريثما يفرغ الداعية الأستاذ عبدالرحمن الطقي من اعادة محاكمته للاستاذ محمود طه‚ وفكره ــ الفكر الجمهوري ــ وهي المحاكمة التي أراد بها ان يكفر ــ ضمنيا على الأقل ــ الاستاذ أبو بكر القاضي‚ بدعوى ان "من كان هذا هو شيخه وفكره‚ فها هو"! { لزوم ما يلزم: لست جمهوريا ‚‚ وما النفي الصريح ــ هنا ــ خوفا من محاولة بائسة لاقتطاع رزق‚ او تعليق في حبل مشنقة‚ وانما مخافة ان ينسبني احدهم ــ وأنا رجل يعرف ما عليه من تقصير عن شأو جميل السلوك ــ الى الجمهوريين‚ الذين يشهد لهم رهط كبير من أهل السودان بالانضباط في السلوك‚ على الأقل! ثم‚ انني لست هنا ــ ثانيا ــ لأدافع عن الرجل النحيل "فتزدريه" ــ الأستاذ أبو بكر القاضي‚ وفي أثواب الرجل أسد هصور من القدرة على المرافعة‚ وهو القانوني الشاطر ‚‚ وفي أثوابه ايضا أسد هصور من أدبيات فضيلة الرجوع الى الحق‚ متى ما استبان ضلال الطريق‚ ثم‚ انني لست هنا ــ للمرة الثالثة ــ لأحكم على محمود: اثبت التهمة الغليظة ــ تهمة الردة او انفيها ــ ذلك اولا‚ لأن مثل هذا الحكم هو مسؤولية‚ مسؤولية‚ اعترف انني ليست احدا من رجالها‚ وأحمد الله كثيرا انني ــ من فرط جسامتها لا أتحملها ‚‚ وذلك ثانيا‚ لأن الرجل ــ محمود طه ــ هو الآن في ذمة الديان ‚‚ أعدل الحاكمين‚ ثم‚ وهذا أخيرا‚ انني ليست هناك لأحكم على الفكر الجمهوري‚ بكل ما يثيره من جدل‚ وما يثيره من خلاف‚ تلك مسؤولية "الأخيار" اولئك الذين فقههم الله في الدين الخالص‚ هم وحدهم أهل العلم‚ وأهل الفقه‚ وأهل الفتية‚ وهم وحدهم المختصون بالفصل في الأمور المشتبهات‚ وفي الفصل في أمور الاجتهاد‚ { لزوم ما لا يلزم: انني هنا ــ أولا ــ لأتكلم فيما سكت عنه الأستاذ الداعية عبدالرحمن الطقي‚ في حق الرجل ــ محمود طه ــ اذ هو يقدمه للقراء‚ توطئة لإعادة محاكمته‚ ومحاكمة فكره‚ وصولا لمحاكمة الأستاذ أبو بكر القاضي‚ ثم أنني هنا‚ لأتكلم ثانيا عما سكت عنه الطقي عن محاكمة الرجل الأولى في عام 67‚ ومحاكمته الثانية في يناير 85 ‚‚ وعما سكت عنه الطقي والرجل يلتف حوله حبل المشنقة ‚‚ ثم انني ــ وهذا هو الأهم ــ لأتحدث عن كيفية بناء الطقي لمرافعته "الادعائية" قبل ان يشدد الحبل ــ مرة أخرى ــ حول عنق الرجل‚ وحول فكره‚ وحول تلاميذه! { محكمة! المحاكمة المعادة ــ محاكمة الطقي ــ لا جديد فيها‚ انها في ادعائها وبنياتها‚ طبق الأصل من المحاكمة التي انتهت في عام 1967 الى الحكم بردة الاستاذ محمود محمد طه ‚‚ وهو الحكم الذي نفضت عنه الغبار في عام 1985 محكمة استئناف محاكم الطوارىء برئاسة المكاشفي طه الكباشي‚ لتضيفه الى حكم محكمة طوارىء ام درمان الابتدائية برئاسة القاضي المهلاوي‚ والذي حكم على محمود طه‚ بالاعدام لاستصداره منشورا بعنوان "هذا او الطوفان" هاجم فيه بضراوة قوانين نميري "الدينية" باعتبارها قوانين "أساءت الى الاسلام‚ ونفرت منه‚ ثم انها هددت وحدة البلاد" وفق ما جاء في المنشور الذي تضمن ايضا ان تلك القوانين لم يكن الهدف منها إلا إذلال المفكرين واسكات الخصوم السياسيين‚ ولافادة القارىء‚ فإن ذلك المنشور صدر‚ في تمام الوقت الذي كان فيه رجال الدين يلوذون بالصمت إزاء أذى تلك القوانين التي اعترف الاستاذ الطقي نفسه بان "فيها قصورا" و"صاحبتها سلبيات" ‚‚ وهي ذات القوانين التي قال عنها الصادق المهدي زعيم طائفة الانصار بعد ان قيض الله شعب السودان ان يهلك نظام نميري "انها لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به" وهي ذات القوانين التي قال عنها ايضا محمد عثمان الميرغني زعيم طائفة الختمية: "لو بقيت هذه القوانين‚ لما بقي في السودان اسلام‚ ولما بقي السودان"! لقد لاذوا بالصمت ‚‚ وكان شعارهم أنج سعد فقد هلك سعيد‚ وهم يرون كيف ان محاكم الطوارىء تنتهك حتى حق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم بمحامين‚ لا يقفون امام تلك المحاكم "كأصدقاء" وانما كأصحاب حق أصيل في المرافعة‚ وفي الدفاع‚ أكثر من ذلك‚ لقد سكتوا عن الحق‚ وهم يرون "الإمام" النميري كيف يظهر في التليفزيون ليقول "أجل ‚‚ سنتلَّب ــ أي نقفز ــ على الناس من فوق الحيطان لنسوقهم الى الجلد‚ والرجم" ولو كان "الامام" الذي بايعته طائفة من تجار الدين‚ في شجرة ام ضوا بان القريبة من الخرطوم‚ مجددا لدين الله في هذه المئوية ‚‚ لو كان قد قرأ "ولا تجسسواولا يغتب بعضكم بعضا وكونوا عباد الله اخوانا" أو قرأ "لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها" لما كان اذن قد أخذته العزة بالإثم‚ ليقول مايقول ــ دون ان يتقي الله في آداب وتعاليم دينه ــ بجهير الصوت‚ او خفيضه ‚‚ ولو كان قد علم ان الفاروق عمر‚ استغفر ربه سبعين مرة‚ بعد ان هجم على أناس يعاقرون الخمر‚ دون ان يستأذن الدخول في البيت‚ ودون ان يلقي تحية الاسلام‚ لكان إذن "الإمام" النميري قد تأدب بأدب الآية الكريمة ‚‚ ولكان قد عرف كم هو هزيل في فهم الدين الذي لا يشاد أحدا إلا غلبه! لا قصور في "الشريعة"‚ ولا سلبيات‚ وليس فيها من انتهاك للحقوق ‚‚ ولما كان الكامل‚ والايجابي لا يلد إلا كاملا وايجابيا‚ لا يمكن ــ إذن ــ أن نقول عن قوانين نميري التي صاحبتها سلبيات‚ واكتنفها قصور‚ ولازمها هوى السلطان‚ وهوسه‚ وانتهكت حقوق كثيرين جدا ــ لا يمكن اطلاقا ان تقول عن تلك القوانين‚ التي عرفت على نطاق واسع بقوانين سبتمبر (نسبة الى الشهر الذي شهد بداية تطبيقها)‚ بأنها "الشريعة"‚ تلك كانت مقدمة ضرورية‚ لإضاءة المسرح المظلم والظالم ــ المسرح السياسي ــ الذي وقف فيه محمود محمد طه امام محكمة "سلطانية"‚ ليحكم عليه بالإعدام‚ فقط لاستصداره منشورا‚ قال فيه كلمة حق في وجه "امام" لم تكفه استهانته بدنيا الناس‚ فذهب بعيدا‚ يوغل في الاستهانة بدين رب الناس! محمود محمد طه‚ حين مثل أمام محكمة المهلاوي‚ رفض الوقوف استجابة لأمر القاضي‚ معلنا رفضه التعاون "مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل‚ ورضيت ان تكون أداة في يد السلطة التنفيذية تستعملها لاضاعة الحقوق‚ وإذلال المفكرين‚ والتنكيل بالخصوم والمعارضين السياسيين"‚ لم تلبث المحكمة "طوارىء" إلا يوما‚ او يوما وبضعة يوم‚ حتى أعلنت حكمها الإعدام على محمود محمد طه‚ واربعة من تلاميذه! رفع الحكم‚ الى محكمة الاستئناف "طوارىء"‚ وهي مثل المحكمة الابتدائية طوارىء‚ لا تتيح لمحامي الدفاع إلا الظهور "كأصدقاء للمتهم" ‚‚ ولم تلبث المحكمة ان استدعت من "التاريخ" حكم المحكمة الشرعية في أم درمان عام 1967‚ لتضيفه الى "المنشور"‚ وتحكم على الرجل بالردة‚ والإعدام شنقا! برغم كل ذلك‚ أبى" الإمام" جعفر نميري‚ إلا ان يضيف للمتهم تهما أخرى! ظهر قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام‚ وهو في كامل زيه العسكري‚ ليقول بعد ان ساق التهم: اني بحثت لسبعين ساعة عن مخرج للرجل‚ ولم أجد له مخرجا‚ "الإمام" النميري‚ لو كان يريد للرجل مخرجا‚ لكان قد أدرك منذ البداية‚ ان السبعين ساعة التي قال انه ظل يبحث فيها عن مخرج للرجل ليست كافية لقراءة مؤلف واحد من مؤلفاته في الدين‚ ناهيك عن قراءة أكثر من سبعين مؤلفا للرجل‚ ولو كان النميري‚ يريد مخرجا‚ لكان قد قال ان الرجل الذي كتب كتاب "لا إله إلا الله"‚ لم يشهد على نفسه بالكفر‚ ولم ينكر ما هو ثابت من الدين‚ حتى "ما يشاع" عن اسقاطه للصلاة‚ ذلك ان الرجل له مؤلف "تعلموا كيف تصلون" ومؤلف "رسالة الصلاة"‚ والتي يؤكد فيهما ان الصلاة هي أشرف عمل العبد‚ "فلئن كانت لا إله إلا الله هي أشرف العبادات اللفظية‚ فإن الصلاة هي أشرف العبادات العملية"‚ ولو كان الإمام يريد للرجل مخرجا‚ لكان قد "عذر" الرجل‚ ومن الفقهاء من يقول بذلك بدلا عن قتله‚ ذلك لأن حديث "من بدل دينه فاقتلوه" من أحاديث الآحاد ‚‚ ولو كان يريد مخرجا‚ لاستتابه مدى الحياة‚ كما يقول بذلك فقهاء‚ ولو كان يريد له مخرجا لكان قد حقن دمه بالاجتهاد ذلك لأن الرجل شيخ في السادسة والسبعين‚ و"الشيخ" لا يقتل حتى وان كان كافرا‚ ومن وصايا الرسول الكريم لقواد المسلمين في قتالهم للمشركين "ولا تقتلوا شيخا" ‚‚ ولو كان يريد له مخرجا‚ لكان قد تريث في الإعدام‚ ريثما يغير من قانون السجون الذي كان لا يزال ساريا والذي يمنع شنق من تجاوز السبعين! كان يمكن للإمام ان يجد مخرجا‚ لكنها السياسة‚ ولكنها الضغينة التي يعرفها الناس في النميري‚ إزاء كل من تحداه بـ "لا" حتى ولو كانت هذه "اللا" حفاظ على دين الله ــ الاسلام ــ من "التشويه" و"التنفير" ‚‚ وحفاظا على شريعته من "القصور" و"السلبيات"‚ اعدم الرجل ــ محمود ــ شنقا في 18 يناير 1985‚ دون أن يستتاب هو‚ واستتيب الأربعة من تلاميذه الذين اعتقلوا خلال توزيع المنشور‚ بعد تنفيذ الحكم‚ ولم يدفن الرجل في غير مقابل المسلمين‚ وانما حملت جثمانه طائرة مروحية‚ ليلقى به في الصحراء‚ او في يم البحر الأحمر ــ الله أعلم ــ ‚ بعد 76 يوما ــ فقط ــ من اعدام الرجل (76 عاما) قيض الله لشعب السودان ان يهلك نظام نميري‚ في واحدة من اروع الانتفاضات الشعبية التي عرفها التاريخ المعاصر وفي عام 1986 أضيء المسرح‚ على القضية من جديد‚ حين تقدمت ابنة محمود‚ وعبداللطيف عمر احد الأربعة الذين استتيبوا الى جانب طائفة من كبار المحامين‚ بطعن دستوري في الحكم‚ أمام المحكمة العليا‚ ما هو جدير بالانتباه‚ هنا‚ ان هذا الطعن‚ قُدم في ذات ظل القوانين "الدينية" التي حكمت على الرجل بالاعدام‚ حكمت المحكمة العليا بـ "الاغلبية" على ان الرجل "اغتيل"‚ واسقطت بالتالي الحكم والذي كان قد تضمن بأن يصبح بيته المبنى من اللبن ــ الطين ــ في أم درمان فيئاً للمسلمين‚ المحكمة‚ في سياق نقضها للحكم‚ "تعجبت" من محكمة استئناف "محكمة المكاشفي" تستدعي حكما من التاريخ ــ وهو الحكم بالردة في عام 1967 ــ لتضيفه الى حكم محكمة المهلاوي‚ القاضي "الهمام" الذي حكم من مجرد "منشور" على الرجل بالإعدام! تلك سابقة "قانونية"‚ هي سيئة ذكر في تاريخ القضاء السوداني‚ كما يقول بذلك فقهاء قانون كبار ‚‚ سابقة سيئة لا يمكن اطلاقا ان يعتد بها ــ في المستقبل‚ قانونيون يحترمون علمهم‚ ولا يرومون إلا العدل‚ وانصاف الناس! مهما يكن‚ لقد "تعجبت" المحكمة العليا‚ في سياق مداولاتها للطعن‚ من "محكمة استئناف" كيف يمكن ان تستدعي ــ هكذا بمثل هذه الخفة القانونية ــ حكما تقريريا‚ صدر قبل 18 عاما‚ من محكمة مختصة فقط في قضايا الأحوال الشخصية‚ لتضيفه الى حكم من أحكامها؟ ما هو أكثر مفارقة ان تلك المحكمة‚ التي لم يكن من اختصاصها إلا النظر في قضايا الأحوال الشخصية‚ لم تكن تمتلك أي سلطة لتنفيذ أحكامها: حتى سلطة اجبار زوجة ناشز على الرجوع الى بيت الطاعة‚ ناهيكم عن سلطة اجبار متهم بالردة على المثول أمامها ‚‚ ناهيكم عن تنفيذ الحكم!



    · هاشم كــرار : اتهامات الطقي وحديث الإفك!

    أُعدم الرجل‚ محمود محمد طه "76 عاما"كان ذلك‚ في سجن كوبر بضاحية الخرطوم‚ في يوم الجمعة 18 يناير 1985‚بعد "76" يوما فقط من الاعدام‚ اهلك شعب السودان ــ بتوفيق من الله ــ نظام نميري ومحاكمه الاستثنائية‚ في واحدة من اروع الانتفاضات الشعبية المعاصرة‚ والأكثر جسارة‚و ‚‚ لم تنته القضية‚في نهاية العام 1985‚ طعنت في الحكم ابنة محمود "أسماء" وعبداللطيف عمر أحد الأربعة من تلاميذه‚ ونخبة من كبار المحامين‚المحكمة العليا‚ حكمت بالأغلبية ان الرجل ــ محمود محمد طه ــ قد "أغتيل"‚ وألغت بالتالي كل أمر قضائي ترتب على حكم محكمة الاستئناف طوارئ‚ برئاسة المكاشفي طه الكياشي‚في سياق المداولات‚ "تعجبت" المحكمة العليا‚ من محكمة استئناف كيف يمكن لها ان تستدعي حكما تقريريا‚ مضى عليه 18 عاما ‚‚ حكما من محكمة شرعية غير مختصة ـ بحكم قرار التأسيس ـ إلا بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية‚ لتضيفه الى حكم محكمة ابتدائية‚‚ وتعجبت من محكمة كيف يمكن ان تحكم على رجل بالإعدام‚ فقط لاستصداره منشورا!تلك "خفة قضائية"‚ كما يقول قانونيون كبار ‚‚ وتلك "سابقة سيئة ذكر" لن يعتد بها في المستقبل اولئك الذين يرومون ــ حقا ـ انصاف الناس ‚‚ ويرومون اقامة الوزن بالقسط‚ كيلا يخسروا الميزان!تلك كانت وقائع تاريخية‚ الاشارة اليها‚ تبقى ضرورية قبل الدخول في لحم المسألة: إعادة محاكمة محمود محمد طه ‚‚ وهي المحاكمة التي يمثل فيها الآن الداعية الطقي الخصم ويمثل فيها الحكم في آن واحد‚وقبل الدخول الى المحكمة‚ يقفز سؤال مهم: متى يحق الحكم على إمرء بالكفر أو الردة؟الاجابة واضحة: إذا ما شهد ذلك المرء على نفسه بالكفر‚ في الحالة الأولى أو أنكر واحدا من ثوابت الدين الاسلامي انكارا تاما‚ في الحالة الثانية‚ذلك ما قال به الفقهاء ‚‚ وهنا يستحضرني حديث على قدر من الأهمية لمفتي مصر السابق‚ الرئيس الحالي لجامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب‚ يقول الطيب "أرفض الحكم على احد بالكفر على الاطلاق‚ ما لم يشهد على نفسه بذلك ‚‚ وارفض الحكم بردة اي مسلم‚ ما لم ينكر واحدا من ثوابت الاسلام"‚هنا يقفز سؤالان:1 ــ هل شهد محمود محمد طه على نفسه بالكفر؟الاجابة: لا ‚‚ وذلك ما لم يقل به الداعية الطقي‚ وهو يسوق الاتهامات ضد الرجل‚2 ــ هل انكر واحدا من ثوابت الاسلام؟ الاجابة "نعم" ‚‚ ونعم تلك للداعية الطقي‚ وردت ضمنيا مرات كثيرة‚ اذ هو يسوق الاتهام وراء الاتهام‚ ليلف الحبل من جديد ـ حبل المشنقة ــ حول الرجل‚ وفكره‚ وتلاميذه‚وقبل الدخول الى المحكمة‚ ينبغي قول شيء آخر مهم: اعادة محاكمة الرجل هنا‚ في الهواء الطلق‚ امام اعين جميع القراء‚ تعطي هذه القضية حيوية‚ ذلك لأن الباب فيها سيظل مفتوحا امام الشهود من الجانبين: شهود الاتهام وشهود الدفاع ‚‚ وفي فتح مثل هذا الباب رحمة ‚‚ ذلك لأن القضية قضية فكرية‚ وهي تمس في الأساس‚ أعز ما يملك الناس: دينهم ‚‚ ومن هنا‚ فإن في مثل هذا التقاضي المفتوح اثراء للفكر "الديني" ‚‚ واخصاب للعقل "الاسلامي"‚ وهو العقل الذي يوشك ان يتحجر‚ من طول ما الف التعايش مع أمور الدنيا‚ أكثر من تعايشه مع أمور الدين!محكمة!أول ما نهض الداعية الطقي‚ ليقدم مرافعته‚ قدم الرجل ــ محمود محمد طه ــ الى القراء ‚ لكن الطقي لم يقدم الرجل بأكثر من انه "مهندس لم ينتفع بعلمه أهله" وانه "أسس حزبا سياسيا في أواخر عهد الاستعمار ما لبث ان تحول الى حزب ديني‚ هو الحزب الجمهوري" وانه "سجن في مدينة رفاعة‚ ثم في سجن كوبر‚ وانه عكف على كثير من العقائد المخالفة للاسلام‚ المعلنة والمتسترة"‚ذلك هو تقديم الطقي للرجل‚ وهو تقديم ينسجم وهدف ممثل الاتهام‚ في اي محكمة "بالمعنى المعروف" لكنه لا ينسجم مع طبيعة ممثل اتهام‚ يحترم قراءه في محكمة "صحفية"!ما لم يقله الطقي ــ وهو يبني مرافعته لتكفير الرجل واخراجه من الملة- هو ان الرجل من رواد الحركة الوطنية‚ وهو اول سجين سياسي في زمن الاستعمار‚ هو حافظ للقرآن بالقراءات السبع‚ وحافظ للحديث النبوي‚ وهو رجل عارف بأسرار اللغة‚ وديانات التوحيد‚ والديانات القديمة‚ وهو رجل ملم بالفلسفات الإنسانية المعاصرة‚ما سكت عنه الطقي هو ان الحزب الجمهوري ليس حزبا سياسيا بالمعنى المعروف‚ هو حزب تنويري‚‚ حزب لم يتلوث خلال كل تاريخه بعنف‚ ولم يتلوث بحب سلطة‚ قد تأتيه منقادة‚ ذات نهار‚ من صندوق اختراع‚ او تأتيه غلابا‚ ذات ليل‚ بكلاشينكوف أو دبابة!ما لم يقله الطقي هو ان الرجل صاحب فراسة: هو اول من قال ــ حتى في زمن اللاءات الثلاثة ــ بضرورة جلوس العرب والاسرائيليين في مباحثات سلام‚ وهو اول من قال باقتراب انهيار الاتحاد السوفاتي ‚‚ وهو اول من قال بانهيار النظريتين الشيوعية والرأسمالية‚ لان الأولى حققت العدالة الاجتماعية على حساب الحرية‚ والثانية حققت الأخيرة على حساب العدالة الاجتماعية‚ وان الاسلام هو وحده المرجو بتحقيق الاثنين في آن واحد‚ حين يعود غريبا كما بدا "فطوبى للغرباء" اولئك الذين يحيون سنة المعصوم بعد اندثارها‚أجل النظر الى الرجل الذي هو الآن في قفص الاتهام‚ من كل جوانبه‚ مسألة مهمة للقراء ‚‚ ومسألة مهمة في القضية واجابة شافية للسؤال: أي رجل هو الآن محاصر في قفص الاتهام بالتهمة الغليظة: تهمة الردة!