|
كلنا نخطئ فلما لا نتسامح
|
قرأت في عدد السبت من الوطن السعودية الخبر الذي أورده مراسل الصحيفة في الدمام منصور الخميس عن ذلك الشاب الذي استعار سيارة صديقه، وتناول منه المفتاح وتوجه خطأ إلى سيارة أخرى بنفس المواصفات ولما لم ينجح في استخدام المفتاح لجأ إلى حيلة إنزال زجاج النافذة وفتح بابها، ولكن المفتاح لم يطاوعه عندما أراد تشغيل محرك السيارة، ولم تدم حيرته طويلا لأنه وجد مفتاحا في درج السيارة وتمكن من الانطلاق بالسيارة التي لم تكن تخص صديقه، وجاء صاحب السيارة الأصلي واكتشف أن سيارته مفقودة فأبلغ الشرطة عن سرقتها... ومن جهة أخرى عاد الشاب الذي "سرق" السيارة "بحسن نية"، ليوقفها حيث وجدها، وأخبر صديقه بما لقي من مشكلات لفتح بابها وتدويرها فارتاب الصديق صاحب السيارة في الأمر وتوجه معه إلى موقف السيارات ليجدا صاحب السيارة التي قادها الشاب خطأً يقف بجانبها وهو في غاية الاندهاش من سلوك حرامية آخر الزمان الذين يسرقون السيارة ثم يتجولون بها لفترة قصيرة ويعيدونها سالمة إلى حيث كانت،... واكتشف الجميع "سوء التفاهم"، وضحكوا، ولأن صاحب السيارة المسروقة - التي لم تكن في واقع الأمر مسروقة- كان ابن ناس فقد تحمل عبء وعناء التوجه إلى الشرطة مجددا لشطب البلاغ!! وتحدث لكثيرين منا مواقف صعبة ومحرجة دون تعمد، ويتوقف تخفيف وقع الحرج على رد فعل الآخرين فقد يوقعك الله في شخص لئيم تشرح له كيف أنك ارتكبت خطأ ما عن غير قصد ولكنه يستغل الفرصة لإذلالك لأنه من تلك النوعية من البشر التي تستمتع باستغلال نقاط الضعف عند الآخرين. وقد حدث لي قبل بضعة أيام موقف لا أتمناه لمسلم أو لشارون فقد كنت في مستشفى في مدينة الرياض وسألت أحد عمال المستشفى عن موقع دورة المياه فأشار إلى الجهة التي يقع فيها الحمام، وكانت إرشاداته صحيحة وعلى الرغم من ازدحام المستشفى بالمرضى فقد كانت الحمامات خالية ونظيفة وأثناء وجودي داخل الحمام - وأقسم بالله أن هذا حدث بالفعل وأن زوجتي تشهد على ذلك - سمعت صوتا نسائيا يتحدث عبر الهاتف مع طرف آخر... حسبت بادئ الأمر أن الصوت صادر من شاب صوته رخيم ورقيق من النوع الذي يغني لحنا واحدا ثم يصدر فيديو كليب... ولكن صيغة التأنيث التي كانت تتكلم بها جعلتني أوقن بأن الصوت مصدره امرأة... وخرجت من الحمام وأنا أعجب لقلة حياء بنات آخر الزمن اللواتي يدخلن حمامات الرجال ليستخدمن الهاتف... وكانت هناك شابة تستخدم الهاتف وكان وجهها مكشوفا.. وشهقت وتوقفت عن الكلام.. وتبادلنا النظرات لبضع ثوان ثم أسرعت بالخروج.. وبعد أن ابتعدت عن الحمام قليلا أنبني ضميري: لماذا لا تنبه هذه الشابة إلى أنه من العيب أن تستخدم حمامات الرجال؟ ربما دخلت الحمام عن طريق الخطأ فلماذا لا تنبهها إلى خطئها؟ وتوجهت صوب الحمام مجددا لأجد في مدخله العلامة الدالة على أنه حمام نساء، وإنني أنا وليس هي من كان سلوكه "قليل الحياء"... وفقدت قواي العقلية المختلة أصلا لبعض الوقت ولم أعرف ماذا أفعل وحكيت لزوجتي ما حدث... ولكنها كانت "عبد المعين"... أعتذر عبر هذه الزاوية لتلك الشابة عن الخطأ الشنيع ولكن غير المقصود الذي ارتكبته وأشكرها لأنها لم تصرخ... لأنها لو صرخت... لربما كان أبوالجعافر قد أسلم الروح قبل أن ينهال عليه النشامى بالنعال! جعفر عباس ابو الجعافر http://www.sudanforum.net/forum/viewtopic.php?t=30666
|
|
|
|
|
|