أنت تريد وترغب من يطوف حول مدارك .. وأنا أريد وأرغب من يطوف حول مداري .. والكل يريد ويرغب من يطوف حول مداره .. وتلك هي نزعة الهيمنة مغروسة في بني الإنسان .. وهي نزعة تولد مع الإنسان وقد ترافقه مدى الحياة .. والعلة في حد ذاتها لا تكمن في تلك النزعة فهي فطرة طبيعية في الإنسان ولا مناص منها .. ولكن العلة تكمن حين يجتهد أحدهم ليثبت للناس بأن له الأحقية دون الآخرين .. وهنا تتجلى الخطورة .. كما يتجلى مظهر من مظاهر الأنانية المفرطة في سلوكيات وأقول شخص مريض يعاني من مركب النقص في الأعماق .. وفي أكثر الأحوال فإن تلك الأنانية تكون مقرونة بالجهل والغباء والبدائية والتخلف .. ولا ترد إطلاقاُ تلك الصفة إلا في سلوكيات وأقوال بعض الناس البسطاء والجهلاء أصحاب العقول الضحلة .. أما ذلك الإنسان المثقف الواعي المدرك فهو عادة يملك المناعة ضد أمراض النقص التي توحي بالدونية عن الآخرين .. ولا يتعامل إطلاقاُ مع توافه الأمور .. وأمثاله عادة لا يجارون الجهلاء في سباق الجهل .. بل يمتثلون دائماُ بالمثل الذي يقول : ( العارف عزه مستريح ! ) .. أما هؤلاء المرضى بأمراض مركب النقص فلا يملكون إلا أن يعيشوا حياتهم في متاهات الهلوسة .. وبالتالي نحن لا نملك إلا أن ندعو لهم من الله الشفاء العاجل .. وحالهم كحال الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث !.
نقول ذلك القول وهنالك في هذا المنبر من يتعمد من وقت لآخر أن يثير نزعة التفرقة والعنصرية والأحقاد بين أبناء الشعب السوداني .. حيث تعجبه سيرة ( الجلابة والغرابة ) .. وكأنه ينتشي بتلك السيرة كما ينتشي بالخمر !.. وذلك الإنسان الذي يحب أن يثير تلك السيرة في هذا المنبر أو خلافه لا يدري بأن الآخرين من أبناء الشعب السوداني يضحكون على عقله ذلك الضحل الذي يماثل الصخرة الجامدة .. ولو كان عاقلاُ يملك ملكة الفهم والاستيعاب لأدرك أن مثل تلك السيرة لا تنقص من مكانة الجلابة ولا ترفع من مكانة الغرابة .. بل هي مجرد ثرثرة تماثل عواء الكلاب .. ولو جلس ذلك العاشق للسيرة ألف سنة وهو يؤلف الكتب والدواوين عن الجلابة والغرابة فإن ذلك الاجتهاد لن يبدل إطلاقاُ صورة الواقع المعاش .. فالجلابة هم الجلابة حتى قيام الساعة .. والغرابة هم الغرابة حتى قيام الساعة .. ولن يتنازل ويتبدل طرف من أجل عيون الطرف الآخر .. والحياة سوف تدوم بنفس النمط والوتيرة .. وهي نفس الحياة التي عاشها الإنسان السوداني منذ حقب وحقب .. لا تبديل ولا تحويل ولا جديد تحت السماء .. سواءُ رضي ذاك أم أبا ذاك .. فالشمس هي الشمس التي تشرق كعادتها كل يوم على الجلابي وعلى الغرابي .. وهي الشمس التي لا تخضع لأمر هؤلاء أو هؤلاء .. والكل يعيش حياته الخاصة في ساحته الخاصة دون توجيهات من الآخرين .. حيث الكل يولد حراُ وينشأ حراُ ويترعرع حراُ ويعيش حياته حراُ بالكيفية التي تعجب مزاجه .. ولا يستطيع أحد أن يفرض واقعاُ جديداُ على الآخر تحت أية فرية أو مفتريات .. وتلك الأحقية ممنوحة لكل الأطراف في السودان دون أي استثناء .. فلما تلك النغمة البغيضة ( الجلابي والغرابي ) ؟؟ .. ولما يجتهد بعض الحمقى ليوجد واقعاُ جديداُ يعطي الامتيازات لفئة من الناس دون غيرها ؟؟ .. وما هو الهدف من ذلك العزف الممجوج الذي لا يطرب آذان أبناء السودان ؟؟ . ولما هؤلاء ببساطة شديدة يظنون أنهم حين يكتبون يتعاملون مع أطفال الرياض !. ولا يعرفون بأنهم يتعاملون مع الشعب السوداني .. وهو شعب يعرف جيداُ مكامن المقاصد الخبيثة .. كما يعرف جيداُ تلك النوايا الحاقدة الخبيثة المغلفة والمحاطة بسواد القلوب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست