المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقكم جسيمة، لذا عليكم من قراءة تجربة الحزب منذ نشأته ومراحل تطوره، والاخطاء التاريخية التي اثرت في تطوره وتماسكه، انا لست عضوا في هذا الحزب ولكن ان الدور الذى يمكن ان يلعبه هذا الحزب كممثل للطبقة الوسطى والمتعلمة في استقرار التجربة الديموقراطية في السودان، يجعلني ان اخاطب عضويته في العمل الجاد والمسئول في إعادة صياغة الحزب وبناء مؤسسات داخلية على أسس ديموقراطية و تبنى برنامج اقتصادي اجتماعي يمثل تطلعات الطبقة الوسطى ويكون صمام امان ديمومة الحياة الديموقراطية الراسخة. ان فشل التجارب الديموقراطية الثلاث في السودان يتحمل الحزب الديموقراطي الدور الأكبر في اجهاضها اكثر من حزب الامة الند التاريخي له. وهنا أحاول ان اتناول سياحة تاريخية عن تطور الحزب، علها تكون دافع مساعد لعضوية الحزب في التفكير الجاد في بناء الحزب. لمسات من تطور الحركة الاتحادية • كان هنالك وسط الخريجين توجهان الاتحاد مع مصر او الاستقلال. • بعد عام ١٩٤٣ اجبر عبد الرحمن المهدى راعى مؤتمر الخرجين ان يختار بين الجناح المعتدل بقيادة إبراهيم احمد والجناح المتطرف بقيادة الاشقاء • اختار عبد الرحمن المهدى الجناح المعتدل مما دفع بالأشقاء الى البحث عن جهة داعمة أخرى لحركتهم, • استغل على الميرغني هذا الوضع وايد جناح الاشقاء على مضض لمجابهة توسع نفوذ المهدى. • ما بين ١٩٤٣ -١٩٥٢ ظهرت ثلاث مجموعات اتحادية في الساحة السياسية o حزب الاشقاء اقوى الأحزاب وكان شعاره (إقامة حكومة سودانية ديمقراطي في اتحاد مع مصر وتحت التاج المصري). o الحزب الثاني جزب (الاتحاديين) اسسته جماعة أبو روف (١٩٤٤) وأهدافه إقامة حكومة سودانية حرة ديمقراطية لها وضع( الدومينين) تحت التاج المصري ، وكان لهم عداء واضح ضد الطائفية. o الحزب الثالث حزب الاحرار الذى نادى باتحاد كونفدرالي مع مصر، والذى انقسم على نفسه عام ١٩٤٦ الى مجموعة(الاحرار الانفصاليين) الذين انضموا الى الاستقلالين واندمج في النهاية الى جزب الامة، اما الجناح الأخر ( الاحرار الاتحاديين ) انضم هذا الجناح فيما بعد للجبهة المعادية للاستعمار. • في عام ١٩٥٢ اندمجت كل الأحزاب الاتحادية مكونة الحزب (الوطني الاتحادي) • في اول انتخابات برلمانية اكتسح الحزب الانتخابات وفاز ب ٥٠% من المقاعد واصوات جماهيرية كبيرة واكتسح كل مقاعد المدن ومناطق الوعى. • الصرعات بين الازهري والمرغنى أدى الى انقسام الحزب وقيام حزب الشعب الديمقراطي بقيادة على عبد الرحمن كحزب مدعوم بطائفة الختمية. • تحالف حزب الشعب بعد استقالة الأزهري فى١٩٥٦ مع حزب الامة لتكوين حكومة عبد الله خليل والتي سلمت الحكم للعسكر في ١٩٥٨ • اتخذ الحزب الوطن خطا اكثر راديكالية من ذي قبل ومن شعارته التي رفعها في انتخابات ١٩٥٨ ( لا قداسة في السياسة) ضد السيدين. • في ١٩٥٨ انضم الحزب الوطني الى الجبهة الوطنية التي ضمت النقابات والتكوينات المهنية واتحادات المزارعين، والحزب الفدرالي الجنوبي والحزب الشيوعي واتحادات الطلاب. • بعد ثورة أكتوبر ١٩٦٤ توحد الحزبين في حزب جديد باسم الاتحادي الديموقراطي • وفى عهد الإنقاذ انقسم الحزب اكثر من مرة طيلة فترة الإنقاذ، خرجت مجموعة الشريف الهندي، تلتها مجموع الوطني الاتحادي بقيادة المناضل على محمود حسنين.