مرافعة:اولا‚ ألفت انتباه القراء ـ للمرة الثانية ــ انني لست هنا‚ لأحكم على الرجل ــ محمود ــ بالبراءة او الإدانة ‚‚ تلك كما قلت مسؤولية "الأخيار"‚ اولئك الذين فقههم الله في الدين‚انني هنا ــ للمرة الثانية ــ لأنظر في الاتهامات التي ساقها الداعية الطقي: ما إذا كانت هذه هي اتهامات فاسدة ام لا ‚‚ صحيحة أم باطلة ‚‚ والفاسد في علم اصول الدين‚ هو ما يقع صحيحا في جملته ولكنه تنقصه شروط ليكون صحيحا‚ أما الباطل فهو غير الصحيح في اصله‚الداعية الطقي‚ بنى هيكل مرافعته الاتهامية على ما هو فاسد‚ وما هو باطل في آن واحدة‚ هو في جملة اتهاماته ــ تقريبا ــ لم يجىء باتهام عتيد‚ انه يسوق الاتهام أحيانا بلا بينة‚ وأحيانا ببينة قسرية‚ كأن يقف حيث لا ينبغي له الوقوف على قاعدة "ولا تقربوا الصلاة" إذ هو يورد جملة من كتابات الرجل ‚‚ واحيانا يفرغ عمدا جملة من مبناها العام ‚‚ واحيانا يسوق الاتهام ببينة سماعية‚ ومثل هذه البينة لا حظ لها في أي محكمة ‚‚ كما انه احيانا "يقوِّل" المتهم ما لم يقله ‚‚ او "يقوِّله" ما قال آخرون انه قد قاله!وقبل ان أبين ــ عمليا ــ مرافعة الداعية الطقي‚ بكل ما فيها من اضطراب‚وفساد‚ وبطلان‚ يهمني هنا أن أقف واستوقفه‚ امام اتهامه للجمهوريين والجمهوريات بالاباحية الجنسية وممارسة البغاء‚ والدعوة اليه!ذلك اتهام نكرة‚ اتهام لم يقل به اطلاقا حتى اولئك الذين تآمروا على "اغتيال" الرجل‚اتهام الطقي للجمهوريين والجمهوريات لو رمى به ـ مثلاً ـ أي "جماعة" في واحدة من جزر التفسخ والانحلال‚ لكان يمكن أخذه ــ حتى في غياب الدليل ــ بغير كثير من الشك‚ برغم ان الأخذ بقليل الشك‚ في مثل هذا الاتهام‚ يورث الاثم ايضا!لا أحسبني وحدي‚ في استنكار مثل هذا الاتهام النكرة‚ وأهل السودان الذين خبروا في الجمهوريين ليس البياض‚ لم يخبروا فيهم اطلاقا ثمة انحلال‚ او دعوة ــ ولو سرية -منهم لانحلال‚‚ بل ان اهل السودان‚لم يخبروا فيهم أي عيب من عيوب الخلق او السلوك حتى وهم يمشون بـ "لا إله إلا الله" و"تعلموا كيف تصلون" و"طريق محمد" الى الذين يكترعون "الشراب" في الحدائق ويتجشأون "الكوارع" وهم يرفعون العقيرة ـ في الثلث الأخير من الليل ـ بالأغنية الشهيرة "الندامى ‚‚ الندامى"!ما كنت اود اطلاقاً‚ من الداعية الطقي ان يخوض في مثل هذا الاتهام النكرة‚ ذلك اولا لانه اتهام يتعدى بالطعن في اخلاق الجمهوريين والجمهوريات الى الطعن في أخلاق أسرهم الممتدة ‚‚ بل انه اتهام يتعدى الأسرة إلى القبيلة‚ في بلد مثل السودان لا تزال فيه للقبيلة عصبية‚ ولا تزال لها فيه حمية‚ وذلك ـ ثانيا ـ لانه اتهام يستحيل عليه ان يجيء بشهدائه في واقعة فردية واحدة‚ فكيف به إذن يمكن ان يجيء بكمية من الشهداء‚ وهو قد عمَّم؟