|
Re: " دارفور ... حينما ( يتباكى ) الجاني على الضحية " (Re: محمد خليل إسماعيل)
|
الأخ / محمد خليل
السلام عليك
نعم , أوافقك الرأي في أن الصين في حالها , وان أمريكا , بالرغم من ما تدعيه من اهتمام بمبادئ حقوق الإنسان , والقيم الديموقراطية , نجد لها تجاوزات في تلكم المجالات , أما فيما يتعلق في التدخل في الشئون الداخلية , فالسودان واحدة من تلكم الدول التي سمحت للقاصى والدانى في التدخل في شئونه الداخلية , وهذا من خلال ممارسات النظام و تبنيه لقضايا صارت تمثل خطرا على سلامة وامن المجتمع الدولي , فكل متابع للواقع الدولي , يجد انه وبالرغم من عثرات المجتمع الدولي ,في مجال حقوق الإنسان , يجد أن المجتمع الدولي , صار يولى تلك المسألة اهتماما كبيرا (ولعله محاولة للتكفير عن آثامه في هذا المجال) , فصار يتعامل مع قضايا حقوق الإنسان بجدي واهتمام , وصار يشكل الهيئات والمؤسسات , التي تستطيع ردع كل من يثبت انتهاكه الصريح لمعايير المجتمع الدولي في ذلكم الشأن , بل وصارت تشكل المحاكم الدولية لمحاكمة كل من ثبت إدانته من رؤساء , ومسئولين , قاموا بارتكاب أخطاء تمس حقوق الإنسان , ضد الشعوب والجماعات , لذا نجد أن التطور في مجال الاتصالات , السرعة الفائقة في نقل الأخبار والمعلومات , قد أسهم في التعرف على حقيقة الأوضاع , في شتى بقاع العالم , مما جعل العالم يتحد , من خلال تكتلاته وأحلافه , لاتخاذ التدابير المناسبة للحد من تلكم الظواهر , فنجده يتدخل بصورة , أو بأخرى , في الشئون الداخلية لبعض الدول , وهذا التدخل قد يأخذ شكل العقوبات الاقتصادية , وعدم منح مسئولي تلكم الدول تأشيرات لدخول بعض الدول , وتجميد العضوية في بعض المؤسسات الدولية , والتدخل العسكري , أو الحد من سيادة الدولة على أراضيها , ومن أمثلة ذلك ( السودان ) , لأنه ما يعنينا.
لا يوجد قيادي من الحركات الثورية , سعى لطلب الدعم من إسرائيل , بل المجتمع الدولي هو من قام بتقديم الدعم والتأييد , لمطلب الحركات الثورية المتمثلة في , رفع الظلم والمعاناة عن كاهل إنسان دار فور , إن إسرائيل جزء من المجتمع الدولي شئنا أم أبينا , ولها العديد من المكاتب التي ترعى مصالحها في الدول العربية , وهي كما ورد في المقال تسهم , في دفع الجهود المبذولة لإغاثة المتضررين من الحرب الأهلية في إقليم دار فور , وهى في ذلك , شأنها شأن كل عضو في الأسرة الدولية يطمح لريادته.
أخي الفاضل
إن المطالبة بالعدالة في تقسيم السلطة والثروة , لا تعنى بأي شكل كان , مطالبة كل قبيلة أو خشم بيت بنائب رئيس ,لان ذلك من شأنه أن يخلق فوضى , اكرر فوضى , فلا يعقل ذلك , فالمطلوب هو , إعادة هيكلة نظم الحكم والإدارة في السودان , ليضمن الجميع المشاركة في الحكم بنسب متساوية ترضى الجميع , وهذا ممكن . إن الوعي الموجود والمتزايد , في السودان منذ فجر الدولة الحديثة , لا يمكنه الرضوخ لحكم الأسر المالكة, كما يحدث في بعض الدول العربية. أما مسألة الثروة , وكيفية توزيعها بعدالة , فمن هم الذين وافقوا على ذلك ؟ إن المطالبة بتوزيع الثروة , من خلال مفهوم الحكومة هو إسكات الأصوات التي تطالب بذلك, من خلال إرضاءها , وليس تطبيق مفهوم العدل , لنشر التنمية في السودان , فالغرض هنا توزيع ثروات البلاد بعدالة تضمن تحقيق التنمية الشاملة والمتوازية في جميع أنحاء السودان. إن حكومة الإنقاذ رهنت مقدرات البلاد , للنخبة الحاكمة بحيث يستطيعوا الإثراء على حساب الدولة , وتمكين أنفسهم , قلى بربك من هم الذين فرطوا في التراب السودانى ؟
إن الذين يرفضون الحلول هم وفد الحكومة , والحركات الثورية صابرة على تلكؤات وفد الحكومة , وهى جادة في التوصل إلى اتفاق سلام عادل , يجنب السودان المزيد من الحروب والمشاكل.
إن المطالبة بتداول منصب رئيس الجمهورية , شيء قابل للنقاش , والوصول لاتفاق فيه ممكن , لكن المطالبة بطرد العنصر العربي فهذا ما لا افهمه؟ لك أن تعرف إن ما تسميه العنصر العربي يشارك في تلكم الحركات, لإيمانه بعدالة المطالب وواقعيتها , ولا يوجد من يطالب بطردهم لأنه , توجد علاقات نسب وتصاهر بين العناصر العربية والأفريقية.
أما عن المسئول عن تعثر مفاوضات ابوجا , فالغرض من المفاوضات ضمان العدالة في تقسيم السلطة والثروة , وليس التهميش , استخدم أسلوب الترضيات. ولى عودة بالتفصيل في ما يتعلق ببرامج الحركات الثورية , و فيما تفضلت بالرد فيه أخيرا, بإذن الله .
|
|
|
|
|
|