الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 04:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.جون قرنق
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2003, 09:43 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنفصاليون الجدد ..!! (Re: nadus2000)

    الإنفصاليون الجدد ..!!

    بقلم : عثمان ميرغني






    الاستاذ الطيب مصطفي المدير العام السابق لتلفزيون السودان ووزير الدولة السابق بوزارة الإعلام ليس مجرد كاتب عادي عندما يكتب مقالا طويلا ثم يسلمه لثلاث صحف يومية وتنشره الصحف الثلاث في ذات اليوم.. فليس في السودان "كاتب عادي" تنشر له ثلاث صحف دفعة واحدة مقاله.. فالطيب بحكم المشاركة السياسية هو عضو فعال في العمل السياسي وبحكم صلة القربى من السيد رئيس الجمهورية فهو "مُطلع" ومدرك لحساسية ما يمكن ان يثيره مقاله من رياح خاصة عندما يكون المقال "مع سبق الإصرار والترصد" بالنشر بالثلاثة.

    ولم يكتف الطيب باثارة كل الأشجان التي عددها بل ختم مقاله بعبارة حاسمة "وسيتلو ذلك خطوات سيعلن عنها في حينه إن شاء الله .." وهي كما ذكرتُ في مناسبة سابقة عبارة تحول المقال من مجرد رأى منشور الي "منفستو" حركة سياسية جديدة .. اختار لها الطيب مصطفى - تهكما - اسم "الحركة الشعبية لتحرير شمال السودان NSPLM.

    وعموما دعوة الطيب مصطفي "الإنفصالية" باسم الشمال ليست جديدة وإن كان أضاف لها مزيدا من الحجج والمرارات ومرافعات التظلم والإحتجاج ليجعلها أكثر حرقة ،لكن - كما أسلفتُ - شخصية الكاتب تجعل من الدعوة هذه المرة نبرة جديدة ربما ساور الكثيرون هاجس أنها قد تكون مدروسة بعناية أكبر مما يظهر على سطح المقال من خواطر شخصية تعبر عن رأى فردي..خاصة وأن كاتب المقال استدرج أسانيد لبعض حججه من قول نسبه الي الرئيس البشير.

    ويبدو أن الطيب مصطفي وقع في الخطيئة المعهودة لبعض المفكرين والكتاب الذي يحللون وينظرون الي مشكلة الجنوب من إحدي الضفتين .. الشمالية أو الجنوبية ولم يستطع اقتلاع نفسه - وهو يكتب المقال - من جغرافية المكان والإنتماء حتى يرى الأمور على حقيقتها بعيدا عن حُجب وألوان المسلمات التي تُثار من جانبي القضية في الشمال والجنوب والتي تجعل منها في النهاية مجرد مرافعة إتهام في مواجهة الدفاع أو العكس .

    والنظر الي مشكلة الجنوب من مقاعد إحدى الفرقتين الشمالية أو الجنوبية يناصر حجة طرف على طرف لكنه لا يمنح الحكمة المطلوبة للخروج من نفق القضية المظلم.حتى في الأسانيد الرئاسية التي تحجج بها الطيب مصطفي طفرت فكرة النظر من ضفة الي أخرى فقد ذكر ان السيد الرئيس البشير وفي مناسبة موثقة قال "إذا خُيرنا بين استمرار الحرب والإنفصال فسنختار الإنفصال .." (انتهى حديث الرئيس) ويصبح السؤال المنطقي الي (مَنْ)يعود ضمير الجمع في كلمة (خُيرنا) هل هم الشماليون ؟؟ ومن هو نائب الفاعل الذي يملك حق "تخيير" الرئيس أو الحكومة بين الحرب أو الإنفصال ؟؟.

    من الواضح ان النظر الي قضية الجنوب يعاني من التحيز ، إما للشمال أو الجنوب .. وأقصد بالتحيز ان يقف المتكلم في الضفة الشمالية و الجنوبية ويصدر حكمه من كيف مايراه من موقعه ..

    لكن النظرة الحصيفة الي القضية بعيدا عن الإنحياز لأي طرف ،ودون الجلوس على ضفة النهر اليسرى أو اليمني وإنما من جزيرة في الوسط يمنح القضية نهجا عقلانيا غير متشنج بحجة أو ظلامة او شكوى. ولا يجعل مسئولا رفيعا مثل الطيب مصطفي يطالب بتقصير الفترة الإنتقالية للخلاص من هَم الجنوب وهو يعلم أنه حتى ولو تأكد للسودانيين جميعا أن الجنوب لا محالة منفصل وأنه لا رجاء إطلاقا من الوحدة في سودان واحد فإن على الشمال والسودان كله أن يتأكد ان لا يحدث ذلك قبل أن يشتد ساعد الجنوب ليقوى على الوقوف علي قدميه دولة مستقلة قادرة على احتمال الإعتماد على قوامها بين الامم الأخرى .. أن يعمل السودان كله - هو يعلم أن الجنوب سينفصل - خلال ستة أعوام الفترة الإنتقالية من أجل جنوب سالم معافى . وتظل شركة الإتصالات السودانية (سوداتل) تركب الهاتف الجديدة وتمدد كوابلها حتى آخر ساعة قبل الرحيل من الجنوب .. بل وتبرم العقود التي تضمن لها حق الاستمرار في العمل في دولة الجنوب الجديدة وكأن الإنفصال لم يحدث.

    ويستمر الدورى العام لكرة القدم على وتيرته فيلعب هلال الخرطوم مباراته ضد مريخ "جوبا" حتى آخر دقيقة فيها ثم يودعه على أمل التقابل في المباراة القادمة في دورى كأس أفريقيا لأنه سيكون فريقا في دولة أفريقية أخرى جديدة.

    أقصد أن يدرك الشماليون أن الجنوب جزء من السودان وحتى ولو أصبح في طريقه الإجرائي البرتوكولي نحو الإنفصال فإن واجبهم التأكد من أنه سينفصل وهو في أفضل حالاته كدولة جديدة ..وهذا المنطق على عكس فكرة الذين يطالبون بتقصير الفترة الانتقالية حتى لا يخسر (السودان!!) من موارده ما سيذهب الي شقه الجنوبي المنفصل عنه لا محالة ..

    ومشكلة الطيب مصطفي كغيره من بعض الاسلاميين أنهم لا يسقطون الحكمة الدينية في المعاملات الفردية والشخصية على مسلك الشخصية الإعتبارية كالوطن أو الحكومة او المؤسسات الرسمية.. فتبدو كثير من المعاملات المطلوبة شرعا من الفرد مرفوعة عنه إذا كان يتحدث باسم شخصية اعتبارية كالوطن او الحكومة. فالاستدلال الذي أخذ به الطيب مصطفي في تحليل الدين للإنفصال في الحياة الزوجية إذا تحتم ذلك لم يكمله الي مداه ويستنبط كيفية "الإحسان" المطلوب شرعا إذا تأكد الإنفصال في الحياة الزوجية "وتسريح بإحسان" وأن هذا التسريح بإحسان يتطلب قوامة الطرف الأقوى علي الأضعف حتى يتأكد من قدرته على مواجهة الحياة الجديدة.. وبهذا المفهوم قد يكون مطلوبا من السودان الاستمرار في دعم "ميزانية دولة جنوب السودان " حتى بعد الإنفصال لحين بلوغه سن الفطام.

    والإسلام دين أممي يناهض الحدود السياسية أو العرقية أو اللونية ويُظهر ذلك حتى في التعامل الشخصي الفردي فيوصي بالجار للدرجة التي وصفها الرسول صلي الله عليه وسلم بأنه كاد يظن أن الله سيأمره بأن يدخل الجار في ورثة جاره مثله كأى من ذوي القربى المورثين.

    ثم أن الطيب مصطفي ينسى - في غمرة تعداده حيثيات تقصير الفترة الإنتقالية - أن الشماليين المسلمين يرددون دائما أن تعداد المسلمين في جنوب السودان أكبر من تعداد إخوانهم المسيحيين .. إذا لماذا يناهض الطيب مصطفي إخوانه المسلمين في وطنهم الجديد ويبذل النصيحة بفطامهم أعجل ماتيسر حتى لا يهدروا موارد السودان في فترة انتقال طويلة!! .. لماذا يبخل الطيب مصطفي علي إخوانه المسلمين في الجنوب وهم في دولتهم الجديدة في حاجة ماسة لتثبيت قواعدها بمساعدة جارهم السودان حتى لا يصبحون عالة على أجندة غريبة أخرى ؟..

    من الواضح ان حيثيات الطيب مصطفي هنا بُنيت على "حالة" إحساس قبلى (جعلي) محض.. تاهت في ضبابه حالة (الإيمان) بنظرة الإسلام المتآخية للمسلمين بعضهم لبعض ولأصحاب الديانات السماوية الاخرى... وكما لا يسرق السارق حين يسرق هو - مؤمن- كما ذكر الحديث النبوي الشريف .. فلم يكتب الطيب مصطفي ماكتب وهو - مؤمن -.. الإيمان "حالة" وليس "صفة" بمنطوق الحديث النبوى الذي جعل الإيمان كالطائر يهبط في القلب ويطير حسب "الحالة" .

    ولعل الطيب مصطفي تمادى في هذه "الحالة" وهو يقرر إنعدام عوامل التوحد بين أبناء الشمال والجنوب ويقرر أن صلة القربى بين الشماليين وجيرانهم الاريتريين والتشاديين والمصريين أكثر من صلتهم بالجنوبيين . وأن صلة الجنوبيين باليوغنديين والكينيين أقرب من صلاتهم بالشماليين عرقا ولونا ولغة ودينا بل وحبا وهوى .

    ورغم ان النظرية التي ساقها الطيب هنا تعبر عن "الحالة" التي سقتها في السطور السابقة أكثر من الحقيقة فهي خاطئة تماما من حيث الحقيقة العلمية وآخرها كان الكشف الأثري لمومياء رجل عاش في شمال السودان قبل سبعة آلاف عام وتبين أن شعره أجعد وبشرته سمراء كأي سوداني من الجنوب او الشمال حاليا. ، إلا أنه بافتراض صحة حديثه فإن الطيب لم يبذل جهدا في النظر الي دول كثيرة تقوم على شعوب متباينة اللغات والأديان والسحنات على رأسها أقوى دولة في العالم الولايات المتحدة الامريكية التي يكون في النهاية شعبها خليط "أقليات".. وربما كان ذلك سبب قوته بل ما تزال الولايات المتحدة الامريكية تدعو البشر من جميع الأعراق للهجرة إليها وتقف طوابير طويلة من السودانيين في انظار"الروتاري" ليصبحوا أمريكان رغم اختلاف اللغة والدين والعرق واللون وحتى درجة "التحضر" .

    دعوة الطيب مصطفي فيها أنفاس العرقية والعنصرية وتحيل قضية الحرب في جنوب السودان الي فصل جديد يقوم على نظرية "الخلاص" الكبير التي يفترض فيها الشمال أنه سيدفن كل أوزاره وسيئات تاريخه القديم في أرض دولة جديدة في جنوب السودان. وليته يراجع الحيثيات التي بنى عليها أحكامه و يتهم النفس الأمارة بالسوء ثم يؤسس نظرة جديدة تبعد عن الشاطيء الأيمن او الأيسر وتنظر الي الامور بمعيار "عقلاني" بعيداً عن العواطف والتراكمات الحزينة التي بذرتها في النفوس مرارات الحوادث التي غلفت قضية الحرب في جنوب السودان وجعلت منها أكبر مأساة بشرية في وجه الكرة الأرضية على حد تعبير السيد كولن باول وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية ..

                  

العنوان الكاتب Date
الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:25 PM
  Re: الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:32 PM
    Re: الإنفصاليون الجدد....وتداعيات الرد عليهم nadus200002-07-03, 04:33 PM
      ظاهرة الانهزاميين الجدد والاستخفاف بمرتكزات الأمن القومي nadus200002-08-03, 08:55 PM
        Re: ظاهرة الانهزاميين الجدد والاستخفاف بمرتكزات الأمن القومي nadus200002-08-03, 08:56 PM
          أوهـــام.. (الإنفصــاليين الجـــدد) nadus200002-08-03, 09:04 PM
            Re: أوهـــام.. (الإنفصــاليين الجـــدد) nadus200002-08-03, 09:12 PM
              مكي علي بلايل يعقب على الطيب مصطفى nadus200002-08-03, 09:16 PM
                حـــق الأغبــياء فـي التفكــير nadus200002-08-03, 09:20 PM
                  قراءة في مقال غازي صلاح الدين nadus200002-08-03, 09:31 PM
                    Re: قراءة في مقال غازي صلاح الدين nadus200002-08-03, 09:34 PM
          الإنفصاليون الجدد ..!! nadus200002-08-03, 09:43 PM
            متى تكون الوحدة جذابة للشماليين nadus200002-12-03, 09:48 PM
              Re: متى تكون الوحدة جذابة للشماليين نساند دعوة الانفصال ونادمون على الاتفاق nadus200002-27-03, 05:53 PM
  الانفصاليون الجدد mohmmed said ahmed02-27-03, 06:23 PM
    Re: الانفصاليون الجدد nadus200002-27-03, 06:33 PM
      Re: الانفصاليون الجدد nadus200004-13-03, 08:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de