ما خاض فيه الداعية الطقي ــ بغير دليل ــ يتجاوز الاتهام الى "القذف"‚ والقذف فسوق‚ فيه حد‚ وفيه جلد‚ وفيه لعنة‚‚ وهو يتجاوز الاتهام ــ ايضا-الى "الافك" ‚‚ والخوض في "الافك" بعد ان وعظنا الله ألا نعود لمثله ابدا ان كنا مؤمنين ليكشف بما لا يدع مجالا للشك‚ اننا للأسف ــ وبرغم مرور 14 قرنا ـ لما نتعظ بموعظة من الله‚‚ اقرأوا الآية الكريمة "ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة‚ لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم‚ إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم‚ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم‚ يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا‚ ان كنتم مؤمنين"‚انني لاستغفر الله لي وللشيخ الطقي‚وابتهل الله تعالى ان يتغمدنا برحمته ‚‚ والى لقاء الأسبوع المقبل‚
                  

العنوان الكاتب Date
معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالزنديق emadblake11-22-03, 04:52 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز emadblake11-22-03, 04:54 PM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز emadblake11-22-03, 04:56 PM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Haydar Badawi Sadig11-22-03, 06:34 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Abureesh11-22-03, 04:59 PM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز emadblake11-22-03, 05:06 PM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Abureesh11-22-03, 05:51 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Omer Abdalla11-22-03, 05:34 PM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Haydar Badawi Sadig11-23-03, 08:40 AM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز emadblake11-23-03, 04:51 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Yasir Elsharif11-23-03, 01:51 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Yasir Elsharif11-24-03, 09:48 AM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز عبدالله11-24-03, 11:35 AM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز nadus200011-24-03, 07:36 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Yasir Elsharif11-25-03, 01:26 PM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز degna11-25-03, 04:04 PM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز emadblake11-25-03, 06:39 PM
  Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Yasir Elsharif11-26-03, 08:37 AM
    Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Haydar Badawi Sadig11-26-03, 11:11 AM
      Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز shiry11-26-03, 01:16 PM
        Re: معركة في صحافة قطر حول الفكر الجمهوري - سلفيون يصفون محمود محمد طه بالز Haydar Badawi Sadig11-27-03, 08:29 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de