بعض من الدروس التي يجب ان يستفاد منها ( نواصل)
الدروس التي يجب الاستفادة منها: • التكوين او المفهوم الحزبي بنى مداخل سياسية بحته وصراعات طائفية • البداية الخاطئة للعمل السياسي وسط الرواد المتعلمين بدلا من العمل وسط افراد الشعب وكسب التأييد وبحثوا عن التأييد في أوساط القيادات والمؤسسات التقليدية • الحزبان التقليديان كانت لهم نظرة قاصرة في العمل الحزبي الذى بنى على نظرة سياسية قاصرة للتنافس على الكراسي وليس ببناء برامج اقتصادية واجتماعية تميز بين الحزبين. • القناعة في ان النقلة الاقتصادية التي عمل على تنفيذها الاستعمار لخدمة مصالحة كانت تحقق طموحات هؤلاء الرواد، واكتفوا على ذلك واهملوا مسألة تنمية الريف السوداني. • ما يفرق بين حزب الامة والاتحادي الامة أنصاره المتعلمين وقفوا مع شعار الاستقلال، اما الاتحاديين وقفوا مع الوحدة مع مصر، عندما دعم عبد الرحمن المهدى كتلة الاستقلاليين اتجه الاتحاديين الى المرغنى، أي بني العمل السياسي على أساس طائفي ، كل حزب يمثل طائفة دينية متنافرة من الطائفة الأخرى مما اضعف العمل السياسي تحت ظلال التنافر الطائفي الديني. • لم تبنى هذه الأحزاب مؤسسات داخلية ديمقراطية لكونها تفتقد البرامج واللوائح التنظيمية بل تركت الامور للزعامة الدينية لتسيير امر الحزب من خلف الكواليس. •
ما هو المطلوب من الجيل الجديد في الحزب الاتحادي
o عليه وضع برنامج اقتصادي اجتماعي يمثل طموحات الطبقة الوسطى o بناء حزب على أسس مؤسسية بعيدا عن الطائفية والزعامات القدمية o دراسة الواقع المرير بعد ان تلاشت الطبقات الوسطى في المجتمع بفعل سياسات الجبهة ساهمت في انحسار وتلاشى هذه الطبقة او الشريحة لمدة ثلاث عقود واكثر o بناء تنظيمي ديمقراطي يراعى التنوع العرقي والاثني وتعدد الثقافات والتحرر من الخط العروبي الذى تبناه الحزب من نشأته ( الابروفين ذوى الاتجاهات القومية العربية) ، وبناء حزب يمثل طموحات الطبقي الوسطى بمختلف تعدداتهم الاثنية والعرقية والدينية. o توظيف الفرصة المتاحة لهم، خاصة بعد انتصار الثورة والمشاركة الفاعلة لبعض عضوب الحزب بقيادة الشهيد المناضل على محمود والشباب الذين شاركوا بقوة كأفراد او أعضاء منظمات مهنية. o ان يضعوا في الاعتبار قيام حزب وسطى قوى ومتماسك ،وله برنامج يتناول كل قضايا الوطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تضع مصالح الطبقة الوسطى وبقية الطبقات الفقيرة، في برنامج الحزب هو ضمان لاستمرار الديمقراطية وبالتالي استقرار الوطن. o وشكرا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
sharnobi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست